ماذا حدث فى تونس
رؤية شرعية وقراءة تاريخية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فإنه من المتيقن أن ما حدث فى تونس فى الأيام والأسابيع الأخيرة قد أثر فى قلوب و عقول كافة المسلمين الذين يعنون بأمر هذه الأمة ويحملون همها وويشعرون بجراحاتها وآلامها
ولقد اجتمعت مشاعر أكثر الناس على الفرحة بما فعله رب العالمين بشين الفاسقين الفاجرين المسمى ببن على
فرحة تطورت فى كثير من الأحيان إلى شماتة واضحة و ظهر ذلك فى العديد من الكتابات والتعليقات على الأحداث الأخيرة وهى وإن كانت – أى الشماتة - ليست من شيم المسلم إلا أننا لا نستطيع بعد استقراء جرائم هذا الطاغوت أن ننكرها على أصحابها خاصة إن كانت من باب ويشف صدور قوم مؤمنين
و كيف لا تشفى صدور مؤمنة بمصير هذا الطاغية المجرم بعد كل ما اقترفه فى حق الإسلام والمسلمين؟
إن مافعله بن على وسلفه الغابر وأستاذه فى الإجرام الهالك بورقيبة ليصُف اسميهما بجدارة و عن استحقاق وبحروف مظلمة تقطر بدماء الأبرياء الذين ذبحوهم بجوار أسماء عتاة الإجرام فى تاريخ البشر فيجدا لهما مكانا فى مزابل التاريخ بجوار فرعون وهامان وقارون و أبى جهل والنمرود ونيرون و لينين وستالين إلى آخر تلك القائمة السوداء من الظلمة و الطغاة أمثالهم
لقد خسر شين الهالكين أى مثقال ذرة من تعاطف أو إشفاق بعد أن حول هو وسلفه المجرم تونس من بلد إسلامى عريق كان مشعلأ للنور و منبرا للحضارة إلى جرح علمانى غائر فى جسد الأمة و استطاعوا بعقول شيطانية و أساليب إبليسية لم يتفتق عنها ذهن أعتى عتاة الإجرام أن يمحوا فى نصف قرن تاريخا مشرقا دام ثلاثة عشر قرنا من الزمان
استطاعوا بقمعهم لكل ما هو دينى أن يجتثا هذا التاريخ من قلوب جل المؤمنين خاصة الأجيال الصاعدة إلا فقل لى بربك كم من المسلمين اليوم يعرف عن الزيتونة وجامعتها الأقدم بقرون من الأزهر نفسه بل كم من التونسيين أنفسهم يعرف عن بن عرفة وسحنون وأسد بن الفرات وغيرهم كثير ممن أثروا الملة بالعلم و أغنوا تراثها من خلال هذه الجامعة الأعرق
فقبل أن ننظر إلى الظلم الاجتماعى والاقتصادى الذى وقع على تونس والسجن الكبير الذى تحولت إليه بسبب تلك الطغمة الفاسدة لابد لنا من التعرف أولا على الجرائم العقدية والحرب الدموية التى شنها هؤلاء الظلمة على الإسلام وأهله والتى لا أكون مبالغا إن زعمت أنها فاقت فى نواحى عدة ما فعله غير المسلمين من أعداء الدين
- فما رأينا شارون نزع بيده حجابا عن رأس أم فاضلة كما رأينا الهالك بورقيبة يفعل
- ولا سمعنا عن بطاقات ممغنطة جعلها ساركوزى شرطا لأداء الصلاة فى بيوت الله كما فعل شين الفاجرين بن على
- وما راود بوش أو أوباما فى أكثر أحلامهما تفاؤلا أن تصل الرقابة على المسلمين إلى حد مراقبة الأضواء ليلا لمعرفة الذين يستيقظون لقيام الليل بانتظام ومساءلتهم عن ذلك بل وتوقيفهم بسبب ثبوت تهمة "قيام الليل"
فللجانب الاسلامى فى تلك الثورة شواهد سيأتى ذكرها إن شاء الله ولا يفطن إليها كثير ممن يحاول اختزال تلكم الثورة إلى ثورة جياع كالثورة الفرنسية أو ثورة بأيديولوجية شيوعية خالصة كالثورة البلشفية أو ثورات أمريكا الجنوبية
إن ثورة تونس التى تحتوى على أكبر طبقة متوسطة بالعالم العربى و الإسلامى (بنسبة 80%) وأعلى معدل تعليم فى العالم العربى و الإسلامى (فحسب بيانات المنتدي الاقتصادي العالمي تونس احتلت المرتبة العشرين عالمياً في مؤشر جودة نظام التعليم بينما جاءت مصر في المرتبة 121 من بين 139 دولة، أما في مؤشر جودة إدارة المدارس فجاءت تونس في المرتبة 22 عالمياً وجاءت مصر في المرتبة 122 !!!)
وبها نسبة بطالة لا تتجاوز على أقصى تقدير العشرين بالمائة
فلا يمكن أبدا اختزال عاملها الرئيسى إلى الجوع والفقر والبطالة وإن كان قد أوقد شرارتها بعض هذه العوامل
وهى ليست كذلك ثورة استخباراتية تحركها أصابع المخابرات المركزية أو الروسية كحال العديد من ثورات أوروبا الوسطى و أمريكا الجنوبية
ولعفويتها الواضحة وتطور أحداثها السريع و الغير منظم وتأخر قوى المعارضة فى اللحاق بركبها لا يمكن وصفها بثورة تنظيمات سرية أو انقلاب عسكرى أعد لها عن طريق جمعية سرية كالضباط الأحرار بمصر أو فرقة ذات مرجعية دينية أوتديرها شخصية ذات قداسة عند أتباعها كثورة إيران الخمينية
بل نستطيع أن نقول ببساطة ووضوح أن ما حدث كان كبتاً ولد انفجارا
كبت سببته مجموعة كبيرة من العوامل والمؤثرات ظلت تضغط على الشخصية التونسية طوال ما يزيد عن خمس عقود من الزمان حتى انفجرت و نجم عن انفجارها ماشهدناه من بركان غضب ما استطاع الطاغوت أن يقف أمام مده العارم وما ملك إلا الفرار خلال الأنفاق كجرذ حقير متدثر بلباس النساء الذى طالما حاربه ردحا من الزمان
إن الظلم والقهر و الاستبداد والفساد والسلب و النهب وكبت الحريات وقمع المعارضين عوامل مهمة و أساسية لا شك أن بعضها يكفى لانهيار الأنظمة التى تتعاطاها و تحريك الجموع المقهورة لإسقاطها ولكم كانت كلمة شيخ الاسلام بن تيمية معبرة حين قال في مجموع الفتاوى (6-340): إنَّ اللَّهَ يُقِيمُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً ؛ وَلَا يُقِيمُ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُسْلِمَةً .
فما بالكم إن كانت الدولة ظالمة و أيضا تحارب الله ورسالته ؟؟؟؟؟؟
لابد كما يحلو لكثير من الناس اليوم إذا أن يقولوا ردا على هذا السؤال
الإجابة : تونس
إن ما وقع فى تونس وإن كان لا يزال الوقت مبكرا للحكم عليه بدقة يتلخص فى كلمة واحدة لا محيص عنها
(فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)
فسنة الله فى إذلال الظالمين ومحق دولتهم و كسر شوكتهم ماضية
وسنته فى إظهار تخلى المتبوعين وتعادى الأخلاء فى غير التقوى معلومة مشاهدة
وسنة الله فى نصر الحق و دحر الباطل لا يجادل فيها عاقل
ولذا ومن باب التدبر والتأمل والتماس الفائدة كان لا بد أن نقف هذه الوقفة المهمة مع الواقع التونسى ونعتبر بما وقع فيه لقول الله فى سورة محمد (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10)
وقوله تعالى فى الأنعام (قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُالْمُكَذِّبِينَ (11)
فنتأمل سنن الله فى معاملة الظالمين و نأخذ العبرة و تشفى صدورنا ونفرح لإخواننا الذين نجاهم الله من هذا الطاغوت مظهرين بض الأحكام و الضوابط المهمة التى لا تنسينا إياها سكرة الفرحة ولا تعمى أعيننا عنها نشوة العاطفة و ننصح من خلال ذلك إخواننا التونسيين و من تأثر بهم كى لا يكونوا كالمستجير من الرمضاء بالنار
وذلك كما سبق وبينت دون تكلف مصطنع لاضفاء الإسلامية على هذه الثورة و إن كانت هناك إرهاصات تنبىء بوجود النفس الإسلامى بداخلها وإن لم يكن دافعا فنأمل أن يكون مكسبا
- من هذه الإرهاصات عودة ظهور الحجاب على استحياء فى الشوارع والطرقات وهو الذى غاب عنها طويلا و قد خرجت مظاهرة للمحجبات يوم السبت 22 يناير و نقلتها شاشات الفضائيات و كذلك رأينا محجبات وملتحين لأول مرةة يتصدرون المظاهرات بشوارع تونس
- ومنها إقامة صلاة الجماعة فى عرض الطريق والتى أثلجت صورها صدورنا ونحن نعلم التقييد الذى كان المصلون يعانون منه فى المساجد كما سيأتى فى ذكر جرائم النظام الغابر
- و ما نقلته وكالة الأنباء العالمية (رويترز) خير شاهد حيث قالت:" على مدى 23 عاما كان التونسيون يؤدون صلاتهم في خوف. قللوا ترددهم على المساجد .. ولم يكن أحد يتحدث مع أحد. لم يكن بوسع النساء ارتداء الحجاب في الشارع ولم يكن يجرؤ الرجال على ترك لحاهم طويلة خشية الاعتقال.ويوم الجمعة الماضية 21 من يناير(الأولى بعد رحيل بن على) وللمرة الاولى منذ عقود حضر التونسيون الى صلاة الجمعة ودون خوف من أن يكلفهم هذا وظائفهم أو حريتهم. ويقول أحدهم و اسمه عبد القوى (57 سنة) الذي كان يتحدث أمام مسجد القدس في العاصمة تونس بينما تدفق مئات من التونسيين معظمهم يرتدون سترات او سراويل جينز على المسجد لاداء صلاة الجمعة "لم نكن نقدر على الصلاة بحرية من قبل"وافترش بعضهم الفناء الخارجي للمسجد فيما ترجلت نسوة بالحجاب في هدوء عبر مدخل جانبي نحو مصلى النساء.(ا.ه بيان رويترز)
- ومنه كذلك ماتردد عن عودة الأذان إلى بعض القنوات التليفزيونية التى لم يكن متاحا فيها قبل ذلك
- و التصريحات المذعورة لقادة الكيان الصهيونى اللقيط وتحذيرهم المرجف لإخوانهم من أذناب العلمانية بتونس من صعود الإسلاميين لسدة الحكم بسبب هذه الثورة التى صرح بن على أكثرمن مرة أنها ثورة إسلامية ( وإن كان لا يخفى علينا أنه يستعمل هذا اللفظ كفزاعة معتادة يخوف بها منتعليه بالبيت الأسود و باريس كى لا يتخلوا عنه حتى يؤدى المهمة المنوط بها)
- و مما يلفت الانتباه خروج بعض المظاهرات ذات الشعارات إسلامية الواضحة وهى مصورة و موجودة على مواقع الفيديو المعروفة ومن شاء يستطيع الرجوع لها وفيها رأينا المتظاهرين يرددون الشعارات الإسلامية التى لا تقبل تأويلا ومنها على سبيل المثال : (بن على يا عميل الإسلام هو البديل , بالروح بالدم نفديك يا إسلام , لا مفر لا مفر الخلافة هى الحل ) ويرفعون لافتات مكتوب عليها :لا ديموقراطية ولا رأسمالية إسلامية إسلامية إلى غير ذلك ممل امتلأت به من التكبير و التهليل و الصلاة على النبى و المطالبة بوحدة الأمة الإسلامية
ومع ذلك علينا النظر والاعتبار بما حدث و استقراءه وتحليله وذلك لا يتأتى إلا من خلال:
- استقراء التاريخ التونسى و إبراز الجانب الإسلامى للشخصية التونسية
- ماآلت إليه الأمور فى تونس بعد سيطرة الطاغوتين عليها و الظروف التى تعرض لها إخواننا خلال عقود خمسة ماضية .
- تدبر السنن الربانية فيما حدث و الخروج بالعظة و العبرة من ذلك
- النصح المستخلص من كل ذلك للتونسيين خاصة وللأمة عامة
فهو ملىء بالصفحات المسرقة منذ الفتح الإسلامى لها على يد عقبة بن نافع وبناء اول مدنها الإسلامية وهى القيروان
ولقد ظلت تونس قرونا معقلا هاما من معاقل الإسلام وثغر عظيم من ثغور العلم واسألوا إن شئتم جامع الزيتونة .
فمثلما كان الأزهر في مصر منارة للعلم والعلماء كان جامع الزيتونة في تونس، منارة للعلم ومصنعًا للرجال الأفذاذ الذين قادوا الأمة وأناروا لها الطريق.
وما خفت دور الزيتونة إلا بسبب أعداء الإسلام ممن تولوا قيادة تونس المسلمة , عصور من العلمانية والكره لكل ما يمت للإسلام بصلة أثرت على دور الزيتونة .
فجامع الزيتونة يعد أول جامعة في العالم الإسلامي وهو أعرق و أقدم من الأزهر بقرون وهو جامعة وجامع بمدينة تونس. يعد ثاني الجوامع التي بنيت في "أفريقية"( أى تونس والمغرب العربى) بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان، و يرجح المؤرخون أن من أمر ببنائه هو حسان بن النعمان عام 79 هـ وقام عبيد الله بن الحبحاب بإتمام عمارته في 116 هـ736م.
لقد كان جامع الزيتونة محور عناية الخلفاء والأمراء الذين تعاقبوا على إفريقية، إلا أن الغلبة كانت للبصمات الأغلبية ولمنحى محاكاته بجامع القيروان وقد منحته تلك البصمات عناصر يتميز بها إلى اليوم.
ومثلما اختلف المؤرخون حول باني المسجد الجامع، فقد اختلف الرواة حول جذر تسميته، فمنهم من ذكر أن الفاتحين وجدوا في مكان الجامع شجرة زيتون منفردة فاستأنسوا بها وقالوا : أنها لتؤنس هذه الخضراء وأطلقوا على الجامع الذي بنوه هناك اسم جامع الزيتونة.
ولم يكن المعمار وجماليته الاستثناء الوحيد الذي تمتّع به جامع الزيتونة، بل شكّل دوره الحضاري والعلمي الريادة في العالم العربي والإسلامي إذ اتخذ مفهوم الجامعة الإسلامية منذ تأسيسه وتثبيت مكانته كمركز للتدريس وقد لعب الجامع دورا طليعيا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في بلاد المغرب وفي رحابه تأسست أول مدرسة فكرية بإفريقية أشاعت روحا علميّة صارمة ومنهجا حديثا في تتبع المسائل نقدا وتمحيصا ومن أبرز رموز هذه المدرسة
- علي ابن زياد مؤسسها
- وأسد بن الفرات العالم المجاهد العظيم
- والإمام سحنون صاحب المدوّنة المدونة الكبرى التي جمع فيها مسائل الفقه على مذهب مالك بن أنس و التي رتبت المذهب المالكي وقننته.
- وكذلك اشتهرت الجامعة الزيتونية في العهد الحفصي بالفقيه المفسّر والمحدّث محمد بن عرفة التونسي صاحب المصنّفات العديدة
- وابن خلدون المؤرخ ومبتكر علم الاجتماع.
لقد تخرّج من الزيتونة طوال مسيرتها آلاف العلماء والمصلحين الذين عملوا على إصلاح أمّة الإسلام والنهوض بها. إذ لم تكتف جامعة الزيتونة بأن تكون منارة تشع بعلمها وفكرها في العالم وتساهم في مسيرة الإبداع والتقدم وتقوم على العلم الصحيح والمعرفة الحقة والقيم الإسلامية السمحة، وإنما كانت إلى ذلك قاعدة للتحرّر والتحرير من خلال إعداد الزعامات الإسلامية والوطنية وترسيخ الوعي بالهوية العربية الإسلامية ففيها تخرج المؤرخ ابن خلدون وابن عرفة وإبراهيم الرياحيوسالم بوحاجبومحمد النخلي
- ومحمد الطاهر بن عاشور صاحب تفسير العظيم التحرير والتنويروله العديد من المواقف العظيمة التى سجلها التاريخ و حفظ الله بها الملة ومن المواقف المشهورة للطاهر بن عاشور رفضه القاطع استصدار فتوى تبيح الفطر في رمضان، وكان ذلك عام (1381 هـ = 1961م) عندما دعا "الحبيبُ بورقيبة" العمالَ إلى الفطر في رمضان بدعوى زيادة الإنتاج وبدأ بنفسه ، ثم طلب من الشيخ أن يفتي في الإذاعة بما يوافق هذا، لكن الشيخ صرح في الإذاعة بما يريده الله تعالى، بعد أن قرأ آية الصيام، وروى أنه قال بعدها: "صدق الله وكذب بورقيبة"، فخمد هذا التطاول المقيت وهذه الدعوة الباطلة بفضل الله ثم مقولة ابن عاشور الذى عزل بعدها من جميع مناصبه.
- ومنها تخرج الإمام الأكبر الشيخ محمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر الأسبق (أيام أن كان يختار بمشورة هيئة كبار العلماء المسلمين)
- ومحمد العزيز جعيط
- والمصلح الزعيم عبد العزيز الثعالبي
- وشاعر تونس أبو القاسم الشابي صاحب الأبيات التى لو شهد واقع تونس اليوم ما كتب أفضل منها:
ألا أيها الظالم المستبد حبيب الفناء عدو الحياة
سخرت بأنات شعب ضعيف وكفك مخضوبة من دماه
وعشت تدنس سحر الوجود وتبذر شوك الاسى في رباه
وعشت تدنس سحر الوجود وتبذر شوك الاسى في رباه
رويدك لا يخدعنك الربيع وصحو الفضاء وضوء الصباح
ففي الأفق الرحب هول الظلام وقصف الوعود وعصف الرياح
حذاري فتحت الرماد اللهيب ومن يبدوا للشوك يجني الجراح
تأمل هنالك أنى حصدت رؤوس الورى وزهور الأمل
ورويت بالدم قلب التراب وأشربته الدمع حتى ثمل
سيجرفك السيل سيل الدماء ويأكلك العاصف المشتعل
كان لأبي القاسم الشابي أشعار جميلة جداً لهذه المعاني ، منها هذا البيت المشهور الذي يكاد كل الناس يحفظونه وإن كنا نستنكر منه لفظة فيها سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى ومع أقدار الله ، وهي قوله :
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ففي الأفق الرحب هول الظلام وقصف الوعود وعصف الرياح
حذاري فتحت الرماد اللهيب ومن يبدوا للشوك يجني الجراح
تأمل هنالك أنى حصدت رؤوس الورى وزهور الأمل
ورويت بالدم قلب التراب وأشربته الدمع حتى ثمل
سيجرفك السيل سيل الدماء ويأكلك العاصف المشتعل
كان لأبي القاسم الشابي أشعار جميلة جداً لهذه المعاني ، منها هذا البيت المشهور الذي يكاد كل الناس يحفظونه وإن كنا نستنكر منه لفظة فيها سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى ومع أقدار الله ، وهي قوله :
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوك الحياة تبخر في جوها واندثر
ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
وطبعاً العبارة الأولى غير مقبولة لأن فيها سوء أدب ، فإرادة البشر تابعة لإرادة الله وليس العكس والعياذ بالله
وطبعاً العبارة الأولى غير مقبولة لأن فيها سوء أدب ، فإرادة البشر تابعة لإرادة الله وليس العكس والعياذ بالله
- والطاهر الحداد صاحب كتاب (امرأتنا في الشريعة والمجتمعوالتعليم الإسلامي وحركة الإصلاح في جامع الزيتونة) وغيرهم كثير من النخب التونسية والمغاربية والعربية.
- ولقد تجاوز إشعاع جامعة الزيتونة حدود تونس ليصل إلى سائر الأقطار الإسلامية فمنه أيضا خرج قائد ثورة المليون شهيد بالجزائر ورائد النهضة الإسلامية فيها، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله
- وكذلك البشير الإبراهيمى بالجزائر
- ومحمد بن حبيب الخوجة أمين عام مجمع الفقه الإسلامي في مكة
لقد مرّت الآن أكثر من 1300 سنة على قيام جامع الزيتونة والذي شهد ومنذ بنائه تحسينات وتوسعات وترميمات مختلفة بدءا من العهد الأغلبي حتى الوقت الحالي، ومرورا بالحفصيين والمراديين والحسينيين، وهم آخر ملوك تونس قبل إقرار النظام الجمهوري لذلك حافظ هذا الجامع باستمرار على رونقه ليبقى في قلب كل المناسبات، وليكون شاهدا على تأصل تونس في إسلامها منذ قرون وقرون.
و مما سبق يتبين الآباء الأعاظم والتاريخ الوضىء الذى انحدرت منه الشخصية التونسية التى ابتليت فى العقود الأخيرة بحملة تغريب وعلمنة لم يدانيها إلا حملة الصنم الهالك أتاتورك بتركيا
وما استطاع الإحتلال الفرنسى ومن قبله الأسبانى أن يخمد مشعل الحضارة ومنار العلم بالزيتونة ولم ينجح فيما نجح فيه المنافقون من داخل الأمة نفسها بداية بالعهد الأسود للهالك بورقيبة من طمس للهوية الإسلامية و وأد لمشعل العلم بالزيتونة
فما آلت إليه الأمور فى تونس بعد سيطرة الطاغوت الأول عليها أمر لا يتصوره عقل ولا يتبادر إلى أشر العقول و أنجس النفوس الإبليسية
لقد نجح بورقيبة بعد ثلاث سنوات فقط من تحكمه فيما لم ينجح فيه أسياده الفرنسيون طوال عقود فأصدر قرارا عام 1959 بإغلاق جامع الزيتونة بعد ثلاثة عشر قرن من نشر العلم و المعرفة . وكان ذلك ضمن خطة تغريب تونس فأبدلت اللغة العربية بالفرنسية لغة للإدارة والنخبة والثقافة الراقية. وصدر قانون بحل المحاكم الشرعية واستبدالها بمحاكم مدنية تستند الى القانون الغربي بدل الشريعة. ولتجريد المؤسسات الاسلامية من سندها الاقتصادي صدر قانون بمصادرة الوقف وكان يمثل حوال ثلث الملكية في البلاد كما تم إغلاق الكتاتيب التي تدرس الاطفال القرآن،
وقد باهى بذلك حين صرح لمجلة لوموند الفرنسية في يوليو سنة 1976 بأنه قام بخدمة عظيمة لهم فيقول لأسياده: أنكم لا تقدرون من يخدمكم فأنا أغلقت جامع الزيتونة وأن هذا العمل منه لم تفهمه أوروبا ولم تقدر فرنسا قيمته
لقد كان يعتب على الفرنسيين أنه لم ينل منهم الثناء الكافي والتثمين والتقدير لهذه الجريمة التاريخية فى حق الأمة لإسلامية عامة والشعب التونسى خاصة و لقد كانت أول لبنة فى بنان التغريب الضرار الذى شرع فى بنائه بتونس الحبيبة
ولقد تجاوز بورقيبة الخطوط الحمراءو بلغ السيل الزبا عندما خطب في مارس 1964 داعيا شعبه الى التخلي عن فريضة الصيام باعتبارها عائقا دون التنمية الاقتصادية. ولأن الافطار خلال الجهاد جائز ونحن في جهاد ضد التخلف جاز لنا الافطار. وبادر الرئيس الى كوب من العصير فاحتساه داعيا شعبه الى محاكاته، طالبا من المفتي المالكي والحنفي تأييد فتواه!!فلما اعترضا لم يتردد في الاطاحة بهما معا و أحدهما الإمام المفسر الطاهر بن عاشور رحمه الله والذى ذكرنا ثاته أمام تلكم المحنة.
ثم انطلقت في البلاد موجة تحريض على الافطار وأجبر أهل المقاهي والمطاعم على فتح محلاتهم وتقديم الخدمات للناس في نهار رمضان
أحدث ذلك رَجَّة قوية في تونس وفي العالم الإسلامي، مما أفقد بورقيبة ثقة قطاعات واسعة من التونسيين، وجلب عليه تهمة الكفر والمروق من الدين كما صرح بذلك الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه.
وكان بورقيبة شديد الإعجاب بأتاتورك، غير أنه أخذ عليه أنه صرّح في الدستور التركي بالعلمانية، ورأى أن الأصوب أن يعلن الحاكم الإسلام في الدستور، ويلجأ في الواقع إلى تطبيق المنهج العلماني حتى لا يتهم بمعاداة الدين ولا تنشأ حياة دينية بعيدة عن الدولة أو من خلا التنظيمات السرية.
وفى مطلع حكمه ودون صبر أسرع فأصدر عام 1956 قانونًا يقضي بتحريم تعدد الزوجات، وقانونًا ثانيًا يحرم زواج الرجل من مطلقته التي طلّقها ثلاثًا بعد طلاقها من زوج غيره، وثالثًا يبيح التبني الذي حرَّمه صريح القرآن، ثم ألغى المحاكم الشرعية، وأغلق الديوان الشرعي، ووحّد القضاء التونسي وفق القوانين الفرنسية. وقام كذلك بتعميم نوادي الرقص المختلط وصدر قانون يبيح الزنا إذا هو تم بالتراضي وذلك مقابل تجريم تعدد الزوجات
وقد صرح بورقيبة في الأهرام في 20/12/1975 بأنه أصدر في سنة 1956 قانوناً يمنع تعدد الزوجات و باهى [ن فى بلده يعتبر التعدد جنحة يعاقب مرتكبها بالسجن لمدة سنة وغرامة مالية قدرها 240 ديناراً ،
حتى أنه قد حدثت واقعة في تونس أن رجلاً تزوج امرأة ثانية فقبض عليه وحوكم فبرأه محاميه بأن أثبت أن هذه خليلته وليست زوجته فأخلي سبيله ..
كما طعن بورقيبة في القرآن ووصمه بالتناقض، وأنه ملئ بالخرافات، ويقول في هذا: "إن في القرآن تناقضًا لم يعد يقبله العقل بين "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" وآية "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"،
ونال أيضًا من شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقال عنه: إنه كان عربيًا بسيطًا يسافر كثيرًا عبر الصحراء العربية، ويستمع إلى الخرافات والأساطير البسيطة السائدة في ذلك الوقت وينقلها إلى القرآن فيالها من جرأة على حرمات الله لم يسبقه اليها حاكم في تاريخ الاسلام الحديث، حتى أتاتورك -وبورقيبة مولع به- لم يبلغنا عنه أنه أطال لسانه على كتاب الله هكذا
وقد سخر بورقيبة و استهزأ بالجنة والنار الى درجة أنه قال في خطاب له يحرض فيه شعبه على انتهاك حرمات الله : اطمئنوا فإن بورقيبة لن يدخل الجنة حتى يطمئن الى دخول كل شعبه اليها!! وذلك امعانا في السخرية عليه من الله ما يستحق
واتهم بورقيبة الشريعة بالنقص والخطأ في معاملة المرأة، وعزم على سنّ قانون يسوِّي بين الذكور والإناث في الميراث، وفي هذا الإطار فقد ألغى القوامة للرجل في المنزل، وحرَّم اللباس الشرعي على المسلماتووصف الحجاب بالخرقة البغيضة، بدعوى أنه لباس طائفي يرمز إلى مذهب متطرف هدام، وقام باعتقال مئات النساء المتدينات بتهمة ارتداء الحجاب وأصدر قانونا في ذلك حظر الحجاب في كل مؤسسات الدولة فطردت آلاف النساء من التعليم والادارة. وحتى المستشفيات امتنعت عن التعامل مع المتحجبة بل سيارات الأجرة نفسها امتنعت كذلك عن التعامل مع المحجبات.
وهو القانون سيء الذكرالمرقم 108 والذي توسع خليفة بورقيبة شين الهاربين في تطبيقه حتى خلت شوارع عاصمة تونس ومدنها خلافا لباريس ولندن وفرانكفورت وكاليفورنيا من مشهد الحجاب
كما أنه الرئيس العربي الوحيد الذي بطش بحجاب أم تونسية كريمة أمام عدسات الكاميرات في 1960 عبر إزاحته "السفساري"، وهو الغطاء التقليدي الذي تضعه النساء على رؤوسهن في تونس،
وكان بورقيبة يردد في مجالسه دائما : " ياليت تونس تقع جغرافياً قرب السويد أو الدينمارك لتخرج نهائياً من هذا المحيط العربي والإسلامي "
فهو دائم التأفف من الهوية الإسلامية والعربية لتونس كما شهد من عاصروه
ولقد أطلق حملة لتصفية الكتب الإسلامية من الأسواق باعتبارها مصدر التطرف، وأجبر طالبات كلية الشريعة بجامعة الزيتونة الإسلامية على المشاركة في مسابقات للسباحة وهن يرتدين المايوه "البكيني"إلا أن أغلبهن بفضل لله امتنعن وفضلن السجن على ذلك حتى تراجع المجرم عن إقامة المسابقة المشئومة
كما قام بعمل مدن جامعية مختلطة لطلاب الجامعة التونسية، مما أدى لانتشار الفواحش الأخلاقية حتى تطور الأمر فى عهد خلفه بن عل إلى أن فضح بعض الكتاب التونسيين إدارة المدن هذه و أعلنوا أنها تقوم بتوزيع وسائل الوقاية من الأمراض الجنسية عياذا بالله تعالى إقرارا منها بشيوع الفاحشة بينهم
وفي فترة لاحقة اعتمد قانونا يشرع الإجهاض 1967عام . و إنا لله وإنا إليه راجعون
وقد رصدت الكاتبة التونسية آمال موسى في كتابها "بورقيبة والمسألة الدينية" علاقة بورقيبة بالدين طيلة فترة حكمه للجمهورية التونسية 1956- 1987 ووصفتها بأنها علاقة مد وجزر حتى ان البعض اتهمه بالالحاد وعداء الاسلام
وتستدل موسى في كتابها بشهادة لرئيس الوزراء الاسبق محمد المزالي الذي اعتبر ان بورقيبة حاول توظيف الدين الاسلامي في المساواة في الارث بين الرجال والنساء لكنه لم يفلح. وقال : "لقد قال لي بورقيبة عد مرات بان قضية المساواة في الارث بقيت في القلب وأنه رغم محاولاته لم يجد اية قرانية تمكنه من تحقيق حلمه".
أما في المجال السياسي فرغم أن دكتاتورية بورقيبة شمل بأسها الجميع فقد كان بأسه الاشد على الاسلاميين حتى أن توقيت اعترافه بالحزب الشيوعي واستقباله لرئيسه في القصر قد تم في نفس اليوم الذي شن فيه حملة شعواء على الاتجاه الاسلامي و زج آلافا من خيرة الشباب والعلماء والكوادر في السجون.
وعن عمر قارب المائة توفي بورقيبة بعد أن حكم البلاد قرابة ثلث قرن حكما فرديا مطلقا حتى ما كادت تمر سنة من حكمه دون محاكمات سياسية لكل من سولت له نفسه معارضة سياسة من سياسات الطاغوت المجرم
ورغم بلوغه من الكبر عتيا وهو المولود في بداية القرن وتراجع قواه البدنية والعقلية فقد أصر وهو يدرج صوب التسعين على التشبث بالسلطة بعد أن عبث بالدستور مستعينا بطغمة من المنافقين حوله لتسويغ سيطرته مدى الحياة
الامر الذي أسلم مصير البلاد لقوى القمع وأبعد السياسيين الاكفاء و أتاح لوزير داخليته
الجنرال ابن علي الذي صعد وزيرا أول أن يطيح به بغدر لستحف أن يتجرعه محدثا في البلاد نقلة نوعية من حكم مدني دكتاتوري الى حكم بوليسي أشد وطأة وفساد.
ولقد كان عهد بورقيبة على بشاعته بالنسبه لعهد بن على كجنة سلام بالنسبه لنار محرقة ولقد بكى بعض من معارضى بورقيبة لموته بعدما رأوا ما قدمه خلفه وعلموا أنهم كانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار .
إن العهد الجديد تفوق على كل سلبيات بورقيبة بامتياز دون المحافظة على قدر من التسامح عرفه الشطر الثاني من حكم بورقيبة في شكل انتعاش نسبي للحياة الاعلامية والثقافية والسياسية والجمعياتية التي تمتعت بقدر مهم من الاستقلال في الجامعة والنقابات
كل ذلك أتت عليه دبابة 7نوفمبر بقيادة بن على التي تكلمت لغة واحدة مع التونسيين لغة رجل الامن مع غشاء خفيف مخرق من الحديث المتخم حول الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية المرأة إلا أن الامر صار مفضوحا وغدت تونس محط انشغال للمؤسسات الحقوقية والدولية، الامر الذي جعل موت بورقيبة يزامن بلوغ نظام ابن علي طور التراجع وحدة الازمة وبداية الانفجار ودخول البديل طورا جديدا.
وذلك ما جعل سياسة ابن علي القمعية وما طم فيها من فساد غير مسبوق والاخطار المحدقة بالاخلاق والهوية كل ذلك تعيد موضوعيا قدرا من الاعتبار لبورقيبة الى حد الحزن عليه من باب أخف الضررين وحتى هذا انزعج منه ابن علي الى حد الرعب فحال بين الناس وبين أن يودعوه و يسيروا فى جنازته والبلاد تستشرف طورا جديدا من التغيير إلى دركات أسوأ بكثير مما كانت عليه
لقد سقط بورقيبة وفي سجونه عشرة آلاف سجين سياسي.عفا عنهم ابن علي كجزء من عملية التجميل التي جاء بها غير أنه ما لبث أن زيف الانتخابات ليخص نفسه بأكثر من 99% من أصوات الناخبين و خص حزبه بكل مقاعد البرلمان منطلقا في عملية شاملة للسيطرة المطلقة على المجتمع زاجا في السجون بأكثر من ثلاثين ألف من مناضلي الحركة الاسلامية باعتبارها العمود الفقري للمعارضة
بل أنه حول البلاد كلها الى سجن عملاق ومركز دعارة وسوق مخدرات وسار على نهج أبيه الروحى و أستاذه فى الإجرام بمحاربة الشريعة و الإجهاز على كل ماهو دينى وطور هذه الحرب تطويرا عظيما حتى استحق بجدارة الوصف الذى أطلقه عليه أسياده و أرباب نعمته بأنه أقوى خبير في محاربة الإسلام ،
ولذلك كان يشتغل بتصدير خبراته إلى من أرادوا الاستفادة منها فى الغرب المحارب للإسلام الذى انبهر بخبراته الواسعة فى ذلك المجال.
إن مجلة جون إفريك الفرنسية وصفت بن على يوم تولى الرئاسة بأنه محسوب على الغرب قلباًوقالباً .
وإذا أردنا أن نعرف الرجل انظر من يتأسف عليه اليوم (وإن كان صوت التأسف الآن صوتاً نشازاً ) فكل الدول تقول الآن أنها تحترم خيار الشعب التونسي .
لكن الحقيقة أن الصوت الذي شذ هو صوت الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة حين عبر التلفزيون الإسرائيلي عن أسفه لرحيل ابن علي واعتبره من أهم الرؤساء والأنظمة العربية المؤيدة سراً لسياستها بالمنطقة والداعمة لها قلبا وقالبا والطيور على اشكالها تقع
قال سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" لإذاعة الجيش "الإسرائيلي" الأحد، إن "الاسرة الدولية فضلت غض الطرف عن انتهاكات حقوق الانسان (في عهد بن علي). بالطبع، هناك اليوم تخوف كبير من أن تعود الحركات الإسلامية التي كانت تعتبر حتى الآن خارجة عن القانون" بقوة إلى البلاد.
وذكر شالوم الذي ينحدر من أصول تونسية بالاستقبال الحار الذي خصه به بن علي في نوفمبر 2005 لدى قيامه بزيارة لتونس للمشاركة في مؤتمر بصفته وزيرا للخارجية "الإسرائيلية" آنذاك.
وكانت تونس و"إسرائيل" تبادلا "مكاتب مصالح" عام 1994 و الزيارات من اليهود لتونس لا تنقطع وبتونس معبد يهودى مهم وآلاف من اليهود سكنوا تونس فى عهد بن على
كل ذلك لا يجعل من المستغرب أن يأسف عليه بنو صهيون و يتحسروا على أيامه و أولى بهن فهم كما قال ربنا (كذلك نولى بعض الظالمين بعضا)
إن عهد شين الفاجرين بن على لهو أسوأ العهود التى مر بها الشعب التونسى على الإطلاق و لئن وجدوا ما يحترمونه فى بورقيبة من دور فى إستقلال البلاد وخروج المحتل الفرنسى فإنهم لم يجدوا لبن على ما يشفع له فى جرائمه بحق الشعب وأخطر منها بحق الدين والملة .
لقد سار بن على على نهج بورقيبة فى محاربة الشريعه وطمس معالم الدين الإسلامى وإزالة الهوية الإسلامية عن الشعب التونسي وزاد عليه وتفتق ذهنه عن أمور لم يتخيل بورقيبة فى أكثر أحلامه تفاؤلا أنه من الممكن أن تحدث ولو علمها الآن لرقد فى قبره راضيا قرير العين - وهو الذي طالما حارب الركن الثالث من الدين " الصيام " - بعد ما رأى ما تجرأعليه تلميذه من حرب على الركن الثانى وعمود الدين " الصلاة " !!
نعم لقد حارب زين الهاربين الصلاة بكل تفاصيلها , من أول الأذان مرورا بصلاة الجماعه وحتى صلاة الفجر بل حتى قيام الليل !!!
هل كان يتصور بورقيبة أوحتى بن سلول نفسه أن يصل الأمر إلى حمل بطاقات لأداء الصلاة فى المسجد المجاور فقط ولا يغادره لآخر مصلي والذي أعلن عنه وزير الداخلية التونسي الهادي مهنّي خلال مؤتمر صحفي في العاصمة تونس وذلك لتنظيم الصلوات في المساجد حيث قال والكلام القادم كله له عدا ما بين الأقواس من تعليقى :
أنه وعملاً بالسياسة القومية التي ينتهجها صانع التغيير –( يقصد رئيس الضلال . زين الهاربين بن علي )- ، وسعياً منه لترشيد إرتياد المساجد ودفعاً للفوضى فان مصالح وزارة الداخلية ستقوم بتسليم كل من يتقدم بطلبها بطاقة تمكنه من ارتياد اقرب مسجد من محل سكناه او من مقر عمله اذا اقتضت الحاجة ( كان الصلاة لحاجة وليست فريضة الكل مأمور بأدائها)
ثم يكمل خرفه أخرسه الله هو وسيده : فمن هنا وصاعدا يتعين على كل تونسي الحصول على بطاقة مصل وان يودعها عند اقرب قسم شرطة او حرس وطني وستحمل البطاقة صورة المصلي وعنوانه واسم المسجد الذي ينوي ارتياده وحسب الاجراءات الجديدة يتعين وجوبا على المصلي اختيار اقرب مسجد لمكان اقامته او لمركز عمله ، اما اذا كان المسجد المختار غير جامع فيجب على المصلي التقدم بطلب بطاقة خاصة بصلاة الجمعة .
و لذا فيجب على ائمة المساجد ان يتأكدوا من ان جميع المصلين داخل قاعة الصلاة !!! حاملين لبطاقاتهم كما يتعين على كل امام طرد كل مصل لا يحمل بطاقةاو على بطاقته اسم مسجد آخر غير الذي يصلي فيه .)فكيف جرؤ على انتهاك حرمة مسجد بعيد عن بيته !!هى فوضى؟؟؟ (
و يكمل قائلا : يجدر التذكير ان البطاقة شخصية ولا تجوز اعادتها ويمنع التنازل عنها للغير ، إما اذا قرر صاحب البطاقة الانقطاع عن الصلاة فانه مطالب بتسليم بطاقته لاقرب مركز شرطة ( حتى لايستعمها ارهابى آخر تسول له نفسه أن يصلى فى المسجد)، واكد فضيلته ان لكل مصل الحق ان يرتاد لاجل اداء صلواته الخمس مسجدا واحدا فقط ما عدا الرخص الخاصة المسلمة في الحالات الاستثنائية من طرف السيد الوالي (فحتى الصلاة فيها واسطة )،
فاذا كان المسجد لا يقيم صلاة الجمعة فانه يمكنه الحصول على بطاقة خاصة بصلاة الجمعة اذا عن له ان يطلبها) .لو احتاج مثلا أن يصلى الجمعة كما يفعل المتطرفون كما يقول الشباب عندنا : "لو طلبت معاه يعنى")
ويمكن للسياح المسلمين ان يطلبوا بطاقة مصل عند نقاط شرطة الحدود وبطاقة السائح المصلي هذه تكون صالحة لكل مساجد الجمهورية (سائح طبعا يا بخته) ويتم ارجاعها لشرطة الحدود قبل مغادرة التراب التونسي )لأنها ليست "سايبة")!!
كما انه سيتم تزويد كل المساجد بآلات مغناطيسية لتسجيل الحضور ، اذ يتعين على كل مصل تسجيل حضوره عند الدخول الى المسجد وعند خروجهمنه .(حضور و انصراف يعنى )
ويقوم الامام بجمع اوراق تسجيل الحضور وتقديمها شهريا الى الدائرة الحكومية التي يتبع لها المسجد ويعفى الاجانب من تسجيل حضورهم (كثر خيرهم والله) .
والله لا أجد ما أقوله معلقا على هذا الإجرام والجبروت أفضل مما قاله المولى فى شأنه وأمثاله :
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ
يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ
لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ
وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114(
وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114(
هل تصور أفجر شياطين الإنس والجن من محترفى الحرب على الإسلام أن يتمكنوا من محاصرة الدين حتى يوجد ما يسمى بملف متابعه ( مصلي ) نعم ليس إرهابيا ً ولا تابع لجماعة محظورة ولكن مصلي جريمته لبوحيدة عند هؤلاء الظلمة الجبارين أنه يريد أداء الفريضة والوثيقه صورتها عـِندى وتم ضبطها عند أقتحام مراكز الشرطة بعد الثورة وموجودة الآن ومنتشرة بالمنتديات فحواها: " عملاً بالتعليمات الإدارية القاضية بتكوين فريق خاص بمراقبة الأعوان ـ الموظفين ـ الذين يؤدون الصلاة والمترددين على الجوامع ولاسيما منهم من الفئة الشبابية عرف فلان و فلان بأدائهما للصلاة ومواظبتهما عليها ـ هم يتكلمون عن اثنين معلومين لديهم ـ حيث لوحظ أن المذكور الأول يتردد على جامع سيدي عبد القادر لأداء صلاتي المغرب والعشاء خارج أوقات عمله في حين أن المذكور الثاني يؤدي فرائضه الدينية بمنزله " ولا أدري كيف علموا ذلك
وفي آخر الصفحة جدول مختصر بأقارب هؤلاء الرجال المتهمين بأداء الصلاة فكونك تصلي فى المسجد هذه تعتبر تهمة تقتضي الاشتباه فيك وفى عائلتك و أقاربك و كل من جرؤ أن ينظر إلى وجهك بعد هذه الفغلة التى جرؤت عليها "الصلااااااة" .
وموقف معروف وقع لما ذهب ابن السفير السعودي إلى تونس وهم بدخول أحد المساجد للصلاة فقبض عليه على الباب ثم بعد أن عرفوا من هو وأنه ابن السفير السعودي أفرج عنه .
بل و صل الأمر إلى أشد من ذلك بإستصدار ملف متابعه ( لمرتدية الزى الطائفى ) و قد رأيت هذا الملف بعينى وما هو الزي الطائفى ؟
طبعا ً الحجاب !! نعم الحجاب وليس النقاب ولا الملحفه وليست العبائه أو الإسدال !! الحجاب الذي هو فى تعريفهم الخاطىء الذى لم يرضوا حتى به ولم تنج صاحبته من المراقبه والمتابعه ( غطاء الرأس وحسب )
هذا الأمرالبسيط الذي نعده فى بلادنا تقصيرا ً وليس حجابا ً أو حجابا ً متأمركا كمما يحلو لبعض الدعاة تسميته و الذى يعد فى المملكه السعودية عريا و وتبرجا ً صريحا ً قد يؤدى إلى تعذير من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعتبر فى تونس زي طائفيا ً ويمنع فى المصالح والهيئات والمدارس والجامعات بل وحتى المستشفيات لتلقى العلاج وأخيرا ً فى الشوارع
فموضوع الحجاب خصوصاً كان من أبغض الأشياء إلى قلب بورقيبة وإلى قلب زين العابدين .من بعده
والعبارة التي استعملها بورقيبة استعملها أيضاً زين العابدين وهى أن الحجاب زى طائفي ، واصدر القرارات بأن يتعقب أي امرأة تلبس ملبساً يوحي بإيحاءات طائفة .
وقد تكون كلمة الإيحاءات الطائفية منطقية عند البعض لو قيلت في بلد فيها طوائف كثيرة أما تونس من مميزاتها أنها بلد متجانسة وكل شعبها مسلم سني مالكي وهم من أهل السنة في العموم ، فمن أين الطائفية وعلى من الطائفية ؟
ولكنهم يعتبرون الحجاب زياً طائفياً ويرفضون كونه فريضة دينية ، ولذلك حرم ارتداء الحجاب في الجامعات ومعاهد التعليم الثانوية
وقد نشرت وقعة حدثت لطالبة متفوقة كانت تدرس هندسة التجهيز الريفي رفضوا تسلميها شهادة التخرج و قال لها عميد الكلية إنك مخالفة للقانون بارتدائك لغطاء فوق شعرك ولا يمكنني أن أعطيك هذه الشهادة ما لم تكشفى عن شعر رأسك
وحكي الدكتور محمد بن اسماعبل المقدم عن زوجة أحد إخوانه في أوروبا أنها كانت كلما أرادت أن تعود إلى تونس لتزور أهلها تبكي وهي تحزم الحقائب لأنها تعرف ماذا سيحصل فبمجرد أن تقترب الطائرة من مطار تونس تخلع الحجاب لئلا تتعرض للإهانة ونزعه بالقوة .
ويتحدث تونسيون عن إجراءات قاسية كان يتم اتخاذها حيال المحجبات فى أواخر فترة حكم بن علي حيث كان يفرض حظرًا تامًا على ارتداء الحجاب، وكانت المرتديات للحجاب تواجهن إجراءات تعسفية وتهديدات تصل إلى حد الاغتصاب فى أقسام الشرطة كما تفيد الكثير من التقارير
ولقد كانت الشرطة في تونس تتعمد اهانة المحجبات فالمرأة التي تلبس جلبابًا تُجر من ثيابها إلى مركز الشرطة وينزعونه عنها بالقوة وتخرج إلى الشارع بما تلبسه تحت الجلباب
و الأعجب من جنون هذا المجرم الطاغية وكراهيته للإسلام ومحاربته للتدين أنه شنَّ حربًا على دمية اسماه "فُلّه" تغطى شعرها بدلا من "باربي وغيرها" وأمر بمصادرة هذه اللعبة من جميع محلات لعب الأطفال تخيلوا رئيس دولة يشن حربًا على لعبة أطفال لأن "فُلّه" محجبة أما كان من الأفضل أن يعتقلها !!.
أحد المدافعين عن الحجاب في تونس وهو خالد ساسي يروي أنه اعتقل لمدة خمسة عشر يوماً ، والسبب أنه تدخل لحماية فتاتين محجبتين كانت الشرطة بصدد خطفهما ،
فبينما كان موجوداً في محل تجاري يملكه شقيقه إذ بسيارة شرطة توقف فتاتين كانت إحداهما منقبة أما الثانية فكانت ترتدي خماراً وطلبت الشرطة منهما مرافقتها لمقر الأمن فخافتنا وأجهشتا بالبكاء والتف سكان الحي حول السيارة ، يقول خالد : فلم أتردد في الاستفسار عن سبب اعتقالهما ، فقال لي أحد الضباط : إن هذا الأمر لا يهمك
يقول : بعد ذلك حلت بين رجال الأمن وبين الفتاتين وأمرتهما بالفرار فلم يترددا في ذلك ولذت أنا بدوري بالفرار وما هي إلا ساعة حتى حوصرت المنطقة برجال الأمن الذين داهموا بيتنا واعتقلوا أخي للتحقيق معه فذهبت من الغد لأسلم نفسي للبوليس وما أن رأوني حتى انهالوا علي ضرباً ثم أمروني بنزع ملابسي ليعلقوني فرفضت فقاموا بنزعها عنوة وتم تجريدي منها بالكامل وأخذوا بضربي وبسكب الماء على جمسي وهم يسبون الدين ولفظ الجلالة ويتلفظون بأبشع الكلمات أثناء التعذيب
ومن تصريحات زين الفاجرين المارقين بن علي المشهورة وهو يتكلم عن الأصوليين أي المتشددين أو المتدينين في زعمه فيقول : ليس عندي أصولي صالح معتدل وآخر سيء متشدد ، فالأصولي الطيب هو الميت فقط .
و هو هنا يذكرنا بالشعار الذي رفعه الأوربيون لما غزوا أمريكا مع الهنود الحمر فكانوا يرفعون شعار
Better dead than red أي أن تكون ميتا أفضل من أن تكون هنديا أحمر ولا خيار آخر لأن الموت لك أفضل من أن تكون هندياً أحمر.
وهو نفس الشيء الذى استعملوه بصورة جديدة مع الشيوعيين في الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وبين أمريكا و يستعمله اليهود اليوم وهم يصفون العربى الطيب بالعربى الميت
إننا إن حاولنا أن نعدد جرائم بن على فى حق الإسلام و المسلمين لما وسعتنا مقالات بل وكتب كاملة تسود صفحاتها بتاريخ مشين لشين الفاسقين ولعدم الإطالة أجمل جرائمه فى نقاط ودون تفصيل وتتلخص فى:
محاربة الصلاة و ذلك عن طريق:
1. تقييد الذهاب إلى المساجد بالبطاقات إياها
2. منع أذان الفجر بمناطق الفنادق و المناطق السياحية لعدم إزعاج السياح
3. تخفيض صوت الآذان إلى 100 ديسبل ثم إعادة تخفيضه لسبعين ديسبل فى الأيام الأخيرة لأنه على حد تعبير وزيره للشئون الدينية (الذى رأيته وسمعته بنفسى) الآذان تلوث سمعى
4. منع الأذان ببعض المؤسسات العامة واستبداله بجرس إنذار!!!
5. تغيير الأجازة الأسبوعية من الجمعة إلى الأحد وجعل صلاة الجمعة بالتناوب بين المساجد بحجة عدم تعطيل العمل يوم الجمعة وتأخير صلاة الجمعة إلى قرب العصر
6. الرقابة على المصلين و إيذاء المداومين بالذات على صلالة الصبح من الشباب و الرجال حتى خلت منهم المساجد أو كادت
الحرب على الصيام
7. وذلك استمرارا لمنهج استاذه بورقيبة فكان شر خلف لشر سلف
الحرب على الحج
8. قيد بن على الحج تقييدا شديدا وفرض على الحجاج رقابة حتى فى الأراضى المقدسة
9. منع الحجاج و تنفيرهم من الاستماع للمحاضرات و الدروس الدينية بالحرمين
10. منع الدعاة و الوعاظ نهائيا من دخول المخيمات التونسية
11. أول من سارع بإلغاء الحج خوفا من إنفلونزا الخنازير كان بن على و قد عاقبه العزيز الحكيم بأن ابتلى بنفس المرض الذى منع لأجله الحج و أعلن ذلك فى أكثر أيام الحج ازدحاما يوم عرفة ونجى الله الحجيج و أصيب هو فى عقر داره و لله الحمد و المنة
الحكم بغير ما أنز ل الله وتبديل شرعه الحنيف
12. أقر كل القوانين التى سنها بورقيبة و التى تخالف الشريعة كلا و جزءا من تجريم التعدد و إباحة الزنا إن كان بالتراضى و و السماح بالتبنى وزاد عليها
13. عدم تمكين الرجال من التطليق لا بالفظ و لا بالتوثيق بل لابد من اللجوء للقضاء ليطلق برغبة الطرفين
14. السعى الحثيث لاستصدار قانون المساواة بالميراث بين الذكر و الأنثى
15. الترخيص لبيوت الدعارة فى المناطق السياحية
16. استبدال كلمة زانية أو حملت من سفاح بكلمة " أم عازبة" و تعميم اللفظ عبر وسائل الاعلام المختلفة وذلك لإحداث تطبيع مع تلك الجريمة وقبول لها فى المجتمع
17. تشريع الخمر وتعميم "البارات" و هى أماكن تعاطى الخمور بجميع أنحاء البلاد و مراقبة الموظفين والمسئولين الذين لا يعاقرونها خوفا من وجود نزعات دينية لديهم
نشر الشهوات وتعميم ثقافة العرى و الإنحلال عن طريق
18. إباحة شواطىء العراة بحجة تنشيط السياحة
19. إعادة سينما العرى الكامل والتى كانت قد اختفت من العالم الإسلامى بفضل الله بعدما نشطت فى سبعينات القرن الميلادى المنصرم ولقد أثار الفيلم التونسى الأخير الذى أتحفظ عن ذكر اسمه ضجة واسعة فى الأوساط الفنية أراحنا الله منه لاحتوائه على كم غير مسبوق من مشاهد العرى الكامل
20. اعتباره التعري معطى طبيعيا لا حرج فيه، بمعنى انه يتم قبول منتجي ومروجي عناصر هذا الوباء الاجتماعي على أنهم عناصر طبيعية مثلهم كأي عنصر آخر، فالممثل والمغنية والصحفي الذي ينشر الصور المتعرية ويقدم برامج التعري، ينظر لهم بعين التقدير، ومنظمي الحفلات التي تقوم بتسويق التعري بتونس من خلال عدد رهيب من المهرجانات الصيفية يقدمون إعلاميا على أنهم يخدمون تونس ويرفعونمن صورتها، والمشاركون في مسابقات السفه والتعري (مسابقات ملكات الجمال، مسابقات الغناء) ، يقدمون على أنهم قدوات للشباب، ويسوقون على أنهم أمثلة يرفع من شانها، والعاملة / الموظفة المتبرجة (التبرج هو تعري في آخر المطاف) تعامل باحترام وببشاشة عوض الاحتقار والإعراض، والمعلقات الإشهارية التي تمجد التعري وتقدم مناظر التعري والمتعرين على أنهم قدوات، تملأ ميادين تونس وجنباتها، من دون أي اعتراض من احد ولا من اي منظمة حكومية او اهلية: فالتعري يعتمد كمقياس واجب للترقي الاجتماعي والفاعلية الاقتصادية من حيث ان نقيضه وهو العفاف والتحجب الإسلامي ممنوع، وبالتالي فضمنيا يقع القول للناس انه يجب الكف عن الالتزام بالمبادئ والعفاف، وانه مطلوب بدل ذلك تسويق الجسد كعامل قبول في الدورة الاقتصادية.
- والفرق بين المجتمع التونسي وغيره من المجتمعات الإسلامية، هو أن هذه الأخيرة تنتج الظواهر السلبية وتنتج كذلك نقيضها الذي يسمح له بتعديل الكفة من خلال عمليات نقد تلك الظواهر والتنبيه على خطورتها، أما تونس، فان ظواهر التعري، يكاد يفرض إجماع من حكومة بن على على أنها أمر طبيعي، وذلك من خلال وسائل غسيل المخ و سحق الاطراف المخالفة فكريا لهذا التمشي وتدجين البعض الآخر، ثم من خلال تونسة الفساد وتوطينه.
21. لقد عملت الحكومة التونسية فى عهد بن على على توْنَسة التعري وتوطينه، من خلال القول ان التعري يمتلك جذورا تونسية، والعمل بالتوازي مع ذلك على ايجاد تبريرات شرعية لقبول من يقوم بذلك تحت مسميات التسامح والوسطية التي نادى بها الاسلام كما يزعمون، عن طريق شرذمة من علماء متاجرين بالدين، عملوا على التنقيب في النصوص الشرعية، واظهارها بشكل يبرر التعري وينكر الحجاب الشرعي، ويبرر سلوكيات الانحراف الاجتماعي، وتتولى وسائل الاعلام الدينية التونسية امر هذه المهمة بجدارة (خطب الجمعة، البرامج الدينية بالاذاعات المحلية التونسية، اذاعة الزيتونة).
22. نشر الملاهى و النوادى الليلية المسماة بالعلب الليلية وذلك حتى فى القرى الصغيرة
ومن جرائمه كذلك
23. فرنسة التعليم وذلك عن طريق ضرب المنظومة التعليمية بتونس، في تمشي إلحاقي بالغرب وبفرنسا بالتحديد بحيث أصبحت المقررات الدراسية بالمنظومة الابتدائية بتونس لاتكاد تعرف أهي موجهة لتونسي مسلم ام لفرنسي، لشدة الإحالة للرموز الفرنسية دون غيرها بتلك الكتب، ولندرة الإحالة لرموز الإسلام مثلا لترسيخ المبادئ لدى النشء التونسي.فيسمحوا للمدارس النموذجية الخاصة التونسية بان تجبر التلميذ التونسي على الدراسة من خلال كتب أجنبية (فرنسية بدرجة أولى)، حيث يجبر التلميذ التونسي منذ سنوات الابتدائي وحتى الثانوي على وجوب قراءة الكتب الفرنسية بكل ماتحمله من قيم غربية، فيجبر التونسي منذ نعومة أظفاره وهو ببلده تونس وفي مدرسة او معهد يفترض انه تونسي على التعرف على أجواء زيارة الكنيسة، وعلى أجواء العلب الليلية وعلى أجواء عقد اللقاءات الحميمة، كل ذلك يجبر عليه التونسي، ولم تتدخل السلطة التونسية وتمنع ذلك بل شجعته وباركته حتى صار كثير من التونسيين لا يتطيعون الكلام بالعربية لمدة دقائق معدودة دون التلعثم و الاستعانة بألفاظ فرنسية.
24. الحرب الشعواء على الحجاب وقد ذكرنا تفصيلا لها
25. السماح للطرق الصوفية بالذات المغالية الشركية منها بالعمل بحرية تامة فى تونس فى مقابل المنع التام و الاعتقال و الترويع لأى دعوة تبدو عليها المظاهر السنية وذلك لإضلال الناس تماما عن تعاليم دينهم الحقيقية وملأ رؤوسهم بالأوهام والبدع والخرافات
وكل ذلك طرف من جرائم هذا الطاغوت فى حق دين الله عز وجل و لطمس عقيدة الشعب التونسى المسلم حتى صدرت بعض التقارير من منظمات حقوقية أقرت بأن اليهود يتمتعون بحرية فى ممارسة شعائرهم بتونس لا يحلم المسلمون بمعشارها فمعابدهم محترمة(ولهم كما قلنا معابد عديدة بتونس)، ولا أحد يدري ماذا يفعلون داخلها، بينما المساجد في تونس تُمارَس التضييقات على من يرتادها ، مشيرةً إلى وجود مطالب للمسلمين بمساواتهم باليهود.
أما عن جرائمه فى حق الإنسانية فحدث عنها ولا حرج
لقد حول بن على البلاد إلى سجن كبير مارس فيه أبشع ما عرفته البشرية من وسائل الإرهاب و القمع حتى قالت منظمة العفو الدولية- في أول تقرير رئيسي لها عن تونس منذ العام 1998م- أن سلطات الأمن التونسية تواصل انتهاك القوانين والمعايير الدولية لحقوق الإنسان عبر الاعتقال التعسفي والتعذيب والسجن الانفرادي.
وأوضح التقرير أن المعتقلين "يُحرمون حق الرعاية الطبية، ويُمنعون من الاتصال بعوائلهم، ويظلون معرَّضين لخطر التعذيب لعدة أسابيع، كما أن السلطات تنتزع الاعترافات من المتهمين بواسطة تعذيب المعتقلين الذين يُحرمون حقَّ المحاكمة العادلة في أغلب الأحيان".
ولقد نقل الذين نجوا من سجون بن على و عافاهم الله من مجازره صورا بشعة مما يفعل بمعارضيه ويطول الكلام فيها جدا أرجئها للجزء الثانى من هذا المقال فأبين فيه
- جرائمه فى حق الشعب التونسى و وسائل تنكيله بهم
- خياناته وسرقاته و الفساد الذى استشرى بعائلته الناهبة
- رقابته وتضييقه على الحريات
و أختم بالنصائح الشرعية للشعب التونسى ولكل من تأثر بما حل بهم
و يتبع إن شاء الله فى القريب العاجل
كتبه الفقير لرحمة الله
محمد على يوسف
تعليق