الحمدلله الحكم العدل اللطيف الخبير، أحمده سبحانه وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له، له الخلق والأمر والتدبير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أكرم رسول وخير بشير، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
عبادالله:
اتقواالله تعالى، واعلموا أن الله بعث في الأميين رسولا منهم فرفع صوته بالحق ونادى وملأ الأرض هداية وإرشادا، جاء بدين العدل بين الناس جماعات وأفرادا، وقال: «ياأيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بالآباء فالناس رجلان رجل بر تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله والناس بنوا آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله تعالى: -(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍوَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُم ْعِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)- [الحجرات/13]»
ثم أما بعد:
فالكل يعلم ما حدث في مصر من مظاهرات لتغيير النظام الظالم وتحقيق العدل والمساواة في البلاد وعرضاً لبعض الطلبات التي كان يتمناها كل فرد في المجتمع المصري ومن هذه الطلبات تعديل بعض نصوص الدستور وهذا حقوق مشروعة ولكن ما أحزني وأحزن المجتمع المصري ظهور بعض الفرق التي تطالب بتعديل نص المادة الثانية من الدستور المصري
نص المادة الثانية من الدستور:
الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع
والسؤال الذي يثور الآن هل ظلمت الشريعة الإسلامية الأديان الأخرى؟
وللإجابة علي هذا السؤال يجب أن نقلب صفحات التاريخ ونرجع إلي الوراء قبل الفتح الإسلامي لمصر ونري كيف كان حال مصر قبل الفتح الإسلامي:
كانت مصر أثناء الحكم البيزنطي خاضعة مباشرةً للإمبراطور البيزنطي في القسطنطينية، وذلك لأهميتها الاقتصادية للدولة الرومانية في الشرق والغرب، حيث كانت مصر تعتبر مخزن غلال الإمبراطورية وذلك خلافاً لبقية مقاطعات الدولة الرومانية والتي كانت خاضعة لحكم مجلس الشيوخ وكان اختلاف عقيدة المصريين عن حكامهم سببا في اضطهادهم من قبل البيزنطيين وذلك لإختلاف عقيدة المصريين الذين رفضوا قرارات مجمع خلقيدونية (451) عن عقيدة البيزنطيين الذين قبلوا بقرارات هذا المجمع.
فهذاهو حال مصر قبل الفتح الإسلامي ثم نقلب هذه الصفحة لنري حال مصر بعد الفتح الإسلامي وكيف أن النصارى كانوا يستنجدون بعمرو بن العاص والإسلام ليحررهم من قيود الرومان فهذا هو حال الإسلام مع الأديان لا يظلم أحد بمجرد أنه غير مسلم ولا يكره أحد علي إعتناقه {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِن َالْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256], وقال تعالي:{أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس:99]
هذاهو الإسلام شامخ لا يظلم أحد بمجرد أنه ليس مسلم فقد قال تعالي {لَا يَنْهَاكُم ُاللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُممِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِب ُّالْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة : 8]
وإنماجعل الله الحرب علي أعداءه والذين يظلمون أولياءه من المؤمنين {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[الممتحنة : 9]
وأيضاالسنة النبوية العطرة قد وضعت دستور شامل في معاملة غير المسلمين:
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال ( لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئاً ) رواه البخاري
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخاري
3- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ) رواه البخاري
4- عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أمر أمير على جيش أو سرية ، أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا . ثم قال ( اغزوا باسم الله . وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله . اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا . وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ( أو خلال ) . فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى الإسلام . فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين . وأخبرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبوا أن يتحولوا منها ، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين . يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين . ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء . إلا أن يجاهدوا مع المسلمين . فإن هم أبوا فسلهم الجزية . فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك . فإنكم ، أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم ، أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله ، فلا تنزلهم على حكم الله . ولكن أنزلهم على حكمك . فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ) رواه مسلم
5- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : عندي خير يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل منه ما شئت . فترك حتى كان الغد ، فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : ما قلت لك ، إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد فقال : ما عندك يا ثمامة فقال : عندي ما قلت لك فقال : ( أطلقوا ثمامة ) . فانطلق إلى نخل قريب من المسجد ، فاغتسل ثم دخل المسجد ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، يا محمد ، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي ، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك أحب دين إلي ، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ، وإن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة قال له قائل : صبوت ، قال : لا ، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا والله ، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه البخاري ومسلم
6- عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فأتت اليهود فشكوا أن الناس قد أسرعوا إلى حظائرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها ) رواه أبو داود بسند حسن
7- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال " إني لم أبعث لعانا . وإنما بعثت رحمة "رواه مسلم
فهذا هو دستور النبي في معاملة غير المسلمين وأعتقد بل أكيد أن أهل الأديان الأخرى في ظل حكم إسلامي سيشعرون بعدل أكثر مما نحن فيه فما أمتع العيش في ظل حكم يسوده العدل بين المسلم وغير المسلم والدليل علي ما أقول أن الرقيب في الدستور الإسلامي هو الله سبحانه وتعالي فالناس يوجد عندهم رهبه من الله فمن عصي وخرج عن هذا الدستور فانه يخشي عذاب الله ولكن من هو الرقيب في القوانين الوضيعة هم بشر.
وسوف أقص عليكم قصة رائعة تتماشي مع ما أقول :
كان هناك شاب غير مسلم طلِبَ منه أن يقدم بحث في الضرائب فبحث في أنظمة العالم كلها فلم يجد غير نظام واحد فقط أتدرون ما هذا النظام هو نظام الزكاة (الضريبة الإسلامية) فلم يجد فيه خلال ولا وجود لظاهرة التهرب الضريبي وذلك لعدة أسباب هي:
1- حرص الفرد علي أداءها خوفاً من الله عز وجل.
2- فرضت بأسعار يسيرة.
3- لا تسقط بالتقادم.
4- لا تسقط بوفاة رب المال.
فالله الله علي هذا النظام وهذا الدستور الذي حفظه الله عز وجل من كل عيب ونقصان ففيه كل شئ صغيراً كان أو كبيراً فمعاً لمنع المساس بالمادة الثانية من الدستور المصري
عبادالله:
اتقواالله تعالى، واعلموا أن الله بعث في الأميين رسولا منهم فرفع صوته بالحق ونادى وملأ الأرض هداية وإرشادا، جاء بدين العدل بين الناس جماعات وأفرادا، وقال: «ياأيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بالآباء فالناس رجلان رجل بر تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله والناس بنوا آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله تعالى: -(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍوَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُم ْعِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)- [الحجرات/13]»
ثم أما بعد:
فالكل يعلم ما حدث في مصر من مظاهرات لتغيير النظام الظالم وتحقيق العدل والمساواة في البلاد وعرضاً لبعض الطلبات التي كان يتمناها كل فرد في المجتمع المصري ومن هذه الطلبات تعديل بعض نصوص الدستور وهذا حقوق مشروعة ولكن ما أحزني وأحزن المجتمع المصري ظهور بعض الفرق التي تطالب بتعديل نص المادة الثانية من الدستور المصري
نص المادة الثانية من الدستور:
الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع
والسؤال الذي يثور الآن هل ظلمت الشريعة الإسلامية الأديان الأخرى؟
وللإجابة علي هذا السؤال يجب أن نقلب صفحات التاريخ ونرجع إلي الوراء قبل الفتح الإسلامي لمصر ونري كيف كان حال مصر قبل الفتح الإسلامي:
كانت مصر أثناء الحكم البيزنطي خاضعة مباشرةً للإمبراطور البيزنطي في القسطنطينية، وذلك لأهميتها الاقتصادية للدولة الرومانية في الشرق والغرب، حيث كانت مصر تعتبر مخزن غلال الإمبراطورية وذلك خلافاً لبقية مقاطعات الدولة الرومانية والتي كانت خاضعة لحكم مجلس الشيوخ وكان اختلاف عقيدة المصريين عن حكامهم سببا في اضطهادهم من قبل البيزنطيين وذلك لإختلاف عقيدة المصريين الذين رفضوا قرارات مجمع خلقيدونية (451) عن عقيدة البيزنطيين الذين قبلوا بقرارات هذا المجمع.
فهذاهو حال مصر قبل الفتح الإسلامي ثم نقلب هذه الصفحة لنري حال مصر بعد الفتح الإسلامي وكيف أن النصارى كانوا يستنجدون بعمرو بن العاص والإسلام ليحررهم من قيود الرومان فهذا هو حال الإسلام مع الأديان لا يظلم أحد بمجرد أنه غير مسلم ولا يكره أحد علي إعتناقه {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِن َالْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256], وقال تعالي:{أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس:99]
هذاهو الإسلام شامخ لا يظلم أحد بمجرد أنه ليس مسلم فقد قال تعالي {لَا يَنْهَاكُم ُاللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُممِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِب ُّالْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة : 8]
وإنماجعل الله الحرب علي أعداءه والذين يظلمون أولياءه من المؤمنين {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[الممتحنة : 9]
وأيضاالسنة النبوية العطرة قد وضعت دستور شامل في معاملة غير المسلمين:
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال ( لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئاً ) رواه البخاري
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخاري
3- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ) رواه البخاري
4- عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أمر أمير على جيش أو سرية ، أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا . ثم قال ( اغزوا باسم الله . وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله . اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا . وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ( أو خلال ) . فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى الإسلام . فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين . وأخبرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبوا أن يتحولوا منها ، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين . يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين . ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء . إلا أن يجاهدوا مع المسلمين . فإن هم أبوا فسلهم الجزية . فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك . فإنكم ، أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم ، أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله ، فلا تنزلهم على حكم الله . ولكن أنزلهم على حكمك . فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ) رواه مسلم
5- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : عندي خير يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل منه ما شئت . فترك حتى كان الغد ، فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : ما قلت لك ، إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد فقال : ما عندك يا ثمامة فقال : عندي ما قلت لك فقال : ( أطلقوا ثمامة ) . فانطلق إلى نخل قريب من المسجد ، فاغتسل ثم دخل المسجد ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، يا محمد ، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي ، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك أحب دين إلي ، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ، وإن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة قال له قائل : صبوت ، قال : لا ، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا والله ، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه البخاري ومسلم
6- عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فأتت اليهود فشكوا أن الناس قد أسرعوا إلى حظائرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها ) رواه أبو داود بسند حسن
7- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال " إني لم أبعث لعانا . وإنما بعثت رحمة "رواه مسلم
فهذا هو دستور النبي في معاملة غير المسلمين وأعتقد بل أكيد أن أهل الأديان الأخرى في ظل حكم إسلامي سيشعرون بعدل أكثر مما نحن فيه فما أمتع العيش في ظل حكم يسوده العدل بين المسلم وغير المسلم والدليل علي ما أقول أن الرقيب في الدستور الإسلامي هو الله سبحانه وتعالي فالناس يوجد عندهم رهبه من الله فمن عصي وخرج عن هذا الدستور فانه يخشي عذاب الله ولكن من هو الرقيب في القوانين الوضيعة هم بشر.
وسوف أقص عليكم قصة رائعة تتماشي مع ما أقول :
كان هناك شاب غير مسلم طلِبَ منه أن يقدم بحث في الضرائب فبحث في أنظمة العالم كلها فلم يجد غير نظام واحد فقط أتدرون ما هذا النظام هو نظام الزكاة (الضريبة الإسلامية) فلم يجد فيه خلال ولا وجود لظاهرة التهرب الضريبي وذلك لعدة أسباب هي:
1- حرص الفرد علي أداءها خوفاً من الله عز وجل.
2- فرضت بأسعار يسيرة.
3- لا تسقط بالتقادم.
4- لا تسقط بوفاة رب المال.
فالله الله علي هذا النظام وهذا الدستور الذي حفظه الله عز وجل من كل عيب ونقصان ففيه كل شئ صغيراً كان أو كبيراً فمعاً لمنع المساس بالمادة الثانية من الدستور المصري