إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصحابة والتابعين على فراش الموت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصحابة والتابعين على فراش الموت

    الصحابة والتابعين على فراش الموت


    أبو بكر الصديق : لما احتضر أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال : وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد، وقال لعائشة : انظروا ثوبي هذين، فإغسلوهما وكفنوني فيهما فإن الحي أولى بالجديد من الميت.
    و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا :
    إني أوصيك بوصية إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار، وإن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل، وإنه لا يقبل النافلة حتى تؤدي الفريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا، وثقلت ذلك عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا، وإنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل، وخفته عليهم في الدنيا وحق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفاً.

    عمر بن الخطاب : ولما طعن عمر جاء عبدالله بن عباس فقال : يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس، وقتلت شهيدا ولم يختلف عليك اثنان، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض.
    فقال له : أعد مقالتك.
    فأعاد عليه، فقال : المغرور من غررتموه، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع.
    وقال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه.
    فقال : ضع رأسي على الأرض.
    فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!
    فقال : لا أم لك، ضعه على الأرض.
    فقال عبدالله : فوضعته على الأرض.
    فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عزوجل.
    عثمان بن عفان : قال حين طعنه الغادرون والدماء تسيل على لحيته : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم إني أستعديك وأستعينك على جميع أموري وأسألك الصبر على بليتي.
    ولما استشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا، ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان) :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد، عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله.
    علي بن أبي طالب : بعد أن طعن علي رضي الله عنه قال : ما فعل بضاربي ؟
    قالوا : أخذناه.

    قال : أطعموه من طعامي واسقوه من شرابي، فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي، وإن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها.

    ثم أوصى الحسن أن يغسله وقال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا.

    وأوصى :
    إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي ولا تبطئوا، فإن كان خيرا عجلتموني إليه وإن كان شراً ألقيتموني عن أكتافكم.

    معاذ بن جبل : الصحابي الجليل معاذ بن جبل حين حضرته الوفاة وجاءت ساعة الإحتضار نادى ربه قائلا : يا رب إنني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار و لا لغرس الأشجار وإنما لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم، ثم فاضت روحه بعد أن قال : لا إله إلا الله.
    روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم الرجل معاذ بن جبل.

    وروى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أرحم الناس بأمتي أبوبكر .. إلى أن قال وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ.

    بلال بن رباح : حينما أتى بلالا الموت قالت زوجته : واحزناه، فكشف الغطاء عن وجهه وهو في سكرات الموت وقال : لا تقولي واحزناه وقولي وافرحاه ثم قال : غدا نلقى الأحبة، محمدا وصحبه.

    أبو ذر الغفاري : لما حضرت أبا ذر الوفاة بكت زوجته فقال : ما يبكيك ؟

    قالت : وكيف لا أبكي وأنت تموت بأرض فلاة وليس معنا ثوب يسعك كفنا.

    فقال لها : لا تبكي وأبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا منهم : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر أحد إلا ومات في قرية وجماعة، وأنا الذي أموت بفلاة، والله ما كذبت ولا كذبت فانظري الطريق.

    قالت : أنى وقد ذهب الحاج وتقطعت الطريق.

    فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟

    قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه.

    فقالوا : من هو ؟

    قالت : أبو ذر.

    قالوا : صاحب رسول الله.


    ففدوه بأبائهم وأمهاتهم ودخلوا عليه فبشرهم وذكر لهم الحديث وقال : أنشدكم بالله لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا.

    فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى وصلى عليه عبدالله بن مسعود فكان في ذلك القوم. رضي الله عنهم أجمعين.

    أبو الدرداء : لما جاء أبا الدرداء الموت قال : ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟

    ثم قبض رحمه الله.

    سلمان الفارسي : بكى سلمان الفارسي عند موته، فقيل له : ما يبكيك ؟

    فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب، وحولي هذه الأزواد.

    وقيل : إنما كان حوله إجانة وجفنة ومطهرة !


    الإجانة : إناء يجمع فيه الماء.

    الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء والطعام.

    المطهرة : إناء يتطهر فيه.

    عبدالله بن مسعود : لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود إني أوصيك بخمس خصال فإحفظهن عني :

    أظهر اليأس للناس، فإن ذلك غنى فاضل، ودع مطلب الحاجات إلى الناس فإن ذلك فقر حاضر، ودع ما تعتذر منه من الأمور ولا تعمل به، وإن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا وأنت خير منك بالأمس فافعل، وإذا صليت صلاة فصل صلاة مودع كأنك لا تصلي بعدها.

    الحسن بن علي سبط رسول الله وسيد شباب أهل الجنة : لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي الله عنهما قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار، فأخرج فقال : اللهم إني أحتسب نفسي عندك، فإني لم أصب بمثلها !

    معاوية بن أبي سفيان : قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني، فأجلسوه، فجلس يذكر الله ثم بكى وقال : الآن يا معاوية، جئت تذكر ربك بعد الانحطام والانهدام، أما كان هذا وغض الشباب نضير ريان ؟!
    ثم بكى وقال : يا رب يا رب ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي، اللهم أقل العثرة واغفر الزلة، وجد بحلمك على من لم يرج غيرك ولا وثق بأحد سواك.

    ثم فاضت روحه رضي الله عنه.

    عمرو بن العاص : حينما حضر عمرو بن العاص الموت بكى طويلا وحول وجهه إلى الجدار فقال له إبنه : ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله.

    فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه وقال : إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
    إني كنت على أطباق ثلاث، لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.
    فلما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك، فبسط يمينه، قال : فقضبت يدي.

    فقال : ما لك يا عمرو ؟

    قلت : أردت أن أشترط.

    فقال : تشترط ماذا ؟

    قلت : أن يغفر لي.

    فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله ؟
    وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحلى في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ولو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه لأني لم أكن أملأ عيني منه ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها ؟

    فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟

    أبو موسى الأشعري : لما حضرت أبا موسى رضي الله عنه الوفاة دعا فتيانه وقال لهم : إذهبوا فاحفروا لي وأعمقوا، ففعلوا.

    فقال : إجلسوا بي فوالذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا، وليفتحن لي باب من أبواب الجنة، فلأنظرن إلى منزلي فيها وإلى أزواجي، وإلى ما أعد الله عزوجل لي فيها من النعيم، ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي، وليصيبني من روحها وريحانها حتى أبعث.
    وإن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي، حتى يكون أضيق من كذا وكذا، وليفتحن لي باب من أبواب جهنم، فلأنظرن إلى مقعدي وإلى ما أعد الله عزوجل فيها من السلاسل والأغلال والقرناء، ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي، ثم ليصيبني من سمومها وحميمها حتى أبعث.

    سعد بن الربيع : لما انتهت غزوة أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟

    فدار رجل من الصحابة بين القتلى فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه فناداه : ماذا تفعل ؟


    فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟

    فقال سعد : أقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام وأخبره أني ميت وأني قد طعنت إثنتي عشرة
    طعنة وأنفذت في فأنا هالك لا محالة، وأقرأ على قومي من السلام وقل لهم يا قوم لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف.

  • #2
    رد: الصحابة والتابعين على فراش الموت

    عبدالله بن عمر : قال عبدالله بن عمر قبل أن تفيض روحه : ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة : ظمأ الهواجر ومكابدةالليل ومراوحة الأقدام بالقيام لله عزوجل، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت (ولعله يقصد الحجاج و من معه).

    عبادة بن الصامت : لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة قال : أخرجوا فراشي إلى الصحن، ثم قال : اجمعوا لي موالي وخدمي وجيراني ومن كان يدخل علي، فجمعوا له فقال : إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا، وأول ليلة من الآخرة، وإنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء، وهو والذي نفس عبادة بيده القصاص يوم القيامة، وأحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي.
    فقالوا : بل كنت والدا وكنت مؤدبا.

    فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟

    قالوا : نعم.

    فقال : اللهم اشهد، أما الآن فاحفظوا وصيتي.

    أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة ولنفسه، فإن الله عزوجل قال : واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين، ثم أسرعوا بي إلى حفرتي، ولا تتبعوني بنار.

    الإمام الشافعي : دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه فقال له : كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟!
    فقال الشافعي : أصبحت من الدنيا راحلا، وللإخوان مفارقا، ولسوء عملي ملاقيا، ولكأس المنية شاربا، وعلى الله واردا، ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها، ثم أنشأ يقول :

    ولما قسا قلبي وضـــــاقت مذاهبي ... جعلت رجائي نحو عفوك سلما

    تعـــاظمني ذنبــــــي فلمــا قـــرنته ... بعفوك ربي كـان عفوك أعظما

    فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجـــود وتعفــــو مـــنة وتكرما

    الحسن البصري : حينما حضرت الحسن البصري المنية حرك يديه وقال : هذه منزلة صبر وإستسلام !

    عبدالله بن المبارك : العالم العابد الزاهد المجاهد عبدالله بن المبارك، حينما جاءته الوفاة اشتدت عليه سكرات الموت ثم أفاق ورفع الغطاء عن وجهه وابتسم قائلا : لمثل هذا فليعمل العاملون، لا إله إلا الله، ثم فاضت روحه.

    الفضيل بن عياض : العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين لما حضرته الوفاة، غشي عليه، ثم أفاق وقال : وا بعد سفراه، وا قلة زاداه !


    محمد بن سيرين : روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة بكى فقيل له : ما يبكيك ؟

    فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية وقلة عملي للجنة العالية وما ينجيني من النار الحامية.



    عمر بن عبدالعزيز : لما حضر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه وكان مسلمة بن عبدالملك حاضرا :
    يا بني، إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين وأهل ذمتهم إلا رأو لكم حقا.
    يا بني إني قد خيرت بين أمرين، إما أن تستغنوا وأدخل النار، أو تفتقروا وأدخل الجنة، فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي، قوموا عصمكم الله، قوموا رزقكم الله، قوموا عني فإني أرى خلقاً ما يزدادون إلا كثرة، ما هم بجن ولا إنس.

    قال مسلمة : فقمنا وتركناه وتنحينا عنه وسمعنا قائلا يقول : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين، ثم خفت الصوت فقمنا فدخلنا فإذا هو ميت مغمض مسجى !

    المأمون : حينما حضر المأمون الموت قال : أنزلوني من على السرير.

    فأنزلوه على الأرض، فوضع خده على التراب وقال : يا من لا يزول ملكه إرحم من قد زال ملكه !


    عبدالملك من مروان : يروى أن عبدالملك بن مروان لما أحس بالموت قال : ارفعوني على شرف، ففعل ذلك، فتنسم الروح ثم قال : يا دنيا ما أطيبك ! إن طويلك لقصير


    حكاية جميلة.. أكملوها لنهايتها

    يحكى انه في القرن الاول الهجري كان هناك شابا تقيا يطلب العلم ومتفرغ له ولكنه كان فقيرا وفي يوم من الايام خرج من بيته من شدة الجوع ولانه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق الىاحد البساتين والتي كانت مملؤة باشجار التفاح وكان احد اغصان شجرة منها متدليا في الطريق ... فحدثته نفسه ان ياكل هذه التفاحة ويسد بها رمقه ولا احد يراه ولن ينقص هذا البستان بسبب تفاحة واحده ... فقطف تفاحة واحدة وجلس ياكلها حتى ذهب جوعه ولما رجع الى بيته بدات نفسه تلومه وهذا هو حال المؤمن دائما جلس يفكر ويقول كيف اكلت هذه التفاحة وهي مال لمسلم ولم استأذن منه ولم استسمحه فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له الشاب يا عم بالامس بلغ بي الجوع مبلغا عظيما واكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وهئنذا اليوم أستأذنك فيها

    فقال له صاحب البستان .. والله لا اسامحك بل انا خصيمك يوم القيامة عند الله

    بدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل اليه ان يسامحه وقال له انا مستعد ان اعمل اي شي بشرط ان تسامحني وتحللني وبدا يتوسل الى صاحب البستان وصاحب البستان لا يزداد الا اصرارا وذهب وتركه والشاب يلحقه ويتوسل اليه حتى دخل بيته وبقي الشاب عند البيت ينتظر خروجه الى صلاة العصر... فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب لا زال واقفا ودموعه التي تحدرت على لحيته فزادت وجهه نورا غير نور الطاعة والعلم فقال الشاب لصاحب البستان يا عم انني مستعد للعمل فلاحا في هذا البستان من دون اجر باقي عمري او اي امر تريد ولكن بشرط ان تسامحني

    عندها... اطرق صاحب البستان يفكر ثم قال يا بني انني مستعد ان اسامحك الان لكن بشرط

    فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال اشترط ما بدى لك ياعم

    فقال صاحب البستان شرطي هو ان تتزوج ابنتي !ا

    صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا الشرط ثم اكمل صاحب البستان قوله ... ولكن يا بني اعلم اني ابنتي عمياء وصماء وبكماء وايضا مقعدة لا تمشي ومنذ زمن وانا ابحث لها عن زوج استأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها فان وافقت عليها سامحتك

    صدم الشاب مرة اخرى بهذه المصيبة الثانية

    وبدأيفكر كيف يعيش مع هذه العلة خصوصا انه لازال في مقتبل العمر؟

    وكيف تقوم بشؤنه وترعى بيته وتهتم به وهي بهذه العاهات ؟

    بدأيحسبها ويقول اصبر عليها في الدنيا ولكن انجو من ورطة التفاحة !!ا

    ثم توجه الى صاحب البستان وقال له يا عم لقد قبلت ابنتك واسال الله ان يجازيني على نيتي وان يعوضني خيرا مما اصابني

    فقال صاحب البستان .... حسناا يا بني موعدك الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك وانا اتكفل لك بمهرها

    فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى... حزين الفؤاد... منكسر الخاطر... ليس كأي زوج ذاهب الى يوم عرسه فلما طرق الباب فتح له ابوها وادخله البيت وبعد ان تجاذبا اطراف الحديث قال له يا بني... تفضل يالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير واخذه بيده وذهب به الى الغرفة التي تجلس فيها ابنته فلما فتح الباب ورآها .... فاذا فتاة بيضاء اجمل من القمر قد انسدل شعركالحرير على كتفيها فقامت ومشت اليه فاذا هي ممشوقة القوام وسلمت عليه وقالت السلام عليك يا زوجي ....اما صاحبنا فهو قد وقف في مكانه يتأملها وكأنه امام حورية من حوريات الجنة نزلت الى الارض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم مالذي حدث ولماذا قال ابوها ذلك الكلام ... ففهمت ما يدور في باله فذهبت اليه وصافحته وقبلت يده وقالت انني عمياء من النظر الى الحرام وبكماء من النظر الى الحرام وصماء من الاستماع الى الحرام ولا تخطو رجلاي خطوة الى الحرام .... وانني وحيدة ابي ومنذعدة سنوات وابي يبحث لي عن زوج صالح فلما اتيته تستاذنه في تفاحة وتبكي من اجلها قال ابي ان من يخاف من اكل تفاحة لا تحل له حري به ان يخاف الله في ابنتي فهنيئا لي بك زوجا وهنيئا لابي بنسبك

    وبعد عام انجبت هذا الفتاة من هذا الشاب غلاما كان من القلائل الذين مروا على هذه الأمة

    ااتدرون من ذلك الغلام ??

    انه الامام ابو حنيفة صاحب المذهب الفقهي المشهور

    نسال الله ان يزقنا واياكم مثل تلك االتفاحة

    تعليق


    • #3
      رد: الصحابة والتابعين على فراش الموت

      تعليق


      • #4
        رد: الصحابة والتابعين على فراش الموت

        بارك الله فيكِ
        ونفع بك



        تعليق


        • #5
          رد: الصحابة والتابعين على فراش الموت

          بارك الله فيكم

          تعليق


          • #6
            رد: الصحابة والتابعين على فراش الموت

            بارك الله فيكم وسدد خطاكم وحشرني واياكم مع الصالحين

            تعليق


            • #7
              رد: الصحابة والتابعين على فراش الموت




              تعليق


              • #8
                أقوال الصحابة وهم على فراش

                أبو بكر الصديق رضى الله عنه


                حين وفاته قال : "و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد"
                و قال لعائشة : انظروا ثوبي هذين ، فاغسلوهما و كفنوني فيهما ، فإن الحي أولى بالجديد من الميت . و لما حضرته الوفاة أوصى عمر قائلا : إني أوصيك بوصية ، إن أنت قبلت عني : إن لله حقا بالليل لا يقبله بالنهار ، و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل ، و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة ، و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا ، و ثقلت ذلك عليهم ، و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا ، و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل ، و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.



                عمربن الخطاب رضى الله عنه

                جاء عبد الله بن عباس فقال: يا أمير المؤمنين ، أسلمت حين كفر الناس ، و جاهدت مع
                رسول الله حين خذله الناس و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان ، و توفي رسول الله
                وهوعنك راض . فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه ، فقال : المغرور من غررتموه ، و الله
                لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
                و قال عبد الله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه . فقال :
                ضع رأسي على الأرض .
                فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟! فقال : لا أم لك ، ضعه على
                الأرض .
                فقال عبد الله : فوضعته على الأرض . فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و
                جل.




                عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه

                قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
                اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي
                ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
                بسم الله الرحمن الرحيم
                عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله




                علي بن أبي طالب رضي الله عنهبعد أن طعن علي رضي الله عنه

                قال : ما فعل بضاربي ؟
                قالو : أخذناه
                قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي , و إن أنا مت فإضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .
                ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا
                و أوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإن كان خيرا عجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم



                معاذ بن جبل رضي الله عنه و أرضاه

                الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة
                و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلا .. : يا رب إنني كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ الهواجر , و مكابدة الساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم
                ثم فاضت روحه بعد أن قال : لا إله إلا الله
                روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبل
                و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتي أبوبكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ



                بلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه

                حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه
                فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي واحزناه , و قولي وا فرحاه
                ثم قال : غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه



                أبو ذر الغفاري رضي الله عنه و أرضاه

                لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما ك ؟
                قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا
                فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين
                و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذي أموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق
                قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق
                فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟
                قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه
                فقالوا : من هو ؟
                قالت : أبو ذر
                قالوا : صاحب رسول الله
                ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث
                و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
                فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى
                و صلى عليه عبدالله بن مسعود
                فكان في ذلك القوم
                رضي الله عنهم أجمعين



                والصحابي الجليل أبوالدرداء رضي الله عنه أرضاه

                لما جاءأبا الدرداء الموت ... قال : ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟
                ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟
                ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟
                ثم قبض رحمه الله



                سلمان الفارسي رضي الله عنه و أرضاه

                بكى سلمان الفارسي عند موته , فقيل له : ما بك ؟
                فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب , و حولي هذه الأزواد
                و قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة !
                الإجانة : إناء يجمع فيه الماء
                الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام
                المطهرة : إناء يتطهر فيه


                الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه

                لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني : أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل
                و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر
                و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به
                و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل
                و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها




                الحسن بن علي سبط رسول الله و سيد شباب أهل الجنةرضي الله عنه

                لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي الله عنهما , قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج فقال : اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها !

                الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهقال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني
                فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال : الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كان هذا و غض الشباب نضير ريان ؟!
                ثم بكى و قال : يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة و اغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك

                ثم فاضت روحه رضي الله عنه
                منقول
                اللهم ارحم موتانا والحقنا بهم فى الجنة يارب

                سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
                اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد بكل طرفة عين وتنفس نفس بعدد ما وسعه علم الله
                نصائح لرسول الله

                تعليق


                • #9
                  رد: أقوال الصحابة وهم على فراش

                  اين نحن من هؤلاء
                  يارب ارحمنا واغفر لنا وتوفنا مسلمين ولاتجعل الدنيا اكبر همنا
                  ولا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
                  سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
                  اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد بكل طرفة عين وتنفس نفس بعدد ما وسعه علم الله
                  نصائح لرسول الله

                  تعليق


                  • #10
                    رد: أقوال الصحابة وهم على فراش

                    جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ
                    " ومتى اشتد عطشك إلى ما تهوى ، فابسط أنامل الرجا إلى من عنده الرى الكامل "
                    صيد الخاطر - ابن الجوزى

                    تعليق


                    • #11
                      رد: أقوال الصحابة وهم على فراش


                      اعطوا ضريبتهم للدين من دمهم

                      ونحن نزعم نصر الدين مجانا

                      اللهم احشرنا معهم ومع معلمهم نبينا صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم وان قصرت اعمالنا انك ولى ذلك

                      والقادر عليه

                      اللهم اغفر لنا ذنوبنا وتقصيرنا وردنا اليك ردا جميلا

                      لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

                      جزاكم ربى خير الجزاء
                      قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

                      تعليق


                      • #12
                        رد: أقوال الصحابة وهم على فراش


                        _________________

                        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

                        نسأل الله حسن الخاتمة

                        وجزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
                        فهرس ... سلسلة من غير لماضة ياحمادة
                        @@خواطر شاب مسلم متجدد باذن الله @@

                        اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمدونذكر بالغاية ان الله ابتعثنا لنخرج من يشاء من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الاديان الى عدل الاسلام ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة ... وغداًُ تشرق شمس الاسلام فى مصر

                        تعليق


                        • #13
                          رد: أقوال الصحابة وهم على فراش

                          جزاكم الله خيراً
                          وبارك الله فيكم
                          نسألكم الدعاء
                          اذكر الله ^_^


                          تعليق


                          • #14
                            رد: أقوال الصحابة وهم على فراش

                            المشاركة الأصلية بواسطة a_e_b مشاهدة المشاركة
                            جزاكم الله خيراً


                            وبارك الله فيكم
                            وجزاكم الله خيراً
                            وبارك الله فيكم
                            سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
                            اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد بكل طرفة عين وتنفس نفس بعدد ما وسعه علم الله
                            نصائح لرسول الله

                            تعليق


                            • #15
                              على فراش الموت

                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              على فراش الموت
                              لما احتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال : و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد .
                              و قال لعائشة :
                              انظروا ثوبي هذين , فإغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد من الميت .
                              و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا :
                              إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار , و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا , و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.
                              ولما طعن عمر
                              .. جاء عبدالله بن عباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض .
                              فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال : المغرور من غررتموه , و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
                              و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
                              فقال : ضع رأسي على الأرض .
                              فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!
                              فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض .
                              فقال عبدالله : فوضعته على الأرض .
                              فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل.
                              أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه
                              قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته :
                              لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
                              اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي .
                              ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
                              بسم الله الرحمن الرحيم .
                              عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله .
                              أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
                              بعد أن طعن علي رضي الله عنه
                              قال : ما فعل بضاربي ؟
                              قالو : أخذناه
                              قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي , و إن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .
                              ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا
                              و أوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإن كان خيرا عجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم .
                              معاذ بن جبل رضي الله عنه و أرضاه
                              الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة ..
                              و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلا .. :
                              يا رب إنني كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ الهواجر , و مكابدة الساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم .
                              ثم فاضت روحه بعد أن قال :لا إله إلا الله ...
                              روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبل
                              و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتي أبوبكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ .
                              بلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه
                              حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه ..
                              فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي واحزناه , و قولي وا فرحاه
                              ثم قال : غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه .
                              أبو ذر الغفاري رضي الله عنه و أرضاه
                              لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟
                              قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ...
                              فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين
                              و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذي أموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق
                              قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق
                              فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟
                              قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه ..
                              فقالوا : من هو ؟
                              قالت : أبو ذر
                              قالوا : صاحب رسول الله
                              ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث
                              و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
                              فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى
                              و صلى عليه عبدالله بن مسعود
                              فكان في ذلك القوم
                              رضي الله عنهم أجمعين.
                              الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي الله عنه و أرضاه
                              لما جاء أبا الدرداء الموت ... قال :
                              ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟
                              ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟
                              ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟
                              ثم قبض رحمه الله.
                              سلمان الفارسي رضي الله عنه و أرضاه
                              بكى سلمان الفارسي عند موته , فقيل له : ما يبكيك ؟
                              فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب , و حولي هذه الأزواد .
                              و قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة !
                              الإجانة : إناء يجمع فيه الماء
                              الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام
                              المطهرة : إناء يتطهر فيه.
                              الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
                              لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني :
                              أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل .
                              و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر .
                              و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به .
                              و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل .
                              و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها .
                              الحسن بن علي سبط رسول الله و سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه
                              لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي الله عنهما , قال :
                              أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج فقال :
                              اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها !
                              الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
                              قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني ..
                              فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال :
                              الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كان هذا و غض الشباب نضير ريان ؟!
                              ثم بكى و قال :
                              يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة و اغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك ...
                              ثم فاضت رضي الله عنه.
                              الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه
                              حينما حضر عمرو بن العاص الموت .. بكى طويلا .. و حول وجهه إلى الجدار , فقال له إبنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله ....
                              فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لا إله إلا الله , و أن محمدا رسول الله ..
                              إني كنت على أطباق ثلاث ..
                              لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , و لا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.....
                              فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي ..
                              فقال : ما لك يا عمرو ؟
                              قلت : أردت أن أشترط
                              فقال : تشترط ماذا ؟
                              قلت : أن يغفر لي .
                              فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟
                              و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في عيني منه , و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له , و لو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه ,
                              و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ,
                              ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟
                              فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتى أستأنس بكم , و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟
                              الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري
                              لما حضرت أبا موسى - رضي الله عنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم :
                              إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا ...
                              ففعلوا ..
                              فقال : اجلسوا بي , فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة , فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعد الله عز و جل لي فيها من النعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي , و ليصيبني من روحها و ريحانها حتى أبعث .
                              و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكون أضيق من كذا و كذا , و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلى مقعدي و إلى ما أعد الله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء , ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث .
                              سعد بن الربيع رضي الله عنه
                              لما إنتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟
                              فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟
                              فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟
                              فقال سعد :
                              إقرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت و أني قد طعنت إثنتي عشرة طعنة و أنفذت في , فأنا هالك لا محالة , و إقرأ على قومي من السلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيكم عين تطرف ...
                              عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
                              قال عبدالله بن عمر قبل أن تفيض روحه :
                              ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة :
                              ظمأ ا لهواجر ومكابدةالليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل ,
                              و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت
                              (و لعله يقصد الحجاج و من معه).
                              عبادة بن الصامت رضي الله عنه و أرضاه
                              لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة ، قال :
                              أخرجوا فراشي إلى الصحن
                              ثم قال :
                              اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل علي
                              فجمعوا له .... فقال :
                              إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، و أول ليلة من الآخرة ، و إنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء ، و هو والذي نفس عبادة بيده ، القصاص يوم القيامة ، و أحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي .
                              فقالوا : بل كنت والدا و كنت مؤدبا .
                              فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟
                              قالوا : نعم .
                              فقال : اللهم اشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتي ...
                              أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء ، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة و لنفسه ، فإن الله عز و جل قال : و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين ... ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، و لا تتبعوني بنار .
                              الإمام الشافعي رضي الله عنه
                              دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه
                              فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟!
                              فقال الشافعي :
                              أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , و لكأس المنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول :
                              و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي
                              جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما
                              تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه
                              بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما
                              فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
                              تجـود و تعـفـو منــة و تكـرمـا
                              الحسن البصري رضي الله عنه و أرضاه
                              حينما حضرت الحسن البصري المنية
                              حرك يديه و قال :
                              هذه منزلة صبر و إستسلام !
                              عبدالله بن المبارك
                              العالم العابد الزاهد المجاهد عبدالله بن المبارك , حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت
                              ثم أفاق .. و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائلا :
                              لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله ....
                              ثم فاضت روحه.
                              الفضيل بن عياض
                              العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين
                              لما حضرته الوفاة , غشي عليه , ثم أفاق و قال :
                              وا بعد سفراه ...
                              وا قلة زاداه ...!
                              الإمام العالم محمد بن سيرين
                              روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة , بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟
                              فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية و ما ينجيني من النار الحامية.
                              الخليفة العادل الزاهد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه
                              لما حضر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك حاضرا :
                              يا بني , إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين و أهل ذمتهم إلا رأو لكم حقا .
                              يا بني , إني قد خيرت بين أمرين , إما أن تستغنوا و أدخل النار , أو تفتقروا و أدخل الجنة , فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي , قوموا عصمكم الله ... قوموا رزقكم الله ...
                              قوموا عني , فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة , ما هم بجن و لا إنس ..
                              قال مسلمة : فقمنا و تركناه , و تنحينا عنه , و سمعنا قائلا يقول : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين
                              ثم خفت الصوت , فقمنا فدخلنا , فإذا هو ميت مغمض مسجى !
                              الخليفة المأمون أمير المؤمنين رحمه الله
                              حينما حضر المأمون الموت قال :
                              أنزلوني من على السرير.
                              فأنزلوه على الأرض ...
                              فوضع خده على التراب و قال :
                              يا من لا يزول ملكه ... إرحم من قد زال ملكه ... !
                              أمير المؤمنين عبدالملك من مروان رحمه الله
                              يروى أن عبدالملك بن مروان لما أحس بالموت قال : ارفعوني على شرف , ففعل ذلك , فتنسم الروح , ثم قال :
                              يا دنيا ما أطيبك !
                              إن طويلك لقصير ...
                              و إن كثيرك لحقير ...
                              و إن كنا منك لفي غرور ... !
                              هشام بن عبدالملك رحمه الله
                              لما أحتضر هشام بن عبدالملك , نظر إلى أهله يبكون حوله فقال : جاء هشام إليكم بالدنيا و جئتم له بالبكاء , ترك لكم ما جمع و تركتم له ما حمل , ما أعظم مصيبة هشام إن لم يرحمه الله .
                              أمير المؤمنين الخليفة المعتصم رحمه الله
                              قال المعتصم عند موته :
                              لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت ... !
                              أمير المؤمنين الخليفة الزاهد المجاهد هارون الرشيد رحمه الله
                              لما مرض هارون الرشيد و يئس الأطباء من شفائه ... و أحس بدنو أجله .. قال : أحضروا لي أكفانا فأحضروا له ..فقال :
                              احفروا لي قبرا ...
                              فحفروا له ... فنظر إلى القبر و قال :
                              ما أغنى عني مالية ... هلك عني سلطانية ... !
                              محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
                              الحمد لله الواحد العلام
                              و على النبي الكريم الصلاة و السلام
                              أما بعد ..
                              فهذا ما تيسر جمعه من على فراش الموت ..
                              جمعتها تذكرة لنفسي أولا و لإخواني .. لنأخذ منها العظة .. و لنتذكر حقيقة هذه الدنيا ...
                              و خير ختام لهذه الحلقات .. اللحظات الأخيرة على فراش موت النبي عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ...
                              في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة
                              كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه و سلم ، و سرت أنباء مرضه بين أصحابه ، و بلغ منهم القلق مبلغه ، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم ، حين أعجزه المرض عن الحضور إلى الصلاة .
                              و في فجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي بالمسلمين ، لم يفاجئهم و هم يصلون إلا رسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة ، و نظر إليهم و هم في صفوف الصلاة ، فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يخرج للصلاة ، فأراد أن يعود ليصل الصفوف ، و هم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم ، فرحا برسول الله صلى الله عليه و سلم
                              فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أومأ إلى أبي بكر ليكمل الصلاة ، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره ....... و عاد رسول الله إلى حجرته ، و فرح الناس بذلك أشد الفرح ، و ظن الناس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أفاق من وجعه ، و إستبشروا بذلك خيرا ...
                              و جاء الضحى .. و عاد الوجع لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فدعا فاطمة .. فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا .. فبكت لذلك .. ، فأخبرها أنها أول من يتبعه من أهله ، فضحكت ...
                              و إشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه و سلم .. و بلغ منه مبلغه ... فقالت فاطمة : واكرباه ... فرد عليها رسول الله قائلا : لا كرب على أبيك بعد اليوم
                              و أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراش موته : الصلاة الصلاة .. و ما ملكت أيمانكم ...... الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم .... و كرر ذلك مرارا ......
                              و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك ، فنظر إليه رسول الله ، قالت عائشة : آخذه لك .. ؟ ، فأشار برأسه أن نعم ... فإشتد عليه ... فقالت عائشة : ألينه لك ... فأشار برأسه أن نعم ... فلينته له ...
                              و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ، فيمسح بالماء وجهه و هو يقول : لا إله إلا الله ... إن للموت لسكرات ...
                              و في النهاية ... شخص بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم ... و تحركت شفتاه قائلا : .... مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين ، اللهم إغفر لي و إرحمني ... و ألحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى
                              اللهم الرفيق الأعلى
                              اللهم الرفيق الأعلى
                              و فاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها .. فاضت روح من أرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و سلم تسليما.


                              المصدر الدليل

                              لا تغفل عن الموت

                              تعليق

                              يعمل...
                              X