إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدروس النبوية من الاحاديث النبوية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدروس النبوية من الاحاديث النبوية

    دروس تربوية من الأحاديث النبوية
    (مظاهر سوء الخلق .العمل لغير الله.الرضا بالقضاء والقدر)
    الدرس الأول
    من مظاهر سوء الخلق
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم: (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عبد الله إخوانا، المسلم أخوا المسلم: لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير إلى صدره، ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه) أخرجه مسلم.

    وعن قطبة بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله علية وسلم يقول: (اللهم جنبني منكرات الأخلاق، والأعمال، والأهواء، والأدواء) أخرجه الترمذي، وصححه الحاكم. واللفظ له.

    وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم : (إن الله يبغض الفاحش البذيء). أخرجه الترمذي، وصححه.
    وله من حديث ابن مسعود رفعه: (ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء). وحسنه، وصححه الحاكم، ورجح الدارقطني وقفه.


    · من مظاهر سوء الخلق:
    - الغلظة والفظاظة: فتجد كثيراً من الناس فظاً غليظاً لا يتراخى ولا يؤلَف، ولا يتكلم إلا بالعبارات النابية التي تحمل في طياتها الخشونة والشدة والقسوة.
    - ومن مظاهر سوء الخلق: عبوس الوجه وتقطيب الجبين، فكم من الناس لا تراه إلا عابس الوجه مقطب الجبين لا يعرف التبسم واللباقة.
    - ومن مظاهر سوء الخلق: سرعة الغضب، وهذا مسلك مذموم في الشرع والعقل، وهو سبب لأمور لا تحمد عقباها.
    - ومن مظاهر سوء الخلق: المبالغة في اللوم والتقريع، وهذا كثيراً ما يقع ممن لهم سلطة وتمكن على الآخرين.
    - ومن مظاهر سوء الخلق: السخرية بالآخرين، كحال من يسخر بفلان لفقره أو بفلان لجهله أو لرثاثة ثيابه، أو لدمامة خلقته.
    - ومن مظاهر سوء الخلق أيضاً: التنابز بالألقاب، وهذا مما نهانا الله عنه وأدبنا بتركه فقال تعالى: ( وَلاَ تَنَابَزُواْ بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ ) ؟
    ومع هذا النهي إلا أننا نجد أن غالبية الناس لا يعرفون إلا بألقابهم السيئة، وهذه الألقاب مما يثير العداوة ويسبب الشحناء.
    - ومن مظاهر سوء الخلق: الكبر، فهناك من يتكبر في نفسه ويتعالى على بني جنسه فلا يرى لأحد قدراً ولا يقبل من أحد عدلاً ولا صرفاً، والكبر خصلة ممقوتة في الشرع والعقل.
    - ومن مظاهر الأخلاق السيئة: الغيبة والنميمة .. فكم فسد بسببهما من صداقة وكم تقطعت أواصر، وهاتان الخصلتان لا تصدران عن نفس كريمة، وإنما تصدر من أنفس مهينة ذليلة دنيئة، أما الكرام فإنهم يترفعون عن مثل هذه الترهات.
    الدرس الثاني:
    العمـل لغيـر اللـه
    عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمته فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت
    قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأالقرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها
    قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك
    القرآن
    قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارىء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها
    قال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك
    قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار
    رواه مسلم والنسائي

    · اعلم أن العمل لغير الله أقسام :
    1- فتارة يكون رياء محضا ، بحيث لا يراد به سوى مرآت المخلوقين لغرض دنيوي ، كحال المنافقين في صلاتهم ، كما قال الله - عز وجل:{ وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا } .
    · وكذلك وصف الله تعالى الكفار بالرياء في قوله : { ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله } .
    - وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام ، وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج ، وغيرهما من الأعمال الظاهرة ، أو التي يتعدى نفعها ، فإن الإخلاص فيها عزيز ، وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط ، وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة.
    2- وتارة يكون العمل لله ، ويشاركه الرياء ، فإن شاركه من أصله ، فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه وحبوطه أيضا .
    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله تبارك وتعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري ، تركته وشريكه )
    3- وأما إن كان أصل العمل لله ، ثم طرأت عليه نية الرياء ، فإن كان خاطرا ودفعه ، فلا يضره بغير خلاف ، وإن استرسل معه ، فهل يحبط عمله أم لا يضره ذلك ويجازى على أصل نيته ؟
    الراجح أن عمله لا يبطل بذلك، وأنه يجازى على نيته الأولى.
    · أخذ الغنيمة في الجهاد:
    إن خالط نية الجهاد مثلا نية غير الرياء ، مثل أخذ أجرة للخدمة ، أو أخذ شيء من الغنيمة ، أو التجارة ، نقص بذلك أجر جهادهم ، ولم يبطل بالكلية ، وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : ( إن الغزاة إذا غنموا غنيمة ، تعجلوا ثلثي أجرهم ، فإن لم يغنموا شيئا ، تم لهم أجرهم ).
    الدرس الثالث:
    كيف يكون الرضا بقضاء الله
    · قال تعالى: ( إنّا كل شيء خلقناه بقدر ).
    · وممَّا يدعو المؤمن إلى الرِّضا بالقضاء تحقيقُ إيمانه بمعنى قول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : ( لا يقضي الله للمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له : إنْ أصابته سرَّاء شكر ، كان خيراً له ، وإنْ أصابته ضرَّاء صبر ، كان خيراً له ، وليس ذلك إلا للمؤمن ) رواه مسلم.
    · هاتان درجتان للمؤمن بالقضاء والقدر في المصائب :
    § الدرجة الأولى : أنْ يرضى بذلك ، وهذه درجةٌ عاليةٌ رفيعة جداً .
    قال الله تعالى : { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } .
    - قال علقمة: هي المصيبة تصيبُ الرَّجلَ ، فيعلم أنَّها من عند الله ، فيسلِّمُ لها ويرضى .
    - قال أبو الدرداء: إنَّ الله إذا قضى قضاءً أحبَّ أنْ يُرضى به .
    - وقال ابن مسعود: إنَّ الله بقسطه وعدله جعلَ الرَّوحَ والفرح في اليقين والرضا ، وجعل الهم والحزن في الشكِّ والسخط.
    - وقال عمر بن عبد العزيز: أصبحت ومالي سرورٌ إلا في مواضع القضاء والقدر .
    - فمن وصل إلى هذه الدرجة ، كان عيشُه كلُّه في نعيمٍ وسرورٍ ، قال الله تعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } .
    - قال بعض السَّلف: الحياة الطيبة : هي الرضا والقناعة.
    - وقال عبد الواحد بن زيد: الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين .
    § والدرجة الثانية : أنْ يصبرَ على البلاء ، وهذه لمن لم يستطع الرِّضا بالقضاء ، فالرِّضا فضلٌ مندوبٌ إليه مستحب ، والصبرُ واجبٌ على المؤمن حتمٌ ، وفي الصَّبر خيرٌ كثيرٌ ، فإنَّ الله أمرَ به ، ووعدَ عليه جزيلَ الأجر . قال الله - عز وجل - : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } .
    · الفرق بين الرضا والصبر :
    - الصَّبر: كفُّ النَّفس وحبسُها عن التسخط مع وجود الألم ، وتمنِّي زوال ذلك ، وكفُّ الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع .
    - والرضا: انشراح الصدر وسعته بالقضاء ، وترك تمنِّي زوال ذلك المؤلم ، وإنْ وجدَ الإحساسُ بالألم .
    - لكن الرضا يخفِّفُه لما يباشر القلبَ من رَوح اليقين والمعرفة ، وإذا قوي الرِّضا ، فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية .

    · بعض ما ينافي الرضا بالقضاء والقدر:
    1- الاعتراض على قضاء الله الشرعي الديني .
    2- ترك التوكل على الله .
    3- السخط بما قسم الله .
    4- الحزن على ما فات .
    5- النياحة واللطم وشق الجيوب .
    6- تمني الموت لضر نزل أو بلاء .
    7- عدم الرضا بالمقسوم من الرزق .
    8- الجزع والهلع .
    · ثمرات الرضا بالقضاء والقدر:
    - الإيمان بالقدر طريق الخلاص من الشرك؛ لأن المؤمن يعتقد أن النافع والضار، والمعز والمذل، والرافع والخافض هو الله وحده سبحانه وتعالى.
    - الثبات عند مواجهة الأزمات، واستقبال مشاق الحياة بقلب ثابت ويقين صادق.
    - أنه يهدئ روع المؤمن عند المصائب وعند فوات المكاسب، فلا تذهب نفسه عليها حسرات، ولا يلوم نفسه أو يعنفها، بل يصبر ويرضى بحكم الله تعالى، ويعلم أن هذا هو عين قضاء الله وقدره.
    - أنه يدفع الإنسان إلى العمل والإنتاج والقوة والشهامة؛ فالمجاهد في سبيل الله يمضي في جهاده ولا يهاب الموت.
يعمل...
X