إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لم يصروا على ما فعلوا: الحلقة الحادية عشرة من سلسلة "لا تقنطوا"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [حصري] لم يصروا على ما فعلوا: الحلقة الحادية عشرة من سلسلة "لا تقنطوا"








    تابعوا الحلقة الحادية عشرة من سلسلة "لا تقنطوا"
    بعنوان
    لم يصروا على ما فعلوا







    تحميل الحلقة بجودات مختلفة من هنا:
    http://way2allah.com/khotab-item-136326.htm

    رابط صوت MP3
    http://way2allah.com/khotab-mirror-136326-217027.htm

    رابط تفريغ بصيغة pdf
    http://www.way2allah.com/media/pdf/136/136326.pdf

    رابط تفريغ بصيغة word
    https://archive.org/download/LmYoserro/Lm-yoserro.doc

  • #2



    الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصَحْبِه ومَن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، أمَّا بعد:

    مِن الحِيَل الإبليسيَّة اللي دايمًا الشيطان بيستخدمها معانا فيما يتعلَّق بالذنب هي مسألة الإصرار على الذنب بحجّة إن خلاص إنت مالكش توبة، ومالكش رجوع، وبالتَّالي يبدأ الإنسان مُصِرّ على الذنب، ولا يرجع عنه، ولا يتوب إلى الله -سبحانه وتعالى- منه، وهي دي المشكلة الكبيرة.
    الإمام الأوزاعي -رحمه الله- بيقول: "الإصرار أن يعمل الرجل الذنب فيحتقره". ده نوع من أنواع الإصرار، وبعضهم قال: "الإصرار معناه أن يداوم الإنسان على هذا الذنب ولا يرجع عنه".
    تكرار المعصية من العبد بيُشعر دايمًا بقلّة المبالاة، لا بدين الإنسان، ولا بربّه -سبحانه وتعالى-، ولا بقَدْر العقوبة اللي ممكن في يوم من الأيام تنزل عليه بسبب الذنب اللي عمله.

    الإمام الغزالي -رحمه الله- كحدّ مِن الناس اللي ما شاء الله خبير جدًّا بعلوم النفس كان بيكلّم المُصِرِّين على الذنب اللي بيعمل ذنب والتاني والتالت وعمره ما فكّر أبدًا إنّه يتوب منه، فكان بيقول: "قطرات مِن الماء تقع على الحجر على التوالي تؤثّر فيه، وذلك القدر من الماء لو صُبَّ عليه دفعة واحدة لم يؤثّر فيه، فكذلك الإصرار على السّيّئات إذا دام عَظُم تأثيره على سواد القلب".
    هو عايز يقول لنا إيه؟ بيقول أنا لَمَّا يكون عندي حجر وعندي حنفية بتنزّل نقطة ورا نقطة ولكن بمداومة واستمرار، ده بيأثّر في القلب، في حين إنّ أنا لو جبت المايَّة دي كلها اللي هتفضل تنزل على الحجر مرة واحدة كلها وصبّيتها على الحجر لا تؤثّر فيه، هو عاوز يقولّنا هي دي المشكلة المتعلّقة بإصرار الإنسان على ذنب واحد والمداومة علية بتوصّل لكده، بتوصّل إنّ هي فعلًا بتُظْلِم القلب، لإنّ ذنب جنب ذنب جنب ذنب مع عدم توبة وعدم رجوع خلاص اسودّ القلب.




    الإمام العالِم العز بن عبد السلام -رحمه الله- كان بيقول: مشكلة الإصرار، إصرار الإنسان مِنَّا على ذنب معين وإنّه مابيرجعش عنه، يعني مثلًا واحد مُبتلى بإطلاق البصر بس عمره ما فكَّر يتوب، عمره ما فكَّر يسأل شيخ أعمل إيه، عمره ما دخل على اليوتيوب علاج إطلاق البصر، عمره ما فكَّر أبدًا عمره ما سأل شيخ، هو ده الإصرار، كان بيقول العز بن عبد السلام: "الإصرار على الذنوب يجعل صغيرها كبيرًا في الحُكْم والإثم، فما ظنّك بالإصرار على كبيرها؟ "يا الله كلام خطير جدًّا.

    المؤمنين ربّنا -سبحانه وتعالى- ميّزهم بحاجة مهمة جدًّا، قال الله -سبحانه وتعالى-: "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ" آل عمران:١٣٥.
    لم يُصِرّوا على ما فعلوا، فما كانش بيوقع في المعصية ويكمّل، لا، بيقع في المعصية وبيرجع.
    الإمام قتادة -رحمه الله- كان بيحذّرنا وهو بيفسّر الآية دي فبيقول: إيَّاكم والإصرار على الذنوب، اوعى في يوم من الأيام تكون مُبتلى بمعصية من معاصي السّرّ وتفضل مداوم عليها ومابتّوبش منها لإنّ دي كارثة.
    الإمام قتادة كان بيقول: "إياكم والإصرار فإنَّما هلك المُصِرُّون الماضون قُدُمًا لا ينهاهم مخافة الله عن حرام ولا يتوبون من ذنب أصابوه حتى أتاهم الموت وهم على ذلك".
    يا الله! تعالوا كده نعيد كلامه تاني، عايزين نقرأ كلام الإمام قتادة مرَّة تانية بيقول: "إياكم والإصرار فإنما هلك المصرون الماضون.." اللي قبلكم ما أهلكهم إلا الإصرار على الذنب ".. فإنما هلك المصرون الماضون قُدُمًا لا ينهاهم مخافة الله عن حرام حَرَّمه ولا يتوبون من ذنب أصابوه حتى أتاهم الموت وهم على ذلك".




    خدوا بالكم هو عايز يقول لنا إيه:-
    ١. الأمم اللي قبلنا لما هلكت لم يهلكها إلا الإصرار.
    ٢. لما جات لحظة الموت ماتوا على الذنب، ودي من أخطر عقوبات الإصرار على الذنب.
    ٣. ماتت قلوبهم فما عادت هذه القلوب تُحَرّم حرامًا ولا تُحِلّ حلالًا.
    ٤. الأمر الرابع ودا أمر خطير جدًّا إنّ قلوبهم نفرت تمامًا مِن التوبة، ودي من أعظم المصائب التي مِن الممكن أن يقع فيها العبد؛ أن يُحال بينه وبين التوبة.

    ورحم الله -عزّ وجل- الإمام الحافظ بن رجب -رحمه الله- وهو يحذّرنا من خطر الإصرار على الذنوب، فقال: "إن الإصرار على المعاصي وشعب النفاق من غير توبة يُخشى على صاحبها أن يُعاقب بسلب الإيمان والوصول إلى النفاق الخالص وإلى سوء الخاتمة" نعوذ بالله من ذلك.
    والله إحنا محتاجين نسمع الكلام ده عشرات المرات، بيقول: "إنّ الإصرار على المعاصي وشُعب النفاق.." زَيّ الكذب وخلف الوعد وغيرها ".. من غير توبةٍ يُخشى أن يعاقَب صاحبها بسلب الإيمان والوصول إلى النفاق الخالص وإلى سوء الخاتمة"، نعوذ بالله من ذلك. هي دي خطورة الإصرار على المعصية؛ أنْ تأنس النفس المعصية، أن تزول هيبة الله من القلب، أن يتجرَّأ الإنسان على الكبائر.
    هو ده اللي عايز يوصَّله لنا الإمام ابن رجب فبيقول لنا إنّ هنا ممكن الإنسان يوصل لحاجة مِن تلاتة: إنّه -والعياذ بالله- يُسلب الإيمان، إنّه -والعياذ بالله- يصل إلى النفاق الخالص، إنّه -والعياذ بالله- يُبتلى بسوء الخاتمة.

    لو جيتوا لاحظتم كلام العلماء يقولوا إنّ دايمًا الوصول إلى سوء الخاتمة جات من الإصرار على المعصية ودي أصول هلاك العبد.
    عشان كده جه النبي -صلى الله عليه وسلم- ووضَّح لنا الأمر بصورة أكبر فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ويلٌ للمُصِرِّينَ الذين يُصِرُّونَ على ما فعلُوا وهمْ يَعلمُونَ" صححه الألباني.
    كان سهل بن عبد الله التستري يقول: "الجاهل ميت، والناسي نائم، والمُصِرّ هالك".
    "الجاهل ميت" هو طبعًا أيّ إنسان جاهل فهو ميت أصلًا. "والناسي نائم" يعني لما عمل معصية وهو ناسي فهو كالنائم رفع الله عنه القلم لا يحاسب. قال: "والمُصِرّ.." أيْ المُصِرّ على الذنب ".. هالك".

    عشان كده كانت دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- دايمًا إنّ ربّنا -سبحانه وتعالى- ينجّيه ويُجَنّبه الإصرار على الذنب، عن عمر -رضى الله عنه- قال: "كان النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم يتعوَّذُ من عذابِ القبرِ ومن فتنةِ الصدرِ"[1].

    بيسألوا الإمام وكيع راوي هذا الحديث فبيقولوا له: يا وكيع، وما فتنة الصدر؟ قال: "أن يداوم الرجل على الذنب ولا يستغفر الله عز وجل منه".


    أنا محتاج منك حاجتين مهمين:-
    ١. لو في يوم من الأيام وقعت في ذنب اوعى تحتقره، واوعى تصرّ عليه، بل داومْ بسرعة لتوبة ورجوع إلى الله -سبحانه وتعالى-.
    ٢. ودا الأمر المهم جدًّا، خُد بالك دايمًا إنّ الإصرار بيوصّل لسوء الخاتمة، والتوبة من الإصرار بالبُعْد عن الذنب بتوصّل إن شاء الله لحُسْن الخاتمة.
    اجتهد إنك لو في يوم من الأيام وقعت في ذنب إنّك تتوب وترجع ولا تعود لهذا الذنب أبدًا، ودي من أهم شروط التوبة؛ الندم على ما فعل، والعزم على عدم العودة، العَزْم كشرط من شروط التوبة علشان تبعد عن الإصرار على الذنب.

    أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يُجنّبني وإياكم الإصرار على ذنوبنا، ويرزقني وإياكم التوبة الدائمة من كل ذنب ومن كل معصية.
    جزاكم الله خيرًا، هذا وصلى اللهم على نبيّنا محمد وآله وصحبه وسلم.




    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36


    [1] عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-:"أن النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم كان يتعوَّذُ من الجُبنِ، والبُخلِ، وفتنةِ الصدرِ، وعذابِ القبرِ" صححه الألباني.

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
      جزاكم الله خيرا تقبل الله منكم
      اللهم اغفر لنا اعفوا عنا
      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #4
        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاك الله خيرا


        اللهم بارك لى فى اولادى وارزقنى برهم وأحسن لنا الختام وارزقنا الفردوس الأعلى

        تعليق


        • #5
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

          "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
          وتولني فيمن توليت"

          "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

          تعليق

          يعمل...
          X