الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،
أما بعد :
فإن من أبرز المشاكل التي تواجه الراغب في طلب العلم الذي لم يبدأ بعد مرحلة الجد في الطلب مشكلة الحيرة بين المنهجيات المختلفة للتعلم ،
بأي العلوم يبدأ ثم أي كتاب في كل علم أفضل ليبدأ به ثم أي شرح لذلك الكتاب أحسن ؟ كلما هم بالسير في منهجية معينة قيل له هناك منهجية أفضل من التي ستسلكها ، ثم يتكرر معه ذلك ، فيتحير ويتوقف عن الطلب ، ولا أدل على ذلك من هذا القسم من الملتقى " الطريق إلى طلب العلم " لا يكاد يمر يوم حتى يكتب أحد إخواننا موضوعا يسأل فيه عن أفضل منهجية للطلب ، ثم تتابع الأجوبة المجيب الأول يقول منهجية الشيخ فلان ، والمجيب الثاني يقول منهجية الشيخ علان ، حتى تمتلئ الصفحة بالمنهجيات ، ويخرج السائل وقد ازداد حيرة على حيرته
أوجه حديثي إلى إخواني هؤلاء فأقول حاجتك إلى طلب العلم كحاجتك إلى الطعام والشراب بل أشد ، قال الإمام أحمد -رحمه الله-: الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه اهـ
فاجعل حاجتك أخي الكريم إلى طلب العلم كحاجتك إلى الطعام والشراب بل أشد ، فطالب العلم لابد ألا تطلع عليه شمس يوم إلا وقد ازداد علما ، وقد روي في ذلك أثر
فسل نفسك هل تستطيع التوقف عن الطعام والشراب شهورا وأعواما حتى تسأل الناس أي الطعام أطيب وأي طرق الطهي أفضل ثم تستمع إلى عشرات الأجوبة وتظل يقارن بين تلك الأجوبة حتى تهلك جوعا ؟
إنما يأكل الإنسان ما تيسر له مما هو موجود في بلده أو يسهل جلبه إليه من الحلال الذي تشتهيه نفسه وهو قادر على ثمنه ، ويطهوه بالطريقة المتيسرة لديه ، ولا يمر عليه اليوم وهو متوقف عن الأكل حتى يجد أفضل طعام وأفضل طريقة طهي
كذلك المسافر إلى بلد إذا سأل أهل الخبرة عن أفضل طريق يوصله ودل على طرق متعددة فإنه يختار طريقا دله عليه شخص مجرب سبق أن سار في هذا الطريق ووصل ، ولا يظل واقفا متحيرا
فلتكن كذلك مناهج طلب العلم فهذه غذاء الروح وتلك غذاء البدن ، خذ بنصيحة طالب علم مجرب سلك طريقة من طرائق التعلم ورأيت ثمرة هذه الطريقة في انتفاع من سلكوها بها ، وتوكل على الله وابدأ السير ولا تلتفت
واعلم أن الخلاف بين المنهجيات كثير منه أشبه باختلاف الأذواق في الأطعمة وطرائق الطهي ، كل له طريقته وكل في النهاية يسد الجوع ويؤدي الغرض
فعلى طالب العلم الجاد أن يتوجه إلى أقرب عالم أو طالب علم سني له دروس علمية منتظمة يوميا أو معظم أيام الأسبوع يشرح فيها كتبا علمية ويستمر فيها حتى يتمها في علوم القرآن والسنة والعقيدة والفقه والعلوم الخادمة لما سبق ، وليلزم دروس ذلك المعلم وليتبع طريقته في التعلم والتعليم ، ولا يلزمك في البداية أن تحضر إلى أعلم أهل البلد ، فقد يكون طالب علم أسبق منك أنفع لك في التعليم لقلة الزحام عليه وكون دروسه تناسب المرحلة التي أنت فيها
وإذا أردت الجد في طلب العلم فإن المحاضرات الفكرية أو العامة أو السياسية ، أو العلمية غير المتقيدة بكتاب ، هي محاضرات ليست على شرطك ، وأسوأ منها تلك التي تفرغ أصحابها للطعن في عباد الله وصار شغلهم الشاغل التحذير من فلان وعلان
المهم أنك لا تتوقف ولا تكثر من سؤال الناس عن المناهج وطرق التعلم
وقد رأينا ناسا يزهدون في معلمي بلدهم وطرائقهم في التعليم ويظلون يبحثون عن مناهج أخرى عشرين وثلاثين سنة لم يتقدموا في العلم شبرا بزعم أنهم لم يعثروا بعد على المعلم المناسب والمنهج المناسب بينما زملاؤهم الذين رضوا بما قسم الله لهم وسلكوا طرق التعلم المتيسرة في بلدهم أو أقرب البلاد إليهم وانتفعوا بمن لديهم من المعلمين فازوا وأفلحوا
وبالله التوفيق .
منقول
أما بعد :
فإن من أبرز المشاكل التي تواجه الراغب في طلب العلم الذي لم يبدأ بعد مرحلة الجد في الطلب مشكلة الحيرة بين المنهجيات المختلفة للتعلم ،
بأي العلوم يبدأ ثم أي كتاب في كل علم أفضل ليبدأ به ثم أي شرح لذلك الكتاب أحسن ؟ كلما هم بالسير في منهجية معينة قيل له هناك منهجية أفضل من التي ستسلكها ، ثم يتكرر معه ذلك ، فيتحير ويتوقف عن الطلب ، ولا أدل على ذلك من هذا القسم من الملتقى " الطريق إلى طلب العلم " لا يكاد يمر يوم حتى يكتب أحد إخواننا موضوعا يسأل فيه عن أفضل منهجية للطلب ، ثم تتابع الأجوبة المجيب الأول يقول منهجية الشيخ فلان ، والمجيب الثاني يقول منهجية الشيخ علان ، حتى تمتلئ الصفحة بالمنهجيات ، ويخرج السائل وقد ازداد حيرة على حيرته
أوجه حديثي إلى إخواني هؤلاء فأقول حاجتك إلى طلب العلم كحاجتك إلى الطعام والشراب بل أشد ، قال الإمام أحمد -رحمه الله-: الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه اهـ
فاجعل حاجتك أخي الكريم إلى طلب العلم كحاجتك إلى الطعام والشراب بل أشد ، فطالب العلم لابد ألا تطلع عليه شمس يوم إلا وقد ازداد علما ، وقد روي في ذلك أثر
فسل نفسك هل تستطيع التوقف عن الطعام والشراب شهورا وأعواما حتى تسأل الناس أي الطعام أطيب وأي طرق الطهي أفضل ثم تستمع إلى عشرات الأجوبة وتظل يقارن بين تلك الأجوبة حتى تهلك جوعا ؟
إنما يأكل الإنسان ما تيسر له مما هو موجود في بلده أو يسهل جلبه إليه من الحلال الذي تشتهيه نفسه وهو قادر على ثمنه ، ويطهوه بالطريقة المتيسرة لديه ، ولا يمر عليه اليوم وهو متوقف عن الأكل حتى يجد أفضل طعام وأفضل طريقة طهي
كذلك المسافر إلى بلد إذا سأل أهل الخبرة عن أفضل طريق يوصله ودل على طرق متعددة فإنه يختار طريقا دله عليه شخص مجرب سبق أن سار في هذا الطريق ووصل ، ولا يظل واقفا متحيرا
فلتكن كذلك مناهج طلب العلم فهذه غذاء الروح وتلك غذاء البدن ، خذ بنصيحة طالب علم مجرب سلك طريقة من طرائق التعلم ورأيت ثمرة هذه الطريقة في انتفاع من سلكوها بها ، وتوكل على الله وابدأ السير ولا تلتفت
واعلم أن الخلاف بين المنهجيات كثير منه أشبه باختلاف الأذواق في الأطعمة وطرائق الطهي ، كل له طريقته وكل في النهاية يسد الجوع ويؤدي الغرض
فعلى طالب العلم الجاد أن يتوجه إلى أقرب عالم أو طالب علم سني له دروس علمية منتظمة يوميا أو معظم أيام الأسبوع يشرح فيها كتبا علمية ويستمر فيها حتى يتمها في علوم القرآن والسنة والعقيدة والفقه والعلوم الخادمة لما سبق ، وليلزم دروس ذلك المعلم وليتبع طريقته في التعلم والتعليم ، ولا يلزمك في البداية أن تحضر إلى أعلم أهل البلد ، فقد يكون طالب علم أسبق منك أنفع لك في التعليم لقلة الزحام عليه وكون دروسه تناسب المرحلة التي أنت فيها
وإذا أردت الجد في طلب العلم فإن المحاضرات الفكرية أو العامة أو السياسية ، أو العلمية غير المتقيدة بكتاب ، هي محاضرات ليست على شرطك ، وأسوأ منها تلك التي تفرغ أصحابها للطعن في عباد الله وصار شغلهم الشاغل التحذير من فلان وعلان
المهم أنك لا تتوقف ولا تكثر من سؤال الناس عن المناهج وطرق التعلم
وقد رأينا ناسا يزهدون في معلمي بلدهم وطرائقهم في التعليم ويظلون يبحثون عن مناهج أخرى عشرين وثلاثين سنة لم يتقدموا في العلم شبرا بزعم أنهم لم يعثروا بعد على المعلم المناسب والمنهج المناسب بينما زملاؤهم الذين رضوا بما قسم الله لهم وسلكوا طرق التعلم المتيسرة في بلدهم أو أقرب البلاد إليهم وانتفعوا بمن لديهم من المعلمين فازوا وأفلحوا
وبالله التوفيق .
منقول
تعليق