إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير سورة محمد "اللقاء الثاني" للدكتور/ أحمد عبد المنعم | بصائر 4

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير سورة محمد "اللقاء الثاني" للدكتور/ أحمد عبد المنعم | بصائر 4


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    "اللقاء الثاني" تفسير سورة محمد للدكتور/ أحمد عبد المنعم | بصائر 44



    رابط المادة على الموقع

    https://way2allah.com/khotab-item-145600.htm


    اليوتيوب:




    الجودة العالية HD


    https://way2allah.com/khotab-mirror-145600-235904.htm


    رابط صوت MP3
    https://way2allah.com/khotab-mirror-145600-235905.htm



    رابط الساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/b4-2



    رابط التفريغ بصيغة ورد:
    https://archive.org/download/s-moham...t-mohamad2.doc


    رابط التفريغ بصيغة PDF:

    https://way2allah.com/media/pdf/145/145600.pdf


    تابعو التفريغ مكتوب في المشاركة الثانية


    التعديل الأخير تم بواسطة أبوسلمى المصري; الساعة 24-07-2018, 02:31 PM.

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36


  • #2

    يسر فريق التفريغ بموقع الطريق إلى الله أن يقدم لكم
    تفريغ
    "اللقاء الثاني" تفسير سورة محمد للدكتور/ أحمد عبد المنعم | بصائر 4


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-أهلا بكم في الحلقة الثانية من وقفات مع سورة محمد -صلَّى الله عليه وسلم- ضمن دورة بصائر الموسم الرابع مع موقع الطريق إلى الله -سبحانه وتعالى-، أسأل الله -عزَّ وجلَّ- أن يتم لنا هذه الدورة على خير وأن يتقبل من كل الدعاة، والمجهود اللي بيقوم به فريق العمل في الطريق إلى الله -سبحانه وتعالى- وأن يأجر الجميع خيرًا وأن يجزيهم خير الجزاء.

    سؤال يتبادر إلى أذهان ضعاف الإيمان
    كنا توقفنا في المرة الماضية عند قوله تعالى -سبحانه وتعالى- في الآية الرابعة: "ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ" محمد:4، سؤال بيطرأ على كثير من الناس كلما رأى مظلومًا يُضرب من ظالم أو ضعيفًا يُستطال عليه من الظالم، أو من أهل الإيمان إذا قُتِّلوا أو عُذِّبوا أو سُجنوا أو شُرِّدوا، يسأل سؤال قد يتبادر إلى بعض ضعاف الإيمان- أسأل الله -عزَّ وجلَّ- أن يقوِّي إيماننا- قد يتبادر سؤال يلقيه الشيطان في نفوس الناس؛ وأين الله؟ لماذا لا يتدخل الله؟ أليس هؤلاء مؤمنين؟ أليس هؤلاء من أهل الإيمان؟ و يسأل ويسأل ويسأل لماذا لا ينصرهم الله؟ أليس الله قادر؟ أنتم تقولون أن الله قادر على نصرة أهل الإيمان، لماذا لا يفعل كذا، وكأنه يشترط على الله -سبحانه وتعالى- أفعال يفعلها الله -سبحانه وتعالى-؛ وكأنه يتعالى ويظن ذلك ضعيف العقل وضعيف الإيمان؛ يظن أن عقله وحكمته أعلى من تدبير الله -سبحانه وتعالى-.


    مشاهد في حياتنا تستدعي استحضار معاني الإيمان
    أحيانًا فعلًا بيكون فيه بعض المشاهد المؤلمة التي تستدعي أن الإنسان يستحضر معاني الإيمان، كما رأى موسى -عليه السلام-ذلك المشهد مع الخضر؛ قصة الخضر في سورة الكهف، بتكون بلسم لهذا التفكير، إن ممكن مواطن ترى فيها مثلًا رقبة طفل تُقطع، فإنت تتعجب قال: "أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ" الكهف: 74، فأخبره الخضر أن كل هذه الأفعال التي قام بها من خرق السفينة، وقتل الغلام، وتعامله مع الجدار مع هذه القرية التي منعت طعامهم، هذا التعامل كان فيه حكمة من الله -سبحانه وتعالى-.

    الله على كل شيءٍ قدير
    فأيضًا بيَّن الله هنا في هذة السورة حكمة "ذَٰلِكَ" الله قادر أن ينتصر من كل الكافرين، ما هؤلاء الكفار أصلًا في الكون، يعني حينما ينظر الإنسان إلى الكون المتسع الشاسع، هذه الكواكب وهذه المجرات، وهذه الشموس، وهذه الأقمار، كل الكون المتسع اللي احنا بس لو قعدنا في الحلقة بس نُفرِد أرقام العقل يطيش، أرقام الكواكب والمجرات، مش بنتكلم في ألوف ولا ملايين، بنتكلم في أعظم من ذلك، ثم الأرض من وسط المجرات ومن وسط المجموعات الشمسية، أرض ضمن مجموعة شمسية، ضمن قارّات أفراد يعيشون عليها، ما هؤلاء أصلًا؟ ما هؤلاء الضّعاف؟ هم كلهم من عَلَق، الله قادر على أن ينتقم منهم؛ الله قادر على أن ينتصر منهم.

    سرّ وجودنا هو العبودية
    لذلك بعض المفسرين قال مش انتصر عليهم، هنا "منهم"بتفيد الانتقام ونزع النصر منهم، بيسموه حاجة في البلاغة "التضمين" ضُمِّن هذا الفعل فعلًا آخر وهو الانتقام، أو يُنزَع النصر منهم، لذلك جاء حرف الجر "من"، عكس اللي هيجيلنا "دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ" محمد:10، وأن هنا "مِنْهُمْ" فادت معنى و"عَلَيْهِمْ" تحت فادت معنى تاني زي ما هنذكر بإذن الله -سبحانه وتعالى-، فالله قادر على أن يقتل وأن يدمر هؤلاء الضعاف، هؤلاء العلق، نقطة دم واحدة تتجمد في عرق أحدهم يسقط، عنده جلطة ويسقط، أي توقف دقات القلب يسقط، أي شيء توقف نَفَسُه يسقط، الإنسان ضعيف، الله قادر أن ينتصر منهم، ولكن يتركهم لأسباب "لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ" محمد: 4، هذا سر وجودنا؛ أن نُبتلى "لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" الملك:2، سر وجودنا العبودية، قامت الدنيا لأجل ذلك، قامت السموات والأرض لأجل ذلك.

    يبتلينا الله -سبحانه وتعالى- لينظر كيف سنعمل؟
    ما الذي سيظهر وما الذي سيخرج منَّا من عبودية، هذه البلاءات وهذه المواطن وهذه الأحداث يجريها الله -سبحانه وتعالى- لينظر كيف ستفعل في هذا المواقف؟ كيف ستفعل أمام الظالم؟ كيف ستفعل وأنت مُستضعف؟ هل أنت لا تتبع الدين إلا في وقت القوة فقط "وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ" البقرة: 20، أنه مجرد أنه لا يجد نور زي في سورة البقرة مع المنافق، إذا وجد النور سار وإذا أظلمت الدنيا توقف، إن لما أظلم هنا في سورة البقرة قيل من معانيها إذا حدث نصر للمؤمنين أنا معكم، هذا في سورة النساء، لكن إذا حدث ابتلاء لا أنا لا أتبع هذا الدين، فيُغيِّر الله -سبحانه وتعالى- ويُداول الأحداث لينظر كيف تعملون.


    حكمة الله -سبحانه وتعالى- من إمهال الظالمين
    "ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ"، فيستخرج منا عبوديات لم تكن لتظهر إلا في هذه المواقف، ويستمر الضغط على أهل الإيمان ليستخرج منهم الكنوز والدُّرر والعبوديات التي لم تكن تخرج إلا في هذا الموقف، بستمر الضغط كما حدث في الأحزاب ليظهر ما بداخلنا، هل سنقول -والعياذ بالله- كما قال المنافقون في سورة الأحزاب"مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا " الأحزاب: 12، أم سنقول كما قال أهل الإيمان"هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ" الأحزاب: 22، هذه الكلمات لا تخرج إلا في هذه المواقف، هذه العبوديات من أهل الإيمان لا تخرج إلا في مثل هذه المواقف،"ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ"، كلما رأيت ظالمًا يستطيل بظلمه، كلما رأيت دولةً استمرت على الظلم لسنوات، إيّاك أن تظنّ أن الله –عزَّ وجلَّ- أهملهم، ولكن الله –سبحانه وتعالى- أمهلهم ليستمر في كفره فيصل إلى قاع النّار والعياذ الله، ويصل إلى أسفل دركات في النّار وهذا ليستخرج منه العبوديات والإيمان ليكون في الفردوس الأعلى.

    ما قيمة الدنيا بالنسبة للآخرة؟
    ما الدنيا؟ إنما الدنيا حقيرة، الدنيا ضئيلة الحجم والزمن والقدر والمكان، "ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصعبه في اليم" اذهب إلى محيط اذهب إلى بحرٍ واسع وضع إصبعك في اليم في البحر ثم انظر بماذا يرجع؟ هذه القطرات هي الدنيا، حينما تصدر أحكامًا جزئية على هذه القطرات وتنسى الدنيا؛ هي أحكام جائرة، الذي يُعظَّم الدنيا يقول يسأل هذا التساؤل: لماذا لا ينصر الله أهل الإيمان؟ لماذا يتركهم يُقتَّلون ويُعذَّبون؟ إنما ينالون الشهادة، إنما يرتفعون في الفردوس الأعلى، إنما يذهبون إلى أنهارٍ من لبنٍ ومن ماءٍ ومن خمرٍ ومن عسلٍ مُصفَّى، إنما يَصِلُون إلى أعلى درجات الإيمان، ما قيمة الدّنيا؟ إن تذهب ويبقى هذا الثواب الأعمال الباقيات والصّالحات الباقيات.

    لا يضيع الله عمل الصالحين أبدًا
    " ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ"محمد: 4، الذين بكيتم عليهم، الذين حزنتم عليهم وتسألون عنهم "وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ"محمد: 4، قراءة حفص"وَالَّذِينَ قُتِلُوا" أما في قراءة أخرى "قاتَلوا"، "وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ"، في أول السورة الكفار أضل أعمالهم كل عملٍ عملوه من خيرٍ ضاع، أما هؤلاء كل قطرة عرقٍ أو دمٍ نزلت منه، كل مجهودٍ بذله لن يضيع عند الله، "فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ"، تُحفظ أعمالهم وتكون درجاتٍ يصعدون عليها يوم القيامة إلى الفردوس الأعلى.

    إلى أي شيء يهدي الله أهل الإيمان؟
    "فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ *سَيَهْدِيهِمْ"محمد 4: 5، هنا على قراءة "قُتِلُوا" يعني سيهديهم في الآخرة، في زاد المسير ابن الجوزي ذكر أربعة أقوال: سيهديهم هل سيهديهم لمعرفة الحق؟ أو يهديهم لمحاجة منكر ونكير؟ أم سيهديهم إلى منازلهم في الدنيا؟ أم غير ذلك من الأقوال.
    لو قلنا "قاتَلُوا" في سبيل الله هيكون "سَيَهْدِيهِمْ" على قراءة "قاتلوا" هيكون سيهديهم أي سيهديهم إلى وصول الحق، وإن أهل الثغور وأهل الجهاد هم أقرب الناس إلى وصول الحق، أما على قراءة حفص اللي هي القراءة اللي نحن بنقرأ عليها "قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، "سَيَهْدِيهِمْ" أي سيهديهم لمُحاجَّة منكر ونكير في القبر، أو مُحاجّة الملكان أيا كان الاسم ثابت أم غير ثابت، سيهديهم إلى الرّد على الأسئلة في القبر، أو سيهديهم إلى وصولهم منازلهم في الجنة، " سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ *وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ" محمد 6:5.


    المؤمن يُعَرِّفه الله منزله في الجنة
    "فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ *سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ"محمد 5:4، بقى بالك أصلحه الله في الدنيا وأصلحه الله في الآخرة، لا يحزن على شيء، حياة المجاهد المليئة بالأسلحة والسيوف حول الرقاب والصواريخ والسجن والقتل والأسر والتقطيع والشهادة والدماء وطيران الرقاب والقتل، هذه الأحداث العجيبة المتتالية المرعبة، أصلح الله باله في الدنيا وفي الآخرة، "وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ *وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ"، هذا مآلهم أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الجنَّة والشهادة في سبيل الله "وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ"محمد6:5، "عَرَّفَهَا" فيها ثلاثة أقوال أشهر قول: أي يُخبرهم بمنازلهم ويهديهم إلى الوصول إلى منازلهم في الجنّة، فيكون الإنسان أعرف بمنزله في الجنة بمنزله في الدنيا.

    طَيَّب الله الجنة لأهل الإيمان
    يعني تخيل أنت ساكن مثلًا في القاهرة، ساكن في المنصورة، ساكن في أي بلد في العالم؛ في السعودية في أي مكان، وفي البلد دي انت يوميًا بتروح الشغل وانت راجع من الشغل بترجع البيت، في الطريق إلى العودة إلى المنزل في أي مشوار وانت راجع لمنزلك لا تحتاج إلى كثير عنائِك في التفكير، أنت أصلًا بتحس إن العربية بتمشي لوحدها، رايحة لمكان البيت، لأن ده بيتك، في الجنة حينما تُفتَّح أبواب الجنة -ربنا يرزقنا اللحظة دي- وتشم رائحة الجنة وتشتاق، ونفسك تشوف إيه اللي جوه؟ الطفل لما يكون رايح ملاهي وشايف الأنوار نفسه يجري ويدخل عايز يعرف إيه اللي جوه، الأنوار دي عبارة عن إيه؟ فتخيل أبواب الجنة المغلقة تُفتَّح ويشم رائحة الجنة، بعدين يجري يا ترى إيه اللي جوه؟ يصل إلى منزله وكأنه يعرفه " عَرَّفَهَا لَهُمْ "، وقيل "عَرَّفَهَا" جاية من الأعراف الشيء المرتفع الجنة مرتفع، وقيل من العَرفْ من الطيب أي طيّبها الله لهم، طبعًا ده جميل أن الجنة طيَّبها الله لهم.

    قليل من الناس من ينصر دين الله -سبحانه وتعالى-
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا" محمد:7، نداء يا من اخترتم الإيمان لا بد أن تسيروا وتلتزموا بتبعات الإيمان "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا"، الإيمان ليس مجرد كلام ولكن معه نصرة، "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" محمد:7، لاحظ إنّ أدوات الشرط بتختلف؛ مرة ربنا قال "فَإِذا لَقِيتُمُ"، ومرة قال:" إِن تَنصُرُوا"، "إذَا" غالبًا بيأتي مع الشرط المتحقق الوقوع، لا بد أن تقابلوهم؛ إذا اتبعت الإيمان هيحصل لقاء في الحرب مع الكفّار لا بد، "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ" واحد يقول لي طب وده تشكيك إنّ احنا ننصر دين ربنا؟ لا ده مش تشكيك ده لصعوبة الموقف ولقلة من يفعل هذا الفعل -نسأل الله أن نكون منهم-، لقلة من ينصر دين الله هنا جاء حرف الشرط "إنْ" الذي يأتي للتشكيك.

    المؤمنون بحاجة إلى الثبات قبل و بعد النصر
    "إِنْ" لو التزمتم بالأعمال تنصروا الله أي دين الله؛ الله لا يحتاج إلى نصرة أحد "إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ"، يعني انت رايح تنصر دين ربنا تُفاجأ أن الله هو الذي ينصرك، يبقى إنت المستفيد أصلًا من العمل للدين "وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" محمد:7. حاجة عجيبة جدًا الواحد كان متوقع إن تنصروا الله يثبت أقدامكم، عشان تنتصر يعني تثبيت القدم ثم النصر، النصر ييجي قبل تثبيت القدم، شيء عجيب! إما أخبرك الله بغايتك وبعدين أخبرك بالوسيلة يبقى ربنا طمنك إن إنت هتنتصر وبعدين قال لك سأثبت قدمك يعني أخبرك بالنتيجة الأول، أو أنت تحتاج إلى تثبيت القدم بعد الانتصار، طب ليه؟ حتى لا تغتر، حتى لا تترك الطريق، يعني ممكن واحد ينتصر في معركة ثم يترك بقية المعارك، يبقى حتى مش بس معركة، في عبادة؛ إنه يجتهد في رمضان ثم لا يثبت بعد رمضان يعني اجتهد وعبد ربنا ودعا إلى الله ثم ينتكس بعد ذلك –والعياذ بالله-، فقبل النصرة تحتاج إلى تثبيت وبعد الانتصار تحتاج إلى تثبيت.

    الثبات عزيز ولا يكون إلا من الله
    كلمة يثبت أقدامكم في مشهد طيران الرقاب والقتل والدماء؛ الثبات عزيز ولا يكون إلا من الله، ثبات الأقدام ولا يصيبها الوهن في هذه المعركة الشّرسة تحتاج فيها إلى توكل وعون من الله –سبحانه وتعالى- "وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"، أما الذين كفروا عكس الثبات: التعس، التعس: السقوط على الوجه وعدم الثبات، "وَالَّذِينَ كَفَرُوا" محمد:8، عكس بقى، تجد كلها مقارنات؛ مؤمنين وكفار، دول لهم الثواب للإيمان وجزاء الكفار عكس بعض، دول "فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ" محمد:4، ودول "وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ" محمد:8، دول: ثبتهم الله ودول "فَتَعْسًا لَهُمْ" محمد:8. "وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ" محمد:8، تكرار تاني "وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"، وبعدين بعدها "فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ"محمد:9، تكرار الأعمال معناه إن الكفار مستمرين في الأعمال، وعناية الله ورعاية الله لأهل الإيمان مستمرة وخذلانه لأهل الكفر مستمر.

    لماذا أحبط الله –عزَّ وجلَّ- أعمالهم؟
    "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ.." لماذا أضلهم الله؟ "..كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ" محمد:9، الآية دي لوحدها عايزة درس بس عشان الوقت، في ناس مش عايزة شرع، كاره للقرآن تقول له قال الله تعالى يقول لك مش عايز اسمع، "وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ" الزمر:45، سورة الزمر، في مقدمة أصلًا آل حم الزمر، هو كاره ما أنزل الله - والعياذ بالله-، دول أحبط أعمالهم، بعض المتأخرين ذكر إن الحبوط أعلى من الضلال وإن الضلال أشبه بالتيه والحبوط هلاك واختفاء، يعني زي ما هما بيزودوا في العدة والعتاد والأعمال في مقابلة الجزاء من ربنا بيزداد قصاده، هما بيدرَّجوا بيستعلوا فييجي العذاب زيادة، "فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ" والحبوط الهلاك والدابة التي تأكل الشيء تظنه مفيدًا فيؤدي إلى مرض؛ يؤدي إلى هلاكها، هؤلاء الكفار بيعملوا حاجة يعتقد أنها تنفعه يكون فيها هلاكه، في هذا الشيء هلاكه –والعياذ بالله-.

    إهلاك الله للكفار بالهواء بعد عنادهم
    لهؤلاء الكفار دعوة إلى أن "يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ" محمد: 10، أيها الكافر المعاند الصاد عن سبيل الله، هل أنت أقوى من فرعون أو من قوم عاد؟ "دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ" محمد: 10، الذين سبقوك وقالوا: "مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً" فصلت:15، أهلكهم الله بالريح؛ بالهواء، "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ" إحنا قلنا هناك "منهم" هي نزع النصر منهم أو الانتقام، هنا "عليها" من العذاب ينزل فيه استعلاء، "على" تأتي بمعنى الاستعلاء والإحاطة "عَلَيْهِمْ".


    عذاب الكافرين أنواع
    "وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا" محمد:10، مش للكافرين مِثلُها، "أمثال"؛ يعني العذاب كان أنواع مرة بالصيحة ومرة بالرّيح، ومرة بقلب القرية، وممكن أنواع العذاب لا يحصيها الإنسان عددًا، فأحيانًا الكافر الصاد عن سبيل الله يظن إن العذاب هيجيله من هنا، لأ يجيله من حتة تانية، أحيانًا مُعتقد إنه هيجيله من الصيحة هيجيله من الريح، مُعتقد إنه هيجيله من الريح يجيله من داخله، من بعوضة، من سد يسقط عليه، من أقرب الناس إليه يقوم بطعنه، أيًا كان العذاب قد يأتيه وأحاط الله –عزَّ وجلَّ- بهم، "فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا.." جات له منين؟ "وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ" الحشر:2، تأتيه من داخلهم، "وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا".

    أعلى صور ولاية الله لك أن يدخلك الجنة
    آية جميلة أوي"ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ" محمد:11، إحساس إنّ إنسان عارف لمّا.. كان في أحد الدعاة بيذكر مَثَل يقول: تخيَّل لما طالب في المدرسة يقول له هات ولي أمرك، يقول ما عنديش، فمحدش بيهتم به، في الدنيا دي ملحوقة، لكن في الدّين مفيش حد بيتولاه "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا"، لذلك أعلى صُور الولاية، حد يقول إيه: إزاي "اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا" ونحن نُقَتَّل ونحن نُعذَّب ونحن نُسجن ونحن نُشرَّد؟ اقرأ الآية اللي بعدها، أعلى صور الولاية في الآخرة "إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ" محمد: 12، متخليش تفكيرك دنيوي، أعلى صور الولاية أن يدخلك الجنات.

    ولاية الله العامة وولايته الخاصة
    لذلك هنا الولاية جات بعدها الآخرة، الولاية جات في سورة البقرة "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا" البقرة:257، إيه هي صور الولاية؟ "يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ"، سورة الأعراف "إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ" الأعراف:196، إيه صور الولاية؟ "الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ"، يبقى إحنا عندنا ثلاث صور للولاية، إنزال الكتاب في الأعراف، يخرجك بهذا الكتاب من الظلمات إلى النور، فتظل على النور وتموت على النور، حتى تدخل الجنة في سورة محمد؛ في السور اللي فيها مواطن الولاية. يبقى محدش يقول لي : لا يتولاني الله، أنا ربنا مش متولي أموري، أنت تتكلم عن الدنيا، ربنا قال بعدها إن اللي كل تفكيره دنيوي:"يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ" محمد:12، ده واحد و-العياذ بالله- يريد أن ينزل إلى مرتبة الأنعام، يعني اللي معتقد إن ولاية الله له إنه ياكل كويس ويشرب كويس دي ولاية الله للأنعام، دي معاملة ربنا للأنعام، دي اللي هي الولاية العامة "الرب"، لذلك الولاية جت بمعنى الولاية العامة "وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ" يونس:30، يعني ولاية الله اللي هي العامة، في ولاية خاصة لأهل الإيمان. وهنا نفي للولاية الخاصة.

    تثبيت الله لأهل الإيمان وخذلانه للكافرين
    "ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا" اطمئنان، "وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ" محمد:11، تثبيت لأهل الإيمان وخذلان للكافرين، "إِنَّ اللَّهَ" تأكيد، أعلى صور الولاية " يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ" محمد:12، "عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ" ده لفظ عام ممكن يُفَسَّر بحسب سياقه في القرآن، فممكن يأتي بمعنى الجهاد، ممكن يأتي بمعنى إصلاح ذات البين، على حسب السياق، من عمل الصالحات أول ما يدخل في هذا المعنى: الجهاد في سبيل الله ونصرة الدين، ثم كل الصالحات بعد ذلك، "جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ" محمد:12، أما الذين كفروا لا يتولاهم الله، يتركهم "ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا.." سورة الحجر"ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ" الحجر:3، يبقى خذلان الله للكفار يأتي عن طريق أن يتركهم يتمتعون، مش إن هو يُهلكهم سريعًا زي ما ذكرنا في "لَانتَصَرَ مِنْهُمْ" محمد:4.

    ذم تفكير الأنعام المنحصر في الأكل و الشرب
    "وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ" بصيغة المضارع، وممكن يقعدوا كده فترة طويلة "وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ" محمد:12، لا نظر لهم ولا فكر، حتى الإمام ابن عطية حاول هنا يحلل إن التشبيه مش معناه أنه بياكل زي ما بتاكل الأنعام، طب ما أي حد بياكل، العالم والجاهل يأكل، لكن يأكل أكلًا يستفرغ فيه وسعه ولا يُعمِل فيه عقله، بمعنى إن واحد كل همّه في الحياة أنه ياكل ويشرب كويس وبس، طب الدين مش مهم، طب الصلاة مش مهم، طب التوحيد والإيمان مش مهم، وإنّ معيار التفاضل بين الناس وبين بعضهم البعض عن طريق الأكل والشرب، ودي مصيبة، ده تفكير الأنعام، ده نزول إلى مرتبة بعيدًا عن الإنسانية.

    فالكافرين وصفهم الله أنهم "يَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ" دون تدبر، لذلك ربنا قال: "فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ" سورة عبس "فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ" عبس:24، قبل أن تأكل لابد أن تنظر، "أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا" عبس25: 26. "يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ" محمد:12، و-العياذ بالله- المصير النهائي النار، لم يغني عنهم الأكل،لم يغني عنهم التمتع، "يُؤتى بأنعم أهل الدنيا وهو من أهل النار، ثم يغمس غمسة واحدة في النار، ثم يقال له: هل ذقت نعيمًا قط؟" هل تذكر شيئًا من الأكل والنعيم والتمتع، "يقول: لا والله يا رب"، "مَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ" الشعراء:207، دي سورة الشعراء.


    ولاية الله –سبحانه و تعالى- لأهل الإيمان في الدنيا والآخرة
    "وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ"، دي الولاية الأخروية كانت في إدخال الجنّات، أما الولاية الدنيوية أن الله –سبحانه وتعالى- بالرغم من إخراج قومك لك إلا أن الله نصرك عليهم، "وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ" محمد:13،"وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ"، قالوا ده مكة "الَّتِي أَخْرَجَتْكَ" كأن القرية كلها أخرجته، كأن القرية كلها ساهمت في ذلك، "أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ". في هنا مبحث ممكن قد يطول عشان كده أقوله سريعًا، وأحيلكم يعني على مصادر، أو اللي عايز يعني يرجع للتفاسير، ربنا بيقول: "وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا" الإسراء:76، طب هل همّ أخرجوه؟ ولا هو اللي خرج؟ طب أصلًا الكفار في الأول عشان سريعًا كده، هم كانوا عايزين يخرجوه من مكة.

    إخراج النبي -صلَّى الله عليه وسلم- من مكة
    "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ" الأنفال:30، يبقى أحد الوسائل أنه عايز يخرجك، طيب هما في الأول كانوا عايزين يخرجوا النبي –صلَّى الله عليه وسلم- من مكة، قبل أن يكون له وجهة، قبل أن يكون له منعة، فلما كان له وجهة، وكان له منعة، وإذا خرج سينتشر الدين، قالوا لا مش عايزين نخرجك، يبقى المقصود بكلمة "أَخْرَجَتْكَ" بأخلاقهم وبعنادهم وإصرارهم جعلوك تخرج وتبحث عن مكانٍ آخر، لكن هم في الآخر ماكانوش عايزين يخرجوه، ده هم كانوا عايزين يقتلوه، بل حزنوا لخروجه من مكة –صلَّى الله عليه وسلم-، "وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ" محمد:13، وبعدين مقارنة بين من كان على بينة ومن زُين له سوء عمله.

    لابد للدّاعية والعامل لدين الله أن يكون على بيِّنة
    يبقى قلنا في مقارنة بين اللي كان على بيِّنة "أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ"، "على" حرف تمكُّن،"عَلَىٰ بَيِّنَةٍ" محمد: 14، لا بد للعامل لدين الله، والمجاهد، واللي بيبذل، والداعية، لازم يكون على بينِّة مما يفعل، لأن أي شبهة ممكن تخليه يتذبذب، لإن الداعية بيبذل، وبيضحي، والمجاهد بيبذل وبيضحي، فحتى لا يتردد في وقت البذل، ولا يلتفت إلى ما بذله، إيه ده أنا ضيعت عمري ولا إيه! أنا اضحك عليّ ولا إيه؟ أنا بذلت كتير، هو أنا طلعت غلط؟ حتى لا يصل إلى هذه المرحلة من التشتت الذي يريدها أهل الكفر له، لا بد أن يكون على بيِّنة. " كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ". الثاني بيضحكوا عليه إزاي؟ الشيطان بيضحك عليه إزاي؟ إنه بيُزيَّن له سوء عمله حتى يستمر للنهاية؛ حتى تستمر المعركة، فيه واحد على بيَّنة، وفيه واحد مُزيَّن له.

    ثلاث فرق تحدثت عنهم السورة
    "وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ"، آخر كلمة في الكلام عن فريق الكفار: "وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ "، السورة اتكلمت عن 3 فرق، وبعدين هتُجمل في الآخر إن كلهم صدوا عن سبيل الله، ولهم عقاب في البيان الختامي في للسورة، فيه 3 فرق؛ كفار، ومنافقين، ويهود بينهم تعاون مع المنافقين. هنا خُتم الكلام عن الكفار الصادِّين عن سبيل الله، "كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم"، الكلام بعد كده عن ثواب المؤمنين وبعد كده الكلام عن المنافقين، "وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ"، غالب الكلام عن المنافقين في القرآن بييجي إن هما "وَمِنَ النَّاسِ"، فريق دايمًا بيدخل ضمن الناس، هنا من الأول " الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ"، واضحين، في كفار واضحين، فيه منافقين بيكونوا ضمن الناس، فبييجوا معاهم "وَمِنْهُم"، "وَمِنَ النَّاسِ".

    الفرق بين ثواب أهل الجنة و عقاب أهل النار
    طب قبل ما نروح للمنافقين عايزين نكمل في الطريق؛ الطريق صعب، أن تستشعر ثوابك في الجنة، "مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ" محمد:15، هل تقارن بين هذه الأنهار المتعددة، والجنة والمغفرة، ما بين واحد خالد في النار؟ "وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ"، الأول نتكلم عن ثواب، المُلاحَظ هنا إن الآيات دي لم تأتِ إلا في هذه السورة، بمعنى: التفصيل في الأنهار، ومش بس أنهار من ماء وخمر ولبن وعسل، لأ، كل صنف من هذه الأصناف الطيبة معاه وصف مقيِّد له، ماء غير آسن، وعسل مصفى، خمر لذة، أي أيضًا خالي من العيوب، ولبن لم يتغير طعمه، نجد إن الرابط بين الأربع أصناف هنا أن هذه الأنهار محفوظة من التغير، وخالية من الأكدار، فالجزاء من جنس العمل.

    الجزاء من جنس العمل
    المجاهد كانت حياته مليئة بالأكدار، وكان لم يستطع أن يحافظ على ماله، وضحَّى بنفسه، فيأتيه رزق- الجزاء من جنس العمل- خالي من الأكدار، ومُحافَظ عليه، الجزاء من جنس العمل، أو المجاهد أو الرابط التاني: المجاهد كانت حياته خالصة صافية لله من أي كدر، مكنش فيها شائبة، حتى القتال لم يكن حميَّة، ولم يكن مجرد أَنَفة، لا كان القتال في سبيل الله، وهنا خطورة إن مش أي قتال، مش أي حد يضحك عليه، لا القتال لا بد أن يكون خالصًا في سبيل الله، لا يكن تحت راية عمومية، يكون خالصًا في سبيل الله، لنصرة دين الله، بعيد عن الأغراض والأهواء والشهوات، فحينما كان القتالُ صافيًا خالصًا، والمجاهدة في سبيل الله كانت صافية من الشوائب كان الثواب صافيًا خالصًا.

    فإما إن حياته كانت مليئة بالأكدار والمنغصات، وكان أصلح الله بالهم بالرغم من وجودها في الدينا، في الآخرة يأتيه الثواب صافي، مصفَّى من كل الأكدار والشوائب، محفوظ كما حفظ دينه، لم يغيره، ولم يبدل إلى أن مات، ومنهم اللي هي في سورة الأحزاب "وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً" الأحزاب:23، أنه لم يبدل ولم يغير، صنف من الناس حافظ على دينه ومات، ولم يبدل ولم يغير، "فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً"، كذلك يأتيه الرزق غير مبدَّل ومُحافَظ عليه.

    عذاب أهل الكفر من جنس عملهم في الدنيا
    لاحظ عقاب الكفار، كانوا يأكلون، هو اللي بيأكل، ويتمتعون ويأكلون، هو اللي كان بيأكل، عذابه: "سُقُوا"، غصبٍ عنه "مَاءً حَمِيمًا"، وعكس التمتع "قَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ"، يبقى الأكل والتمتع: أي الجزاء من جنس العمل، لأنه طبعًا كان في غير دين الله -سبحانه وتعالى- ولم يكن في مرضات الله، كان العقاب أنه "سُقُوا"، غصبٍ عنهم "مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ". هنا انتهى ثواب المؤمنين وبدأ صنف جديد، المنافقين، وأول مشهد للكفار في أرض المعركة بيصدوا عن سبيل الله، أول مشهد للمنافقين يا ترى فين؟ يا ترى في صف الكفار بيقاتلوا؟ يا ترى مثلًا بيحاربوا المؤمنين؟ لا لا لا، قاعدين في مجلس النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، "وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ" محمد:16، آخر مكان ممكن تتوقع فيه إن يكون فيه المنافقين، آخر مكان ممكن تتوقع إن يكون فيه المنافقين، إن هم قاعدين بيحضروا مجلس علم للنبي –صلَّى الله عليه وسلم-، مشهد عجيب جدًا، مكان غريب جدًا.

    المنافقون لا يظهرون إلا في أوقات معينة يقدرها الله
    يعني أنت ممكن متوقع مثلًا أنك تشوف المنافق في برنامج بيبث شبهات على المسلمين، ده مكان طبيعي وبنشوفه على طول، أو إن هو في صف الكفار، أو راح يسلم على واحد يهودي وبيبوس راسه، أو بيخطط مع اليهود، وزي ما يجيلنا المشهد ده إنهم بيخططوا مع اليهود ويفتضحوا، أول مشهد للمنافق قبل الفضيحة، هو هيجي الوقتي آية هتفضح المنافق، ودي إن شاء الله ممكن نأجلها للحلقة القادمة، وكان في درس طويل بعنوان "متى يتكلم المنافقون، أو متى يظهر المنافقون"، لأن المنافق دايمًا مستخبي عايش في النفق، عايش في النفق، امتى بيظهر؟ في أحداث معينة يقدرها الله ليظهر، وربنا قال في السورة دي برضه، بيفضلوا يحاولوا يستخبوا لكن "وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ" محمد:30، مهما حاول يستخبى هتعرفه بلحن القول.

    المنافقون في مجلس النبي -صلَّى الله عليه وسلم-
    طب مشهد غريب أنت قاعد بتبص لمجلس النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، تُفاجأ إن فيه منافقين قاعدين مستخبين، وقاعد عامل نفسه بيسمع، مش ومنهم من يسمعُ إليك "وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ" محمد:16، بيتظاهر بالإنصات والاستماع وقاعد بقى بالكشكول وكأنه قاعد بيكتب ومركز، "حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ" محمد:16، يروح يسأل العلماء الصحابة، ويسأل بعض صغار الصحابة، وكان ابن عباس يقول:"أنا ممن سئل"، يروح يقول له إيه؟ "مَاذَا قَالَ آنِفًا" محمد:16، هو كان بيقول إيه؟ بعضهم قال إنه كان قاعد مقالش المعنى اللي أنا قولته أن هو يستمع بمعنى مركز، قال كان قاعد غير مبالي، فبيخرج يقول هو كان بيقول إيه؟ وإن دي علامة استهتار، أو -وده الأوقع والله أعلم يعني- إنه كان بيتظاهر بالاستماع، فلما يخرج يقول إيه؟ هو إيه قيمة الكلام ده، حاسس إن الكلام ده مالوش لازمة، يعني و-العياذ بالله- يعني إيه؟ بيشكك.


    التشكيك في دين الله من عمل المنافقين
    لذلك نؤكد: العامل لدين الله لابد أن يكون على بيِّنة من أمره، حتى لا يتذبذب، التشكيك بيأتي من الكافرين، ويأتي من المنافقين، المنافق ممكن يشككه أنه يقول لك وريني كده أنتوا عندكوا إيه؟ اقرأ عليَّ قرآن أو قول لي كده دروس، فيسمع ويعمل نفسه مركز، ويسأل هو قال إيه؟ أنا مش شايف أي كلام مهم، فكلمة "مَاذَا قَالَ آنِفًا"، إما الاستفهام ده غرضه التشكيك، أو غرضه إظهار عدم المبالاة، أنا لا أبالي بما يقول، فإما قالها تشكيكًا، أو استهزاءً واستخفافًا، يبقى ده غرض الاتنين، أنه يجعل لو هو خاصةً قامة كبيرة بتحضر ويشعر بنوع من اللامبالاة، ده ممكن يوهن في بعض ضعاف الإيمان، أو إن واحد قامة دنيوية ويحضر وبعدين يتساءل ما قيمة هذا الكلام؟ هذا الكلام لا قيمة له.

    الذي يجاهد يزيده الله هدى
    "وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا"، يعني يفضل قاعد لحد ما يخرج، "خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ"، يروح يسأل أهل العلم تحديدًا عشان يشككهم، لأن هو عارف أنه لو شكك أهل العلم، البقية لهم تبع. "قَالُوا"، مش لأي حد "لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ"، أعطاهم الله العلم، "مَاذَا قَالَ آنِفًا"، فربنا بيقول هؤلاء لم يؤتوا من قبل قلة العلم المطروح، ولكن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- أتاه الله العلم، أمال من إيه؟ "أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ"، فلم ينفذ العلم إلى قلوبهم، "طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ"، نفس اللفظ اللي جه مع الكفار، اتكرر تاني "وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ" محمد:16، أما "الَّذِينَ اهْتَدَوْا"، واهتدوا في نوع من المشقة والبذل؛ جاهد عشان يصل، "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ" محمد:17. مين اللي "زَادَهُمْ هُدًى"، مين الفاعل هنا؟

    كتير من أهل العلم قال "زَادَهُمْ"، أي الله –سبحانه وتعالى-، لما جاهد وصبر وصابر، وحضر مجلس العلم، وطبق العلم ده بإنه جاهد في سبيل الله وبذل "زَادَهُمْ هُدًى"، يبقى اللي عايز يزداد هدىً يعمل إيه؟ يسمع ويطبق، يستمع يركز مع كلام النبي –صلَّى الله عليه وسلم- وكلام الله الأول، ومع كلام النبي –صلّى الله عليه وسلم، وبعدين يطبق، ده "زَادَهُمْ هُدًى".

    بعض العلماء أشار إلى معنى فيه نوع من اللطافة يعني، قال "زَادَهُمْ هُدًى"، أي كلام المنافقين زادهم إيمانا، يعني أحيانًا ييجي الكافر أوالمنافق، زي ما في سورة آل عمرن "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ"، عايز يخوفهم، فَزَادَهُمْ إِيمَانًا" آل عمران:173، يقول له والله أنت زودت لي إيماني والله، أنا كنت محتاج، في نفس الكلام ده بيضعفهم، أو هنا يجي واحد يقول له شبهة، يقول ياه ده الشبهة دي فتحت لي آفاق في فهم الدين، هذا الدين عظيم، ده أنا استفدت جدًا من الشبهة بتاعتك دي، أنا مش عارف أقول لك إيه، فأحيانًا كلام المنافقين لأهل العلم يزيدهم هدى، وإن كان الراجح عشان الضماير ميحصلش فيها انفصال، زادهم الله هدى وآتاهم الله تقواهم.

    لا قيمة للذكرى و التوبة إذا جاء الموت
    "فَهَلْ يَنظُرُونَ"، هؤلاء الكفار والمنافقين، أو الخطاب للمنافقين "فَهَلْ يَنظُرُونَ"، أي هل ينتظرون إِلَّا السَّاعَةَ تذكير لهم، الكفار كان التذكير لهم أن يسيروا في الأرض، المنافقين كان التذكير لهم أن يتذكروا الدار الآخرة، "فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا" محمد:18، لو هو مستني يتوب قبل الموت أو يوم القيامة، مجيء النبي –صلَّى الله عليه وسلم- من أشراط الساعة، "فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ" محمد:18، ركزوا معايا في الجملة دي نحاول نختم بها بالآية اللي بعدها، يعني إيه "فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ"؟

    المعنى الأول: إما المعنى- ركّز معايا- "فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ"، إما المعنى فأنّى لهم ذِكْراهم إذا جاءتهم الساعة، يعني "ذكراهم" دي ورا كلمة "فأنى لهم" أي فأنَّى لهم الذكرى؛ أي لن تنفعهم الذكرى إذا جاءهم الموت أو إذا جاءت الساعة. تاني؛ يبقى القول الأول معناه: ما قيمة أن تتذكر إذا جاءك الموت؟ ما قيمة قول فرعون "آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ" يونس:90، عند رؤيته ملك الموت؟ لا قيمة له، ما قيمة هذا التذكر عند مجيء الموت؟ يبقى "إِذَا جَاءَتْهُمْ"، أي إذا جاءتهم الساعة لا قيمة لتذكرهم، ده المعنى الأول.

    المعنى التاني: "فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ"، أي كيف لهم أن يتوبوا، وكيف لا يتوبوا وقد جاءتهم التذكرة ووصلت إليهم، جاءتهم الذكرى هنا فاعل جاءتهم، جاءهم النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، وجاءتهم الآيات، وبالرغم من ذلك أعرضوا، فكيف يلتفتون وكيف يعرضون، يبقى إما جاءتهم الذكرى، أو جاءتهم الساعة لن تنفعهم الذكرى، فالشاهد الخلاصة يعني أن معنى الآية؛ كيف تستمرون على الإعراض وقد اقترب أجلكم واقتربت الساعة.

    العامل لدين الله ليس معصومًا
    في الآخر أعرض عن هؤلاء واستمر أنت في العلم وعلّم المؤمنين، "فَاعْلَمْ" فلا تنشغل بهم لأن هؤلاء كانوا يشككون في العلم، فاستمر أنت بالعلم، "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ" محمد:19، خلاف طويل ما معنى كلمة ذنبك؟ هل التقصير، أو اللي في حقه خلاف في حق الرسول –عليه الصلاة والسلام- خلاف الأولى، "وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ" محمد:19، دي بشرى أن يستغفر لنا النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، وده أيضًا دلالة إن زي ما ربنا طوال السورة أخبرنا إنه بيكفر سيئات العاملين لدين الله "كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ" محمد:2، وحتى في آية الثواب اللي في الجنة قال ربنا –سبحانه وتعالى-: "لَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ" محمد:15، تكرار كلمة كفّر السيئات والمغفرة مع المجاهد، أن المجاهد ليس معصومًا، أن الداعية ليس معصومًا، أن العامل لدين الله ليس معصومًا.

    إذا رأيت الداعية وقع في خطأ فانصحه واستغفر له
    بنحاول نعمل درس اسمه "بشرية العاملين لدين الله"، أنه بشر يصيب و يخطئ، فنغفر له خطأه ونصحح الخطأ، نقول لا نقره على خطئه، فالحق أحب إلينا منه، ولكن لانهدمه ولا نفرح بهذا الخطأ، المنافقين يفرحون بخطأ الدعاة، ويفرحون بخطأ المجاهدين، المؤمن لا يفرح بذلك، يغفر له، ونستغفر له، أخوك لما يغلط تستغفر له، واستغفر تأسّيًا بفعل النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، وبأمر الله له –سبحانه وتعالى-، وبأمر النبي –صلَّى الله عليه وسلم- "وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ"محمد:19، سواء متقلب أهل الإيمان أو مثواهم، أو متقلب المنافقين، الله مُطّلع على كل هذه الأحوال، ثم تأتي الآية التي تليها، متى يفتضح المنافقون؟

    هذا ما سنذكره بإذن الله –عزَّ وجلَّ- في الحلقة القادمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله أنت أستغفرك وأتوب إليك، وجزاكم الله خيرًا.

    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

    "واللهِ ! ما الدُّنيا في الآخرةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجعلُ أحدكُمْ إصبعَهُ هذهِ - وأشارَ يحيى بالسبابةِ - في اليمِّ. فلينظرْ بِمَ يَرجِعُ ؟" صحيح مسلم.
    "يؤتى بأنعمِ أَهلِ الدُّنيا من أَهلِ النَّارِ يومَ القيامةِ فيُصبغُ في النَّارِ صبغةً ثمَّ يقالُ يا ابنَ آدمَ هل رأيتَ خيرًا قطُّ هل مرَّ بِك نعيمٌ قطُّ فيقولُ لا واللَّهِ يا ربِّ ويؤتَى بأشدِّ النَّاسِ بؤسًا في الدُّنيا من أَهلِ الجنَّةِ فيُصبَغُ صبغةً في الجنَّةِ فيقالُ لهُ يا ابنَ آدمَ هل رأيتَ بؤسًا قطُّ هل مرَّ بِك شدَّةٌ قطُّ فيقولُ لا واللَّهِ يا ربِّ ما مرَّ بي بؤسٌ قطُّ ولا رأيتُ شدَّةً قطُّ" صحيح مسلم.
    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوسلمى المصري; الساعة 24-07-2018, 02:32 PM.


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

    تعليق


    • #3

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكِ الله خيرًا ونفع بكِ.


      رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

      اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


      ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة آمــال الأقصى مشاهدة المشاركة

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكِ الله خيرًا ونفع بكِ.
        اللهم آمين وإياكم

        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرًا

          تعليق


          • #6
            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
            اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

            تعليق

            يعمل...
            X