الأعمى !!
ولد و قضى 30 عاماً من حياته أعمى ، و مع تطور الطب أتيحت له فرصة أن يقوم بعملية تجعله مبصراً ، ذهب إلى المستشفى و أجرى العملية ، و جاءه الطبيب ليزيل الأربطة عن عينيه ، فتح عينيه ليرى النور لأول مرة في حياته..
ردة الفعل كانت مفجعة ، فلم يستطع أن يميز أي شئ يراه ، فقد قضى طوال حياته منذ أن وُلد و هو يتعرف على الأشياء عن طريق اللمس ، فهو لا يعرف التفاحة إلا باللمس ، و لا يعرف معنى الألوان و لا حتى شكل الانسان ..
قضى الأسابيع الأولى بعد العملية و هو كالأعمى ، يبصر و لكن لا يفهم ما يبصره ، ثم بدأ يتعرف على الأشياء تدريجياً ، يرى التفاحة فلا يعرفها ثم يلمسها فيتعرف عليها وهكذا ..
مضى على هذا الحال شهور قليلة ... بدأ يلاحظ تعابير الوجه و يتعرف عليها .. يلاحظ تعابير الارتباك و القلق و يعرف ملامح الفرح و التبسم ، أصبح يستمتع بأمور لا يلقي لها الانسان العادي بالاً ، الشمس و غروبها .. الطيور في السماء .. براءة الأطفال .. السحب و تراكمها ... الزهور و رونقها ..
بعد عدة أشهر حدث له أمرلأول مرة ، جاءته حالة ظلام مفاجئ لثوان معدودة ثم عاد بصره مرة أخرى .. تكررت الحالة عدة مرات .. ذهب للطبيب . و هناك كانت المفاجأة ,,, قال له الطبيب يؤسفني أن المشكلة في عينك بدأت تعود و أنك ستفقد البصر خلال أيام معدودة ..
يا الله شعور رهيب شعر به الرجل بعد أن قضى شهوراً و هو يرى .. و بالفعل أيام قليلة و فقد بصره مرة أخرى ..
عبر الرجل عما استفاده من هذه التجربة بقوله : ( ليس الأعمى من لا يرى ، إنما الأعمى من لا يشعر بما يراه ، و لا يتدبر فيه ، فكم من بصير يرى بعينيه و لكن قلبه لا يرى شيئاً ، و كم من أعمى البصر لكن قلبه يرى ) ..
و تلخيص ذلك قوله تعالى ( فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور ) ..
و السؤال لي و لك .. هل نحن مبصرين فعلاً ؟ أم فقدنا نعمة البصر الحقيقية .. فأصبحنا نرى بأعيننا و لا نتدبر بقلوبنا ..
البصر الحقيقي أن تؤدي حق الله عليك .. البصر الحقيقي ألا تستخدم نعم الله في معصيته ، البصر الحقيقي أن ترى أنك إذا أخطأت فلابد عندها من الاعتذار .. البصرالحقيقي أن تراعي شعور الآخرين و لا تؤذيهم بسوء تصرفاتك .. البصرالحقيقي أن تعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .. البصر الحقيقي أن تحب للناس ما تحبه لنفسك .. البصر الحقيقي ألا تحتقر إنساناً .. البصر الحقيقي أن تعلم أن متع الدنيا فانية و أن الجنة هي خير دار ..
جعلنا الله و إياكم من المبصرين .. و نعوذ بالله أن نكون ممن قال الله عنهم ( أم لهم أعينٌ لا يبصرون بها ) ..
#نشرة تواصل
نشرة تصدر عن طلائع الدعوة السلفية بكفرالشيخ
ولد و قضى 30 عاماً من حياته أعمى ، و مع تطور الطب أتيحت له فرصة أن يقوم بعملية تجعله مبصراً ، ذهب إلى المستشفى و أجرى العملية ، و جاءه الطبيب ليزيل الأربطة عن عينيه ، فتح عينيه ليرى النور لأول مرة في حياته..
ردة الفعل كانت مفجعة ، فلم يستطع أن يميز أي شئ يراه ، فقد قضى طوال حياته منذ أن وُلد و هو يتعرف على الأشياء عن طريق اللمس ، فهو لا يعرف التفاحة إلا باللمس ، و لا يعرف معنى الألوان و لا حتى شكل الانسان ..
قضى الأسابيع الأولى بعد العملية و هو كالأعمى ، يبصر و لكن لا يفهم ما يبصره ، ثم بدأ يتعرف على الأشياء تدريجياً ، يرى التفاحة فلا يعرفها ثم يلمسها فيتعرف عليها وهكذا ..
مضى على هذا الحال شهور قليلة ... بدأ يلاحظ تعابير الوجه و يتعرف عليها .. يلاحظ تعابير الارتباك و القلق و يعرف ملامح الفرح و التبسم ، أصبح يستمتع بأمور لا يلقي لها الانسان العادي بالاً ، الشمس و غروبها .. الطيور في السماء .. براءة الأطفال .. السحب و تراكمها ... الزهور و رونقها ..
بعد عدة أشهر حدث له أمرلأول مرة ، جاءته حالة ظلام مفاجئ لثوان معدودة ثم عاد بصره مرة أخرى .. تكررت الحالة عدة مرات .. ذهب للطبيب . و هناك كانت المفاجأة ,,, قال له الطبيب يؤسفني أن المشكلة في عينك بدأت تعود و أنك ستفقد البصر خلال أيام معدودة ..
يا الله شعور رهيب شعر به الرجل بعد أن قضى شهوراً و هو يرى .. و بالفعل أيام قليلة و فقد بصره مرة أخرى ..
عبر الرجل عما استفاده من هذه التجربة بقوله : ( ليس الأعمى من لا يرى ، إنما الأعمى من لا يشعر بما يراه ، و لا يتدبر فيه ، فكم من بصير يرى بعينيه و لكن قلبه لا يرى شيئاً ، و كم من أعمى البصر لكن قلبه يرى ) ..
و تلخيص ذلك قوله تعالى ( فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور ) ..
و السؤال لي و لك .. هل نحن مبصرين فعلاً ؟ أم فقدنا نعمة البصر الحقيقية .. فأصبحنا نرى بأعيننا و لا نتدبر بقلوبنا ..
البصر الحقيقي أن تؤدي حق الله عليك .. البصر الحقيقي ألا تستخدم نعم الله في معصيته ، البصر الحقيقي أن ترى أنك إذا أخطأت فلابد عندها من الاعتذار .. البصرالحقيقي أن تراعي شعور الآخرين و لا تؤذيهم بسوء تصرفاتك .. البصرالحقيقي أن تعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .. البصر الحقيقي أن تحب للناس ما تحبه لنفسك .. البصر الحقيقي ألا تحتقر إنساناً .. البصر الحقيقي أن تعلم أن متع الدنيا فانية و أن الجنة هي خير دار ..
جعلنا الله و إياكم من المبصرين .. و نعوذ بالله أن نكون ممن قال الله عنهم ( أم لهم أعينٌ لا يبصرون بها ) ..
#نشرة تواصل
نشرة تصدر عن طلائع الدعوة السلفية بكفرالشيخ