دمعة على الحياء ودمعة على العفاف
آهات وحسرات تعتصر قلبي وتشوش فكري , فتتكدر علي المعيشة وتضيق علي الوسيعة , عندما أفكر في ما وصلت إليه أحوال بعض فتياتنا المسكينات ,
أحقاً مايصير
أحقاً ما يحدث
أحقاً ما نشاهده من أنهزامية مقيتة و تقليد أعمى وأنسياق خلف الشهوات ونزع لجلباب الحياء وقتل للعفاف , هل وصلت بعض فتياتنا إلى حد السذاجة حتى صارت إلى ماصارت إليه .
آهـ على أحوالهن وآهـ على حيائهن ثم آهـ على عفافهن .
صرخة من القلب أنادي بها الخير في قلب تلك الفتاة أقول :
أحذري أن يخدعوك بالشعارات البراقة والكلام المعسول , أحذري أيتها الفتاة أن تنسي حيائك وتقتلي عفافك , إن بعض الفتيات ممن أستهواها الشيطان و ضعف في قلبها الإيمان تنساق في الحرام كالبهيمة العجماء حيث حتفها ونهايتها , عند ذلك ينحر العفاف على عتبات السراب والأحلام الخداعة .
أعملي عقلك أيتها الفتاة وتفكري في عواقب الأمور ثم تذكري في من باعت شرفها وقتلت حياؤها إلى أي حال وصلت إليه , وكم هي المآسي والاحزان وكم هي الدموع الغزار , مع ما جلبت من عار لنفسها وأهلها , فهي الآن حبيسة الآهات قبل أن تكون حبيسة الجدران .
أيتها الفتاة تفكري في هذه الدنيا ماهي والله إلا كساعة من نهار أو سحابة صيف و خيال طيف ثم ماذا ؟
ثم نعم مقيم أو عذاب مقيم .
تذكري أيتها الفتاة أن العار كبير والمصيبة عظيمة إذا تلطخت به الفتاة ووصمت بعراها أبيها المسكين و أمها الضعيفة وإخوانها البراءاء .
تذكري عندما تلاك تلك الفتاة بالأفواه وتصبح حديث المجالس حتى ذاع ذكرها بالشر لا بالخير عياذاً بالله .
في بعض الجلسات مع الشباب وعند الحديث عن أحوالهم ومشاكلهم لا يخلوا أحدهم من ذكر فتاة أو أكثر عن بعض الفتيات المغفلات ممن وقعن في الحرام وتلطخن بالآثام .
تذكري أيتها الفتاة أن الشاب لم ولن يفكر الارتباط بمن عرف لها سابق عهد بسوء , فهو عند البحث للزواج يسعى جاهداً للإرتباط بتلك الطاهرة النقية العفيفة , يسعى بالارتباط بمن ذكرها يزن المجالس وصيتها ذاع بالذكر الحسن , يسعى لمربية الأجيال و منشئة الرجال الطاهرة المتسامية السائرة على درب الهدى والخير من قدوتها أمهات المؤمنين ونساء الصحابة الطاهرات ومن بذكرها يطيب الخاطر وتنشرح الصدور .
تذكري ايتها الفتاة آيات الوعد والوعيد وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , لتكن لك رادع عن الحرام وحصن من الآثام .
تذكري أيتها الفتاة أن شهوة لحظة تعقبها حسرات وتبعات لا تنقضي , فالزجاج إذا أنكسر يصعب بنيانه .
تذكري أيتها الفتاة أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له , تذكري أن باب التوبة مفتوح وأن الله يفرح بتوبة عبدة إذا تاب وأناب إليه .
تذكري أن السعادة الحقيقة هي على عتبات العبودية , تذكري أن السعادة ليست شعارات ترفع بل هي والله شعور داخلي لن يناله إلا من أنطرح بين يدي الله منيباً إليه راجياً رحمة ربه خائفاً من عذابه .
ومضة
((( عندما يفقد الحياء يموت العفاف )))