إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غزوة أحد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غزوة أحد

    غزوة أحد

    أبو سفيان يحرض على الحرب
    لما قتل الله أشراف قريش ببدر ، وأصيبوا بمصيبة لم يصابوا بمثلها ، ورأس فيهم أبو سفيان بن حرب لذهاب أكابرهم ، وجاء كما ذكرنا إلى أطراف المدينة في غزوة السويق ، ولم ينل ما في نفسه ، أخذ يؤلب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعلى المسلمين ، ويجمع الجموع ، فجمع قريبا من ثلاثة آلاف من قريش ، والحلفاء ، والأحابيش ، وجاؤوا بنسائهم لئلا يفروا " وليحاموا عنهن ثم أقبل بهم نحو المدينة فنزل قريباً من جبل أحد بمكان يقال له : عينين وذلك في شوال من السنة الثالثة واستشار رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أصحابه أيخرج إليهم أم يمكث في المدينة ؟
    وكان رأيه ألا يخرجوا من المدينة وأن يتحصنوا بها فإن دخلوها قاتلهم المسلمون على أفواه الأزقة والنساء من فوق البيوت ووافقه على هذا الرأى عبد الله بن أبي وكان هو الرأي فبادر جماعة من فضلاء الصحابة ممن فاته الخروج يوم بدر وأشاروا عليه بالخروج وألحوا عليه في ذلك وأشار عبد الله بن أبي بالمقام في المدينة وتابعه على ذلك بعض الصحابة فألح أولئك على رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فنهض ودخل بيته ولبس لأمته وخرج عليهم وقد انثنى عزم أولئك وقالوا أكرهنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم) على الخروج فقالوا يارسول الله إن أحببت أن تمكث في المدينة فافعل فقال رسولا الله (صلي الله عليه وسلم) ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه .


    الخروج من المدينة
    فخرج رسول الله (صلي الله عليه وسلم) في ألأف من الصحابة واستعمل ابن أم مكتوم على الصلاة بمن بقي في المدينة وكان رسول الله رأي رؤيا وهو بالمدينة رأى أن في سيفه ثلمة ورأى أن بقراً تذبح وأنه أدخل يده في درع حصينة فتأول الثلمة في سيفه برجل يصاب من أهل بيته وتأول البقر بنفر من أصحابه يقتلون وتأول الدرع بالمدينة .
    فخرج يوم الجمعة ، فلما صار بالشوط بين المدينة وأحد ، انخزل عبد الله بن أبي بنحو ثلث العسكر ، وقال : تخالفني وتسمع من غيري ، فتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام ، والد جابر بن عبد الله يوبخهم ويحضهم على الرجوع ، ويقول : تعالوا قاتلوا في سبيل الله ، أو ادفعوا . قالوا : لو نعلم أنكم تقاتلون ، لم نرجع ، فرجع عنهم ، وسبهم ، وسأله قوم من الأنصار أن يستعينوا بحلفائهم من اليهود ، فأبى ، وسلك حرة بني حارثة ، وقال : " من رجل يخرج بنا على القوم من كثب ؟ " ، فخرج به بعض الأنصار حتى سلك في حائط لبعض المنافقين ، وكان أعمى ، فقام يحثو التراب في وجوه المسلمين ويقول : لا أحل لك أن تدخل في حائطي إن كنت رسول الله ، فابتدره القوم ليقتلوه ، فقال : " لا تقتلوه فهذا أعمى القلب أعمى البصر " .


    خطة المعركة
    ونفذ رسول الله (صلي الله عليه وسلم) حتى نزل الشعب من أحد في عدوة الوادي ، وجعل ظهره إلى أحد ، ونهى الناس عن القتال حتى يأمرهم ، فلما أصبح يوم السبت ، تعبئ للقتال ، وهو في سبعمائة ، فيهم خمسون فارسا ، واستعمل على الرماة - وكانوا خمسين - عبد الله بن جبير ، وأمره وأصحابه أن يلزمو ا مركزهم ، وألا يفارقوه ، ولو رأى الطير تتخطف العسكر ، وكانوا خلف الجيش ، وأمرهم أن ينضحوا المشركين بالنبل ، لئلا يأتوا المسلمين من ورائهم . فظاهر رسول الله (صلى الله وعليه وسلم) بين درعين يومئذ وأعطى اللواء مصعب بن عمير وجعل على إحدى المجنبتين الزبير بن العوام وعلى الأخرى المنذر بن عمرو ، وأستعرض الشباب يومئذ ، فرد من استصغره عن القتال ، وكان منهم عبد الله ، بن عمر ، وأسامة بن زيد وأسيد بن ظهير ، والبراء ابن عاز ب ، وزيد بن أرقم ، وزيد بن ثابت ، وعرابة بن أوس ، وعمرو ابن حزم ، وأجاز من رآه مطيقا ، وكان منهم سمرة بن جندب ، ورافع ابن خديج . ولهما خمس عشرة سنة . فقيل : أجاز من أجاز لبلوغه بالسن خمس عشرة سنة . ورد كل من رد لصغره عن سن البلوغ . وقالت طائفة : إنما أجاز من أجاز لإطاقته " ورد من رد لعدم إطاقته . ولا تأثير للبلوغ وعدمه في ذلك قالوا : وفي بعض ألفاظ حديث ابن عمر : ( فلما رآني مطيقا أجازني ).


    قريش تستعد
    وتعبت قريش للقتال ، وهم في ثلاثة الاف ، وفيهم مائتا فارس ، فجعلوا على ميمنتهم خالد بن الوليد ، وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل ، ودفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيفه إلى أبي دجانه سماك بن خرشة وكان شجاعاً بطلاً يختال عند الحرب .
    وكان أول من بارز من المشركين أبو عامر الفاسق واسمه عبد عمرو ابن صيفي وكان يسمى : الراهب فسماه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الفاسق وكان رأس الأوس في الجاهلية فلما جاء الإسلام شرق به وجاهر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالعداوة ، فخرج من المدينة ، وذهب إلى قريش يؤلبهم ويحضهم على قتاله ووعدهم بأن قومه إذا رأوه أطاعوه ومالوا معه فكان أول من لقي المسلمين فنادى قومه وتعرف إليهم فقالوا له : لا أنعم الله بك عينا يا فاسق . فقال : لقد أصاب قومي بعدي شر ثم قاتل المسلمين قتالاً شديداً وكان شعار المسلمين يؤمئذ أمت . وأبلى يومئذ أبو دجانة الأنصاري وطلحة بن عبيد الله وأسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وأنس بن النضر وسعد بن الربيع .


    الجولة الأولى للمسلمين:
    وكانت الدولة أول النهار للمسلمين على الكفار فانهزم عدو الله وولوا مدبرين حتى انتهوا إلى نسائهم فلما رأى الرماة هزيمتهم تركوا مركزهم الذي أمرهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحفظه وقالوا : ياقوم الغنيمة فذكرهم أميرهم عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم يسمعوا وضنوا أن ليس للمشركين رجعة فذهبوا في طلب الغنيمة وأخلوا الثغر وكر فرسان المشركين فوجدو الثغر خالياً قد خلا من الرماة فجازوا منه وتمكنوا حتى أقبل آخرهم ، فأحاطوا بالمسلمين فأكرم الله من أكرم منهم بالشهادة وهم سبعون وتولى الصحابة وخلص المشركون إلى رسول (صلى الله عليه وسلم) فجرحوا وجهه وكسروا رباعيته اليمنى وكانت السفلى وهشموا البيضة على رأسه ورموه بالحجارة حتى وقع لشقه وسقط في حفره من الحفر التي كان أبو عامر الفاسق يكيد بها المسلمين فأخذ علي بيده واحتضنه طلحة بن عبيد الله وكان الذي تولى أذاه (صلى الله عليه وسلم) عمرو بن قمئة وعتبة بن أبي وقاص وقيل إن عبد الله بن شهاب الزهري عم محمد بن مسلم بن شهاب الزهري هو الذي شجه.


    سير المعركة
    قتل مصعب بن عمير بين يديه فدفع اللواء إلى علي بن أبي طالب ، ونشبت حلقتان من حلق المغفر في وجهه فانتزعهما أبو عبيدة بن الجراح وعض عليهما حتى سقطت ثنيتاه من شدة غوصهما في وجهه وامتص مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري الدم من وجنته وأدركه المشركون يريدون ما الله حائل بينهم وبينه فحال دونه نفر من المسلمين نحو عشرة حتى قتلوا ثم جالدهم طلحة حتى أجهضهم عنه وترس أبو دجانة عليه بظهره فأتى بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فردها عليه بيده وكانت أصح عينيه وأحسنهما وصرخ الشيطان بأعلي صوته إن محمد قد قتل ووقع ذلك في قلوب كثير من المسلمين وفر أكثرهم وكان أمر الله قدراً مقدوراً .
    ومر أنس بن النضر بقوم من المسلمين قد ألقوا بأيديهم فقال : ما تنتظرون ؟ فقالوا : قتل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال : ماتصنعون في الحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه ثم استقبل الناس ولقي سعد بن معاذ فقال : ياسعد إني لأجد ريح الجنة من دون أحد فقاتل حتى قتل ووجد به سبعون ضربة وجرح يومئذ عبد الرحمن بن عوف نحواً من عشرين جراحة .


    التحريض على القتال:
    وأقبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نحو المسلمين وكان أول من عرف تحت المغفر كعب بن ماك ، فصاح بأعلى صوته : يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأشار إليه أن اسكت ، واجتمع إليه المسلمون ونهضوا معه إلى الشعب الذي نزل فيه ، وفيهم أبو بكر ، وعمر ، وعلي " والحارث بن الصمة الأنصاري وغيرهم ، فلما استندوا إلى الجبل ، أدرك رسول (صلى الله عليه وسلم) أبي بن خلف على جواد له يقال له : العوذ ، زعم عدو الله أنه يقتل عليه(صلى الله عليه وسلم) ، فلما اقترب منه ، تناول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحربة من الحارث بن الصمة ، فطعنه بها فجاءت في ترقوته فكر عدوا الله منهزما ، فقال له المشركون : والله ما بك من بأس فقال : والله لو كان ما بي بأهل ذي المجاز ، لماتوا أجمعون ، وكان يعلف فرسه بمكة.ويقول : أقتل عليه محمدا ، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فقال : " بل أنا أقتله إن شاء الله . تعالى " فلما طعنه تذكر عدو الله قوله : أنا قاتله ، فأيقن بأنه مقتول من ذلك الجرح ، فمات منه فى طريقه بسرف مرجعه إلى مكة.


    استجابة لنداء الجهاد:
    وشد حنظله الغسيل وهو حنظله بن أبي عامر على أبي سفيان فلما تمكن منه عمل على حنظ شداد بن الأسود فقتله وكان جنباً فإنه سمع الصيحة وهو على امرأته فقام من فوره إلى الجهاد فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصحابه أن الملائكه تغسله ثم قال : سلوا أهله ؟ ما شأنه ؟ فسألوا امرأته فأخبرتهم الخبر وجعل الفقهاء هذا حجة أن الشهيد إذا قتل جنباً يغسل اقتداء بالملائكة . ولما انقضت الحرب أشرف أبو سفيان على الجبل فنادى : أفيكم محمد ؟ فلم يحيبوه فقال : أفيكم ابن أبي قحافة ؟ فلم يجيبوه . ولم يسأل إلا عن هؤلاء الثلاثة لعلمه وعلم قومه أن قوام الإسلام بهم فقال : أما هؤلاء فقد كفيتموهم فلم يملك عمر نفسه أن قال : ياعدو الله إن الذين ذكرتهم أحياء وقد أبقى الله لك ما يسوءك فقال : قد كان في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسوني ثم قال : أعل هبل فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ألا تجيبونه ؟
    فقالوا : ما نقول ؟ قال " قولوا : الله أعلى وأجل " ثم قال : لنا العزى ولا عزى لكم قال : ألا تجيبونه ؟ قالوا : ما نقول ؟ قال " قولوا الله مولانا ولا مولى لكم ". ثم قال أبو سفيان : يوم بيوم بدر والحرب سجال فأجابه عمر فقال : لاسواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار .
    وقال ابن عباس : ما نصر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في موطن نصره يوم أحد فأنكر ذلك عليه فقال : بيني وبين من ينكر كتاب الله إن الله يقول : ( ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه ) ( آل عمران 152 )
    قال ابن عباس : والحس القتل ولقد كان لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولأصحابه أول النهار حتى قتل من أصحاب المشركين سبعة أو تسعة وذكر الحديث .وأنزل الله عليهم النعاس أمنة منه في غزاة بدر وأحد والنعاس في الحرب وعند الخوف دليل على الأمن وهو من الله وفي الصلاة ومجالس الذكر والعلم من الشيطان .
    وقاتلت الملائكة يوم أحد عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ففي الصحيحين : عن سعد بن أبي وقاص قال : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولابعد . وفي الصحيحين عن أبي حازم أنه سئل عن جرح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال : والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال : والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن كان يسكب الماء وبما دووي كانت فاطمة ابنته تغسله وعلي بن أبي طالب يسكب الماء بالمجن فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها فألصقتها فاستمسك الدم .


    استشهاد سعد بن أبي وقاص
    ونظر حذيفة إلى أبيه والمسلمون يريدون قتله . وهم يظنونه من المشركين فقال : أي عباد الله ! أبي ، فلم يفهموا قوله حتى قتلوه فقال : يغفر الله لكم ، فأراد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يديه ، فقال : قد تصدقت بديته على المسلمين ، فزاد ذلك حذيفة خيرا عند النبي (صلى الله عليه وسلم).
    وقال زيد بن ثابت : بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد اطلب سعد بن الربيع فقال لي إن رأيته فأقرئه مني السلام وقال له : يقول لك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كيف تجدك ؟ قال فجعلت أطوف بين القتلى فأتيته وهو بآخر رمق وفيه سبعون ضربة مابين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم فقلت : ياسعد إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقرأ عليك السلام ويقول لك : أخبرني كيف تجدك ؟
    فقال : وعلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) السلام قال له : يارسول الله أجد ريح الجنة وقل لقومي الانصار : لاعذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفيكم عين تطرف وفاضت نفسه من وقته .



  • #2
    رد: غزوة أحد


    باركِ الله فيكِ
    وجزاكِ الجنه
    وجعل هذا العمل في موزين حسناتكـ
    اللهم آمين



    تعليق


    • #3
      رد: غزوة أحد

      جزاك الله خيرا



      __________________

      تعليق


      • #4
        أسباب غزوة أحد


        رغبة قريش في الانتقام من المسلمين بعد أن ألحقوا بها الهزيمة والعار في غزوة بدر التي راح فيها الكثير من صناديد الكفر، وما تبعها من غزوات وسرايا قطعت طريق التجارة المتدفق منها وإليها وأذهبت بالكثير من مؤونتها، ومن أجل استعادة مكانتها بين القبائل العربية سياسيا واقتصاديا، والأهم رغبة في القضاء على دعوة الإسلام التوحيدية والتي تقضي على نفوذ سادة العرب ومصالحهم وأصنامهم المزعومة وترسخ دولة الحق القائمة على التقوى والصلاح.
        التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 20-02-2020, 11:41 PM. سبب آخر: حذ روابط مخالفة

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرًا اختنا
          وبرجاء اضافة الموضوع كامل ولا تضيفي روابط خارجية
          وينقل لقسم
          تاريخ الأمة الإسلامية لانه المناسب له

          تعليق


          • #6
            للنفع

            تعليق

            يعمل...
            X