إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى )

    (فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )٣٦-الشورى



    مما نستفيده من هذه الآية الكريمة :


    إذا رأيت أن الدنيا قد فتحت أبوابها لمن حولك بينما أنت تعيش ضنك العيش فلا تحزن وتذكر : {وَما عِندَ اللَّهِ خَيرٌ وَأَبقى} ، وتذكر أن فقرك لن يقلل من قيمتك عن ربك.. فالمقياس ليس بإقبال الدنيا أو إدبارها .. فهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة..


    فاجعل همك الآخرة واجعل شغلك الشاغل كيف ترضي ربك وكيف تنال ما عند الله لأنه (خَيرٌ وَأَبقى) ، وكلما نظرت إلى جمال الدنيا وابداع صنع الله فيها… تذكر أن الجنة أجمل وأجمل… فما عند الله خير وابقى.. وأن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب… فمعظمنا نعيش في رغد من العيش والحمد لله.. العاصي والمطيع لربه، المؤمن والكافر.. ولكن السكينة والطمأنينة لا يهنأ بها إلا من تعلق قلبه بالله…

    وكلما مررت بابتلاء في الحياة الدنيا فتذكر آن الدنيا هي دار الابتلاء والكدر، والنعيم فيها لن يطول لأنه زائل وليس بباقٍ…أتعلم لماذا..؟ حتى تشتاق لجنة ربك.. ففيها النعيم الدائم الذي لا يكدر صفوها بلاء ولا حزن ولا ضيق ولا مرض.

    فالتمس نعيما لا يحول ولا يزول


    ما تملكه الآن عارية ستسلمها يوما ما ،


    اشتغل بما ستملكه ملكا أبديا



    إِنَّ السَّعَادَةَ الْحَقِيقِيَّةَ لَيْسَتْ فِي تَحْصِيلِ الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا هِيَ فِي الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، قَالَ اللهُ -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97].


    وَأَمَّا الْمَالُ وَالْمَنْصِبُ وَالْوَلَدُ فَكَمْ مِنَ النَّاسِ إِنَّمَا جَلَبَتْ لَهُ هَذِهِ الثَّلاثُ شَقَاءَهُ فِي دُنْيَاهُ، فَكَمْ مِنَ النَّاسِ حَصَّلَ الْمَالَ ثُمَّ شَقِيَ بِهِ، فَالْمَالُ حَلَالُهُ حِسَابٌ وَحَرَامُهُ عَذَابٌ، فَتَكَلَّفَ فِي جَمْعِهِ، ثُمَّ تَكَلَّفَ فِي حِفْظِهِ, ثُمَّ تَكَلَّفَ فِي زِيَادَتِهِ، ثُمَّ فَارَقَهُ وَتَرَكَهُ لِلْوَرَثِةِ, وُهُوَ يُحَاسَبُ عَلَيْهِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ: "مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟"،


    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِمِائَةِ عَامٍ" رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ، سُبْحَانَ اللهِ! خَمْسِمَائَةُ عَامٍ يَتَخَلَّفُ عَنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ بِسَبَبِ هَذَا الْمَالِ! فَأَيْنَ عُقُولُنَا؟.



    احْذَرُوا الدُّنْيَا وَالاغْتِرَارَ بِهَا! فَهِيَ لا تُسَاوِي شَيْئَاً فِي مُقَابِلِ الآخِرَةِ؛ عَنْ الْمُسْتَوْرَدِ بْنِ شَدَّادٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وَاللهِ! مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ [أي: السَّبَّابَة] فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ؟" رَوَاهُ مُسْلِم. هَذِهِ هِيَ الدُّنْيَا وَتِلْكَ هِيَ الآخِرَةُ، فَهَلْ تَسْتَحِقُّ أَنْ نُضِيعَ الْبَاقِي وَنُقْبِلَ عَلَى الْفَانِي؟.



    لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا غَنِيمَةً لَنَالَهَا رَسُولُ الْهُدَى -صلى الله عليه وسلم-، فَقَدْ ثَبَتَتِ الْأَحَادِيثُ الْكَثِيرَةُ فِي تَقَلُّلِهِ مِنْهَا -صلى الله عليه وسلم-، عَنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشيرٍ -رضي الله عنهما-، قَالَ: ذَكَر عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ -رضي الله عنه- ما أَصَابَ النَّاسُ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالَ: "لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوي مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَل مَا يمْلأُ بِهِ بطْنَهُ" رَوَاهُ مُسْلِم. الدَّقَلُ: رَدِيء التَّمْرِ.



    فَانْتَبِهِ يَا مُسْلِمُ؛ فَإِنَّكَ لَنْ تَأْخُذَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَكَ، فَاحْذَرِ الْحِرْصَ عَلَيْهَا وَالشُّحَّ الذِي يَصْرِفُكَ عَنِ الآخِرَةِ فَتَخْسَرَ الْخُسْرَانَ الْمُبِينَ، عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: "مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ" رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.



    اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين, وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالْحَمْدِ للهِ رَبِّ العَالَمِينْ.






    التعديل الأخير تم بواسطة امانى يسرى; الساعة 02-12-2024, 06:53 PM.
يعمل...
X