بسم الله الرحمن الرحيم
الأنف جهاز بالغ الدقة
في أيام الشتاء القارص, قد يستنشق الإنسان هواء حرارته صفر، فبهذه المسافة الطويلة, و بهذا السير بين السطوح المتداخلة, يسخن الهواء و يصل إلى الرئة بدرجة حرارة مناسبة جداً.
·هذه السطوح المتداخلة، فيها أوعية دموية, في أيام البرد, تتسع هذه الأوعية الدموية، و مع هذا الاتساع تأتي كمية دم ساخنة تسخن هذه السطوح، و يسخن الهواء الذي يمشي بينها, فالإنسان لو نظر على أنفه بالمرآة في أيام البرد الشديد يرى أنفه أحمر اللون ، من أين جاء هذا اللون ؟
من اتساع هذه الأوعية الدموية
·هذه السطوح الداخلية مغطاة بمادة مخاطية لزجة، من شأن هذه المادة أن تستقطب الغبار والمواد العالقة في الغبار
·و كخط دفاع ثاني, يوجد على هذه السطوح الداخلية أشعار, و كل هذا للتخلص من الغبار العلق في الهواء الذي نتنفسه
·خاصية الشم عجيبة أخرى, عشرون مليون عصب شمٍّ لنقل الرائحة إلى المخ، وتستقر هذه الرائحة في الذاكرة الشمية، و هذه الذاكرة تتسع لعشرة آلاف رائحة, أي أن الأنف السليم يستطيع أن يميز بين عشرة آلاف رائحة مختلفة.
أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
كل هذه الخصائص من أجل أن تستنشق هواءً نقياً ساخناً يتناسب مع حرارة الجسم
سبحانك ربنا, ما خلقت هذا باطلا
﴿ وَصَوَّرَكُمْفَأَحْسَنَ صُوَرَكُم ﴾ ( سورة غافر الآية: 64 ).
﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾ ( سورة السجدة الآية : 7 ) .
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ ( سورة التين ) .
المصدر: حلقات العقيدة و الإعجاز- للدكتور محمد راتب النابلسي