سيدنا ابوبكر هو عبدالله بن أبي قحافه يلتقي مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في " مرة " ولد رضي الله تعالي عنه بعد مولد النبي صلي الله عليه وسلم بسنتين وأشهر 0
مكانته بين قومه : قال الامام النووي رحمه الله تعالي : كان ابوبكر من رؤساء قريش في الجاهلية وأهل مشاورتهم ، ومحببا فيهم ، واعلم لمعالمهم ، فلما جاء الاسلام آثره علي ما سواه ، ودخل في أكمل دخول "
استقامته في الجاهلية :
قالت عائشة رضي الله تعالي عنها : " والله ما قال أبوبكر شعر قط في جاهلية ولا في اسلام " ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر في الجاهلية "
معني هذا ان سيدنا ابوبكر رضي الله عنه وارضاه قد حرم الخمر علي نفسه في الجاهلية "
إسلامه:
لقد اسلم ابوبكر الصديق في اوائل الدعوه وهناك اختلاف فيمن اسلم اولا هو ام علي بن ابي طالب لكن المعروف وتم الاجماع عليه ان السيدة خديجة هي اول من اسلمت من النساء وسيدنا علي اول من اسلم من الصبيان وسيدنا ابوبكر رضي الله عنه وارضاه اول من اسلم من الرجال
تسميته بالصديق :
قال مصعب بن الزبير : " اجمعت الأمة علي تسمتيه بالصديق "
وسمي بالصديق لموقفه الشهير يوم الاسراء والمعراج عندما جاءه المشركون فقالوا له " هل لك الي صاحبك ؟ يزعم انه أسري بيه الليلة الي بيت المقدس قال "أوا قال ذلك ؟ " قالوا : نعم ، فقال : " صدق ، إني لاصدقه بأبعد من ذلك بخبر السماء غدوة وروحه " فلذلك سمي بالصديق "
فضائله :
فضائل سيدنا ابوبكر الصديق كثيره ولكن من اهمها
1- ثاني اثنين : يقول الله تعالي : " ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " صدق الله العظيم : يقول ابوبكر في هذا الموقف : قلت للنبي صلي الله عليه وسلم ونحن في الغار لو أن احدهم نظر تحت قدميه لابصرنا : فقال " ما ظنك يا ابا بكر باثنين الله ثالثهما "
2- أول من صلي مع النبي صلي الله عليه وسلم
3- عتيق الله من النار وهكذا قال النبي صلي الله عليه وسلم عندما دخل عليه ابا بكر فقال له " انت عتيق الله من ا لنار " لذلك سمي : عتيقا "
4- سيد كهول اهل الجنة : عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم " قال " ابو بكر وعمر سيدا كهول اهل الجنة من الأولين والأخرين ، ما خلا النبين والمرسلين ، لاتخبرهما ياعلي "
5- هذان مني السمع والبصر " عن عبدالله بن حنطب : " أن البني صلي الله عليه وسلم رأي أبابكر وعمر فقال : هذان مني السمع والبصر "
صفحات مضيئة في حياته :
الموقف الاول : يقول علي بن ابي طالب " لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم واخذته قريش فجأت وهذا يتلتله "أي يحركه ويزعزعه من مكانه " وهم يقولون : أنت الذي جعلت الالهه إلها واحدا ؟ قال : فوالله ما دنا منا احد إلا أبوبكر ، يضرب هذا ويتلتل ويبعد هذا وهو يقول : ويلكم " اتقتلون رجلا أن يقول ربي الله " ثم رفع علي برده كانت عليه ، فبكي حتي اخصلت لحيته
الموقف الثاني : يوم بدر :
في يوم بدر كان عبدالرحمن بن ابي بكر مع المشركين ، فلما اسلم قال لابيه لقد اهدفت لي يوم بدر أي اشرفت لي يوم بدر فانصرفت عنك ولم اقتلك فقال ابو بكر لابنه عبدالرحمن لكنك لو اهدفت لي لم انصرف عنك " وفي هذا الموقف يتجلي ايمان ابي بكر الذي كان مستعدا لقتل ابنه في المعركه وفي هذا تقديم لمحبة الله ورسوله علي كل ما سواهما ليحقق حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم حينا قال " لايؤمن احدكم حتي أكون أحب اليه من نفسه "
الموقف الثالث : يوم وفاة النبي
كان عمر يكلم الناس وينفي موت النبي صلي الله عليه وسلم فخرج ابا بكر وقال له اجلس ياعمر فابي عمر ان يجلس فقال احلس ياعمر فتشهد فقال أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت : وتلي قول الله تعالي : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم علي اعقابكم ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين " صدق الله العظيم
وكأن الناس لم يعلموا ان الله عز وجل انزل هذه الآية حتي تلاها ابوبكر فتلقاها الناس كلهم فما نسمع بشرا من الناس إلا يتلوها وقال عمر بن الخطاب ما هو الا ان سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتي ما تقلني رجلاي واهويت الي الارض وعرفت حين سمعته تلاها ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد مات
الموقف الرابع : أيام الردة :
بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم ارتدت طوائف كثيرة من العرب عن الاسلام ومنعوا الزكاة فنهض ابوبكر لقتالهم فأشار عليه عمر وغيره ان يفتر عن قتالهم فقال ابوبكر قولته المشهور : والله لو منعوني عقالا أو عناقا كانوا يؤدونها إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم لقاتلتهم علي منعها
وعقد رضي الله عنه الالوية للقتال علي جميع الجهات ولم تشهد الصحراء في حياة النبي صلي الله عليه وسلم مثيلا لهذه المعارك الطاحنة فقد اتسعت ميادينها وتتابعت امدادها وفدحت مغارمها وكثرت ضحاياها حتي تحقق النصر للاسلام وكسرو شوكة المرتدين فعاد من عاد الي الاسلام وهلك من هلك بعيدا عنه وما هي الاسنوات قلائل حتي كان الاسلام ملء البر والبحر ملء السمع والبصر بينما عاشت الاديان الاخري علي هامش الحياة
ومواقفه الاخري كثيره علي سبيل المثال لا الحصر ولانستطيع التفصيل اكثر من هذا
موقفه في جمع القرأن الكريم
خوفه من تناول الحرام
أنفاقه في سبيل الله تعالي ودفعة لثمن بلال وهو عبد لاميه بن خلف سيد بلال واشتراه منه واعتقه
يقول عمر بن الخطاب : امرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ان نتصدق ووافق ذلك عندي مالا فقل اليوم اسبق ابا بكر لاني لم اسبقه يوما قال فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ما ابقيت لاهلك ؟ قلت ابقيت مثله واتي ابوبكر بكل ما عنده فقال له النبي صلي الله عليه وسلم يا أبا بكر ما ابقيت لاهلك ؟ قال ابقيت لهم الله ورسوله فقلت لا اسبقه الي شئ ابدأ "
وصيته لعمر وهو علي فراش الموت :
لما حضر ابا بكر الصديق الموت دعا عمر فقال له : " اتق الله ياعمر ، واعلم ان لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل ، وعملا بالليل لايقبله بالنهار ، وأنه لا يقبل نافلة حتي تؤدي فريضة ,وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في دار الدنيا وثقله عليهم .................. الخ "
اللحظات الاخيرة في حياته
قال سيدنا ابا بكر في لحظاته الاخيره انظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت الامارة فابعثوا به الي الخليفة من بعدي تقول عائشة رضي الله عنها نظرنا بعد وفاته فإذا بعبد نوبي وبعير كان يسقي له بستانا له فبعثنا بهما الي عمر فقال عمر " رحمة الله علي ابي بكر ، لقد اتعب من بعده تعبا شديدا "
وعن عائشة رضي الله عنها قالت " إن ابا بكر لما حضرته الوفاة قال : أي يوم هذا ؟ قالوا : يوم الاثنين ، قال : فإن مت من ليلتي فلا تنتظروا بي للغد ، فإن أحب الايام والليالي إلي اقربها من رسول الله صلي الله عليه وسلم "
ثم قال لعائشة : اغسلي ثوبي هذين وكفنيني بهما ، فإنما ابوكي احد رجلين : إما مكسو احسن الكسوة او مسلوب أسوأ السلب :
واوصي عائشة ان يدفن إلي جنب رسول الله صلي الله عليه وسلم لما توفي حفر له وجعل رأسه عند كتف رسول الله صلي الله عليه وسلم وألصق اللحد بقبر رسول الله :
وصلى سيدنا عمر رضي الله عنه علي ابي بكر بين القبر والمنبر ، وكبر عليه اربعا
توفي ابو بكر رضي الله عنه وارضاه ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء لثمان ليال بقين من جمادي الاخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين عاما رحمه الله ورضي عنه وحشرنا في زمرته