اللقاء الثامن | المذاهب نشأتها وتطورها للدكتور/ محمد فرحات | بصائر3

[آمــال الأقصى]

أهمية التَّعَرُّف على المذاهب في عصرنا الحالي
في الحقيقة هذا من المواضيع الخطيرة والمهمة جدًّا في حياة الإنسان بصفةٍ عامة
وفي حياتنا العصرية بصفةٍ خاصة

هذا العصر الذي اتَّسم بعدة ملامح:
من أهمها غياب المرجعية الواضحة التي يلجأ إليها الناس بلا أي خلافات وبلا أي وجود للحيرة والتَّخَبُّط
صارت الأمور في شيءٍ من الضبابية لدى عموم الناس
وصار الناس يتساءلون:
أسمع لمين، آخد ديني إزاي، مين اللي أتَّبِعه، طيب أتعلم إزاي؟
طب يعني إيه مذاهب ولازم يبقى عندي مذاهب، فلان أتصرف معه إزاي؟
طب الفتوى الفلانية أعمل معها إيه؟

في الحقيقة كل هذه الأسئلة تحتاج إلى خطوة تمهيدية لكيفية التعامل مع هذه الأمور بصفة عامة
وهذا هو محور اللقاء.

اللقاء الثامن | المذاهب نشأتها وتطورها للدكتور/ محمد فرحات | بصائر3

تفضلوا معنا في تحميل الدرس الأول بجميع الصيغ



رابط الدرس على الموقع وبه جميع الجودات
http://way2allah.com/khotab-item-136433.htm

رابط صوت mp3
http://way2allah.com/khotab-mirror-136433-217236.htm

رابط الجودة hd
http://way2allah.com/khotab-mirror-136433-217235.htm

رابط يوتيوب

رابط ساوند كلاود
https://soundcloud.com/way2allahcom/mazaheb


رابط تفريغ بصيغة pdf
http://way2allah.com/khotab-pdf-136433.htm

رابط تفريغ بصيغة word
هنـــا

لمشاهدة جميع دروس الدورة وتحميلها على هذا الرابط:
http://way2allah.com/category-585.htm


| جدول دورة بصائر لإعداد المسلم الرباني | الجزء الثالث |


موضوع مخصص للاستفسارات الخاصة بالدورة العلمية " بصائر3 "


لقراءة التفريغ مكتوب
تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله.

[آمــال الأقصى]

حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات:
يسر فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
أن يقدم لكم تفريغ: المذاهب نشأتها وتطورها
مع الدكتور/ محمد فرحات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

حياكم الله إخواني الأفاضل وأخواتي الفضليات، وهذا لقاءٌ حول:
مفهوم المذاهب والتَّمَذْهُب وبعض الأحكام حول مسألة التقليد.

أهمية التَّعَرُّف على المذاهب في عصرنا الحالي
في الحقيقة هذا من المواضيع الخطيرة والمهمة جدًّا في حياة الإنسان بصفةٍ عامة وفي حياتنا العصرية بصفةٍ خاصة، هذا العصر الذي اتَّسم بعدة ملامح من أهمها غياب المرجعية الواضحة التي يلجأ إليها الناس بلا أي خلافات وبلا أي وجود للحيرة والتَّخَبُّط، صارت الأمور في شيءٍ من الضبابية لدى عموم الناس، وصار الناس يتساءلون أسمع لمين، آخد ديني إزاي، مين اللي أتَّبِعه، طيب أتعلم إزاي، طب يعني إيه مذاهب ولازم يبقى عندي مذاهب، فلان أتصرف معه إزاي، طب الفتوى الفلانية أعمل معها إيه؟

في الحقيقة كل هذه الأسئلة تحتاج إلى خطوة تمهيدية لكيفية التعامل مع هذه الأمور بصفة عامة، وهذا هو محور اللقاء، أن نفهم ما هي المذاهب الفقهية، كيف نشأت وما علاقتي بها، وكيف أتعامل أنا في حياتي كإنسان لستُ من أهل العلم ولستُ من أهل التَّخَصُّص، كيف أتعامل مع العلوم الشرعية، كيف أتلقاها وكيف أتعامل مع الإفتاء ومع مسائل الاجتهاد.

مقدمة تاريخية حول نشأة المذاهب الفقهية
فبدايةً نبدأ في المقدمة التاريخية
كيف نشأ الفقه وكيف تطور؟
وكيف صار لدينا ما يُسَمَّى بالمدارس الفقهية والمذاهب الفقهية؟

أولًا: عهد النبي صلى الله عليه وسلم
نبدأ أولًا منذ البدايات في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- نلاحظ هذا العهد كان له ملامح واضحة جدًّا وملامح نقيَّة
لأن التعليم والفتوى كان مباشرةً من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ونستطيع أن نُقَسِّم هذه المرحلة مرحلة العهد النبوي إلى قسمين:-
- قسم المرحلة المكية المشهورة
*وفيها نزل يمكن ما يقرب من ثُلثي القرآن
*لكن هذه المرحلة كانت تتميَّز بصفةٍ عامة بأنها تتمحور حول الدعوة
*الدعوة للتوحيد، ونَبْذ الشرك، ومجادلة أهل الشرك لأهل الباطل
*والرد على أهل الشرك، ومسألة غرس القِيَم الإيمانية في القلوب.
*وورد أيضًا في هذه المرحلة بعض التشريعات الإجمالية:
*التشريع حول الصلاة، الدعوة العامة للزكاة، ونحو هذا.

- المرحلة المدنية
*لعلها كانت أقصر من الناحية الزمنية لكن نزل فيها أغلب القرآن، نزل فيها ثُلثي القرآن
*وتميَّزت هذه المرحلة بنزول التفاصيل التشريعية، المرحلة المكية كان فيها إجمال في الأوامر، المرحلة المدنية كان فيها الكثير من التشريعات وتفصيلاتها
*كما كان فيها أيضًا مجادلة أهل الكتاب، وذِكْر المنافقين وصِفَتِهم
*المهم أن المرحلة النبوية انتهت وكان فيها نزول الوحي كاملًا ونزول الشَّرْع كاملًا بحمد الله وفضله.

ثانيًا: عهد الصحابة رضوان الله عليهم
ثم بعد العهد النبوي كان عهد الصحابة -رضوان الله عليهم-
في هذا العهد نلاحظ بالنسبة لمسألة الفقه أن الفُتيا كانت تُؤخذ عن العلماء منهم، المتخصصين
لم يكن كل الصحابة -رضوان الله عليهم- من أهل الإفتاء، كلهم كان لديهم العلم، وكلهم كانت لديهم التقوى والوَرَع
لكن هناك مَن كان مجتهدًا في بابٍ دون باب، وهناك مَن كان مبرزًا في العلوم الشرعية، وهناك مَن اكتملت لديه آلية الاجتهاد
فكانوا يفتون في المسائل، وهؤلاء كانوا يُطلق عليهم القُّرَّاء، فالقارئ هو الحامل لكتاب الله والعارف بدلالاته.

وبدأت في هذا العصر تظهر الملامح الأولى للاجتهاد
وهي تتلخص في الآتي:
في آلية أن يكون إذا عرضت لهم مسألة يكون النظر أولًا في كتاب الله
إن لم يجدوا فيه نَصّ أو دليل يأتي بعد ذلك البحث في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-
إن لم يجدوا كان هناك اجتهاد في حُكْم المسألة المبني أيضًا على الدليل.

-ونلاحظ أن في هذا العصر غلب عليهم الاجتهاد الجماعي
وهذا من الأمور البديعة حقيقةً في هذا الوقت المُبَكِّر أنهم لم يستأثر كل إنسان منهم بالفتوى
إنما كانوا يتشاورون ويتباحثون، تأتي المسألة فيجتمعون حولها.
ومِن أبرز مَن اعتمد على هذه الآلية كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضوان الله عليه-
كان إذا عرضت له مسألة يجمع لها وجوه القوم، يأتي بكبار الصحابة ويشاورهم في هذا الأمر ويخرجون بحُكْمٍ في هذه المسألة.
وإن كان يعني طبيعي أن يكون هناك بعض الاجتهاد الفردي
لكن غلبة الاجتهاد الجماعي جعل هناك رسوخًا في هذه الاجتهادات، وجعل لها قيمة عالية أثَّرَت بعد ذلك في نمطية الاجتهاد في الأمة بصفةٍ عامة.

لكن نُلاحِظ بشيءٍ من التدقيق أن نمطية الاجتهاد بين الصحابة لم تَكُن واحدة
- منهم مَن كان يُكْثِر بالأَخْذ بالاجتهاد
يعني كان يُعْمِل فِكْرَه وعَقْلَه عند عدم وجود النَّصّ في المسألة
وهذا مما اشتهر لدى بعض الصحابة كعمر -رضوان الله عليه-، وعلي، وابن مسعود رضوان الله عليهم
كانوا -رضوان الله عليهم- لديهم هذه الآلية الاجتهادية إذا عُدِم النص فكان هناك هذا الابتكار في الاجتهاد والعمل مع النص الموجود لإخراج الحُكْم.

- ومنهم مَن كان من المُقِلِّين حقيقةً في باب الاجتهاد
وكان لديهم الاعتماد الأساسي على وجود النص
من أشهر هؤلاء عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو -رضوان الله عليهم أجمعين-
فهذا النَّمَط الأوَّلِي في الاجتهاد انعكس بعد ذلك كما سنرى على نمطية التعامل مع النصوص لدى المجتهدين ممن أتوا بعدهم.

ونلاحظ أصلًا أن هذه النمطية في التَّعَامُل مع النَّصّ لم تَكُن وليدة هذا العصر إنما كانت موجودة أصلًا حتى في عصر النبوة
فالحديث المشهور أن النبي -صلوات الله عليه- لما رجع من الأحزاب قال لهم:
"لا يُصلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلا في بَني قُرَيظَةَ"
صحيح البخاري.
هذا نص واضح
النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لهم لا يصلي أحد منكم العصر هنا في المدينة
عليكم أن تصلوه في بني قريظة وكانوا خارج المدينة.
فكيف تعامل الصحابة مع هذا الأمر؟
لما خرجوا من المدينة أدرك بعضهم العصر في الطريق، أذَّن العصر وهم في الطريق من المدينة إلى ديار بني قريظة
فاختلفوا في هذه المسألة فريقٌ قال لا نصلي حتى نبلغ منازل بني قريظة، وهذا هو الواضح والظاهر في النّص الوارد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هذا هو الأمر
"لا يُصلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلا في بَني قُرَيظَةَ"
فقالوا نلتزم بهذا النص وسنصلي في بني قريظة.
فريقٌ آخر قال:
لا، النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يُرِد مِنَّا أن نصلي العصر في بني قريظة إنما أراد مِنَّا ألا نصلي العصر في المدينة
وبالتالي يجوز لنا أن نصلي في الطريق، فندرك الصلاة في أول وقتها، ثم نتفرغ بعد ذلك للمهمة التي نذهب إليها في بني قريظة.
فلما ذُكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فِعل هذا الفريق وفِعل هذا الفريق أقَرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- اجتهاد هؤلاء واجتهاد هؤلاء.

وهذا الحقيقة من الملامح البديعة جدًّا في الفقه الإسلامي أنَّ آليات الاجتهاد بدأت من بواكير عهد النبوة
حتى في زمان النبوة كان هناك اجتهاد للصحابة، بالإضافة للاجتهاد من النبي -صلى الله عليه وسلم-
آلية الاجتهاد مَن تمسك بالنص أو أحيانًا بظاهر النص ومَن كان له رأي واجتهاد مع النص هذا له آلية معتبرة وهذا له آلية معتبرة.

ثالثًا: عهد التابعين
ثم بعد ذلك لما انقضى عصر الصحابة كان عصر التابعين
وهذا العصر يُعتبر من الناحية الزمنية أنه بدأ من سنة واحد وأربعين هجريًّا تقريبًا إلى نهاية القرن الأول
هنا سار التابعون على نفس نَهْج الصحابة، هؤلاء تتلمذوا على أيديهم ثم كان لهم فيهم الأسوة والقدوة
فتعلموا منهم ليس فقط النص بل كذلك آلية الاجتهاد، كيف يكون التعامل مع النص
فأيضًا أخذوا منهم ما ورد وثبت في النصوص الشرعية وتعلموا على أيديهم كيف يكون الاجتهاد
وكيف يكون التعامل مع الدليل الشرعي وكيف تكون آلية التعامُل لإخراج الأحكام الشرعية في النوازل.

فهنا نُلَاحِظ أَمْرًا مُهِمًّا، نحن ذكرنا أنَّ آلية الاجتهاد اختلفت من صحابي إلى آخر، هذا انعكس بدوره على آلية الاجتهاد لدى التابعين فهم أيضًا تأثروا بأساتذتهم.
فمَن تَتَلْمَذ على يد مَن كان لديه آلية الرأي والاجتهاد كَثُر لديه الرأي والاجتهاد
نجد هذا مثلًا فيمن تتلمذ على يد الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود وهو كان في العراق ذهب إلى العراق فنجد أن تلاميذه في العراق كان لديهم هذه الآلية: آلية الاجتهاد، الإكثار من الاجتهاد.
بينما من تتلمذ على يد بعض الصحابة كعبد الله بن عمر وعبد الله عمرو نجد أنه كان أحرص وألصق بالنَّصّ.

فانعكس هذا أيضًا على هذه المدارس التي بدأت تتشكَّل
صار يتشكل لدينا مدارس هذه المدارس تعتمد على آلية خاصة.
فمدرسة العراق مثلًا: تعتمد على آلية الاجتهاد مع النَّصّ ويُكْثِرُون من الاجتهاد.
مدرسة المدينة أو مدرسة الحجاز: تعتمد أكثر على وجود النصوص.
فهذا مما مَيَّز هذه المدارس وبدأت تنشأ البدايات كما سنتكلم عنها.

ملامح الاجتهاد في عصر التابعين
١. كثرة النوازل والخلافات
لكن لو أردنا أن ننظر إلى ملامح الاجتهاد في هذه الفترة نجد أنه بدأت تظهر ملامح جديدة في هذه المرحلة منها مثلًا أن الخلافات كَثُرت، الخلافات الفقهية في عهد الصحابة كانت موجودة لكنها كانت قليلة، بعد عهد الصحابة في عهد التابعين بدأت الخلافات تَكْثُر، النوازل كَثُرَت والاجتهادات كَثُرَت.

٢. غلبة الاجتهادات الفردية على الجماعية
المجتهدون تفرقوا، ماعادت آلية الاجتهاد الجماعي متعينة في هذا الزمان أو كثيرة، غلبت الاجتهادات الفردية إلى حدٍّ كبير.

٣. ظهور المدارس الفقهية
من الملامح المهمة أنه بدأت تظهر المدارس الفقهية التي سنتكلم عليها.

٤. كثرة رواية الحديث
ومن الملامح كذلك كثرة رواية الحديث، الحديث في عهد الصحابة كان يُروى لكن لم يكن رواة الحديث بهذه الكثرة، لكن حمل الحديث أتباع الصحابة وهم التابعون وهم كُثُر فكَثُر رواة الحديث، وهذا انعكس بدوره على ورود النص لدى المجتهد، لو كان هناك مجتهد لديه الكثير من النصوص تجده تلقائيًّا يعتمد على ماذا؟ يعتمد على النصّ، لو كان لدي مجتهد قَلَّت لديه النصوص فهنا لا بُدَّ له أن يأخذ بآلية استدلال فيها الإكثار من الاجتهاد، وهذا ينعكس على الاختلافات بعد ذلك.

لماذا كَثُر الخلاف أو اشتد بعد عهد الصحابة؟
أولًا: بسبب كثرة الانتقال إلى مختلف البلدان واختلاف آليات الاجتهاد
لو أَخَذْنا في النقطة الأولى نقطة اشتداد الخلافات
لماذا كَثُر الخلاف أو اشتدّ الخلاف بعد عصر الصحابة؟
نقول: في هذا العصر بدأ الصحابة ينتقلون إلى مختلف البلدان، في عهد الصحابة لم ينتقل كبار الصحابة من خارج جزيرة العرب، بل لم ينتقلوا في عهد عمر -رضوان الله عليه- حتى من المدينة، سيدنا عمر أصدر قرارًا بعدم انتقال كبار الصحابة، أرادهم معه في المدينة ليكونوا أهل الحَلّ والعَقْد، ويكونوا أهل المشورة، فكان يعتمد عليهم وكان كما ذكرنا إذا حدثت حادثة يجمعهم حتى يستشيرهم، فمنعهم من الخروج من المدينة.
ثم بعد ذلك في عهد عثمان -رضوان الله عليه- وما تَلَاه بعد ذلك من عهد سيدنا علي أو ما بعد عهد الصحابة في بداية عهد التابعين بدأ انتشار الصحابة، وكل صحابي انتقل في مكان معين، وبالطبع كان انتقالهم هم كانوا منارات العلم فكل مَن اجتمع حول أحد هؤلاء الصحابة أخذ عنه وتعلَّم منه، وكانت آلية هذا الصحابي في الاجتهاد تنعكس على مَن تحته، وبالتالي اختلفت وجهات النظر، واختلفت الآليات التي نتج عنها بعد ذلك الكثرة في الفروع التي كان فيها خلافات.

ثانيًا: بسبب غلبة الاجتهاد الفردي
الأمر الثاني كما ذكرنا أن آلية الاجتهاد كانت في عهد الصحابة آلية جماعية لكن هذا تَعَذَّر لم يَعُد هذا موجودًا كما كان في سابق العصر، لأجل هذا صار الاجتهاد الفردي هو النمط الغالب.

ثالثًا: بسبب ظهور بعض الفِرَق وما ترتَّب عنه من فِتَن وخلافات
ثم من الأمور كذلك وجود بعض الفرق التي ظهرت، والخلافات التي حدثت، وبعض الفتن التي ظهرت، كل هذا انعكس بدوره حتى على الفروع.
رابعًا: بسبب اختلاف العادات والتقاليد والثقافات من بلدٍ لآخر
ومن الأمور كذلك التي لا بُدَّ أن نفهمها أن مع امتداد حركة الفتح الإسلامي في مختلف البلدان كل بلدٍ كان له عاداته وتقاليده وثقافاته وكل هذا انعكس بدوره على المُتَلَقِّي، وبالطبع ما يتلاءم مع أعراف مَن عاش في فارس لا يكون كأعراف مَن عاش في مصر، ومَن عاش في الشام ليس كمَن عاش في الحجاز، هذا انعكس بدوره على الجزئيات المتناثرة في الفروع الفقهية، كل هذا إذا جمعتَه ستفهم لماذا كان الخلاف.

بعض الناس يضيق ذَرْعًا بمسألة الخلاف، يقول هو مش دين الله واحد
هُمَّ بيختلفوا ليه؟!
نقول أسباب الخِلاف كثيرة
وهذا الخلاف إذا كان خلافًا صحيحًا مبنيًّا على أدلةٍ وعلى آلية استدلال صحيحة كان هذا الخلاف رحمة
كان رحمةً من ربك وكان تَوْسِعَةً على هذه الأمة.

ما الذي اعتمدت عليه مدرسة المدينة والحجاز؟
المهم في هذا العصر كما ذكرنا بدأت تتشكل ملامح المدارس الأولى المدارس الفقهية، فلدينا مدرسة المدينة والحجاز، هذه المدرسة كما قُلنا اعتمدت على ماذا؟ اعتمدت على النصوص الواردة نصوص الوحي، واعتمدت كذلك على الآثار التي وردت عن الصحابة، فنقلوا ما ورد من النص من كتابٍ وسنة وكذلك الآثار الواردة عن الصحابة واعتمدوا عليها في الاستدلال للأحكام الشرعية، بالنسبة للرأي والاجتهاد قَلّ، لا نقول انعدم إنما كان قليلًا.

مالذي اعتمدت عليه مدرسة العراق؟
على العكس نجد مدرسة العراق هذه المدرسة اعتمدت على الاجتهاد، لماذا؟
لأن هذه المدرسة قَلَّت فيها الرواية، وما ورد إليهم من الروايات كان فيها كثيرٌ من أسباب الوهن والضعف، وكذلك هذا المكان الكوفة والعراق كان محور الكثير من المعارك، ومحور ظهور الكثير من الفِرَق، سواء فِرَق نازعت في بعض الأصول، أو حتى الفرق التي كانت تُعَدّ خارجةً عن دين الإسلام أصلًا وجاءت لتُفسد في الدين، فكان هناك صراعات هذه الصراعات انعكست بدورها على رواية الحديث، فلم يَكُن هناك الوثوقية في النص الذي ورد إليهم كما هو الحال لدى أهل المدينة، أهل المدينة كثُرت لديهم النصوص، وكانت السنة لديهم ظاهرة وواضحة، ونُقِلَت بأَنْصَع الأسانيد، وكانت لديهم متوفرة فكما نقول بمصطلحنا العصريّ "المادة الخام" التي تدخل المصنع كانت قليلة فاعتاضوا عنها بماذا؟ بآلية، ابتكروا الآليات التي تضبط الاستدلال فكثُر لديهم الاجتهاد.

لكن الذي أَوَدّ التركيز عليه هل مدرسة العراق اعتمدت على الرأي ولم تعتمد على النَّصّ؟
لا، بل كان لديهم النَّصّ وكانوا يُعَظِّمون النَّصّ، لا يُفْهم أبدًا أننا نقول أن مدرسة العراق اعتمدت على الرأي بشكلٍ أكبر أنهم كانوا يُهْمِلُون النص أو يعارضون النص، إنما هم اعتمدوا على الرأي؛ لأن هذا هو الآلية التي توفرت لديهم للوصول إلى الحُكْم الشرعي بخلاف المدينة.
هل المدينة ومنطقة الحجاز لم يَكُن لديهم اجتهاد؟ مَن قال هذا؟! لديهم اجتهاد طبعًا لكن كان الاجتهاد في أضيق الحدود لتوافُر النصوص لديهم.
فهذه هي الملامح الأولى التي صاغت الطرح الفقهي في هذه المرحلة.

أبرز علماء هذه المدارس
ومثلًا لو أردنا أن نأتي ببعض الأسماء لعلماء هذه الفترة
فمثلًا فقهاء مدرسة المدينة
برز فيهم مَن يُسمَّون بالفقهاء السبعة، فقهاء المدينة السبعة، منهم:
سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وغيرهم.
ومثلًا في فقهاء العراق:
كان إبراهيم النخعي، وحماد بن أبي سليمان، وهؤلاء مِن كبار علماء هذه المدرسة.

لو أردنا أن ننظر إلى التَّطَوُّر التاريخي لهذه المدارس سنقول أن هذه المدارس تطورت بعد ذلك حتى نشأت منها المذاهب
المدارس الأولى تشكلت في عهد التابعين، ثم نشأت المذاهب التي بدأت في عهد أتباع التابعين.

ما معنى المذهب؟
نبدأ بما هو المذهب؟ يعني إيه كلمة المذهب؟ ما معنى المذهب؟ المذهب يُطْلَق على المنهج الفقهي الذي سَلَكَه فقيهٌ مُجْتَهِد اختُصّ به من بين الفقهاء. فقيه كان له منهج الاستدلال، هذا المنهج دُوِّن، صار لديَّ مذهب، هذا المنهج أدَّى به إلى اختيار جملة من الأحكام في الفروع، يبقى لديَّ آلية استدلال أَدَّى إلى اختيار في الفروع دُوِّن كل هذا صار لديَّ ما يُسَمَّى بالمذهب.

أولًا: المذهب الحنفي
فنبدأ بذِكْر المذاهب المشهورة لدينا، نبدأ بالبداية التاريخية أول المذاهب ظهورًا كان هو المذهب الحنفي، وهو من أقدم المذاهب وأوسع المذاهب انتشارًا بخِلَاف ما يَظُنّ كثير من الناس يعني يظنون أن المذهب الحنفي ليس له كثيرُ أتباعٍ، بل بالعكس هو مِن أكثر المذاهب أَتْبَاعًا في أمة محمد -صلوات الله عليه-، بل يبلغ أتباعه كما يُقَدِّره بعض أهل العلم حاليًا أنهم ثُلث المسلمين، تخيَّل ثلث المسلمين يتبعون هذا المذهب وهو طريقتهم في الاتّباع الفقهي.

-إمام المذهب:
الإمام أبي حنيفة النعمان
فبدايةً نُعَرِّف بإمام المَذْهَب الإمام هو الإمام العَلَم الشهير الإمام أبو حنيفة -رضوان الله عليه-.

-اسمه وكنيته
هو اسمه أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى، أصله ليس بعربيّ، بعض الناس يعني يعتبرون أو يفهمون أن هذا الإمام اسمه أبو حنيفة، الحقيقة اسمه ليس أبا حنيفة، اسمه النعمان.
بعض الناس يقولون أبو حنيفة النعمان يظنون أن النعمان صفة لأبي حنيفة، هو اسمه النعمان وكنيته أبو حنيفة.

- لماذا سُمِّي بأبي حنيفة؟
قيل أن هذا بسبب ملازمته -رضوان الله عليه- للدواة التي كانت فيها الحِبْر ويُكْتَب بها وهكذا، فيُقال أن الدواة في لغة العراقيين كانت تُسَمَّى حنيفة، فسُمِّي أبو حنيفة لملازمته العلم، وملازمته لكتابة العلم -رضوان الله عليه-.

- مولده ونشأته
وُلِد هذا الإمام العَلَم في سنة ثمانين هجرية، وتوفي سنة مائة وخمسين هجرية. بعض العلماء عَدَّه من التابعين، والحقيقة الإمام أبو حنيفة نشأته الأساسية كانت بعيدة أصلًا عن العِلْم فكان -رحمه الله- تاجرًا للأقمشة حتى قيَّض الله له الالتقاء بالإمام الشعبي وهذا الإمام لمس فيه الفطنة والذكاء فأرشده إلى طريق طلب العلم ومُجَالَسَة العلماء، وبالفعل كان هذا نِعْمَ الرَّأْي ونِعْمَ المَشُوْرَة جزاه الله عن أُمَّة الإسلام خَيْرًا، فلقد اتَّجَه هذا الإمام إلى العِلْم وبدأت بداياته مع علم العقيدة والذي يُسَمَّى بعلم الكلام، ثم بعد ذلك تبحَّر في علم الفقه.

- المِحَن التي تَعَرَّض لها
والحقيقة من الأمور العجيبة التي تُرْوَى في سيرته أنه تَعَرَّض للمحنة في حياته مرتين، بسبب ماذا؟ بسبب أنه رَفَض تولِّي القضاء، مرة في زمان مروان بن محمد وهو آخر خلفاء بني أمية وتعرض فيها للجَلْد، ومرة في زمن أبي جعفر المنصور العباسي وتَعَرَّض فيها للحَبْس.
وأَذْكُر هذا لماذا؟
حتى نفهم لماذا كان مِثْل هذا الإمام يُعْرِض عن القضاء، الحقيقة أن العلماء في هذا الزمان كانوا يخافون جدًّا مِن تَوَلِّي القضاء، ويَعْلَمُون مدى مسؤوليته، فكانوا يتحرَّجون منه، ويخافون منه، ويخافون أن يُجْبَروا على أشياء بخلاف ما يعتقدون وخِلاف الحق والصواب، فلأجل هذا رَفَض هذا الإمامُ بشدة حتى تعرَّض للضَّرْب وللحَبْس، فسبحان الله.

- أشهر تلاميذه
أما عن أشهر تلاميذ هذا الإمام، هو الإمام محمد بن الحسن الشيباني، والقاضي أبو يوسف.
وهؤلاء من أعمدة هذا المذهب.

الملامح العامة للمذهب الحنفي
الملامح العامة للمذهب الحنفي كما ذَكَرْنا أنه مذهب يتميَّز بالتَّوَسُّع في الاجتهاد، والأَخْذ بالقياس، حتى أُطْلِقَ عليهم أساسًا أَهْل الرَّأْي، الذي يُطالِعُ كُتُب أهل العلم يجد المُصَنِّف يكتب وهذا رأي مالك والشافعي وأهل الرأي، مَن أهل الرأي؟ يقصد به أتباع المذهب الحنفي، هؤلاء سُمّوا أهل الرأي؛ لغَلَبَة الاجتهاد عليهم، وكَثْرَة الاجتهاد لديهم.
والحقيقة الذي يتتبع آلياتهم في الاجتهاد تُنَمَّى لديه الملكة الفقهية؛ لأنهم يعتمدون كما ذكرنا على آلية التعامل مع قلة النصوص لاستخراج الأحكام الشرعية وليس معنى هذا أنهم ينكرون النصوص أو أنهم يتحايلون على النصوص حاشاهم، ليس هناك أبدًا مِن أهل العلم ولا من أهل الصلاح والورع مَن يلتفّ حول النصوص ويريد العبث معها أبدًا، هم يُنَزَّهُون عن هذا، إنما كما ذكرتُ هؤلاء كانت لديهم الآلية التي تتناسب مع ما لديهم من قِلَّة النصوص وقِلَّة ورود النص بشكل صحيح.

أسباب انتشار المذهب الحنفي
ما هي الأسباب التي أدَّت إلى الانتشار الذي تكلَّمنا عليه بالنسبة للمذهب الحنفي؟
الحقيقة هناك عدة أسباب ذكرها أهل العلم، منها مثلًا:-

- كثرة الأتباع الذين جمعوه وهذبوه ونشروه
أن الله -سبحانه وتعالى- يعني قَيَّض لهذا المذهب كَثْرة الأتباع الذين اعتنوا به جَمْعًا وتهذيبًا ونشروه.

- تولّي الكثير من أتباعه القضاء
وكذلك من الأمور التي أَدَّت إلى كثرة انتشاره أنَّ الكثير مِن أتباع هذا المذهب تولّوا القضاء، وبالطبع عندما يكون هناك القضاء في مكان بمذهبٍ مُعَيَّن فالناس يعتنون به ويتعلّمونه حتى يتعلّموا كيف تسير حياتهم.

- اتّخاذ الدولة العباسية والعثمانية له مذهبًا رسميًّا
والأمر البارز كذلك هو أنَّ الدولة العباسية اتَّخذت هذا المذهب مذهبًا رسميًّا للدولة، ثم كذلك كان الحال في الدولة العثمانية، فكل هذا أدَّى إلى انتشار المذهب انتشارًا كبيرًا، وبالفعل هو المذهب السائد لدى أهل المشرق، ولا زالوا إلى الآن يعملون به عِلْمًا وقضاءً ونحو هذا.
هذا بالنسبة لأول المذاهب ألا وهو المذهب الحنفي.

ثانيًا: المذهب المالكي
-إمام المذهب:
مالك بن أنس
بالنسبة للمذهب المالكي وطبعًا كما هو معلوم أنَّ هذا المذهب يُنْسَب إلى الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر.

- مولده ونشأته
وهذ الإمام العَلَم وُلِد سنة ثلاثة وتسعين هجرية، وتُوفّي سنة مائة وتسعة وسبعين، نشأ -رحمه الله- في أسرة علمية، نشأته أساسًا كانت علمية ونشأ في بيئة علمية مزدهرة، نشأ في حاضنة العالم الإسلامي، قلب العالم الإسلامي، مدينة الرسول -صلوات الله عليه-، والحقيقة هذا الإمام تعلَّم على يد كثير من العلماء ويكاد يكون أفنى عمره تعليمًا وتَعَلُّمًا، ولم يجلس للإفتاء إلا بعدما شهد له سبعون من أهل العلم بجدارته للإفتاء، وبالطبع له كتابه المشهور كتاب الموطأ، ولا زال موجود ومُتداول بين أيدينا والحمد لله.

-أهم ما يُمَيّز المذهب المالكي
مذهبه كما ذَكَرْنا هو مذهب أهل المدينة الذي يعتمد بشكل رئيس على النصوص، لكن هناك أيضًا من الأمور التي تميز بها هذا المذهب دون سائر المذاهب، ومن أشهر ما يُمَيّز هذا المذهب اعتماده على ما يُسَمَّى عمل أهل المدينة، سبحان الله الإمام مالك اعتبر أن الشيء الذي ينتشر بين أهل المدينة ويعملون به ويكون له أصل أن هذا الشيء دليل، وهو من الأدلة التي تفرَّد بها هذا المذهب، ولا زال يعني من الأدلة الموجودة إلى الآن، وإنْ كان يعني هذا مِن الأدلة المُخْتَلَف فيها.

-من أشهر تلاميذه
طبعًا من أشهر تلامذته: ابن القاسم، وابن وهب، وأشهب.

-أين نشأ المذهب وأين انتشر؟
وهذا المذهب انتشاره في المغرب العربي، مع أن سبحان الله يعني هذا المذهب نشأ في جزيرة العرب، لكن انتشاره الآن في المغرب العربي، وهو المذهب السائد هناك إلى هذه اللحظة.

ثالثًا: المذهب الشافعي
-إمام المذهب:
محمد بن إدريس الشافعي
أما بالنسبة للمذهب الشافعي وهذا المذهب منسوب للإمام العَلَم محمد بن إدريس الشافعي.

- مولده ونشأته
وهذ الإمام وُلِد عام مائة وخمسين، وتُوفِّي في مطلع القرن الثالث سنة مائتان وأربعة
وُلد في غزة ومات أبوه بعد ولادته بقليل، وأصل والده أنه مِن مكة فحملته أمه إلى مكة لينشأ بين أهله.

-أهم ما يميز المذهب الشافعي
جمع بين مدرستي الحجاز والعراق
فأَهَمّ ما يُمَيّز فقه الإمام الشافعي أن هذا الإمام نشأ بين هاتين المدرستين
مدرسة أهل الحجاز التي نشأ فيها، ومدرسة العراق التي ذهب إليها وحمل عنها، وهذا هو ما يميز هذا المذهب الفريد أن مذهب الإمام مالك كان يتميز بمذهب أهل الحجاز، مذهب الإمام أبو حنيفة يتميز بمذهب العراق، مذهب الإمام الشافعي خلط بين المذهبين في وجبة فريدة، فتجد فيها الاعتماد على النص وتجد فيها آلية الاجتهاد بارزة.

- أوَّل مَن دَوَّن علم أصول الفقه هو الإمام الشافعي
وسبحان الله أول إنسان يُدَوِّن ما يُسَمَّى بعلم أصول الفقه اللي هو العلم الذي يضبط الاجتهاد كان الإمام الشافعي ولا زلنا إلى الآن عِيالًا على الشافعية في أمور الأصول.
وطبعًا مِن أشهر كُتُبه كتاب "الرسالة" الذي هو أول ما صُنِّف في علم أصول الفقه، وله كتاب "الأم" المشهور.

- سِعة وثراء هذا المذهب
ومما يُمَيِّز كذلك المذهب الشافعي أن الإمام الشافعي عندما ذهب إلى العراق ومكث هناك فترة دَوَّن مذهبًا هناك وهو ما يُسَمَّى بالمذهب القديم، ثم رحل بعد ذلك وشَرُفَت به ديارنا في مصر وعاش هنا ودوَّن مذهبًا يُسَمَّى بالمذهب الجديد، وهذا مما يعني يدلّك على سعة وثراء هذا المذهب الذي احتفظ بالآراء القديمة لإمامه، ثم الآراء الحديثة، ثم ما قام به علماء المذهب وتفننوا فيه في تصنيف الأصول والفروع لهذا المذهب العظيم.

وهذا المذهب منتشرٌ في مصر وهو المذهب السائد لدينا هنا وكذلك في الشام وفي بعض المناطق في العراق ونحو هذا.

-أشهر تلاميذ الشافعي
ومِن أشهر تلامذة الإمام الشافعي هو الإمام البويطي، والإمام المزني، والإمام ربيعة المرادي.

رابعًا: المذهب الحنبلي
-إمام المذهب:
أحمد بن حنبل

-مولده ونشأته
المذهب الحنبلي وهذا مذهب منسوب للإمام أحمد بن حنبل الشيباني
وُلِد -رحمة الله عليه- عام مائة أربعة وستين، وتُوفّي عام مئتان واحد وأربعون، وُلِد في بغداد ورحل -رضوان الله عليه- في طلب العلم كثيرًا.

-أهم ما يُمَيّز مذهب الإمام أحمد بن حنبل
قيامه على الثروة الحديثية والثراء في النصوص
الصفة الأولى التي تُمَيّز الإمام أحمد أنه عَلَمٌ من أعلام عِلْم الحديث
بل هناك بعض أهل العلم لا يَعُدُّونه من أهل الفقه أصلًا؛ لِشُهْرَتِه وغَلَبَة الحديث عليه، فهو من أئمة عِلْم الحديث روايةً ودراية، وله كتابه المشهور المُسْنَد الذي جمع فيه الأحاديث الكثيرة.
وهذا يدلّك على الآلية التي تفهمها في هذا المذهب أنه بالفعل يقوم على الثروة الحديثية والثَّراء في النصوص.
وهذه مِن السِّمَات الأساسية أنه يعتمد أساسًا على النَّصّ، ولا يلجأ إلى الاجتهاد إلا بعد انعدام النص، ويُقَدِّم النصوص والآثار على غيرها.

-مِن أشهر تلاميذه
ومن أشهر تلاميذه:
الأثرم، وإبراهيم الحربي.

-أسباب ضعف انتشار المذهب الحنبلي
وانتشار المذهب الحنبلي الحقيقة انتشار قليل إذا قارنَّاه بسائر المذاهب، وهو حاليًا المذهب السائد في الجزيرة العربية
لو أردنا أن نُفَسِّر ضعف انتشار المذهب هناك أيضًا العديد من الأسباب، منها:-

- تأخُّر ظهور المذهب
أنَّ هذا المذهب تأخَّر ظهوره، يعني نلاحظ أن هذا المذهب يفصله عن المذهب الحنفي ما يزيد عن القرن، قرن كامل كان في هذا المذهب علماء، ومُفْتُون، وقُضَاة، فهذا المذهب احتَلَّ مساحة جغرافية أوسع، وكل المذاهب سبقته، وكان هو آخر هذه المذاهب ظهورًا، وهذا مما أدَّى إلى ضعف الانتشار.

- لم يَكُن منه قُضَاة
الأمر الآخر أنه لم يَكُن منه قُضَاة، فَمِمَّا ساعد على انتشار هذا المذهب في العصر الحديث أنّ هناك الدولة السعودية الحديثة بالفعل أنها تبَنَّته وصار هو المذهب المُفْتَى به وعليه العمل وعليه القضاء، هذا مما قوَّى المذهب في العصر الحديث، وأدَّى إلى إعادته بشكل أكبر.

- الخلاف العَقَدي بين الحنابلة وغيرهم
كذلك يُقال أنَّ الخلاف العَقَدي بين الحنابلة وغيرهم أثَّر على انتشار المذهب، وإنْ كُنَّا ننازع حقيقةً في هذا الأمر، وليس هذا هو المحور الأهم.

هل هذه هي كل المذاهب؟
هل هذه هي كل المذاهب؟
كلا، هناك مذاهب أخرى، وهذه المذاهب كانت منها ما هو قديم، ومنها ما هو مُتَأَخِّر الظهور
يعني مثلًا منها مذهب الإمام الثوري، ومذهب الإمام البصري وهذا اختفى مُبَكِّرًا
منها كذلك مذهب الإمام الأوزاعي وهذا كان بعد القرن الثاني
ولدينا مذهب الإمام أبي ثور بعد القرن الثالث.
وكذلك مذهب الإمام ابن جرير في القرن الرابع، وطبعًا المذهب الظاهري الذي تأخَّر في الظهور واستمر لفترةٍ طويلة وإنْ كان حاليًا يكاد يكون من المذاهب المُنْدَثِرة.
فهناك لدينا العديد من المذاهب، لا تقتصر المذاهب على المذاهب الأربعة فقط
ولكن هذه هي المذاهب التي اشتهرت والتي بَقِيَت إلى الآن ودُوِّنَت وصُنِّفَ فيها التَّصَانيف.

الخاتمة
هذا بدايةً مقدمة عن التَّطَوُّر التاريخي لعلم الفقه وتطَوُّر المذاهب
في لقائنا القادم إن شاء الله نتكلم على المسائل التي تَخْتَصّ بالتقليد وأحكامه، وكيف نتعامل مع هذا التراث الفقهي العظيم.
نلقاكم على خير بإذن الله تعالى.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

تم بحمد الله

وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
هنـــا
ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.

[بذور الزهور]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

[أبوسلمى المصري]

جزاكم الله خيرا

[*أمة الرحيم*]

جزاكم الله خيرا

[أم حبيبه أحمد]

رابط pdf الدرس الثامن لا يعمل معي

[آمــال الأقصى]

رابط pdf الدرس الثامن لا يعمل معي

اتفضلي جربي هذا الرابط ثانية:
http://www.way2allah.com/media/pdf/136/136433.pdf

[آمــال الأقصى]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

جزاكم الله خيرا

جزاكم الله خيرا

جزاكم الله خيرًا مثله.

[ShellieAlb]

ممكن اشترك في الدورة لو سمحتم

[أبوسلمى المصري]

ممكن اشترك في الدورة لو سمحتم

أي نعم يمكنكم الإشتراك عن طريق كتابة رد في هذا الموضوع
https://forums.way2allah.com/forum/%D...A7%D9%84%D8%AB