بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الودود ، الإله الحق المعبود ، ذي الكرم والجود ..
يعطي دون قيود ، ويغني دون حدود ..
سبحانه من إله قادر .. قاهر .. ما أرحمه ! وما أعظمه ! وأكرمه ! وهو العزيز الحميد .
يعطي دون قيود ، ويغني دون حدود ..
سبحانه من إله قادر .. قاهر .. ما أرحمه ! وما أعظمه ! وأكرمه ! وهو العزيز الحميد .
والصلاة والسلام على خليل رب العالمين ، وخير خلق الله أجمعين ، سيِّدِ الأولين والآخرين ، سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا وإمامنا وأسوتنا محمد ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحده لا شريك له ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :
حديث عن الحب
أخي الحبيب !
حديثني إليك عن الحب ..وأيُّنا لا يحب ؟!
ايتني بقلبٍ لم يخفق بحب ، وعين لم تهجُر الوِساد وتعافُ الرقاد ، ولسان لم يلهج بذكر محب ، وأُذنٍ لم تطرب بسماع كلام حبيب ..
ولكن ، شتَّان .. شتَّان ..
شتَّان بين من امتلأ قلبه بمحبة الله ، وبما يحبه خالقه ومولاه ، وبين من امتلأ قلبه بمحبة غير الله ، سواءً للنساء والأخدان أو للفتيان والمردان ، أو لغيرهما مما هو لغير الله ..
شتَّان .. بين من يسهرون ليلهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع ، فهم بين ساجد وراكع وداعٍ وخاضع ومستغفر وخاشع ، وبين من يسهرون ليلهم في المعاكسات الهاتفية بكلمات تسخط ربَّ البرية ..
شتَّان .. بين من يسهرون ليلهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع ، فهم بين ساجد وراكع وداعٍ وخاضع ومستغفر وخاشع ، وبين من يسهرون ليلهم في المعاكسات الهاتفية بكلمات تسخط ربَّ البرية ..
شتان بين من أيديهم معطاء بالخير سحَّاء ، تنفق في سبيل الله يشترون بها رضوان الله والجنة ، وبين من ينفقونها على هلكتهم في الشر ، يشترون بها رضا المحبوبين ، غافلين عن رب العالمين .
شتان بين من يقضي وقته ويمضي عمره في الطاعات والمسابقة إلى الخيرات ، والتزود من الباقيات الصالحات ، وبين من يمضي عمره يتسكَّع في الأسواق ، يخطو خطوات الخطا لمعصية الواحد الخالق الرزاق .
شتان بين من يلهج لسانه بذكر ربه ، لا يكاد يفتر عن ذكره وشكره ، وتلاوة آياته والتلذذ بمناجاته ، وبين من لا يطيب له حال ، ولا يستقر له بال إلاَّ وهو يكتب رسائل الغرام ، ويقرأ أشعار الشوق والغزل والهيام
شتان بين من يناديه مولاه لساحات الوغى وميادين الفداء .. فيتقدم لا يتقهقر ، ويسابق لا يتأخر .. {... وعجلتُ إليك ربِ لترضى } [1]"
وبين من يغامر بنفسه ويجازف بروحه ، ويُعرِّض نفسه للمتالف ، ليدرك مآربه من معشوقه
هل يستويان مثلاً ؟! وهل يتماثلان حالاً ومآلاً ..؟!
سارت مشرِّقةً وسرتُ مُغرِّباً شتَّان بين مشرِّقٍ ومُغرِّب
هل يستويان مثلاً ؟! وهل يتماثلان حالاً ومآلاً ..؟!
سارت مشرِّقةً وسرتُ مُغرِّباً شتَّان بين مشرِّقٍ ومُغرِّب
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا من يرتدَّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزَّةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسعٌ عليم } [2]
وليس العجيب أن يحبونه ، فهو المستحق له سبحانه ، ولكن الغريب أنه يحبهم مع غناه عنهم وعدم حاجته لهم !
{ يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز } [3]
{ يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز } [3]
يتبع ان شاء الله
الموضوع الثاني : الشباب والحب
تعليق