الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فمن أجمع الكتب التي حوت رسائل وفتاوى أئمة الدعوة السلفية في بلاد نجد، كتاب "الدُّرر السَّنيَّة في الأجوبة النجدية" الذي قام فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم -رحمه الله- بجمعه وترتيبه، قال رحمه الله في مقدمته: "وها هو يفصح عن نفسه، ويدل على عظيم نفعه، جامعًا شاملًا نافعًا، فيه من الفوائد ما هو حقيق أن يعض عليه بالنواجذ، وتثنى عليه الخناصر، ويكب عليه أُولو البصائر النوافذ، اشتمل على أصول أصيلة، ومباحث جليلة، لا تجدها في كثير من الكتب المصنفة، ولا الدواوين المؤلفة".
وقد أثنى كبار العلماء -رحمهم الله- على الكتاب، كما هو موجود في مقدمته، من هؤلاء العلماء: العلامة الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، والعلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والعلامة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري، رحمهم الله جميعًا.
وقد قام الشيخ سليمان بن صالح الخراشي -رحمه الله- بجمع أقوال العلماء وثنائهم على الكتاب في كتاب سمَّاه "ثناء العلماء على كتاب الدُّرر السَّنيَّة" قدَّم الله فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي.
وكتاب "الدُّرر السَّنيَّة" فيه علمٌ جَمٌّ، وفوائد كثيرة، وقد اخترت فوائد من أقوال أئمة وعلماء الدعوة -رحمهم الله- وقد التزمتُ أن تكون تلك الفوائد مختصرة، بحيث لا تزيد الفائدة الواحدة عن ثلاثة أسطر.
وهذه فوائد مختصرة من أقوال الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- منتقاة من كتاب "الدُّرر السنية في الأجوبة النجدية"، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
من دعا غير الله أو ذبح له أو نذر له:
إذا عرفت أن معنى "الله" هو الإله، وعرفت أن الإله هو المعبود، ثم دعوت الله، أو ذبحت له، أو نذرت له، فقد عرفت أنه الله، فإن دعوت مخلوقًا طيبًا أو خبيثًا، أو ذبحت له، أو نذرت له، فقد زعمت أنه هو الله.
الرافضة والشرك:
أول من أدخل الشرك في هذه الأمة هم الرافضة الذين يدعون عليًّا وغيره، ويطلبون منهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات.
الصلاة:
اعلم -أرشدك الله لطاعته وأحاطك بحياطته، وتولاك في الدنيا والآخرة- أن مقصود الصلاة وروحها ولُبَّها، هو إقبال القلب على الله تعالى فيها، فإذا صليت بلا قلب فهي كالجسد الذي لا روح فيه.
الكبائر القلبية:
إن أكثر الكبائر القلبية؛ مثل: الرياء، والكِبْر، والحسد، وترك التوكُّل والإخلاص، وغير ذلك، قد يتلطَّخ بها الرجل وهو لا يشعر، ولعله يتورَّع عن بعض الصغائر الظاهرة، وهو في غفلة عن هذه العظائم.
الهوى:
اتباع الهوى له أسباب كثيرة، لا يدفعها عن العبد إلا قوة داعي الإيمان بالله ورسُلِه، وتدبُّر كتابه، وعدم الإعراض عنه إلى غيره.
أعمال القلوب:
عظمة أعمال القلوب عند الله؛ لأن أهل الشجرة لم يبلغوا ذلك إلا بما علم الله في قلوبهم.
مسائل في العلم:
اعلم -رحمك الله- أن طلب العلم فريضة، وأنه شفاء للقلوب المريضة، وأن أهم ما على العبد معرفة دينه الذي معرفته والعمل به سببٌ لدخول الجنة، والجهل به وإضاعته سبب لدخول النار، أعاذنا الله منها.
الذي ينتفع بالعلم، هو الذي يهتمُّ به ويسأل عنه.
لا ينبغي للإنسان أن يسأل عن مسائل العلم إلا مَنْ رآه يحسن ذلك.
لا تحقر عن التعليم من تظنه أبعد الناس عنه، ولا تستبعد فضل الله.
ينبغي للمعلم أن يُعلِّم الإنسان على قدر فهمه.
الطريق إلى الله لا بد له من أعداء قاعدين عليه، أهل فصاحة وعلم وحج...فالواجب عليك أن تعلم من دين الله ما يصير لك سلاحًا تُقاتل به هؤلاء الشياطين.
ترك الدليل الواضح والاستدلال بلفظ متشابه هو طريق أهل الزيغ؛ كالرافضة والخوارج.
إذا تبيَّن لك الحق فاتبعه، فإن لم يتبين لك، واحتجت إلى العمل، فخذ بقول من تثق بعلمه ودينه.
الاستعانة بالله:
﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5] سؤال منك لمولاك سبحانه أن يعينك على أمور دينك ودنياك ولا يكلك إلى نفسك ولا إلى أحد من خلقه، وإخبار منك أنك لا تستعين إلا به تبارك وتعالى.
المغضوب عليهم والضالين:
أما قوله: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]، فالمغضوب عليهم هم العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم، والضالون العاملون بلا علم، فالأول صفة لليهود، والثاني صفة النصارى.
التمييز بين الكرامات وغيرها:
لا ينبغي للمؤمن أن يغترَّ بخوارق العادة، إذا لم يكن مع صاحبها استقامة على أمر الله، فإن اللعين أنظره الله تعالى، ولم يكن ذلك إلا إهانة له وشقاء له، وحكمة بالغة يعلمها الحكيم الخبير، فينبغي للمؤمن أن يُميِّز بين الكرامات وغيرها.
الحذر من زخرف القول الذي يخرج الباطل في صورة الحق:
زخرفة القول قد تخرج الباطل في صورة الحق كما في الحديث ((إنَّ من البيان لسحرًا))، فإن اللعين زخرف قوله بأنواع؛ منها: تسمية الشجرة شجرة الخُلْد، ومنها: تأكيد قوله: ﴿ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [الأعراف: 21]... فينبغي للمؤمن أن يكون من زخرف القول على حذر.
لا تغترَّ بالفجرة:
لا ينبغي للمؤمن أن يغتر بالفجرة؛ بل يكون على حذر منهم، ولو قالوا ما قالوا: خصوصًا أولياء الشيطان الذين تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته، فإن اللعين حلف: ﴿ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [الأعراف: 21].
الشبهة إذا كانت واضحة البطلان:
الشبهة إذا كانت واضحة البطلان، لا عذر لصاحبها، فإن الخوض معه في إبطالها تضييع للزمان، وإتعاب للحيوان، مع أن ذلك لا يردعه عن بدعته، وكان السلف لا يخوضون مع أهل الباطل في رَدِّ باطلهم...بل يعاقبونهم إن قدروا، وإلا أعرضوا عنهم.
المال والجاه:
الأمور التي يحرص عليها أهل الدنيا، قد تكون عقوبة ومحنة، والجاهل يظنُّها نعمة، مثل الجاه والمال وطول العمر، فإن الله أعطى اللعين من النظرة ما أعطاه.
من أنعم الله عليه بولاية أو مال، فجعلهما طريقًا إلى طاعة الله فهو الممدوح، وهو أحد الرجلين الذين يغبطهم المؤمن، وإن كان غير هذا فلا.
البسملة: معناها، وثمرتها:
وأما البسملة فمعناها أدخل في هذا الأمر من قراءة أو دعاء أو غير ذلك (بسم الله) لا بحولي ولا بقوَّتي؛ بل أفعل هذا مستعينًا بالله، متبركًا باسمه تبارك وتعالى، هذا في كل أمر تسمي في أوَّلِه من أمر الدين أو أمر الدنيا.
إذا أحضرت في نفسك أن دخولك في القراءة بالله مستعينًا به، متبرئًا من الحول والقوة، كان هذا من أكبر الأسباب في حضور القلب، وطرد الموانع من كل خير.
الابتلاء:
قوله: ﴿ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ ﴾ [يوسف: 20]؛ أي: باعوه في مصر بثمن قليل؛ لأنهم لم يعلموا حاله، وفيه من الفوائد: أن الله يبتلي أحَبَّ الناس إليه بمثل هذا البلاء العظيم عليه وعلى أبيه، ومن ذلك البلاء: أنه سلَّط عليه من يبيعه بيع العبد.
إذا تحققتم أن من اتبع هذا الدين، لا بدَّ له من الفتنة، فاصبروا قليلًا، ثم أبشروا عن قليل بخير الدنيا والآخرة.
الرؤيا وتعبيرها:
علمُ التعبير علمٌ صحيحٌ يمنُّ الله به على من يشاءُ من عباده.
لا يعبر الرؤيا إلا مَنْ هو مِنْ أهل العلم بتأويلها؛ لأنها من أقسام الوحي.
عنوان السعادة:
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولَّاك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلك ممن إذا أُعطِي شكر، وإذا ابْتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر، فإن هذه الثلاث عنوان السعادة.
جزاء المحسن:
الله سبحانه يُجازي المحسنين بخير الدنيا والآخرة، ومن ذلك يجازي المحسنين بإعطائه العلم والحكمة.
أهل الكلام:
إن المعرضين عن كتاب الله هم أهل الاختلاف إلى يوم القيامة، ولا يُتصَوَّر أنهم يجتمعون على دينٍ واحدٍ، ولو كانوا علماء أذكياء كأهل الكلام يتناقضون ويختلفون في دينهم أعظم تناقض واختلاف.
إذا طالعت في كتاب من كتب الكلام...تجد الكتاب من أوَّلِه إلى آخره، لا يستدل على مسألة منه بآية من كتاب الله، ولا حديث عن رسول الله، اللهم إلا أن يذكره ليُحرِّفه عن مواضِعِه.
قال أبو عمر بن عبدالبر: أجمع أهل العلم في جميع الأعصار والأمصار، أن أهل الكلام أهل بِدَع وضلالات، لا يعدون عند الجميع من طبقات العلماء.
عقوبة الماكر والخائن والظالم:
الماكر يصير وبال مكر عليه، ولكن لا يشعر، ولو شعر لما فعل.
قوله: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾ [يوسف: 52]؛ أي: لا يرشد كيد من خان أمانته، قيل: يفتضح في العاقبة.
الظالم الحاسد يذله الله....والمحسود يرفعه الله على الحاسد.
الفاجر والفراسة:
الفاجر قد يعطيه الله سبحانه وتعالى كثيرًا من القوى والإدراكات...حتى في صحة الفراسة، كما ذكر عن اللعين حين تفرس فيهم أنه يغويهم إلا المخلصين، فصدق الله فراسته: ﴿ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [سبأ: 20].
من أحب قومًا حشر معهم:
لوط...ما في إهلاك امرأته من الدلالة على التوحيد، والدلالة على أن من أحَبَّ قومًا حشر معهم، وإن لم يعمل عملهم.
متفرقات:
فساد العلماء يفسد الرعية.
من النعيم تعذيب العبد بذنبه في الدنيا.
التعب يثمر الراحة، والراحة تثمر التعب.
النظر في العواقب...وعدم الاغترار بالحال الحاضرة.
الحق إذا لاح واتضح، لم يضره كثرة المخالف، ولا قلة الموافق.
الشِّدَّة إذا تمت وتضايقت جدًّا، فهي من علامات حضور الفرج.
قولهم: اختلافهم رحمة، فهذا باطل؛ بل الرحمة في الجماعة، والفرقة عذاب.
الذي في قلبه مرض...يُبادِر إلى تصديق الخبر المخوف وتكذيب خبر الأمن.
التحرُّز من تظلم الشخص، فربما أنه هو الظالم، والدواء: التأني وعدم العجلة.
جند الله هم الغالبون بالحجة واللسان، كما أنهم الغالبون بالسيف والسنان، وإنما الخوف على الموحِّد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح.
فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الالوكة
فمن أجمع الكتب التي حوت رسائل وفتاوى أئمة الدعوة السلفية في بلاد نجد، كتاب "الدُّرر السَّنيَّة في الأجوبة النجدية" الذي قام فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم -رحمه الله- بجمعه وترتيبه، قال رحمه الله في مقدمته: "وها هو يفصح عن نفسه، ويدل على عظيم نفعه، جامعًا شاملًا نافعًا، فيه من الفوائد ما هو حقيق أن يعض عليه بالنواجذ، وتثنى عليه الخناصر، ويكب عليه أُولو البصائر النوافذ، اشتمل على أصول أصيلة، ومباحث جليلة، لا تجدها في كثير من الكتب المصنفة، ولا الدواوين المؤلفة".
وقد أثنى كبار العلماء -رحمهم الله- على الكتاب، كما هو موجود في مقدمته، من هؤلاء العلماء: العلامة الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، والعلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والعلامة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري، رحمهم الله جميعًا.
وقد قام الشيخ سليمان بن صالح الخراشي -رحمه الله- بجمع أقوال العلماء وثنائهم على الكتاب في كتاب سمَّاه "ثناء العلماء على كتاب الدُّرر السَّنيَّة" قدَّم الله فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي.
وكتاب "الدُّرر السَّنيَّة" فيه علمٌ جَمٌّ، وفوائد كثيرة، وقد اخترت فوائد من أقوال أئمة وعلماء الدعوة -رحمهم الله- وقد التزمتُ أن تكون تلك الفوائد مختصرة، بحيث لا تزيد الفائدة الواحدة عن ثلاثة أسطر.
وهذه فوائد مختصرة من أقوال الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- منتقاة من كتاب "الدُّرر السنية في الأجوبة النجدية"، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
من دعا غير الله أو ذبح له أو نذر له:
إذا عرفت أن معنى "الله" هو الإله، وعرفت أن الإله هو المعبود، ثم دعوت الله، أو ذبحت له، أو نذرت له، فقد عرفت أنه الله، فإن دعوت مخلوقًا طيبًا أو خبيثًا، أو ذبحت له، أو نذرت له، فقد زعمت أنه هو الله.
الرافضة والشرك:
أول من أدخل الشرك في هذه الأمة هم الرافضة الذين يدعون عليًّا وغيره، ويطلبون منهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات.
الصلاة:
اعلم -أرشدك الله لطاعته وأحاطك بحياطته، وتولاك في الدنيا والآخرة- أن مقصود الصلاة وروحها ولُبَّها، هو إقبال القلب على الله تعالى فيها، فإذا صليت بلا قلب فهي كالجسد الذي لا روح فيه.
الكبائر القلبية:
إن أكثر الكبائر القلبية؛ مثل: الرياء، والكِبْر، والحسد، وترك التوكُّل والإخلاص، وغير ذلك، قد يتلطَّخ بها الرجل وهو لا يشعر، ولعله يتورَّع عن بعض الصغائر الظاهرة، وهو في غفلة عن هذه العظائم.
الهوى:
اتباع الهوى له أسباب كثيرة، لا يدفعها عن العبد إلا قوة داعي الإيمان بالله ورسُلِه، وتدبُّر كتابه، وعدم الإعراض عنه إلى غيره.
أعمال القلوب:
عظمة أعمال القلوب عند الله؛ لأن أهل الشجرة لم يبلغوا ذلك إلا بما علم الله في قلوبهم.
مسائل في العلم:
اعلم -رحمك الله- أن طلب العلم فريضة، وأنه شفاء للقلوب المريضة، وأن أهم ما على العبد معرفة دينه الذي معرفته والعمل به سببٌ لدخول الجنة، والجهل به وإضاعته سبب لدخول النار، أعاذنا الله منها.
الذي ينتفع بالعلم، هو الذي يهتمُّ به ويسأل عنه.
لا ينبغي للإنسان أن يسأل عن مسائل العلم إلا مَنْ رآه يحسن ذلك.
لا تحقر عن التعليم من تظنه أبعد الناس عنه، ولا تستبعد فضل الله.
ينبغي للمعلم أن يُعلِّم الإنسان على قدر فهمه.
الطريق إلى الله لا بد له من أعداء قاعدين عليه، أهل فصاحة وعلم وحج...فالواجب عليك أن تعلم من دين الله ما يصير لك سلاحًا تُقاتل به هؤلاء الشياطين.
ترك الدليل الواضح والاستدلال بلفظ متشابه هو طريق أهل الزيغ؛ كالرافضة والخوارج.
إذا تبيَّن لك الحق فاتبعه، فإن لم يتبين لك، واحتجت إلى العمل، فخذ بقول من تثق بعلمه ودينه.
الاستعانة بالله:
﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5] سؤال منك لمولاك سبحانه أن يعينك على أمور دينك ودنياك ولا يكلك إلى نفسك ولا إلى أحد من خلقه، وإخبار منك أنك لا تستعين إلا به تبارك وتعالى.
المغضوب عليهم والضالين:
أما قوله: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]، فالمغضوب عليهم هم العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم، والضالون العاملون بلا علم، فالأول صفة لليهود، والثاني صفة النصارى.
التمييز بين الكرامات وغيرها:
لا ينبغي للمؤمن أن يغترَّ بخوارق العادة، إذا لم يكن مع صاحبها استقامة على أمر الله، فإن اللعين أنظره الله تعالى، ولم يكن ذلك إلا إهانة له وشقاء له، وحكمة بالغة يعلمها الحكيم الخبير، فينبغي للمؤمن أن يُميِّز بين الكرامات وغيرها.
الحذر من زخرف القول الذي يخرج الباطل في صورة الحق:
زخرفة القول قد تخرج الباطل في صورة الحق كما في الحديث ((إنَّ من البيان لسحرًا))، فإن اللعين زخرف قوله بأنواع؛ منها: تسمية الشجرة شجرة الخُلْد، ومنها: تأكيد قوله: ﴿ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [الأعراف: 21]... فينبغي للمؤمن أن يكون من زخرف القول على حذر.
لا تغترَّ بالفجرة:
لا ينبغي للمؤمن أن يغتر بالفجرة؛ بل يكون على حذر منهم، ولو قالوا ما قالوا: خصوصًا أولياء الشيطان الذين تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته، فإن اللعين حلف: ﴿ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [الأعراف: 21].
الشبهة إذا كانت واضحة البطلان:
الشبهة إذا كانت واضحة البطلان، لا عذر لصاحبها، فإن الخوض معه في إبطالها تضييع للزمان، وإتعاب للحيوان، مع أن ذلك لا يردعه عن بدعته، وكان السلف لا يخوضون مع أهل الباطل في رَدِّ باطلهم...بل يعاقبونهم إن قدروا، وإلا أعرضوا عنهم.
المال والجاه:
الأمور التي يحرص عليها أهل الدنيا، قد تكون عقوبة ومحنة، والجاهل يظنُّها نعمة، مثل الجاه والمال وطول العمر، فإن الله أعطى اللعين من النظرة ما أعطاه.
من أنعم الله عليه بولاية أو مال، فجعلهما طريقًا إلى طاعة الله فهو الممدوح، وهو أحد الرجلين الذين يغبطهم المؤمن، وإن كان غير هذا فلا.
البسملة: معناها، وثمرتها:
وأما البسملة فمعناها أدخل في هذا الأمر من قراءة أو دعاء أو غير ذلك (بسم الله) لا بحولي ولا بقوَّتي؛ بل أفعل هذا مستعينًا بالله، متبركًا باسمه تبارك وتعالى، هذا في كل أمر تسمي في أوَّلِه من أمر الدين أو أمر الدنيا.
إذا أحضرت في نفسك أن دخولك في القراءة بالله مستعينًا به، متبرئًا من الحول والقوة، كان هذا من أكبر الأسباب في حضور القلب، وطرد الموانع من كل خير.
الابتلاء:
قوله: ﴿ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ ﴾ [يوسف: 20]؛ أي: باعوه في مصر بثمن قليل؛ لأنهم لم يعلموا حاله، وفيه من الفوائد: أن الله يبتلي أحَبَّ الناس إليه بمثل هذا البلاء العظيم عليه وعلى أبيه، ومن ذلك البلاء: أنه سلَّط عليه من يبيعه بيع العبد.
إذا تحققتم أن من اتبع هذا الدين، لا بدَّ له من الفتنة، فاصبروا قليلًا، ثم أبشروا عن قليل بخير الدنيا والآخرة.
الرؤيا وتعبيرها:
علمُ التعبير علمٌ صحيحٌ يمنُّ الله به على من يشاءُ من عباده.
لا يعبر الرؤيا إلا مَنْ هو مِنْ أهل العلم بتأويلها؛ لأنها من أقسام الوحي.
عنوان السعادة:
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولَّاك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلك ممن إذا أُعطِي شكر، وإذا ابْتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر، فإن هذه الثلاث عنوان السعادة.
جزاء المحسن:
الله سبحانه يُجازي المحسنين بخير الدنيا والآخرة، ومن ذلك يجازي المحسنين بإعطائه العلم والحكمة.
أهل الكلام:
إن المعرضين عن كتاب الله هم أهل الاختلاف إلى يوم القيامة، ولا يُتصَوَّر أنهم يجتمعون على دينٍ واحدٍ، ولو كانوا علماء أذكياء كأهل الكلام يتناقضون ويختلفون في دينهم أعظم تناقض واختلاف.
إذا طالعت في كتاب من كتب الكلام...تجد الكتاب من أوَّلِه إلى آخره، لا يستدل على مسألة منه بآية من كتاب الله، ولا حديث عن رسول الله، اللهم إلا أن يذكره ليُحرِّفه عن مواضِعِه.
قال أبو عمر بن عبدالبر: أجمع أهل العلم في جميع الأعصار والأمصار، أن أهل الكلام أهل بِدَع وضلالات، لا يعدون عند الجميع من طبقات العلماء.
عقوبة الماكر والخائن والظالم:
الماكر يصير وبال مكر عليه، ولكن لا يشعر، ولو شعر لما فعل.
قوله: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾ [يوسف: 52]؛ أي: لا يرشد كيد من خان أمانته، قيل: يفتضح في العاقبة.
الظالم الحاسد يذله الله....والمحسود يرفعه الله على الحاسد.
الفاجر والفراسة:
الفاجر قد يعطيه الله سبحانه وتعالى كثيرًا من القوى والإدراكات...حتى في صحة الفراسة، كما ذكر عن اللعين حين تفرس فيهم أنه يغويهم إلا المخلصين، فصدق الله فراسته: ﴿ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [سبأ: 20].
من أحب قومًا حشر معهم:
لوط...ما في إهلاك امرأته من الدلالة على التوحيد، والدلالة على أن من أحَبَّ قومًا حشر معهم، وإن لم يعمل عملهم.
متفرقات:
فساد العلماء يفسد الرعية.
من النعيم تعذيب العبد بذنبه في الدنيا.
التعب يثمر الراحة، والراحة تثمر التعب.
النظر في العواقب...وعدم الاغترار بالحال الحاضرة.
الحق إذا لاح واتضح، لم يضره كثرة المخالف، ولا قلة الموافق.
الشِّدَّة إذا تمت وتضايقت جدًّا، فهي من علامات حضور الفرج.
قولهم: اختلافهم رحمة، فهذا باطل؛ بل الرحمة في الجماعة، والفرقة عذاب.
الذي في قلبه مرض...يُبادِر إلى تصديق الخبر المخوف وتكذيب خبر الأمن.
التحرُّز من تظلم الشخص، فربما أنه هو الظالم، والدواء: التأني وعدم العجلة.
جند الله هم الغالبون بالحجة واللسان، كما أنهم الغالبون بالسيف والسنان، وإنما الخوف على الموحِّد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح.
فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الالوكة