السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
**************
دخلت على مريضي في المستشفى ..فلما أقبلت إليه .. فإذا رجل قد بلغ من العمر أربعين سنة ... من انضر الناس وجها ... واحسنهم قواما....
لكن جسده كله مشلول لايتحرك منه ذرة .... إلا راسه وبعض رقبته ...
دخلت غرفته .. فاذا جرس الهاتف يرن ... فصاح بى وقال :ياشيخ ادرك الهاتف قبل ان ينقطع الاتصال ...
فرفعت سماعة الهاتف ثم قربتها الى اذنه ووضعت مخده تمسكها ...
وانتظرت قليلا حتى انهى مكالمته... ثم قال ياشيخ ...ارجع السماعة مكانها ...
فأرجعتها مكانها .. ثم سالته :منذ متى وانت على هذا الحال ؟
فقال :منذ عشرين سنة ...وانا اسير على هذا السرير ..
وحدثنى احد الفضلاء انه مر بغرفه بالمستشفى ...فاذا فيها مريض يصيح باعلى صوته ...ويان انينا يقطع القلوب..
قال صاحبى :فلما دخلت عليه فاذا هو جسده مشلول كله ..
وهو يحاول الالتفات فلا يستطيع ...
فسالت الممرض عن سبب صياحه ..فقال :
هذا مصاب بشلل تام ..وتلف فى الامعاء ..وبعد كل وجبة غداء او عشاء ...يصيبة عسر هضم ...
فقلت له :لاتطعموه طعاما ثقيلا جنبوه اكل اللحم ...والرز...
فقال الممرض: اتدرى ماذا نطعمه ...والله لاندخل الى بطنه الا الحليب من خلال الانابيب الموصلة
بانفه ...
وكل هذه الآلام... ليهضم هذا الحليب ...
وحدثنى آخر انه مر بغرفة مريض مشلول ايضا ..لايتحرك منه شيىء ابدا ..
قال :فاذا المريض يصيح بالمارين ..فدخلت عليه ..
فرايت امامه لوح خشب عليه مصحف مفتوح ..وهذا المريض منذ ساعات ..كلما انتهى من قراءة الصفحتين اعادهما ..فاذا فرغ منهما اعادهما ...لانه لايستطيع ان يتحرك ليقلب الصفحه ولم يجد احدا يساعده ...
فلما وقفت امامه ..قال لى لوسمحت .. اقلب الصفحه ...
فقلبتها ...فتهلل وج** .... ثم وجه نظره الى المصحف واخذ يقرا ..
فانفجرت باكيا بين يديه ...متعجبا من حرصه وغفلتنا ....
وحدثنى ثالث :انه دخل على رجل مقعد مشلول تماما فى احد المستشفيات ...لايتحرك الا راسة
فلما راى حاله راف به.. وقال :ماذا تتمنى ..؟
فقال المريض .انا عمرى قرابة الاربعين .. وعندى خمسة اولاد ..
وعلى هذا السرير ..منذسبع سنين ..لااتمنى ان امشى ..ولا ان ارى اولادى... ولا ان اعيش مثل الناس ..
لكننى اتمنى انى استطيعا ن الصق هذه الجب** على الارض ذلة لرب العلمين ..واسجد كما يسجد الناس ..
واخبرنى احد الاطباء انه دخل الى غرفة الانعاش على مريض ..فاذا شيخ كبير ...على سرير ابيض وج** يتلالا نورا ...قال صاحبى اخذت اقلب ملفه ..فاذا هو قد اجريت له عملية فى القلب ...اصابه نزيف خلالها ..مما ادى الى توقف الدم عن بعض مناطق الدماغ ..فاصيب بغيبوبة تامة ..
واذا الاجهزة موصلة به ...وقد وضع على فمة جهاز التنفس الصناعى يدفع الى رئتية تسعة انفاس فى الدقيقة ..كان بجانبة احد اولاده سالته عنه ..فاخبرنى ا ن اباه موؤذن فى احد المساجد منذ سنين ...
اخذت انظر اليه ..حركت يده ..حركت عينيه ..كلمته ..لايدرى عنى شيئا ابدا ..
كانت حالته خطيرة ..
اقترب ولده من اذنه وصار يكلمه ..وهو لايعقل شيئا .
.فبدا الولد يقول ..يا ابى ..أمى بخير ..وإخوانى بخير .. وخالى رجع من السفر ..واستمر الولد يتكلم ..
والامر على ماهو عليه ...الشيخ لايتحرك والجهاز يدفع تسعة انفاس فى الدقيقة .....
وفجاة قال الولد ...والمسجد مشتاق اليك ولااحد يؤذن فيه الا فلان ..ويخطىء فى الاذان .. ومكانك فى المسجد فارغ ..
فلما ذكر المسجد والآذن... اضطرب صدر الشيخ ..وبدا يتنفس فنظرت الى الجهاز فاذا هو يشير الى ثمانية عشر نفسا فى الدقيقة ....
والولد لايدرى ...
ثم قال الولد :وابن عمى تزوج ... واخى تخرج ....
فهدا الشيخ مرة اخرى ....وعادت الانفاس تسعة ...يدفعها الجهاز الآلى ..
فلما رايت ذلك اقبلت اليه ..حتى وقفت عند راسة ..حركت يده ..عينه ..هززته ..لاشىء ...كل شىء ساكن ..لايتجاوب معى ابدا ..تعجبت ...
قربت فمى من اذنه ثم قلت الله اكبرررررررررر...حى على الصلاة ....حى على الفلاح..
وانا استرق النظر الى جهاز التنفس ...فاذا به يشير الى ثمان عشره نفس فى الدقيقة ..
فلله درهم من مرضى ..بل والله نحن المرضى ...
نعم ...( رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) .... ) ...
هذا حال أولئك المرضى ....
فأنت يا سليما من الأمراض والأسقام ..يا معافى من الأدواء والأورام ...
يا من تتقلب فى النعم ...ولا تخشى النقم ....
ماذا فعل الله بك فقابلته بالعصيان ...باى شىء اذاك ...اليست نعمه عليك تترى ...وافضاله لاتحصى ؟
اما تخاف ان توقف بين يدى الله غدا ..
فيقول لك ..ياعبدى الم اصلح لك فى بدنك ..واوسع عليك فى رزقك ...
واسلم لك سمعك وبصرك ..فتقول بلى ..فيسالك الجبار :
فلم عصيتنى بنعمى ...وتعرضت لغضبى ونقمى ...
فعندها تنشر فى الملأ عيوبك ..وتعرض عليك ذنوبك ...
فتبا للذنوب ...ما اشد شؤمها ...واعظم خطرها ...
وهل اخرج ابانا من الجنة الا ذنب من الذنوب ...
وهل قلب على قوم لوط ديارهم ...وعجل لقوم شعيب عذابهم ...
وامطر على ابر** حجارة من سجيل ..وانزل بفرعون العذاب الوبيبل ...
الا المعاصى والذنوب ....
&&&&&&&&&&&
من كتاب..
*** فى بطن الحوت ***
للدكتور ..
**محمد العريفى **
**************
دخلت على مريضي في المستشفى ..فلما أقبلت إليه .. فإذا رجل قد بلغ من العمر أربعين سنة ... من انضر الناس وجها ... واحسنهم قواما....
لكن جسده كله مشلول لايتحرك منه ذرة .... إلا راسه وبعض رقبته ...
دخلت غرفته .. فاذا جرس الهاتف يرن ... فصاح بى وقال :ياشيخ ادرك الهاتف قبل ان ينقطع الاتصال ...
فرفعت سماعة الهاتف ثم قربتها الى اذنه ووضعت مخده تمسكها ...
وانتظرت قليلا حتى انهى مكالمته... ثم قال ياشيخ ...ارجع السماعة مكانها ...
فأرجعتها مكانها .. ثم سالته :منذ متى وانت على هذا الحال ؟
فقال :منذ عشرين سنة ...وانا اسير على هذا السرير ..
وحدثنى احد الفضلاء انه مر بغرفه بالمستشفى ...فاذا فيها مريض يصيح باعلى صوته ...ويان انينا يقطع القلوب..
قال صاحبى :فلما دخلت عليه فاذا هو جسده مشلول كله ..
وهو يحاول الالتفات فلا يستطيع ...
فسالت الممرض عن سبب صياحه ..فقال :
هذا مصاب بشلل تام ..وتلف فى الامعاء ..وبعد كل وجبة غداء او عشاء ...يصيبة عسر هضم ...
فقلت له :لاتطعموه طعاما ثقيلا جنبوه اكل اللحم ...والرز...
فقال الممرض: اتدرى ماذا نطعمه ...والله لاندخل الى بطنه الا الحليب من خلال الانابيب الموصلة
بانفه ...
وكل هذه الآلام... ليهضم هذا الحليب ...
وحدثنى آخر انه مر بغرفة مريض مشلول ايضا ..لايتحرك منه شيىء ابدا ..
قال :فاذا المريض يصيح بالمارين ..فدخلت عليه ..
فرايت امامه لوح خشب عليه مصحف مفتوح ..وهذا المريض منذ ساعات ..كلما انتهى من قراءة الصفحتين اعادهما ..فاذا فرغ منهما اعادهما ...لانه لايستطيع ان يتحرك ليقلب الصفحه ولم يجد احدا يساعده ...
فلما وقفت امامه ..قال لى لوسمحت .. اقلب الصفحه ...
فقلبتها ...فتهلل وج** .... ثم وجه نظره الى المصحف واخذ يقرا ..
فانفجرت باكيا بين يديه ...متعجبا من حرصه وغفلتنا ....
وحدثنى ثالث :انه دخل على رجل مقعد مشلول تماما فى احد المستشفيات ...لايتحرك الا راسة
فلما راى حاله راف به.. وقال :ماذا تتمنى ..؟
فقال المريض .انا عمرى قرابة الاربعين .. وعندى خمسة اولاد ..
وعلى هذا السرير ..منذسبع سنين ..لااتمنى ان امشى ..ولا ان ارى اولادى... ولا ان اعيش مثل الناس ..
لكننى اتمنى انى استطيعا ن الصق هذه الجب** على الارض ذلة لرب العلمين ..واسجد كما يسجد الناس ..
واخبرنى احد الاطباء انه دخل الى غرفة الانعاش على مريض ..فاذا شيخ كبير ...على سرير ابيض وج** يتلالا نورا ...قال صاحبى اخذت اقلب ملفه ..فاذا هو قد اجريت له عملية فى القلب ...اصابه نزيف خلالها ..مما ادى الى توقف الدم عن بعض مناطق الدماغ ..فاصيب بغيبوبة تامة ..
واذا الاجهزة موصلة به ...وقد وضع على فمة جهاز التنفس الصناعى يدفع الى رئتية تسعة انفاس فى الدقيقة ..كان بجانبة احد اولاده سالته عنه ..فاخبرنى ا ن اباه موؤذن فى احد المساجد منذ سنين ...
اخذت انظر اليه ..حركت يده ..حركت عينيه ..كلمته ..لايدرى عنى شيئا ابدا ..
كانت حالته خطيرة ..
اقترب ولده من اذنه وصار يكلمه ..وهو لايعقل شيئا .
.فبدا الولد يقول ..يا ابى ..أمى بخير ..وإخوانى بخير .. وخالى رجع من السفر ..واستمر الولد يتكلم ..
والامر على ماهو عليه ...الشيخ لايتحرك والجهاز يدفع تسعة انفاس فى الدقيقة .....
وفجاة قال الولد ...والمسجد مشتاق اليك ولااحد يؤذن فيه الا فلان ..ويخطىء فى الاذان .. ومكانك فى المسجد فارغ ..
فلما ذكر المسجد والآذن... اضطرب صدر الشيخ ..وبدا يتنفس فنظرت الى الجهاز فاذا هو يشير الى ثمانية عشر نفسا فى الدقيقة ....
والولد لايدرى ...
ثم قال الولد :وابن عمى تزوج ... واخى تخرج ....
فهدا الشيخ مرة اخرى ....وعادت الانفاس تسعة ...يدفعها الجهاز الآلى ..
فلما رايت ذلك اقبلت اليه ..حتى وقفت عند راسة ..حركت يده ..عينه ..هززته ..لاشىء ...كل شىء ساكن ..لايتجاوب معى ابدا ..تعجبت ...
قربت فمى من اذنه ثم قلت الله اكبرررررررررر...حى على الصلاة ....حى على الفلاح..
وانا استرق النظر الى جهاز التنفس ...فاذا به يشير الى ثمان عشره نفس فى الدقيقة ..
فلله درهم من مرضى ..بل والله نحن المرضى ...
نعم ...( رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) .... ) ...
هذا حال أولئك المرضى ....
فأنت يا سليما من الأمراض والأسقام ..يا معافى من الأدواء والأورام ...
يا من تتقلب فى النعم ...ولا تخشى النقم ....
ماذا فعل الله بك فقابلته بالعصيان ...باى شىء اذاك ...اليست نعمه عليك تترى ...وافضاله لاتحصى ؟
اما تخاف ان توقف بين يدى الله غدا ..
فيقول لك ..ياعبدى الم اصلح لك فى بدنك ..واوسع عليك فى رزقك ...
واسلم لك سمعك وبصرك ..فتقول بلى ..فيسالك الجبار :
فلم عصيتنى بنعمى ...وتعرضت لغضبى ونقمى ...
فعندها تنشر فى الملأ عيوبك ..وتعرض عليك ذنوبك ...
فتبا للذنوب ...ما اشد شؤمها ...واعظم خطرها ...
وهل اخرج ابانا من الجنة الا ذنب من الذنوب ...
وهل قلب على قوم لوط ديارهم ...وعجل لقوم شعيب عذابهم ...
وامطر على ابر** حجارة من سجيل ..وانزل بفرعون العذاب الوبيبل ...
الا المعاصى والذنوب ....
&&&&&&&&&&&
من كتاب..
*** فى بطن الحوت ***
للدكتور ..
**محمد العريفى **