إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلقة الثالثة / الالتزام / برنامج قعدة شباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلقة الثالثة / الالتزام / برنامج قعدة شباب






    مصطلح الالتزام عامل مشكلة كبيرة جدا، ما بين واحد يقولك عادي كلمة مفيش فيها مشكلة وبين حد يقولك لا يا عم الكلمة دي أنا معترض عليها.

    إيه تصور الناس عن مفهوم الالتزام أصلًا أو الكلمة دي معناها إيه؟



    هذا ما سنعرفه في هذة الحلقة


    الحلقة الثالثة من برنامج قعدة شباب

    الالتزام



    لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب




    رابط الحلقة على الموقع
    https://way2allah.com/khotab-item-167717.htm



    رابط الحلقة جودة عالية
    https://way2allah.com/khotab-mirror-167717-277453.htm



    رابط الحلقة جودة متوسطة
    https://way2allah.com/khotab-download-167717.htm


    رابط صوتي للحلقة
    https://way2allah.com/khotab-mirror-167717-277454.htm

    رابط ساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/al-eltezam


    ملف تفريغ بصيغة الوورد
    https://**********/downloadf-1578jdu4m1-docx.html

    ملف تفريغ pdf
    https://way2allah.com/khotab-pdf-167717.htm



    التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 28-04-2020, 10:55 PM.

  • #2
    تفريغ الحلقة

    مصطلح الالتزام عامل مشكلة كبيرة جدا، ما بين واحد يقولك عادي كلمة مفيش فيها مشكلة وبين حد يقولك لا يا عم الكلمة دي أنا معترض عليها.

    إيه تصور الناس عن مفهوم الالتزام أصلًا أو الكلمة دي معناها إيه؟



    - الالتزام دي ليها نوعين بالنسبة لي مثلًا دينيا أو التزام لحاجة معينة، يعني اديت كلمة مثلًا فإنت ملزم بيها؛ قلت لحد هأعملك الشغلانة دي في الميعاد الفلاني فلازم تخلصها قبل الميعاد ده. وهكذا كأنه بتعمل عقد كلامي.

    - الشخص يبقى ملتزم بالحاجة اللي هو بيعملها؛ ملتزم في شغله، بيصلي مثلًا يلتزم. بيحاول يلتزم في حياته، يروح شغله في ميعاده، يصلي الصلاة في وقتها، يحاول يذاكر.

    - إنك تكون عندك حاجة إنت مسئول إنك تعملها والمسئولية دي على عاتقك إنت بس مش إنك ترميها على حد تاني؛ لأ هو إنت المفروض هتعملها.

    - الالتزام إنك تحط في نفسك المسئولية الكافية إنك تعمل حاجة معينة سواء في الوقت المعين وبالجودة المطلوبة، وده تكون مؤمن بيه نفسك.

    - الالتزام في الجانب الديني، الالتزام ناحية أهلك والناس المسئولة منك، الالتزام ناحية المريض إنك تقدم له أفضل خدمة.

    - الالتزام الديني اللي هو الصلاة أهم حاجة، إن الواحد يحاول يصلي الصلاة ويحافظ عليها ويحاول يصوم طبعا.

    - التزام ديني معناه بالنسبة لي إن أنا أعمل واجباتي زي ما باخد حقوقي.

    - هو أنا عندي مشكلة مع المفهوم ده إن مثلًا تلاقي حد يقولك ده ملتزم وده لأ، أنا شايف الصراحة إننا كلنا بشر وكلنا بنغلط وكلنا بنعمل بلاوي بس ربنا اللي ساترنا في الآخر. فمعنى إنك تقول على حد ملتزم بس هو ممكن يكون عاكك الدنيا أو مبوظها خالص فبرضه ده مش أصح حاجة، بس نقدر نقول إن هو على الأقل إيه ملتزم بالسنة وملتزم بكلام ربنا مش بيقعد يجادل في الكلام ده كتير وهكذا. عارف إنت الناس اللي هي عندها إشكالية إنها تقعد تعترض وخلاص ع الفاضي والمليان، على الأقل الشخص ده اللي هو بيسلم للأوامر اللي ربنا أمره بيها والنواهي اللي ربنا نهاه عنها من غير بقى جدال كتير وأسئلة كتير وهكذا إلا في الحاجات اللي هو مفروض يسأل فيها، اللي هي في نطاق المسموح لكن الحاجات اللي هي العقائدية لأ؛ هو ملتزم إنه هو يسمع كلام ربنا من غير ما يقعد يناقش كتير.

    - الالتزام الديني مبدئيا اللي هو أ ب في الدين اتباع تعاليم القرآن والسنة، والالتزام بالنوافل على قدر المستطاع.

    - أول حاجة الصلاة، بر أبويا وأمي، إني أراعي ربنا في كل حاجة في حياتي.




    أنا بالنسبة لي شخصيا مش فارقة معايا ده ملتزم ولا أي مسمى تاني، الالتزام ده هو حالة؛ الحالة دي لو موجودة سميه بقى زي ما تسميه؛ سميه ملتزم، سميه مستقيم، سميه مهتدي، سميه متدين مش هتفرق. المهم إن ربنا -سبحانه وتعالى- قال: "صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ... " البقرة:138 إن هو من الآخر الدين صبغ حياته، الدين ظهر في عباداته، الدين ظهر في معاملاته، الدين ده ظهر في بيته؛ ظهر في طريقة أكله، ظهر في طريقة جوازه، ظهر في طريقة تعامله مع ولاده مع الناس في الشغل مع الناس في حياته، إن هو من الآخر الراجل ده في كل مكان فيه لمسة، فيه حاجة مختلفة.

    - شوف كلمة صبغة في شمولها للشيء، "ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً" البقرة:208 وظاهرة مش باطنة

    - وقول سيدنا إبراهيم: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" الأنعام :162 إن كل حاجة في حياتي أعامل فيها ربنا -سبحانه وتعالى-.

    ده مفهوم سميه بقى زي ما تسميه المهم إن أنا أشوفك في أي مكان؛ لأ الراجل ده تعامله مختلف، الراجل ده شكله مختلف، الراجل ده أسلوبه مختلف. إيه اللي خلاه مختلف كده؟ إن فيه حاجة مختلفة في حياته، اللي هو الدين. بس وسمي بقى زي ما تسمي بعد كده.



    أتفق معاك في الكلام اللي إنت بتقوله، بس عايز أوصل معنى مختلف شوية أو معنى شبيه للكلام؛ إن مفهوم الالتزام يساوي مفهوم الإسلام، يعني مثلا مقطع الشاب اللي كان بيقول إن أنا أكون ملتزم باللي ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول عليه وإن أنا التزم بكلام النبي -صلى الله عليه وسلم- طيب ما هو ده يا جماعة الإسلام الطبيعي تحقيق العبودية لله -سبحانه وتعالى-.

    ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" الذاريات: 65 وفي سورة البقرة ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" البقرة: 21 ربنا -سبحانه وتعالى- ماقالش يا أيها المؤمنون؛ لأ قال: يا أيها الناس، إذن الخطاب لعموم الناس، عموم البشرية، جنس الإنسانية كله، محتاجين إن احنا نصلح المفهوم إن احنا خلقنا لعبادة الله -عز وجل-، وبعد كده بقى كل واحد جوه الطريق هو حر، النبي -صلى الله عليه وسلم- بيقول: "الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ" صحيح مسلم. وربنا -سبحانه وتعالى- بيقول: "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ" فاطر:32. يبقى إذن احنا خلاص مسلمين بنحقق مراد ربنا -سبحانه وتعالى- وبنتحقق بمقام العبودية، أنا بقى جوه مقامات العبودية دي طريق مختلف خالص؛ سواء كنت سابق، سواء كنت مقتصد، سواء كنت مقصر في حق الله -عز وجل- ولكن أنا جوه مقام العبودية، وكل دول مصطفين من قبل الله -عز وجل-. المهم طريقتك وتعاملاتك مع ربنا عاملة إزاي، وتعاملاتك مع الناس عاملة إزاي.



    أنا والله تأثرت بكلام الشباب جدًا، وخصوصًا اللي قال إن الالتزام كلمة تقيلة أو صعبة علي، فالكلمة ممكن تكون مقبضة عند بعض الناس، بس أنا معترض على تقسيم الناس وتصنيفهم لملتزمين ومش ملتزمين والتقسيم ده منفر لكثير من الناس. فأنا بأحب اللفظ اللي ربنا -سبحانه وتعالى- سمى بيه "فاستقم كما أمرت"، الاستقامة اللي مطلوبة مننا، آيات سورة هود اللي من شدتها شاب لها شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن أهمها "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ" هود: 112.

    فالفكرة باختصار فإذا عرفت فالزم، الزم اللي إنت بتعمله، فاستقم كما أمرت، بتحاول قدر الإمكان تفعل الطاعات وتتجنب المنكرات على قد ما بتقدر.




    هي بس الفكرة معنديش مشكلة مع كلمة التزام، يعني ده مصطلح ممكن يتقال عن شاب هو في غالب حياة الشباب قبل فترة إن الدين يبقى ليهم جزء في حياة الشاب ده، يعني لو شاب عايش حياته بيخرج وبيروح وبييجي وبيسافر وبينام وبيقوم وبيستمتع بالحياة، مفيش مُدخل في الحياة اللي هو مدخل إن أنا عندي حاجة بتقيدني، عندي حاجة؛ قال الله قال رسول الله، فنبتدي نقول إن الشخص اللي هو بدأ ياخد الدين بنوع من الجدية، بدأ ينزل أوامر ربنا -سبحانه وتعالى- ويعرضها على حياته، ده شخص بدأ يلتزم بالدين. مش المقصود من مصطلح التزام إن احنا عايزين نقول إن دول ناس ملتزمين حلوين اللي هيدخلوا الجنة، ودول الناس الوحشين. لأ.

    وزي ما حسام قال كلام جميل جدًا في قول الله -تبارك وتعالى-: "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ..." فاطر:32 ودكتور محمد قال: "هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ ۗ" آل عمران: 163. فكان من الأمثلة الجميلة حتى في قول الله -تبارك وتعالى-: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ ..." النحل: 125 إنت بتدعو الناس لإيه؟ للطريق. الناس لما بتدخل في الطريق؛ الناس بتتفاوت في السرعة، يعني فيه واحد داخل في الطريق معاه عربية فيراري فطاير، وواحد ماشي بعربية 128 فماشي على قده، وواحد ماشي بيتمشى، هم كلهم إيه؟ كلهم في الطريق. ده سابق في الطريق، يعني ليه سرعة معينة في الطريق، لكن كله في الآخر هو ماشي في طريق ربنا، وديننا يسع الجميع والجنة درجات.



    خلينا متفقين إن فيه مرحلة -نسميها زي ما نسميها- المهم إن كان واحد هم الوصول لربنا -سبحانه وتعالى- أو الالتزام بتعاليم الدين أو الوقوف عند آيات ربنا وعند سنة -صلى الله عليه وسلم- ده ماكانش في حياته، قرر إن هو يتحول لمرحلة تانية، لأ، أنا هاشوف الدين في كل حاجة، هاشوف إيه اللي يرضي ربنا -سبحانه وتعالى-، هاشوف إيه اللي لو كان النبي -صلى الله عليه وسلم- مكاني كان عمله، ولو كان الصحابة موجودين مع النبي -صلى الله عليه وسلم- كان النبي هيقول لهم إيه؟

    فهي مرحلة؛ المرحلة دي بلا شك هي تحول كامل في الحياة. هيقابله مشاكل كتير. فواحد يقولك بص م الآخر كده ده هيقولي سيب كذا وسيب كذا والحاجات دي متع حياتي أصلًا، فبصراحة كده اللي انتوا بتقولوا عليه التزام ده أو التدين ده أنا شايف إن هو خنقة.



    هو فيه ناس من مشكلتها إن هو شايف إن الالتزام خنقة، كان فيه في برنامج أحلى شباب الموسم الأول كنت عامل حلقة عنوانها كان كده أصلًا (الالتزام مش خنقة) الالتزام فعلا مش خنقة، كنا بنتكلم قبل كده مثلًا يقولك هو انتوا بتتجوزوا إزاي؟ فيه ناس معتقدين إني لما التزم مش هاعرف أخرج، مش هاعرف اتفسح، مش هيكون فيه أي ملذات في الحياة، وأنا كده هيبقى الحياة من البيت للجامع ومن الجامع للبيت؟ لا بتكلم بنات ولا بتسمع أغاني أمال إنت عايش ليه أو بتعمل إيه في الحياة؟

    ربنا -سبحانه وتعالى- قال: "مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ" طه: 2 الدين مش شقاء، الدين مش عذاب، الدين مش محرم عليك كل حاجة وخلاص، لأ طبعًا. "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ" الأعراف: 32، الفكرة إن بمنتهى البساطة كل حاجة حلال ما عدا حاجات معينة هي اللي محرمة تحاول تتجنبها. كل المشروبات في الدنيا حلال؛ الأصل الحل في كل شيء ما عدا الخمر والدخان؛ تلاقي الشيطان يقولك: ده هي دي الدماغ، ده هي دي الماية، ده هي دي المتعة كلها. كل المأكولات حلال ما عدا حاجات معينة هي اللي محرمة.

    مين اللي ربط الأماكن اللي ربنا -سبحانه وتعالى- خلقها لينا عشان نتمتع ونطيعه بيها بالمعصية؟ يعني مين اللي قال إن لازم عشان نروح الساحل يبقى لازم نعصي ربنا ونخربها ويبقى فيه معاصي وهكذا؟

    فيه أكل مباح وشرب مباح وخروج مباح وفسح ونروح ونيجي بما لا يغضب ربنا -سبحانه وتعالى-.



    عايزين نقول برضه عشان المعنى يتزن عند الناس: إن مش معنى إن إنت هتسلك طريق ربنا -آه إنت هتبقى مبسوط وسعيد- لكن فيه متع كتير من متع الدنيا إنت هتتنازل عنها، وده واقع، يعني فيه حاجات هتضحي بيها وهتتنازل عنها، لكن مسألة إن الطريق شكله وحش من بره ده من تبغيض الشيطان.

    زي ما كان د. محمد بيقول إن دايرة الحلال واسعة جدًا، ربنا -سبحانه وتعالى- فيه سورة الأعراف قال: "وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" قال إيه؟ "فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا" يعني دايرة الحلال واسعة أوي "وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ" الأعراف: 19، الشيطان ييجي للحاجة اللي ربنا حرمها ويقنعك إن دي سعادتك، "فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ" شوف بقى الخبيث "مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ" الأعراف: 20. الشيطان ييجي يقولك إن ربنا نهاك عن الحاجة دي لإن ربنا لا يريد إنك تكون سعيد.

    "مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ" الأعراف: 21، بيضحك على الإنسان كده، يعني هو بيقعد لك في كل طريق للطاعة يخلي الطريق ده شكله وحش فيخوفك.

    قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الشيطانَ قَعَدَ لِابنِ آدمَ بِأَطْرُقِهِ، فَقَعَدَ لهُ بِطَرِيقِ الإسلامِ يعني هو بيجيلك وإنت لسه بتفكر؛ أنا نفسي أبقى كويس، نفسي أتغير، نفسي أتوب. فقال: تُسْلِمُ وتَذَرُ دِينَكَ ودِينَ آبائِكَ وآباءِ آبائِكَ؟! هتسيب أصحابك والناس اللي حواليك؟ فَعَصاهُ فَأسلمَ، ثُمَّ قَعَدَ لهُ بِطَرِيقِ الهِجْرَةِ، واحد عايز يغير صحبته، واحد عايز يترك البنت اللي هو بيحبها، فقال: تُهاجِرُ وتَدَعُ أَرْضَكَ وسَماءَكَ حرام عليك وإِنَّما مَثَلُ المُهاجِرِ كَمَثَلِ الفَرَسِ في الطِّوَلِ! فَعَصاهُ فَهاجَر، ثُمَّ قَعَدَ لهُ بِطَرِيقِ الجِهادِ فقال: تُجَاهِدُ فهوَ جَهْدُ النَّفْسِ والمالِ، فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ فَتُنْكَحُ المرأةُ ويُقْسَمُ المالُ؟! فَعَصاهُ فَجَاهَدَ، فمَنْ فعلَ ذلكَ كان حَقًّا على اللهِ أنْ يُدْخِلهُ الجنةَ، ومَنْ قُتِلَ كان حَقًّا على اللهِ أنْ يُدْخِلهُ الجنةَ، وإنْ غَرِقَ كان حَقًّا على اللهِ أنْ يُدْخِلهُ الجنةَ، وإنْ وقَصَتْهُ دَابَّتُهُ كان حَقًّا على اللهِ أنْ يُدْخِلهُ الجَنَةَ" صححه الألباني.



    احنا لازم يبقى عندنا توازن، هو الالتزام مش خنقة بس فعلًا فيه حاجات متعبة وفيه حاجات صعبة، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يأتي على الناسِ زمانٌ، الصابرُ فيهِم على دينِه، كالقابضِ على الجَمْرِ" صححه الألباني

    الالتزام مش خنقة وفي نفس الوقت مش وردي. يعني الحياة مش وردية، فيه حاجات طبعًا هتتعب وهتبتلى وهتبقى صعبة عليك وإنت قابض على الجمر، يعني تخيل إنت ماسك جمرة في إيدك وقابض عليها وكل ماتقبض عليها الوجع هيزيد أكتر، النبي -صلى الله عليه وسلم- بيقولك اقبض عليها. هو أسهل حاجة إيه؟ ارميها. النبي -صلى الله عليه وسلم- بيقولك: لأ، اقبض عليها، هيوجعك وهيحرقك بس اقبض عليها.



    - طيب أنا دلوقتي سايب متع؛ أسيب البنات وأسيب الأفلام والمسلسلات والخروجات، وأدخل في الطريق والابتلاءات طيب ماتخليني بره الناحية التانية.

    - في الناحية التانية اللي بيعمل السيئات تفتكر لما تزصلوا عند ربنا انتو الاتنين هتستووا؟

    ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول: "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" العنكبوت:4 وربنا -سبحانه وتعالى- بيقول في مثال الذين خلوا من قبلكم: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ" البقرة:214 حتى لو مش في الدنيا -وهو ده مقام العبودية- هو أنا هنا عشان الدنيا بس وألا فيه رؤية تانية تعبدية اللي هي رؤية الآخرة والثواب عند الله -عز وجل-. فهو مش خنقة وفي نفس الوقت فيه مشقة وفيه ابتلاءات وفيه اختبارات حتى ترتقي مقامات العبودية.



    ودي من علامات الطريق إنك لازم تبتلى، زي ما تكون ماشي في الطريق كده يقولك باقي 50 كيلو، فإنت لما بتشوف علامات زي دي بتعرف إنك على الطريق، ولما بتلاقي فجأة انعدمت العلامات تحس إنك ضليت.



    ربنا -سبحانه وتعالى- تكلم عن فساد التصور؛ إنك يبقى عندك تصور وردي عن الحاجة "وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ" آل عمران :43 إنتوا كنتم بتتمنوا قبل غزوة أحد الموت، ليه لما شفتوا الموت في غزوة أحد جريتوا؟ بعض الناس قالت: لأن هو كان عنده تصور عن الموت مختلف. بعض الناس داخل طريق الدين عايز حاجات معينة؛ عايز الناس تحترمني والناس تقولي ادعيلي، لقى حد بيتريق عليه. فالدين فيه حاجات صعبة وفيه حاجات مالهاش بديل، لكن بديلها الجنة، فيه حاجات من اللي هتسيبها مش هتاخدها غير يوم القيامة. فإنت داخل حاجة تمنها الجنة.

    فيه صور مُشكَلَة في الموضوع ده، إن كل واحد بياخد نقطة معينة من الدين.



    د. أحمد عبد المنعم له محاضرة جميلة عن التصورات الخاطئة عن الالتزام، منها نقطة تصور الكمال؛ بنت تبقى معتقدة إنها ما ينفعش تنتقب إلا لما تحفظ القرآن كامل، أو شاب يقول أنا ما ينفعش ألتحي عشان أنا لسه بأعمل معاصي. فموضوع التغير ده عشان التزم ده معناه إني مابأقعش ومابغلطش وده تصور خاطئ.

    وأيضًا اللي معتقدين إن الالتزام مظهر بس؛ إن الشاب مجرد إنه التحى وقصر ثيابه إنه كده ملتزم خلاص. أو واحدة تعتقد إنها مجرد ما لبست نقاب أو ملحفة إنها ملتزمة. لأ، احنا لا نقلل من أهمية ظهور السمت الخارجي عليك ولكن لازم يتسق باطنك مع ظاهرك قدر الإمكان، بتقع وبتقوم، لكن لا نكون منفرين.

    يعني تلاقي مثلًا في مسجد الكلية أخت لابسة لبس معين ودخلت أخت تانية لبسها وحش وعندها بعض المخالفات حاطة مثلًا ميك أب وكده فتعنفها، فالبنت تقول طب والله ما هدخل المسجد تاني، فعشان كده الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيقول: "يا أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ مِنكُم مُنَفِّرِينَ" صحيح البخاري، فنعمل إيه؟ نقول للناس حسنى ولا نقلل من أهمية المظهر الخارجي للدين ولكن لابد أن يكون هناك حسن معاملة.

    أنا عبد حتى لو وقعت في ذنب أو معصية فأقوم بمقام العبودية لله –عز وجل- أثناء الذنب وهو الأوبة والتوبة والرجوع إلى الله –عز وجل-.

    طب أنا عندي دلوقتي عبادات ومعاملات،

    "قيلَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: يا رَسولَ اللهِ! إنَّ فلانةَ تقومُ اللَّيلَ وتَصومُ النَّهارَ وتفعلُ، وتصدَّقُ، وتُؤذي جيرانَها بلِسانِها؟ كثيرة الصيام، كثيرة الصدقة وأعمال البر ولكن كانت عندها مشكلة في المعاملات أنها كانت تؤذي جيرانها فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلم لا خَيرَ فيها، هيَ من أهلِ النَّارِ. والعكس قالوا: وفُلانةُ تصلِّي المكتوبةَ، وتصدَّقُ بأثوارٍ، ولا تُؤذي أحدًا؟ امرأة قليلة الصلاة، قليلة أعمال البر ولكنها كانت تحسن إلى جيرانها ولا تؤذيهم فقال رسولُ اللهِ: هيَ من أهلِ الجنَّةِ" صححه الألباني

    الفكرة أن يكون عندنا توازن في مقامات العبودية لله والمعاملات للناس، فالعبادات تكون بينك وبين الله والمعاملات بينك وبين الناس.

    لذلك تجد أشهر جملة يقولها آباء وأمهات الملتزمات لهم: أن الدين ليس بالمظهر "الدين المعاملة" مش بالصلاة ولا بالصيام وهكذا..، ولكن لابد أن يتسق ظاهرك مع باطنك.



    فيه نموذج نختلط به كثيرًا في العمل التطوعي والنموذج ده من أسباب إننا عملنا "أحلى شباب" نموذج شغال في العمل التطوعي والدين عنده ضعيف، يضيع مثلًا الصلاة، يوجد اختلاط وحب بين الشباب والبنات حتى وصل -والعياذ بالله- للزنا، وهو متخيل أن ده هو الدين، لا مش هو ده الدين.

    فيه نموذج تاني مشهور أوي وهو أن "الدين الأخلاق" الصلاة والعبادات شكليات، أهم حاجة الأخلاق! ولكن الدين هو أخلاق وعبادات "ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً" البقرة:208، فيوجد مصطلحات لابد من معرفتها إن الدين مش خنقة ومش وردي.




    التصور الوردي للدين

    بالنسبة للتصور الوردي ده، بنت مثلًا قررت تلبس الحجاب أو تلبس النقاب أو شاب قرر يترك البنت اللي بيحبها أو وظيفة حرام، فبيتعامل مع ربنا معاملة إن أنا عملت حاجة فأنا أستحق عطاء دنيوي، التصور الوردي ده اللي بيكون عند كتير من الشباب في بداية الطريق لما يتحط في ابتلاء يقع، ربنا –سبحانه وتعالى- بيقول: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ" الحج:11، بيتعامل مع الله –سبحانه وتعالى- على عقد عوض، اديني هشكر، مش هتديني مش هعبد "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ" الحج:11.

    فمحتاجين الشباب تفهم إن الطريق حلو وجميل وربنا –سبحانه وتعالى- في قصة سيدنا موسي قال تعالى: "فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ" طه 123: 124، فالطريق جميل وربنا معك طول الطريق لكن في الآخر فيه مكاره، قال -صلى الله عليه وسلم-: "حُفَّتِ الجنَّةُ بالمكارِه" صححه الألباني، المكاره حاجات تعملها عشان تدخل الجنة؛ حاجات بتكرهها النفس، لكنها ليست فوق طاقة الإنسان، قال تعالى: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" البقرة:286، يعني ربنا لما كلف الإنسان بغض البصر يعلم أنه قادر على ذلك، ابن القيم يقول: (ومن تلمح حلاوة العافية هانت عليه مرارة الصبر)

    ومشكلة اللي بيعبد ربنا على حرف دي كانت مشكلة إبليس أصلًا، اللي كان بيعبد الله على إنه هو اللي يُستخلف في الأرض فلما وجد إن آدم سيُستخلف كان أول الكافرين بهذا الأمر، أبو عامر العابد اللي كان عارف إن ده عهد النبوة وإن فيه نبي سيُبعث في هذا الزمان فلما وجد النبي هو اللي هيُبعث تحول من أبي عامر العابد لأبي العامر الفاسق.



    معايير الملتزم

    الالتزام باختصار شديد: ترك منكرات، فعل طاعات، أخذ قرارات، تغيير اختيارات، وتوطيد علاقات بالله.

    ترك منكرات: أنا بشوف معاصي معينة أنا بحاول أبطلها، وفي الطاعات أتدرج، "إن الدين متين أوغل فيه برفق" إنما في المعاصي أترك مرة واحدة لكن في الطاعات أتدرج، والباقي نكمله بعد ذلك، فهو ده النموذج اللي عايزين نوصله "أُولَئِكَ الَّذِينَ أرَدْتُ غَرَسْتُ كَرامَتَهُمْ بيَدِي، وخَتَمْتُ عليها، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، ولَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ" صحيح مسلم.



    الخاتمة

    ختامًا نختم بقول الله تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" النحل:97.



    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا
      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #4
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله كل خير
        بارك الله فيكم ونفع بكم
        اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

        تعليق

        يعمل...
        X