إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تجلى حقائق القرآن في حرب غزة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تجلى حقائق القرآن في حرب غزة

    نعم؛ لا تزال تتجلى لنا حقائق القرآن في حرب غزة، ومنها:


    ١- وصف الله سبحانه لهؤلاء القوم المحتلين بأنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا. وها نحن نرى حقدهم وغلهم وعداوتهم الشديدة التي لا تتساوى مع معطيات الحرب العادية.


    ٢- قوله تعالى عن هؤلاء القوم المحتلين: (لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرىً محصنة أو من وراء جدر) وها هم يثبتون للعالم كله جبنهم، فلا يواجهون من نكّل بهم بل يصبون نيرانهم على المدنيين من بُعد، ومن وراء جدر.


    ٣- ابتلاء المؤمنين واشتداد الكربات عليهم، وذلك في قوله: ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب﴾
    وهذا هو الوعد الذي استحضره المؤمنون يوم الأحزاب حين رأوا تكالب الأعداء فقالوا: (هذا ما وعدنا الله ورسوله)


    ٤- أن الله مع المؤمنين بتثبيت القلوب والربط عليها، كما في قوله: (والله مع الصابرين)
    وذلك كما شاهدنا كثيرا من أهل غزة صابرين محتسبين ثابتين على الرغم من شدة الكربات والأهوال التي تزيل الجبال.


    ٥- قوله سبحانه: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) وقد رأينا ذلك بأم أعيننا أول الأيام.


    ٦- ظهور المنافقين الدائم في أوقات الأزمات، ليلوموا المسلمين، ويرجفوا ويخذّلوا، كما بيّن الله ذلك في سورة آل عمران والأحزاب والفتح، وقد ظهر في هذه الحرب أنواع من الإرجاف والتخذيل.


    ٧- تمييز الخبيث من الطيب؛ كما قال سبحانه بعد آيات معركة أُحُد: ﴿ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب﴾ وهذه الأحداث اليوم حصل فيها قدر من التمييز بين الطيبين الذين بذلوا وصدقوا وثبتوا ووقفوا مع إخوانهم بكل ما يستطيعون، وبين الخبيثين الذين سارعوا إلى أعداء الإسلام أو وقفوا معهم ولو بالكلمة وخذلوا أهل غزة وهم قادرون.
    وقد يزداد هذا التمييز مع الأيام.


    ٨- قوله سبحانه عن هؤلاء القوم المحتلين وعن القوم الذين أعانوهم في هذه الحرب: ﴿بعضهم أولياء بعض﴾ وها نحن نرى ولايتهم لبعضهم وتداعيهم وتناصرهم، كما قال البقاعي: (وهم جميعا متفقون -بجامع الكفر؛ وإن اختلفوا في الدين- على عداوتكم يا أهل هذا الدين الحنيفي)


    ٩- قوله سبحانه: (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون) وهذا رآه الجميع على وجوههم وتصريحاتهم، وهذا لا يكون إلا في حال وجود التدافع بين الحق والباطل.


    ١٠- قوله سبحانه: ﴿يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾ وقد نزلت في الثبات عند سؤال الملكين في القبر، ولعله يدخل فيه: الثبات عند الموت بنطق الشهادتين حال الفجاءة والشدة ونيران الأعداء، كما رأينا ذلك في هذه الأحداث.


    تلك عشرة كاملة.. ومع الأيام قد تستبين مزيد من الحقائق.

    التفاؤل وحُسن الظن بالله في هذه الأحداث مطلب شرعي مهم جدا، ولكن:
    -حين يقع الإنسان في التعلق بالأسباب غير الصحيحة، كأن يرجو النصرة ممن عُرفوا بخذلانهم الدائم للمسلمين ومسارعتهم في أعداء الإسلام،
    -ولا يراعي السنن الإلهية كذلك،
    - أو يظن أن كل المعيقات سترتفع فجأة،
    - أو يظن أن التمكين للأمة سيكون خلال أيام أو أسابيع؛
    = فهذا قد يصاب بنكسة نفسية -وربما إيمانية- بعد أن يعيش نشوة البدايات كما رأينا ذلك في العقد الأخير.

    • أكثر من يصحّ لهم الاستبشار بنصر الله القريب، هم العاملون لنصرة دينه ومدافعة أعدائه، فهؤلاء إذا أخلصوا لله وتوكلوا عليه وساروا على أنوار الوحي، فالله معهم، وسينصرهم، ويحق لهم التفاؤل الشديد بقرب ذلك.
    مع التنبيه إلى أن النصر مراتب ودرجات، والنصر الجزئي لا يستلزم النصر الكلي مباشرة ولا يستلزم انتفاء الآلام الشديدة؛ فنصر يوم بدر غير نصر فتح مكة، فالأول نصر البدايات والثاني نصر التمكين.
    فيوم بدر أعقبه انكسار أُحُد ثم حصار الأحزاب ثم ألم الحديبية ثم في النهاية جاء فتح مكة ودخل الناس في دين الله أفواجا،
    وكان ذلك كله مسبوقاً بالصبر الطويل في مكة على الابتلاءات التي زكّى الله بها نفوسهم وثبّت بها عقيدتهم.

    • هذه الأحداث قد تطول وتتطور وتتمدد، ولا أشك أن عاقبتها خير لهذه الأمة، ولكنها والله أعلم ستكون مصحوبة بكثير من الآلام والمصاعب، فمن كان ينتظر أملاً بلا ألم فليكمل نومه وأحلامه.

    • المطلوب من كل هذا الكلام ليس ترك التفاؤل ولا ترك العمل، بل بالعكس، نحتاج إلى مزيد منهما، ولكن بضبط تعريف التفاؤل وبترشيد العمل،

    • التفاؤل المطلوب هو حسن الظن بالله:
    - بأنه سينصر دينه ويعلي كلمته دون اشتراط للزمن أو استكراه للسنن -فهي غالبة-.
    - وأنه لن يضيع أجر العاملين المخلصين،
    - وأنه مع الصابرين،
    - وأنه يؤيد جنده ويثبتهم وينصرهم،
    - وأنه لا يترك الظالمين المفسدين في الأرض دون عقاب في الدنيا قبل الآخرة.

    • وأما العمل فلا بد أن يكون غير مشروط بتحقيق النصر الآني، بل يكون منطلقاً من مبدأ (الفرض والواجب؛ عبوديةً لله ونصرةً للمسلمين) ومن يُعرّف العمل بهذه الصيغة يكون عصياً على الانكسار والإحباط.


    الشيخ احمد السيد
    له من الكتب
    بوصلة المصلح...سابغات ...
    محاسن الاسلام...الجيل الصاعد











يعمل...
X