حوار مع والدِ مراهقٍ .
- أقول لك ما فعل عبد الرحمن يا شيخ ؟!
ضحكتُ متصنعًا ، إذ يحاول الأب إحراج ابنه المراهق ، وابنه يحرص على صورته أمام شيخه ، والأب بمثل هذا الموقف يظن أنه يضغط على عبد الرحمن ليترك سلوكًا سيئًا يفعله .
رد عبدُ الرحمن مكررًا بعناد :
- أخبره يا أبي .
سحبتُ والده نتبع المسيرَ بعيدًا عن الأولاد الذين يلعبون وعبد الرحمن يلعب معهم . ثم قلتُ له :
- ماذا تظن نفسك فاعلا ؟!
- عبد الرحمن يا شيخ كثير الأخطاء مؤخرًا ، إنه ... قاطعتُه :
- أعلم هذا ، لكن ماذا تفعل أنت بإحراجه أمامي بهذه الطريقة ؟! هل تظن أن خطأه يقوم بهذا ؟! إنك واهم شديد الوهم ، ولن تجدَ إلا مزيدَ عنادٍ منه ..
- كيف ؟
- لا أفهم كيف يشتكي ابنُك لي مرارًا أنه يُضرب يوميًا تقريبًا ، كيف يُضرب من هو في مثل سنه ، وبحضور إخوته الذين يصغرونه أحيانا !
- لكنه صار فظيعًا ، يعني يحلف كذبًا ويصر على الكذب مثلا . - لا أفهم كيف يشتكي ابنُك لي مرارًا أنه يُضرب يوميًا تقريبًا ، كيف يُضرب من هو في مثل سنه ، وبحضور إخوته الذين يصغرونه أحيانا !
- لكنه صار فظيعًا ، يعني يحلف كذبًا ويصر على الكذب مثلا .
- لا تحكِ لي أنه يفعل أخطاء ، أنا أعلم هذا الأمر وهو يعترف لي بأخطائه ، فأعلم أنه يقع في أخطاء كثيرة ، لستُ أناقشك في هذا فافهمني يا رحمك الله ، أنا أناقشك في سلوكك أنتَ في معالجة أخطائه ، وأن هذا الأسلوب يزيد الأمر سوءًا .
- يعني أتركه بدون محاسبة ؟
- ألا تُحسن إلا التطرف في اليمين أو في الشمال ؟! لا طبعًا ؛ راقبه وحاسبه ووجهه ، لكن تفهَّم أولا كيف تفعل هذا مع ابنك الذي كبر وبدأ يفارق الطفولة . تطور مع تطور ابنك ، فأنت تلاحظ نموًا كبيرًا في جسمه ، لكنك لا تلاحظ تطوره الذهني والعاطفي والعقلي والفسيولوجي جيدًا .
- طيب لماذا يكذب وهو يكبر ، المفترض أن يكون فاهمًا أكثر ولا يخطئ .
- ابنُك كان طفلا صغيرًا واسع الخيال ، تعطيه الحصان يلعب به ، فيقفزِّه بيده وهو يتخيله حصانًا حقيقيًا ، ويدفع السيارة الصغيرة وهي يحسبها سيارة حقيقية ، والطفلة تُمسك عرائسها تهزهن وتضمهن وتحاول إطعامهن كأنهن حقيقات .
وبعد مرور هذه المرحلة - في مرحلة التمييز - تبدأ مرحلة الواقعية التي يدرك فيها الصبي أن هذا الحصان ليس حقيقيا وكذا السيارة ، وتدرك الصبية أن دُميتها لا حياة فيها .
فإذا بلغ المراهقة يرجع إلى مرحلة أكبر من الخيال ، ليس هذا فحسب ، لكن تنمو بداخله عاطفة قوية جدا ، تجده مُفرطا في الحب ، مُفرطا في البغض ، مُفرطا في الغضب ، مُفرطا في الفرح ، وهكذا ، ويفهم معاني الحب والكره والولاء والوفاء والانتماء والإخلاص . وتبدأ يتكون عنده نوع حب استقلالية واعتماد على النفس وتحمل المسئولية - وإن كان لا يقدر على شيء من ذلك غالباً - ، ويحرص جدًا على صورته ونظرة الآخرين إليه ، يشغله هذا الأمر جدًا ، وهو أن يكون دائما ذا مكانه ترضى عنده الشعور العاطفي القوي بضرورة إثبات ذاته ، وإيجاد كيانه .
هذا الخيال الواسع في هذه المرحلة تتحكم فيه العاطفة ن فهو يكره جدًا أن يُنسب إليه النقص والخطأ ، فيكذب - ليس خوفا على نفسه من الضرب والعقوبة فقط كما كان يفعل صغيرًا ، وإنما - كُرها أن يُنسب إليه نقص ، لأن هذا يخالف شعوره القوي بضرورة أن يكون محترَمًا له مكانته ، فتأتي أنت بجهلٍ لتزيد عنده الأمر بضربه وإهانته ؛ لتدمر كل أمله في تكريم نفسه ، فأي خطأ ترتكب ؟!
- لكنه شديد عم المبالاة ..
- لو رأيته وهو يسألني البارحة ( هو ينفع حد ينضرب كل يوم بالجزمة ) لعلمتَ أنه شديد المبالاة ، وأن الأمر يقتل داخله .
- يعني برضه يغلط ومأعاقبوش ؟!
- العقاب إنما هو وسيلة للإصلاح ، وليس تشفيا أو انتقامًا منه لأنه أغضبك بخطئه ، إنما هو وسيلة نستعملها متى كان منها مصلحة ، وثِق أن كثرة الضرب تُضعف أثره شيئا فشيئًا ، وربما صار الأمر في النهاية - مع استمرار نموه الجسمي ، والعنادي ! - لا أثر له ألبتة ، لأنه تعوده ونُزعت منه مهابتُك واحترامك مع نمو هذا الشاب الصغير وقوة بدنه ؛ لأنك عودته أن يخاف منك فقط .
أعطه حقًا في نوع حرية واستقلال تحت نظرك طبعًا ومراقبتك .
- كيف وهو لا يذاكر مثلا إلا عندما نقول : ذاكر .
- تقصد أنه يذاكر بعد ما تصرخ في وجهه ليُذاكر ، بعد أن كان يذاكر من نفسه أو بتنبيهه فقط ..
- نعم ( وهو مستغرب من معرفتي لهذا الأمر ) ، لم ؟
- لأنه يريد أن يذاكر برغبته هو واختياره لا باختيارك أنت ، وأنت تريد إلغاء اختياره لأي شيء ، فرد فعله الطبيعي هو العناد والسخط .
ما لا تدركه أنك تقتل قدرات ابنك ، وتقزمه وأنت تظن نفسك تربيه وتعليه ، وقارن مستواه الدراسي قبل عامين ، ومستواه الآن .
- هو الذي تغير ..
- هو لا بد أن يتغير ، أنت الذي تُعاب لأنك لم تتغير بما يناسب تغييره الطبيعي ، لا هو الذي خلقه الله ليتغير في هذه السن .
أنت لا زلتَ تعامله كطفل ، له أربعة إخوة يصغرونه وأنت لا تعامله بصفته أكبرهم ، بل (عيل) منهم ، بينما هو يحس أنه كبير وأنه لا بد أن يعامل باحترام ككبير ، لا مثل أخيه مصطفى مثلا رغم أنه يكبره بعامين فقط ، ناهيك عن ضربه مثلا أما إخوته ، وهذا يُسقط احترامهم له ، واعتزازه بنفسه ، فماذا تتوقع ردة فعله إذن ؟!
- طيب أوجهه كيف ؟! ( وقد بدا التحير كبيرا على وجه أبي عبد الرحمن ) .
- اجعل الأمر كأنه هو الذي يختار الأمور ، مثلا قارن بين هذين الأسلوبين حين تشتري له بنطالا مثلا ، وهو يقيس واحدًا أصفر اللون لا يعجبك :
الأول : لا يا عبد الرحمن شكلك لا يبدو جيدًا في هذا الأصفر ، خذ هذا الأزرق سنشتريه لأنه أحسن .. هيا .
الثاني : جيد ، مناسب لك وجميل ، لكن أظنك تبدو أجمل في الأزرق ، خذ الأزرق جربه وانظر في المرآة ستراكَ أوسم .
الأسلوب الأول كان أمرًا مباشرا ، والثاني غير مباشر ، لكنك وصلتَ إلى مطلوبك في الحالين .
في المذاكرة مثلا : اسأله كم تقدر على المذاكرة في اليوم ؟ ثم اطلب منه يحدد لك كيف هو يذاكر ، ويكتب هذا في جدول ، انظر الجدول ثم استثقله واطلب منه أن يخففه ؛ لأن المراهق غالبا مندفع ويضع أكثر من طاقته ، أو على الأقل سيشعر أنه أنجز شيئا بطوليا إذا استطاع السير على هذا الجدول الذي رآه أبوه كبيرًا ، فهو بطل ذو مهارة وقدرة .
ستجده يخطئ أحيانًا ، لكن ثق أن كل خطأ في تنظيمه لنفسه هو صواب يتعلمه ، وأنت توجهه في صورة الاقتراحات غالبًا ، وتراقب أمرًا مهمًا وهو تقديرك له وإظهار مكانته بالفعل والعمل لا بالمراءاة والتظاهر .
ويبنغي أيضًا ...
قُطع الكلام بمجيء عبد الرحمن الذي استثاره طول حديثي إلى أبيه ، وشعر كأن الحديث عنه ، وهو حريص على صورته أمام الناس - كما هي طبيعة المراهق - فترك أصحابه وجاء مُسرعًا ليقف بيننا .
ضحكتُ متصنعًا ، إذ يحاول الأب إحراج ابنه المراهق ، وابنه يحرص على صورته أمام شيخه ، والأب بمثل هذا الموقف يظن أنه يضغط على عبد الرحمن ليترك سلوكًا سيئًا يفعله .
رد عبدُ الرحمن مكررًا بعناد :
- أخبره يا أبي .
سحبتُ والده نتبع المسيرَ بعيدًا عن الأولاد الذين يلعبون وعبد الرحمن يلعب معهم . ثم قلتُ له :
- ماذا تظن نفسك فاعلا ؟!
- عبد الرحمن يا شيخ كثير الأخطاء مؤخرًا ، إنه ... قاطعتُه :
- أعلم هذا ، لكن ماذا تفعل أنت بإحراجه أمامي بهذه الطريقة ؟! هل تظن أن خطأه يقوم بهذا ؟! إنك واهم شديد الوهم ، ولن تجدَ إلا مزيدَ عنادٍ منه ..
- كيف ؟
- لا أفهم كيف يشتكي ابنُك لي مرارًا أنه يُضرب يوميًا تقريبًا ، كيف يُضرب من هو في مثل سنه ، وبحضور إخوته الذين يصغرونه أحيانا !
- لكنه صار فظيعًا ، يعني يحلف كذبًا ويصر على الكذب مثلا . - لا أفهم كيف يشتكي ابنُك لي مرارًا أنه يُضرب يوميًا تقريبًا ، كيف يُضرب من هو في مثل سنه ، وبحضور إخوته الذين يصغرونه أحيانا !
- لكنه صار فظيعًا ، يعني يحلف كذبًا ويصر على الكذب مثلا .
- لا تحكِ لي أنه يفعل أخطاء ، أنا أعلم هذا الأمر وهو يعترف لي بأخطائه ، فأعلم أنه يقع في أخطاء كثيرة ، لستُ أناقشك في هذا فافهمني يا رحمك الله ، أنا أناقشك في سلوكك أنتَ في معالجة أخطائه ، وأن هذا الأسلوب يزيد الأمر سوءًا .
- يعني أتركه بدون محاسبة ؟
- ألا تُحسن إلا التطرف في اليمين أو في الشمال ؟! لا طبعًا ؛ راقبه وحاسبه ووجهه ، لكن تفهَّم أولا كيف تفعل هذا مع ابنك الذي كبر وبدأ يفارق الطفولة . تطور مع تطور ابنك ، فأنت تلاحظ نموًا كبيرًا في جسمه ، لكنك لا تلاحظ تطوره الذهني والعاطفي والعقلي والفسيولوجي جيدًا .
- طيب لماذا يكذب وهو يكبر ، المفترض أن يكون فاهمًا أكثر ولا يخطئ .
- ابنُك كان طفلا صغيرًا واسع الخيال ، تعطيه الحصان يلعب به ، فيقفزِّه بيده وهو يتخيله حصانًا حقيقيًا ، ويدفع السيارة الصغيرة وهي يحسبها سيارة حقيقية ، والطفلة تُمسك عرائسها تهزهن وتضمهن وتحاول إطعامهن كأنهن حقيقات .
وبعد مرور هذه المرحلة - في مرحلة التمييز - تبدأ مرحلة الواقعية التي يدرك فيها الصبي أن هذا الحصان ليس حقيقيا وكذا السيارة ، وتدرك الصبية أن دُميتها لا حياة فيها .
فإذا بلغ المراهقة يرجع إلى مرحلة أكبر من الخيال ، ليس هذا فحسب ، لكن تنمو بداخله عاطفة قوية جدا ، تجده مُفرطا في الحب ، مُفرطا في البغض ، مُفرطا في الغضب ، مُفرطا في الفرح ، وهكذا ، ويفهم معاني الحب والكره والولاء والوفاء والانتماء والإخلاص . وتبدأ يتكون عنده نوع حب استقلالية واعتماد على النفس وتحمل المسئولية - وإن كان لا يقدر على شيء من ذلك غالباً - ، ويحرص جدًا على صورته ونظرة الآخرين إليه ، يشغله هذا الأمر جدًا ، وهو أن يكون دائما ذا مكانه ترضى عنده الشعور العاطفي القوي بضرورة إثبات ذاته ، وإيجاد كيانه .
هذا الخيال الواسع في هذه المرحلة تتحكم فيه العاطفة ن فهو يكره جدًا أن يُنسب إليه النقص والخطأ ، فيكذب - ليس خوفا على نفسه من الضرب والعقوبة فقط كما كان يفعل صغيرًا ، وإنما - كُرها أن يُنسب إليه نقص ، لأن هذا يخالف شعوره القوي بضرورة أن يكون محترَمًا له مكانته ، فتأتي أنت بجهلٍ لتزيد عنده الأمر بضربه وإهانته ؛ لتدمر كل أمله في تكريم نفسه ، فأي خطأ ترتكب ؟!
- لكنه شديد عم المبالاة ..
- لو رأيته وهو يسألني البارحة ( هو ينفع حد ينضرب كل يوم بالجزمة ) لعلمتَ أنه شديد المبالاة ، وأن الأمر يقتل داخله .
- يعني برضه يغلط ومأعاقبوش ؟!
- العقاب إنما هو وسيلة للإصلاح ، وليس تشفيا أو انتقامًا منه لأنه أغضبك بخطئه ، إنما هو وسيلة نستعملها متى كان منها مصلحة ، وثِق أن كثرة الضرب تُضعف أثره شيئا فشيئًا ، وربما صار الأمر في النهاية - مع استمرار نموه الجسمي ، والعنادي ! - لا أثر له ألبتة ، لأنه تعوده ونُزعت منه مهابتُك واحترامك مع نمو هذا الشاب الصغير وقوة بدنه ؛ لأنك عودته أن يخاف منك فقط .
أعطه حقًا في نوع حرية واستقلال تحت نظرك طبعًا ومراقبتك .
- كيف وهو لا يذاكر مثلا إلا عندما نقول : ذاكر .
- تقصد أنه يذاكر بعد ما تصرخ في وجهه ليُذاكر ، بعد أن كان يذاكر من نفسه أو بتنبيهه فقط ..
- نعم ( وهو مستغرب من معرفتي لهذا الأمر ) ، لم ؟
- لأنه يريد أن يذاكر برغبته هو واختياره لا باختيارك أنت ، وأنت تريد إلغاء اختياره لأي شيء ، فرد فعله الطبيعي هو العناد والسخط .
ما لا تدركه أنك تقتل قدرات ابنك ، وتقزمه وأنت تظن نفسك تربيه وتعليه ، وقارن مستواه الدراسي قبل عامين ، ومستواه الآن .
- هو الذي تغير ..
- هو لا بد أن يتغير ، أنت الذي تُعاب لأنك لم تتغير بما يناسب تغييره الطبيعي ، لا هو الذي خلقه الله ليتغير في هذه السن .
أنت لا زلتَ تعامله كطفل ، له أربعة إخوة يصغرونه وأنت لا تعامله بصفته أكبرهم ، بل (عيل) منهم ، بينما هو يحس أنه كبير وأنه لا بد أن يعامل باحترام ككبير ، لا مثل أخيه مصطفى مثلا رغم أنه يكبره بعامين فقط ، ناهيك عن ضربه مثلا أما إخوته ، وهذا يُسقط احترامهم له ، واعتزازه بنفسه ، فماذا تتوقع ردة فعله إذن ؟!
- طيب أوجهه كيف ؟! ( وقد بدا التحير كبيرا على وجه أبي عبد الرحمن ) .
- اجعل الأمر كأنه هو الذي يختار الأمور ، مثلا قارن بين هذين الأسلوبين حين تشتري له بنطالا مثلا ، وهو يقيس واحدًا أصفر اللون لا يعجبك :
الأول : لا يا عبد الرحمن شكلك لا يبدو جيدًا في هذا الأصفر ، خذ هذا الأزرق سنشتريه لأنه أحسن .. هيا .
الثاني : جيد ، مناسب لك وجميل ، لكن أظنك تبدو أجمل في الأزرق ، خذ الأزرق جربه وانظر في المرآة ستراكَ أوسم .
الأسلوب الأول كان أمرًا مباشرا ، والثاني غير مباشر ، لكنك وصلتَ إلى مطلوبك في الحالين .
في المذاكرة مثلا : اسأله كم تقدر على المذاكرة في اليوم ؟ ثم اطلب منه يحدد لك كيف هو يذاكر ، ويكتب هذا في جدول ، انظر الجدول ثم استثقله واطلب منه أن يخففه ؛ لأن المراهق غالبا مندفع ويضع أكثر من طاقته ، أو على الأقل سيشعر أنه أنجز شيئا بطوليا إذا استطاع السير على هذا الجدول الذي رآه أبوه كبيرًا ، فهو بطل ذو مهارة وقدرة .
ستجده يخطئ أحيانًا ، لكن ثق أن كل خطأ في تنظيمه لنفسه هو صواب يتعلمه ، وأنت توجهه في صورة الاقتراحات غالبًا ، وتراقب أمرًا مهمًا وهو تقديرك له وإظهار مكانته بالفعل والعمل لا بالمراءاة والتظاهر .
ويبنغي أيضًا ...
قُطع الكلام بمجيء عبد الرحمن الذي استثاره طول حديثي إلى أبيه ، وشعر كأن الحديث عنه ، وهو حريص على صورته أمام الناس - كما هي طبيعة المراهق - فترك أصحابه وجاء مُسرعًا ليقف بيننا .