إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلقة التاسعة // برنامج قعدة شباب // المعادلة الصعبة//

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلقة التاسعة // برنامج قعدة شباب // المعادلة الصعبة//




    الحلقة التاسعة // برنامج قعدة شباب // المعادلة الصعبة






    رابط مشاهدة يوتيوب



    رابط الحلقة على الموقع
    https://way2allah.com/khotab-item-169288.htm

    جودة عالية HD
    https://way2allah.com/khotab-mirror-169288-280473.htm

    جودة عالية
    https://way2allah.com/khotab-mirror-169288-280475.htm

    جودة متوسطة
    https://way2allah.com/khotab-download-169288.htm

    رابط صوت
    https://way2allah.com/khotab-mirror-169288-280477.htm

    رابط ساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/mo3adla-sa3ba

    pdf
    https://way2allah.com/khotab-pdf-169288.htm


    اللهم ارحم أبي رحمة واسعة وجميع موتانا وموتى المسلمين

  • #2



    تفريغ الحلقة



    سؤال بنتعرض له كتير جدًا، وأنا شخصيًا ببقى عايز أسمع فيه أراء ناس كتير جدًا، لأن هو بيختلف من واحد للتاني، لأن حتى احنا الأربعة لما نيجي دلوقتى نتكلم فيه هتلاقي أن كل واحد فينا ممكن تجربته غير التاني وهي مسألة المعادلة الصعبة الجمع ما بين الدين والدنيا.

    المعادلة دي فعلًا صعبة لكتر الكلام فيها، وأن أحيانًا بتبقى فيه حاجات مش صعبة ولا حاجة بس لما تضع بعض القواعد.





    كيف أجمع بين الدين والدنيا؟
    كان حد من الشباب بيسألني إزاي أجمع بين الدين والدنيا؟ فأنا قلت له قولي بس الأول إيه هو الدين؟ وإيه هي الدنيا؟ يعني إيه دينك؟ يعني أنت عايز توصل لفين في الدين؟ لو أنت بتتكلم أن الدين ده يعني إن أنا عايز أصلي في المسجد مثلًا الصلوات الخمس وعايز أطلع الزكاة، وعايز أتصدق، عايز أصوم رمضان وأحج لو أنا مستطيع، الأعمال دي أهي الفرائض، ده مستوى، فين بقى الإشكال في جمع ده مع الدنيا؟ يعني فين الإشكال إن أنت تكون بتشتغل وبتتكسب من الحلال لأن ده من الدين، النبي –عليه الصلاة والسلام- قال: "كفى بالمرءِ إثمًا أنْ يُضيِّعَ مَن يقُوتُ" صحيح ابن حبان، فده من الدين ففين الإشكال إن أنا أكون باشتغل وفي نفس الوقت أنا قادر إن أنا أحافظ على الفرائض.

    لكن أنت طموحك في الدين عالي جدًا، يعني أنا عايز أبقى طالب علم، عايز أبقى زي حد من الأئمة من العلماء، زي شيخ الألباني مثلًا في الحديث، هل مستوى تضحيات طالب علم أو عالم من العلماء زي مستوى واحد تاني عايز يبقى حاجة كبيرة جدًا في الدنيا؟ أكيد مش هيستوي، يعني واحد كرس حياته أن هو يقعد طول اليوم أو أغلب اليوم قاعد بيذاكر، ده ضحى تضحيات معينة عشان يبقى في مكانة معينة، ده اسمه هنا هو له هدف ورؤية معينة في العلم أو في الدين عايز يوصل لها، عنده طموح ديني معين، فهنا هيحصل تعارض مع الدنيا.

    ما هو الدين بالنسبة لك وما هي الدنيا بالنسبة لك؟
    فالسؤال الأول أنت إيه الدين بالنسبة لك؟ وإيه الدنيا بالنسبة لك؟ أنت عايز توصل لفين في الدنيا؟ وعايز توصل فين في الدين؟

    أنا ممكن أجمع ما بين كذا حاجة فعلًا، ممكن أجمع بين الدين والدنيا، ولكن ليك مستوى معين، لكن إن أنا مثلًا أجمع التميز والتخصص في كله ده صعب، يعني تخيل فيه واحد يقول أنا هتميز في كل علوم الطب، مفيش حاجة اسمها كده، فأنت عشان تبقى متميز، أنت ممكن تبقى متميز في جراحة كذا، وفي نفس الوقت تعرف حاجات عامة.

    لا يمكن أن يكون التميز في جميع العلوم
    حتى برضه لما تيجي تشوف مثلًا في الدين، علشان تبقى فعلًا متميز في حاجة عمرك بالعافية ومش هيكفي عشان يبقى تميزت في جزء، فتخيل بقى بعد كل ده يقول لك أنا هجمع ما بين التميز في الدنيا هبقى بيل جتس الدنيا، وفي الدين هبقى إمام، فمفيش الكلام ده، ولكن أنت تقدر تحافظ على قدر معين من الدين في حياتك، قد يكون كافي ليك، وقدر معين في الدنيا اللي أنت محتاجه وتكون حاطط لنفسك حدود، وفعلًا تقدر تجمع ما بين الاتنين، لكن أنك تعيش وهم إن أنا جايب آخر دي وجايب آخر، فأنا شايف أن ده وهم ولكن الجمع الحقيقي أن أنت فعلًا جامع ما بين كله، كله موجود في حياتك بدرجات لكن فيه حاجة واحدة متخصص فيها أم متميز فيها.

    أهمية علو الهمة
    بمنتهى البساطة فعلًا ممكن الجمع بين أنك تكون إنسان متدين على خلق بتطلب علم وبتحفظ قرآن وفي نفس الوقت متفوق دراسيًا ومهنيًا، وشايفين مفيش تعارض، بل وممكن كمان تكون مجتهد تطوعيًا، وعشان تعمل كده أنت محتاج ثلاث أمور مهمة جدًا لازم يكونوا واضحين عندك، أول حاجة نقطة علو الهمة، لازم تكون إنسان عالي الهمة فعلًا مش بتتمنى وخلاص، لا، إنسان جد وبتحاول قدر الإمكان طالما عندك علو همة وعايز توصل لأعلى المنازل فبتحاول أنك تجتهد هنا وتجتهد هنا على أد ما تقدر، فأول حاجة أنت محتاجها علو الهمة.

    النقطة التانية تحديد وترتيب الأولويات، أنك لازم ترتب أولوياتك، يعني أنت مثلًا في يومك فيه عندك خمس فرائض، أنت محافظ على أورادك اليومية وخطوطك الحمرا اللي احنا اتكلمنا عنها، ده أولوياتك الأساسية في الحياة، ثم تفوقك أنا باروح شغلي كل يوم بجتهد فيه، أو باحضر المحاضرات في الكلية وهكذا، والتطوع ممكن مرة في الأسبوع، ممكن مرة في الشهر، فيمكن الجمع وشايف أن مفيش تعارض.




    يجب أن تحاول أن تجمع بين الدنيا والآخرة
    دعاء مهم جدًا ربنا –سبحانه وتعالى- علمهولنا "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" البقرة: 201، ديننا من وجهة نظري مش بيقول لك أنت لازم تبقى فاشل في الدنيا، ونظام -لهم الدنيا ولنا الآخرة- الفكر مش سليم، لكن حديث " أمَا تَرْضَى أنْ تَكونَ لَهمُ الدنيا ولنا الآخِرَةُ؟ " صححه الألباني، لو حد بيستدل بالحديث ده على أن ده دليل على أن الواحد يكون فاشل دنيويًا، فده استدلال خاطيء وفي غير موضعه، فمفيش أي تعارض خالص أن الواحد يجتهد، يرتب أولوياته، يكون عنده علو همة، ويحدد أهداف معينة، أول أهداف؛ أهدافك في الدين في الأول، لا ترضىي بغير الفردوس بديلا، هو ده الأصل وفي الدنيا أهداف محددة. فلازم تحدد أهداف هنا، وتحدد أهداف هنا وترتب أولوياتك ويكون عندك علو همة.

    لا تعارض بين أن يفتح الله عليك في الدنيا وتكون من أهل الفردوس الأعلى
    في الأصل مفيش تعارض أن يكون واحد أغنى واحد في الدنيا ويكون في الفردوس الأعلى، يعني لو لواحد ربنا فتح له في الدنيا نزي سيدنا سليمان، يكون عنده أسباب الدنيا، ويكون غني شاكر، مش بنتكلم عن ده، النقطة التانية أن أحيانًا كتير من الشباب بيبقى عنده الإشكال ده أصلًا وهم، يعني المشكلة عنده في عدم الجدية، يقول لك أنا عايز أجمع بين الدين والدنيا، وهو مقضي حياته لا هو نافع في الدنيا مضيع كتير حاجاته في الدنيا، وبيُلبس عجزه وفشله في الدنيا في إنه عايز دين، ده نموذج مرفوض، هو لا نافع لا في دين ولا في دنيا، اللي هو بيتحجج بيقول أنا متفرغ للدين، وهو أصلًا فاشل دنيويًا، ده كان نموذج من النماذج، والنموذج التاني اللي بيقول أن عنده تعارض بين الدين والدنيا وهو أصلًا مضيع وقت كتير جدًا في التفاهات والانشغال بالأمور الغير مهمة، مهم أن يكون فيه توازن بين جمع الدين والدنيا.

    تنوعت الأراء في قعدة شباب في مسألة الجمع ما بين الدين والدنيا، المعادلة الصعبة، وزي ما احنا بنحاول في قعدة شباب إن احنا نضبط الموازين على ميزان الشرع ورؤية النبي –صلَّى الله عليه وسلم- وأفعال الصحابة، الجيل اللي النبي –صلَّى الله عليه وسلم- رباه، وفاهمين الدين أكتر من أي حد تاني، خليا نقول أن فيه نماذج متنوعة زي ما احنا دلوقتى تنوعنا في أرائنا أو تجاربنا الشخصية، أو حتى أفكارنا في مسألة الجمع ما بين الدين والدنيا، وده كان حاصل أساسًا في عهد النبي –صلَّى الله عليه وسلم- التنوع ده كان تنوع مثمر، تنوع إيجابي مش تنوع سلبي، كان فيه نماذج كتير كان عندنا نموذج سيدنا أبو ذر، كان عندنا نموذج سيدنا أبو هريرة، كان عندنا نموذج سيدنا عبد الرحمن بن عوف، كان عندنا نموذج سيدنا خالد بن الوليد، كان عندنا سيدنا معاذ بن جبل، نماذج كتير في عهد النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قبل ما نتكلم في مسألة النماذج ونعملها إسقاطات على واقعنا بحيث أن كل واحد من الشباب والبنات يقدر يشوف النموذج اللي يقيس عليه حياته مع ربنا وعلاقته مع ربنا، أنت عايز تبقى إيه في الدين وأنت عايز قدر الدنيا تبقى إيه في حياتك؟ وبعدها حدد هتمشي في أي طريق. النبي –صلَّى الله عليه وسلم- بيحط ضابط وكلمة جميلة أوي، النبي –صلَّى الله عليه وسلم- بيقول: "مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا" حسنه الألباني.

    يعني كل يوم ممكن أساسًا أنت في يوم هتصحى مش على الدنيا، هتصحى تلاقيك في القبر، هتصحى تلاقيك في عالم تاني أساسًا، أنا ممكن أبقى مشغول بقضايا دينية، أو بعلو همة في الدين، لكن في الآخر لما هاجي هتسأل، هتسأل ما ربك؟ ما دينك؟ ماذا تقول في الرجل الذي بُعث فيكم؟ أسئلة مصيرية هيتحدد عليها قضية المعادلة أنت خدت جزء من الدين، خدت جزء من الدنيا، عملت توازن، معملتش توازن، أيا كان أنت هتقابل ربنا –سبحانه وتعالى- وعارف الأسئلة اللي أنت هتتسألها، لكن نرجع نقول عشان نضبط ده عايزين نرجع تاني نضبط على ميزان النبي –صلَّى الله عليه وسلم- وميزان الشرع، والميزان اللي الصحابة كان فيه تنوع فيهم في عهد النبي –صلَّى الله عليه وسلم-.



    يجب ألا نجعل الدنيا أكبر همنا
    لازم يكون الواحد مستصحب مجموعة من القواعد وهو بيتعامل مع الدنيا، يعني لازم يبقى فيه قواعد رئيسية فيه حديث مهم جدًا جدًا للنبي –صلَّى الله عليه وسلم- أنا شايف أن هو قاعدة مهمة جدًا وخطيرة، وهو حديث النبي –صلَّى الله عليه وسلم-: "مَن كانتِ الدُّنيا هَمَّهُ، واحد همه الدنيا، مش مجرد أن هو شغال في الدنيا، لا الدنيا هي كل همه، فرَّقَ اللَّهُ علَيهِ أمرَهُ، وجعلَ فَقرَهُ بينَ عينيهِ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما كتبَ لَهُ، ومن كانتِ الآخرةُ نيَّتَهُ، جمعَ اللَّهُ لَهُ أمرَهُ، وجعلَ غِناهُ في قلبِهِ، وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغِمةٌ" صححه الألباني، هو شايل هم الدنيا، خد بالك هو ممكن يكون فاشل جدًا في الدنيا، ومع ذلك الدنيا همه، الدنيا هي اللي مسيطرة على قلبه، هو ده اللي ربنا –سبحانه وتعالى- قال لك هيُفرق شمله، وفقره ما بين عينه، ومش هيجيله حاجة من الدنيا غير اللي اتكتبله منها.
    وممكن واحد تاني تلاقي عنده الدنيا كلها، لكن الدنيا مش جوه مش هامه الدنيا خالص. وفيه النموذج التاني، "ومن كانت الآخرة همه"، ربنا –سبحانه وتعالى- يعمل إيه؟ "جمع الله عليه شمله وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة"، هتجيله لحد عنده، ببيان إمتى الهم ده؟ ببيان ساعة التعارض لما تتعارض دنيته مع آخرته، لمّا يبقى فعلًا قدام مفرق وقدام اختيار يا اختار دنيا يا اختار ديني، اللي بيختار الدنيا ده بيبقى إيه؟ اللي شايل هم دنيا، واللي بيختار دينه هو ده اللي شايل هم الآخرة، شايف إن ده قاعدة مهمة جدًا جدًا جدًا، وبتفرق حتى بعد كده في مسألة النية.

    من كان همه الدنيا يتحول لعبد لها
    "من كانت الدنيا همه" ده في الآخر بيتحول لعبد للدنيا و-العياذ بالله-، عبد للتجارة، عبد للمال النبي –صلّى الله عليه وسلم- قال عنه: "تعسَ عبدُ الدِّينارِ، فيه أنواع عبودية مختلفة مش بس عبودية غير ربنا –سبحانه وتعالى-، وعبدُ الدِّرْهَمِ، وعبدُ الخميصَةِ، تعسَ وانتَكسَ وإذا شيكَ فلا انتَقَشَ" صححه الألباني، العبودية هنا مش إن هو يصلي ليها أو يعبدها فعليًا لا العبودية إن هي بقت الآمر الناهي، يعني هي اللي بتحركه، الفلوس هي اللي بتحركه.

    أنت هتبقى مهموم بالدنيا بطبيعة الحال، يعني أنت شايل هم بيتك، شايل هم عيالك، ده أمر طبيعي، لكن الفكرة إن ده يبقى سابق كل الهموم، إن ده يبقى الهم الوحيد، إن ده يبقى الهم المسيطر عليك، وده مذموم قال تعالى في سورة الحديد: "مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا؛ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا" الإسراء 19:18 وقال –تعالى-: "اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" الحديد:20.

    الدنيا ليست مذمومة على الإطلاق
    النبي –صلّى الله عليه وسلم- كان من دعائه: "اللهم أصلح لي دنياي التي فيها معاشي" بس قبلها "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي"، وبعد كدا "وأصلح لي دنياي"
    الدنيا مش مذمومة على الإطلاق، ولكن على حسب اختياراتك فيها، وعلى حسب أنت ما هتتعامل معاها، فأنت اللي بإيدك تخليها مذمومة فبالتالي تبعدك عن طريق ربنا –سبحانه وتعالى- وهتُحاسب عليها أمام الله يوم القيامة، أو هتخليها الناحية الثانية إن هي سبيل إن أنت تبلغ بيها إلى الجنة ودرجات الجنة المختلفة.

    وبالعكس أنت أساسًا هنا في الدنيا ليه؟ "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" البقرة:30 ليه؟ عشان تعمر الأرض وعشان تفعل الطاعات وتبقى الاختبارات المختلفة اللي بتوصلك في مقامات العبودية اللي في الآخر بتحدد درجتك في الجنة وعلاقتك مع ربنا –سبحانه وتعالى-. فقضية الذم أو عدم الذم دي مترتبة على اختياراتك أنت لهذه الدنيا والتعامل معها.

    من باع دنياه بآخرته كسبهما معًا ومن باع آخرته بدنياه خسرهما معًا
    مقولة للحسن البصري جميلة جدًا فرقت معايا في حياتي أوي، كان بيقول: "من باع دنياه بآخرته كسبهما معًا ومن باع آخرته بدنياه خسرهما معًا"، -فسبحان الله- الواحد شاف للمقولة دي شواهد كثيرة جدًا في الحياة خصوصًا للي بيتحطوا قدام اختبار دنيا ولا دين؟ تختار ده ولا ده؟ -سبحان الله- فعلًا مصداقًا لحديث الرسول –صلّى الله عليه وسلم-: "من كانت الدنيا همه، أو من كانت الآخرة همه" دايمًا لما يكون همك الأساسي إنك تختار ربنا –سبحانه وتعالى- وتختار الدين، -سبحان الله- الدنيا بتجيلك ولما تختار الدنيا تخسر الإثنين. وياما بتحصل في مواقف كثير، وعايز أقول إن فيه تشبيه ممكن يفرق مع ناس كثير لو تصورته خصوصًا للي شايفين هو إزاي أنا ممكن أجمع ما بين الدنيا والدين؟ والموضوع صعب ومتعارض وعكس بعض، فقاعدة أنا باسميها بدل المرايات، أي واحد بيسوق المفروض أنك مطلوب منك حاجتين عكس بعض، مطلوب منك أنك تجمع ما بين إنك تبقى مركز في الطريق قدامك كويس أوي، وفي نفس الوقت تكون شايف وراك، فالاثنين عكس بعض فدي حلها إيه؟ حلها إن فيه زجاج أمامي كبير أنت شايف فيه قدامك ويبقى فيه مرايات جانبية ومراية الخلف.

    اللي بيفرق بقى اختيارات الناس عن بعضها، إني أشوف في الزجاج الأمامي الدنيا، والآخرة في مرايتين جانبيتين كده؛ بطلع خمسة جنيه لله، بصلي ركعة، بعمل حاجة بسيطة كده؛ مرايات جانبية، إن هو عايش دنيته والآخرة هي اللي شيء على الهامش. فهنا عايزين نقول للشخص ده بدل المرايات. يعني إيه بدل المرايات؟ أنت المفروض يكون واجهتك الأساسية والزجاج الكبير لعربية حياتك شايف الآخرة ومطلع على الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا، والمرايات تبقى هي اللي جايبة الدنيا، فلازم تحدد وجهتك وتحدد أولوياتك كويس أوي.

    انتبه ألا تنغمس في الدنيا بدون أن تشعر
    فيه إشكالية ناس كثير بتقع فيها وهي مسألة النية يقولك أنا هانصر الدين بالدنيا، آه، أنا هأبقى تاجر ناجح وأبقى أخدم الدين بالفلوس اللي هيجيبها والكلام ده، هو الدنيا مباح والمباح بتجري عليه أحكام الدين كلها، فأنت فعلًا لو أخذت فيه نية هيبقى إن شاء الله عمل صالح في ميزان حسناتك، بس فيه مشكلة ناس كثير جدًا بتوقع فيها إن هو أصلًا بينغمس جدًا في الدنيا لدرجة إن هو بيجي على دينه وهو مفيش عنده خطوط حمراء تعبدية في حياته، فبعد فترة إيه اللي بيحصل؟ نيته بتتغير، بقى هو شغال في الدنيا لأجل الدنيا تحت شعار أنا شغال في الدنيا من أجل الدين، هو أبعد ما يكون عن الدين، بل بالعكس نموذج منفر في الدين وبتلاقيه بيتعامل بالربا ممكن وبيغش الناس وبيضحك عالناس ودي للأسف نماذج موجودة كثير جدًا.



    من يريد طلب العلم والدعوة سيبذل مجهود أكبر
    تعالوا نأخذ نماذج من القرآن ومن السُنَّة لشخصيات تعاملت مع الدنيا.
    واحد زي سيدنا أبو هريرة وكان من أهل الصفة، سيدنا هريرة قال: كنت أخر على الأرض من الجوع، كنت أعتمد بكبدي على الأرض من شدة الجوع، وواحد كان بيجي وكان بيضع قدمه على عنق أبو هريرة فاكره عنده صرع، قال وما بي إلا الجوع، قال: لازمت النبي على شبع بطني، أبو هريرة روى من الأحاديث ما روى؛ آلاف الأحاديث رواها عن النبي –عليه الصلاة والسلام- في مدة صحبة قليلة جدًا، بس هو ضحى بالدنيا عشان المكانة دي في الدين، عشان يبقى أبو هريرة، مفيش غير أبو هريرة واحد في الأمة.
    نموذج التوازن بين الدين والدنيا
    نموذج سيدنا عمر بن الخطاب، اللي هو ما تركش الدنيا بالكلية زي سيدنا أبو هريرة لا، هو بدأ يجمع بين الاثنين، تصاحب مع أحد الصحابة، هو كان يروح يشتغل يوم ويرجع يتعلم في مجلس النبي –صلّى الله عليه وسلم- ويتفقه في الدين، ثم يذهب إلى السوق وصاحبه هو اللي كان يروح للنبي –صلّى الله عليه وسلم- يتعلم عنه وفي آخر اليوم الاثنين، كل واحد بيقول للثاني إيه اللي تعلمه، فده نموذج ثاني، نموذج متوازن جدًا.

    خلينا بقى بس نقول برضه نقطة للتنبيه وللتوضيح، أن عمر –رضي الله عنه- لما كان أمير للمؤمنين جه سيدنا أبو موسى الأشعري استأذن على سيدنا عمر –رضي الله عنه- استأذن 3 مرات لأن ده السنة، فلما سيدنا عمر ما أذنش ليه فرجع فسيدنا عمر قال: كان عبد الله بن قيس اللي هو أبو موسى الأشعري على الباب ما دخلش ليه؟ فقال: أئتوني به، فلما جي سأله قاله إن أنا استأذنت 3 مرات وكذلك عُلّمنا، احنا النبي –عليه الصلاة والسلام- علمنا ده، فقال له هات لي بينة على الحديث ده؟ فعمر –رضي الله عنه- مع قدر عمر –رضي الله عنه- غاب عنه الحديث ده، فلما راح في مجلس سيدنا أبي بن كعب، على ما أذكر، بعث أصغر واحد سيدنا أبو سعيد الخدري، فراح وأثبت كلام سيدنا أبو موسى الأشعري فسيدنا عمر قال إيه؟ قال: شغلنا السفق بالأسواق، عن العلم؛ عن حديث النبي –صلّى الله عليه وسلم-.
    نقطة مهمة إن الللي اختار اختيار سيدنا أبو هريرة لازم يتحمل تبعاته، يعني أنت قررت إنك تبقى منشغل بالعلم ومنشغل بالدعوة ما تبقاش ملهوف للدنيا، وتبقى خلاص اخترت الاختيار وفهمت تبعاته.

    من كان صادقًا لن يضيع الله عمله
    كذلك زي ما كان فيه في مجتمع الصحابة نموذج سيدنا أبي هريرة ونموذج سيدنا عمر بن الخطاب كان فيه كذلك الصحابة الأغنياء زي سيدنا عثمان بن عفان، وزي سيدنا عبد الرحمن بن عوف، وأبو بكر الصديق، سيدنا أبو بكر الصديق تصدق بماله كله كم مرة؟ اللهم بارك، ولما نشوف سيدنا عثمان بن عفان إزاي جهز جيش العسرة في وقت كان فيه شدة شديدة جدًا جدًا هو اللي جهزها بنفسه، و-سبحان الله- وفي مكة والمدينة وقف لسه مكتوب عليه وقف لسيدنا عثمان بن عفان لسه موجود، ومن آيام بئر الرومية وغيرها، فده كان مثال بجد للشخص اللي قال فعلًا أنا هاخدم ديني بدنيتي فعلًا صادقًا غير كاذب.



    نموذج قارون
    فيه نمودج مختلف شوية، هو نمودج قارون والمجتمع اللي هو فيه "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ "القصص:76، هو واحد موجود جوه قوم موسى ومع ذلك لما ربنا أتاه المال –سبحانه وتعالى- شوف بقى اللي حواليه بقولوا إيه "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا "القصص:77، هو كان متوقع إن هو يقوله ولا تنسى نصيبك من الآخرة، يعني مثلًا واحد غني جدًا وفلوسه كلها بيصرفها في الحرام والكلام ده فطبعًا يا أخي ما تنساش نصيبك من الآخرة، يعني ما تنساش الآخرة فهما رايحين يقولوا له إيه؟ ما تنساش الدنيا، ما هي الحياة كلها دنيا فيقول لك أن الأصل هو "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّـهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ" القصص: 77، هو ده أصل الدنيا، ولا تنسى نصيبك من الدنيا.

    و بعض العلماء قالوا إن "وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا "القصص: 77، قالوا الكفن، إن هو ده نصيبك من الدنيا، هو ده اللي هيتبقى لك في الدنيا، فهو النماذج كثير جدًا وزي ما أنتم فعلًا قلتم النبي –صلّى الله عليه وسلم- ما انكرش على النماذج دي ولكن بشرط إنك تفضل محافظ على دينك، يا عم خليك يا أبو هريرة واشتغل في طلب العلم بس أهم حاجة تحافظ على دينك، اشتغل يا عم في الدنيا بس حافظ على دينك، خليك يوم ويوم بس في الآخر شرط واحد دينك دينك هو ده آخرتك وهو ده كل حاجة.


    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 15-05-2020, 11:50 PM.
    اللهم ارحم أبي رحمة واسعة وجميع موتانا وموتى المسلمين

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرًا وتقبل منكم
      اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

      تعليق

      يعمل...
      X