لن ادخل في اعماق اللغة و التعبير و ما الى ذلك، بصراحة اريد موضوعي بسيط قادر على استيعابه الجميع!
اهلا، اسمي منيرة و انا اسكن في لبنان. كما تعرفون، لبنان فيه فتن كثيرة، اولها كثرة الاغاني الصاخبة، و كثرة قدوم المطربين العالميين من مختلف البلدان الى بيروت!
المهم، انني كنت باللبناني: "سمّيعة!"... اي اسمع الموسيقى الصاخبة و اعشقها! خصوصا الفاسدة منها بكل صراحة!
قبل ان ابدأ هذا الإدمان كنت احفظ بعضا من القرآن في دورات مختلفة، وما ان بدأ عشقي للموسيقى و الاغاني "الانجليزية الصاخبة و الناعمة"، حتى ابتعدت عن القرآن و اهله، و صرت كلما عرض علي دورة اتحجج مئة حجة خوفا من الذهاب!!!
ايضا، صرت بعيدة عن الله تعالى!
صرت كلما انظر الى القرآن احسّ بنفور عجيب، من اعماق قلبي و كانه يقول ابتعدي! حدٌّ جدا هذا الشعور، الله لا يذوقه لاحد!
ثم بدأت صلاتي تتدهور، فلا اخشع ولا اتدبّر!
ثم بدأت بترك الصلاة!!!
كنت اسئل نفسي كثيرا لماذا كل هذا؟؟ ما الذي يجري لي؟ حتى سمعت...
والحمد لله اني سمعت!
اتدرون ما سمعت؟
سمعت أن
لا يجتمع في قلب المؤمن حب القرآن وحب كلام الشيطان.. كما ذكر ابن القيم -رحمه الله-.
حسنا، ماذا الان؟ عرفت المشكلة، و بعد؟
توقفت عن كثرة السماع للأغاني، ومضت سنين و انا اسمع القليل ولكنني ما زلت اسمع، و ما زلت اجمعها واتابع كل جديد! لم يكن لدي القدرة على تركها بتاتا!
اذكركم حتى النهاية، ان سنين مضت ولم احفظ صفحة من القرآن!
حتى هذا الرمضان، رمضان 2011!
ماذا حصل؟ لا اذكر كيف سمعت هذا الحديث و لكنني عشقته! يقول :
"
من تركَ شيئًا للهِ ، عوَّضهُ اللهُ خيرًا منه الراوي: - المحدث:الألباني - المصدر: حجاب المرأة - الصفحة أو الرقم: 49
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
قلت: حسنا كفى! عليّ بالتوبة!
فقمت و مسكت هاتفي الجوال، مخبأ كل الاغاني المحرّمة، وهنا دارت المعركة النفسية!
ستظنون اني غبية!
ببساطة كان يمكنني حذفها فورا و انتهى الامر! و لكنني كنت اعشقها اقول لكم!!!
المهم اني مسكته بقوة و دخلت الي ملفات الموسيقى و كبست كلمة "delete او حذف" فانفتحت مثل علبة صغيرة مكتوب عليها "are you sure you want to delete these او هل انت متاكد انك تريد محو الملفات" و كأنه الشيطان يكلمني!
أحسست ان الهاتف سيتكلم على لسان الشيطان و يقول "هل انت متاكد انك تريد محو الملفات المسلية التي تحب سماعها وانت مميز لانك تحفظها! هيا يا حلوتي، لا تفعلي! انها كثيرة! امحي السيّء الصاخب منها اتفقنا؟ هيا اكبس <لا> ... هيا!!..".
شددت اكثر على الهاتف! و رميته على السرير، وجلست قربه اتفكّر. سمعت في نفسي صوتا يقول "لقد جمعت هذه الاغاني بطلوع الروح! منذ ان كنت 12 -و انا الان 16- كيف تحذفينها؟ اصلا، ان المدرسة اقتربت! و عليك سماع شيءٍ بالصف و الملعب و الرحلات! ان المدائح جميلة، و يمكنك سماعها، و لكنك لن ترقصي عليها في الرحلات؟؟؟ هيا اكبسي <لاااااااااااااااا!>"
كنت سأكبسها حتى سمعت صوتا آخر، اكثر هيبة،وهي نفسي اللوامة
"من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه"
فبسرعة كبست "نعم" وطارت كل ملفات الاغاني امام عيني
بصراحة لم اكن سعيدة.
و في مساء ذلك اليوم، صعدت للسطح <حيث المطل بديع> لقراءة القرآن كما تعودت في رمضان، ففتحت المصحف و بدأت بالقراءة!
و هذا طبيعي لاني انا اقرأ القرآن و لكن ليس باستمرار، اما الشيء الذي لا اقوم به هو الحفظ أو مراجعة ما حفظت...
المهم، كنت اقرأ، فخطر في بالي فكرة! لماذا لا اراجع ما حفطت؟
فبدأت بمراجعة جزء "عمّ" و تذكّره بعد زمنٍ طويل من هجره! فوصلت الى سورة "البيّنة" و توقفت....
نظرت الى السماء،... و اغرورقت عينيّ بالدموع!
الم تروها بعد؟ الم تفهموها بعد؟
.....
؟؟
؟؟
لقد صدق الله و رسوله!!! سبحانه!
لنعد قليلا الى الوراء، عندما محيت الأغاني، محيتها على نيّة هذا الحديث: "من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه"
..
..
كنت قد ذكرت انه مضى وقت طويل لم ادخل فيه القرآن الى قلبي!
... فهمتها الان؟
لقد جُمع الأمرين في امر واحد! الاول ان الوسيقى و القرآن لا يجتمعان في قلب واحد، بل واحد منهم يطرد الاخر! ما ان طردت الاغاني، حتى دخل القرآن قلبي من جديد! و بدأت بفضل الله حفظ ما قد نسيته!
و الحديث، انه "من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه" و انا قد تركت الاغاني لله، فبماذا عوضني الله؟
....
تبيّن لي في سورة "البيّنة" أنه الله عوضني بأعظم ما عنده، بقرآنه!
لقد تركت الاغاني لله و في نفس ذات اليوم بدأت مراجعة ما نسيت! بدأ القرآن بالرجوع الى قلبي!
سبحانك اللهم سبحانك!
اتركوا الاثم الأن! والله سيعوض لكم! و الله على كل شيء قدير!
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقووول
تعليق