دعا لي الشيخ حسان ... فأصابتني دعوته !!
كثير منا لا يحسن يشكر الله تعالى على نعمه ...
هذه الكلمة ترن في أذني و تحرك في نفسي شجون منذ تحدثت البارحة إلى الفتاة الكريمة براءة ...
إنك تتحدث عن مأساة مركبة مخرجها الوحيد كان كلمات الله و صدق ربي القائل في كتابه العزيز (( لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ )).
براءة صبرت حين مات أبوها تحت سيارة سائق مستهتر أمام عينيها الصغيرتين و لم تجزع حين لفظت والدتها أنفاسها الأخيرة في المستشفى بعدها بعدة أيام ثم يكون تمام الصبر بتمام البلوى فقد أصابها مرض نادر فتم بتر ساقيها و هي الآن لا تأكل منذ سبعة شهور ثم إنها بعد ذلك تعاني من آلام لا قبل للبشر بها إلا أن يثبتهم الله !!
سبحان الله كثير منا لا يحسن يشكر الله فنحن في نعم لا تعد و لا تحصى غير أننا لا نؤدي شكر هذه النعم كما ينبغي و لولا أن المُنعم هو الرحمن الرحيم لسلبنا هذه النعم منذ أمد بعيد و لم لا ... ألا يجاهر كثير منا بالمعاصي ؟! ألا يترك كثير منا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ؟! ألا يسيء كثير منا استغلال نعم الله في غير ما أمر الله .
براءة تقضي جل وقتها في تلاوة كتاب الله تقول عنه أنه خير أنيس في وحدتها فمنذ أربعة شهور منعت عنها الزيارات تماما إلا وجوه الأطباء و طاقم التمريض ، لكنها لا تتوقف عن الحفظ و المراجعة و كم سليم معافى لم يحفظ جزء من كتاب الله و كم من سليم معافى لم يقرأ القرآن منذ شهور بعيدة فلله درها من فتاة مسلمة بحق .
براءة كانت الابنة الوحيدة لوالديها و هي بإذن الله نبتة مباركة طاهرة رحل عنها والديها بعد أن غرسا فيها حب كتاب الله و سطرا على قلبها الصغير حروف القرآن إنني أحسبها و أحسب والديها ممن صدق فيهم حديث رسول الله " يجيء القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حلِّه ، فيلبس تاج الكرامة ثم يقول : يا رب زِدْه ، فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه ، فيقال له : اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة " . رواه الترمذي ( 2915 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني في " صحيح الترمذي " برقم ( 2328 ) : حسن .
هل أصابني حمى " براءة " ؟!
فقد يعجب البعض لكثرة هذه المواضيع التي انشرها حول هذه الفتاة و كأنها وحيدة فريدة بين بني البشر و الحقيقة أن هناك الملايين قد ابتلوا بما هو أشد و انكى فصبروا و احتسبوا ، و أنا لا استطيع أن انكر هذا لكن ... دعوني اقص عليكم هذه الكلمات التي تلتها علي مسامعي براءة بصوت خاشع صابر تقول براءة " أنا الابنة الوحيدة لبابا و ماما ( رحمهما الله ) و عندما كنت في الرابعة من عمري أخذني أبي لحضور درس الشيخ حسان و بعد إنتهاء الدرس حملني و الدي الحبيب للشيخ و قال له هذه ابنتي الوحيدة فادعوا لها .... " تقول فدعا لي دعاء طيب في وسط المسجد و الحمد لله قد أصابتني دعوته ... إن جسد الإنسان ليقشعر ثم إن قلبه ليهتز بين ضلوعه من هول الكلمة ... فبراءة عدت ما حدث لها من إبتلاء نتيجة طيبة لدعاء الصالحين ، براءة ذات الإحدى عشر عام تحمد الله على إستجابة دعاء الشيخ محمد حسان !!
براءة لم ترى فيما مر بها إبتلاء لكنه حسبته محض نعمة و أن الله قد استجاب دعاء الشيخ حسان ليرفع درجاتها هي و أبويها !!
فلا تعجب إن أصابتني حمى " براءة " ....
تعليق