إذا فليخرج هؤلاء وليحطموا من جديد الأغلال ...
إن هناك فرقا كبيرا بين الاجتهاد وبين الطاعة العمياء ...
إن التحزب إذا لم يقنن ويوضع في حد الاعتدال سينقلب على الأتباع برجوع الأغلال التي كسرها محمد صلى الله عليه وسلم ...
وأين كسر الأغلال إذا كانت القيادة تحكم وتمنع من يريد أن يجتهد ويضحي ويحاول أن ينقذ الأمة من غرقها ...
وأين كسر الأغلال إذا كانت القيادة تتحجر وتمنع من ينبغ ويظهر فتضيق عليه حتى يمل وينسحب من محاولة إخراج ما لديه من اجتهاد ...
وأين كسر الأغلال إذا كانت الأمة لا تحاول الخروج من أزمتها وتعترف بأخطائها وتصحح الخطأ ، وتصرّ عليه ...
وأين كسر الأغلال إذا قالت الأمة وقال أتباعها اليوم : على الدنيا السلام ..
وأين كسر الأغلال إذا استجبنا للطغيان والخوف والجبن وطالبنا بعدم مواجهته ...
وأين كسر الأغلال إذا نشرنا بين الناس أن اليوم يوم غربة ، ولا يوجد ما لدينا لنقدمه للناس ...
وأين كسر الأغلال إذا لم نتقدم للتضحية في سبيل الله ...
روى ابن ماجه فس سننه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ " , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , كَيْفَ يَحْقِرُ أَحَدُنَا نَفْسَهُ ؟ قَالَ : " يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ , ثُمَّ لَا يَقُولُ فِيهِ , فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي كَذَا كذا وَكَذَا , فَيَقُولُ : خَشْيَةُ النَّاسِ , فَيَقُولُ : فَإِيَّايَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى " .
أما فينا من أمة الإسلام الصغير والكبير والرجل والمرأة من يقول اليوم : (أنا أول المسلمين)، (اللهم اجعلني للمتقين إماما)... إذا فليخرج هؤلاء وليحطموا من جديد الأغلال ...
__________________