بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ من البيان لسحرًا
الحمد لله حمدًا يكون لقائله ذُخرًا، والصلاة على نبيِّه محمد القائل: «إنَّ من البيان لسحرًا»، صلاة دائمة على مرِّ الأيام.
روى الإمام البخاريُّ في صحيحه، كتاب الطب، باب: إن من البيان سحرًا، (رقم: 5767)، عن عبد الله بن يوسف: أخبرَنا مالك، عن زيد بن أسلمَ، عن عبدالله بن عمر- رضي الله عنهما- أنَّه قَدِمَ رجلان من المَشْرق، فخطَبا فعَجِبَ الناسُ لبيانهما، فقال رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إنَّ مِنَ البَيان لَسِحرًا- أوْ إنَّ بَعْضَ البَيانِ سِحْرٌ-».
تعريف براوي الحديث:
هو عبدالله بن عمر بن الخطَّاب العدويُّ، أبو عبدالرحمن: وُلِد في السنة العاشرة قبلَ الهجرة، وتُوفي في السنة الثالثة والسبعين من الهجرة، صحابيٌّ، كان جريئًا جهيرًا، نشأ في الإسلام، وهاجر إلى المدينة مع أبيه، أفتَى الناس في الإسلام ستِّين سنة، ولَمَّا قُتِل عثمان- رضي الله عنه- عَرَض عليه نفرٌ أن يبايعوه بالخِلافة فأبى، له في كتب الحديث 2630حديثًا، هو آخِر من تُوفي بمكة من الصحابة [1].
مفردات الحديث:
• رجُلان: زَعَم جماعةٌ أنَّهما الزبرقان بن بدر، وعمرو بن الأهتم:
• أمَّا الزبرقان: فهو الحُصين بن بدر بن امرئ القيس، صحابي من رؤساء قومه، كُفَّ بصره في آخر عمره، كان فصيحًا شاعرًا، توفي سنة 45 هـ.
• وأمَّا عمرو بن الأهتم: فهو عمرو بن سنان بن سمي التميمي المنقري، أحد السادات الشعراء الخطباء في الجاهلية والإسلام، وفي البيان والتبيين: كان شِعرُه في مجالس الملوك حُللًا منتشرة، تأخذ منه ما شاءت.
• خَطبا: (خَطَب) خَطَب الخاطبُ على المنبر خَطَابةً بالفتح، وخُطبةً بالضم، وذلك الكلام: خطبةٌ أيضًا، أو هي الكلام المنثور المُسجَّع ونحوه، ورجلٌ خطيب: حَسَن الخُطبة- بالضم.
• البيان: (بَيَنَ) بان بيانًا: اتَّضَح فهو بيِّن، وجمعه أبْيِناء، وبِنتُه بالكسر، وبيَّنتُه، وتبيَّنتُه وأَبَنتُه واستبنته: أوضحْتُهُ، وعرَّفتُه فَبَانَ، وبيَّن وأبان واستبان، كلُّها لازمة ومتعدية.
• لسِحرًا: (سَحَرَ) السِّحر: كلُّ ما لَطُفَ مأْخذُه ودقَّ، والفعل كمَنَع، ومعناه- والله أعلم-: أنّه يمدح الإنسان فيصدقُ فيه، حتى يصرفَ قلوب السامعين إليه، ويذمُّه فيصدق فيه، حتى يصرفَ قلوبهم أيضًا عنه [2].
شرح الحديث:
(من المشرق): يقول الحافظ: أي: من جِهة المشرق، وكانت سكنَى بني تميم من جهة العراق.
(فخطَبَا، فعَجِب الناس لبيانهما): قال الخطَّابي: البيان اثنان: أحدُهما: تكون به الإبانة عن المراد بأيِّ وجه كان، والآخر: ما دخلَتْ فيه الصنعة، بحيث يروق للسامعين، ويستميل قلوبَهم، وهو الذي يُشبَّه بالسِّحْر إذا خَلَب القلب، وغلب على النفس، حتى يُحوِّل الشيءَ عن حقيقته، ويصرفَه عن جهته؛ وهذا إذا صُرِف إلى الحق يُمدَح، وإذا صُرِف إلى الباطل يُذمّ.
قال: فعلى هذا؛ فالذي يُشبَّه بالسِّحْر منه هو المذموم، وتُعقِّب بأنَّه لا مانع من تسمية الآخر سحرًا، وقد حمل بعضُهم الحديث على المدح، والحثِّ على تحسين الكلام، وحَمَله بعضُهم على الذمِّ لمن تصنَّع في الكلام، وتكلَّف لتحسينه، فشُبِّه بالسحر الذي هو تخييل لغير حقيقة.
وقال ابن بطَّال: أحسنُ ما يُقال في هذا: أنَّ هذا الحديث ليس ذمًّا للبيان كلِّه، ولا مدحًا له، فأتى بلفظة (مِن) التي للتبعيض، قال: وكيف يذمُّ البيان، وقد امتنَّ الله به على عبادِه حيث قال: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَان} [الرحمن: 3- 4]؟! اهـ.
والذي يظهر أنَّ المراد بالبيان في الآية المعنى الأوَّل الذي نبَّه عليه الخطابي، لا خُصوص ما نحن فيه.
وقد اتَّفق العلماء على مدْح الإيجاز، والإتيان بالمعاني الكثيرة بألفاظ يسيرة، وهذا من البيان بالمعنى الثاني [3].
قال الميداني: ومعنى السحر: إظهارُ الباطل في صورة الحق، والبيان اجتماعُ الفصاحة والبلاغة، وذكاء القلب مع اللَّسَن، وإنما شُبِّه بالسحر لحدَّة عمله في سامعه، وسُرعة قَبول القلْب له، يضرب في استحسان المنطق، وإيراد الحُجَّة البالغة.
وقال أبو عبيد البكري الأندلسيُّ: في شرح كتاب الأمثال، للحافظ أبي عبيد القاسم بن سلاَّم: الناس يتلقَّوْن هذا الحديث على أنَّه في مدح البيان، وأدرجوا في كتبِهم هذا التأويل، وتلقَّاه العلماء على غير ذلك، بوَّب مالك في الموطأ عليه (باب ما يُكره من الكلام)، فحمله على الذم، وهذا هو الصحيحُ في تأويله؛ لأنَّ الله- تعالى- قد سمَّى السِّحر فسادًا في قوله- تعالى-: {مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81]. اهـ.
قال أبو هلال: الصحيح أنَّه مدحه، وتسميته إيَّاه سحرًا إنَّما هو على جهة التعجُّب منه لَمَّا ذمَّ عمرو الزبرقان ومدَحَه في حالة واحدة، حين فخر الزبرقان فقال: يا رسول الله، أنا سيِّد بني تميم، والمطاع فيهم والمجاب، أمنعُهم من الظلم، وآخذ منهم بحقوقهم، فقال عمرو: إنَّه لشديد العارضة، مانعٌ لجانبه، مطاعٌ في أَذِنيه، فقال الزبرقان: والله يا رسولَ الله، لقد عَلِم منِّي غير ما قال، وما منَعَه أن يتكلَّم إلاَّ الحسد، فقال عمرو: أنا أحسدك؟! والله يا رسول الله، إنَّه لئيم الخال، حديث المال، أحمق الوالد، مضيَّع في العشيرة، والله يا رسول الله، لقد صدقتُ في الأولى، وما كذبتُ في الآخِرة، ولكنِّي رجل إذا رضيتُ قلتُ أحسن ما علمت، وإذا غضبتُ قلت أقبحَ ما وجدت، فقال النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إنَّ من البيان لسحرًا»- ولَمَّا صدق في مدحه وذمِّه فيما ذَكَر، عَجِب النبيُّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- كما يعجب من السِّحر، فسمَّاه سحرًا من هذا الوجه. اهـ، مختصرًا.
يقول المؤلِّف: فإن كان البيان في أمْرٍ باطل فهو كذلك، وإلا فمَدْحٌ لا محالةَ، والله أعلم [4].
جماليات:
إنَّ تناولي لهذا الحديث يجعلُنا نقف على خصوصية البيان التي أُوتيَها النبيُّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- وما كان في لُغته وبيانه من الفصاحة والقوَّة، والسَّلاسة والدِّقة، مع الغاية في إيجاز اللَّفْظ ووضوح المعنى، كما حدَّث بذلك وتمدَّح بقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الصحيح: «وأوتيتُ جوامعَ الكَلِم»، فلا شكَّ أن يعتريَنا الشعور العميق بصِدق هذا النبي، ويغمرنا حبُّنا له، لدى سماع حديثه أو قراءته، لِمَا أُلبس من حُلًى وحلاوة [5].
وإنَّ بيانَ الرسول لأكثرُ الأَبْيِناء سحرًا وتفوقًا على كلِّ بيان بشري.
في كتاب المستطرَف في كل فن مستظرَف: قال ابن المعتز: البيان ترجمان القلوب، وصيقل العقول، وأمَّا حدُّه فقد قال الجاحظ: البيان اسمٌ جامع لكلِّ ما كَشَف لك عن المعنى [6].
ويقول أبو هلال العسكري في كتابه ديوان المعاني: وسمَّى الرسول البيان سحرًا لدقَّة مسلكه، وأوَّل مَن نطق به رسولُ الله، وهو من أجمَعِ ما مُدِح به البيان.
إنَّ من البيان لسحرًا
الحمد لله حمدًا يكون لقائله ذُخرًا، والصلاة على نبيِّه محمد القائل: «إنَّ من البيان لسحرًا»، صلاة دائمة على مرِّ الأيام.
روى الإمام البخاريُّ في صحيحه، كتاب الطب، باب: إن من البيان سحرًا، (رقم: 5767)، عن عبد الله بن يوسف: أخبرَنا مالك، عن زيد بن أسلمَ، عن عبدالله بن عمر- رضي الله عنهما- أنَّه قَدِمَ رجلان من المَشْرق، فخطَبا فعَجِبَ الناسُ لبيانهما، فقال رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إنَّ مِنَ البَيان لَسِحرًا- أوْ إنَّ بَعْضَ البَيانِ سِحْرٌ-».
تعريف براوي الحديث:
هو عبدالله بن عمر بن الخطَّاب العدويُّ، أبو عبدالرحمن: وُلِد في السنة العاشرة قبلَ الهجرة، وتُوفي في السنة الثالثة والسبعين من الهجرة، صحابيٌّ، كان جريئًا جهيرًا، نشأ في الإسلام، وهاجر إلى المدينة مع أبيه، أفتَى الناس في الإسلام ستِّين سنة، ولَمَّا قُتِل عثمان- رضي الله عنه- عَرَض عليه نفرٌ أن يبايعوه بالخِلافة فأبى، له في كتب الحديث 2630حديثًا، هو آخِر من تُوفي بمكة من الصحابة [1].
مفردات الحديث:
• رجُلان: زَعَم جماعةٌ أنَّهما الزبرقان بن بدر، وعمرو بن الأهتم:
• أمَّا الزبرقان: فهو الحُصين بن بدر بن امرئ القيس، صحابي من رؤساء قومه، كُفَّ بصره في آخر عمره، كان فصيحًا شاعرًا، توفي سنة 45 هـ.
• وأمَّا عمرو بن الأهتم: فهو عمرو بن سنان بن سمي التميمي المنقري، أحد السادات الشعراء الخطباء في الجاهلية والإسلام، وفي البيان والتبيين: كان شِعرُه في مجالس الملوك حُللًا منتشرة، تأخذ منه ما شاءت.
• خَطبا: (خَطَب) خَطَب الخاطبُ على المنبر خَطَابةً بالفتح، وخُطبةً بالضم، وذلك الكلام: خطبةٌ أيضًا، أو هي الكلام المنثور المُسجَّع ونحوه، ورجلٌ خطيب: حَسَن الخُطبة- بالضم.
• البيان: (بَيَنَ) بان بيانًا: اتَّضَح فهو بيِّن، وجمعه أبْيِناء، وبِنتُه بالكسر، وبيَّنتُه، وتبيَّنتُه وأَبَنتُه واستبنته: أوضحْتُهُ، وعرَّفتُه فَبَانَ، وبيَّن وأبان واستبان، كلُّها لازمة ومتعدية.
• لسِحرًا: (سَحَرَ) السِّحر: كلُّ ما لَطُفَ مأْخذُه ودقَّ، والفعل كمَنَع، ومعناه- والله أعلم-: أنّه يمدح الإنسان فيصدقُ فيه، حتى يصرفَ قلوب السامعين إليه، ويذمُّه فيصدق فيه، حتى يصرفَ قلوبهم أيضًا عنه [2].
شرح الحديث:
(من المشرق): يقول الحافظ: أي: من جِهة المشرق، وكانت سكنَى بني تميم من جهة العراق.
(فخطَبَا، فعَجِب الناس لبيانهما): قال الخطَّابي: البيان اثنان: أحدُهما: تكون به الإبانة عن المراد بأيِّ وجه كان، والآخر: ما دخلَتْ فيه الصنعة، بحيث يروق للسامعين، ويستميل قلوبَهم، وهو الذي يُشبَّه بالسِّحْر إذا خَلَب القلب، وغلب على النفس، حتى يُحوِّل الشيءَ عن حقيقته، ويصرفَه عن جهته؛ وهذا إذا صُرِف إلى الحق يُمدَح، وإذا صُرِف إلى الباطل يُذمّ.
قال: فعلى هذا؛ فالذي يُشبَّه بالسِّحْر منه هو المذموم، وتُعقِّب بأنَّه لا مانع من تسمية الآخر سحرًا، وقد حمل بعضُهم الحديث على المدح، والحثِّ على تحسين الكلام، وحَمَله بعضُهم على الذمِّ لمن تصنَّع في الكلام، وتكلَّف لتحسينه، فشُبِّه بالسحر الذي هو تخييل لغير حقيقة.
وقال ابن بطَّال: أحسنُ ما يُقال في هذا: أنَّ هذا الحديث ليس ذمًّا للبيان كلِّه، ولا مدحًا له، فأتى بلفظة (مِن) التي للتبعيض، قال: وكيف يذمُّ البيان، وقد امتنَّ الله به على عبادِه حيث قال: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَان} [الرحمن: 3- 4]؟! اهـ.
والذي يظهر أنَّ المراد بالبيان في الآية المعنى الأوَّل الذي نبَّه عليه الخطابي، لا خُصوص ما نحن فيه.
وقد اتَّفق العلماء على مدْح الإيجاز، والإتيان بالمعاني الكثيرة بألفاظ يسيرة، وهذا من البيان بالمعنى الثاني [3].
قال الميداني: ومعنى السحر: إظهارُ الباطل في صورة الحق، والبيان اجتماعُ الفصاحة والبلاغة، وذكاء القلب مع اللَّسَن، وإنما شُبِّه بالسحر لحدَّة عمله في سامعه، وسُرعة قَبول القلْب له، يضرب في استحسان المنطق، وإيراد الحُجَّة البالغة.
وقال أبو عبيد البكري الأندلسيُّ: في شرح كتاب الأمثال، للحافظ أبي عبيد القاسم بن سلاَّم: الناس يتلقَّوْن هذا الحديث على أنَّه في مدح البيان، وأدرجوا في كتبِهم هذا التأويل، وتلقَّاه العلماء على غير ذلك، بوَّب مالك في الموطأ عليه (باب ما يُكره من الكلام)، فحمله على الذم، وهذا هو الصحيحُ في تأويله؛ لأنَّ الله- تعالى- قد سمَّى السِّحر فسادًا في قوله- تعالى-: {مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81]. اهـ.
قال أبو هلال: الصحيح أنَّه مدحه، وتسميته إيَّاه سحرًا إنَّما هو على جهة التعجُّب منه لَمَّا ذمَّ عمرو الزبرقان ومدَحَه في حالة واحدة، حين فخر الزبرقان فقال: يا رسول الله، أنا سيِّد بني تميم، والمطاع فيهم والمجاب، أمنعُهم من الظلم، وآخذ منهم بحقوقهم، فقال عمرو: إنَّه لشديد العارضة، مانعٌ لجانبه، مطاعٌ في أَذِنيه، فقال الزبرقان: والله يا رسولَ الله، لقد عَلِم منِّي غير ما قال، وما منَعَه أن يتكلَّم إلاَّ الحسد، فقال عمرو: أنا أحسدك؟! والله يا رسول الله، إنَّه لئيم الخال، حديث المال، أحمق الوالد، مضيَّع في العشيرة، والله يا رسول الله، لقد صدقتُ في الأولى، وما كذبتُ في الآخِرة، ولكنِّي رجل إذا رضيتُ قلتُ أحسن ما علمت، وإذا غضبتُ قلت أقبحَ ما وجدت، فقال النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إنَّ من البيان لسحرًا»- ولَمَّا صدق في مدحه وذمِّه فيما ذَكَر، عَجِب النبيُّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- كما يعجب من السِّحر، فسمَّاه سحرًا من هذا الوجه. اهـ، مختصرًا.
يقول المؤلِّف: فإن كان البيان في أمْرٍ باطل فهو كذلك، وإلا فمَدْحٌ لا محالةَ، والله أعلم [4].
جماليات:
إنَّ تناولي لهذا الحديث يجعلُنا نقف على خصوصية البيان التي أُوتيَها النبيُّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- وما كان في لُغته وبيانه من الفصاحة والقوَّة، والسَّلاسة والدِّقة، مع الغاية في إيجاز اللَّفْظ ووضوح المعنى، كما حدَّث بذلك وتمدَّح بقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الصحيح: «وأوتيتُ جوامعَ الكَلِم»، فلا شكَّ أن يعتريَنا الشعور العميق بصِدق هذا النبي، ويغمرنا حبُّنا له، لدى سماع حديثه أو قراءته، لِمَا أُلبس من حُلًى وحلاوة [5].
وإنَّ بيانَ الرسول لأكثرُ الأَبْيِناء سحرًا وتفوقًا على كلِّ بيان بشري.
في كتاب المستطرَف في كل فن مستظرَف: قال ابن المعتز: البيان ترجمان القلوب، وصيقل العقول، وأمَّا حدُّه فقد قال الجاحظ: البيان اسمٌ جامع لكلِّ ما كَشَف لك عن المعنى [6].
ويقول أبو هلال العسكري في كتابه ديوان المعاني: وسمَّى الرسول البيان سحرًا لدقَّة مسلكه، وأوَّل مَن نطق به رسولُ الله، وهو من أجمَعِ ما مُدِح به البيان.
تعليق