بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقالة للشيخ محمد بن حسين بن يعقوب
غَيّر ولا تُرَقِّع
هناك حقيقة يجب أن يفتخر بها المسلمون، ويعلموها تمام العلم عن دينهم وشريعتهم العظيمة، ألا وهي:
أن الإسلام تصورٌ مستقلٌ للوجود
نعم، إن للإسلام رؤية خاصة للحياة، فهذا الدين له أصول وجذور، تخرج منها ثمار وزروع، فهو عقيدة وشريعة ومنهج حياة، ويقوم على هذا المنهج نظام ذو خصائص معينة..
وبلية الناس اليوم أنهم لا يعرفون الإسلام!
والذين يُعادونه (سواء من أبنائه أو من غير أبنائه)، إنما عداؤهم من قبيل أن الإنسان عدو ما يجهل، فوالله الذي لا إله إلا هو لو عرفوا الإسلام لأحبوه ووالوه.
نعم للإسلام تصور مستقل خاص، وهذا نفهمه من قول الله جل وعلا: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ = صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينٍَ} [الفاتحة: 6، 7]
لا يهودية، ولا نصرانية، {لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ}
إنه دين الاعتدال والوسطية، وهو المنهج الوحيد الذي يصلح لإدارة هذه الحياة، بدون زيغ أو ميل لأهواء طبقة أو فئة معينة من البشر، فكل مناهج البشر التي جربوها لإدارة حياة الناس ثبت فشلها، مرة يقفون بجانب الفقراء، وتارة يقفون وراء الأغنياء، جربوا الرأسمالية، وجربوا الشيوعية، ثم طريقة وسط اشتراكية، وديمقراطية، كل هذا لم يفلح، ولن يفلح إلا نظام الله؛ {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}؟!
وينبغي أن تعتقد يقيناً أن نظام الإسلام لا شيوعية، ولا رأسمالية، ولا ديمقراطية، ولا.. ولا...
إنما هو نظام الإسلام
ويخدعك من يقول خلاف ذلك، ألم يقولوا في الستينيات: إن النظام الاشتراكي هو النظام الذي نادى به الإسلام؟، فلما انقلبت المعايير الدولية والاتجاهات القومية خرجوا يقولون: لا.. النظام الديمقراطي هو الشورى التي يأمرنا بها الإسلام!
وأمثال هؤلاء كمثل رجل افتتح شركة للدخان والسجائر الإسلامية، أو الخمور الإسلامية، أو الرقص الإسلامي!
{إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [النجم: 23]، هذه أسماء تلصق بالإسلام، والإسلام منها براء.
والمسلم تبعاً لهذا المنهج الفريد والتصور المستقل ذو شخصية ذات ملامح معينة، فهذه الأمة تغاير سائر الأمم الأخرى، لا تعرف التخليط، ولا الامتزاج بالباطل، فالإسلام لا يقبل أنصاف الحلول، لا من ناحية التصور، ولا من ناحية الأوضاع، فالأمر إما إسلام وإما جاهلية، فليس هناك شيء يقبله الإسلام بنصفه الجاهلي.
فليس الإسلام إلا منظور واحد لا يتعدد، ليس بعد الحق إلا الضلال {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس: 32]
هذا كلام الله: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ = أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 49، 50]،
وقال سبحانه في محكم تنزيله: { فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} [الشورى: 15]، وقال تعالى: { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 18]
وهكذا
فإما إسلام، وإما أهواء.
أما (أهواء مؤسلمة) فلا.
إما إسلام وإما أهواء
هذه مقدمة والتفصيل في الشهر القادم إن شاء الله
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقالة للشيخ محمد بن حسين بن يعقوب
غَيّر ولا تُرَقِّع
هناك حقيقة يجب أن يفتخر بها المسلمون، ويعلموها تمام العلم عن دينهم وشريعتهم العظيمة، ألا وهي:
أن الإسلام تصورٌ مستقلٌ للوجود
نعم، إن للإسلام رؤية خاصة للحياة، فهذا الدين له أصول وجذور، تخرج منها ثمار وزروع، فهو عقيدة وشريعة ومنهج حياة، ويقوم على هذا المنهج نظام ذو خصائص معينة..
وبلية الناس اليوم أنهم لا يعرفون الإسلام!
والذين يُعادونه (سواء من أبنائه أو من غير أبنائه)، إنما عداؤهم من قبيل أن الإنسان عدو ما يجهل، فوالله الذي لا إله إلا هو لو عرفوا الإسلام لأحبوه ووالوه.
نعم للإسلام تصور مستقل خاص، وهذا نفهمه من قول الله جل وعلا: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ = صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينٍَ} [الفاتحة: 6، 7]
لا يهودية، ولا نصرانية، {لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ}
إنه دين الاعتدال والوسطية، وهو المنهج الوحيد الذي يصلح لإدارة هذه الحياة، بدون زيغ أو ميل لأهواء طبقة أو فئة معينة من البشر، فكل مناهج البشر التي جربوها لإدارة حياة الناس ثبت فشلها، مرة يقفون بجانب الفقراء، وتارة يقفون وراء الأغنياء، جربوا الرأسمالية، وجربوا الشيوعية، ثم طريقة وسط اشتراكية، وديمقراطية، كل هذا لم يفلح، ولن يفلح إلا نظام الله؛ {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}؟!
وينبغي أن تعتقد يقيناً أن نظام الإسلام لا شيوعية، ولا رأسمالية، ولا ديمقراطية، ولا.. ولا...
إنما هو نظام الإسلام
ويخدعك من يقول خلاف ذلك، ألم يقولوا في الستينيات: إن النظام الاشتراكي هو النظام الذي نادى به الإسلام؟، فلما انقلبت المعايير الدولية والاتجاهات القومية خرجوا يقولون: لا.. النظام الديمقراطي هو الشورى التي يأمرنا بها الإسلام!
وأمثال هؤلاء كمثل رجل افتتح شركة للدخان والسجائر الإسلامية، أو الخمور الإسلامية، أو الرقص الإسلامي!
{إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [النجم: 23]، هذه أسماء تلصق بالإسلام، والإسلام منها براء.
والمسلم تبعاً لهذا المنهج الفريد والتصور المستقل ذو شخصية ذات ملامح معينة، فهذه الأمة تغاير سائر الأمم الأخرى، لا تعرف التخليط، ولا الامتزاج بالباطل، فالإسلام لا يقبل أنصاف الحلول، لا من ناحية التصور، ولا من ناحية الأوضاع، فالأمر إما إسلام وإما جاهلية، فليس هناك شيء يقبله الإسلام بنصفه الجاهلي.
فليس الإسلام إلا منظور واحد لا يتعدد، ليس بعد الحق إلا الضلال {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس: 32]
هذا كلام الله: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ = أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 49، 50]،
وقال سبحانه في محكم تنزيله: { فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} [الشورى: 15]، وقال تعالى: { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 18]
وهكذا
فإما إسلام، وإما أهواء.
أما (أهواء مؤسلمة) فلا.
إما إسلام وإما أهواء
هذه مقدمة والتفصيل في الشهر القادم إن شاء الله
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين
تعليق