إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفات تدبرية ( سورة الدخان)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفات تدبرية ( سورة الدخان)


    ﴿ إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿١٨﴾] أي: رسول من رب العالمين، أمين على ما أرسلني به، ولا أكتمكم منه شيئاً، ولا أزيد فيه ولا أنقص، وهذا يوجب تمام الانقياد له. السعدي:773.




    ﴿ ۞ وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿١٧﴾] عن قتادة، في قوله: (رسول كريم) قال: موسى عليه السلام، ووصفه جل ثناؤه بالكرم لأنه كان كريما عليه، رفيعا عنده مكانه، وقد يجوز أن يكون وصفه بذلك لأنه كان في قومه شريفا وسيطا. الطبري:22/24.




    ﴿ رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿١٢﴾] وعليه فجملة (إنا مؤمنون) تعليل لطلب دفع العذاب عنهم؛ أي إنا متلبسون بما يدفع عنا عذاب الكافرين، وفي تلقينهم بذلك تنويه بشرف الإيمان. ابن عاشور:25/290.




    ﴿ فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿١٠﴾] عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بادروا بالأعمال ستاً: الدَجَّال، والدخان، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخُوَيْصَة أحدكم). البقاعي:7/68.




    ﴿ بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٩﴾] إِنَّ إِقْرارهم غَير صادرٍ عن علْمٍ ويقينٍ ثابتٍ، بل هو كَالْعَدَمِ؛ لأنَّهُم خَلَطُوهُ بِالشَّكِّ واللَّعب فَارتفَعتْ عنْه خاصِّيَّةُ الْيقينِ والإقْرارِ الَّتي هي الْجَري علَى مُوجَبِ الْعِلْمِ؛ فإن العلم إذا لم يَجُرّ صاحبه على العمل به وتجديد ملاحظته تطرق إليه الذهول ثم النسيان، فضعف حتى صار شكّا. ابن عاشور:25/284-285.




    ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٤﴾] معنى (يفرق): يفصل ويخلص، والأمر الحكيم: أرزاق العباد وآجالهم، وجميع أمورهم في ذلك العام؛ نسخ من اللوح المحفوظ في ليلة القدر ليتمثل الملائكة ذلك بطول السنة القابلة. ابن جزي:2/321.




    ﴿ إِنَّآ أَنزَلْنَٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَٰرَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٣﴾] (فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) أي: كثيرة الخير والبركة؛ وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر؛ فأنزل أفضل الكلام بأفضل الليالي والأيام على أفضل الأنام، بلغة العرب. السعدي:773.




    ﴿ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَٰعِبِينَ ﴿٣٨﴾ مَا خَلَقْنَٰهُمَآ إِلَّا بِٱلْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٣٨﴾] فهم لأجل ذلك [لأجل أنهم لا يعلمون لماذا خلق اللهُ الخلق] يجترئون على المعاصي ويفسدون في الأرض؛ لا يرجون ثواباً ولا يخافون عقاباً. البقاعي:7/79.




    ﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَٰهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ مُجْرِمِينَ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٣٧﴾] ومعنى الآية: أقريش أشدّ وأقوى، أم قوم تبع والذين من قبلهم من الكفار؟! وقد أهكلنا قوم تبع وغيرهم لما كفروا، فكذلك نهلك هؤلاء، فمقصود الكلام تهديد. ابن جزي:2/324.




    ﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَٰهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ مُجْرِمِينَ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٣٧﴾] فبعد أن ضرب لهم المثل بمهلك قوم فرعون زادهم مثلاً آخر هو أقرب إلى اعتبارهم به؛ وهو مُهلك قوم أقرب إلى بلادهم من قوم فرعون، وأولئك قوم تبّع؛ فإن العرب يتسامعون بعظمة مُلك تُبَّع وقومه أهل اليمن، وكثير من العرب شاهدوا آثار قوتهم وعظمتهم في مراحل أسفارهم، وتحادثوا بما أصابهم من الهلك بسيل العرم. ابن عاشور:25/ 308.




    ﴿ وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَٰهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ ﴿٣٢﴾ وَءَاتَيْنَٰهُم مِّنَ ٱلْءَايَٰتِ مَا فِيهِ بَلَٰٓؤٌا۟ مُّبِينٌ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٣٢﴾] ولما كانت قريش تفتخر بظواهر الأمور من الزينة والغرور، ويعدونه تعظيماً من الله، ويعدون ضعف الحال في الدنيا شقاء وبعداً من الله، ردَّ عليهم قولهم بما آتى بني إسرائيل، على ما كانوا فيه من الضعف وسوء الحال، بعد إهلاك آل فرعون بعذاب الاستئصال. البقاعي:7/76.




    ﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلْأَرْضُ وَمَا كَانُوا۟ مُنظَرِينَ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٢٩﴾] هذا بيان لعدم الاكتراث بهلاكهم؛ قال المفسرون: أى إنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملا صالحا تبكي عليهم به، ولم يصعد لهم إلى السماء عمل طيب يُبكى عليهم به؛ والمعنى أنه لم يصب بفقدهم وهلاكهم أحد من أهل السماء ولا من أهل الأرض. الشوكاني:4/575.




    ﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلْأَرْضُ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٢٩﴾] أي: لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكي على فقدهم، ولا لهم في الأرض بقاع عبدوا الله فيها ففقدتهم؛ فلهذا استحقوا أن لا يُنظَروا ولا يؤخروا لكفرهم وإجرامهم وعتوهم وعنادهم. ابن كثير:4/144.




    ﴿ وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا۟ لِى فَٱعْتَزِلُونِ ﴿٢١﴾ فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنَّ هَٰٓؤُلَآءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٢١﴾] (وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون) أي: فلا تتعرضوا لي، ودعوا الأمر بيني وبينكم مسالمة إلى أن يقضي الله بيننا، فلما طال مقامه بين أظهرهم، وأقام حجج الله تعالى عليهم، كل ذلك وما زادهم ذلك إلا كفراً وعناداً، دعا ربه عليهم دعوة نفذت فيهم. ابن كثير:4/143.




    ﴿ فَٱرْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٥٩﴾] أي ارتقب نصرنا لك وإهلاكهم؛ فإنهم مرتقبون ضدّ ذلك، ففيه وعد له ووعيد لهم. ابن جزي:2/325.




    ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَٰهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٥٨﴾] أي: إنما يسرنا هذا القرآن الذي أنزلناه سهلاً واضحاً بيناً جلياً بلسانك الذي هو أفصح اللغات وأجلاها وأحلاها وأعلاها. ابن كثير:4/149.




    ﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَٰكِهَةٍ ءَامِنِينَ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٥٥﴾] يقول: ليست تلك الفاكهة هنالك كفاكهة الدنيا التي نأكلها، وهم يخافون مكروه عاقبتها، وغب أذاها، مع نفادها من عندهم، وعدمها في بعض الأزمنة والأوقات. الطبري:22/53.




    ﴿ يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَٰبِلِينَ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٥٣﴾] لا يجلس أحدٌ منهم وظهره إلى غيره. ابن كثير:4/148.




    ﴿ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٥١﴾] والأمن أكبر شروط حسن المكان؛ لأن الساكن أولُ ما يتطلب الأمن -وهو السلامة من المكاره والمخاوف- فإذا كان آمناً في منزله كان مطمئن البال شاعراً بالنعيم الذي يناله. ابن عاشور:25/317.




    ﴿ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٤٩﴾] يقال هذا للكافر على وجه التوبيخ والتهكم به؛ أي كنت العزيز الكريم عند نفسك. وروي أن أبا جهل قال: ما بين جبليها أعز مني ولا أكرم. فنزلت الآية. ابن جزي:2/324.




    ﴿ إِلَّا مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [سورة الدخان آية:﴿٤٢﴾] أي أن الله (عزيز) لا يُكرهه أحد على العدول عن مراده؛ فهو يرحم من يَرحمه بمحض مشيئته، وهو (رحيم): أي واسع الرحمة لمن يشاء من عباده على وفق ما جرى به علمه وحكمته ووعدُه. وفي الحديث: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). ابن عاشور:25/31.
    الكلم الطيب




يعمل...
X