إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلقة السابعة // برنامج قعدة شباب // الخلوات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلقة السابعة // برنامج قعدة شباب // الخلوات







    الحلقة السابعة // برنامج قعدة شباب // الخلوات



    رابط مشاهدة يوتيوب






    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 15-05-2020, 11:08 PM.

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36


  • #2

    محجوزأد إيه موضوع الخلوات ده خطير وناس كتير أول ما بتسمع الكلمة دي بيخطر على بالها مشاعر متناقضة، خلينا نتكلم مع بعض كده الأول، كل واحد فينا يا ترى لما بيسمع كلمة خلوات، أول حاجة بتيجي على باله إيه؟

    أول حاجة لما بنسمع كلمة خلوات تقع في قلب الإنسان هي معصية السر وذنوب الخلوات، حتى احنا عندنا التصور ده غلط لأن ممكن يكون فيه طاعة كمان في السر، زي حديث "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: ... ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خالِيًا، فَفاضَتْ عَيْناهُ." صحيح مسلم
    فأحيانًا بتبقى الخلوة مش شرط تبقى معصية لا، ممكن يبقى الخلوة دليل على الشوق إلى الله –عز وجل- وعلى محبة الله –تبارك وتعالى- في رحلة السير إلى الله، ويستثمر الفترة دي عشان يقرب من ربنا –سبحانه وتعالى-.

    الموضوع واضح، خلوات، للأسف معظم الواقع بتاعنا اللي احنا عايشينه فعلًا خلوات المعصية، الطاعة جميلة بس فعليًا معظم مشاكلنا إن فيه معاصي في وقت الخلوات.
    الخلوة إزاي أستثمرها كخلوة طاعة إن أنا أقرب بيها لربنا –سبحانه وتعالى-؟ مش كخلوة معصية إن أنا أقع في الذنب أو أقع في المعصية، لا إن أنا إزاي أستثمر الفترة دي، إن أنا إزاي إن أنا مقعش في الذنب، أو مقعش في الحاجات اللي مترضيش ربنا –سبحانه وتعالى- يبقى احنا كده طاعة ومعصية.

    هو إيه اللي يخلي واحد من الشباب يدخل يشوف حلقة مكتوب خلوات؟ أن هو بيبقى حاسس أن الدنيا بايظة خالص في الخلوات بتاعته، فهو عايز يدخل يشوف الناس دي بتتكلم عن إيه الدنيا فيها إيه، لأن زي ما احنا كنا بنقول أن الخلوة دي إما أن الإنسان هيترفع يوم القيامة بسبب الخلوات بتاعته لو كانت في طاعة ربنا، وإما أن بسبب الخلوات بتاعته يُعاقب يوم القيامة لو كانت في معصية ربنا –سبحانه وتعالى-.

    الخلوة هي المعيار الأساسي للصدق
    الخلوة هي المعيار الأساسي للصدق، سهل جدًا إنك تبقى وسط الناس متكلف له شخصية معينة، سهل عليك طاعة معينة، إنما وإنت لوحدك في بيتك في خلوتك مع ربنا –سبحانه وتعالى- بيظهر معدنك الحقيقي وحقيقة صدق قلبك، هل أنت فعلًا ظاهرك كباطنك فعلًا ولا لأ؟ عشان كده لازم الخلوة الأولى اللي أنت بتقعد فيها مع نفسك في الدنيا دي تذكرك بالخلوة الأخيرة اللي أنت بتبقى فيها في قبرك.

    فقه التعامل مع الخلوات
    احنا عايزين نتكلم عن فقه التعامل مع الخلوات بوجه عام، سواء لو كانت خلوات معصية أو خلوات طاعة، إيه أهم الحاجات اللي احنا هنعملها قبل الخلوة نفسها، وإيه اللي ممكن نعمله أثناء الخلوة، وإيه اللي ممكن نعمله بعد الخلوة؟
    لو هنتكلم عن خلوة المعصية يعني مثلًا شاب من الشباب متعود أن هو يتفرج على أفلام إباحية، فأول ما بيبقى الظروف متهيئة حواليه ولوحده بيعمل إيه؟ بيعمل المعصية اللي هو متعلق بيها، شاب اتعود أن هو يبص على الحرام فبيعمل الحاجة اللي هو متعود عليها.
    فاحنا عايزين ناخد خطوات وقائية قبل الوقوع في المعصية، -ما قبل الخلوات-
    أول حاجة: إن الإنسان يحترم ضعفه، يعني أحيانًا تلاقي كتير من الشباب بتقول له يا فلان أنت عارف أنت المكان ده هتنزل هتتفتن فيه، يقول لك لا متقلقش أنا هنزل أنا جامد، أغض بصري، فالمفروض العبد يحترم ضعفه يبقى فاهم أن هو ضعيف، يعني حتى في حديث النبي –عليه الصلاة والسلام-، حديث الصراط، "ضربَ اللَّهُ مثلًا صراطًا مُستقيمًا، وعن جَنبتَيِ الصِّراطِ سورانِ، فيهِما أبوابٌ مُفتَّحةٌ، وعلَى الأبوابِ ستورٌ مُرخاةٌ، وأبواب مُفتَّحة عليها ستاير دي الفتن والشهوات فمينفعش أتعامل معاها تعامل إن أنا هروح أدخل كده وأشوف وكده وعندَ رأسِ الصِّراطِ داعٍ يَقولُ: استَقيموا علَى الصِّراطِ ولا تَعوَجُّوا، وفَوقَ ذلِكَ داعٍ يدعو، كلَّما همَّ عبدٌ أن يفتحَ شيئًا مِن تلكَ الأبوابِ النبي –عليه الصلاة والسلام- لما قال عن العبد اللي راح يقرب وعايز يفتح الستارة قال له إيه؟ قالَ: وَيحَكَ! لا تَفتَحهُ، فإنَّكَ إن تفتَحهُ تَلِجْهُ؛ ثمَّ فسَّرَهُ، فأخبرَ: أنَّ الصِّراطَ هوَ الإسلامُ، وأنَّ الأبوابَ المُفتَّحةَ محارِمُ اللَّهِ، وأنَّ السُّتورَ المُرخاةَ حدودُ اللَّهِ، وأنَّ الدَّاعيَ علَى رأسِ الصِّراطِ هوَ القرآنُ، وأنَّ الدَّاعيَ مِن فَوقِهِ واعِظُ اللَّهِ في قَلبِ كلِّ مؤمنٍ" صححه الألباني

    يبقى أتعامل من البداية قبل الخلوة إن أنا أحترم إن أنا ضعيف، سيدنا كعب بن مالك لما جاتله الرسالة من ملك غسان وبيقول له بلغنا أن صاحبك قد قلاك فالحق بنا نواسك، والرسالة بقى طبعًا جاية من ملك وكده وهو في وسط ظروف صعبة وأزمة كبيرة، فرماها في الفرن، حرقها. ليه؟ عشان أنا نفسي ضعيفة محطش نفسي في وسط ظروف تضعفني وبعدين أقول أنا وقعت.

    يجب أن تعرف نقطة ضعفك وتحترمها
    صح عشان كده أنت لازم تبقى عارف نقطة ضعفك، يعني شباب كتير يقعد يقول لك إيه، أنا بطلت سجاير بس فيه علبة سجاير معينة أنا سايبها في الدرج ودي لازم تبقى قدامي كده، بص أنا بطلت أغاني بس لازم يكون على الجهاز، أصل أنا لو مسحتهم هجيب تاني، الكلام ده غلط تمامًا، لازم تحترم لحظات ضعفك وتغتنم لحظات القوة من أجل لحظات الضعف. فخلاص أنت نويت أنك تبطل سجاير، ارمي كل علب السجاير، أنتِ قررتي إن أنتِ تبطلي أغاني امسحي كل الأغاني الموجودة عندك. وخصوصًا في اللبس، من أكبر المشاكل أن بنت مثلًا تكون قررت أنها تاخد خطوة في حجابها مثلًا، فكل ما بتيجي تفتح الدولاب ولسه هدومها القديمة موجودة كل مرة ده بيضعفها، خصوصًا أن البنات بيبقى عندهم أحيانًا مشكلة في الثقة في النفس شوية، إن أنا حاسة إن أنا كده شكلي مش حلو، أنا كده مش جميلة، أنا كده مش شيك فدي بتبقى مشكلة، فالمفروض خدت قرار احترم لحظات ضعفك وابعد عن الضعف تمامًا.

    استعن بالله في لحظات ضعفك
    بس أنا عايز حاجة قوية أستند ليها عشان أقدر أكمل، أقوى حاجة الواحد يقدر يستند ليها في مسألة لحظات الضعف هو الاستعانة بالله –سبحانه وتعالى-، النبي –صلَّى الله عليه وسلم- بيقول: "أعجَزُ النَّاسِ من عجزَ عَنِ الدُّعاءِ .." صححه الألباني، وحديث تاني يفيدنا أوي في النقطة دي لما صحابي راح للنبي –صلَّى الله عليه وسلم- قال: "أتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني تَعوُّذًا أتعوَّذُ بِهِ. قالَ: فأخذَ بكفي فقالَ: قُل: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِن شرِّ سمعي، ومِن شرِّ بصَري، ومِن شرِّ لِساني، ومِن شرِّ قلبي، ومن شرِّ مَنيِّي يَعني فرجَهُ" صححه الألباني
    خمس حاجات أساسًا كل الذنوب وكل المعاصي أو كل الأشياء اللي احنا ممكن نعملها، سواء طاعة أو معصية جاية من الخمس حاجات دي، ده يرجعنا لحديث الولاية اللي هو إيه: "إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ" صحيح البخاري
    ده بقى عشان يتجنب مسألة الفتن. كما قال النبي –صلَّى الله عليه وسلم-: "إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ، إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ، إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ، ولَمَن ابتُلِيَ فصَبَر؛ فَوَاهًا " صححه الألباني.
    تَجنَّب حتى تُجنَّب، فربنا –سبحانه وتعالى- يقول عن سيدنا يوسف: "كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ"، ليه؟ لأن هو كان له رصيد من الطاعة قبل كده، "إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ" يوسف: 24، فأقوى الأشياء اللي تخلي الواحد يحترم ضعفه أن هو يستعن بالله –سبحانه وتعالى- القوي المتين.

    فيه حديث جميل أوي ودايمًا بنقوله يوميًا في أذكار الصباح والمساء وأنت بتستغيث بربنا –سبحانه وتعالى-، تقول له: يا حي يا قيوم برحمتك إيه؟ أستغيث، يعني واحد بيصوت بيستغيث بربنا –سبحانه وتعالى-، يارب برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، بيقول له يارب متكلنيش لضعفي، يارب أنا أضعف واحد في الدنيا، أنا وحش، أنا ضعيف قدام الفتن والمعاصي، أنا هقع فيها بس يارب كرهني فيها، إزاي؟ أنا أقول لك أنا هدعي ربنا وأنا رايح أعمل المعصية؟ آه، وأنت رايح تعملها يارب كرهني فيها، يارب اصرفها عني، يارب مش عايزها، وهو في قلبه حاببها وبيدعي ربنا يارب ابعدها عني، النبي –صلَّى الله عليه وسلم- خلى الصحابة يتعاملوا مع الصلوات بفكر مختلف، أصل أنت فيه خلوات، مش إنت على طول في وسط الناس، لا فيه خلوات جاية جاية، طب أعمل إيه؟
    إنت محتاج فكرك يتغير عن كلمة خلوات، ليه الخلوات مرتبطة بالمعصية؟ طب ما فيه طاعة، أن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- خلَّى الصحابة يتعاملوا مع الخلوات أن الخلوة دي وقت الطاعة أصلًا، ده الوقت اللي أنت مستنيه عشان تطيع ربنا –سبحانه وتعالى-، ده أنت في وسط الخلوات دي أنت قاعد لوحدك صحيح بس خد بالك أنت مش لوحدك، أنت معاك ملائكة، أنت ربنا –سبحانه وتعالى- مطلع عليك، أنت قاعد في وسط حتى جمادات بتعبد ربنا –سبحانه وتعالى- "وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ" الإسراء: 44، الكمبيوتر اللي أنت قاعد عليه ده بيسبح ربنا، الكرسي اللي أنت قاعد بتعصي ربنا عليه بيسبح ربنا –سبحانه وتعالى- "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ" بس فيه بقى صنف مختلف "وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ" الحج: 18، والعياذ بالله، تغيير الصورة الذهنية عن الخلوات مهم جدًا جدًا جدًا.

    ذنوب الخلوات تُذهب بالحسنات كالهباء المنثور
    كان فيه مرة شوفت بوست كده على الفيس بوك كان أثر فيا أوي، كلمة بسيطة كده ممكن تكون متاخدة إسقاطات من حديث، لقيت مكتوب في البوست كده ويحك أكلما خلوت عصيت، هو أنت كل ما تتحط في ابتلاء تفشل فيه، عشان كده من الأحاديث القوية جدًا اللي لازم نشيل همها ونتذكرها وترعبنا جدًا من معاصي الخلوات، لما رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم- كان قاعد مع الصحابة وبيحكي لهم حديث الصحابة فزعوا منه، لما يقول: "لأَعْلَمَنَّ أقوامًا مِن أُمَّتي يَأْتون يومَ القيامةِ بحَسناتٍ أمثالِ جِبالِ تِهامةَ بَيْضاءَ، ودي جبال كبيرة جدًا فيَجْعَلُها اللهُ هَباءً مَنثورًا. فالصحابة فزعوا، قال ثَوْبانُ: يا رسولَ اللهِ، صِفْهُم لنا، جَلِّهِم لنا، أنْ لا نَكُونَ منهُم ونحن لا نَعْلَمُ. فكانت المفاجأة بقى في وصف النبي –صلَّى الله عليه وسلم- ليهم قال: أمَا إنَّهُم إخوانُكُم، ومِن جِلْدَتِكُم، يعني زيكم وشوف بقى الوصف التفصيلي اللي النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قاله ويَأخُذون مِنَ اللَّيلِ كما تَأْخُذون، يعني بيصلوا صلاة صحابة، طب إيه السبب إيه المشكلة؟ ولكنَّهُم أقوامٌ إذا خَلَوْا بمَحارمِ اللهِ انتَهَكوها" صححه الألباني كل ما يخلو البيت بقى لوحده، يخطر على باله المعصية، فدي نحلها إزاي؟

    عينك التي تخون يعلمها الله
    وحتى كمان مش شرط أن هو يكون لوحده، يعني ممكن يبقى شاب واقف في وسط مجموعة من الشباب ربنا –سبحانه وتعالى- تكلم عن المشهد ده، إن واحد واقف في الجامعة وهو عامل نفسه التدين والأدب والأخلاق وبنت تعدي، فهو يبص كده نظرة في الخباثة، فلما حد يلمحه يغض بصره، اللقطة دي ربنا اتكلم عنها -قال تعالى-: "يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ" غافر: 19، العين اللي بتخون دي، "وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ"، سيدنا عبد الله بن عباس له أثر جميل جدا، يقول: "هو الرجل يكون واقفًا في وسط مجموعة من الناس فتمر به المرأة فينظر إليها، فإذا لحظه الناس، لو خدوا بالهم منه إيه؟ غض، فإذا أعرضوا ينظر إليها، قال: ويطَّلع الله على قلبه وود لو أنه رآها عارية" -سبحان الله.

    يعني ربنا يعلم خائنة الأعين، النظرة اللي في السر، "وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ"، فما بالك اللي بيجاهر ويفتح اللاب توب ويتفرج على فيلم وقاعد في السر، مسألة خطيرة جدًا.
    -سبحانه الله- كان فيه موقف لشاب اللي كان بيتفرج على أفلام إباحية على الدش ومرة واحدة النور قطع، كل تفكير الشاب ده إن هو إزاي بابا هيجي أو عيلته هتيجي والنور عايز يقلب بأي طريقة، -سبحان الله- كان ممكن يحصل ده –والعياذ بالله- وأنت بتعمل معصية أو بتعمل ذنب أو أي حاجة مترضيش ربنا –سبحانه وتعالى- مرة واحدة يحصل انقطاع كما قال النبي –صلَّى الله عليه وسلم-: "......إنَّ العبدَ المؤمنَ إذا كان في انقطاعٍ من الدُّنيا وإقبالٍ من الآخرةِ نزل إليه ملائكةٌ من السَّماءِ بيضُ الوجوهِ كأنَّ وجوهَهم الشَّمسُ معهم كفنٌ من أكفانِ الجنَّةِ وحَنوطٌ من حنوطِ الجنَّةِ......" صححه الألباني ، خلاص مرة واحدة، أنت ممكن مرة واحدة متلحقش تتوب وده في الطب كتير، في حالات كتير تلاقي القلب يقف مرة واحدة وحد يموت فعلًا، فده وارد طبيًا فعلًا.

    حاجة صعبة جدًا على القلب وعلى العقل وحتى على النفس، إن الواحد يُبعث على ما مات عليه كما قال النبي –صلَّى الله عليه وسلم: "يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ علَى ما ماتَ عليه." صحيح مسلم، تخيل هو بيعمل إيه ومات على إيه؟ هي دي النقطة بس، إن الواحد المفروض يخاف إن هو يموت على كده ويحصل له انقطاع مرة واحدة.

    في الخلوات تذكر أنك ستخلو بربك وتقف أمامه
    كمان من الحاجات اللي تخلينا نخاف زي ما كنا بنتكلم هي مسألة إن احنا هنقف قدام ربنا –سبحانه وتعالى-، النبي –عليه الصلاة والسلام- قال في حديث: "... يُدْنَى المُؤْمِنُ يَومَ القِيَامَةِ مِن رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، حتَّى يَضَعَ عليه كَنَفَهُ" كنف الستر أن ربنا يستر العبد، فيُقَرِّرُهُ بذُنُوبِهِ، فيَقولُ: هلْ تَعْرِفُ؟ فيَقولُ: أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ ..." صحيح مسلم، مسألة أن الإنسان يُقرر بمعاصي السر كلها، قال –تعالى-: "وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ" خائفين مما فيه "وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا" الكهف: 49.
    الخلاصة إن الخلوات مشكلة لا تُحل أثناء الخلوة، فدي بيتحضر ليها من بدري أنك قبل ما توصل للمرحلة دي لازم تقوي عضلة قلبك الإيمانية عشان لما تخش خناقة مع الشيطان في الخلوة أنت تضرب الشيطان مش هو اللي يضربك.

    يجب أن تتعلم كيف تقوي ذاتك
    إزاي الواحد يقوي حتة الذاتية دي؟ مش في المعاصي بس، مهم حتى في الطاعات، أن أنت يبقى عندك ذاتية لوحدك، أنت معرض أنك تبقى في بلد لوحدك، معرض أنك تبقى في بيت لوحدك، معرض أنك تبقى في وسط لوحدك، فلازم يبقى عندك ذاتية، ذاتية في الطاعة، ذاتية في العبادة، ذاتية في البعد عن المعصية. فلازم دايمًا إنك تعود نفسك إنك تعرف تقف في وش المعصية لوحدك.
    ماذا بعد الوقوع في المعصية
    طيب دلوقتي واحد دخل وخلاص وبدأ يعمل الذنب بدأ يعمل المعصية، هل فيه حاجة ممكن توقفه؟
    أنت اضربت خلاص فحاول متطلعش بعاهة مستديمة، يعني إيه؟ متطلعش بكارثة، فأنت خلاص أنت يا عم وقعت في المعصية لا تتمادى بقى يعني خلاص أطلقت بصرك مش لازم تطول في الموضوع. يعني واحد نزل في بركة طين، جه شوية طين على البنطلون كده مش لازم تنزل تتمرغ بقى، عشان تبقى الرجعة سهلة، متتماداش أوي في الموضوع وتزود فيه أوي، وعلى أد ما تقدر اطلع بأقل خسائر.

    كعب بن مالك عمل ذنب فعلًا وهو إنه تخلف عن الغزوة، بس مش معنى إن أنا تخلفت إن لما تجيلي رسالة ملك غسان خلاص أروح بقى وأبوظ الدنيا، يعني أنا خلاص مش هغرز عشان أعرف أرجع بسهولة، عكس برصيصا كل ما يقع في حاجة يغرز في اللي بعدها، لحد ما-العياذ بالله- مات كافر، ساجد للشيطان، وعامل كل الكوارث اللي في الدنيا.

    -سبحان الله- أن أحيانًا من رحمة ربنا –سبحانه وتعالى- بالعبد أن في وقت المعصية بتيجي للواحد رسالة، يعني هي بتبقى رسالة كده لحظة قرار أن أنت هتكمل في الذنب ولا أنت هتوقف، زي في حديث الثلاثة اللي كانوا في الغار الراجل وهو بيحكي عن بنت عمه اللي هي أحب الناس ليه، بيقول إيه؟ حتى قعدت بين رجليها في موضع الرجل من إمرأته فقالت: يا عبد الله اتقِ الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، قال: فقمت عنها وهي أحب الناس إلي. أن ممكن وأنت خلاص وبدأت في المعصية تجيلك رسالة؛ أقف، يعني استجيب للرسالة، متسترسلش متكملش، متقولش خلاص هي كده كده خربانة، لا وقف، وأحيانًا لما الإنسان يترك المعصية في الوقت ده يُثاب عليها لأن الشخص ده ذُكِر في معرض مدح، إن كان بسببه أن الصخرة تحركت.

    العبد المؤمن إذا ذُكِّر ذكر
    نفس الموقف ده دليله من القرآن ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول: "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ" مسهم وطائف، تذكروا فإيه اللي بيحصل؟ مش بيغرز، بيترجم رسالة ربنا –سبحانه وتعالى- ليه صح في الموقف ده، "تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ" الأعراف: 201، فيعرف فيبعد. زي بالضبط كده كلام ابن القيم لما بيقول إيه؟ "لابد من سنة الغفلة ورقاد الهوى ولكن الشاهد كن خفيف النوم" متغرزش أوي.
    وحديث: "ما من عبدٍ مؤمِنٍ إلَّا وله ذنبٌ، يعتادُهُ الفينَةَ بعدَ الفينَةِ، أوْ ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يفارِقُهُ، حتى يفارِقَ الدنيا، إِنَّ المؤمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا، توَّابًا، نَسِيًّا، إذا ذُكِّرَ ذكَرَ" صححه الألباني وخد بالك من صيغ المبالغة إن العبد خُلق مُفتنًا توابًا نسيًا، كلها صيغ مبالغة عشان إيه أنت هتقع ولكن متغرزش، إذا ذُكِّرَ ذكر.


    لا تجعل الله أهون الناظرين إليك
    من أكتر الحاجات وأنت جوه المعصية لازم تفتكرها افتكر مشهد سيدنا يوسف، إزاي وإمرأة العزيز غلقت الأبواب خلاص وقالت "وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ" يوسف: 23، وهو غريب وعبد المفروض يسمع كلام مولاته وهي الملكة الآمرة الناهية وقفلت كل حاجة ولكن تذكر وقال –معاذ الله-. أكبر مشكلة إن لما يبقى حد هيعمل معصية ومقفل الأبواب وهكذا، بينسى حاجتين مهمين جدًا؛ أول حاجة إن ربنا –سبحانه وتعالى- يراه ومطلع عليه من فوق سبع سماوات، فلازم يكون في قلبك وازع يقول لك تذكر ربنا –سبحانه وتعالى- وهو بيقول لك عبدي لم جعلتني أهون الناظرين إليك، ده لو عيل صغير معدي في البيت وشافك وأنت بتعمل المعصية دي أنت مش هتتحمل.
    وعشان كده عبد الله بن عباس قال أثر من أشد الآثار اللي أثرت فيا في حياتي، قال "ولوجدوا قلبك إذا حرك الريح ستر بابك لأشد عند الله من الذنب" يعني ممكن تبقى بنت ماسكة الموبايل بتاعها عادي وبتقلب، فلقت كده أكونت شاب من الشباب فدخلت كده تشوف صوره، هي ممكن تبقى خايفة أن لو حد من صاحباتها -مش أبوها وأمها- يلاحظ اللي هي بتعمله، فخوفها من الشخص اللي جنبها ده أكبر من الذنب نفسه وربنا مطَّلع عليه.

    خوف نفسك قبل المعصية
    وأنت بتخاطب نفسك قبل المعصية أو قبل الخلوة خوف نفسك وخد بالك من نظر ربنا –سبحانه وتعالى-، خد بالك المعصية هتتكتب عندك لكن لو وقعت بقى لازم تغير الخطاب، لأن فيه ناس كتير بتيأس، يعني أنا خلاص وقعت وخلاص وبعد ما سمعت الكلام ده أنا كده ضايع. الشيطان نفسه بيغير خطوات، الشيطان نفسه قبل المعصية يقعد يسهل لك الدنيا، بعد المعصية بيسودها لك.

    خطة الشيطان ليوقعنا في المعصية
    من الطريف في حديث سيدنا المقداد قبل ما يشرب من لبن النبي –عليه الصلاة والسلام- الشيطان جاله وشجعه أن هو يشرب، وقال له أن النبي –عليه الصلاة والسلام- عند الأنصار ويتحفونه وبيأكلوه قال: "... فأتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدْ شَرِبْتُ نَصِيبِي، فَقالَ: مُحَمَّدٌ يَأْتي الأنْصَارَ فيُتْحِفُونَهُ، وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ ما به حَاجَةٌ إلى هذِه الجُرْعَةِ، فأتَيْتُهَا فَشَرِبْتُهَا، فَلَمَّا أَنْ وَغَلَتْ في بَطْنِي، وَعَلِمْتُ أنَّهُ ليسَ إلَيْهَا سَبِيلٌ، قالَ: نَدَّمَنِي الشَّيْطَانُ، فَقالَ: وَيْحَكَ، ما صَنَعْتَ أَشَرِبْتَ شَرَابَ مُحَمَّدٍ" يعني هو قبل المعصية شجعه وبعد المعصية يقول له أنت عايز تتوب أنت عملت إيه؟ فَيَجِيءُ فلا يَجِدُهُ فَيَدْعُو عَلَيْكَ فَتَهْلِكُ فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ ..." صحيح مسلم
    فأنت بقى تخالف الشيطان، أنت قبل المعصية خَوِّف نفسك وخليك مرعوب، وده حقيقة إن فعلًا المعاصي ممكن تُهلك الإنسان، وخلي دايمًا ده خطابك قبل المعصية ربنا يعافينا جميعًا.



    يجب عليك أن تغير الخطاب
    وقعت في المعصية؟ غير الخطوات، خلي عندك نفسية التوبة، ونفسية سرعة التوبة، يقول لي هو أنا هقوم من المعصية أصلي؟ إزاي؟ ساعة ما تقول له توب يقول لك أنا مكسوف، طب وأنت بتعمل المعصية مكنتش مكسوف؟ يقول لك مثلًا أنا زهقت من كتر ما وقعت وتبت، طيب زهقت من كتر التوبة طب ما تزهق من كتر المعصية، فالخطاب لازم يختلف؛ ماتيأسش "وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ" يوسف: 87، ربنا قال لك "اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا، وخالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسنٍ" صححه الألباني، أتبع يعني قوم، أنت قايم من على المعصية بتقوم بتعمل طاعة فورًا، "إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ" هود:114.

    خلي نفسيتك "وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ" النساء: 27، يا عم قوم توب ده ربنا –سبحانه وتعالى- هيفرح بتوبتك، ده النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ صاحبَ الشمالِ ليرفعُ القلمَ ستّ ساعاتٍ عن العبدِ المسلمِ المخطىءِ، فإن ندِم واستغفر اللهَ منها ألقاها، وإلا كُتِبَتْ واحدةٌ" حسنه الألباني ست ساعات الذنب لا يُكتب على العبد المخطيء ميتكتبش الذنب لعله يتوب إلى الله –سبحانه وتعالى-، فقوم والحق نفسك.

    مزاحمة المعاصي بالطاعات
    وبرضه فكرة مزاحمة المعاصي بالطاعات، اللي هو إن لم تستطع أن تترك الذنب فزاحمه بالطاعة، أحيانًا فعلًا الواحد مش قادر يسيب ذنب معين، لحديث النبي –صلَّى الله عليه وسلم-: " كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ وخيرُ الخطَّائينَ التوَّابونَ" حسنه الألباني. الحديث التاني: " ما من عبدٍ مؤمِنٍ إلَّا وله ذنبٌ، يعتادُهُ الفينَةَ بعدَ الفينَةِ، أوْ ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يفارِقُهُ، ..." صححه الألباني. بيبقى فيه واحد مقيم على ذنب، وفي واحد بيعتاد الذنب ده، طيب يعمل إيه؟ الحل إيه؟ الحل أن أنت تزاحم الذنب ده بطاعات كتير زي ما النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قال في وصية سيدنا معاذ، "وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا، وخالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسنٍ".

    السر بالسر والعلانية بالعلانية
    ثم قال النبي –صلَّى الله عليه وسلم- "اعبدِ اللهَ كأنك تَراه، واعدُدْ نفسَك في المَوتى، واذكرِ اللهَ عندَ كلِّ حَجَرٍ، وعندَ كلِّ شجرٍ وإذا عملْتَ سيِّئَةً بجنبِها حسنةٌ، السرُّ بالسرِّ، والعلانيةُ بالعلانيةِ" حسنه الألباني
    يبقى إيه؟ يبقى أنا لو عملت ذنب في السر أعمل إيه؟ أعمل برضه طاعة في السر، طب لو عصيت ربنا وعملت شيء ميرضيش ربنا –سبحانه وتعالى- قدام الناس وجهرت بده –والعياذ بالله- يبقى أنا لازم أمحو ده بإيه؟ برضه بطاعة قدام الناس وإن أنا أجهر بالقرب من الله –سبحانه وتعالى-.



    خطورة المجاهرة بالمعصية
    بمناسبة السر والعلانية لازم نحذر من حاجة لأن كتير من الشباب بيتعامل بعد المعصية بنوع من الجرأة، أن هو يجاهر بالذنب، ودي من أكتر الحاجات اللي عايزين نحذر الناس منها، النبي –عليه الصلاة والسلام- قال: "كُلُّ أُمَّتي مُعافًى معافى يعني إيه؟ يعني يُرجى أن ربنا يعفو عنه يوم القيامة، هتعدي إلَّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، ده أنا عملت كذا وكنت مع فلانة ورحت ونزلت وعملت ويحكي تفاصيل المعصية قال النبي –عليه الصلاة والسلام- شوف الكلام، قال: وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنْه" صحيح البخاري ده خطورة إن الإنسان يجاهر بالمعصية. ليه؟ لأن هو بيسهل كده المعصية في نفوس الناس، وبيشيل سيئات الناس اللي بتقلده.

    لا تنسى إحساس الندم بعد المعصية
    قال ابن القيم: "إذا عملت عمل فلم تجد لذته في قلبك فاتهم العمل فإن الرب شكور" إنك لما بتعمل طاعة والطاعة خالصة لربنا –سبحانه وتعالى- وأنت إنسان مؤمن ربنا بيثمر في قلبك سعادة وفرحة، كذلك لما أنت بتكون عبد مؤمن وفي حال ما بينك وبين ربنا وبتقع في معصية معينة لازم بيبقى فيه في قلبك تنغيص ومرارة شديدة بعد ما تقع في ذنب معين. يعني لما يكون فيه شاب أو بنت مبتلاه بمعصية سر معينة، يفضل الشيطان قبلها يشجعها تعملها، وينسيها أي ألم للمعصية دي وأول ما تعمل المعصية دي أو أول ما يعمل المعصية دي يبقى نفسه فعلًا أن الأرض تتشق وتبلعه.

    عاقب نفسك بعد المعصية بتكفير الذنب
    فالسؤال إنت ليه بتنسى اللحظات دي؟ ليه بتنسى لحظات ألمك وحسرتك على توبتك وعلى عهدك مع ربنا –سبحانه وتعالى- وعلى الفترة اللي أنت قعدتها من غير انتكاس؟ ليه بتنسى الألم ده؟ فأنا من الحاجات اللي شايفها وأنا شخصيا فرقت معايا جدًا نقطتين في فقه التعامل مع الذنب بعد الذنب:
    أولًا: اكتب وتذكر مرارة عصرة القلب اللي بتبقى بعد الذنب دي ومن ندم توبة، زي ما احنا عارفين حديث رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم-.
    نقطة تانية: التعذير، يعني إيه التعذير؟ التعذير أنك لازم تعاقب نفسك بطاعة تخلي الشيطان يندم أنه يوسوس لك تاني. ناس كتير من الحاجات اللي نفعت معاهم فعلًا إنك تضع لنفسك عقوبة حقيقية وتحترمها، إنك مثلًا تعاهد الله –سبحانه وتعالى- أنك لو وقعت في المعصية دي هتصوم يومين، أو هتطلع مثلًا مبلغ معين، الفلوس بتوجع، شوف أنت إيه اللي بيوجعك.

    كمان النبي –عليه الصلاة والسلام- قال: ".... الصومُ جُنَّةٌ، والصدقةُ تُطفِيءُ الخطيئةَ كما تُطفِيءُ الماءُ النارَ" صححه الألباني. كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "الصَّدقةُ تُطفئُ غضَبَ الرَّبِّ وتدفَعُ مِيتةَ السُّوءِ" صححه ابن حبان
    فشوف الاتنين أهو أن الصدقة منها أنها تكون وجعتك وألمت الشيطان أن الشيطان يبطل يوسوس لك، أنت محتاج تقنع الشيطان فعلًا أنك لو وسوست لي في المعصية دي وهاخد عليها الذنوب دي، أنا هاستحدث بعدها طاعات هتخليك تندم على أنك وسوست لي، حديث النبي –صلَّى الله عليه وسلم- "مَثَلُ المُؤْمِنِ كَالخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفَيِّئُهَا الرِّيحُ مَرَّةً، وتَعْدِلُهَا مَرَّةً ..." صحيح البخاري، يعني إيه؟ يعني أنت خلاص اتعامل مع نفسك بنفسية بعد الذنب، أن أنت الشيطان خد منك جولة ميكسبش منك بقية الجولات، إن أنت مرة وقعت متكملش خد أنت مرة واتنين وثلاثة في صالحك بالأعمال الصالحة.

    أعظم العقوبات الحرمان من مناجاة الله –عز وجل-
    أنت أحيانًا بتُحرم بالذنب ده أو الشيء اللي ميرضيش ربنا أو الحاجة اللي أنت وقعت فيها دي لو أنت مقمتش بسرعة ورجعت تاني بتُحرم القرب من الله –سبحانه وتعالى-، بتُحرم لذة المناجاة، ودي بتبقى أصعب العقوبات على العبد. فافتكر ده، بحيث إنك ما تخليش الشيطان يوقعك وحتى لو وقعك افضل كمل تاني بنفسية المقاتل في رحلة السير إلى الله –سبحانه وتعالى-.
    "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَحْتَجِرُ حَصِيرًا باللَّيْلِ فيُصَلِّي عليه، ويَبْسُطُهُ بالنَّهَارِ فَيَجْلِسُ عليه، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيُصَلُّونَ بصَلَاتِهِ حتَّى كَثُرُوا، فأقْبَلَ فَقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وإنَّ أحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللَّهِ ما دَامَ وإنْ قَلَّ" صحيح البخاري الحديث الطويل لرسول الله –صلَّى الله عليه وسلم-، ذكر فيه إزاي لما الواحد بيذنب ذنب فالملائكة تذكر لله –سبحانه وتعالى- أن عبدك فلان قد أذنب ذنب واستغفر، فربنا –سبحانه وتعالى- يقول: إنه قد علم أنه له ربًا يأخذ بالذنب ويغفره فأشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت له، وكذلك يقع في الذنب تاني فيستغفر تاني، وربنا يتوب عليه تاني، والله –سبحانه وتعالى- لا يمل حتى تملوا، قد غفرت لعبدي قد غفرت لعبدي، قد غفرت لعبدي، فليعمل عبدي ما شاء، فليعمل ما شاء. قيل: مادام أنه كلما وقع في المعصية بيتوب وبيرجع.

    ملخص الكلام احنا عايزين نختم كلامنا فبنقول أن الشاب مننا لو وقع في المعصية ووصل للمرحلة الثالثة، يعني عدى المرحلة الأولى ما قبل الذنب وأثناء، ووقع في المعصية؛ ملخص كلامنا إن أنت متيأسش، لو وقعت مش لازم ترجع من بداية الطريق، قوم وكمل من المكان اللي أنت وقعت فيه، هو ربنا مقلش أقع بس قال لك لما تقع توب.
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 17-05-2020, 11:34 PM.
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      بارك الله فيكم ونفع بكم
      اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

      تعليق

      يعمل...
      X