{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} [النمل : 20]
تفقد سيدنا سليمان الرعيه وهي كثيرة العدد ، ومع ذلك عرف بغياب طير منها هو الهدهد فسأل عنه ...
ماهذا القدر الكبير من الاهتمام والحرص الشديد في تحمل المسؤولية ؟!
سليمان عليه السلام تفقد الطير ..وبعضنا لايتفقد أبناءه ، ولا يسأل عن غيابهم ، ولا يعرف همومهم ،ولا يحل مشاكلهم!!..
.مهما كانت مشاغلك وعدد اولادك تفقد ودقق في كل أمورهم حتى الصغير منها ..
الآباء وكل منا راع ومسؤول عن رعيته سواء في البيت أو العمل ... فهل نقوم بواجبنا على أكمل وجه ؟!
أكبر تضييع للأمانة أن يتقاعس الآباء وأصحاب المسؤولية عن تفقد من هم تحت رعايتهم ..
هي أمانه ويجب ان نحملها بإخلاص وإهتمام شديد ونحن مسؤولون
( وقفوهم إنهم مسؤولون)
{يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} [التحريم:6].
يقول الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: قوله تعالى: {وأهليكم ناراً} يقول: وعلموا أهليكم من العمل بطاعة الله تعالى ما يقون به أنفسهم من النار. " بتصرف من (تفسير الطبري:28 / 165). وقال القرطبي رحمه الله تعالى : قال مقاتل: ذلك حق عليه في نفسه وولده وأهله وعبيده وإمائه ، قال إلكيا: فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير وما لا يستغني عنه من الأدب وهو قول الله تعالى: {وأْمُر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} ، ونحو قوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، وفي الحديث : «مروهم بالصلاة وهم أبناء سبع» .
رقابة الوالدين لأولادهما
كثير من الأبناء والبنات كان السبب في هدايتهم وتركهم ما هم فيه من المنكرات والآثام: يقظة آبائهم وأمهاتهم، وحسن رعايتهم، والقضاء على المنكر في أولِّه، أو لتحُذِّر من صاحب أو صاحبة سوء من أول الطريق أمر سهل، أما لو طالت المدة فإن فكاك الأبناء والبنات من هؤلاء المفسدين يكون أمراً صعباً.
وفي أكثر الأحيان يعرف ما عند الأبناء والبنات من المنكرات بتفتيش حقائبهم أو قراءة كتبهم أو معرفة أصحابهم. وكم من شاب أو شابة تمنى أن لو راقب أهلهم تصرفاته وفتشوا متاعهم في أول حياتهم قبل تمكن الفساد من قلوبهم .
لذا فإننا ننصح بهذا، وليكن ذلك بين الفترة والأخرى، -ومن غير أن يشعروا هم بذلك-، خشية الانتباه وعدم وضع ما يرتاب فيه في متاعهم. وهذه المراقبة إنما تكون إذا ظهر للوالد أمارة على بداية انحراف ولده، أما إذا كان الولد ظاهر حاله الاستقامة والابتعاد عن المنكرات، فليس للوالدين ولا لغيرهما مراقبته ولا تفتيش ممتلكاته الشخصية، لأن ذلك يدخل في سوء الظن ، والتجسس وقد نهى الله تعالى عنهما بقوله : {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا}
وأما إذا وجدت الأم أو الأب شيئاً محرَّماً فإن الواجب عليهما إتلافه، ومن ثَمَّ نصيحة من وُجد معه هذا المنكر.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {مَن رأى منكم منكراً فليغيِّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان} . رواه مسلم (49) .
.........................
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ (20)
1-( وتفقد الطير ) القائد الناجح من يباشر أمور الرعية بنفسه..اشراقة آية
2- «وتفقد الطير» سليمان عليه السلام يتفقد الطير..وبعضنا لا يتفقد أبناءه .. ولا يعرف همومهم .. ولا يحلّ مشكلاتهم ! تفقّد طيرك .. نبأ_الداوودين / علي الفيفي .
3- [ فقال ما لي ﻻ أرى الهدهد [ اكبر تضييع للأمانة ان يتقاعس صاحب الأمر والمسؤولية عن تفقد من هم تحت يده متابعا احوالهم بنفسه / مها العنزي
4- ﴿وتفقد الطير فقال ماليَ لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين﴾ قبل أن تتهم الآخرين اتهم رؤيتك ورأيك ذلك أدعى للتثبت وأبعد عن الظلم. / د. محمد الفراج
5- في قوله: ﴿مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين﴾ بيان لتقديم حسن الظن إذ أن سليمان وضع العذر بعدم رؤيته هو له فقد يكون متواجداً لكنه لم يره. / فرائد قرآنية
6- من بشر وجِن وطير وريح ونمل وغيرها فكان له جيش عظيم لاتوازيه جيوش الدنيا ولو اجتمعت، وفيه أحد الأيام فقد سليمان الهدهد ﴿مالي لا أرى الهدهد﴾../ فرائد قرآنية
7- ﴿ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ ﴾ نبي آتاه الله ملك الأرض جميعاً فلم يتساهل بالمسؤولية ، وهناك آباء لا يعرفون أحوال أبنائهم ! ./ روائع القرآن
تأملات قرآنية
و موقع طريق الاسلام
وحصاد التدب