إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير سورة محمد "اللقاء الرابع" للدكتور/ أحمد عبد المنعم | بصائر 4

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير سورة محمد "اللقاء الرابع" للدكتور/ أحمد عبد المنعم | بصائر 4


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تفسير سورة محمد "اللقاء الرابع" للدكتور/ أحمد عبد المنعم | بصائر4



    رابط المادة على الموقع

    https://way2allah.com/khotab-item-145647.htm


    اليوتيوب:








    الجودة العالية HD

    https://way2allah.com/khotab-mirror-145647-235954.htm


    رابط صوت MP3

    https://way2allah.com/khotab-mirror-145647-235955.htm


    رابط الساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/b4-4


    رابط التفريغ بصيغة ورد:

    https://archive.org/download/b4-moha...t-mohamad4.doc

    رابط التفريغ بصيغة PDF:

    https://way2allah.com/media/pdf/145/145647.pdf

    تابعو التفريغ مكتوب في المشاركة الثانية


    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 31-07-2018, 06:34 PM.

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36


  • #2

    يسر فريق التفريغ بموقع الطريق إلى الله أن يقدم لكم
    تفريغ

    تفسير سورة محمد "اللقاء الرابع" للدكتور/ أحمد عبد المنعم | بصائر 4


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم-، أهلًا بكم في الحلقة الرابعة والأخيرة بإذن الله -سبحانه وتعالى- من وقفات أو تفسير سورة محمد –صلَّى الله عليه وسلَّم-، وهي وقفات سريعة، لإن طبعًا كل كلمة في هذه السورة العظيمة تحتاج إلى وقفات، وفعلًا اللي يقرأ جهود العلماء في شرح وتفسير القرآن سواء من المتقدمين أو المتأخرين ينبهر، يعني الواحد وهو بيقرأ سواء في تفسير الإمام الطبري أو ابن عطية أو حتى مِن اللي يعني من المتأخرين شوية زي الإمام البقاعي أو من المعاصرين الدكتور محمد أبو موسى له كتاب رائع في سورة محمد وهو أبدع فيه حقيقة، فاحنا بنحاول نجمع كده مقتطفات من كلام أهل العلم ونحاول نسقط على واقعنا بحيث إن القرآن يصبح حياة يعني نعيش بها وليس مجرد كلام نقرأه ولا نتأمل فيه.

    ملخص الحلقة الماضية
    واحنا لسه قلنا الحلقة الماضية "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"محمد:24، نريد أن ننزع هذه الأقفال، نريد أن يتحول القرآن إلى واقع عملي في حياتنا. طيب كنا توقفنا عند قول الله -سبحانه وتعالى-، الأول ملخص سريع كده، اتكلّمنا المرة اللي فاتت:
    - الشوق لنزول القرآن "وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ" محمد:20.
    - خطورة المرض اللي في القلب اللي بيمنع من العمل.
    - أهمية إتباع العلم للعمل.
    - العزم والصدق.
    - تدبُّر القرآن
    "أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" محمد:24، وأهمية كسر الأقفال.
    - كيف أن الشيطان يُسوِّل للإنسان ويضحك عليه عن طريق الاسترخاء وإنه يتبع العمل ثم العمل.
    - خطورة سماع كلام المنافقين أو السماع للشبهات، وسماع الذين يكرهون ما أنزل الله.
    يعني إشكال عجيب جدًّا إنّ واحد يدخل على مقطع فيديو، هو موقن أن الذي يتكلم بهذا الكلام يكره ما نزل الله، ويطعن فيما نزّل، لماذا تسمعه؟ وبعد ما يسمعه يقولَّك وقعت الشبهة في قلبي وعايز حدّ يحلّهالي، طيب لماذا تسمعه أصلًا؟ لا بُدّ أن تبتعد عنه.
    ده ملخص سريع.

    وعورة معرفة المنافقين
    ثم قال ربنا -سبحانه وتعالى-: "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ" محمد:28، اللي هو إحنا لسه قايلينهم في أول الصفحة فوق في الدروس اللي فاتت "فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ" محمد:20، اللي في قلبه مرض كيف تطَّلع عليه وهو المرض في قلبه، يعني لما يكون المرض في البدن يظهر، لكن حينما يكون المرض في القلب وخاصةً المقصود هنا مرض معنوي، مش قلبه تعبان يعني يروح يكشف عند دكتور قلب، لأ، مرض معنوي، كيف تستطيع أن تراه؟

    فقال ربنا -سبحانه وتعالى-؛ هل ظن هؤلاء الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم: "أَمْ حَسِبَ" محمد:29، ودائما "حسب" في القرآن غالبًا -وهذا أمر أيضًا يحتاج إلى استقراء بس غالبًا والله أعلم- "حسب" في القرآن تأتي للظن الخاطئ "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا" العنكبوت:4، سواء من أهل الإيمان أو من أهل النفاق، أيّ "حسب" في القرآن غالبًا يعني -والله أعلى وأعلم- احتياطًا يعني تأتي للظَّن الخاطئ، "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ"محمد:29.

    طب احنا واحد بيسأل سؤال، "الكفار" معروفين ويعني في قمة الوضوح والإعراض والصد والمشاقة والهدم والحرب ضد الدين، و"أهل الكتاب" معروفين يرفعون شعارهم واضحين في هدم الدين، الإشكال دائمًا في المنافقين، في سورة البقرة البداية خمس آيات أهل إيمان، آيتين كفار، 13 منافقين؛ لوعورة الوصول إليهم، كيف نطَّلع على المنافقين، وزي ما ذكرت إنّ فيه درس في المعنى ده، لكن هنا هنقف وقفة على أد السورة يعني.

    ربنا بيقول الله قادر بحِكَم معينة وبأقدار معينة يخرج هذه الأضغان؛ لأن المنافق بيكره الدين، بس هو بيطلع بيبدأ كلامه يقولك بسم الله ويصلّي على النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، وممكن يقول أنا بحب هذا الدين وأنا بعمل كده علشان أنصر هذا الدين، وشيء عجيب جدًّا لما تقرأ لبعض الناس اللي كتاباتها تسبَّبت في هدم أصول في الدين- لكنَّ الله قيَّض رجالاً للدفاع عنه- يعني واحد يطعن في السنة، واحد يطعن في القرآن، واحد يطعن في كلام السلف واحد بيطعن في عموم الصحابة، وبيبدأ كلامه أنَّ الدافع هو الخوف على الدين! وإنّ أنا الدافع ليّا الخوف على الدين! كيف نعرف هؤلاء المنافقين؟

    لماذا لم يجعل الله سبحانه وتعالى علامةً واضحة نميّز بها المنافقين؟
    ربنا بيقول أنه قادر على أن يُخرج أضغانهم، وبعدين ربنا بيقول للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ" محمد:30، أنا هاختار معنى في معاني للآية، لكن أنا هاختار معنى معين ربنا بيقول: "أنا قادر يا محمد -صلى الله عليه وسلم- أن أجعلك ترى هؤلاء المنافقين رَأْي العين بِسيما أيْ علامة، "وَلَوْ نَشَاءُ" -وده هنا معناه إن ربنا معملش كده-"وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ" الله قادر إنّه يجعل علامة مُمَيِّزَة على أهل النفاق.

    يعني تخيل مثلًا واحد طلع يعمل برنامج هدفه الظاهر للناس أنه بيدافع عن الدين، وهدفه الباطن أنه بيطعن في الدين وبيقدم شبهات ضد الدين، وياما شفنا ناس زي كده، الله قادر إنّ بمجرد ما يتكلم ويتكلم بكلام فيه نفاق يظهر على رأسه أنه منافق زي ما يأتي الدجال يوم القيامة مكتوب بين عينيه "كافر" " ك ف ر"، قال -صلى الله عليه وسلم-: "يقرؤه كلُّ مؤمنٍ "-لا يقرأ هذه الكلمة إلا أهل الإيمان- " يقرؤه كلُّ مؤمنٍ كاتبٌ وغيرُ كاتبٍ"صحيح مسلم، يعني حتى اللي مبيعرفش يقرأ هيقرأ هذه الكلمة، فقراءة الفتنة تحتاج إلى إيمان مش مجرد القراءة والكتابة قراءة الفتنة على رأس الدجال تحتاج إلى إيمان.

    طيب نيجي هنا ربنا بيقول للنبي -صلى الله عليه وسلم-:" أنا قادر أن أجعل علامة مميزة للمنافق" يعني يمشي وسط الناس كده الناس تقول المنافق أهو، يعني يُكتب على رأسه أيًّا كانت العلامة يكتب عليه منافق أن لما يتكلم بكلمة يهدم في الدين تظهر عليه علامة مميزة فالكل يعرف، ولكن الله لم يرد ذلك. لأن الأصل في الدنيا أنها دار ابتلاء وليست دار جزاء، ولابد أيضًا أن تسعى أنت لتعرف المنافق لابد أن يكون عندك علم.

    طيب أعرفهم إزاي؟ أنا مطالَب أن أنا أعرفهم أعرفهم إزاي؟

    لا بد من الاحتراز في تمييز المنافقين
    والفارق بين أنك تعرفهم عشان أنك أنت تبني عليهم أحكام وإنك تعرفهم علشان تحذر منهم، مش معنى إن أنت تبين لك أو شكوك معينة إن فلان فيه نفاق إن أنت تتعجل، لأن هو أيضا المنافق بيظهر الصلاة والصيام فأنت برضه لا بد أن تحترز من ذلك.
    يعني سيدنا حذيفة أخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- ببعض أسماء المنافقين، وكان كاتم سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسيدنا حذيفة كان ممكن يقف عند الناس ويقول فلان منافق وفلان منافق، سيدنا حذيفة معملش كده، سيدنا عمر كان لما يجي يروح لحد يموت يبص على سيدنا حذيفة لو سيدنا حذيفة مصلاش عليه في السر كده يمشي سيدنا حذيفة سيدنا عمر ميصليش عليه.
    بل سيدنا عمر كان راح لسيدنا حذيفة وظل يسأله مرارًا وتكرارًا هل سمَّاني لك رسول الله في المنافقين؟ سيدنا عمر! خايف على نفسه من النفاق. ابن أبي مليكة بيقول: "أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى على نفسه من النفاق"[1] سيدنا عمر يروح لسيدنا حذيفة قال هل سمَّاني لك رسول الله، فظل يكرّر السؤال حتى قال له حذيفة: لا ولن أخبر أحدًا بعدك، فبكى عمر فرحًا أنه لم يكن من المنافقين، فالأمر عظيم.

    كيف نُمَيِّزُ المنافقين؟
    • أوَّلًا: بكلامهم.. ومن واجبك كمسلم التصدي لهذا الكلام!
    الشاهد طب نعرفهم إزاي؟ فقال ربنا للنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لم أجعل علامات، ولم أجعل سيما، ولكن "وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ" محمد:30، إذًا لن تعرفهم بعينك، ستعرفهم بأذنك، يبقى الوسيلة اللي نعرف بها المنافق مش بعلامات مميزة على الوجه، أُمَّال بإيه؟ بكلامه. "وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ" المنافق غرضه هدم الدين، لكن بيدخل بصورة غير مباشرة، هو ده اللحن في الكلام، أنْ تلحن في الكلام أن تتكلم بصورة تريد شيئًا ويكون لك غرض ولكن لا تذكره بصورة مباشرة، تلحن في الكلام، يعني أنت إيه؟ بتتكلم بصورة غير مباشرة، تعرّض في الكلام، المؤمن الفَطِن الذي يعلم مراد الله، ويعلم أيّ شيء بيُقال، ما هو الذي يصادم مراد الله؟

    فإذا تكلّم إنسان بكلام مآل هذا الكلام يهدم الدين، وكرر هذا الكلام أكثر من مرة؛ نشكّ فيه، ونخاطبه، ونواجهه، لماذا تتكلم هذا الكلام؟ يعني واحد طلع يعمل برنامج مثلًا "شبهات ضد السنة" حلقة هدم في سيدنا أبو هريرة، وحلقة هدم في سيدنا أبو بكر، وحلقة هدم في سيدنا عمر، وحلقة هدم في البخاري، وحلقة هدم في مسلم، وحلقة هدم في القرآن المكّي، وحلقة هدم في القرآن المدني، والقرآن غير صالح للواقع الحالي، طب ده بيعمل إيه؟ بيقولّك أنا بدافع عن الدين، أيُّ دينٍ يُدافع عنه؟ أنت بتدافع عن دين تاني غير القرآن، أنت بتهدم الوحي، بتهدم الأصول اللي بيقوم عليها الوحي، هذا نشكّ فيه، نشك فيه وأنه قد يكون من المنافقين، ونواجهه ونحاربه. فقال ربنا -سبحانه وتعالى-: "وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ".

    وأصبح المنافقون الآن للأسف لا يحتاجون إلى لحن القول، هم يظهرون ويواجهون، يعني إيه؟ يبقى برنامج أصلًا كامل شبهات ضد السُّنَّة، بدون تورية حتى -والعياذ بالله-.

    "وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ" محمد:30، الله يعلمهم، والله قادر على فضحهم، يبقى إذن المؤمن لا بُدَّ أن يتنبّه لأيّ كلام يصدم أصول الدين، خطر إنّ إنسان يقوم بهدم أصول الدين ونحن نسكت، لا بُدّ أن نقوم أمامه، لا بد أن يُواجه، لا بُدَّ أن نردّ على الشبهة بالعلم، لا بُدَّ أن نقف لهم ولا نسمح لهم بنشر هذه الشبهات وبنشر هذه الأكاذيب التي تؤدي إلى هدم الناس، لأن هذه الكلمات تؤثّر في أصحاب القلوب الضعيفة، كما قال ربنا: "فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ".
    لذلك بعض أهل العلم قال أن تعبير كلمة "منافق" في القرآن غير "في قلبه مرض" وإنْ كان كثير قال: لأ، هما الاثنين واحد، لكن بعضهم قال: "في قلبه مرض" لم يصبح منافقًا بعد، يعني هو لسه ضعيف الإيمان، لأن فيه ناس مراحل؛ فيه واحد في قلبه مرض، وفيه واحد مرجف، وفيه واحد منافق، فيه واحد كافر، اللي في قلبه مرض أقرب إلى الإيمان من النفاق، لكن قد يقع في النفاق، ده بعض الناس اللي حاولوا يفرّقوا ما بينهم.

    "وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ" محمد:30.
    • ثانيًا: بالابتلاءات .. فلا يَثْبُت في الابتلاء إلا مؤمن!
    طب إيه اللي ممكن يحصل ونعرف به المنافقين؟ ذكرت أن قد تحدث أحداث نعرف بها المنافقين، ما الذي يحدث؟ قال ربنا -سبحانه وتعالى- مُطَمْئِنًا لنا أن الله لن يتركهم، الله -سبحانه وتعالى- لن يترك الصف أبدًا مخلخل، لن يترك الصف فيه عدم تمايُز بين أهل الإيمان وبين النفاق، قال ربنا -سبحانه وتعالى- في آية مرعبة: "مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ" آل عمران:179، الوضع الحالي لن يستمر، أُومَّال إيه اللي هيحصل؟ "حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ"، يعني ربّنا بيقول أنا لن أترك صفّك معوجّ، لا بُدّ أن يحدث تمييز ما بين الخبيث والمنافق.

    فممكن واحد ييجي في ذهنه: أيوه خلاص ربّنا هيعرّفنا مَن المؤمنين فييجوا في جنب، ومَن الخبثاء فييجوا في جنب. فربّنا بيقول في اللي بعدها في نفس الجملة في نفس الآية -ركّز معايا-: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ" ربّنا مش هيطلعك على الغيب؛ أنّ هذا منافق وهذا مؤمن، هذا من الغيب، ربنا لن يُطْلعك عليه، طب هنعرف إزَّاي
    يبقى تاني ربنا بيقول: "مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ " طب أومال إحنا هنعرفهم إزَّاي؟ طالما ربّنا مش هيعرّفنا الغيب نعرفهم إزّاي؟

    بابتلاءات وبأوامر تحدث فيخذل أهل النفاق ويوفق أهل الإيمان، لذلك ربّنا قال في الآية اللي بعدها هنا إيه؟ "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ.." ويعلم كل الناس، حتى يصبح علم الله -سبحانه وتعالى- مرئي وواضح للناس كلها، علم يترتب عليه الثواب والعقاب، "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ" محمد:31.
    يبقى إذًا تظهر حقيقة الإنسان بالابتلاءات، تظهر حقيقة الإنسان بالأعمال، زي ما قتادة قال: "يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ" بإيه؟ اختار معنى رائع، قال: "بالجهاد وبالهجرة" إنه بتيجي أوامر عظيمة بيظهر فيها الثابت المؤمن.

    لذلك ربّنا قال يعني هل بيظن أهل الإيمان أنهم أن يقول زيف أول سورة العنكبوت "أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ"العنكبوت:2،يعني هو الإنسان متوقّع أن الإيمان قَوْل؟ لا بالعكس؛ لا بُدَّ أن يبتلى على قَوْله لإن ده شرف عظيم. يعني تخيل واحد جاء قال من غير ما حدّ يشوف الشهادة بتاعته ولا الامتحانات بتاعته أنا معايا دكتوراة في علم كذا طيب إحنا هنعرض عليك أمراض معينة ونشوف هتعرف تحلها ولا لأ؟ مش أنت بتدّعي ده، واللي معاه الشهادة دي لابد إنه يحل الإشكال ده، طيب أنت تدّعي أنك من أهل الإيمان أهل الإيمان يثبتون في مثل هذه المواقف فإن كنت من أهل الإيمان - نسأل الله أن نكون منهم- فلابد أن تُوفَّق للثبات في هذه المواقف.


    إياك وأنْ تأمن على نفسك الفتنة
    "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ" من الآيات المرعبة، كان الفضيل بن عياض يخشى من هذه الآية ويقول: "اللهم لا تبتلنا ولا تفضحنا ولا تهتك أستارنا" الإنسان يطلب من ربنا أن ربنا لا يبتليه فيُفضح. قد يظن الإنسان في نفسه أنه على جبل من الإيمان وهو ضعيف.
    لذلك فيه أثر بيُروَى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حسَّنه كثير من أهل العلم، في سنن أبي داود، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من سمِع بالدَّجَّالِ فلينْأَ عنه، فإنَّ الرَّجلَ ليأتيه و يحسَبُ أنَّه مؤمنٌ -أنا جاي ومعتقد إن أنا مؤمن- فيتبعُه على ما يبعث به من الشُّبهاتِ"[2] صحيح الألباني.

    يعني ممكن واحد يقولك أنا سمعت إن فيه واحد بيقول شبهات ضد الدين، ده رجل مُخَرِّف هدخل كده أشوف بيقول إيه، وهو ليس على علم، ويظن في نفسه أنه من أهل الإيمان وهو ليس كذلك؛ فيُفْتَن. كثير من الشباب اللي واقع في الشبهات وبييجي يسأل على شبهات في مثلًا ضد الإسلام أو الإلحاد أو كثير، بدأ الأمر بإنّ هو كان داخل يتفرّج، كان داخل يشوف بيقولوا إيه، وأصبح واقع في هذه الشبهات -والعياذ بالله-.

    الجهاد وحده لا يكفي.. لا بُدَّ من الصَّبر

    " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ"الجهاد وحده ليس كافيًا، ليه؟ ممكن أنت تسخن وتبدأ في حفظ القرآن، ممكن تسخن وتبدأ في طلب العلم، ممكن تسخن وتجاهد، تسخن وتعمل حاجة، لكن لا تستطيع الاستمرار إحنا قُلنا السورة بتتكلّم على.. معنى من المعاني: الاستمرار، ألا تتوقف بعدما بدأت في الطريق "الْمُجَاهِدِينَ"، "وَالصَّابِرِينَ" أن تصبر على المجاهدة.
    دائمًا يا جماعة كلمة بنقولها كتير وذكرتها بالتفصيل في تفسير سورة العصر؛ خط البداية بداية كل حاجة زحمة، بداية أول ليلة في رمضان في التراويح، بداية اللي بيحفظوا قرآن، يعني شوف مثلًا مجموعة بدأت في حفظ القرآن تلاقي المجموعة زحمة، في طلب العلم زحمة، آخر واحد ختم المصحف، آخر واحد خلّص في طلب العلم، تجد قلّة، خط البداية زحمة وخط النهاية قليل، الصبر "وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" العصر:3.

    النوايا والأعمال يُظهرها الله بالابتلاءات

    "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ"هنا فيه وقفة طويلة بس عشان الوقت، إيه الفارق بين "نَبْلُونَّكُم" وبين "نَبْلُوَ أخباركم"؟ هل "نَبْلُونَّكُم" ده معناه أعمالك واختياراتك و "أخبارك" معناه نيّتك، وأنت صادق ولَّا كاذب؟ يعني فيه ناس ممكن تعمل الأعمال لكن بنيّة سوء، وده أحد الأقوال في الآية.
    الشاهد إنّ أخبارك وأعمالك ستظهر، أخبارك ستظهر. يقول لك في سورة التوبة: "قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ.." برضه الحديث مع المنافقين "قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ" التوبة:94، يبقى دائمًا "الأخبار" تقريبًا جات في ثلاث مواطن: مرة في الزلزلة؛ الأرض تُخرج أخبارها وتبين أخبارها. و "أخباركم" اللي في سورة التوبة مع المنافقين. وهنا. المرتين أن الله أخبرنا وأن الله أمر الأرض أن تُخرج أخبارها، لكن هنا كيف تظهر النوايا الفاسدة كيف تظهر؟ عن طريق الابتلاءات المستمرة فيظهر الإنسان على حقيقته. "وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ".

    سيظل هذا الدين محفوظًا مهما بذل أعداؤه لهدمه
    وبعد كده بدأ بقى لختام السورة "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ" محمد:32، جمعوا ثلاثة جرائم؛ الكفر، ولم يكتفِ بكُفْره بل منع الناس من الوصول، بل أصرَّ على محاربة النبي -صلى الله عليه وسلم-، "كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ" عمل الثلاثة دول من بعد ما تبيَّن له الهدى، السورة بتعرّفك مَن تجاهد، مَن تُقاتل، أنت الأول بتبدأ بالدعوة، واحد أصرّ وكفر وصدّ عن سبيل الله وشاق الرسول وتبيَّن له الهدى "لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا" آل عمران:179، إياك تعتقد أن هؤلاء مهما أوتوا من قوةٍ وعتادٍ أنهم سيهدموا هذا الدين، أبدًا، الله -سبحانه وتعالى- يحفظ هذا الدين ويقيّض لهذا الدين رجالًا يقومون بحفظه. "لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا" وكل هذه الأعمال سوف تُحبط.
    راجع كلمة في السورة "فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ" محمد:9، "وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ" محمد:8، "يحبط أعمالهم" اتكرروا كتير جدًّا في السورة وهذا يدلّ على كثرة الأعمال التي يقومون بها، وكثرة المكر بالليل والنهار، ويدل أيضًا على أنّ الله -سبحانه وتعالى- يعلم هذه الأعمال وأن الله محيط بهم.

    إيَّاك وأن تتخيَّر من الدين على هواك.. أطِع الله في كل ما أمرك به
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا" النداء الختامي في السورة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا" جات قبل كده "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" محمد:7، في أول السورة، هنا نداء تاني "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ" محمد:33، فيه قاعدة عندنا في القرآن نقولها سريعًا أن اللفظ المجمل يعني "أطيعوا" وذكرت أنا المعنى ده قبل كده "أَطِيعُوا اللَّهَ" نطيع ربنا في إيه؟ هل الآية تقصد الطاعة العامة؟ ولا تقصد السياق بتاع السورة ماشي مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، القتال، الدعوة؟ يبقى إذًا الخطاب هنا خاص مُعَيَّن أيْ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول في هذه الأوامر تحديدًا.

    إحنا قُلنا أن من الإشكاليات الرهيبة اللي بتعالجها السورة إشكاليات كبيرة عندنا بتعالجها السورة إنّ أنا بقبل ببعض الدين وبعض الدين لا، أختار من الدين ما يناسب هواي، كما قال ربنا -سبحانه وتعالى- يعني الآية اللي هقولها دي اللي في سورة الأنفال ملخّصة فكرة محورية في سورة محمد، "وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ" الأنفال:7، إحنا عايزين أيّ أعمال ليست فيها شوكة، أيّ نوع فيه شوكة أو مشقة أو مجاهدة أو بذل أو تضحية مش عايزينه، إحنا عايزين إيه؟
    إحنا عايزين "لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ" التوبة:81، إحنا عايزين الدين المُكَيَّف، إحنا عايزين "لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ" التوبة:42، إحنا عايزين مسافة بسيطة وغنيمة كبيرة وتكون قريبة، يبقى شروط المجاهدة عندنا عَرَضا قريبًا وسَفَرًا قاصِدًا "لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ" يكون الطريق مُكَيَّف، غير ذات الشوكة، مايكُنش فيه أيّ أذى، يبقى لو الثلاثة دول.. كثير من الناس لو الثلاثة دول توفّروا أنا أنصر هذا الدين، طب أصبح فيه شوكة، أصبح الطريق فيه حر وبذل، أصبح مفيش عرض أصلًا مفيش غنيمة، وسفر بعيد مش سفر قاصد، يقولَّك لا، أنا مش هكمّل.

    إذا بدأت في العمل أصبح الاستمرارُ واجبًا عليك!
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ" محمد:37، من معاني "لا تبطلوا أعمالكم" إياك أن تبطل عملك بعدما بدأت فيه، لذلك كتير من العلماء استدلّ بالآية دي على عدم جواز قطع النافلة، إنك أنت لو بدأت في نافلة معنية لا تقطعها، ولا سيما في الصلاة، والخلاف معروف في صيام النفل كان الراجح جواز قطع صيام النفل والخلاف فيه طويل.
    الشاهد أقصد إنّ "ولا تبطلوا أعمالكم" إنّ فيه أعمال زَيّ ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -ركّزوا معايا في المعنى ده- هناك أعمال في الدين تلزم -يعني تصبح واجبة بعد أن كانت نفلًا- تلزم بالشروع فيها، بعدما بدأت فيها ليس لك الخيار.

    أشهر مثال: الحج والعمرة، قال ربنا -سبحانه وتعالى-: "وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ" البقرة:196، يعني إيه؟ يعني واحد حجّ حج الفريضة، وراح يحجّ حج النفل للمرة الخامسة، وبعدين حسّ بنوع من المشقة والحر، قالّك لا لا مش طالبة معايا، أنا مش هكمّل، ليس له ذلك، لا بُدّ أن يُكْمِل الحج، يقولَّك ده حج نفل، ده أنا طالع بفلوسي، أيوه أنا عارف لكن لا بُدّ أن تكمل ذلك.

    فيه واحد خرج في الجهاد في سبيل الله وكان جهاد نفل مش جهاد فرض، ليس جهاد فرض عين، كان جهاد نفل، جهاد مثلًا طلب، وكان جهاد نفل لا يتوجَّب عليه، ماينفعش بعد ما حصلت المواجهة مع الكفار ينصرف يقول أصل أنا أصلًا كنت طالع ده نفل مش فرض همشي، لا، أصبح واجبًا عليك أن تكمل.

    هناك.. لذلك قاس عليه شيخ الإسلام ابن تيمية "هناك أمور في الدين قد تتحول إلى واجب عليك بعدما بدأت بها" منها العلم مثلًا، يعني واحد بدأ يتعلّم علم شرعي، وفتح الله عليه ووُفِّق فيه ورزقه الله فيه فهمًا وعلمًا وحكمة، وفتح له في الدعوة وأصبح يُطْلَب، مينفعش فجأة يسيب كل ده ويقولّك لا لا لا أنا ماليش مش همشي في السكة دي، بعدما فُتِحَ عليك؟! حتى لو مش حرام دي خسارة وغبن عظيم أن ترضى بالدنية "مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ" التوبة:32، أن ترضى بالدنية بعدما فُتح عليك -والعياذ بالله- ربنا يثبتنا وييستعملنا يارب.
    يقولك في تهديد في ختام السورة "وَإِن تَتَوَلَّوْا -بعدما فُتِحَ عليك- يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ" والعياذ بالله.
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ" محمد:37.

    الإصرار على الكفر عاقبته الخزي في الدنيا والآخرة

    ثم تكرار مرة أخرى "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ" تكرار للمرة الثالثة في السورة "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ" بيان لِمَن نُقاتل، بعد شوط طويل في "آل حم" من الدعوة والمحاجة، الآن هم أصروا، إذًا لا بُدّ من حل "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ" محمد:34، الأوَّلانية قالت: "مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ" هؤلاء أصرُّوا إلى أن ماتوا والعياذ بالله "فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ" يعني أن يُعْطَى الإنسان نعمة الحياة، نعمة العقل، والاختيار، ثم يختار الكفر والصد عن سبيل الله ومُشاقّة الرسول ويظل على ذلك إلى أن يموت -نسأل الله السلامة والعافية-.

    الواحد لما يقرأ في سير بعض الملحدين اللي هاجموا الدين وهاجموا الأديان عموما والدين الإسلامي خصوصا وأصرُّوا على ذلك إلى أن ماتوا وكيف أن أخزاهم الله قبل الموت وهذا يصاب بالجنون وهذا يخزيه الله -سبحانه وتعالى- واللي بيقرأ في سيرهم يتعجب كيف كانوا في قمة السفول والاهتمام بالشهوات -والعياذ بالله- حياتهم أشبه بحياة الأنعام، ويتصدرون على الناس على أنهم من النخب اللي بتوجه الناس.
    وحينما تقرأ في سير بعض الفلاسفة اللي بتتصدر والآن يُصدّر أسماؤها للناس تجد إن حياته كانت في قمة الخزي والعار -والعياذ بالله-، أصرَّ على ذلك إلى أن مات، أخزاه الله -والعياذ بالله- "ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ".

    إيَّاك أن تُصاب بالوهن في الطريق.. الله معك ولن يضيّع جهودك

    طيب الختام النهائي إيه اللي مطلوب مننا؟ "فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ"محمد:35، انتوا بدأتوا الجهاد لا تتوقفوا، احنا قُلنا من معاني السورة الأساسية إيه؟ لا بُدَّ أن تستمر، "فَلَا تَهِنُوا" إياك أن يصيبك الوهن في الطريق، إشكالية بتصيبنا زَيّ ما ذكرت خطورة كلمة الصابرين مع المجاهدين، إنك أنت بتبدأ سخن وبعدين تتوقف في الطريق، المشهد المشهور على يوم 15 رمضان المسجد بيقلّ للنُّصّ، أول رمضان الناس كلها زحمة، مسألة الوهن الضعف اللي بيصيب الإنسان إنه لا يستطيع أن يُكْمِل المسير.

    "فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ" بدأت الجهاد فتح لك وانطلقت وأصبحت أنت القوي إياك أن تتوقف، اللي قدامك يضحك عليك يقولك إيه طيب إيه رأيك ناخد هُدْنة، هو الآن يريد أن يستعدّ لينقض عليك "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ" الأنفال:67، شرحناها في أول حلقة ما معنى الإثخان، وإنّ لا بُدَّ أن تُكْمِل المسير إياك أن تتوقف، "فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ" بعض العلماء قال هل هنا فيه تعارض مع آية الأنفال "وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا" الأنفال:61، هنا لو انت قوي وفتح لك وأنت خلاص بتنشر الإسلام وحد عايزك تتوقف لا تتوقف، أنت الأعلى إياك أن تتوقف.

    "وَاللَّهُ مَعَكُمْ"المجاهد في سبيل الله، الداعية إلى الله، الآمر بالمنعروف والناهي عن المنكر، هو معه معية الله سبحانه وتعالى، كيف يتخلَّى إنسان عن هذه المعية؟! شرف نصرة الدين ده شرف ينال معية الله، للأسف أصبح قلة قليلة اللي بتبذل أوقاتها لنصرة دين الله سبحانه وتعالى -أسأل الله أن يستعملنا يارب-.

    إياك أن تتوقف، الله معك، وإياك أن تظن أي مجهود بذلته للدين هيضيع "وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ" يتر ينقصكم، قال صلى الله عليه وسلم: "من ترك صلاةَ العصرِ فقد حَبِطَ عملُه" صحيح البخاري، وفي رواية: "فكأنما وَتِرَ أهلَه ومالَه" صحيح مسلم، يعني كأنه خسر كل حاجة في حياته، خسر فلوسه وماله، ده اللي ترك صلاة العصر عمدًا –والعياذ بالله-. فكلمة لن يتركم أي لن يترككم وسيعطيكم الثواب على كل الأعمال.
    تاني برضه تكرار كلمة "الأعمال" بالجمع إن زَيّ ما فيه أعمال للكفار فيه أمامها أعمال للمؤمنين.

    مصالحك الدنيوية لا تتعارض مع نصرة الدين
    القرآن دائمًا بيعالج الدافع الخفي لترك الجهاد، الدافع الخفي لترك الدعوة، الدافع الخفي لترك نصرة الدين، ممكن واحد يتعلل بأشياء فقال ربنا سبحانه وتعالى مخاطبًا القلب أو النفس التي تراوغ: "إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ" محمد:36، هو ده المانع الحقيقي نحن متمسكين بالدنيا فقال ربنا سبحانه وتعالى بصيغة الحصر والقصر "إنما الحياة الدنيا التي تمنعكم من نصرة دين الله هذه الحياة هي لعب ولهو "إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا - واسمها الدنيا- لَعِبٌ وَلَهْوٌ" اسم يزهد فيها هي مجرد لعب ولهو كيف تختار اللعب واللهو على الحياة الباقية الحياة الآخرة؟

    "وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ" محمد:36، في واحد يخاف ينصر الدين يقولك بس أنا خايف على مستقبلي، بس أنا خايف على مالي، بس أنا خايف على منصبي، الله -عزَّ وجلَّ-لم يطلب منك أن تترك كل هذا "وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ" أيْ لا يسألكم كل أموالكم، هنا وكأن فيه محذوف وده أحد الأقوال يعني "وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ" أن الله لم يطلب منك أن تترك كل شيء.
    يعني تيجي تكلم واحد في الدين يقولك بس أنا عايز أشتغل في الدنيا، طيب حد قالك تسيب الدنيا؟ طيب كثير من اللي بيكلموك في الدنيا ده مهندس وده طبيب وده بيعمل، محدش قالك سيب لكن القضية ماذا قدمت لدين الله؟ أنت قدمت للدنيا، أنت اجتهدت وبذلت جزاك الله خيرًا ولو أنت احتسبت النية تؤجر على ذلك، لكن السؤال ماذا قدمت لدين الله؟ ماذا قدمت؟ يعني ممكن واحد يقولك إيه، تقول له أنت عملت إيه للدين؟ يقولك أصل أنا طبيب أيوه ما أنا فاهم ما هو لو أنا قلت أنا طبيب وده قال أنا مهندس وده قال كذا، فمَن ينصر الدين إذًا؟

    يعني لما قالوا "شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا" الفتح:11، طب ما كل الناس عندها أموال وأهلين، يعني لو أنا أموالي شغلتني وأهلي شغلوني طب ما كل الناس عندها أموال كل الناس عندها أهل، من ينصر الدين إذًا؟ يبقى لابد إن كل واحد فينا يبذل ما يستطيع لنصرة هذا الدين.

    قد يصلح لك المفضول ولا يصلح لك الفاضل
    "إِن يَسْأَلْكُمُوهَا - لو ربنا كان طلب منك كل فلوسك- فَيُحْفِكُمْ - إن أطلب منك الشيء حتى ألح عليك وأطلبه منك كثيرا حتى تعطيه- فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ" لو كان ربنا طلب مننا إن احنا نخرج كل أموالنا وحصل فيه إحفاء في المسألة والتكرار والإلحاح في المسألة فأخرجنا كل ما عندنا، هذه المسألة قد تُخرج الأضغان قد تحول الإنسان أن يكره هذا الدين.
    هنا ملمح مهم جدا إن كثير من الناس زي معنى كلام شيخ الإسلام :"كثير من الناس يصلح له المفضول ولا يصلح له الفاضل" يعني سيدنا أبو بكر طلّع كل ماله في سبيل الله فقبل منه النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، سيدنا سعد بن أبي وقاص وهو لما كان مريض وكان يظن أنه يموت ولكن أعطاه الله العمر وأبقاه الله -سبحانه وتعالى-، أراد أن يخرج كل ماله فرفض النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال لرسول الله: "النصف -ده عايز يطلعه لله- النصف، قال: لا، قال: الثلث، قال: الثلث والثلث كثير"[3]، يعني كإن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بيقوله نزّل عن الثلث لكن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قَبِلَ من أبي بكر! ليس كل الناس في معيار إيمان أبي بكر الصديق، فإذًا ربنا بيقول أنا لم أطلب منكم أن تخرج كل مالك، ممكن إنسان يعمل كده لكن قلة قليلة الذي يثق في إيمانه.

    يبقى إذًا أحيانا ممكن واحد يضحي بتضحية عالية في الدين تسبب له انتكاسة، محدش طلبها منه، وده أحيانًا خطورة الحماسة الغير منضبطة يبقى احنا عايزين نكون منضبطين، إزاي يبقى عندك حماسة لنصرة الدين وإزاي تكون الحماسة دي منضبطة ماتخلّكش إنك تسقط مرة أخرى.

    أحيانًا الشيطان يدفع الإنسان إلى تضحية لا يستطيعها، يعني ممكن الشيطان يقنع إنسان مع تسخين بعض الناس اللي بيكلموه أنه يقدم تضحية وبعدين يندم عليها طول عمره ويظل يبكي ويندم وينتكس بسبب أنه قدم تضحية لا يستطيعها، فإذن الإنسان لا بد أن يكون متوازنًا ويستعين بالله ويكون صادق أنه بيعمل مش عشان ناس ضغطت عليه أو عشان مُحرج من الناس، يعمل كده عشان يرضي ربنا.


    إذا بخلت في نصرة الدين فإنما تبخل على نفسك
    "هَا أَنتُمْ" - ختام السورة- "هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ" أيْ لتنفقوا جزء من الأموال في سبيل الله "فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ" يعني حتى لما اتطلب منكم جزء في ناس بتبخل، تخيل اللي بيبخل ده هو مش بيبخل على الدين وده قاعدة مهمة جدًّا جدًّا تخرج بها من السورة "وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ"، "عن" حرف بيتجاوز كأنه بيتجاوز عن نفسه، كأنه بيبعد عن نفسه الخير، يعني كأن الخير كان هيروح لنفسه، منع الخير من الوصول لنفسه.
    "وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ"اللي بيبخل لنصرة الدين هو بيبخل على نفسه، الدين سيتنصر حتمًا بي أو بك أو بغيرنا سينتصر، لذلك ربنا قال في ختام السورة لو أنت معتقد أن الدين متوقف عليك "وَإِن تَتَوَلَّوْا" لو أنت أعرضت عن نصرة الدين "يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ" ومش هيبقوا زيّنا هيبقوا أحسن مننا مية مرة "ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم".

    يبقى من يبخل حط القاعدة دي لما أنت تبخل في الدعوة إلى الله أنت تبخل عن نفسك، يعني محدش يقول إيه الدين محتاجني، وأنا لو مشتغلتش الدين هيقع لا لا تفكير خاطئ لو مشتغلتش أنت هتقع أنت درجتك هتقل يعني لما تيجي تقوم وتتعلم العلم الشرعي وتسهر ليالي عشان تفهم مسألة عشان تدفع عن دين الله سبحانه وتعالى وترد شبهة أو تتعلم عشان تعلم الناس أو تتعلم آية عشان تبلغها أو تتعلم حديث عشان توصّله، لما بتبذل المجهود ده وتنزل وتدعو إلى الله وتُقَابَل بنوع من الإعراض، أنت بتعمل كده عشانك عشان ترتقي، أنا عارف إنك بتعمل كده علشان نصرة دين ربنا وبتحب دين ربنا لكن هذا الدين سينتصر، ومن الشرف لنا أن نُستعمل، ده شرف، الواحد يخشى أن يُنزع منه هذا الشرف.

    دائمًا تطلب من ربنا إنه يثبّتك في طريق الدعوة لأنّ الصوارف كتير، كانوا قاعدين في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الجمعة "وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا" الجمعة:11، التجارات واللهو اللي هتعدِّي عليك والصوارف كتير تخليك تنفض، الذين يمكثون قلة، الصوارف اللي هتعدي عليك كتير، لا بد أن تثبت.
    "وَمَن يَبْخَلْ" اعرف أن كل وقت بتبخل به عن الدين انت بتبخل عن نفسك، كل وقتك كان ممكن كان عند وقت فراغ أنك تتعلم حاجة من دين ربنا أو تنشرها أو تبلغها أنت بخلت عن نفسك، لما تبخل عن الناس الله سيقيض غيرك ينصر هذا الدين.
    لذلك بعض أهل العلم قال: "وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ" قال: قد يكون الأعاجم، قد يكون من قوم فارس، كتير من العلماء من كُتَّاب السنة اللي جمعوا السنة أصلا وكتبوا وصححوا وجمعوا المسانيد ممكن يكونوا أصلًا مش من العرب، ممكن علماء كثير كتبوا لخدمة الدين وليسوا من العرب، الله إن أعرضنا نحن أتى بغيرنا -نسأل الله السلامة والعافية- "وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚوَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ"أنت تعلم، تخيل الآية بتكلم مجاهدين! "وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا" وإن توقفتم عن المسيرة وإن توقفتم عن السير وإن توقفتم عن الدعوة وإن توقفتم عن البذل "وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ".

    أصعب شعور في الحياة شعور الاستبدال شعور مؤلم ربنا يعافينا، إنّك تكون مستعمل في ثغر وتُنزَع منه بسبب إعراضك وبسبب تقصيرك، يعني فعلًا الواحد ممكن يبكي أشد البكاء وأشد الندم يعني يتقطع إن تكون فيه تخيل لمَّا واحد يكون في منصب عظيم شرف مثلا رئيس أو وزير أو منصب عظيم يعظمه أهل الدنيا ثم يخطئ أخطاء متتالية فيقال وينزع منه ويقال له: اترك هذا المنصب يتألم ويقوم من على كرسي المنصب وبيسلم المفاتيح، بيتألم وده على منصب دنيوي في دنيا حقيرة لا تساوي عند الله جناح ، تخيل لما تكون في شرف الدعوة إلى الله أن يصطفيك الله سبحانه وتعالى لتتكلم عنه ثم يُنزع منك هذا الشرف، لا بد الإنسان يلهج بدعاء اللهم استعملنا ولا تستبدلنا "وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ".

    حينما يأتي الله بأناس، "ثم" هنا حرف التراخي؛ يعني هيمروا بنفس الابتلاءات اللي أنت مرّيت بها، محدش هيمكن من غير ابتلاءات "ثم" التراخي بين إنّ هو ييجي مكانك وبين إنّ هو لا يكون مثلك كيف اتّضَح بأنه ليس مثلي أو مثل اللي اسبتدل -والعياذ بالله- لأنه مرّ بنفس الابتلاءات أي حد هيسير في الطريق ده الطريق ده واضح المعالم إياك أن تعتقد إن أنت لما سيبت الطريق وجه غيرك جه فترة الرخاء، ما الرخاء ابتلاءات زي ما الضراء ابتلاءات، نسأل الله السلامة والعافية.

    خاتمة
    إذًا عايزكوا ترجعوا تاني للسورة احنا حاولنا لقطات سريعة مع السورة، ارجعوا اقرؤوا فيها اللي يستطيع اللي عنده ملكة شرعية كبيرة يقرأ في الطبري، اللي عنده فهم لبعض الأخطاء العقائدية للمفسرين ينتشر في التفسير اللغوية ويفتح تفاسير تانية أو يكتفي بابن كثير مثلا لو هو مدرسش عقيدة يكتفي بابن كثير، اللي عنده قدرة بلاغية يقرأ لابن عاشور ويقرأ للدكتور محمد أبو موسى من المعاصرين، التفاسير مليانة بالكنوز، على الأقل احفظ السورة وعيش معاها وصلِّ بها أقل حاجة أطلبها منك، خلاص ماتقرأش أنت سمعت الدروس الأربع حلقات، احفظ السورة وصلِّ بها كثيرًا يفتح الله سبحانه وتعالى عليك.
    أسأل الله -عزَّ وجلَّ- أن يستعملنا وأن لا يستبدلنا وأن يجعلنا من السائرين في جيش محمد -صلَّى الله عليه وسلم- وأن يُميتنا على ذلك وأن يبعثنا على ذلك.

    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، وجزاكم الله خيرًا.

    تم بحمد الله

    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36




    [1] "أدركت ثلاثينَ من أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم، كلُّهُمْ يخافُ النفاقَ على نفسهِ، ما منهم أحدٌ يقولُ : إنه على إيمانِ جبريلَ وميكائيلَ" أخرجه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (5/137)، والخلال في ((السنة)) (1081).
    [2] " من سمِع بالدَّجَّالِ فلينْأَ عنه ، فواللهِ إنَّ الرَّجلَ ليأتيه وهو يحسَبُ أنَّه مؤمنٌ فيتبعُه ممَّا يبعثُ به من الشُّبهاتِ ، أو لما يُبعَثُ به من الشُّبهاتِ" صححه الألباني.
    [3]"تشكَّيتُ بمكةَ شكوى شديدةً، فجاءني النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يعودني، فقلتُ : يا نبيَّ اللهِ، إني أترك مالًا، وإني لم أترك إلا ابنةً واحدةً، فأوصي بثُلثي مالي وأتركُ الثُلثَ ؟ فقال: ( لا ). قلتُ : فأوصي بالنصفِ وأترك النصفَ ؟ قال: ( لا ) . قلتُ : فأوصي بالثلثِ وأترك لها الثُلثين ؟ قال : ( الثلثُ، والثلثُ كثيرٌ )." صحيح البخاري.

    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 31-07-2018, 07:04 PM.

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكِ الله خيرًا.


      رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

      اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


      ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

      تعليق


      • #4
        الم ينشر التفريغ بعد؟؟؟

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مروة عيسي مشاهدة المشاركة
          الم ينشر التفريغ بعد؟؟؟
          سيتم وضعه حين توفره قريبا بإذن الله

          "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
          وتولني فيمن توليت"

          "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

          تعليق


          • #6
            ما شاء الله

            تعليق


            • #7
              أين رابط التفريغpdf

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ahmedonline2010 مشاهدة المشاركة
                أين رابط التفريغpdf
                سيتم وضعه حين توفره قريبا بإذن الله

                "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                وتولني فيمن توليت"

                "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مروة عيسي مشاهدة المشاركة
                  الم ينشر التفريغ بعد؟؟؟
                  المشاركة الأصلية بواسطة ahmedonline2010 مشاهدة المشاركة
                  أين رابط التفريغpdf
                  تم وضعه بفضل الله
                  رابط التفريغ بصيغة ورد:
                  https://archive.org/download/b4-moha...t-mohamad4.doc

                  رابط التفريغ بصيغة PDF:

                  https://way2allah.com/media/pdf/145/145647.pdf

                  "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                  وتولني فيمن توليت"

                  "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                  تعليق


                  • #10
                    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
                    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

                    تعليق


                    • #11

                      جزاكم الله خيرًا

                      تعليق

                      يعمل...
                      X