﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو ٱلْأَوْتَادِ ﴾ [سورة ص آية:﴿١٢﴾] ووُصف فرعون بـــــــ(ذو الأوتاد) لعظمة ملكه وقوته؛ فلم يكن ذلك ليحول بينه وبين عذاب الله. ابن عاشور:23/220.
﴿ جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ ٱلْأَحْزَابِ ﴾ [سورة ص آية:﴿١١﴾] هذا وعيد بهزيمتهم في القتال، وقد هزموا يوم بدر وغيره. ابن جزي:2/ 248.
﴿ أَءُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ مِنۢ بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ مِّن ذِكْرِى ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا۟ عَذَابِ ﴾ [سورة ص آية:﴿٨﴾] إنما اغتروا بطول الإمهال، ولو ذاقوا عذابي على الشرك لزال عنهم الشك. القرطبي:18/135-136.
﴿ وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ ٱمْشُوا۟ وَٱصْبِرُوا۟ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَىْءٌ يُرَادُ ﴾ [سورة ص آية:﴿٦﴾] (لَشيء يُراد) أي: يُقصد؛ أي: له قصد ونية غير صالحة في ذلك، وهذه شبهة لا تروج إلا على السفهاء؛ فإن من دعا إلى قول حق أو غير حق لا يُرَدُّ قوله بالقدح في نيته، فنيته وعمله له، وإنما يُرَدُّ بمقابلته بما يبطله ويفسده من الحجج والبراهين. السعدي:710.
﴿ وَعَجِبُوٓا۟ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ ٱلْكَٰفِرُونَ هَٰذَا سَٰحِرٌ كَذَّابٌ ﴾ [سورة ص آية:﴿٤﴾] ولفظ: (هذا) أشاروا به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- استعملوا اسم الإِشارة لتحقير مثله. ابن عاشور:23/209.
﴿ بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴾ [سورة ص آية:﴿٢﴾] قال بعض أهل العلم: أصل الشقاق من المشقة; لأن المخالف المعاند يجتهد في إيصال المشقة إلى من هو مخالف معاند. وقال بعضهم: أصل الشقاق من شق العصا؛ وهو الخلاف والتفرق. الشنقيطي:6/330.
﴿ وَٱلْقُرْءَانِ ذِى ٱلذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴾ [سورة ص آية:﴿١﴾] أي: إن في هذا القرآن لذكراً لمن يتذكر، وعبرة لمن يعتبر، وإنما لم ينتفع به الكافرون لأنهم (في عزة) أي: استكبار عنه وحمية. (وشقاق) أي: ومخالفة له، ومعاندة، ومفارقة. ابن كثير:4/27.
﴿ يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلْنَٰكَ خَلِيفَةً فِى ٱلْأَرْضِ فَٱحْكُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌۢ بِمَا نَسُوا۟ يَوْمَ ٱلْحِسَابِ ﴾ [سورة ص آية:﴿٢٦﴾] ومعظم الكمالات صعبة على النفس؛ لأنها ترجع إلى تهذيب النفس، والارتقاء بها عن حضيض الحيوانية، فالاسترسال في اتباعها وقوع في الرذائل في الغالب. ابن عاشور:23/244.
﴿ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿٢٤﴾ فَغَفَرْنَا لَهُۥ ذَٰلِكَ ﴾ [سورة ص آية:﴿٢٤﴾] الاستغفار والعبادة -خصوصاً الصلاة- من مكفرات الذنوب؛ فإن الله رتب مغفرة ذنب داود على استغفاره وسجوده. السعدي:713.
﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلْخُلَطَآءِ لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴾ [سورة ص آية:﴿٢٣﴾] (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات)؛ فإنهم لا يظلمون أحداً، (وقليل ما هم) يعني: الصالحين. القرطبي:18/172.
﴿ إِنَّ هَٰذَآ أَخِى لَهُۥ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِىَ نَعْجَةٌ وَٰحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِى فِى ٱلْخِطَابِ ﴿٢٣﴾ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلْخُلَطَآءِ لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴾ [سورة ص آية:﴿٢٣﴾] وفي كتب بني إسرائيل في هذه القصة صور لا تليق، وقد حدث بها قصاص في صدر هذه الأمة، فقال علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-: من حدث بما قال هؤلاء القصاص في أمر داود- عليه السلام- جلدته حدين لما ارتكب من حرمة من رفع الله محله. ابن عطية:4/499.
﴿ وَءَاتَيْنَٰهُ ٱلْحِكْمَةَ وَفَصْلَ ٱلْخِطَابِ ﴾ [سورة ص آية:﴿١٨﴾] من الفوائد والحكم في قصة داود... أن من أكبر نِعَم الله على عبده أن يرزقه العلم النافع، ويعرف الحكم والفصل بين الناس، كما امتن الله به على عبده داود عليه السلام. السعدي:713.
﴿ ٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُۥدَ ذَا ٱلْأَيْدِ ﴾ [سورة ص آية:﴿١٧﴾] من الفوائد والحكم في قصة داود... أن الله تعالى يمدح ويحب القوة في طاعته؛ قوة القلب والبدن؛ فإنه يحصل منها من آثار الطاعة وحسنها وكثرتها ما لا يحصل مع الوهن وعدم القوة، وأن العبد ينبغي له تعاطي أسبابها، وعدم الركون إلى الكسل والبطالة المخلقة بالقوى المضعفة للنفس. السعدي:713.
﴿ ٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُۥدَ ذَا ٱلْأَيْدِ ۖ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٌ ﴾ [سورة ص آية:﴿١٧﴾] ذكر داود ومن بعده من الأنبياء في هذه السورة فيه تسلية للنبي- صلى لله عليه وسلم-،ووعد له بالنصر، وتفريج الكرب، وإعانة له على ما أمر به من الصبر؛ وذلك أن الله ذكر ما أنعم به على داود من تسخير الطير والجبال، وشدّة ملكه، وإعطائه الحكمة، وفصل الخطاب، ثم الخاتمة له في الآخرة بالزلفى وحسن المآب؛ فكأنه يقول: يا محمد كما أنعمنا على داود بهذه النعم كذلك ننعم عليك، فاصبر ولا تحزن على ما يقولون. ابن جزي:2/249.
﴿ وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّى مَسَّنِىَ ٱلشَّيْطَٰنُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴾ [سورة ص آية:﴿٤١﴾] وخص هذا الحال بالذكر من بين أحواله؛ لأنه مظهر توكّله على الله، واستجابة الله دعاءه بكشف الضر عنه. ابن عاشور: 23/268.
﴿ قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِى وَهَبْ لِى مُلْكًا لَّا يَنۢبَغِى لِأَحَدٍ مِّنۢ بَعْدِىٓ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ ﴿٣٥﴾ فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِۦ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ ﴾ [سورة ص آية:﴿٣٦﴾] عن الحسن، أن نبي الله سليمان ﷺ لما عرضت عليه الخيل، فشغله النظر إليها عن صلاة العصر (حتى توارت بالحجاب)، فغضب لله، فأمر بها فعقرت، فأبدله الله مكانها أسرع منها؛ سخر الريح تجري بأمره رخاء حيث شاء. الطبري:21/201-202.
﴿ قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِى وَهَبْ لِى مُلْكًا لَّا يَنۢبَغِى لِأَحَدٍ مِّنۢ بَعْدِىٓ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ ﴾ [سورة ص آية:﴿٣٥﴾] قدم الاستغفار على طلب الملك؛ لأن أمور الدين كانت عندهم أهم من الدنيا، فقدّم الأولى والأهمّ. ابن جزي:2/255.
﴿ فَقَالَ إِنِّىٓ أَحْبَبْتُ حُبَّ ٱلْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّى حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِٱلْحِجَابِ ﴾ [سورة ص آية:﴿٣٢﴾] وسميت الخيل خيراً؛ لأنه معقود بنواصيها الخير: الأجر والمغنم. البغوي:3/703.
﴿ كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓا۟ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ﴾ [سورة ص آية:﴿٢٩﴾] و(أولو الألباب): أهل العقول، وفيه تعريض بأن الذين لم يتذكروا بالقرآن ليسوا من أهل العقول، وأن التذكر من شأن المسلمين الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه؛ فهم ممن تدبروا آياته فاستنبطوا من المعاني ما لم يعلموا... والكافرون أعرضوا عن التدبر؛ فلا جرم فاتهم التذكر. ابن عاشور:23/253.
﴿ كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓا۟ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ﴾ [سورة ص آية:﴿٢٩﴾] وكل آيات القرآن مبارك فيها؛ لأنها: إمّا مرشدة إلى خير، وَإمّا صارفة عن شرّ وفساد، وذلك سبب الخير في العاجل والآجل، ولا بركة أعظم من ذلك. ابن عاشور:23/251.
﴿ كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓا۟ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ﴾ [سورة ص آية:﴿٢٩﴾] وظاهر هذه الآية يعطي أن التدبر من أسباب إنزال القرآن، فالترتيل إذًا أفضل من الهذِّ؛ إذ التدبر لا يكون إلا مع الترتيل. ابن عطية:4/503.
﴿ قَالُوا۟ بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًۢا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ ﴾ [سورة ص آية:﴿٦٠﴾] أي: دعوتمونا إلى العصيان فبئس القرار لنا ولكم، قَالُو؛ يعني الأتباع: ربنا من قدم لنا هذا فزده عذاباً ضعفاً من النار. القرطبي:18/233.
﴿ إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُۥ مِن نَّفَادٍ ﴾ [سورة ص آية:﴿٥٤﴾] وذلك أنهم كلما أخذوا ثمرة من ثمار شجرة من أشجارها، فأكلوها، عادت مكانها أخرى مثلها، فذلك لهم دائم أبدا، لا ينقطع. الطبري:21/223.
﴿ ۞ وَعِندَهُمْ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴾ [سورة ص آية:﴿٥٢﴾] (وعندهم) من أزواجهم الحور العين (قاصرات) طرفهن على أزواجهن، وطرف أزواجهن عليهن؛ لجمالهم كلهم، ومحبة كل منهما للآخر، وعدم طموحه لغيره، وأنه لا يبغي بصاحبه بدلاً، ولا عنه عوضاً. السعدي:715.
﴿ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلْأَبْوَٰبُ ﴾ [سورة ص آية:﴿٥٠﴾] وهذا دليل أيضاً على الأمان التام، وأنه ليس في جنات عدن ما يوجب أن تغلق لأجله أبوابها. السعدي:715.
﴿ هَٰذَا ۚ وَإِنَّ لِلطَّٰغِينَ لَشَرَّ مَـَٔابٍ ﴾ [سورة ص آية:﴿٥١﴾] (هذا ذكر) بمعنى: هذا ذكر جميل في الدنيا، وشرف يذكرون به في الدنيا أبداً. (وإن للمتقين لحسن مآب) أي: لهم مع هذا الذكر الجميل في الدنيا حسن المرجع في القيامة. القرطبي:18/226.
﴿ وَٱذْكُرْ عِبَٰدَنَآ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْحَٰقَ وَيَعْقُوبَ أُو۟لِى ٱلْأَيْدِى وَٱلْأَبْصَٰرِ ﴾ [سورة ص آية:﴿٤٥﴾] الأيد: جمع يد؛ وذلك عبارة عن قوتهم في الأعمال الصالحات، وإنما عبر عن ذلك بالأيدي؛ لأن الأعمال أكثر ما تعمل بالأيدي، وأما الأبصار فعبارة عن قوة فهمهم، وكثرة علمهم؛ من قولك: أبصر الرجل إذا تبينت له الأمور. ابن جزي:2/257.
﴿ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَٱضْرِب بِّهِۦ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَٰهُ صَابِرًا ﴾ [سورة ص آية:﴿٤٤﴾] وذلك أن أيوب- عليه السلام- كان قد غضب على زوجته... وحلف إن شفاه الله تعالى ليضربنها مائة جلدة... فلما شفاه الله عز وجل وعافاه ما كان جزاؤها مع هذه الخدمة التامة والرحمة والشفقة والإحسان أن تقابل بالضرب، فأفتاه الله عز وجل أن يأخذ ضغثاً، وهو الشمراخ فيه مائة قضيب، فيضربها به ضربة واحدة، وقد برت يمينه وخرج من حنثه، ووفى بنذره، وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله تعالى وأناب إليه. ابن كثير:4/41.
﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [سورة ص آية:﴿٨٢﴾] لما طرده بسبب آدم حلف بعزة الله أنه يضل بني آدم بتزيين الشهوات، وإدخال الشبه عليهم. القرطبي:18/240.
﴿ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِىٓ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ ﴾ [سورة ص آية:﴿٧٩﴾] سأل الله النظرة إلى يوم البعث فأنظره الحليم الذي لا يعجل على من عصاه. فلما أمن الهلاك إلى يوم القيامة تمرد وطغى وقال: (لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين). ابن كثير:4/45.
﴿ قَالَ يَٰٓإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا۠ خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُۥ مِن طِينٍ ﴾ [سورة ص آية:﴿٧٥﴾] وهذا تقريع من الله للمشركين الذين كفروا بمحمد ﷺ... استكبارا عن أن يكونوا تبعا لرجل منهم حين قالوا: (أَأُنزل عليه الذكر من بيننا) [ص: 8]، و (هل هذا إلا بشر مثلكم) [الأنبياء: 3] فقص عليهم تعالى قصة إبليس وإهلاكه باستكباره عن السجود لآدم بدعواه أنه خير منه. الطبري:21/239.
﴿ إِلَّآ إِبْلِيسَ ٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَٰفِرِينَ ﴾ [سورة ص آية:﴿٧٤﴾] وقد بدتْ من إبليس نزعة كانت كامنة في جبلته؛ وهي نزعة الكبر والعصيان، ولم تكن تظهر منه قبل ذلك لأن الملأ الذي كان معهم كانوا على أكمل حسن الخلطة فلم يكن منهم مثير لما سكن في نفسه من طبع الكبر والعصيان، فلما طرأ على ذلك الملأ مخلوق جديد، وأُُمِر أهل الملأ الأعلى بتعظيمه، كان ذلك مورِياً زناد الكبر في نفس إبليس، فنشأ عنه الكفر بالله وعصيان أمره. ابن ابن عاشور:23/301.
﴿ قُلْ هُوَ نَبَؤٌا۟ عَظِيمٌ ﴾ [سورة ص آية:﴿٦٧﴾] (قل) لهم مخوفاً ومحذراً ومنهضاً لهم ومنذراً: (هو نبأ عظيم) أي: ما أنبأتكم به من البعث والنشور والجزاء على الأعمال خبر عظيم ينبغي الاهتمام الشديد بشأنه، ولا ينبغي إغفاله. السعدي:716.
﴿ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلْوَٰحِدُ ٱلْقَهَّارُ ﴾ [سورة ص آية:﴿٦٤﴾] هذا تقرير لألوهيته بهذا البرهان القاطع؛ وهو وحدته تعالى وقهره لكل شيء؛ فإن القهر ملازم للوحدة، فلا يكون قهاران متساويان في قهرهما أبداً؛ فالذي يقهر جميع الأشياء هو الواحد الذي لا نظير له، وهو الذي يستحق أن يُعبد وحده كما كان قاهراً وحده. السعدي:716.
﴿ وَقَالُوا۟ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلْأَشْرَارِ ﴾ [سورة ص آية:﴿٦٢﴾] أي كنا نحسبهم أشقياء؛ قد خسروا لذة الحياة باتباعهم الإسلام ورضاهم بشظف العيش. ابن عاشور:23/292.
الكلم الطيب