إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

14- إشارات النبي صلى الله عليه وسلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 14- إشارات النبي صلى الله عليه وسلم



    الحلقة الرابعة عشر من سلسلة أحوال النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ محمد صالح المنجد

    بعنوان: إشارات النبي -صلى الله عليه وسلم- من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم




    رابط مشاهدة الحلقة على اليوتيوب:




    لتحميل الحلقة بجودات مختلفة من هنا:

    http://way2allah.com/khotab-item-138655.htm




    جودة عالية MP4

    http://way2allah.com/khotab-mirror-138655-221797.htm


    ​​
    رابط صوت MP3

    http://way2allah.com/khotab-mirror-138655-221798.htm

    رابط تفريغ بصيغة pdf


    http://www.way2allah.com/media/pdf/138/138655.pdf



    رابط تفريغ بصيغة word


    https://archive.org/download/Esharat_201802/Esharat.doc

    ​​​​​​​
    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 27-02-2018, 02:20 AM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.


  • #2

    حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم تفريغ:

    الحلقة الرابعة عشر من سلسلة أحوال النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ محمد صالح المنجد

    بعنوان: إشارات النبي -صلى الله عليه وسلم- من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم



    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فإن نبينا -صلَّى الله عليه وسلم- كان يُعلّم الناس بالقصة وبالمثل والموعظة، كان يُعلّمهم بالإشارة، والرسم، كما أنه رسم مرة في الرمل خطوطًا تمثّل عمر الإنسان، الأجل، وتمثّل الأمل، وكان الأمل خطًّا خارجًا من المستطيل وهو العمر، ورسم عن يمينه وشماله خطوطًا تمثل الأعراض التي تنهش ابن آدم من الأمراض والحوادث وغيرها.
    كان -عليه الصلاة والسلام- يستعمل في تعليمه الإشارة، فيشير بيده، ويشير بأصابعه، ويشير بالإصبع وبالاثنين، والثلاثة، والكف، واليد كلها، وكذلك فإنه -صلَّى الله عليه وسلم- كان يشير أحيانًا إلى عينه، وأذنه، ولسانه، ورأسه، وأنفه.

    أمثلة على إشاراته صلى الله عليه وسلم
    إشارته لأذنه وعينه لبيان حقيقة اتّصاف الله تعالى بالسمع والبصر
    فمِمَّا جاء في السُنَّة النبوية حديث سليم بن جبير مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن أبا هريرة قرأ مرةً "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا" إلى قَوْلِهِ تعالى: "سَمِيعًا بَصِيرًا" النساء:٥٨، يقول أبو هريرة: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ.." الإبهام معروفة، والتي تليها ما هي؟ السبابة أو المشيرة، أو المُسَبِّحة، أو السبَّاحة، لأن العرب سمّوها سبابة؛ لأنهم كانوا يسبّون بها، وفي الإسلام تُسَمَّى المُسبِّحة أو المشيرة؛ لأن المسلم يُسبّح بها، أولئك كانوا يسبّون بها سمّوها سبابة، وفي الإسلام المُسبِّحة أو المشيرة لأن المسلم يسبّح بها.
    فالنبي -عليه الصلاة السلام- لما قرأ الآية يقول أبو هريرة: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا وَيَضَعُ إِصْبَعَيْهِ.." أين وضع إصبعيه؟ قال: علَى أذنِهِ، والَّتي تليها علَى عينِه، إذًا الإبهام هذه على الأُذن والتي تليها السبابة على العين.
    ماذا أراد؟ لما قرأ سَمِيعًا بَصِيرًا، النبي -صلَّى الله عليه وسلم- أشار هكذا، والحديث رواه أبو داود وهو حديثٌ صحيح. قال العلماء: أراد به إثبات حقيقة العين السمع والبصر لله تعالى، وقد عَلِمَ الله أنه سيكون في الأُمَّة من الجهمية وغيرهم مَن يُنكر صفات الله -تعالى-، وينفي السمع والبصر، وينفي الكلام، وينفي الوجه، وينفي وينفي، فأراد النبي -صلَّى الله عليه وسلم- أن يُبيّن حقيقة اتّصاف الله بالسمع والبصر، نعم سمعه ليس كأسماع المخلوقين، وبصره ليس كأبصار المخلوقين "لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" الأنعام:١٠٣.



    إشارته لعينه إثباتًا لسلامة عين الله تعالى من كل عيب
    وكذلك فعل النبي -صلَّى الله عليه وسلم- عندما حدَّثهم بصفة الدجّال، فجاء في حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: ذُكِر الدجال عند النبي -صلَّى الله عليه وسلم- فقال: "إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ -وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنِهِ- وَإِنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ العَيْنِ اليُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ"، طافية يعني بارزة، بارزة غير ممسوحة. والحديث رواه البخاري.
    فأشار النبي -صلَّى الله عليه وسلم- إلى عينه إثباتًا لسلامة عين الله -تعالى- من العَوَر، وأنَّ الدَّجال أعور، وأن الله ليس كذلك، وأن لله عَيْنَين تليقان به -سبحانه-، وأنهما سليمتان من كُلِّ عيب، ونحن لما نقول "سبحان الله" ما معنى هذه الكلمة؟ سبحانه، تنزيه الله عن العيب، ومن العيب العَوَر، والدجّال يدَّعي أنه الله، يدَّعي الألوهيَّة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال الله لا يخفى عليكم، الدجّال أعور وأشار النبي -صلَّى الله عليه وسلم- إلى عينه، يعني أن الله ليس بأعور، والدجّال في كلا عينيه آفة.

    إشارته إلى أنفه عند حديثه عن الجبهة لبيان أنهما شيءٌ واحد في هذا المقام
    وأشار كذلك النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في تعليمه استعمل الإشارة أشار إلى الأنف، أين كان ذلك؟ في حديث ابن عباس في السجود على الأعضاء السبعة، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: "أُمِرتُ أن أسجدَ على سبعةِ أعظُمٍ، على الجبهةِ -وأشار بيدِه على أنفِه-.." صحيح البخاري، هو يقول على الجبهة ويشير إلى الأنف ما معنى ذلك؟ أنهما واحد، أن الأنف والجبهة واحد، ولذلك لما تعدّ الأعضاء السبعة وتقول: الكفّان، والركبتان، والقدمان، كم؟ ستة، ثم تقول: الجبهة والأنف، هي سبعة أعضاء، فأنت لا تُفْرِد الجبهة عن الأنف وإلا صارت ثمانية، وإنما الجبهة والأنف شيءٌ واحد
    فقَوْل الراوي: "ووضع -يعني صلَّى الله عليه وسلم- يديه على جبهته وأمَرَّها على أنفه" السنن الكبرى للنسائي، لما جاء يشرح الأعضاء السبعة قال: ".. الْجَبْهَةِ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى أَنْفِهِ.." صحيح ابن حبان، هذا تعليمٌ منه -صلَّى الله عليه وسلم- إلى الأعضاء السبعة التي يسجد عليها المُصَلِّي.
    ومن الأخطاء أن بعض الناس إذا سجد رفع أنفه عن موضع السجود، يعني رفع أنفه عن الأرض، وينبغي أن يُلْصِق أنفه بالأرض.

    إشارته إلى فمه عندما تحدَّث عن أهوال القيامة لبيان أن العَرَق يُلْجِم
    وكذلك مِن الإشارات النبويَّة أنَّه -عليه الصلاة والسلام- أشار مَرَّةً إلى فمه، عندما تحدَّث عن أهوال القيامة، فجاء في حديث المقداد بن الأسود أن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ، حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ -قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ (الراوي): فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ؟ أَمَسَافَةَ الْأَرْضِ، أَمِ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ-.."، لأن هذا المِرْوَد هذا الذي يُسْتَعْمَل في الاكتحال ويُغمَس يُسمَّى في اللغة ميلًا، والمسافة المعروفة تُسَمَّى أيضًا ميلًا عند العرب، لكن المُستعمل عند الغرب المايل ليس هو بالدّقة الميل عن العرب، ولكنه ليس ببعيدٍ عنه، فالميل وحدة مسافة عند العرب، يقولون على مسافة كذا خمسة أميال، سبعة أميال من المدينة مثلًا، فلمَّا قال في الحديث أنَّ الشمس تُدْنَى يومَ القيامةِ مِنَ الخلقِ حتى تكونَ منهمْ كمقدارِ ميلٍ، يعني المسافة بين الشمس وبين رؤوس العباد في أرض المحشر مقدار ميل. يقول سيلم بن عامر الراوي: فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ؟ أَمَسَافَةَ الْأَرْضِ، أَمِ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ.

    ".. قَالَ: فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ.."، ما هما الحقوان؟ الحقو الخاصرة، الجانب هذا الحقو، معقد الإزار هذا الحقو، قال: ".. وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا، قَالَ: وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ" فيكون العرق كاللجام يعني يُغطّي الفم. رواه مسلم. فأراد -عليه الصلاة والسلام- أن يُبَيِّن لهم بالإشارة لَمَّا وضع يده على فيه، عندما قال إلى فيه، أن العرق يُغَطِّي ويُلْجِم.



    ومَن أراد النجاة من ذلك الموقف فعليه أن يكون أحد الذين يُظلّهم الله في ظلّه.
    فأهل العدل في الولاية، الإمام العادل، والشاب الذي نشأ في طاعة الله؛ مِن أول أمره لا يعرف الحرام، قائم بالواجبات، تارك للمُحَرَّمات، والرجل قلبه مُعَلَّق بالمساجد، والرجلان تحابا في الله، والذي ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، والذي تصدَّق بصدقة فأخفاها، والذي دعته امرأة ذات منصبٍ وجمال، يقاوم الإغراءات، يقول: إني أخاف الله ربّ العالمين.[1]
    وقد جاء في بعض الأحاديث أيضًا: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ، أَوْ مَحَا عَنْهُ، كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" مسند الإمام أحمد ابن حنبل.
    وجاء أيضًا: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ، أَوْ يَضَعْ عَنْهُ" رواه مسلم.



    إشارته صلى الله عليه وسلم إلى لسانه
    لبيان أنه لا يقول إلا حَقًّا في كل أحواله

    وكذلك أشار -صلَّى الله عليه وسلم- فيما أشار إلى لسانه، فجاء في حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: "كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ وَقَالُوا: أَتَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ، وَالرِّضَا، فَأَمْسَكْتُ عَنِ الْكِتَابِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَوْمَأَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى فِيهِ، فَقَالَ: اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ" رواه أبو داود وهو حديثٌ صحيح.
    يعني أنَّه -عليه الصلاة والسلام- وَحْي يُوحَى إليه، ساعة الرضا أو ساعة الغضب حقّ، وأنَّ الغضب لا يحمله على قَوْل باطل، وأن الغضب لا يُخْرِجه عن طوره بحيث لا يدْري ما يقول، أو أنه يقول كلامًا من اللغو أو غير صحيح.

    وكذلك جاء في المُزاح أنهم "قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا" صححه الألباني.

    لبيان خطورة الكلام
    وكذلك جاء في الإشارة إلى اللسان في خَطَر الكلام أنَّ سفيان بن عبد الله الثقفي لما جاء للنبي -صلَّى الله عليه وسلم- وقال: "يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ، قَالَ: قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ، ثُمَّ اسْتَقِمْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ، فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ.." أمسك باللسان، ".. ثُمَّ قَالَ: هَذَا" رواه الترمذي. إذًا أخوف ما تخاف عليَّ، أخوف ما يخاف عليه هذا اللسان.

    كذلك حديث معاذ المشهور المعروف لما قال "أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ" رواه الترمذي.
    هذا يحصد اللسان، غيبة، نميمة، كذب، سب، شتم، شهادة زور، فتوى بغير علم، قَوْل على الله بغير علم، وهكذا، آفات اللسان كثيرة، حلف بغير الله، قول ما شاء الله وشئت، والكعبة، وحياة أبي، ورأس أبي، وحياة أولادي، ونحو ذلك من الحلف بغير الله حتى الأمانة، والأمانة، لا يجوز الحلف بغير الله.

    احفظ لسانك أيُّها الإنسان .. لا يلدغنَّك إنَّه ثعبان
    كم في المقابر من صريع لسانه .. كانت تهابُ لقاءه الشجعان


    وكذلك بيَّن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- مرَّةً بالإشارة إلى اللسان أنَّه مِن أسباب العذاب، فقال عبد الله بن عمر: "كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَدْبَرَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -للأنصاري الذي ذهب-: يَا أَخَا الْأَنْصَارِ كَيْفَ أَخِي سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ؟" لأن سعد بن عبادة كان من الأنصار، وهذا الرجل يعرفه، وسعد كان مريضًا، والنبي -عليه الصلاة والسلام- أراد أن يطمئن على سعد من الرجل.
    فقال: "كَيْفَ أَخِي سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ؟، فَقَالَ: صَالِحٌ.." صالح كلمة تفاؤل جَرْيًا على عادة العرب أنهم كانوا يتفاءلون فيُطلقون على اللديغ الذي لدغته، لدغه مثلًا عقرب، سَلِيم، وعلى المريض صالح، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "اذهبوا بنا إلى البصير الذي في بني واقف نزوره"، وكان أعمى، سمَّاه بصيرًا، فالشاهد أن قَوْل الرجل صالح تفاؤلًا بأنَّه تصلح صحّته ويكون صالحًا.
    فقال -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ يَعُودُهُ مِنْكُمْ؟ فَقَامَ، وَقُمْنَا مَعَهُ، وَنَحْنُ بِضْعَةَ عَشَرَ، مَا عَلَيْنَا نِعَالٌ، وَلَا خِفَافٌ، وَلَا قَلَانِسُ، وَلَا قُمُصٌ، نَمْشِي فِي تِلْكَ السِّبَاخِ.." الأرض ذات الملوحة.
    ".. حَتَّى جِئْنَاهُ، فَاسْتَأْخَرَ قَوْمُهُ مِنْ حَوْلِهِ" صحيح مسلم. ودخل عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتأخَّر مَن كان عند سعد مِن قومه، فأحاط به -عليه الصلاة والسلام- ومَن معه، وجلس، ولما رأى حال سعد مِن الضَّعْف بكى رحمةً به، فبكى القوم، ثم قال: ألا تسمعون، قال -عليه الصلاة والسلام-: "أَلاَ تَسْمَعُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُعَذِّبُ بِدَمْعِ العَيْنِ، وَلاَ بِحُزْنِ القَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا َأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ- أَوْ يَرْحَمُ" رواه البخاري ومسلم.
    إذًا استحباب عيادة المريض، حتى الإمام الفاضل يزور المفضول وهذا من تواضعه، وجواز المشي حافيًا، والبكاء رحمةً بالمريض، وأن البكاء لا يُعذَّب عليه الإنسان، وإنما يُعذَّب على الصياح والنياحة، لأن فيها اعتراض على القضاء، صياح ونياحة وقلة أدب مع الله -عز وجل-، وفيها دعوى الجاهلية، وبعضهم يقول لماذا أخذته؟ فهذا من أسباب العذاب؛ اللسان، هذا من آفات اللسان؛ النياحة.




    إشارته صلى الله عليه وسلم إلى الرأس
    وكذلك ما ورد من إشاراته -عليه الصلاة والسلام- الإشارة إلى الرأس، ما هي المناسبة؟ عن أبي هريرة قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: "لَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُنْجِيهِ عَمَلُهُ، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ؟ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ" قال الرواي: "بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ عَلَى رَأْسِهِ" رواه البخاري ومسلم.
    فالنبي -صلَّى الله عليه وسلم- بيَّن لأصحابه أنَّ عمل الإنسان مهما بلغ لا يؤدّي شكر نعمة، فكيف سيُدخِل الجنة؟ لكن لا بُدَّ منه للدخول، لأننا إذا عملنا فهذا سبب الدخول مفتاح، وإذا ما عملنا ما عندنا المفتاح، فالأعمال وإنْ لم تَكُن مكافئة للجنة، ما هي ثمن، لكنها سبب، فأعمالنا سبب، أعمالنا الصالحة سبب لدخول الجنة، وليست ثمن، فإذًا "ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" النحل:٣٢، هذا سبب، و"لن يُدخِلَ أحدُكم عملُه الجنَّةَ" صحيح البخاري، يعني لن يكون عمله مكافئًا للجنة، ولو صار على نعمة واحدة وهي نعمة التنفُّس لن يؤدّي شكرها، فكيف بالجنة؟

    إشارته صلى الله عليه وسلم بأُصبعه يمصّها
    وكذلك فإنه -عليه الصلاة والسلام- مرَّةً أشار بأُصبعه يمصّها، أين حدث ذلك؟ في أيّ قصة؟
    حدث في قصة جُريج، لما أخبرهم -عليه الصلاة والسلام- أنه "لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ،.."[2] أخبرهم عن قصة صاحب جُريج أنه رجلٌ عابد. فاتخذ صومعةً. يعني تَعبَّد الله فيها، فجاءت أمه فرفعت رأسها وجعلت، قالت الراوي: وجعلت كفّها فوق حاجبها، لأنه فوق في الصومعة، ونادت يا جُريج أنا أمك كلّمني، فصادفته وهو يصلي، فقال: اللهم أمي وصلاتي، أُجيب أمي ولا أُكْمِل صلاتي؟ قال الصلاة لله فاختار صلاته، وهكذا تكرَّرت ثلاث مرات حتى غضبت أمه، ولما غضبت دعت عليه، اللهمَّ لا تُمِتْه حتى تُرِيَه المُومساتِ، وحدث هذا فعلًا. طبعًا فيه كراهية دعاء الأم على ولدها، ما قال لا تصادف ساعة إجابة فيُستجاب، "لا توافِقوا من اللهِ ساعةً يُسأل فيها عطاءٌ، فيستجيبُ لكم" رواه مسلم. فإذا دعوتم بالشرّ يا أيها الوالدان، إذا دعوتم بالشر..

    طبعًا كيف استجيب دعاء الوالدة هذه؟
    أنَّ بني إسرائيل في مجلس من المجالس تذاكروا، وذكروا جريجًا وعبادته، وكانت امرأةٌ بغيٌّ زانية يُتَمَثَّل بِحُسْنِها وجمالها، فقالت لهم: إن شئتم لأفتننه لكم، كأن صارت الآن تحدّي، طيّب فهو في مكانه تعرّضت له فلم يلتفت إليها، فلمَّا يئست أتت راعيًا فأمكنته من نفسها فوقع عليها فحملت، فلمَّا ولدت قالت لقومها: هو مِن جريج، وطبعًا جاؤوا غاضبين واستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه، قال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيت بهذه البغيّ فولدت منك، قال: أين الصبيّ؟ فجاؤوا به، فقال: دعوني حتى أصلّي..
    وفيه الفزع إلى الصلاة عند حدوث المكروه، و"كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا حزبَهُ أمرٌ صلَّى" حسنه الألباني.
    فتوضأ -يعني جريج- وصلَّى، وهذا فيه أن الوضوء والصلاة كانا في شرع مَن قبلنا. فلمَّا انصرف أتى الصبيَّ فطعن في بطنِه. وقال: يا غلام، من أبوك؟، طبعًا هذا رضيع، حديث عهد بالولادة، ما يتكلم، فقال: فلانُ الراعي، أنطقه الله باسم أبيه الحقيقي الزاني، صاحب النطفة الخبيثة، فأقبلوا على جريجٍ يقبّلونه. وقالوا: نبني لك صومعتَك من ذهبٍ. قال: لا. أعيدوها من طينٍ كما كانت. ففعلوا[3]، وهكذا ذكر لهم الثالث الذي تكلَّم.

    "وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ، فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ.."، فارهة نفيسة، نشيطة، قويّة، ".. وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ.." يعني هيئة، ".. فَقَالَتْ أُمُّهُ:.."، يعني أُمّ الصبي لما رأت هذا الفارس بهذا الشكل، ".. اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا.."، كُلّ أُمّ تريد لابنها مستقبل، شخصية، يكون شخصية، ".. فَتَرَكَ الثَّدْيَ وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ.."، الطفل هذا الرضيع ينظر إلى هذا الرجل، ".. فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِعُ.."، قال أبو هريرة راوي الحديث: ".. فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْكِي ارْتِضَاعَهُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ فِي فَمِهِ، فَجَعَلَ-عليه الصلاة و السلام- يَمُصُّهَا" صحيح مسلم. يحكي لهم ارتضاع الصبيّ من أُمّه.
    إشارته صلَّى الله عليه وسلم إلى صدره
    وكذلك مما حدث من الإشارات منه -صلَّى الله عليه وسلم- في تعليمه الإشارة إلى الصدر، وكان ذلك في حديث القلب لما قال:
    "التَّقوَى ها هُنا، ويشيرُ إلى صدرِهِ ثلاثَ مرَّاتٍ، بحسبِ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحقِرَ أخاهُ المُسلمَ" صحيح مسلم.

    وكذلك أشار -عليه الصلاة والسلام- إلى صدره مرَّةً في حديث "إنَّ اللَّهَ لا ينظرُ إلى أجسادِكُم، ولا إلى صورِكُم، ولَكِن ينظرُ إلى قلوبِكُم وأشارَ بأصابعِهِ إلى صدرِهِ" صحيح مسلم، وفي رواية: "ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" صحيح مسلم، وأشار بأصابعه إلى صدره.
    فإذًا هذه الأعمال التي تنفع عند الله، لا الشكل ولا الحسب ولا النسب، وليس بين الله وبين أحدٍ من خلقه صلة، وهذا فيه بيان عِظَم الأعمال عند الله.



    أحيانًا كان صلى الله عليه وسلم يضع يده على رأس أصحابه
    وكان -عليه الصلاة والسلام- أحيانًا يضع يده على رأس بعض أصحابه، أو يشير بها إلى صدره تنبيهًا على أمرٍ، فوضع مرةً يده على رأس عبد الله بن حوالة، فعن عبد الله بن حوالة الأزدي قال:
    "بعثنا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا فلم نغنم شيئا وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا فقال: اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم، ثم وضع يده على رأسي أو قال على هامتي..".
    يقول عبد الله بن حوالة: "وضعَ يدَهُ على رأسي، ثم قال: يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة.."، يعني الشام، ".. فقد دنت الزلازل والبلابل.."، يعني الهموم والأحزان، ".. فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذٍ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك" مع أنه وضع يده ملاصقة يعني ملاصقة، رواه أبو داود وأحمد. فهذا الوضع تلطُّف، ولفت الانتباه، وليُبيِّن القُرْب حينئذٍ.

    وقال له في رواية: "سيصيرُ الأمرُ إلى أن تكونوا جُنودًا مُجنَّدةً جندٌ بالشامِ وجندٌ باليمنِ وجندٌ بالعراق قال ابنُ حوالةَ: خَرْ لي يا رسولَ اللهِ إن أدركتُ ذلك.." أكون مع أيّهم؟ ".. فقال: عليك بالشامِ فإنها خِيرةُ اللهِ من أرضِه يجتبِي إليها خِيرتَه من عبادِه، فأما إن أبيتُم فعليكم بيَمنِكم واسقُوا من غدرِكم.."، الغُدر جمع غدير، والغدير مستنقع الماء، قال: ".. فإنَّ اللهَ توكَّلَ لي بالشامِ وأهلِه" رواه أبو داود.

    وهذا فيه إشارة إلى ما يكون في الشام من الخير، وخصوصًا في آخر الزمان، وفيها ينزل عيسى، ويكون مهلك الدجال، وكذلك هلاك الأُمَّة الصليبيَّة فيها، فيكون هلاك أهل الكتاب، الصليبيون في مرج دابق، قرية قُرب حلب، وهلاك اليهود والدجال في بين المقدس في اللُّد بقُرْب بيت المقدس.
    نكت يده -صلَّى الله عليه وسلم- في صدر صاحبه وابصة
    وكذلك نكت يده -صلَّى الله عليه وسلم- في صدر صاحبه وابصة بن معبد، لما قال: أتيْتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وأنا أُرِيدُ أنْ لا أَدَعَ شيئًا مِنَ البِرِّ والإثمِ إلَّا سألْتُ عنهُ، فقال لي: ادْنُ يا وابِصَةُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، حتى مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ، فقال : يا وابِصَةُ أُخْبِرُكَ ما جِئْتَ تَسْأَلُنِي عنهُ أوْ تَسْأَلُنِي ؟ قلْتُ : يا رسولَ اللهِ فأَخْبِرْنِي، قال : جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ البِرِّ والإِثْمِ قُلْتُ: نَعَمْ، فَجَمَع أَصابِعَهُ الثَّلاثَ، فَجعلَ يَنْكُتُ بِها في صَدْرِي، ويقولُ : يا وابِصَةُ، اسْتَفْتِ نَفْسَكَ، البِرُّ ما اطْمَأنَّ إليهِ القلبُ، واطْمَأنَّتْ إليهِ النَّفْسُ، والإِثْمُ : ما حاكَ في القلبِ، وتَرَدَّدَ في الصَّدْر وإنْ أَفْتَاكَ الناسُ وأَفْتَوْكَ.[4]


    فإذًا هذا كان منه -صلَّى الله عليه وسلم- تلطُّفًا مع وابصة وتواضُعًا وتنبيهًا.

    لكن هنا سؤال متى يستفتي الإنسان قلبه؟ هل أيّ مسألة الآن تعرض لنا الواحد يترك أهل العلم ويقول خلّيني أشوف قلبي ماذا يقول؟ لا، ولذلك قال العلماء: لا يجوز استفتاء القلب إذا اتَّضح الدليل، وما دام المفتي معه دليلٌ شرعيّ فالواجب الرجوع إليه، ولا يجوز أن يقول هنا أستفتي القلب، الاستفتاء للكتاب والسُّنَّة والاستفتاء للعلماء "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" الأنبياء:٧.

    طيب متى يُستفتى القلب؟ قالوا العالم يستفتي قلبه إذا ما وجد نصًّا شرعيًّا، وكان مِن أصحاب الإيمان والفقه، وليس من أصحاب الهوى، وقالوا إذا لم تتحرَّر المسألة للعالم، يعني فيها أقوال تتجاذب تُشْكِل، وقالوا أيضًا إذا كان واحد في مكان ما فيه عالم يسأله، ما وصل إلى أحد من أهل العلم فلينظر مَيْل نفسه فليخالفه، وقالوا أيضًا إذا ما فهم العالم سؤاله أو هذا يعني ينظر هل هذا الشيء يخشى من اطّلاع الناس عليه فيتركه، يتركه، الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطَّلع عليه الناس.



    إشارته صلَّى الله عليه وسلم إلى عاتقه
    وكذلك فإنه -صلَّى الله عليه وسلم- أشار إلى العاتق مرَّةً كما حصل في قضيَّة السقيا، "جاء إلى السِّقايةِ فاسْتسقى، فقال العباسُ: يا فَضْلُ، اذهبْ إلى أُمِّكَ، فَأْتِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بشرابٍ من عندها. فقال: اسْقني. قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّهم يجعلون أَيْدِيَهُمْ فيهِ. قال: اسْقني. فشربَ منهُ، ثم أَتَى زمزمَ، وهم يَسقونَ ويعملونَ فيها، فقال: اعملواْ، فإنَّكم على عملٍ صالحٍ.." يعني سُقيا الحُجَّاج، ".. ثم قال: لولا أن تُغْلَبُواْ لنزلتُ، حتى أَضَعَ الحبلَ على هذهِ. يعني: عَاتِقَهُ، وأشارَ إلى عَاتِقِهِ" صحيح البخاري.
    يعني لو نزلت أسقي معكم، لكن لو أنا نزلت أسقي معكم كل الناس ستنزل، وبالتالي تُغلبون على عملكم أنتم، وفي هذا إشارة إلى أن سُقيا الحُجَّاج خاصة ببني العباس.


    الخاتمة
    هذه طائفة مِمَّا كان -صلَّى الله عليه وسلم- يشير إليه في تعليمه، واستعمال الإشارة، يسمّونها الآن لغة الجسد، النبي -عليه الصلاة والسلام- استعمل فيها أشياء كثيرة، هذه بعضها، وكذلك كان يقول تارة يشير بالسبابة، وتارة اثنتين أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وثلاث وأربع وخمس، وغيرها.
    نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعلنا من أتباع سُنَّة محمد -صلَّى الله عليه وسلم-، وأن يفقّهنا في الدين، وأن يرزقنا شفاعة النبيّ الأمين، وأن يُحيينا مؤمنين، ويتوفَّنا مسلمين، ويُلحقنا بالصالحين.
    وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    ​​​​​​​



    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
    في أمان الله


    [1] "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فِي خَلاَءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسْجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا، قَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا صَنَعَتْ يَمِينُهُ" صحيح البخاري.
    [2] "لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً، فَكَانَ فِيهَا، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ.." صحيح مسلم.
    [3] ".. فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا، فَقَالَتْ: إِنْ شِئْتُمْ لَأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ، قَالَ : فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ، فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ، فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ، فَوَلَدَتْ مِنْكَ، فَقَالَ: أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ فَجَاءُوا بِهِ، فَقَالَ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ، فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِيَّ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ، وَقَالَ: يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ الرَّاعِي، قَالَ: فَأَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ، وَقَالُوا: نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: لَا، أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ، فَفَعَلُوا.." صحيح مسلم.
    [4] "ادْنُ يا وابصةُ. فدنوتُ منه حتى مسَّتْ رُكبتي ركبتَه، فقال لي: يا وابصةُ! أُخبرُك ما جئتَ تسألُ عنه؟ قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَخبِرني. قال: جئتَ تسألُ عن البِرِّ والإثمِ. قلتُ: نعم. فجمع أصابعَه الثَّلاثَ، فجعل ينكُتُ بها في صدري ويقولُ: يا وابصةُ! استَفْتِ قلبَك، البِرُّ ما اطمأنَّت إليه النفسُ، واطمأنَّ إليه القلبُ، والإثمُ ما حاك في القلبِ، وتردَّد في الصدرِ وإن أفتاك الناسُ وأفتَوْك" حسَّنه لغيره الألباني.


    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 27-02-2018, 03:44 PM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      للرفع
      اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

      تعليق


      • #4
        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرًا

          تعليق

          يعمل...
          X