Tweet
حَيُّوا ابْنَةَ الصِّدِّيْقِ أُمَّ المؤمنينْ 
مَحبوبةَ المختارِ، فُضْلى العالمينْ
مَحبوبةَ المختارِ، فُضْلى العالمينْ
كانَتْ - لَعَمْرُ اللهِ - أغلى زوجةٍ
عند النبيِّ المصطفى الراعي الأمينْ
عند النبيِّ المصطفى الراعي الأمينْ
مَن مِثْلُها في عِلْمِها أو فقهها؟
مَن مثلُها في حِفظها النُّورَ المُبينْ؟
مَن مثلُها في حِفظها النُّورَ المُبينْ؟
يا أُمَّ عبدِ الله، طبْتِ حَلِيلةً
باللُّطْفِ تستَهوِينَ خَيرَ المُرسَلينْ
باللُّطْفِ تستَهوِينَ خَيرَ المُرسَلينْ
كنتِ الأثيرةَ عندهُ؛ لِنضارةٍ
وتفتُّحٍ وتَلَفُّتٍ لِلبائسينْ
وتفتُّحٍ وتَلَفُّتٍ لِلبائسينْ
إنْ كنتِ قد أبدَيتِ يومًا غَيرةً
فمُحمَّدٌ أَوْلى بها في كُلِّ حِينْ
فمُحمَّدٌ أَوْلى بها في كُلِّ حِينْ
مَن يُحرِزُ الدُّرَّ الثمينَ يَكُنْ بهِ
حقًّا ضنينًا؛ حبَّذا الدُّرُّ الثَّمينْ
حقًّا ضنينًا؛ حبَّذا الدُّرُّ الثَّمينْ
عانَيتِ ضَنْكَ العيشِ، ذُقتِ مَرارَهُ
لَمْ تعبثي يومًا بِمالِ المُسلِمينْ
لَمْ تعبثي يومًا بِمالِ المُسلِمينْ
والمالُ عِندكِ - لو أَردْتِ - مُقَنطرٌ
بل كنتِ فيهِ قُدوةً لِلزاهدينْ
بل كنتِ فيهِ قُدوةً لِلزاهدينْ
وصبَرْتِ يومَ الإفْكِ صَبْرَ عَفِيفةٍ
لمْ تقطعِ الآمالَ مِن ربٍّ مُعِينْ
لمْ تقطعِ الآمالَ مِن ربٍّ مُعِينْ
حتى أَتَتْكِ من السَّماءِ بَراءةٌ
فالطَّيِّباتُ حَلائلٌ للطَّيبينْ
فالطَّيِّباتُ حَلائلٌ للطَّيبينْ
مَن جاء بالإفكِ الأَثيمِ: جزاؤهُ
جَلْدٌ ورَدُّ شهادةٍ في الشاهِدينْ
جَلْدٌ ورَدُّ شهادةٍ في الشاهِدينْ
فإشاعةُ الفَحشاءِ أَسْوَأُ خَلَّةٍ
واللهُ لا يَرضى عَن المُسْتَفحِشين
واللهُ لا يَرضى عَن المُسْتَفحِشين
اللهُ طهَّرَ آل بيتِ المُصطفَى
مِن كلِّ رجْسٍ؛ أُسْوةً للطَّاهِرينْ
مِن كلِّ رجْسٍ؛ أُسْوةً للطَّاهِرينْ
جعلَ الصلاةَ على النبيِّ وآلهِ
فَرْضًا على أَهلِ التَّشهُّدِ أَجمَعينْ
فَرْضًا على أَهلِ التَّشهُّدِ أَجمَعينْ
وحلائلُ المُختارِ أوَّلُ آلِهِ
لا سيَّما الحَمراءُ أُمُّ المؤمنينْ
لا سيَّما الحَمراءُ أُمُّ المؤمنينْ
إنها الزهرة التقية النقية التى نبتت فى حقل الاسلام وسقيت بماء الوحى ...
إنها الفتاة التى رضعت الصدق والتقوى والوفاء والزهد والورع من أبويها ...
إنها الطاهرة المطهرة التى أنزل الله براءتها من فوق سبع سموات
إنها الفتاة التى رضعت الصدق والتقوى والوفاء والزهد والورع من أبويها ...
إنها الطاهرة المطهرة التى أنزل الله براءتها من فوق سبع سموات
إنها أحب الناس إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فزوجها هو سيد الأولين والأخرين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذى أرسله الله رحمة للعالميين
وأبوها هو أبوبكر الصديق رضى الله عنه الذى لم تطلع الشمس على بشر بعد الأنبياء والمرسلين أفضل منه إنه ثانى
اثنين إنه أحب الناس إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأمها هى الصحابية الجليلة أم رومان بنت عامر تلكم الصحابية الجليلة التى قدمت الكثير والكثير لخدمة هذا الدين العظيم
وأختها لأبيها أسماء بنت أبى بكر ذات النطاقين رضى الله عنها
وزوج أختها هو حوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأول من سلَ سيفاً فى
سبيل الله ...إنه الزبير بن العوام رضى الله عنه
وجدها لأبيها أبو قحافة الذى أسلم ونال شرف صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجدتها لأبيها أم الخير سلمى بنت صخر التى أسلمت ونالت شرف الصحبة
وأما عماتها الثلاث من الصحابيات وهن :أم عامر وقُريبة وأم فروة بنت أبى قحافة
وأما شقيقها عبد الرحمن فهو من الشجعان والرماة المذكورين
فتلك هى الشجرة المباركة التى خرجت عائشة من جذورها وعاشت بين أغصانها فكانت زهرة نادرة فى دنيا الناس .
ميلادها رضى الله عنها :
وبعد بعثة النبى صلى الله عليه وسلم بسنوات ولدت عائشة رضى الله عنها فى الإسلام وخرجت إلى الدنيا فوجدت نفسها
بين أبوين كريمين مؤمنين بل وجدت نفسها ابنة خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
تقول عائشة "لم أعقل أبوى إلا وهم يدينان الدين "صحيح البخارى
فنشأت فى أحضان هذين الأبوين الكريمين وترعرعت فى ظل بستان الذى غرست أشجارها فى تربة الإيمان وسقيت بماء
الوحى فكان أبواها كالدوحة الباسقة التى يستظل بظلها وكالشجرة المباركة ذات القطوف الدانية التى تؤتى أكلها كل حين
بإذن ربها
وكان أبواها يلاحظان بركتها التى فاح عبيرها ولكن لم يخطر ببالهما أبدا انها ستصبح فى يوم من الأيام زوجة سيد الأنام
صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين فى كل زمان ومنارة للعلم فى كل زمان ومكان
ولكن الله عزوجل إذا أراد شيئا فإنه يقول له كن فيكون
هذه زوجتك فى الدنيا والأخرة رؤيتها فى المنام :
ولقد كان زواج النبى صلى الله عليه وسلم بعائشة رضى الله عنها بوحى من السماء فلقد رآها فى منامه ثلاث ليالٍ وكان
جبريل عليه السلام يأتيه بصورتها ويقول له هذه زوجتك فى الدنيا والأخرة ...ويالها من كرامة عظيمة لأمنا عائشة
رضى الله عنها
عن ابن أبى مليكة عن عائشة أن جبريل جاء بصورتها فى خرقة حرير خضراء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال هذه
زوجتك فى الدنيا والأخرة "أخرجه الترمذى وصححه الألبانى
وتعجب النبى صلى الله عليه وسلم من هذا الأمر ؛يرى رؤيا ، ثم يرى هذه الرؤية فى ليلة أخرى ترى ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الامر؟
لقد تحدث به لعائشة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أريتك فى المنام ثلاث ليال جاء بك الملك فى سرقة من الحرير
،فيقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه فأقول :إن يكُهذا من عند الله يمضه "متفق عليه
أسباب الاستعجاب لدى النبى صلى الله عليه وسلم عائشة بنت صاحبه أبى بكر بن أبى قحافة رضى الله عنهم
أجمعين والتى رأى صورتها فى قطعة حرير التى قُدمت إليه فى المنام كانت لاتزال وقتئذ طفلة صغيرة لايزيد عمرها
على ست سنوات ،فأنى لهذه الطفلة بالزواج ؟ وأنى لها ان تسد فراغ خديجة رضوان الله عليها
الزواج المبارك :
بعد موقعة بدر التى كتب الله فيها النصر للموحدين فكانت الفرحة تغمر قلب النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم
وما أن مضى شهر رمضان وجاء شهر شوال حتى تجددت الفرحة فى قلوب المسلمين فلقد بنى النبى صلى الله عليه وسلم
بعائشة لتكتمل السعادة فى قلوب الموحدين ولتصبح عائشة رضى الله عنها زوجة لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
وأُماً للمؤمنين ....ويالها من منقبة لا توازيها الدنيا بكل مافيها من متاعٍ زائل
وفى هذا اليوم السعيد اجتمع الناس فى بيت أبى بكر رضى الله عنه وكانت الفرحة تعلو وجوههم وتملأ قلوبهم
وأما عن تفاصيل تلك المناسبةالتاريخية السعيدة فتعالوا بنا لنتعايش معها
فإنه ماإن وصلت عائشة إلى المدينة واستراحت من وعثاء السفر ومشقته حتى هاجمها المرض فمرضت مرضا طويلا
شديدا،أتعبها وأرهقها ،وجعل والديها يخافان من المرض على سلامتها ،حتى كان أبوبكر رضى الله عنه يدخل إلى ابنته
كل يوم يعودها ويقبلها وهو يقول كيف أنتِ اليوم يابنية ؟
وبعد انع وفيت عائشة واستردت صحتها وعاد إلى وجهها لونه الطبيعى ،سار أبوبكر إلى محمد صلى الله عليه وسلم يقول :
يارسول الله مايمنعك أن تبنى بأهلك ؟ فحدد له النبى صلى الله عليه وسلم موعداً للزفاف .
وقد كان يوم زفاف عائشة رضى الله عنها يوماً عزيزاً على نفسها فتحدثت عن هذا اليوم قائلة :تزوجنى رسول الله صلى
الله عليه وسلم لست سنين وبنى بى وأنا بنت تسع سنين
قالت : فقدمنا المدينة فوعكت شهراً فأتتنى أم رومان ،وأنا على أرجوحة ومعى صواحبى ، فصرخت بى فأتيتها ،
وماأدرى ماتريد بى ،فأخذت بيدى ،فأوقفتنى على الباب .
وإنى لأنهج حتى سكن نفسى ...ثم غسلت وجهى ومسحت شعرى ، وأسلمتنى لأسماء بنت يزيد فأصلحت شأنى وهيأتنى
وغسلت رأسى ثم قدمتنى أمى إلى رسول الله صلى الله عليه سلم
وهكذات دخلت عائشة رضى الله عنها بيت النبوة وهو خيربيت فى هذا الكون الفسيح على الرغم من تواضعه إنها
حجرة صغيرة إلا أن صاحبها صلى الله عليه وسلم مؤيد بالوحى من السماء ..إن صاحبها نشر عبير القرآن والسنة على
الأرض كلها فكانت الهداية التى منحها الله لمن شاء من عباده تخرج من هذه الحجرة المباركة
لقد عاشت أمنا عائشة رضى الله عنها فى رحاب الحبيب صلى الله عليه وسلم تنهل من أخلاقه وعلمه وورعه وحلمه
وهديه ،فكانت شمساً فى دنيا الناس لا يستغنى عنها القريب ولا بعيد
وها هى السعادة ترفرف على هذا البيت المبارك
فهيا بنا نستأذن على أمنا الحبيبة عائشة رضى الله عنها لنعيش بعض اللحظات فى رحاب البيت النبوى المبارك على
صاحبه أفضل الصلاة والسلام
انتظرونا
