السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل العقدة من لساني
ما حكم العادة السرية ؟
السؤال: أنا شاب فى العشرين من عمرى ، و لم أتزوج بعد ، ولا أستطيع منع نفسى من ممارسة العادة السرية ، فما حكم ممارسة هذه العادة ، وهل تعتبر فى عداد( المكروه) تبعاً لمذهب الإمام (أحمد ابن حنبل ) كما ترامى إلى سمعى؟
العادة السرية محرمة ولايصح أن الإمام أحمد رحمه الله قال بكراهتها وإنما يقول بتحريمها ، ولعل المقصود كراهة التحريم والدليل على تحريمها قوله تعالى {
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ *
فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ
}المؤمنون 5: 7، والعادون هم الذين يتعدون حدود الله تعالى ، ويدل على تحريمها أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( البر حسن الخلق ، والإثم ماحاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان ، وهذه العادة القبيحة تورث اكتئابا وضيقا في الصدر وشعورا بالإثم ، ويكره فاعلها أشد الكراهية أن يعلم الذين يعرفونه أنه يمارسها ، فهي من الإثم ،ويدل على تحريمها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال « يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» ولو كانت هذه العادة القبيحة مباحة لأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إليها الشباب ، لأنها أيسر عليهم لو كنت مباحة من الصوم ، ولكن لما كانت إثما ومعصية اختار لهم النبي صلى الله عليه وسلم الصوم ، كما قالت عائشة رضي الله عنها « ما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما»
فدل على أن العادة السرية إثم ، ولهذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم إرشاد الشباب إليها . وهي مع ذلك تورث ضعف القدرة الجنسية ، وغالب الذين أدمنوها قبل الزواج ، ضعفت قدرتهم الجنسية بعد الزواج ، وربما أدت إلى العقم ، بالإضافة إلى ما تؤدي إليه من أمراض أخرى ذكرها الأطباء ، وغالب من يدمنها تؤدي به إلى إدمان مطالعة الصور العارية ، وتقوده إلى فعل الفاحشة ، لأن السيئة تورث السيئة، كما أن الحسنة تورث الحسنة ، وأنصح السائل أن يتوكل على الله تعالى ويعزم على ترك هذه العادة القبيحة ، وأن يعجل بالزواج ، فإن لم يقدر عليه ، فليستعن بالدعاء في أوقات الاجابة ، والصوم وكثرة الذكر وقراءة القرآن ، وصحبة الصالحين ، والمحافظة على الصلاة في جماعة ، وليستحضر أن حلاوة الانتصار على الشهوة والشيطان أحلى من كل حلاوة وألذ من كل شهوة ، وأنه إذا لم يعزم على ترك هذه العادة ، فسيبقى دائما أسيرا لهذه العادة القبيحة ، ودنائتها ، فاقدا للثقة بنفسه ، ضعيفا أمام شهوته ، وأنه إذا تركها أورثه ذلك ثقة بالنفس واعتزازا ، وقوة على طاعة الله تعالى ، ومحبة للعمل الصالح ونشاطا فيه ، فينال خير الدنيا والاخرة ، وأنه إذا بقي حبيس هذه العادة ، أقعدته عن فعل الخيرات ، وثبطته عن الأعمال الصالحات ، فليحذر من ضياع شبابه في الإثم والمعاصي ، والله المستعان
حامد بن عبد الله العلي/ طريق الإسلام