إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلقة العاشرة // برنامج قعدة شباب // لولا أن ثبتناك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلقة العاشرة // برنامج قعدة شباب // لولا أن ثبتناك




    الحلقة العاشرة // برنامج قعدة شباب //
    لولا أن ثبتناك






    رابط مشاهدة يوتيوب



    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 15-05-2020, 09:12 PM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.


  • #2



    تفريغ الحلقة



    اتكلمنا في القعدات بتاعتنا عن حاجات كتير، اتكلمنا عن بداية الطريق، واتكلمنا عن خطوات عملية، واتكلمنا عن حاجات تساعد في طريق الهدية أننا نبدأ فعلًا ناخد خطوات إيجابية في رحلة السير إلى الله –عز وجل-،

    لكن عايزين النهاردة نتكلم برضه في موضوع مختلف شوية، اللي هو إيه إزاي بقى اللي احنا اتكلمنا فيه أقدر أستمر عليه وخصوصًا كمان فيه مسألة أن أحيانًا بيحصل عندي هبوط إيماني، بالمصطلح الشرعي اللي احنا قولناه الفتور.

    تجنب الوقوع في الفتور في رحلة السير إلى الله
    النبي –صلَّى الله عليه وسلم- بيقول حديث جميل أوي –صلَّى الله عليه وسلم-: "ما من القلوب قلبٌ إلا وله سحابةٌ كسحابةِ القمرِ، بينما القمرُ يُضيءُ إذ عَلَتْه سحابةٌ، فأظلَم، إذ تجلَّتْ" حسنه الألباني، تخيل كده القمر عامل إزاي مضيء، لما بتيجي عليه سحابة إيه اللي بيحصل؟ بيظلم، طيب أنا برضه أحيانًا ببقى في رحلة السير إلى الله –عز وجل- عندي إضاءة إيمانية على الطريق لربنا –سبحانه وتعالى-، طب أحيانًا بيحصل لي فتور في رحلة السير إلى الله بيظلم القلب، يظلم الإيمان في رحلة السير إليه –سبحانه وبحمده-، إزاي أبدأ أشتغل على النقطة دي بحيث إن أنا أكمل في الطريق وأنا عامل حسابي إن أنا مقعش في الفتور أو متماداش لدرجة أن هو يقلب معايا بانتكاس و-العياذ بالله-.

    شدة تقلب القلب
    فيه حديث مرعب أوي وهو حديث النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، وهو بيشبه قلب الإنسان، فالنبي –صلَّى الله عليه وسلم – بيقول: "مثلُ القلبِ القلب ده عامل زي إيه؟ مثلُ الرِّيشةِ تقلِّبُها الرِّياحُ بفلاةٍ" صححه الألباني، يعني تخيل في صحراء فيه عاصفة وفيه ريشة في وسط الهواء ده فالريشة بتلف، يقول لك أن قلب الإنسان عامل زي الريشة دي، بيتقلب كتير جدًا جدًا، وبسرعة، يعني تلاقية النهاردة الصبح إيمانياته عاليه جدًا في السماء، بالليل إيمانياته في الأرض بتتقلب بسرعة جدًا، بشكل فجائي وبتتقلب كتير. فإن الواحد بينزل ويطلع ويتقلب، ويروح ويجي ده هو حديث النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، وده تشبيه النبي –صلَّى الله عليه وسلم- للقلب بالريشة، والنبي –صلَّى الله عليه وسلم- شبه القلب بالقدر إذا اشتد غليانه، عشان كده كان سيدنا المقداد لما يروي حديث الريشة ده، فكان بيقول: فما أمنت على أحد بعدما سمعت من رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم-.

    الثبات لا يكون إلا من الله –سبحانه وتعالى-
    -سبحان الله- لما نيجي نشوف الأصل اللغوي لتسمية كلمة القلب، من كثرة التقلب، عشان كده نجد كثير من دعاء النبي –صلَّى الله عليه وسلم- اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، ده مين النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، لما نيجي نشوف دعاء جميل أوي في القرآن ربنا بيعلمه لنا إن احنا إزاي بنقول "رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ" آل عمران: 8، احنا محتاجين أن من وسط هذا القلب اللي الطبيعي أنه بيتقلب في زيادة ونقص وحال كده وحال كده ودي طبيعته أصلًا، فهو مش هيثبت على هذا الإيمان إلا بالاستعانة بالله –سبحانه وتعالى-.
    ربنا اللي بثبتك فتسأل مقلب القلوب أن يثبت قلبك على دينه، ويُصرِّف قلبك على طاعته، ولا يزغ قلبك بعد الهداية، مفيش بشر فعلًا يقدر يثبت قلبه، القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

    يجب أن ننتبه لقلوبنا
    -سبحان الله- حتى لما النبي –عليه الصلاة السلام- قال: "تُعرَضُ الفِتَنُ على القُلوبِ فده يخلي الإنسان يبقى مركز مع قلبه أن ده المكان اللي الفتنة بتتعرض عليه عَرْضَ الحَصِيرِ عُودًا عُودًا، عُودًا عُودًا يعني لكثرة أو عَودًا عَودًا يعني متكررة فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ سَوداءُ، وأيُّ قلبٍ أنْكَرَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ بيضاءُ، حتى يصِيرَ القلبُ أبيضَ مثلَ الصَّفا، لا تَضُرُّه فِتنةٌ ما دامَتِ السمواتُ والأرضُ، والآخَرُ أسودَ مُربَدًّا كالكُوزِ مُجَخِّيًا، لا يَعرِفُ مَعروفًا، ولا يُنكِرُ مُنكَرًا، إلا ما أُشْرِبَ من هَواه" صححه الألباني، فكل واحد مننا محتاج أن هو يبقى منتبه لقلبه، لأن ده محل نظر ربنا –سبحانه وتعالى-، المكان اللي الفتنة بتصيبه، فكل ما كان الإنسان منتبه للقلب كل ما كان ده أدعى أن هو يبقى عنده يقظة في الطريق وميقعش إن شاء الله.




    كيف أفرق بين الفتور الطبيعي والفتور الذي يؤدي إلى الانتكاس
    -سبحان الله- طب أنا بالنسبة لي صراحة عندي أنا كحد نفسه يقرب من ربنا –سبحانه وتعالى- فيه إشكالية كده أحيانًا بتبقى عارضة عندي اللي هو الفرق ما بين إن أنا إزاي النبي –صلَّى الله عليه وسلم- بيقول: "إنَّ لكلِّ عمَلٍ شِرَّةً وإنَّ لكلِّ شِرَّةٍ فترةً فمَن كانت شِرَّتُه إلى سُنَّتي فقد أفلَح ومَن كانت شِرَّتُه إلى غيرِ ذلك فقد هلَك" صحيح ابن حبان، إزاي أنا أقدر أحدد مسألة الفرق ما بين الفتور؛ أن ده عارض طبيعي في السير إلى الله –عز وجل-، كما قال النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، وما بين إن ممكن الفتور ده يوصلنى لحالة من حالات الانتكاس و-العياذ بالله-.

    الفرق بين الفتور السلبي والفتور الإيجابي
    -سبحان الله- واحنا بنتكلم مع بعض، لقيت أن بعض الناس اللي اتكلموا في المعاني دي وفرقوا ما بين حاجتين، قالوا أن فيه فتور إيجابي، اللي هو الفتور الطبيعي اللي النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قال عليه في الحديث يبقى إذًا أن طبيعي جدًا أن يحصل لنا فتور، طيب فيه رواية تانية عن الإمام أحمد بيقول: "ومن كانت فترته إلى المعاصي فذلك الهالك"، ده بقى اللي هو إيه الفتور السلبي و-العياذ بالله-، أن أنت لما يحصل لك حالة إيمانية قليلة تبدأ تفتر عن الأعمال إيه اللي بيحصل؟ مترجعش بقى أن أنت تقتصد في سُنَّة النبي –صلَّى الله عليه وسلم- وتثبت عليك الثوابت والأعمال الإيمانية اللي كانت بتعملها لا، تلاقيك بتقع في معاصي والعياذ بالله.

    أصعب أنواع الانتكاس هو انتكاس المنافقين
    وحد تالت قال أن فيه فتور شبه دائم سلبي، أن يبقى حالك مش هو الأكثرية اللي دايمه عليه هو حالة الطاعة، ده بالعكس يبقى حالك أكثريته حالة المعصية ويبقى فيه فترات بس بسيطة يبقى دي حالة الطاعة اللي أنت بتكون عليها، وطبعًا أصعب أنواع الفتور وده اللي ربنا –سبحانه وتعالى- يعافينا ويصرف عنا ولا يبتلينا فيه هو فتور المنافقين، اللي هو أنت بتظهر شيء وبتبطن عكسه، بتروح للصلاة وأنت كسلان كما قال ربنا –سبحانه وتعالى- عنهم "وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ" النساء: 142، -والعياذ بالله- احنا مش عايزين نوصل للحته دي في مسألة الفتور، ونقطة مهمة جدًا في مسألة أن العلماء لما جم اتفرقوا ما بين الفتور وما بين الانتكاس، أن الفتور ده فتور العزيمة، أن أنت مش قادر تكمل معندكش عزم عشان تكمل على طريق الطاعة، أما الانتكاس هو انتكاس القصد و-العياذ بالله- أن أنت معدتش عايز الطريق ده.
    معدتش عايز الناس دي، معدتش عايز أعمل الأعمال دي، و-العياذ بالله-، فدي طول ما أنت على مسألة القصد ومسألة فتور الأعمال، أنت إن شاء الله بإذن الله تكون ناجي في الطريق إلى الله –عز وجل- وخد بالك متغيرش وجهتك وتُعرض حتى لا يُعرض الله – سبحانه وتعالى- عنك.

    من الحاجات اللي لازم نأكد عليها دايمًا نقطة التصورات المثالية الوهمية عن الالتزام، اللي بتحبط ناس كتير جدًا، يعني فيه ناس بتبقى معتقده إن أنا لما أقول أنا استقمت أو أنا التزمت خلاص يبقى أنا دايمًا همتي عالية، أنا دايمًا في الطاعات والعبادات وهكذا، فبنقول أن ده تصور وهمي ومثالية كاذبة بتضر صاحبها ليه بقى؟ اسمع عن الإيمان من النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، لما النبي –صلَّى الله عليه وسلم- يعلمنا أن الإيمان بيزيد وينقص وإن ده شيء طبيعي، لما تلاقي النبي –صلَّى الله عليه وسلم- يقول: "إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكُمْ كَما يَخلَقُ الثّوبُ، فاسْألُوا اللهَ تعالَى أنْ يُجَدِّدَ الإيمانَ في قُلوبِكمْ" صححه الألباني، يبقى احنا يا جماعة مش عايزين تصورات مثالية زائفة.

    يعني على سبيل المثال، مش معنى أن داعية أو شخص ملتزم بينشر حاجات دعوية وأنشطة، معناها أن الناس دي مبتقعش أن الناس دي ما بتخطأش، إن الناس دي دايمًا همتها في السماء، فده تصور خاطيء بيخلي أن لما أي حد يقع أي واقعة أو بنت تقع في ذنب أو في فترة إيمانها يفتر تقول أنا ضعت أنا انتكست، أنا هلكت، فلا، بنقول أن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- كان تعامله مع الأمور دي يا جماعة ده الطبيعي في هذا القلب المتقلب أن الإيمان بيزيد وينقص، طب نستسلم؟ لا نعمل إيه؟ فسلوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم، فزي ما قلنا المرة اللي فاتت دعاء اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، وربنا لا تزغ قلوبنا واللهم جدد الإيمان في قلوبنا.




    ما معنى الحور؟
    النبي –صلَّى الله عليه وسلم- كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور، إيه الحور ده؟ عارف قول لله –سبحانه وتعالى- "إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ" الانشقاق: 14، الحور هو تبدل الحال من حال إلى حال، يعني أنت كنت في حالة معينة فتبدلت، واحد كان مؤمن فتبدل إلى الكفر و-العياذ بالله-، واحد كان طائع فتبدل إلى معصية، فالنبي –عليه الصلاة والسلام- كان دايمًا يستعيذ، اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور، خايف من الوضع ده، أن هو يفضل دايمًا قلبه حاضر إن أنا يارب مش عايز إن أنا الحاجة الكويسة اللي أنا عليها دي إن أنا أحيد عنها أو إن أنا أحور عنها.

    كيف لا أقع في مسألة الانتكاس؟
    إيه اللي أقدر أمشي عليه أو أعمله عشان أبدأ آخد بالي من الفتور أو مقعش في مسألة الانتكاس و–العياذ بالله-؟
    ممكن نبدأ بتصحيح التصورات، يعني هو ممكن يكون تصور غلط عند الإنسان فكرة غلط، فالفكرة دي تكون سبب أن هو و-العياذ بالله- يترك الطريق، أو إن هو ييأس ويجيله حالة من الفتور.

    التصور الخاطيء عن الطاعات
    إن الإنسان يكون عنده تصور خاطيء عن العبادة، بنت من البنات سمعت قصتها هي كانت تحفظ قرآن، وراحت لدار معينة بتحفظ، وهي كان هدفها أن هي تختم في سنة واحدة بس، عندها همة عالية، فلما راحت عرفت أن خطة الدار في الختم ثلاث سنين، فراحت سايبه الدار وقالت لا أنا عايزة دار تانية بتخلص في سنة، البنت بتحكي القصة بعد خمس سنين ومحفظتش حاجة من القرآن، فأحيانًا بيبقى الواحد عنده خطة وتصورات عالية، فلما بيصطدم بالواقع أو بيلاقي أن الموضوع أقل، يقع، هو عنده تصور إما أنا هعمل حاجة كاملة وإما مش هعمل خالص.

    الاعتدال من سُنَّة النبي –صلَّى الله عليه وسلم-
    فالنبي –عليه الصلاة والسلام- كان بيعالج التصور ده، لما الصحابة سألوا عن عبادة النبي –عليه الصلاة والسلام-، فكأنهم تقالوها، "إنَّ رهطًا من الصحابَةِ ذهبوا إلى بيوتِ النَّبِيِّ يسألونَ أزواجَهُ عن عبادتِهِ فلمَّا أُخبِرُوا بها كأنَّهُم تقالُّوها أي: اعتبروها قليلةً ثُمَّ قالوا: أينَ نحنُ مِن رسولِ اللَّهِ وقد غَفرَ اللَّهُ له ما تقدَّمَ من ذنبِهِ وما تأخَّرَ؟ فقال أحدُهُم: أما أنا فأصومُ الدَّهرَ فلا أفطرُ وقال الثَّاني: وأنا أقومُ اللَّيلِ فلا أنامُ وقال الثَّالثُ: وأنا أعتَزِلُ النِّساءَ احنا ممكن نسمع أن ده بطولة، واحد يقول لك يا عم أنا هصوم مش هفطر، التاني هصلي طول الليل، التاني أنا خلاص هعتزل النساء وأعيش حياتي في الرهبانيةالنبي –عليه الصلاة والسلام- مسمحش بده، فلمَّا بلغ ذلك النَّبيَّ بيَّنَ لهم خطأَهم وعِوَجَ طريقِهِم وقال لهم: إنَّما أنا أعلمُكُم باللَّهِ وأخشاكم له ولكنِّي أقومُ وأنامُ وأصومُ وأفطِرُ وأتزوَّجُ النِّساءَ فمَن رغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي" صححه الألباني. فهذه سنتي؛ الهدي الاعتدال الاتزان.




    يجب أن يكون هناك توازن في كل شيء
    سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- كان عنده همة عالية جدًا –سبحان الله- في العبادة –رضي الله عنه- كان صيام طول النهار وقيام طول الليل، فلما سيدنا عمرو بيتفقد زوجته، فقالت والله ده راجل صالح، نعم العبد، سيدنا عمرو اشتكى للنبي –عليه الصلاة والسلام-، والنبي –عليه الصلاة والسلام- عدل التصور ده عند سيدنا عبد الله بن عمرو، قال إن لزوجك عليك حقًا وإن لبدنك عليك حقًا وإن لربك عليك حقًا فأعطي كل ذي حقٍ حقه، فالإنسان يكون عنده توازن اللي النبي –عليه الصلاة والسلام- علمه لنا في السنة.

    أحيانًا يخرجنا الشيطان من الدين من باب الإفراط
    ابن القيم في إغاثة اللهفان من مصائب الشيطان اتكلم في نقطة خطيرة جدًا وهي أن الشيطان يُشام النفس، هو عارف أن الناس مش زي بعضها، فبيلاقي أن فيه نفس بتميل إلى التفريط وأنها تفرط في الأمور، فياخدها من الجانب ده ويساعدها في أنها تخرج من الدين من باب التفريط والتهاون لحد ما تترك الدين بالكلية، ونفس تانية عندها همة عالية بتميل إلى التشدد والتمسك والتسلط، فيدخل لها من الباب ده، يعني فيه ناس مش متصورة النقطة دي، الناس معتقده أن الشيطان بس يوسوس لك أنك تبعد عن الطاعة لا، ده أحيانًا الشيطان يوسوس لك أنك تزود على نفسك زيادة عن اللزوم لطاقة أنت لا تطيقها، تعجب بنفسك وتنقطع بعدها ومتتحملش بعد كده، ربنا لا يكلفك فوق وسعك أنت بتكلفها فوق وسعك ليه؟ فيخرج من الدين من باب الإفراط والتشدد.
    فمطلوب منك "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ" البقرة: 143، دون إفراط ولا تفريط فلو عايز تثبت على الطريق الصح افتكر أن خير الهدي؛ هدي محمد –صلَّى الله عليه وسلم- من غير إفراط ولا تفريط.

    يجب أن نحذر كل الحذر من محقرات الذنوب
    من مداخل الشيطان برضه المشهورة أوي أوي واللي فعلا الواحد مبينتبهش ليها والنبي –صلَّى الله عليه وسلم- حذرنا منها –عليه الصلاة والسلام-، فقال: "إياكم ومُحَقَّراتِ الذنوبِ، فإِنَّما مثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذنوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ نزلُوا بَطْنَ وادٍ، فجاءَ ذَا بعودٍ، وجاءَ ذَا بعودٍ، حتى حمَلُوا ما أنضجُوا بِهِ خبزَهُم، وإِنَّ مُحَقَّراتِ الذنوبِ متَى يُؤْخَذْ بِها صاحبُها تُهْلِكْهُ" صححه الألباني، أن المحقرات دي يعني بالنسبة لك هو ده ذنب أصلًا؟! ده ذنب صغير ده عادي ما تسلم عادي، ما تعمل فرح عادي، ما تلبسيش الحجاب عادي، بقى ده العادي، النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قال هيُهلَك بهذه الذنوب الصغيرة ربنا –سبحانه وتعالى- قال في سورة النور: "وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ" النور: 15، فهو ممكن يكون عندك أنت من المحقرات ولكنه عند ربنا –سبحانه وتعالى- ذنب عظيم جدًا وكلنا حافظين الحديث المرأة اللي حبست الهرة ذنب احنا شايفينه صغير، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالًا.

    وحديث أن النبي –صلَّى الله عليه وسلم-: "مرَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بقبرينِ جديدينِ، فقالَ: إنَّهما ليعذَّبانِ، وما يعذَّبانِ في كبيرٍ، أمَّا أحدُهُما فَكانَ لا يستنزِهُ من بولِهِ، وأمَّا الآخرُ فَكانَ يمشي بالنَّميمةِ" صححه الألباني، كلها حاجات صغيرة ولكنها محقرات الذنوب، ومشكلة محقرات الذنوب دي في عرض الفتن على القلوب، فالنبي –صلَّى الله عليه وسلم- قال: فأيما قلب اُشربها نكتت فيه نكتة سوداء يعني إيه؟ علامة سوداء، فهو الذنب الصغير ده ربنا قال بيعمل علامة سوداء في القلب، ذنب كمان صغير علامة سوداء في القلب، علامة سوداء في القلب، لحد ما القلب و-العياذ بالله- بقى قلب لا يتبع أي شيء إلا ما أُشرب من هواه زي ما النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قال، فمحقرات الذنوب مدخل رهيب جدًا جدًا للشيطان ومن الحاجات اللي بتوقع الناس دايمًا، وبتجرح القلوب في رحلة السير إلى الله –عز وجل-.




    احذر أن تُعاقب في دينك وإيمانك
    ابن القيم -رحمه الله- له كلام رائع في الباب ده قال: "الذنوب جراحات، ورب جرح وقع في مقتل" يعني أحيانًا واحد الشيطان يتسلط عليه ويخليه يسقط تمامًا ويترك الطريق بسبب ذنب، يعني لما ربنا –سبحانه وتعالى- تكلم في سورة آل عمران قال –تعالى-: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا" آل عمران: 155، فاحذر زي ما كان ابن الجوزي يقول: "الواجب على العاقل أن يحذر مغبَّة المعاصي" مغبَّة يعني عاقبة المعاصي "فإن نارها تحت الرماد"، يعني هو مش شايف النار، فهو ممكن فجأة يُعاقب وتكون العقوبة تنزل في دينه، في إيمانه، زي القصة في سورة الأعراف قال –تعالى-: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ" الأعراف: 175، هو انقض عليه لأن هو مستني اللحظة اللي هو هينسلخ فيها، فالإنسان يحذر من خطورة المعاصي لأنها ممكن تكون من أسباب سقوط العبد.

    مشكلة الانغماس الزائد في الدنيا
    الحاجات اللي تمس الواقع برضه جدًا بالذات الواقع اللي احنا عايشينه الأيام دي، موضوع الانغماس في الدنيا، أن واحد طول النهار بيشتغل وممكن يشتغل شغل أوفر تايم بعدها، من شغل لشغل لشغل، هو ممكن مبيعملش حاجات حرام، لكن هو بعد فترة من كتر ما انغمس في الدنيا وبقى حريص على الدنيا، للأسف بيفقد دينه، النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، في حديث جميل أوي قال: "ما ذِئبانِ جائعانِ أُرْسِلا في غنَمٍ، يعني تخيل غنم موجودة وفيه ذئبين في وسط الغنم وكمان جعانين وأُرسلا في الغنم، تخيل هيفسدوا إزاي، فالنبي –صلَّى الله عليه وسلم –قال: بأفسدَ لَها من حِرصِ المَرءِ علَى المالِ والشَّرَفِ لدينِهِ" صححه الألباني، يعني واحد حرصه على المال وانغماسه في الدنيا وتشتت ذهنه للأسف ده بيسفد دينه وبيضيع عليه دينه.

    يجب أن يكون هناك خطوط حمراء في العبادة لا تقل عنها
    فالحل إن لازم يكون له خطوط حمراء، لازم يكون له خطوط حمراء في العباد مينزلش عنها أبدًا، ولو نزل عنها أنت كده بتفقد دينك، أنت كده بتبيع دينك بدنيتك، لازم أن يحاول أن يحول بيئة شغلة لبيئة إيمان بيزيد فيها إيمانه، ويحاول يغير فيها، لازم يكون مثلًا الأوقات اللي بيفضى فيها، زي يوم الجمعة، يحرص أن يوم الجمعة لازم يكون فيه محطة شحن، يحضر مثلًا خطبة جمعة مؤثرة مش أي خطبة وخلاص تحت البيت وخلاص، يروح ويسافر، مثلًا بنت مثلًا مشغولة في الدراسة طول الأسبوع مثلًا أو بتشتغل ومشغولة يبقى لازم يكون يوم الإجازة ده لازم يكون محطة شحن في حياتها.



    يجب استغلال أوقات الفراغ في الذكر
    أحيانًا الناس فعلًا بتبقى ظروف شغلها صعبة، فاحنا ممكن ننصح نصيحة حتى الشباب في الجامعة واللي بيشتغل استغلال البينيّات يعني وأنت في الطريق للجامعة، وأنت في الطريق للشغل، شغل درس، راجع حفظك للقرآن، أنت خلاص جاتلك فرصة فاضي، يبقى أنا مركز أي فترة بينية في اليوم، قدرت أقعد في المسجد من المغرب للعشاء، قدرت أقعد من الفجر للشروق، يبقى أنا عندي محطات يومية في البينَّيات أستغلها.
    الشباب اللي في القاهرة مثلًا، احنا بيبقى عندنا المسافات طويلة جدًا ومدد طويلة في الزحام، أنت لو اتعود بدل ما أنت قاعد مشغل بتسمع أغاني قاعد بتضيع الوقت في أي حاجة وخلاص طب ما تخلي فيه سلاسل معينة، أو الكتب المسموعة، والكتب الصوتية.

    تعلم منهج أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل
    النبي –عليه الصلاة والسلام- قال: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَحْتَجِرُ حَصِيرًا باللَّيْلِ فيُصَلِّي عليه، ويَبْسُطُهُ بالنَّهَارِ فَيَجْلِسُ عليه، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيُصَلُّونَ بصَلَاتِهِ حتَّى كَثُرُوا، فأقْبَلَ فَقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وإنَّ أحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللَّهِ ما دَامَ وإنْ قَلَّ" صحيح البخاري.

    على فكرة احنا بنسمع الحديث إننا دايمًا يبقى لازم نعمل عمل قليل، لا، يعني ممكن أنت تكون همتك ونفسك وإيمانياتك تجيبك في عمل كبير مستمر، مفيش مشكلة، لكن أحب الأعمال أدومها وإن قل ده منهج، إن أنا أداوم على ورد أحسن ما أنا أسخن في يوم واقرأ لي جزء وبعدين انقطع شهر، لا، داوم صفحتين في اليوم، يقول لك لا أنا بقرأ أكتر من كده، زي ما سيدنا عبد الله بن عمرو، قال يا رسول الله أقدر، يقولوا طب صوم بس يومين، يقول له أستطيع أكتر من كده، قال له صوم يومًا وأفطر يوم، في الآخر سيدنا عبد الله بن عمرو قال إيه لما كبر في السن، وكان يكره أن هو فيه حاجة معينة فارق عليها أن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- أن هو يخالف، شوف الأدب، قال يا ليتني أخذت رخصة النبي –صلَّى الله عليه وسلم-. فاتعلم المنهج ده إن أنت أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.

    اجعل أعمالك كلها متتالية حتى لا تغفل
    الحاجة التانية لما تعمل طاعة كبير متخليش الطاعة دي تخليك تريح، النبي –عليه الصلاة والسلام- في أوائل ما أُنزل قيل له: "فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ" الشرح: 7، خلصت عبادة تنصب وجهك لعبادة تانية على طول متريحش، احنا عندنا إيه، أنا عملت خلاص كفايةكده، أنا عملت النهاردة حاجات كتير أوي فهريح بقى، لا متريحش، الراحة هتخليك تنام، المؤمن إذا ارتاح غفل.

    لا يجب أن نسيء الظن بالله –سبحانه وتعالى-
    من الحاجات المهمة أوي اللي بنستصحبها موضوع حسن الظن بالله –سبحانه وتعالى-، لأنك أنت هتقابل حاجات كتير في الطريق ده، هتقابل ابتلاء، هتقابل فتور، هتقابل حاجات كتير جدًا، لازم تبقى مُحسن الظن بالله –سبحانه وتعالى- أن ربنا يريد لك الخير، "وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ" النساء: 27، "يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ" النساء: 28، ربنا والله لا يريد منك إلا الخير، لايريد غير أنك أنت تتوب، لايريد غير أنك أنت تمشي في طريقه –سبحانه وتعالى-، فأحيانًا ممكن واحد يقع في معصية، يقول لك أصل أنا ربنا مش عايزني، هو فعلًا ربنا مش عايزك لأن ربنا مبيعوزش، ربنا يريد العوز ده من الحاجة، هو ربنا يريد أن هو يتوب عليك، لكن ده أنا ربنا مش كاتبلي إن أنا أمشي في الطريق ده، أنا ربنا مش كاتب لي إن أنا أبقى كويس، يا عم لا والله ده من سوء الظن بالله –سبحانه وتعالى-، وده من اللي الشيطان بيعمله بيخليك تسيء الظن بالله –سبحانه وتعالى-، ربنا –سبحانه وتعالى- كل حاجة في حياتك كانت خير منه –سبحانه وتعالى-، هو أنت عمرك شفت منه شر أصلًا، ولا عمرك شفت منه حاجة وحشة عشان تيجي لدي وتقول لا أصل ربنا أراد بيا كذا، فمهم أوي حسن الظن.



    الانتكاس بعد الإيمان
    عشان كده ربنا –سبحانه وتعالى- بيقول في الحديث القدسي: ".. أنا عندَ ظنِّ عبدي بي إنْ ظنَّ خيرًا فله وإنْ ظنَّ شرًّا فله" صحيح ابن حبان، فأنت هتظن بربنا إيه في الطريق؟ لو هتظن به خير هتلاقي ربنا بيفتح لك، وهو هتظن فيه عكس ده و-العياذ بالله- هتلاقي فيه حاجات تانية مش عايزينها.
    من الآيات اللي تدبرت فيها أثرت فيا أوي، قول الله –تعالى-: "وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا" النحل: 92، لما تيجي تشوف التفسير؛ الناس اللي بيعملوا حاجات التريكو شوف قعدت أد إيه ومدة وبعد ما هي بذلت مجهود كبير جدًا جدًا بمنتهى البساطة قاعدة بتفكه تاني، ليه؟ تشبيه صعب أوي في القرآن من الله –سبحانه وتعالى- للي بينتكس بعد الإيمان.

    لمن ينتكس اسأل نفسك سؤال هل هان عليك إلتزامك؟
    أحيانًا لما ببيقى شاب معين بياخد قرار أنه خلاص هيترك الطريق، أو بنت معينة هتاخد قرار أنها تترك الطريق، بتبقى بتسمع بس صوت الشيطان اللي بيسهل عليها هذا الأمر، وبيزين لها الترك وبتنسى ذكريات مهمة جدًا جدًا، فأنا عايز أقول حاجة دايمًا بترن في أذني أنا شخصيًا وعايز أذكر نفسي وأذكركم بيها وكل شاب أو بنت بيسمعونا دلوقتي، سؤال مهم أوي أوي، لكل شاب خلاص وهو واقف كده قدام المرايا، وبيقرر خلاص أن هو هيحلق لحيته أو بنت خلاص واقفة قدام مرايتها وبتكرر أنا هنزل النهاردة من غير حجاب، احنا عايزين نسأل سؤال وإن كان طبعًا الانتكاس أكبر وأعمق من كده بكتير وإن كان ده بيبقى المرحلة الظاهرية الأخيرة بعد فترات طويلة من الانتكاس السابق لكده، عايزك تفتكر كلمة واحدة بس ترن في أذنك التانية غير اللي شيطان بيوسوس لك، يا ترى هان عليك، عايزك وأنت بتبص في المرايا عايزك تفتكر لحيتك دي مثلًا اللي نبتت شعرة شعرة، ومشاكل مع الأهل، ومشاكل في الشغل وسيبته واتبهدلت واتعذبت، افتكري أهلك وأد إيه كنتِ طب الله يخليك يا ماما، طب بالله عليكِ اقنعي بابا طب والله هعمل كذا.

    تذكر طريقك في الالتزام والتضحيات التي بذلتها
    والتضحيات والمشاكل والحاجات اللي حصلت وفرحتها والناس بتبارك لها لما اتحجبت أو انتقبت، عايزك تفتكر عهدك مع الله –سبحانه وتعالى- لحظة توبتك هان عليك عهدك مع ربنا –سبحانه وتعالى-؟ هان عليكِ عهودك ووعودك مع ربنا –سبحانه وتعالى-؟ هان عليكِ كل اللي أنتِ عملتيه في رمضان، هان عليكِ كل الخطوات اللي أنت طلعتها وخدتها في الطريق، والمعاصي اللي أنت سبتها؟ هان عليك النبي –صلَّى الله عليه وسلم- وسُنته، وكل اللي أنت سمعته ومكنتش عارفه قبل كده، بمجهود النبي –صلَّى الله عليه وسلم- في دعوتك وإزاي شاف قمة العذاب عشان الدين يوصل لك وتتعلم الكلام ده بسهولة، هتفرط في كل ده؟ هان عليك علاقتك بالنبي –صلَّى الله عليه وسلم-؟ هان عليك فرحته بلقائك على الحوض أنه يفرح بيك، ويفرح باتباعك لسنته وهي تفرح بأنك تبقي مع أمهات المؤمنين، هان عليك مصحفك، فاكر مصحفك اللي أنت كنت بتاخده معاك وتحطه في شنطتك أو في جيبك أو على موبايلك، ويبقى لك ورد وأنت بتتعلم تجويد وجلسات التجويد، وجلساتك مع شيخك أو جلستك مع محفظة القرآن والجلسة وصحبتك في الجلسة، واللي ربنا أبدلك بدل صحبتك السيئة اللي أنتِ سبتيها ربنا أبدلك بصحبة صالحة، هان عليكِ الكلام ده كله ليه؟

    هل المعصية تستحق أن تخسر كل هذا؟
    هان عليكِ صحباتك اللي أنتِ كنتِ سبب في التزامهم وسبب في أن ناس كتير منهم بدأو يصوموا من بوستاتك، وبدأو ياخدوا خطوات بسببك، هان عليك كل اللي أنت عملته في الطريق؟ وافتكر بعد كلمة هان عليك، أيه اللي يستاهل؟ معصية إيه اللي تستاهل أن كل الخطوات اللي أنت أخدتها في الطريق لربنا دي تروح، قصاد إيه؟ أي شهوة أي لحظة معصية للذة معينة تترك كل ده، افتكر ميزانك يوم القيامة، هل كل الخير اللي أنت عملته ده يستحق أن هو يطيش أمام هذه المعصية؟ لا والله أبدًا، والله ما في أي حاجة في الدنيا تستاهل أن كل ما فتح الله عليك به أنه يروح قصاد أي معصية، وافتكر والله يا جماعة أي حد يقول لك هو ممكن يكون حد عرف ربنا بجد وانتكس، قال أحد السلف: لا والله، والله ما وصل أصلًا ولا عرف أصلًا، لأن أنا مؤمن إيمان شديد جدًا أن مستحيل إن أي إنسان أو إنسانة يعرف ربنا بجد ويوصل لربنا بجد، ويذوق القرب بجد، ويعرف يعني إيه علاقة بربنا –سبحانه وتعالى- بجد عمر ما حد يدوق المعاني دي ويرجع عن طريق ربنا ده تاني.



    ماذا تفعل حيال إدبار نفسك وإقبالها؟
    اللي فعلًا وصل لربنا بجد وذاق حلاوة القرب، ربنا –سبحانه وتعالى- بحسن الظن ربنا بيثبته، ربنا –سبحانه وتعالى- بيقول للنبي –صلَّى الله عليه وسلم-: "وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا" الإسراء: 74، الثبات من من عند ربنا –سبحانه وتعالى- وزي ما احنا قلنا مسألة الدعاء، ومسألة حسن الظن بالله، مسألة أن أنت تاخد خطوات ثابت عليها وتفرق ما بين الفتور وما بين الانتكاس، وتبعد عن الانتكاس وتحاول تعالج الفتور، ده كان فهم الصحابة لمسألة الفتور والثبات والتعامل معها، شوف كده أثر سيدنا علي بن أبي طالب لما كان بيقول: "إن للنفس إقبال وإدبار، فإذا رأيت من نفسك إقبالًا فزد من النوافل، أو فزد في الطاعات، وإذا رأيت منها إدبارًا"، خلاص الدنيا واقفه معاك، "فألزمها بالفرائض".

    وسيدنا عمر بن الخطاب جابها من ناحية القلوب، نفس الأثر بس "إذا رأيت من قلبك إقبالًا فأكثر من الطاعات وإذا رأيت من قلبك إدبارًا فالزمه الطاعة أو فالزمه الفريضة"، احنا عايزين نقول إيه في لولا أن ثبتناك، أن الثبات من عند ربنا –سبحانه وتعالى-، وإن احنا فعلًا مش هنقدر نكمل في الطريق لربنا غير بربنا، واللي وصل لربنا ميتخافش عليه، لأن ربنا –سبحانه وتعالى- هو اللي هيثبته.




    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36


    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 15-05-2020, 11:49 PM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق

    يعمل...
    X