بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
أخي في الله هذه أسباب دخول الجنَّة جمعناها لك لعلَّها تكون طريقٌ لنا ولك إلى دار السَّعادة، وممَّا هو معلوم أن لقبول العمل عند الله شروطًا أوَّلها الإسلام، وثانيها الإخلاص لله -تعالى-، وثالثها أن يكون العمل موافقًا لما جاء به محمَّدٌ -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
أسباب دخول الجنَّة
1،2- السَّبب الأوَّل والثَّاني: الإيمان والعمل الصَّالح:
قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 82]، عن عبادة بن الصَّامت عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال : «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، وأنَّ عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه، والجنَّة حقٌّ، والنَّار حقٌّ، أدخله الله الجنَّة على ما كان من العمل» [رواه البخاري 3435 ومسلم 28].
3- السَّبب الثَّالث التَّقوى: والتَّقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتَّنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرَّحيل وهذا تعريف علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- للتَّقوى.
قال -تبارك وتعالى-: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الحجر: 45]، بلِ الجنَّة أعدَّت للمتَّقين؛ قال -تعالى-: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]، وقال -عليه الصَّلاة والسَّلام-: «سئل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن أكثر ما يدخل النَّاس الجنَّة؟ فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل النَّاس النَّار، قال: الفم والفرج» [رواه التِّرمذي 2004 وابن ماجه 3443 وحسَّنه الألباني].
4- السَّبب الرَّابع: طاعة الله -تبارك وتعالى- ورسوله صلَّى الله عليه وسلَّم-.
قال -تبارك وتعالى-: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا} [الفتح: 17]، وفي صحيح البخاري: عن أبي هريرة أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «كلُّ أمَّتي يدخلون الجنَّة إلا من أبى. قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنَّة، ومن عصاني فقد أبى» [رواه البخاري 7280].
5- السَّبب الخامس: الجهاد في سبيل الله ويكون بالقتال في سبيل الله بالنَّفس والمال قال -تبارك وتعالى-: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ} [التَّوبة: 111].
6- السَّبب السَّادس: التَّوبة: فالتَّوبة تجب ما قبلها وكما قال -عليه الصَّلاة والسَّلام-: «التَّائب من الذَّنب كمن لا ذنب له» [رواه ابن ماجه 3446 وحسَّنه الألباني]، وقال -تبارك وتعالى-: {إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} [مريم: 60].
7- السَّبب السَّابع: الاستقامة على دين الله؛ قال -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأحقاف: 13-14]، وعن سفيان بن عبد الله الثّقفي قال: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا بعدك -وفى حديث أبي أسامة غيرك- قال: «قل آمنت بالله فاستقم» [رواه مسلم 38].
8- السَّبب الثَّامن: طلب العلم لوجه الله -تبارك وتعالى- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «.... ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنَّة، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السَّكينة، وغشيتهم الرَّحمة وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه» [رواه مسلم 2699].
9- السَّبب التَّاسع: بناء المساجد؛ عن عثمان بن عفان أنَّه سمع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: «من بنى مسجدًا -قال بكير: حسبت أنَّه قال- يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنَّة» [متفقٌ عليه].
10- السَّبب العاشر: حسن الخلق قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنَّة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، وببيتٍ في وسط الجنَّة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنَّة لمن حسن خلقه» [رواه أبو داود 4800 وحسَّنه الألباني]، وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أكثر ما يدخل النَّاس الجنَّة؟ فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل النَّاس النَّار، قال: الفم والفرج» [رواه التِّرمذي 2004 وابن ماجه 3443 وحسَّنه الألباني].
11- السَّبب الحادي عشر: الحجّ المبرور: قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنَّة» [متفقٌ عليه].
12- السَّبب الثَّاني عشر: صلاة اثنتي عشرة ركعة كلَّ يومٍ وليلةٍ تطوعًا لله -تعالى-: عن أم حبيبة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «من صلَّى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعًا، بنى الله له بيت في الجنة: أربعًا قبل الظُّهر وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الغداة (أي الفجر)» [صحَّحه الألباني 6362 في صحيح الجامع].
13- السَّبب الثَّالث عشر: إفشاء السلام وإطعام الطَّعام وصلة الأرحام والصَّلاة بالليل؛ قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «يا أيُّها النَّاس أفشوا السَّلام وأطعموا الطَّعام وصلُّوا بالليل والنَّاس نيام تدخلوا الجنَّة بسلامٍ» [رواه ابن ماجه 1105 وصحَّحه الألباني].
14- السَّبب الرَّابع عشر: الصِّدق في الحديث والوفاء بالوعد وأداء الأمانة وحفظ الفرج وغضِّ البصر وكفِّ اليد: عن عبادة بن الصَّامت عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم؛ أضمن لكم الجنَّة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتُّم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضُّوا أبصاركم وكفُّوا أيديكم» [رواه الألباني 2925 في صحيح التَّرغيب وقال: صحيح لغيره].
15- السَّبب الخامس عشر: وهو خاصٌّ بالنِّساء أداء الصَّلوات الخمس كما أمر الله -تبارك وتعالى- وصيام رمضان وإحصان الفرج وإطاعة الزَّوج، روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصَّنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنَّة من أي أبواب الجنَّة شئت» [صحَّحه الألباني 660 في صحيح الجامع].
16- السَّبب السَّادس عشر: كفالة اليتيم؛ روى الإمام البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السَّبابة والوسطى» [رواه البخاري 6005 ومسلم 2983].
17- السَّبب السَّابع عشر: عيادة المريض أو زيارة أخٍ في الله؛ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله ناداه مناد: أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنَّة منزلًا» [رواه التِّرمذي 2008 وابن ماجه 1192 حسَّنه الألباني].
18- السَّبب الثَّامن عشر: الصَّلوات فرضها ونفلها، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «خمس صلوات كتبهنَّ الله على العباد فمن جاء بهن لم يضيع منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقهنَّ كان له عند الله عهد أن يدخله الجنَّة، ومن لم يأت بهنَّ فليس له عند الله عهدٌ إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنَّة» [رواه أبو داود 1420 والنِّسائي وصحَّحه الألباني]، وعن أبي موسى قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من صلَّى البردين دخل الجنَّة» [متفقٌ عليه] والبردان الفجر والعصر.
19- السَّبب التَّاسع عشر: الصِّدق وترك الكذب؛ ويدلُّ على ذلك حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وإنَّ الرَّجل ليصدق حتَّى يكون صديقًا، وإنَّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النَّار، وإنَّ الرَّجل ليكذب حتَّى يكتب عند الله كذابًا» [متفقٌ عليه واللفظ للبخاري].
20- السَّبب العشرون: حفظ اللسان والفرج عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنَّة» [رواه البخاري 6474]، وفي لفظٍ: «من توكل لي ما بين رجليه وما بين لحييه توكلت له بالجنَّة» [أخرجه البخاري 6807]، هذه بعض الأسباب لدخول الجنَّة كتبناها لإخواننا المسلمين؛ نصحًا لله وتذكيرًا لهم ولنا لعلَّ الله أن ينفعنا وإيَّاهم بها، ولم نستوفي كلَّ الأسباب في دخول الجنَّة؛ لأنها كثيرةٌ، ولله الحمد فالَّذي يريد عليه أن يرجع إلى كتاب الله وسنَّة رسوله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ففيهما كلُّ الخير والتَّحذير من جميع الشَّرِّ.
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشَّيطان، سبحان ربِّك ربِّ العزَّة عمَّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربِّ العالمين.
أخي في الله هذه أسباب دخول الجنَّة جمعناها لك لعلَّها تكون طريقٌ لنا ولك إلى دار السَّعادة، وممَّا هو معلوم أن لقبول العمل عند الله شروطًا أوَّلها الإسلام، وثانيها الإخلاص لله -تعالى-، وثالثها أن يكون العمل موافقًا لما جاء به محمَّدٌ -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
أسباب دخول الجنَّة
1،2- السَّبب الأوَّل والثَّاني: الإيمان والعمل الصَّالح:
قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 82]، عن عبادة بن الصَّامت عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال : «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، وأنَّ عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه، والجنَّة حقٌّ، والنَّار حقٌّ، أدخله الله الجنَّة على ما كان من العمل» [رواه البخاري 3435 ومسلم 28].
3- السَّبب الثَّالث التَّقوى: والتَّقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتَّنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرَّحيل وهذا تعريف علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- للتَّقوى.
قال -تبارك وتعالى-: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الحجر: 45]، بلِ الجنَّة أعدَّت للمتَّقين؛ قال -تعالى-: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]، وقال -عليه الصَّلاة والسَّلام-: «سئل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن أكثر ما يدخل النَّاس الجنَّة؟ فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل النَّاس النَّار، قال: الفم والفرج» [رواه التِّرمذي 2004 وابن ماجه 3443 وحسَّنه الألباني].
4- السَّبب الرَّابع: طاعة الله -تبارك وتعالى- ورسوله صلَّى الله عليه وسلَّم-.
قال -تبارك وتعالى-: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا} [الفتح: 17]، وفي صحيح البخاري: عن أبي هريرة أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «كلُّ أمَّتي يدخلون الجنَّة إلا من أبى. قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنَّة، ومن عصاني فقد أبى» [رواه البخاري 7280].
5- السَّبب الخامس: الجهاد في سبيل الله ويكون بالقتال في سبيل الله بالنَّفس والمال قال -تبارك وتعالى-: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ} [التَّوبة: 111].
6- السَّبب السَّادس: التَّوبة: فالتَّوبة تجب ما قبلها وكما قال -عليه الصَّلاة والسَّلام-: «التَّائب من الذَّنب كمن لا ذنب له» [رواه ابن ماجه 3446 وحسَّنه الألباني]، وقال -تبارك وتعالى-: {إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} [مريم: 60].
7- السَّبب السَّابع: الاستقامة على دين الله؛ قال -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأحقاف: 13-14]، وعن سفيان بن عبد الله الثّقفي قال: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا بعدك -وفى حديث أبي أسامة غيرك- قال: «قل آمنت بالله فاستقم» [رواه مسلم 38].
8- السَّبب الثَّامن: طلب العلم لوجه الله -تبارك وتعالى- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «.... ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنَّة، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السَّكينة، وغشيتهم الرَّحمة وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه» [رواه مسلم 2699].
9- السَّبب التَّاسع: بناء المساجد؛ عن عثمان بن عفان أنَّه سمع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: «من بنى مسجدًا -قال بكير: حسبت أنَّه قال- يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنَّة» [متفقٌ عليه].
10- السَّبب العاشر: حسن الخلق قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنَّة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، وببيتٍ في وسط الجنَّة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنَّة لمن حسن خلقه» [رواه أبو داود 4800 وحسَّنه الألباني]، وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أكثر ما يدخل النَّاس الجنَّة؟ فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل النَّاس النَّار، قال: الفم والفرج» [رواه التِّرمذي 2004 وابن ماجه 3443 وحسَّنه الألباني].
11- السَّبب الحادي عشر: الحجّ المبرور: قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنَّة» [متفقٌ عليه].
12- السَّبب الثَّاني عشر: صلاة اثنتي عشرة ركعة كلَّ يومٍ وليلةٍ تطوعًا لله -تعالى-: عن أم حبيبة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «من صلَّى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعًا، بنى الله له بيت في الجنة: أربعًا قبل الظُّهر وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الغداة (أي الفجر)» [صحَّحه الألباني 6362 في صحيح الجامع].
13- السَّبب الثَّالث عشر: إفشاء السلام وإطعام الطَّعام وصلة الأرحام والصَّلاة بالليل؛ قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «يا أيُّها النَّاس أفشوا السَّلام وأطعموا الطَّعام وصلُّوا بالليل والنَّاس نيام تدخلوا الجنَّة بسلامٍ» [رواه ابن ماجه 1105 وصحَّحه الألباني].
14- السَّبب الرَّابع عشر: الصِّدق في الحديث والوفاء بالوعد وأداء الأمانة وحفظ الفرج وغضِّ البصر وكفِّ اليد: عن عبادة بن الصَّامت عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم؛ أضمن لكم الجنَّة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتُّم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضُّوا أبصاركم وكفُّوا أيديكم» [رواه الألباني 2925 في صحيح التَّرغيب وقال: صحيح لغيره].
15- السَّبب الخامس عشر: وهو خاصٌّ بالنِّساء أداء الصَّلوات الخمس كما أمر الله -تبارك وتعالى- وصيام رمضان وإحصان الفرج وإطاعة الزَّوج، روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصَّنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنَّة من أي أبواب الجنَّة شئت» [صحَّحه الألباني 660 في صحيح الجامع].
16- السَّبب السَّادس عشر: كفالة اليتيم؛ روى الإمام البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السَّبابة والوسطى» [رواه البخاري 6005 ومسلم 2983].
17- السَّبب السَّابع عشر: عيادة المريض أو زيارة أخٍ في الله؛ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله ناداه مناد: أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنَّة منزلًا» [رواه التِّرمذي 2008 وابن ماجه 1192 حسَّنه الألباني].
18- السَّبب الثَّامن عشر: الصَّلوات فرضها ونفلها، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «خمس صلوات كتبهنَّ الله على العباد فمن جاء بهن لم يضيع منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقهنَّ كان له عند الله عهد أن يدخله الجنَّة، ومن لم يأت بهنَّ فليس له عند الله عهدٌ إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنَّة» [رواه أبو داود 1420 والنِّسائي وصحَّحه الألباني]، وعن أبي موسى قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من صلَّى البردين دخل الجنَّة» [متفقٌ عليه] والبردان الفجر والعصر.
19- السَّبب التَّاسع عشر: الصِّدق وترك الكذب؛ ويدلُّ على ذلك حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وإنَّ الرَّجل ليصدق حتَّى يكون صديقًا، وإنَّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النَّار، وإنَّ الرَّجل ليكذب حتَّى يكتب عند الله كذابًا» [متفقٌ عليه واللفظ للبخاري].
20- السَّبب العشرون: حفظ اللسان والفرج عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنَّة» [رواه البخاري 6474]، وفي لفظٍ: «من توكل لي ما بين رجليه وما بين لحييه توكلت له بالجنَّة» [أخرجه البخاري 6807]، هذه بعض الأسباب لدخول الجنَّة كتبناها لإخواننا المسلمين؛ نصحًا لله وتذكيرًا لهم ولنا لعلَّ الله أن ينفعنا وإيَّاهم بها، ولم نستوفي كلَّ الأسباب في دخول الجنَّة؛ لأنها كثيرةٌ، ولله الحمد فالَّذي يريد عليه أن يرجع إلى كتاب الله وسنَّة رسوله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ففيهما كلُّ الخير والتَّحذير من جميع الشَّرِّ.
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشَّيطان، سبحان ربِّك ربِّ العزَّة عمَّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربِّ العالمين.
تعليق