إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل تدل استقامة المبتدع على صلاح عمله وعقيدته ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل تدل استقامة المبتدع على صلاح عمله وعقيدته ؟



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد الله على ما وفقنا إليه من الحق والصلاة والسلام على خير الخلق وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بصدق ... وبعد،

    السؤال:
    هل يدل استقامة ومحافظة المبتدع على الطاعات والصلوات كاملةً في جماعة على صلاح عمله وعقيدته ؟ وما شأنُه عند الله ؟.

    الجواب:
    الحمد لله


    لا شك أن الموقف الواجب هو رد وإنكار كل بدعة محدثة ، وبيان خروجها عن القصد والاستقامة ، وعدم التهاون في ذلك .
    قال صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم (1718) .

    قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (12/16) :

    " قال أهل العربية : الرد هنا بمعنى المردود ، ومعناه : فهو باطل غير معتد به ، وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام ، وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فإنه صريح في رد كل البدع والمخترعات ، وهذا الحديث مما ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الاستدلال به " انتهى .

    ولا يجوز أن يؤثر على الموقف الشرعي من البدعة ما يظهر على فاعلها من الصلاح والاجتهاد في العبادة أو حسن الخلق ، إذ لا يلزم من ذلك صلاح عقيدته وعمله ،
    أولاً : لأننا لا نعلم بماذا يختم له ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالخواتيم ) متفق عليه.

    ثانياً : قد يوفق المسلم لباب من أبواب الخير ، ويحرم من أبوابٍ أُخَر ، ويدلك على ذلك أدلة كثيرة ، منها :

    1- عَن سَهلٍ بنِ سعدٍ السَّاعديِّ رَضِيَ اللهُ عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ التَقَى هُوَ وَالمُشرِكُونَ فَاقتَتَلُوا ، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَسكَرِه ، وَمَالَ الآخَرُونَ إِلَى عَسكَرِهِم ، وَفِي أَصحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ لا يَدَعُ لَهُم شَاذَّةً إِلا اتبعَها يَضرِبُها بِسَيفِهِ ، فَقَالُوا : مَا أَجزَأَ مِنَّا اليَومَ أَحَدٌ كَمَا أَجزَأَ فُلان .

    فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : أَمَا إِنَّه مِن أَهْلِ النَّارِ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ : أَنَا صَاحِبُهُ أَبَدًا . قَالَ : فَخَرَجَ مَعَهُ ، كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ ، وَإِذَا أَسرَعَ أَسرَعَ مَعَهُ ، قَالَ : فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرحًا شَدِيدًا ، فَاستعجَلَ المَوتَ ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالأَرضِ وَذُبَابَهُ بَينَ ثَدْيَيْهِ ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيفِهِ فَقَتَلَ نَفسَهُ ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَشهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : الرَّجُلُ الذِي ذَكَرتَ آنِفًا أَنَّه مِن أَهلِ النَّارِ فَأَعظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ ، فَقُلتُ أَنَا لَكُم بِهِ ، فَخَرَجتُ فِي طَلَبِهِ حَتَّى جُرِحَ جُرحًا شَدِيدًا ، فَاستَعجَلَ المَوتَ ، فَوَضَعَ نَصلَ سَيفِهِ بِالأَرضِ وَذُبَابَه بَينَ ثَديَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيهِ فَقَتَلَ نَفسَه ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عِندَ ذَلكَ : ( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعمَلُ عَمَلَ أَهلِ الجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِن أَهلِ النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعمَلُ عَمَلَ أَهلِ النَّارِ فِيمَا يَبدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِن أَهلِ الجَنّةِ ) . رواه البخاري (2898) ومسلم (112).

    قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (2/126) :

    " فيه التحذير من الاغترار بالأعمال " انتهى .
    2- عَن أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ : سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقضَى يَومَ القِيَامَةِ عَلَيهِ رَجُلٌ استشهِدَ ، فَأُتِيَ بِهِ ، فَعَرَّفَه نِعَمَه ، فَعَرَفَهَا ، قَالَ : فَمَا عَمِلتَ فِيهَا ؟ قَالَ : قَاتَلتُ فِيكَ حَتَّى استُشهِدتُ ، قَالَ : كَذَبتَ ، وَلكِنَّكَ قَاتَلتَ لأَن يُقَالَ جَرِيء ، فَقَد قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ حَتَّى أُلقِيَ فِي النَّارِ ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ القُرآنَ ، فَأُتِيَ بِهِ ، فَعَرَّفَه نِعَمَه ، فَعَرَفَهَا ، قَالَ : فَمَا عَمِلتَ فِيهَا ؟ قَالَ : تَعَلّمتُ العِلمَ وَعَلَّمتُه وَقَرَأتُ فِيكَ القُرآنَ ، قَالَ : كَذَبتَ ، وَلكِنَّكَ تَعَلَّمتَ العِلمَ لِيُقَال عَالِمٌ ، وَقَرَأتَ القُرآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ ، فَقَد قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ حَتَّى أُلقِيَ فِي النَّارِ ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيهِ ، وَأَعطَاهُ مِن أَصنَافِ المَالِ كُلِّهِ ، فَأُتِيَ بِهِ ، فَعَرَّفَه نِعَمَه ، فَعَرَفَهَا ، قَالَ : فَمَا عَمِلتَ فِيهَا ؟ قَالَ : مَا تَرَكتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أَن يُنفَقَ فِيهَا إِلا أَنفَقتُ فِيهَا لَكَ . قَالَ : كَذَبتَ ، وَلَكِنَّكَ فَعَلتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ ، فَقَد قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ ثُمَّ أُلقِيَ فِي النَّارِ ) . رواه مسلم (1905)
    فهذا مثال آخر يتبين فيه كيف أن صلاح الظاهر لا يلزم منه القبول عند الله تعالى .

    3- وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بظهور فرقة الخوارج ، وهم من أهل البدع وأمرنا بقتالهم ، وأخبرنا أيضاً باجتهادهم في العبادة . فقال : ( يَخرُجُ فِيْ هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُم مَعَ صَلَاتِهِم ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لاْ يُجَاوِزُ حُلوقَهَم أَوْ حَنَاجِرَهُم ، يَمرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُروقَ السَّهمِ مِنَ الرّمِيَّةِ ) رواه البخاري (6931) ومسلم (1064) .

    فوصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد في العبادة حتى إن الصحابة يحقرون صلاتهم إذا ما قورنت بصلاة هؤلاء ، ومع ذلك أخبر أنهم يمرقون ، أي : يخرجون من الدين .
    وقد يقع الرجل في البدعة بسبب اجتهادٍ أخطأ فيه ، ولم يتعمد ارتكاب المخالفة وفعل البدعة ، فنرجو من الله تعالى أن يغفر له ، ويعفو عنه .
    قال الذهبي رحمه الله :

    " إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعُلمَ تحرِّيه للحق ، واتسع علمه وظهر ذكاؤه ، وعُرفَ صلاحُه وورعه واتباعه ، يُغفَرُ له زَلَلُه ، ولا نُضلِّلُه ونطرحه وننسى محاسنَه ، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ، ونرجو له التوبة من ذلك " انتهى .
    "سير أعلام النبلاء" (5/271) .
    والمؤمن قد يجتمع فيه خير وشر ، فيحمد على ما معه من الخير ، ويذم على ما معه من الشر ، بعد نصحه ووعظه وإرشاده .
    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب
    (www.islam-qa.com)



    في آمــــــان الله

    ( من شكر الله بقلبه ولسانه وعمله فليبشر بالمزيد ،

    ومن قابل النعم بالغفلة والمعاصي فالعقاب شديد .
    )

  • #2
    رد: هل تدل استقامة المبتدع على صلاح عمله وعقيدته ؟

    جزاكم الله خير الجزاء ونفع الله بكم
    لا تدع مصاعب الحياة تسلب منك أجمل ما فيك !
    بل اسلب من آلامها التى تُميتك أمالك التى تُحييك ..}
    فالألم والأمل حروفهما واحدة ,, فقط تحتاج للترتيب !

    تعليق


    • #3
      رد: هل تدل استقامة المبتدع على صلاح عمله وعقيدته ؟

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيراً أختنا الفاضلة
      وفقكم الله لما يُحِب ويرضى


      قال الحسن البصري - رحمه الله :
      استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
      [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


      تعليق


      • #4
        رد: هل تدل استقامة المبتدع على صلاح عمله وعقيدته ؟

        جزاكم الله خيرا
        ونفع الله بكم

        ( من شكر الله بقلبه ولسانه وعمله فليبشر بالمزيد ،

        ومن قابل النعم بالغفلة والمعاصي فالعقاب شديد .
        )

        تعليق


        • #5
          رد: هل تدل استقامة المبتدع على صلاح عمله وعقيدته ؟

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرا ونفع بكم

          تعليق


          • #6
            رد: هل تدل استقامة المبتدع على صلاح عمله وعقيدته ؟

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا ورفع قدركم
            و جعله فى موازين حسناتكم

            تعليق


            • #7
              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

              تعليق


              • #8
                للنفع

                تعليق


                • #9
                  جزاكم الله خيرا

                  "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                  وتولني فيمن توليت"

                  "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                  تعليق


                  • #10
                    وجزاكم وبارك فيكم على مروركم الطيب

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عطر الفجر مشاهدة المشاركة
                      للنفع

                      تعليق

                      يعمل...
                      X