إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير سورة محمد "اللقاء الأول" للدكتور/ أحمد عبد المنعم | بصائر 4

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير سورة محمد "اللقاء الأول" للدكتور/ أحمد عبد المنعم | بصائر 4


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم-، أهلًا بكم في هذه الدورة المباركة، من "دورة بصائر" اللي بتمر على جميع أو بعض العلوم الشرعية، بحيث الإنسان يكون مبني في دينه، هذه الدورة إن شاء الله، بإذن الله –عزَّ وجلَّ- تكون الموسم الرابع، أسأل الله –عزَّ وجلَّ- أن يتم لنا هذه الدورة على خير مع موقع الطريق إلى الله، وأسأل الله –عزَّ وجلَّ- أن يبارك في جهدهم.

    احنا بإذن الله –عزَّ وجلَّ- هذا الموسم، احنا اخترنا سور قبل كده، وهم في الموقع بفضل الله اختاروا حتى مع مشايخ أخر وقفات مع سُور أخرى بفضل الله –عزَّ وجلَّ-، وأسأل الله – عزَّ وجلَّ- أن يتم لنا على خير.

    هذا الموسم هنكون معاكم بإذن الله في سورة "محمّد" –صلَّى الله عليه وسلَّم-



    وللتعرف على المزيد تابعوا معنا حلقة بعنوان:-

    تفسير سورة محمد "اللقاء الأول" للدكتور/ أحمد عبد المنعم | بصائر 4




    رابط المادة على الموقع
    https://way2allah.com/khotab-item-145599.htm



    رابط اليوتيوب




    الجودة العالية HD
    https://way2allah.com/khotab-mirror-145599-235901.htm




    رابط صوت MP3
    https://way2allah.com/khotab-mirror-145599-235902.htm


    رابط الساوند كلاود

    https://soundcloud.com/way2allahcom/b4-1



    رابط التفريغ بصيغة وورد

    https://archive.org/download/surat-m...t-mohamad1.doc



    رابط التفريغ بصيغة PDF

    https://way2allah.com/media/pdf/145/145599.pdf


    تابعو التفريغ مكتوب في المشاركة الثانية


    التعديل الأخير تم بواسطة أبوسلمى المصري; الساعة 24-07-2018, 02:22 PM.

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36


  • #2

    يسر فريق التفريغ بموقع الطريق إلى الله أن يقدم لكم
    تفريغ

    تفسير سورة محمد "اللقاء الأول" للدكتور/ أحمد عبد المنعم | بصائر 4


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم-، أهلًا بكم في هذه الدورة المباركة، من "دورة بصائر" اللي بتمر على جميع أو بعض العلوم الشرعية، بحيث الإنسان يكون مبني في دينه، هذه الدورة إن شاء الله، بإذن الله –عزَّ وجلَّ- تكون الموسم الرابع، أسأل الله –عزَّ وجلَّ- أن يتم لنا هذه الدورة على خير مع موقع الطريق إلى الله، وأسأل الله –عزَّ وجلَّ- أن يبارك في جهدهم.
    احنا بإذن الله –عزَّ وجلَّ- هذا الموسم، احنا اخترنا سور قبل كده، وهم في الموقع بفضل الله اختاروا حتى مع مشايخ أخر وقفات مع سُور أخرى بفضل الله –عزَّ وجلَّ-، وأسأل الله – عزَّ وجلَّ- أن يتم لنا على خير.

    هذا الموسم هنكون معاكم بإذن الله في سورة "محمّد" –صلَّى الله عليه وسلَّم-، ستكون وقفات إن شاء الله تكون في خلال أربع حلقات، يعني مدة الحلقة بإذن الله لا تطول بحيث إنّ احنا نمر مرور سريع، طبعًا الوقوف التحليلي التفصيلي مع سورة من كتاب الله بيستغرق أمر طويل، وكُتبت فيه التفاسير الكثيرة، احنا نحاول نمر على رؤوس العناوين الأساسية، مع تحليل لبعض الآيات اللي بإذن الله –عزَّ وجلَّ- نظن أن هي مهمة لكل مسلم ومسلمة.

    نظرة سريعة في سورة "محمّد" –صلَّى الله عليه وسلَّم-
    هذه السورة العظيمة؛ حتى من الاسم سورة "محمّد" –صلَّى الله عليه وسلَّم-، أي إنسان بينتسب إلى هذا الدين، لابد أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمّدًا رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-، فتخيل حينما يختار الله –عزَّ وجلَّ- اسمًا لسورة من كتابه؛ سورة "محمّد"، أو سواء توقيف من الله –سبحانه وتعالى- لصحابة النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّ اسم هذه السورة سورة "محمّد".
    قبل ما نبدأ كالعادة زي ما عملنا قبل كده في برنامج "آيات تتلى" في سورة الأعلى وسورة الملك، عايزين نبص نظرة سريعة على السورة، يعني نظرة كده نُعايش جو السورة، قبل أن نبدأ في التفسير أو الوقفات التحليلية مع آيات هذه السورة.

    الموقع النزولي لسورة "محمّد"
    حينما ننظر إلى سورة محمّد، ننظر أولًا إلى موقعها في المصحف، ننظر إلى موقعها في المصحف، موقعها النّزولي، كل سورة لها موقعها في المصحف وموقعها في النزول، أحيانًا موقعها في النزول يكون عندنا آثار نحدد متى نزلت هذه السورة، سواء مكية أو مدنية، أو تحديدًا في العام مثلًا الثاني الثالث، إذا كان في آثار بتساعدنا أو آيات بتساعدنا على هذا التحديد، فموقع السورة النزولي، نزول السورة؛ في سورة مدنية، بعضهم نقل بالإجماع، الخلاف فيها أشبه بإن هو خلاف ضعيف يعني، سورة مدنية بتتكلم عن القتال، وزي ما رُوي عن بعض السلف: "كل سورةٍ ذُكر فيها القتال فهي مدنية، أو فهي مُحكمة" يعني مفيش فيها منسوخ.

    موقع السورة في المصحف
    لكن موقعها في المصحف، لما نيجي نبص لموقعها في المصحف، وزيّ ما ذكرت قبل كده أيضًا في برامج أخرى، مسألة ترتيب المصحف هل هو توقيفي؟ ولا توفيقي؟ يعني توقيف من عند الله –سبحانه وتعالى-؛ احنا ده بأمر من الله –سبحانه وتعالى-؟، ولا اجتهاد وُفق فيه الصحابة؟ فأيًا كان إن شاء الله يكون الترتيب له غرض وله غاية، فلما نبص في ترتيب المصحف نجد أن سورة "محمّد" بتقع بعد شوط طويل بنسميه "آل حم"، أو بعضهم بيسميه "الحواميم" اختصارًا يعني، "آل حم" مجموعة من السور؛ سبع سُور بدأت بغافر، ثم فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، مجموعة من سور متتالية كلها بدأت بـ"حم"، ثم جاءت سورة "محمّد" عايزكوا تركزوا معايا شوية في الترتيب ده، سورة "محمّد" أو "سورة القتال" الاسم التاني لها، بعد كده سورة الفتح، بعد كده سورة الحجرات، حينما نتخيل هذه المنظومة، السبع سور دول وبعدين ثلاث سور، منظومة متتالية نشعر فيها بنوع من الترابط، سأذكر ذلك بإذن الله –سبحانه وتعالى-، ده نوع من الاجتهاد، أسأل الله –عزَّ وجلَّ- أن يوفقنا ويتقبل منا.

    وبعد ما يعني الواحد حاول ينظر نظرة في هذا الترتيب، وجد أيضًا بعض اللي اجتهدوا سواء من المتقدمين أو المتأخرين في هذا الترتيب، ومن المتأخرين دكتور "محمد أبو موسى" في تفسيره لمجموعة آل حم، ثم علاقة سورة "محمّد" –صلَّى الله عليه وسلم- بآل حم.

    شعار المسلمين عند القتال"حم لا يُنصرُونَ"
    نجد عندنا فيه حديث رُوي عن النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، أو بعض الصحابة أنّهم كانوا يقولون: "أن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- كان يقول لهم عند القتال -السورة سورة قتال خد بالك- كان يقول لهم عند القتال، أو إذا بُيِّتُم[1]"، إذا هجم عليكم العدو"فإن شعاركم" شعار المؤمنين إيه عشان يعرفوا بعض في الليل مثلًا، أو عند اختلاط الصفوف، كان المسلمون بيضعوا لأنفسهم شعار، يعني لما كان بيصطدم الصفوف، وبيحدث المعركة بين المسلمين وبين المشركين، بتلتحم الصفوف، فإزاي نعرف شعار؟ فإذا نزل الليل علينا، نعرف بعضنا إزّاي؟ يكون عندنا أشبه بكلمة السر، فكان شعار المؤمنين "حم لا يُنصرُونَ" حديث أبو داوود والترمذي في مصنف أبي شيبة، وحسنه كثير من أهل العلم، شعارنا عند القتال، ده بأمر من النبيّ –صلَّى الله عليه وسلم- أو بتوجيه من النبيّ –صلَّى الله عليه وسلم-: "حم لا ينصرون".

    سبع سُور من القرآن بدأت بـ"حم"
    يبقى عند القتال اللي هي سورة القتال، وفي كلمة "حم"، حتى العلماء اختلفوا يعني إيه "حم لا ينُصرون" في تفسير الحديث؟ بعضهم قال هذه قسم، بعضهم قال اسم من أسماء الله، وبعضهم قال زي الإمام الطيبي وغيره، في الشرح قال: أي بفضل هذه السورة، أو بمنزلة هذه السور عند الله سننتصر، "لا يُنصرون" وكأنّه دعاء أو استفتاح، يبقى إذن عندنا في الحديث وفي المعارك في "حم"، وبعدين النصر والقتال، عندنا في ترتيب المصحف "حم" وبعدين قتالٌ ثم فتحٌ ثم الحجرات، القتال لسورة محمّد ثم الفتح ثم الحجرات، إيه معنى الكلام ده؟ لما ننظر في سور آل حم، نجد أن السبعة بدأوا بـ"حم" وبعدين ذكر للوحي؛ ذكر للكتاب: غافر، "حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" غافر: 2:1، فصلت، "تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ" فصلت:2، الشورى، كذلك بعد "عسق" الشورى:2، "كَذَٰلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ" الشورى:3، الوحي، الزخرف والدخان، الاتنين: "وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ" الزخرف: 2، الدخان: 2، الجاثية والأحقاف، الاتنين: "تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" الجاثية: 2، الأحقاف: 2.

    سبع سور من وظائفها أننا ندافع عن دين الله باللسان
    في كل السور بدأت بالوحي وبدأت بالقرآن، ونجد إن من أول آية في سورة غافر "مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ" غافر: 4، لذلك بعضهم ذكر - وكنت ذكرت ده في درس موجود حتى مرفوع على الساوند كلاود في مسألة سورة غافر، وقفات مع سورة غافر- وكأن من المواضيع الرئيسية لآل حم كلها على بعضها المجادلة في آيات الله، أن هناك من الكفار من يجادل في آيات الله، فيقيض الله –عزَّ وجلَّ- رجالًا من أهل الحق يجادلونهم ويدفعون عن دين الله –سبحانه وتعالى-، ولكن يُجادلون عن دين الله باللسان، يبقى عندنا سبع سور متتاليات من وظائفها الرئيسية أننا ندافع عن دين الله باللسان، نُبيِّن الحجة، هم يجادلون ونحن نجادل، سورة غافر فرعون يجادل فقام له مؤمن آل فرعون يجادله ويدفع عن دين الله –سبحانه وتعالى-، في سورة فصلت كما جاء أبو الوليد إلى النبي –صلَّى الله عليه وسلم- فقام النبي –صلَّى الله عليه وسلم- ودافع وقرأ عليه سورة فصلت، في سورة الشورى أيضًا هناك جدال، في سورة الزخرف كذلك يُزيِّنُون.

    كل سورة من "آل حم" لها دور ولها وظيفة
    كل سورة بتُبيِّن لبنة من بناء أهل الحق لمواجهة أهل الباطل، ولكن في الإيه؟ في المجادلة، يعني في المُحاجّة سبع سور متتاليات ونحن ندعو إلى الله وندافع عن دين الله باللسان، نجد اللي هيبص على آل حم يجد آيات الله مبثوثة ومنشورة في آل حم، يعني بندلهم على آيات الله الكونية، وآيات الله القرآنية، ونكرر وندافع، ونشرح ونفصل، ونُبيِّن ونُحاجّ، ونجادل عن آيات الله، كل ده لم ينفع معهم، كل هذه المجادلة في طوال آل حم وهناك إعراض، طبعًا حتى لا أطيل عليكم، كل سورة من آل حم فيها دور، وفيها وظيفة هما بيعملوا حاجة، فاحنا لابد إن احنا ندافع، يعني سورة الزخرف هم يُزيِّنون الباطل ويزخرفونه، فنحن نقوم بشيء مقابل، سورة الشورى "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ" الشورى:13، احنا عندنا شرع، هم بيتبعوا "أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ" الشورى:21، احنا عندنا شرع حق وهم عندهم شرع باطل؛ احنا عندنا الوحي الحق وهم يُزخرفوا الباطل، تمام.

    قمّة إعراض وجحود الكافرين
    لغاية ما نوصل لآخر صفحة في آل حم، آخر صفحة في الأحقاف، قمة الإعراض، قمة الجحود، لدرجة أن ربنا ذكر في آخر صفحة في آل حم اللي هي آخر صفحة في الأحقاف، اللي ممكن نعتبر آخر صفحة في سورة الأحقاف هي ختام لكل آل حم، استمر الإعراض، واستمر الجحود، لدرجة أن ربنا –سبحانه وتعالى- ذكر أن الجن أقبلوا على كتاب الله، وكأن المشركين لم يقبلوا، فعوض الله –عزَّ وجلَّ- النبي بدلًا منهم بالجن، "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ" الأحقاف:29، آخر الأحقاف، آخر آية في الأحقاف؛ آخر آية في آل حم "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ"، وآخر كلمة، "بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ" الأحقاف:35، "الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ" محمّد:1، سورة محمّد.

    مراحل العمل لدين الله؛ من الدعوة إلى الجهاد
    يعني إيه الكلام ده؟ يعني احنا نشتغل إزاي لدين ربنا؟ احنا الأول نبدأ بالدعوة، هيقوم حد يرفض الدعوة، نجادل، هيعطي شبهات، نرد عليه، وتظل هذه المعركة الطويلة التي استمرت لسبع سور، تستمر هذه المعركة الطويلة التي استمرت لسبع سور متتاليات آل حم، ولا نستعجل بالجهاد، نبدأ الأول ونُبيِّن ونُوضِّح ونُفصِّل، فإذا أعرضوا وأصرّوا على الإعراض، انتقلنا إلى المرحلة التالية، مرحلة القتال، التي لابد منها إذا استمر الإعراض، لذلك من الكلمات التي تكررت في سورة محمّد ثلاث مرات "الَّذِينَ كَفَرُوا"، مش بس كفروا، "وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ"، اتكررت ثلاث مرات، مرة بدون إن، ومرتين بإن، توكيد أنّهم أصرّوا واستكبروا استكبارا، أصروا على العناد، أصروا على المعاندة، لم يكتفوا بالكفر، بل وقفوا حائطًا منيعًا، الصد اللي هو بمعنى الدفع بغلبة وبقوة، أصروا على منع دخول الناس في دين الله، هنا لابد أن يأتي القتال، هنا لابد أن يأتي الجهاد.

    بعد كثير من المُحاجّة والمُجادلة حان وقت القتال
    لذلك بدأت السورة بقول الله –سبحانه وتعالى-: "الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ" محمّد:1، أضافوا إلى الكفر الصد عن سبيل الله، زي ما ذكرت لكم هذا المعنى تكرر ثلاث مرات في السورة، يبقى ده موقعها القرآني، بعد كثير من المُحاجّة والمجادلة حان وقت قتالهم.
    أيضًا اسم السورة "محمّد" –صلَّى الله عليه وسلم- نجد أن كلمة "محمّد" جاءت في القرآن في أربع مواضع؛ سورة آل عمران "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ" آل عمران:144، سورة الأحزاب "مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ" الأحزاب:40، هنا العجيب أن كلمة محمّد لم تأتي في السورة كلها إلا "وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ" محمّد:2، وده له دلالة سنذكره بإذن الله، وجاءت في سورة محمّد، الموطن الرابع في سورة الفتح "محمّد رَّسُولُ اللَّهِ" الفتح:29، نجد الأربع مواطن: مواطن فيها قتال، ومواطن فيها بذل، ومواطن فيها تضحية، سواء في أُحد في آل عمران، أو في الأحزاب، أو في هنا في القتال في سورة القتال سورة محمّد، أو في سورة الفتح في الحديبية وغيرها من المعارك.

    وقفة مع اسم سورة محمّد -صلَّى الله عليه وسلم- و رسالتها
    يبقى إذن السورة على اسم محمّد –صلَّى الله عليه وسلم- وده كان أمر كان ممكن واحد يتوقع اسم، يعني أنا لو لأول مرة أقرأ سورة محمّد، لو أنا حد جاب لي المصحف وأول مرة قال لي أنا هفتح لك سورة محمّد، ممكن حد يتخيل إن هي هتكون قصة حياته زي سورة يوسف، أو مثلًا بداية الأحداث اللي مر بها في الحياة زيّ سورة القصص مع سيّدنا موسى، أو قصة سيدنا موسى مع فرعون زي ما في سورة مثلًا الأعراف أو بعض السور الأخرى زي الشعراء وغير ذلك، فيفاجأ إن سورة محمّد ليس هناك ذكر لقصة حياته –صلَّى الله عليه وسلم- ولكن للمجهود الذي بُذِل لنصرة هذا الدين، لمنهج سار عليه المؤمنون، إذن سورة محمّد تعطي رسالة "إذا أردتم منهجه فعيشوا على ما عاش عليه، وقوموا بالبذل الذي بذله هو والمؤمنون معه"، يبقى إذن سورة محمّد، الذي يريد اتباع محمّد –صلَّى الله عليه وسلم- لابد أن يسير على طريقه.

    قضية الإيمان والنسب
    القضية مش الارتباط بالنسب "مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ" الأحزاب:40، ودي الإشكالية الأساسية اللي عند الشيعة، هم عايزين يربطوا الدين بالنّسب فقط، ونسب محمّد –صلَّى الله عليه وسلم- نسب شريف إذا آمنوا، وآل البيت يعني شيء معظم عندنا في الشريعة، لكن إذا آمنوا، وفي عندنا ضوابط أخرى أيضًا، فالتقديم ليس بالنسب فقط، فإذن الارتباط بمحمّد –صلَّى الله عليه وسلم-، بسيدنا محمّد –صلَّى الله عليه وسلم- يكون بأن تعيش على ما عاش عليه، وأن ترتبط بمنهجه، وأن تبذل لنصرة دينه، وأن تؤمن بكل ما نَزل عليه "وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ" محمّد:2، وده الوقفة الثانية: مسألة اسم السورة.

    الصورة المتكاملة التي تراها في سورة "محمّد"
    فإذن لما تنظر تجد بذل، وتضحية، وجهاد، وقتال، تجد في السورة مشهد ضرب الرقاب، مشهد رقاب متطايرة، مشهد ناس قُتلت في سبيل الله "وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ" محمّد:4، مشهد أنهار متتالية مصفاة في الجنة ثواب للمؤمنين، مشهد المكيدة اللي بيقوم به المنافقون في السورة وارتباطهم مع أهل الكتاب وإن في نوع من الجو الخفاء "وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ" محمّد:26، في قراءة أخرى "أَسْرَارَهُمْ"، لكثرة الأسرار، نجد الصد عن سبيل الله، سورة تنظر فيها صورة متكاملة، هذه السورة تنظر فيها صورة متكاملة من صدّ الكافرين، خبث المنافقين، كيد اليهود أعداء الدين، ثواب المجاهدين، منهج النبي –صلَّى الله عليه وسلم- هذه الصورة اللي بتنظر حينما تنظر.

    توطين النفس على بذل الأعمال لمقابلة بذل الكفار
    من الكلمات التي تكررت كثيرًا كثيرًا في هذه السورة، أكثر من عشر مرات تقريبًا، كلمة "أعمال" أو "عمل" هذا اللفظ بجِذره اللغوي، لماذا؟ واحنا ماشيين مع بعض نجد أن كلمة "أعمال" تكررت كثيرًا في هذه السورة، هذا وقت البذل، الكفار يبذلون ولابد أن يكون هناك بذل مقابل "إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ"، لكن أنتم الفارق بيننا وبينهم، "وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ" النساء:104، كلمة الأعمال ذكرت كثيرًا وبصيغة الجمع، أعمال كثيرة تُبذل هذه المرحلة المدنية تحديدًا، حينما انتقلنا من مكة إلى المدينة وفُرض علينا القتال، مرحلة تأسيس الدولة الإسلامية، مرحلة بذل متواصل، بذل متتالي متواصل لإقامة شريعة دين الله، شريعة الله –سبحانه وتعالى- وإقامة دينه ونصرة دينه "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ" محمّد:7، فلابد من توطين النفس على بذل الأعمال وهم يبذلون أعمالاً مقابلة.

    ذكرنا تكرار العمل، تكرار "كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ"، تكرار المغفرة للسيئات، وكأن المجاهد أو الذي ينصر الدين ليس معصومًا، قد يسقط في الخطأ وسنشير إلى ذلك بإذن الله – سبحانه وتعالى-، دي كانت نظرة سريعة عن موقع السورة في المصحف، ونظرة عن الألفاظ التي تكررت.

    وقفة مع بداية سورة "محمد"
    نبدأ سويًا بإذن الله –سبحانه وتعالى- يقول ربنا –سبحانه وتعالى- أول آية، ودي بداية عجيبة جدًا، يعني حتى تعجب لها بعض المفسرين، في سور بتبدأ بحروف مقطعة، سور بتبدأ بإشارات معينة، لكن أول آية، أنت أصلًا لو حد قرأ عليك آية "الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ" محمّد:1، تعتقد أنها في وسط سورة، تعتقد أنها جاءت بعد مقدمات من شرح وتفصيل كعادة القرآن، لكن تكون البداية مفاجِئة أن هناك كفار باسم الموصول يعني عريقين في الكفر، وأضافوا إلى الكفر الصد عن سبيل الله بداية، وكأن هم اختاروا هذه الطريقة، فلابد من طريقة مُقابلة، شيء عجيب جدًا اللي بينفي الجهاد، بالرغم هم يُجاهدون، هم يصدّون عن سبيل الله، كيف نواجه الصد عن سبيل الله؟ لذلك شُرع القتال هنا بعد شوط طويل من المُحاجّة والتبيين والتوضيح، فأصروا واستكبروا استكبارا، فجاء القتال لمواجهتهم.

    دورنا هو أن نوضح طريق الله للناس ونيسره عليهم
    "الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ" محمّد: 1، بداية باسم الموصول لأنهم عريقون في الكفر، أضافوا إلى الكفر الصد، احنا قلنا الصد الدفع بقوة عن "سَبِيلِ اللَّهِ" عن طريق الله، يبقى احنا دورنا إن احنا نصنع طريق للناس يسيرون فيه، "سبيل" أشبه بالصراط، والطريق سبلته السابلة، أي سار عليه المشاة، وأصبح طريقًا مطروقًا فيسمى سبيل، يصلح أن يسير الناس فيه، يبقى طريق ربنا محتاج إن احنا نوضحه للناس، ويبقى سهل الناس تمشي فيه، في ناس بتعمل إيه؟ تكون حجر عثرة أمام الناس، بتصد عن السبيل، بتكون كودية في طريق الناس إلى الله –سبحانه وتعالى-، احنا دورنا أن نرفع هذ الكودية، أن نشيل هذا الحائط، أن نرفع هذا الحائط، حتى يسير الناس في طريقهم إلى الله –سبحانه وتعالى- ويعودوا إلى فطرتهم.

    وقفة مع الآيتين رقم 1و 2 من سورة "محمد"
    "الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"، هنشرح يعني إيه الوقت "أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"، ده فريق، هناك فريق مقابل لم يسكت على هذا الصد، "وَالَّذِينَ آمَنُوا" محمّد:2، كما أن الكفار أضافوا إلى الكفر الصد عن سبيل الله، هؤلاء أضافوا إلى الإيمان "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ" محمّد: 2، عندنا آيتين "الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"، خلي دي ناحية الشمال عشان دول كفار "الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"، وعندنا "وَالَّذِينَ آمَنُوا"، قصاد "الَّذِينَ كَفَرُوا"، "صَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ"، قصادها "وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ"، كلمة طويلة شوية، هنا "أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"، قصادها "كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ".

    اختلاف الأعمال باختلاف طبيعة المرحلة
    يبقى الكفر أمامه إيمان، الصد عن سبيل الله كان أمامه "عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ"،المفسرين استغربوا، طب هما "آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ"، ما فائدة عطف "وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ"، طب ما خلاص "آمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ" هي "آمَنُوا"، ما فائدة تكرار "وَآمَنُوا"مرةً أخرى، وإضافة كلمة "بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ"، وإضافة كلمة "وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ"آمَنُوا" الإيمان الأول؛ أول ما جاء محمد أنه رسول الله وأن لا إله إلا الله وأن محمدٌ رسول الله، ده الإيمان الأول، ثم جاءت الأعمال الصالحات في المرحلة المكية المتتالية كلما جاء عمل قاموا به، جاءت الصلاة فقاموا بها، جاءت الدعوة فدعوا إلى الله –سبحانه وتعالى-، كانوا طول ما هم في المرحلة المكية عملوا كل الأعمال الصالحات، البر، وإطعام الفقير، والإحسان، الأعمال التي جاءت في المرحلة المكية، انتقلوا إلى المدينة نزلت أعمال جديدة فيها نوع من المشقة كالجهاد، لاختلاف طبيعة المرحلة، دي كانت مرحلة مكية، ودي مرحلة مدنية، جاءت أعمال جديدة، كان ممكن المؤمن لا يتصور أنه سيؤمر بهذه الأعمال، زي الجهاد مثلًا.

    هناك من يتوقف وهناك من يكمل الطريق حتى نهايته
    هناك أُناس اختاروا الاستمرار على هدي محمّد –صلَّى الله عليه وسلم- مهما كانت الأوامر، يعني في ناس تقول لك إيه؟ الإيمان هو إيه؟ أن أشهد أن لا إله إلا الله؟ ماشي، وأن محمّد رسول الله؟ ماشي، وأُصلِّي؟ ماشي، وأُزكِّي؟ ماشي، إنما ألا يتعامل بالربا، لأ يتوقف، فده آمن وعمل الصالحات لكن لم يؤمن بكل ما نُزِّل على محمّد، جه عند مرحلة وتوقف، في ناس بتتوقف قبل القتال، في ناس بتتوقف قبل الانتهاء عن الربا، في ناس تتوقف قبل الزكاة، في ناس بتكمل إلى آخر الطريق، لذلك نُزِّلَ فيها معنى تدريجي، إنما كلما أُنزل عليه أو نُزِّل عليه أمر قاموا به، نُزِّلَ أحيانًا بصيغة فَعَّل تفعيل، أحياًنا بتفيد معنى التدريج، إن كل ما بينزل أمر يؤمنوا به.

    أهل الإيمان دائمًا مستعدون لأوامر الله -سبحانه وتعالى-
    لذلك في نفس السورة "وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ"، أهل الإيمان مستعدون في كل مرة لنزول أمرٍ جديد، في ناس بتاخد أمر يقول لك لأ كفاية كده، أنا أصلي بس، تقول له لا مع الصلاة يلزم بعدها أعمال، يقول لك لأ، أنا هكتفي، فكلمة "آمَنُوا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ" آمنوا بالأوامر الجديدة التي نزلت في المرحلة المدنية ومنها القتال، ولم يكتفوا بالإيمان العام، آمنوا بالدين التفصيلي المجزأ الذي نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ خلال المرحلة المدنية، وهذا الدين بما فيه القتال "هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ"، "هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ"، الحق؛ أي مجاهد وأي مقاتل في حاجة بيسموها العقيدة القتالية، عشان الإنسان يظل ثابت أثناء القتال، ولا يفر في المعركة، محتاج ثبات نفسي، الثبات النفسي يكون من داخله لا من خارجه، من خارجه العدة والعتاد والقوة إنه بيعتمد على هذه الأشياء ده بالنسبة لغير المؤمن، بالنسبة للمؤمن يحتاج إلى ثبات داخلي، وحتى غير المؤمن، أي حتى جيش حتى من الكفار يحتاج إلى عقيدة نفسية تثبته بداخله.

    المقاتل يحتاج إلى عقيدة تُثَبِّته
    بالنسبة للمؤمن يحتاج إلى ثبات داخلي، وحتى غير المؤمن، أي حتى جيش حتى من الكفار يحتاج إلى عقيدة نفسية تثبته بداخله، يتقاله أنت على الحق، أنت لو انتصرت هنحقق المجد مثلاً للوطن أو غير ذلك، المؤمن لابد أن يتذكر أنه الآن يسير على هدي مُحمّد –صلَّى الله عليه وسلم- هو الآن يرتبط بمحمّد –صلَّى الله عليه وسلم- مباشرة، "وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ"، وهو هذا الحق، أنت الآن من جنود الحق، والحق من ربهم، مش من الله؛ الربوبية فيها معنى التربية والإصلاح، هذا القتال فُرِض لاصلاح فُرِض لمصلحتك أنت، وهو الحق من ربهم يبقى إذن "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ"محمّد:2، دي قصاد "وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ"، و"أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"محمّد:1، قصادها "كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ"محمّد:2.

    معنى "أضلَّ أعمالهم"
    وأضل أعمالهم يعني إيه؟ عشان نعرف قصادها "كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ"محمّد: 2، يعني إيه؟ دي بإذن الله -عزَّ وجلَّ نذكرها الآن، طيب احنا بنقول أن ليه الأول هنا ركزوا معايا، عندنا آيتين حطوهم قصاد بعض؟ لأن هي أصلاً السورة فريقان يصطدمان ليه؟ لأن أهل الإيمان سبع سور في "آل حم" يريدون الدعوة إلى الله وأهل الكفار رافضين، يطلَّعوا شبهات ردينا عليهم، يزخرفوا باطلهم ردينا عليهم، بيشرَّعوا دين باطل ردينا عليهم، وبالرغم من كده منعوا وصول أهل الحق إلى الناس ونشر الدين، فلابد من إزالة هذا الصد، لابد من إزالة هذا المانع، رفع هذه الكدية، الحجر العثرة لابد أن يُرفع، فهناك فريق من أهل الإيمان وفريق من أهل الكفر، وبدأ بالكفر لأن الكفر هو الذي بدأ بالظلم.

    الفطرة الطبيعية هي الإيمان بالله -عزَّ وجلَّ-
    حتى احنا نقول إيه؟ أنت المفروض تسأل فلان لماذا ارتد؟ مش لماذا آمن، آمن دي الطبيعي دي الفطرة، لكن لماذا ترك؟ لماذا صد عن سبيل الله؟ هو كده شاذ عن الكون احنا قلنا كفروا قصادها آمنوا، وصدوا عن سبيل الله لابد من مقاومة هذا الصد، لذلك يُفَسَّر معنى عملوا الصالحات، قد تُفسَّر الصالحات ده لفظ عام قد يُفسَّر هنا بمعنى الإعداد للقتال، هذا من الأعمال الصالحات سواء بالإعداد البدني أو بإعداد الروحي بالطاعات، "وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ"، كل تبعات الالتزام بهذا الدين من قتال وجهاد والدعوة إلى الله التزموا بها، طب إيه ثوابهم؟ الأولنيّين مصير أعماله "أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"، كلمة أعمالهم؛ لهم أعمال كتير تعبوا، كلمة أعمالهم عامة؛ الأعمال الحسنة التي كانوا يفعلونها من الإطعام أو المكيدة والمكر و التخطيط لهدم هذا الدين كل هذه الأعمال راحت.

    المعنى الأول لضلال الأعمال
    الأعمال الأولى ليس لهم ثواب فده معنى أضل أعمالهم، أحبط أعمالهم ليس لها ثواب، أو الله -عزَّ وجلَّ- كما قال "فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً" الأنفال:36، كل المكر والتخطيط والكيد سيذهب أثره بإذن الله -سبحانه وتعالى- ويبقى هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ولو كره الكافرون ولو كره المجرمون، كلمة ضلَّ أصلًا يقول لك في اللغه ممكن تأتي بمعنى ضلَّ اللبن في الماء؛ يعني شوية لبن نزلوا في الميه اختفوا مش موجودين فتيجي بمعنى الاختفاء، أو ضلَّ تاه عن طريقه؛ كان يريد شيئًا ثم لم يصل إليه، فلو قلنا أذهب ثواب الإطعام ممكن تأتي بمعنى ضلَّ اللبن في الماء يعني هذه الأعمال انتهت لم يكن لها أي أثر، أو ضلَّ طريقهم؛ كانوا يسيرون فى طريق لهدم هذا الدين ثم تاهوا لم يصلوا إلى مرادهم.

    الأعمال الصالحة سبب لمغفرة الذنوب
    قصاد "أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"، هناك "كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ"، كان في كلمة جميلة أوي أن الأعمال الحسنة مع الكفر ضاعت، والسيئات مع الإيمان وعمل الصالحات غُفرت، فقيمة الإيمان عالية، يعني هناك أطعموا، كانوا يُطِعمون وإن كان إطعامهم كان له دلالة لأن بعض المفسرين قال أن هذه الآيات نزلت في المُطعمين يوم بدر، قعدوا يصرفوا على الناس ويأكلوهم يوم بدر عشان يقاتلوا معاهم، يعني كانوا بيصرفوا ليهم غرض خبيث، بالنسبة لأهل الإيمان "كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ"، وكأن الغرض الرئيسي لأهل الإيمان وقاتلوا "وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ"، خوفًا من سيئاتهم، وخد بالك مش كفر سيئاتهم، "عن" بيسموه حرف تحمل، يحمل عنك التبعة، الله -سبحانه وتعالى- يصرف عنك تبعات سيئاتك، وكفَّر غطى، أنت خايف من سيئاتك، وكلمة "سيئات" بالجمع، كما ذكرت المجاهد لا يشترط أن يكون معصوماً، الناس معتقدة عشان تشتغل للدين تقول له ادعو إلى الله، يقول لك أدعو إلى الله دا أنا صاحب ذنوب، طب وماله، بل تقاتل وتجاهد في سبيل الله وأنت صاحب ذنب يُغفر لك هذا الذنب.

    ما معنى "وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ"
    "وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ" كلمة جميلة جداً، اتكررت في السورة مرتين، في قراءة حفص معانا اتكررت قبل أن يُقْتلوا في سبيل الله وبعد أن قُتلوا في سبيل الله، فأصلح بالهم في الدنيا وأصلح بالهم في الآخرة، في قراءات كثيرة اللي هي الآية اللي في آية 4 احنا عندنا في حفص "وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ" وبعد كده ربنا قال "وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ"، يبقى ده بعد القتل، وفي قراءة "والذين قاتَلوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، هنذكر ده لما نأتي إليها في الحلقة القادمة بإذن الله -سبحانه وتعالى-، طيب أصلح بالهم يعني إيه؟ المفسرين قعدوا يتكلموا يعني إيه كلمة "بال" فابن عطية حاول يحلل اللفظة وقال هذا محل التفكير، محل الفكرة، ومحل عمل الفكر وهو القلب، فأصلح بالهم كأنه أصلح عقيدتهم.

    من هم الذين يُصلِح الله بالهم؟
    ابن عاشور كان له كلمة جميلة في كلمة أصلح بالهم، بعد ما قعد يستفيض يعني إيه الإصلاح ويعني إيه البال وفسر وقال كلام أهل اللغة، فقال مفاد الكلام أنه أقام أنظارهم، يعني بقا يفكر صح، فلا يفكرون إلا صالحًا ولا يتدبرون إلا ناجحًا، يعني كل الأفكار اللي بتطلع منه صح، عقائده سليمة، يعني من وسائل إصلاح العقائد العمل والبذل لنصرة دين الله، أحيانًا واحد معتقد أن عشان يصرف عنه الشبهات أو عشان يكون صالح البال أنه يبتعد عن المشقة في الدين، بالعكس بذل المشقة وبذل المُهَج وبذل المال والجهد في نصرة الدين بيزيدك يقينًا، بيجعل يقينك يزداد وبيجعلك عقيدتك تكون متينة راسخة، وبيجعل درجتك ترتفع عند الله -سبحانه وتعالى-، وبيجعل بالك مستريح، زي ما بيُروى عن النبي –صلَّى الله عليه وسلم-: "أن الجهاد يصرِف الله أو يذهب الله به الغم"[2]، المجاهد دايماً باله مشغول ليه؟ لأن هو مشغول عن بيته، مشغول عن أولاده مشغول عن إصلاح ماله، يجاهد في سبيل الله، معارك وتخطيط للعدو ومكر للأعداء، رغم أن باله مشغول جداً ربنا قال أصلح له باله.

    الجهاد في سبيل الله هو موطن إصلاح البال وزوال الهم
    تجد الداعية اللي يحاول أن يبذل أعلى ما يستطيع لنصرة الدين باله مشغول، مشغول عن بيته، مشغول عن أولاده، كما قال النبي –صلَّى الله عليه وسلم- عن أول زمرة من المهاجرين يدخلون الجنة قال عنهم النبي –صلَّى الله عليه وسلم- في وصفهم: "حاجته في صدره لا يستطيع لها قضاءً"[3]، مشغول، عنده هموم حتى في بيته لا يستطيع لها قضاء، مش فاضي، استعمله الله -سبحانه وتعالى- في ثغور الدين أو استُعمِل في نصرة المؤمنين، مش فاضي فباله ممكن ينشغل بأولاده وبماله وبعمله وبأهله وبالتخطيط للأعداء، هذا البال يصلحه الله، عجيب جداً، الجهاد يظن الناس أنه موطن إشغال البال، موطن الهم، موطن الغم، موطن التعب، تأتي نصوص القرآن والسُنَّة تقول لك الجهاد هو موطن إصلاح البال، هو موطن ذهاب الهم والغم على عكس تفكير الناس.

    إصلاح البال كلمة جامعة
    وأصلح بالهم كلمة جامعة السعدي بيقول: "دينهم ودنياهم وكل شيء" فكلمة البال كلمة عجيبة وكلمة جامعة، "ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ"، ليه ربنا أضل أعمال دول وأصلح بال دول؟ لأن دول مش بس كفروا، كفروا واتّبعوا الباطل، ودول آمنوا واتّبعوا الحق من ربهم، المجاهد محتاج تثبيت أنت تقاتل على الحق، أنت تجاهد على الحق، كان المنافقين حاولوا يخلّوا المؤمن مش واثق في عقيدته، بيقولوا "غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ"الأنفال: 49، واثق في دينه زيادة عن اللزوم، هؤلاء هم السفهاء، "أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ"البقرة: 13، كان القرآن يثُبت أهل الإيمان، أنتم على الحق استمروا في قتالكم، استمروا في بذلكم وجهادكم ونصرتكم لدينكم.

    لابد أن يقاتل أهل الإيمان أهل الكفر
    "ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ"، شيء هنا عجيب جداً أنه لم يكتفي بالكفر، ركّز معايا كده عندنا 3 آيات ورا بعض، الآية الأولى كفروا وصدوا عن سبيل الله، والتانية آمنوا، وبعد كده الآية رقم 3 الكفار اتبعوا الباطل، وأهل الإيمان اتبعوا الحق، آية 4 "فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ"، عايزك تتخيل معايا كده المشهد، آية كفار وصدوا عن سبيل الله، آية ناس آمنت وآمنوا بما نُزل على محمّد، وبعد كده آية 3 لم يكتفوا بالكفر بل اتبعوا الباطل، وهؤلاء لم يكتفوا بالإيمان بل اتبعوا الحق، طالما في كفر وفي إيمان وفي ناس اتبعت الكفر، وفي ناس اتبعت الإيمان لابد من لقاءٍ في الحرب، مستحيل، مستحيل يكون اللقاء في أي مكان تاني، لابد سينتهي الأمور إلى الحرب مهما حصل معاهدات واتفاقات، لابد أن يتقاتل أهل الإيمان مع أهل الكفر. قال النبي –صلَّى الله عليه وسلم-: "لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ"[4] الأمر سيظل في صراع بين الحق والباطل إلى يوم القيامة، لن تحدث مهادنة تامّة بين الحق والباطل، وإذا حدثت لم يعد الحقّ حقًّا؛ انقلب الحق مُدلَّس وملبَّس بالباطل.

    القول بالإيمان بدون عمل لا يوصل للحق
    يبقى تاني إمتى حصل "فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ"، إمتى حصل لقاء وصراع وحرب؟ لماّ في كفر واضح وإيمان واضح، ثم أهل الكفر اتبعوا يعني حوّلوا الكفر لأعمال، وأهل الإيمان اتّبعوا حولوا الإيمان لأعمال، الاكتفاء بمجرد القول بالإيمان ثم لم نُتبِعُ الإيمان بالأعمال لن يؤدي إلى الحق، ممكن نصل إن احنا نتغاضى عن الكفر، لكن إمتى يحصل "فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ"، كفر صريح وصد عن سبيل الله، إيمان صريح واتباع ما أُنزل على محمّد، ثم اتباع للكفر لأهل الباطل واتباع من أهل الإيمان للحق، يحدث اللقاء "فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا".

    قيمة التوحيد والإيمان قيمة غالية جدًا يموت المؤمن لأجلها
    "ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ" ملوش أي منهج ملوش أي أساس من الصحة، أما الذين آمنوا عندهم منهج يسيرون عليه، "اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ" هكذا الأمثال تُضرب، هكذا لابد أن يُوضَّح للناس الأمثال، لابد أن نوضح للناس أن هناك فرقًا بين الحق والباطل، أو أن هناك فرقًا بين الإيمان والكفر، وأن قيمة الإيمان وقيمة التوحيد قيمة غالية يموت المؤمن لأجلها، "فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ"، لا تأخذكم بهم رأفة في دين الله هؤلاء الكفار، "فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً"، يعني يستمر القتال معهم حتى نصل، عايزين نوصل مع الكفار إلى حالة أن الكفار يكونوا فيها "أثخنتموهم"، يعني إيه أثخنتموهم؟ لغةً الشيء المُثخن يأتي بمعنى الشيء الصلب الذي يصعب تحريكه، أو يكون شيء سائل مائع ثم تجمّد أو قارب التجمّد، لبن تسيبه ينشف كده ويتجمّد قارب التجمّد، فقالوا المعنى الجامع صعوبة التحرك، سواء شيء صلب يصعب حركته، أو مائع تجمد فلم يعد يسيل بصورة يعني سيلانه يكون في صعوبة، فالمعنى تصعب حركة الكفار ويصعب تخطيطهم ومكرهم.

    ما معنى الإثخان؟
    يعني لما تكون لك جولة انتصار على الكفار لا تكتفي بالانتصار السطحي، لابد أن تصل بالانتصار إلى مرحلة العمق والإثخان أنك تقطع الأطراف حتى لا يستطيع أن يعود مرة أخرى، الخطورة أن أحيانًا بيأتي جولة لانتصار أهل الإيمان ثم يكتفوا بأول نصر مبدئي، لأ، "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ"الأنفال:67، وده الإشكال اللي حصل في غزوة بدر فعادوا في أُحد، لو كان الإثخان تم في بدر وقُطع رُؤوس الكفار لم يكن ليعودوا في أحد، ولكن عشان الإثخان كان ضعيف ولم يكن بقوة في بدر، عادوا مرة أخرى في أحد.

    مرحلة الأسر
    "حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ"، وصلنا لمرحلة الإضعاف، ننتقل إلى مرحلة الأسر"فَشُدُّوا الْوَثَاقَ" أحكم الأسر، "فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً"، هنا باب طويل في الخلاف في مسألة كيف نتعامل مع الأسير؟ وأحكام الأسير، هل هذه الآية منسوخة بآية القتل أو هذه الآية ناسخة، على خلاف طويل والراجح بإذن الله -سبحانه وتعالى- زيّ ما ذكر بعض أهل العلم أنها مُحكمة، وأن الإمام اللي بيحكم بشرع الله -سبحانه وتعالى- العادل يُخَيَّر بين المنّ والفداء أو بين القتل والاسترقاق، على مذهب زي ما ذُكِر للشافعي ومالك وغيره وكان الأحناف خالفوا أو المشهور عنهم الخلاف، ممكن يُرجَع في كُتب أحكام القرآن.

    إلى متى يستمر القتال؟
    "فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً"، يستمر القتال إلى متى؟ "حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا"، كأن الحرب تحمل أوزار وثقيلة ويستمر القتال حتى تضع الحرب أوزارها، يعني إمتى نتوقف عن القتال؟ ممكن واحد يسأل إلى متى نجاهد أو متى يتوقف القتال؟ تأتي الآية "حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا".
    المفسرين اختلفوا قالوا حتى ينزل المسيح في آخر الزمان، وقالوا حتى يُسلِم كل الكفار، وقالوا حتى يصل الكفار إلى حالة لن يستطيعوا بعدها أن يقاتلوا، قال ابن عطية بعدما ذكر هذه الأقوال "هذا أشبه بتعبير افعل ذلك إلى يوم القيامة"، يعني لا تتوقف يعني كلمة "حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا"، لن تتوقف أبداً، إن كان ابن عاشور خالف وقال حتى هنا بتأتي ليست للغاية وإن كان تعليل؛ تعمل كده حتى تنهار قوى الكفار، الشاهد من المعنى أن تستمر بالقتال إلى آخر لحظة، إلى آخر كافر يصد عن سبيل الله وتمنعه ويُسلِم الجميع، "حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ".

    قد يسأل البعض لماذا لا ينصرنا الله -عزَّ وجلَّ-؟
    هذا القتال وهذا الحرب قد يظن إنسان لماذا لاينصرنا الله؟ لماذا يتركنا نحن نقاتل؟ فربّنا بيقول أنا قادر أن أنصركم، أنا قادر أن أهلكهم بصيحة واحدة، بمَلَكٍ واحد، بأضعف جُندٍ من جنود الله، بالريح يرسلها عليهم "ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن.."، ودي نقطة مهمة خطيرة جدًّا جدًّا نفصِّلها إن شاء الله في بداية الحلقة القادمة، لماذا لاينصر الله -سبحانه وتعالى- المؤمنين على الكافرين مرة واحدة؟ لماذا لا يُهلِك الله الكفّار مرّة واحدة، بصيحة واحدة ويستريح أهل الإيمان؟ نُبيِّنها بإذن الله –عزَّوجلَّ- في الحلقة القادمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وجزاكم الله خيرًا.

    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36


    [1] " إن بُيِّتُّمْ فلْيكُنْ شعارُكمْ حم لا يُنصرُونَ" صححه الألباني.
    [2] "عليكم بالجِهادِ في سبيلِ اللهِ، فإنَّهُ بابٌ من أبوابِ الجنةِ، يُذهِبُ اللهُ بهِ الهَمَّ والغَمَّ" صححه الألباني.
    [3] "هل تدرُون أولَ مَن يدخلُ الجنةَ من خلْقِ اللهِ عز وجل ؟ قالُوا اللهُ ورسولُه أعلمُ قال : الفقراءُ المهاجرون الذين تُسدُّ بهم الثغورُ ، وتُتَّقى بهمُ المكارِهُ ، ويموت أحدُهم وحاجتُه في صدرِه لايستطيعُ لها قضاءً ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ لمَن يشاءُ من ملائكتِه ائْتُوهم فحَيُّوهم فتقولُ الملائكةُ ربَّنا نحن سكانُ سمائِكَ ، وخِيرَتُك من خلقِك أفَتأْمُرُنا أنْ نأتيَ هؤلاءِ فنُسلِّمُ عليهم ؟ قال إنهم كانوا عبادًا يعبدُوني ولا يشرِكون بي شيئًا ، وتُسدُّ بهم الثغورُ ، وتُتَّقى بهمُ المكارِهُ ، ويموت أحدُهم وحاجتُه في صدرِه لايستطيعُ لها قضاءً ، قال فتأتِيهمُ الملائكةُ عند ذلك فيدخُلون عليهمْ من كلِّ بابٍ سلامٌ عليكم بِما صبرتُم فنِعمَ عُقبَى الدارِ"صححه الألباني.
    [4] "لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ فيقتلُهم المسلمونَ حتى يختبئَ اليهودُ من وراءِ الحجرِ والشجرِ فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ يا مسلمُ ! يا عبدَ اللهِ ! هذا يهوديٌّ خلفي فتعالَ فاقتلْه إلا الغرْقَدُ فإنه من شجرِ اليهودِ" صحيح مسلم.

    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوسلمى المصري; الساعة 24-07-2018, 02:23 PM.

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرًا

      تعليق


      • #4
        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم


        اللهم بارك لى فى اولادى وارزقنى برهم وأحسن لنا الختام وارزقنا الفردوس الأعلى

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرا

          تعليق


          • #6
            اللهم بارك حلقة ماتعة
            جزاكم الله خيرا
            اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

            الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
            بقية المقال هنا

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة *أمة الرحيم* مشاهدة المشاركة
              جزاكم الله خيرًا
              المشاركة الأصلية بواسطة محبة الحبيب محمد مشاهدة المشاركة
              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
              المشاركة الأصلية بواسطة muhammed _elamir مشاهدة المشاركة
              جزاكم الله خيرا
              المشاركة الأصلية بواسطة يسرا بنت الصالحين مشاهدة المشاركة
              اللهم بارك حلقة ماتعة
              جزاكم الله خيرا
              اللهم آمين، نفعنا الله وإياكم بها

              "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
              وتولني فيمن توليت"

              "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

              تعليق


              • #8
                عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
                اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

                تعليق

                يعمل...
                X