السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•●
تخيل لو أنك تفتح بريدك الإلكتروني في أمسية باردة على وقع الدفئ المنبعث من مدفئة تتوسط غرفتك أو تتفقد رسالة " أس.م.أس " رحب بمجيئها هاتفك مغردا وراقصا يهز نفسه هزا لتقرأ خبرا عربي المعنى لاتيني الأحرف مفاده أنك ربحت بطاقة " قرين كارد " التي تمنحك الإقامة في الو.م.إ مع توفير السكن و العمل حيث ستعيش بين أحضان مدينة الجن والملائكة كما يسميها بلديوها " لوس أنجلس " ..... تحيا بين الأضواء التي تعكس لك صورة الليل والنهار فالشمس الإلهية والإصطناعية مشرقة عندهم 24/24 سا .....بين سيارات الهامر والليموزين ودراجات " الهارلي دافيدسون " الفخمة ...... حينها ترى هوليود وأرنولد وكوفي عنان – ابن عم " الخداع " كوفي كوجيا – وهيئة الأمم التي لم تسمع عنها إلا من ثغر مدرس التاريخ وتتذوق " ماك د... " - شبيه المعقودة والمحاجب عندنا - وأشياء يطول ذكرها في بحر الخيال.............. وخليك معانا.
●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•●
تخيل لو أنك زرت طبيبا كان يعالجك من مرض مستعصي عصيب إسمه " السرطان " نحل جسمك وسقط شعرك وتناثرت أسنانك وصارت ملامحك أكبر من سنك ولم يبقى لك من العمر فيما يعد الأطباء إلا أيام معدودات لتجهز نفسك للموتف تسلم الأمانة لبارئها الذي استئمنك عليها يوم أن منحك إياها وأنت جنين وليد في بطن أمك...... وإذ به في إحدى الزيارات ما إن يكشف عنك حتى يزول عجبه وتبدد توقعاته أدراج الرياح ولا يصدق ما حل به وبك إلا من بعد أن تجري التحاليل المخبرية لتكون النتيجة في النهاية أن لا أثر لما كنت منه تشكو وتأن وأنت ما شاء الله عليك سليم مئة بـ 100 لا سرطان ......... وأنت في بحر الخيال سلطان.
●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•●
تخيل لو أنك تتجول في العديد من المنتديات باحثا سائما ومفتشا عن شيء ما وهناك على حافة الصفحة خبر لم ترمقه إلا بعد مدة هو عبارة عن جملة تروح وتجيء قد كتبت بالبند العريض لتستجلب انتباهك جاء فيها " تفضل واكتشف المنتدى رقم واحد عالميا "...... بطبيعة الحال وبما أنك فضولي إلى حد الجنون لن تفوت الفرصة وتضع سهم الفأرة في قوسه ثم تضغط بحنية أنامل الأصابع على مقدمة " الماوس " لترى شيئا عجيبا وأمرا مهولا ....... يا سلام المنتدى رقم 01 عالميا هو منتدى الطريق الى الله وقد فاز بجائزة تشريفية وتقديرية من الشركة الأم نظير أعماله ومجهودات القائمين عليه ....... مبارك عليكم التخيل.
●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•●
تخيل لو أنك ترى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في حلم انتابك يوما ما وأنت نائم من البارحة وإذ بك تشاهد نفسك في ما يصف راوي الأحلام أنك تمشي وفجئة تعانق يديه الشريفتين كتفك في خفة وملمس أرق من الحرير زادها ريح المسك العبق يتناثر من فمه القدسي - فداه نفسي وأبي وأمي- قائلا لك " مبارك عليك أنت من أهل الجنة " .............. آمين.
●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•●
تخيل في الأخير بأن كل ما قلته لك ما هو إلا تخيل في دائرة وبوتقة اللاخيال لو فتحنا الباب من أمامها أو النافذة من بين يديها لبقيت تصول وتجول بنا وكأننا نطير في السماء مع الطائر أو نسبح في البحر بعمقه الغائر ..... حقيقة ما أحلى التخيل وما أجمل أن يرى الإنسان نفسه في وضعيات وأماكن لم يكن يحلم بها من قبل.... يكون قد رآها في التلفاز أو زارها عبر أثير الويب أو على الأقل طاف بعينيه في رحابها على مجسم صورة لا غير ...... ولكن الحقيقة المرة هي يوم يعلم هذا الإنسان الحقيقة وبأنه لم يراوح مكانه بعد وبأن ما رآه وحلم به في اليقظة ما هي أمنيات النفس وخلجات الصدور بزفراتها المترامية الأطراف على بحر العقل اللامحدود لينهض المسكين مخار القوى ومنهك الملامح والمحيا لأن مرارة الحقيقة أتعب وأصعب من أي شيء آخر....... أو توقظه الوالدة المسكينة في حنية العطف والأمومة تتقاطر أحاسيس ومشاعر قائلة " إنهض يا بني فقد حان وقت المدرسة " ..... ما أحلى التخيل وما أمر الحقيقة ....... ولكن.
●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•●
ولكن هل من سبيل إلى جعل الخيال حقيقة مجسدا على الواقع نحاكيه ونعايشه ؟ هل من طريقة لمحو اللاحقيقة فنرتشف من فنجان الأمنيات في حياتنا لا في مفكراتنا أو تحت رحمة أقلامنا على صفحات أوراقنا ومنتدياتنا ؟ هل من سنن نبني على طريقه مستقبل يعج بالمفاخر والنجاحات لا بالخسران والإخفاقات كلما رأى المرء نفسه في العلياء يصادمه الآخر بنبرة الأسى " إنهض يا أخي ودع عنك العوم في يم لا تحسن فيه السباحة ؟؟؟؟؟؟؟ ".
●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•●
إن الذي يحيا ويعبش في مجال الأمنيات والتخيلات بعيدا عن إلتماس المسببات والمؤهلات يعذب نفسه ويمنيها بل ويكذب عليها كما كان ذاك الرجل يكذب على تلك الدابة المسكينة وهي تصدقه في حيوانية الفطرة وبلادة الحيوان هامسا في أذنها " هيا معي نحمل ذاك الحمل ولما نعود أطعمك بأشهى أنواع القمح والشعير وفي الأخير لا تظفر المسكينة إلا ببقايا رغيف يابس من الأمس أو ربطة من الحشيش لا تغني ولا تسمن من الجوع " ....... كم هو صعب أن يواجه الواحد نفسه بالحقيقة القاسية وهي أنك إن كنت تريد أن تصل فعليك بالجد والعمل فلا يوجد شيء إسمه المستحيل مع إتخاذ الأسباب ولا يجسد خيال مع الإخلاص والتوكل على رب الأرباب الذي قال في محكمه تنزيله " قل اعملوا " .....فالعمل عامل مهم في محو بقايا الخيال والقضاء على مرض نفسي إسمه المحال ...... وهذا لا يتم طبعا إلا إذا كان تخيلك في مرمس المعقول الذي تتحمله العقول فهنا وفقط لا مكان للعجز ........ لا مجال للكسل ...... لاوقت للخمول ...... ولكن هو جد وكد.... أقولها صراحة ولا أخشى في الله لومة لائم: من أراد النجاح ومن أراد المال ومن أراد الشهرة ومن أراد حياة الرفاهية ومن أراد السعادة الأبدية عليه وفقط أن يتخلص من مرض إسمه الخيال وليعانق مرحبا ومسهلا دروب العمل الدؤوب وقديما قالوا " من أراد الراحة ترك الراحة " فراحة النجاح + الفلاح + الفوز = ترك راحة التواكل + الأمنيات + التسويف........ هذا بكل بساطة ما تخيلته ولك وددت أن أقوله ........ وإلى لقاء آخر أترككم في رعاية الله وحفظه.
●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•●