إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اعمل واحتسب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    صلاة التراويح

    صفحة 1 من 2
    صلاة التراويــــــــــــــــــــح


    وهذه إحدى الأعمال العظيمة التي يمتاز بها شهر رمضان ، وعليك أنْ تهتم جيدًا بالنيات والمعاني التي سأذكرها لك ؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ] من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا [ [ متفق عليه ] فنبه على الاحتساب



    فماذا تحتسب في صلاة التراويح ؟

    (1) أن تكتب لك قيام الليلة كلها وذلك بأن تصلي حتى ينصرف الإمام
    عن أبي ذر قوله صلى الله عليه وسلم] إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة [ [ رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني ( 1615) في صحيح الجامع ]
    ولك في القيام منح ربانية عظيمة فاحتسبها ليزداد أجرك .


    (2) عظيم الأجر عند الله تعالى بالفوز بالجنة والنجاة من النَّار .
    قال تعالى : ] إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [ [السجدة: 15-17]

    ووصفهم في موضع آخر , بقوله : ] وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا [ إلى أنْ قال ] أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [ [الفرقان : 64-75]

    وفي ذلك من التنبيه على فضل قيام الليل , وكريم عائدته ما لا يخفى وأنه من أسباب صرف عذاب جهنم ، والفوز بالجنة , وما فيها من النعيم المقيم , وجوار الرب الكريم , جعلنا الله ممن فاز بذلك.


    (3) مغفرة سالف الذنوب .
    قوله صلى الله عليه وسلم : ] من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه [[متفق عليه]


    (4) تحصيل منزلة التقوى
    قال تعالى : ]إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ [ [الذاريات : 15-17] فجعل القيام من صفاتهم .


    (5) أنْ يلحقك الله بركب الصالحين والصديقين والشهداء .
    وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، وصليت الصلوات الخمس ، وأديت الزكاة ، وصمت رمضان وقمته ، فممن أنا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ] من الصديقين والشهداء [ .[ رواه البزار وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما واللفظ لابن حبان . وصححه الألباني (361) في صحيح الترغيب]
    وقال صلى الله عليه وسلم : ] عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم [ [ أخرجه الترمذي والإمام أحمد في مسنده وصححه الألباني ( 4079 ) في صحيح الجامع ] .


    (6) تثبيت الإيمان والإعانة على جليل الأعمال , وما فيه صلاح الأحوال والمآل
    قال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا إلى قوله : إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا [ [المزمل : 1-6 ]
    قال الفراء : ] أَشَدُّ وَطْئًا [ أي أثبت للعمل وأدوم لمن أراد الاستكثار من العبادة والليل وقت الفراغ عن الاشتغال بالمعاش فعبادته تدوم ولا تنقطع .
    وقال عكرمة : ] وَأَقْوَمُ قِيلًا[ أي أتم نشاطا وإخلاصا وأكثر بركة .
    وقال ابن زيد : أجدر أن يتفقه في القرآن وقيل أعجل إجابة للدعاء .


    (7) الوقاية والنجاة من الفتن ، والسلامة من دخول النار
    فعن أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم , استيقظ ليلة فقال : سبحان الله , ماذا أُنزل الليلة من الفتنة ؟ ! ماذا أنزل الليلة من الخزائن ؟ ! من يوقظ صواحب الحجرات ؟ [ رواه البخاري ]
    وفي ذلك تنبيه على أثر الصلاة بالليل في الوقاية من الفتن
    وفي قصة رؤيا ابن عمر قال : "فرأيت كأن ملكين أخذاني , فذهبا بي إلى النار ، فإذا هي مطوية كطي البئر , وإذا لها قرنان - يعني كقرني البئر - وإذا فيها أناس قد عرفتهم , فجعلت أقول أعوذ بالله من النار , قال : فلقينا ملك آخر . فقال : لم ترع " فقصصتها على حفصة , فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : ] نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل , فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا [ [متفق عليه ]


    صلاة التراويح (2)


    وهذه إحدى الأعمال العظيمة التي يمتاز بها شهر رمضان ، وعليك أنْ تهتم جيدًا بالنيات والمعاني التي سأذكرها لك ؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ] من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا [ [ متفق عليه ] فنبه على الاحتساب



    فماذا تحتسب في صلاة التراويح ؟

    (8) أن يعزك الله وتكون من أشراف العباد .
    قال صلى الله عليه وسلم : ] شرف المؤمن قيامه بالليل و عزُّه استغناؤه عن الناس [ [ أخرجه الحاكم في المستدرك والبيهقي وحسنه الألباني (73) في صحيح الجامع ]
    وقال صلى الله عليه وسلم : ] أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل [ [ رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي وصححه الألباني (628) في صحيح الجامع ]


    (9) أن يكون سببًا في العصمة من الذنوب .


    (10) التقرب على الله تعالى .


    (11) تكفير السيئات .
    قال صلى الله عليه وسلم : ] قال عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم [


    (12) سبيل لمحبة الله .


    (13) وأنَّه من الأسباب لأنْ تسلم من شدة الحساب .

    قال صلى الله عليه وسلم : ] ثلاثة يحبهم الله ، ويضحك إليهم ، ويستبشر به .
    الذي إذا انكشفت فتئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله عز وجل ويكفيه فيقول انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه ؟
    والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيقول يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد. والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء وسراء
    [ رواه الطبراني في الكبير وحسنه (629) في صحيح الجامع ]

    فاثنان منهما كان عمله الصالح قيام الليل ، حيث مناجاة الله عز وجل ، فإذا آثرت الله على شهوة نفسك أحبك الله ، بل هؤلاء يستبشر بهم ، يفرح بهم ، ويضحك لهم .
    وقد قال صلى الله عليه وسلم : ] فإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه [ [ رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني (1987) في صحيح الجامع ]



    (14) إصلاح فساد القلوب
    قيل للحسن : ما بال القائمين أحسن الناس وجوها ؟ فقال : إنهم خلوا بالله في السحر فألبسهم من نوره



    درجات القائمين

    قال صلى الله عليه وسلم : ] من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، و من قام بمائة آية كتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين [ [ رواه أبو داود وابن حبان وصححه الألباني (6439) في صحيح الجامع ]

    إنَّها درجات ثلاث ، وهذا زمان السباق إلى الله تعالى ، فشمِّر عن ساعد الجد ، وأرِ الله من نفسك عزيمة صادقة على بلوغ تلك المراتب العالية .
    ومن الآداب احتسب : إقامة سنة من السنن المهجورة بالتسوك بين ركعات القيام .
    فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ركعتين ركعتين ثم ينصرف فيستاك [ رواه ابن ماجه والنسائي وصححه الألباني (212) في صحيح الترغيب ]



    نصيحة

    (1) إن كنت ذا همة فحاول أن تصلي وراء أحد الائمة ممَّن يطيلُ الصلاة فإنَّها أفضل القيام .
    قال صلى الله عليه وسلم : ] أفضل الصلاة طول القنوت [ [ رواه مسلم ]
    (2) يمكن أن تصلي في مسجد يقرأ بجزء ، ثمَّ تنصرف فتنام قليلاً وتتهجد أنت بأهلك ، أو تذهب على أحد المساجد التي يتهجدون فيها من أول رمضان .




    تعليق


    • #17
      رد: اعمل واحتسب

      عند الاستيقاظ


      فإذا استيقظت قلت :
      الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور .[ رواه الإمام أحمد وصححه الأرنؤوط ]
      ثمَّ قل هذا الذكر واحتسب : أن يُغفر لك ويستجاب لدعائك وتقبل صلاتك إن شاء الله .

      قال صلى الله عليه وسلم : ] من تعار من الليل فقال :
      لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، الحمد لله ، وسبحان الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . ثم قال : اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له ، فإن توضأ ثم صلى قبلت صلاته [ [ رواه البخاري ]



      وقت السحر وقت المناجاة

      فإنه وقت نزول الرب جل وعلا ، وقت إجابة الحاجات ، وعطايا الوهاب ، ومغفرة الذنوب ، والتوبة للمذنبين .
      قال صلى الله عليه وسلم : ] إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول : هل من سائل فيعطى ؟ هل من داع فيستجاب له ؟ هل من مستغفر فيغفر له ؟ حتى ينفجر الصبح [ [ رواه مسلم ]
      وفي رواية :
      قال صلى الله عليه وسلم : ] تفتح أبواب السماء نصف الليل ، فينادي مناد : هل من داع فيستجاب له ؟ هل من سائل فيعطى ؟ هل من مكروب فيفرج عنه ؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشار [ أي جابي الضرائب بغير حق ] [ [رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني (2391)في صحيح الترغيب ]



      (1) فقمْ فصلِّ ما شاء الله ، قال صلى الله عليه وسلم : ] فإن صلاة آخر بالليل مشهودة وذلك أفضل [[ رواه مسلم ]
      فإذا قلت : وهل يصح أن يصلي المرء بعد صلاة الوتر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ] اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا [ ؟فالجواب : نعم فالأمر هنا محمول على الاستحباب كما أن الأمر بأصل الوتر كذلك - كما قال ابن دقيق العيد في إحكام الأحكام – وقد أخذ الحنفية والمالكية والحنابلة بهذا , وهو المشهور عند الشافعية وقول النخعي والأوزاعي وعلقمة .وقالوا : لا ينقض وتره , وهو مروي عن أبي بكر وسعد وعمار وابن عباس وعائشةرضى الله عنها استدلوا بقول عائشة - رضي الله عنها - وقد سئلت عن الذي ينقض وتره فقالت : " ذاك الذي يلعب بوتره رواه سعيد بن منصور . واستدلوا على عدم إيتاره مرة أخرى بحديث طلق بن علي مرفوعا : ] لا وتران في ليلة [ [ رواه الإمام أحمد وابو داود والنسائي وغيرهم وصححه الألباني( 7567) في صحيح الجامع ]

      ولما صحَّ أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الوتر ركعتين .

      (2) دائمًا أبدًا عليك أن تعلم أنَّك لن توفق إلى طاعة إلا برحمة من الله تعالى ، فاستعن بالله واستكثر من الأسباب الموجبة للرحمة . ومنها إيقاظ أهلك لصلاة الليل: قال صلى الله عليه وسلم : ] رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى ، و أيقظ امرأته ، فصلت ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، و رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ، و أيقظت زوجها فصلى ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء [ [ رواه أبو داود وهذا لفظه والنسائي وابن ماجه وحسنه الألباني (625) في صحيح الترغيب ]

      واحتسب حينها : أن تكتب أنت وأهلك من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات ، وتنال بذلك مغفرة وأجرًا عظيمًا .
      قال صلى الله عليه وسلم : ] من استيقظ من الليل و أيقظ امرأته ، فصليا ركعتين جميعا ، كُتبا ليلتئذٍ من الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات [ [ رواه أبو داود وحسنه الألباني (6030) في صحيح الجامع ]

      وقد قال الله تعالى : ] وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا[[ الأحزاب :35 ]


      (3) أكثر من الاستغفار

      فاحتسب : (أ) تكفير الخطايا العظام . ( الزم هذا الاستغفار)
      قال صلى الله عليه وسلم : ] أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف[ [ رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني (1622) في صحيح الترغيب ]

      (ب) أنْ يلحقك الله بركب المتقين .
      قال الله تعالى في وصفهم : ] وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [[ الذاريات : 18 ]

      (ج) استدفاع العذاب والنقم والابتلاءات .
      قال الله تعالى : ] وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون [

      (د) وأن يمن الله عليك بطوبى في الجنة .
      قال صلى الله عليه وسلم : ] طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا[ [ رواه ابن ماجه والبيهقي وصححه (1618) في صحيح الترغيب ]

      (ه) أنْ يدخل الله على قلبك السرور يوم الفزع الأكبر عند الحساب .
      قال صلى الله عليه وسلم : ] من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار [ [ رواه البيهقي وحسنه الألباني (1619) ]


      سادات المستغفرين

      قال أبو هريرة رضى الله عنه : إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة وذلك على قدر ديني أو قدر دينه . [ الحلية (1/383) ]

      قال رياح القيسي : لي نيف وأربعون ذنبا قد استغفرت لكل ذنب مائة ألف مرة .[ الحلية (6/194) ]

      ودخل حبيب بن مسلمة الفهري الحمَّام بحمص فقال : هذا من نعيم ما ينعم به أهل الدنيا ، لو مكثت فيه ساعة لهلكت ، ما أنا بخارج منه حتى أستغفر الله ألف مرة . [ الآحاد والمثاني (2/129) ]

      وهذا عبد العزيز المقدسي قال : لما بلغت الحلم أخذت على نفسي أن أروضها وأمنعها من الآثام ، واستوفقت الله تعالى فوفقني ، واستعنت به فأعان\ني ، ولقد حاسبت نفسي من يوم بلوغي إلى يومي هذا ، فإذا زلاتي لا تجاوز ستة وثلاثين زلة، ولقد استغفرت الله عز وجل لكل زلة مائة ألف مرة ، وصليت لكل زلة ألف ركعة ختمت في كل ركعة منها ختمة ، وإني مع ذلك غير آمن سطوة ربي عزوجل أن يأخذني بها وأنا على خطر قبول التوبة .[ صفة الصفوة (4/245) ]

      تعليق


      • #18
        عند النوم

        عند النوم


        كان معاذ رضى الله عنه يقول :
        أما أنا فأنام وأقوم فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي

        أي إذا نمت فنم بنية القوة وإجماع النفس للعبادة ، وتنشيطها للطاعة ، فترجو في ذلك الأجر كما ترجو في القيام قومتي .

        فحذار أن تغفل عن النية عند النوم فإنك إذا كنت تنام في اليوم والليلة ثماني ساعات ، فإنَّه ثلث العمر ، فكيف ترضى أن يضيع عليك ثلث العمر في غير طاعة الله ، فقط تأدب بالسنن الواردة .



        فاحتسب

        (1) نية التقوي على الطاعة بأن يوفقك الله للتهجد وقت السحر ، وإن شاء الله يُكتب لك أجر هذه الساعات ، بل إذا لم تستيقظْ سيُكتب لك أجر العمل ، ولم تعملْه بالاحتساب ، أرأيت شأن الاحتساب ، جعلنا الله وإياك من أهل الاحتساب .
        وعن أبي الدرداء رضى الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : ] من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى أصبح كتب له ما نوى ، وكان نومه صدقة عليه من ربه [
        [ رواه النسائي وابن ماجه وصححه الألباني (601) في صحيح الترغيب ]


        (2) أن تبيت مغفورًا له ، وذلك بأن نام على طهارة .
        قال صلى الله عليه وسلم : ] من بات طاهرا بات في شعاره ملك فلا يستيقظ إلا قال الملك : اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا [ [ رواه ابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني (597) في صحيح الترغيب ]

        بل أبشر بمغفرة عظيمة إذا قلت على هذا الذكر
        قال صلى الله عليه وسلم : ] من قال حين يأوي إلى فراشه :
        لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر
        غفرت له ذنوبه أو خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر [ [ رواه ابن حبان وصححه الألباني (607) في صحيح الترغيب ]


        (3) أن يُستجاب دعاؤك
        قال صلى الله عليه وسلم : ] ما من مسلم يبيت طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه [ [ رواه أبو داود وصححه الألباني (598) في صحيح الترغيب ]


        (4) واحتسب بهذا الذكر : قوة على الطاعة وعلى أداء حوائج الدنيا
        اشتكت فاطمة – رضي الله عنها - ما تلقى من الرحى في يدها وأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبي فانطلقت فلم تجده ولقيت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري ثم قال :
        ] ألا أعلمكما خيرا مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعا وثلاثين ، وتسبحاه ثلاثا وثلاثين وتحمداه ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم[ [ متفق عليه ]

        فذلك مائة باللسان وألف في الميزان - كما قال صلى الله عليه وسلم -
        وتنبه فإنَّ الشيطان يتربص بك حتى لا تقولها فتحصل هذا الأجر ، وقد ارشدرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك .
        قال : ] يأتي أحدكم - يعني الشيطان - في منامه فينومه قبل أن يقوله [. [ رواه أبو داود - واللفظ له - والترمذي ، وقال :حديث حسن صحيح ، والنسائي ، وصححه الألباني (606) في صحيح الترغيب ]



        (5) اقرأ سورة ( الكافرون) واحتسب : إقامة للتوحيد وبراءة من الشرك .
        عن فروة بن نوفل عن أبيه رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل : اقرأ : ] قل يا أيها الكافرون [ ثمَّ نم على خاتمتها ، فإنها براءة من الشرك .[ رواه أبو داود وحسنه الألباني (605) في صحيح الترغيب ]



        (6) التملق ( أن تثني على الله بثناء يحبه وربما يكون سببًا لأن يحبك )
        قال صلى الله عليه وسلم : ] من قال : إذا أوى إلى فراشه الحمد لله الذي كفاني وآواني والحمد لله الذي اطعمني وسقاني والحمد لله الذي منَّ عليَّ فأفضل .. فقد حمد الله بجميع محامد الخلق كلهم [ [ رواه البيهقي في الشعب وحسنه الألباني (609) في صحيح الترغيب ]


        (7) اقرأ : آية الكرسي
        واحتسب : أن يشملك الله بحفظ ورعاية ، وتُعاذ من همزات الشياطين .
        كما في حديث أبي هريرة رضى الله عنه مع الشيطان [ رواه البخاري ]
        ومن السنة :
        أن تنام واضعًا يدك اليمنى تحت خدك الأيمن ثم تقول : اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت



        فائدة : الهدي في النوم

        يقول ابن القيم : " وأنفع النوم : ما كان عند شدة الحاجة إليه ، ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه ، وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه ، وكثر ضرره ، ولا سيما نوم العصر ، والنوم أول النهار إلا لسهران ، ومن المكروه عندهم : النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس فإنه وقت غنيمة ، وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة ، حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس ، فإنه أول النهار ومفتاحه ، ووقت نزول الأرزاق ، وحصول القسم ، وحلول البركة .

        ثمَّ قال : وبالجملة فأعدل النوم وأنفعه : نوم نصف الليل الأول ، وسدسه الأخير ، وهو مقدار ثمان ساعات ، وهذا أعدل النوم عند الأطباء ، وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه .
        ومن النوم الذي لا ينفع أيضا : النوم أول الليل عقيب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهه ، فهو مكروه شرعا وطبعا .

        وكما أنَّ كثرة النوم مورثة لهذه الآفات فمدافعته وهجره مورث لآفات أخرى عظام : من سوء المزاج ويبسه ، وانحراف النفس ، وجفاف الرطوبات المعينة على الفهم والعمل ويورث أمراضا متلفة لا ينتفع صاحبها بقلبه ولا بدنه معها ، وما قام الوجود إلا بالعدل ، فمن اعتصم به فقد أخذ بحظه من مجامع الخير وبالله المستعان "[ مدارج السالكين (1/458-459)]



        تعليق


        • #19
          رد: اعمل واحتسب

          بارك الله فيكي

          تعليق


          • #20
            رد: اعمل واحتسب

            جزاكم الله خير الجزاء
            وبارك الله فيكم ونفع بكم وأثابكم الجنة


            تعليق

            يعمل...
            X