الحـرب علـى التائبـات..!
إنَّ أصحاب القلوب المريضة يودُّون لو أنَّ قلوب الناس أجمعين تكون على أفجر قلبٍ مريض منهم، والغارقين في أوحال الرذيلة يريدون لو يخوض أهل الفضيلة في وحلهم كما خاضوا.. ولكن.. هيهات (أفنجعل المسلمين كالمجرمين)؟!
ولقد أصبح التعرف على أهل الإرجاف اليوم من السهولة بمكان؛ من خلال سمات مميزة تجمعهم، ودعاوى موحّدة تخرج من أفواههم، وعبارات مكررة مستهلكة أكل عليها الدهر وشرب، ينعقون بها كلما استجدت لها مناسبة..:
فإذا ذُكر العفاف والحجاب رأيتهم يرفعون رايات التحرر والتقدم والانطلاق (التحلل من قيود الأخلاق، والانطلاق في ميادين الفوضى والفساد)..
وإذا ذُكر التبرج والسفور رأيتهم يتحدثون عن الزينة والأناقة والجمال (إبداء المرأة زينتها لغير الزوج والمحارم)..
وإذا منَّ الله على نساء من المسلمات بالانعتاق من أسر "العفن الفني" واعتزال دروب الفتنة، نظروا:
فإذا كانت المعتزلة (التائبة) قد تخطت سن الشباب، فهي (بزعمهم) تركت الساحة لأنَّها لم تعد مناسبة لها وقد زوى عنها الجمال!
وإن كانت مازالت في أوج تألقها الفني، فهي (بإرجافهم) تركت الفن بتمويل وإغراءات من جهات غير معلومة!
(قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)!
وهكذا.. دعاوى سمجة ممجوجة، إضافة إلى تفاهتها وتهافُتها، وكأنَّهم لا يخجلون من إيرادها مع سقوطها؛ تحت وطأة الرغبة الشديدة في التنفيس عن غيظهم وحنقهم على التائبين والتائبات: {قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون}!
فتحية ملؤها الحب والتقدير إلى كل امرأة مسلمة منَّ الله عليها بالنجاة من مستنقعات "العفن الفني" ومكائد استدراج المرأة إلى دروب الرذيلة.
ووصية بالحذر من أقوام من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا.. يلبسون الحق بالباطل، ويتلونون في صور شتى، يُعرفون بسيماهم، مكشوفة دعاواهم.
ولأنتن ـ أيتها الطاهرات ـ في حلوق المرجفين والذين في قلوبهم مرض شوك وعلقم، وفي الوقت نفسه: رياحين تنشر شذاها الزكي فوَّاحاً في رياض الهدى والتقى والفضيلة.