إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ادارة الوقت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ادارة الوقت

    الحمدلله الذي يحسن إليه الفرار .. ويرتجي مغفرته عبده الغارق في ذنوبه المحتار .. أحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه..بيده القرار في الدنيا ويوم الفرار إليه..وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. واحد في ذاته وواحد في صفاته وواحد في افعاله.. متفرد بالخلق وبالايجاد..



    يا عباد الله عندما نرى ونقرأ القرآن الكريم.. نرى أن الله - تبارك وتعالى - أقسم بعدة مخلوقات من خلقه.. فتارة يقسم بالشمس وضحاها.. وتارة يقسم بالضحى.. وتارة يقسم بالليل اذا سجى.. وتارة يقسم بالعمر وهو أعظم ما أقسم الله به - تبارك وتعالى - .. قال الله - عز وجل - : ((وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ))..ولذلكم فإن العمر الذي أقسم الله به.. والزمن الذي أقسم الله به.. بل أن الله أقسم بعمر النبي - صلى الله عليه وسلم -فقال: ((لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)) ..فأقسم الله بالزمن الذي تعيشون فيه..وأقسم بعمر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -.. يا عباد الله إن أغلى ما تملكونه..إن أغلى ما ملككم الله إياه .. وهو العمر الذي أعطاكم إياه - جل جلاله وتعالى في علاه -..فأعدوا العدة لهذا العمر الذي أعطاكم الله إياه .. فإن كل نفس تتنفسونه لا يرجع إلى يوم القيامة..



    دقات قلب المرء قائلة له.. إن الحياة دقائق وثوانِ..


    ولذلكم يا عباد الله..لم جعل للقلب نبضات؟..لم جعل الله للقلب نبضات ؟ حتى تعرف قيمة النبضة التي ينبضها قلبك في صدرك..ليست عبثا..كان من الممكن أن الله يخلقنا بلا قلوب تنبض..أو بلا إحساس بها..ولكن هناك إشارة..لمن يفهم الإشارة..ولمن تكفيه عن فصيح العبارة..أن يعلم أن نبضات القلب محسوبة عند الله - عز وجل -..وكل عبد وكل مخلوق محصورة نبضات قلبه..فإذا بدأ العد التنازلي..وبدأ وقت رحيلك..ودنا أجلك..فإن النبضات تقل ..فيبدأ بالعداد التنازلي كما يقال..10..9..8..7..6..5..4..3..2..1..ثم تموت..



    ووالله لو أنك أنفقت كل ما عندك..وطلبت نفساً من أنفاس المخلوقات و الموجودات في الأرض أو في السماوات.. فإنك لا تجد نفسا واحدا .. ( فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ)..ولا يستأخرون..ولذلكم يا أيها العباد..من أجل أن نعلم قيمة الزمن والوقت والعمر..خلق الله لنا ليلاً ونهارا..وشمساً وقمرا..وصبحاً وفجرا..وشروقاً وغروبا..حتى تعلم أن هناك كون يمشي فوقك..وحتى تعلم أن الكواكب تسير فوقك .. وحتى تعلم أن النهار لا يدوم..وأن الشمس لا تدوم مشرقة..وكذلك الليل لا يدوم..وسواد الظلمة لا تدوم..فإن بعد سوادها إشراقٌ وفجر..ولذلك حتى يعلم الإنسان..بمرور الأيام والأعوام..وبدخول الشمس وبشروق الشمس وغروبها..يعلم أن ذلك مخصومٌ من عمره..ولذلكم..عمرك..في سن الأربعين وفي سن الستين.. له شأن عند الله - عز وجل ولذلك كانوا إذا بلغ الواحد منهم الأربعين..فإنه يطوي فراشه ويستعد للقاء الله - تبارك وتعالى

    -..وأما سن الأربعين.. يقول العلماء..من بلغ الاربعين ولم يغلب خيره شره فلا خير فيه.. ولم يغلب خيره شره يعني سيئاته أكثر من حسناته فلا خير فيه..لأن الأربعين يعتبر فيصل..يعتبر فيصل منتصف العمر تقريباً..ولذلك إذا كنت في منتصف عمرك لست مقبلاً على الله فمتى؟..



    فأما إذا بلغ الستين..اسمع إلى هذا الحديث.

    فقد أخرج البخاري في صحيحه حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلَّغه ستين سنة.

    قال المناوي في فيض القدير في شرح ذلك الحديث: أعذر الله إلى امرئ أي سلب عذر ذلك الإنسان فلم يبق له عذر يعتذر به كأن يقول: لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت به، فالهمزة للسلب. أو بالغ في العذر إليه عن تعذيبه حيث أخر أجله يعني أطاله حتى بلغ ستين سنة لأنها قريبة من المعترك وهو سن الإنابة والرجوع وترقب المنية ومظنة انقضاء الأجل، فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار ولزوم الطاعات والإقبال على الآخرة بكليته، ثم هذا مجاز من القول فإن العذر لا يتوجه على الله وإنما يتوجه له على العبد، وحقيقة المعنى فيه أن الله لم يترك له شيئا في الاعتذار يتمسك به، وهذا أصل الإعذار من الحاكم إلى المحكوم عليه. وقيل لحكيم: أي شيء أشد؟ قال: دنو أجل وسوء عمل.


    ظهور الشيب في شعرك فهذا النذير..كان بعض السلف إذا رأى شعرة بيضاء في لحيته أو في شعر رأسه..يقول هذا نذير من النذر الأولى.. ((أَزِفَتْ الْآزِفَةُ*لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَة))..



    نسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا وإياكم من الذين استعدوا للقاء الله - تبارك وتعالى

    -..يا عباد الله..فلذلك عمرك هذا..هو مستقبلك يوم القيامة.. ولذلك جعل الله - عز وجل - هذا الزمن الذي لا يمكن أن يتوقف ولا لحظة واحدة..لا يمكن أن يتوقف إلا إذا متّ أنت..فإن زمن الإنسان وعمره..تتوقف عليه سعادة أبدية في الدنيا والآخرة..ولذلك..كل واحد منا سيُسأل عن أربعة أسئلة..



    يقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -:لن تزولا أي على الصراط مستحيل أن تجوز الصراط حتى تُسأل عن أربعة..(لن تزولا قدما عبد..حتى يسأل عن أربع..عن عمره فيما أفناه..وعن شبابه فيما أبلاه..وعن علمه ماذا عمل به..وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه)..ماذا تلاحظون يا جماعة الخير من هذا الحديث؟..نلاحظ الآتي..أن كل واحد من هذه الثلاثة..كل واحدة من تلك..يسأل عنها مرة واحدة..إلا نوع واحد يسأل عنه مرتين وهو المال..المال..من أين اكتسبته..وأين أنفقته..أين أنفقته..

    ولذلك..يقول العلماء..

    من تيسرت أموره الدنيوية وتعسرت عليه أموره الأخروية فهو من المستدرجين..

    أي أن..أنت في الدنيا أمورك الدنيوية بسرعة تُنجز..وظيفة على طول تجد وظيفة..وربما تترقى في عملك بسرعة..وربما تدخل في الأسهم فتزداد أرصدتك..ربما تعمل هنا وهنا..وربما تزداد ثرواتك بسرعة..هذا مؤشر..في علامة استفهام..انظر إلى المقابل إلى أمورك الأخروية..هل أنت كثير الصدقات؟.فإذا كثرت أموالك وقلت صدقاتك..انتبه..إشارة حمراء..احذر.. وإذا تعسرت أمورك الاخروية .. كيف؟ مثلا كلما يريد أن يعمل عمرة يأتيه ظرف طارئ..عمل..اجتماع..مرضت زوجته..مرض ابنه..هو مرض..نوى يقول إن شاء الله سأذهب إلى الحج في نهاية العام..يخطط فإذا به يُفاجأ..بأمر طارئ يطرأ عليه..يتاخر عن الحج..ثم يقول سأنفق صدقة فإذا جاء وقتها ينسى..أو يصاب بأمر تؤخذ أمواله..بينما أموره الدنيوية ميسرة..والأمور الأخروية متعسرة..

    قال العلماء فهذا مستدرج..هذا مستدرج..ولذلك يقول العلماء إذا رأيت الله يعطيك من الخير والرزق وأنت تعصيه فاحذر..فإن هي قاصمة الظهر والعياذ بالله - عز وجل -..ومن تيسرت أموره الدنيوية وأموره الاخروية فهو من أصحاب اليمين..أي من جملة المؤمنين..



    ومن تعسرت أموره الدنيوية وتيسرت أموره الأخروية فهو من ورثة النبيين..

    بعض الناس – سبحان الله – أمور الدنيا..لا تتيسر له..الوظيفة لا تتيسر له كما يريد..ربما يدرس في جامعات راقية ثم بعد ذلك..يعمل الوظيفة في غير المجال الذي درس فيه..كما يقال صفر على الشمال..هذا العمل في وادي..والدراسة والشهادات في وادي آخر..وربما يحاول أن يعمل هنا وهنا وهنا..يدخل في صفقة تجارية يخسر..يدخل في أي من الأمور الدنيوية لا يوفق فيها..لكن يوفق في أمور الآخرة..محافظ على صلواته..زوجته امرأة طيبة محجبة..بناته..أولاده حفظة للقرآن مثلا..فاعلم أنك من ورثة النبيين فلا تحزن..

    فإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب..وأما الآخرة فإنه لا يعطيها إلا لمن يحب..



    هل تريد أن تكون من الذين يستفيدون من وقتهم أم لا يستفيدون؟..

    أسألكم سؤالاً جميعاً..بعد صلاة الجمعة..ما هو برنامجك؟

    هل أنت مخطط لنفسك برنامجا بعد أن تؤدي صلاة الجمعة؟فإن كنت من الذين يخططون برنامجا معينا..بعد صلاة الجمعة..الوقت الفلاني وقت الغذاء مثلا..الوقت الفلاني زيارة الأرحام والأقارب..الوقت الفلاني محافظة على الصلاة في المسجد..صلاة العصر..الوقت الفلاني سأقرأ شيئا من القرآن..الوقت الفلاني سأجتمع مع أسرتي وأولادي..الوقت الفلاني سأذهب إلى كذا وكذا..الوقت الفلاني سأنام..أنت بهذا الأمر تكون من الذين استفادوا من عمرهم..وأما إن لم تكن مبرمجا نفسك إن صح التعبير..ولم تضع لنفسك خطة..مافي في بالي شي..ماذا عندك بعد الصلاة؟..مافي شي..ساتناول غذائي ثم أنظر..فإذا استطعت ان أذهب إلى المكان الفلاني سأذهب..فإذا استطعت أن أنام سأنام..إذا استطعت أن أعمل شيء سأعمله..فليس هناك شيئا محددا معينا..هذا سيمضي عمره هباء منثورا..ويبكي ندما يوم القيامة على فوات تلك الأعمار..والعياذ بالله - تبارك وتعالى



    -..فلذلك لابد أن تستفيد من الوقت والعمر..طيب..ما نوع الاستفادة؟..كيف أعرف أنني استفدت من عمري؟..هل تريد ان تعرف؟ميزان الناس اليوم..أن الذي تزداد أمواله وثرواته معناه أنه استفاد من عمره نقول كلا..من قال كذلك..يقول العلماء..إن الدنيا..حلالها حساب وحرامها عقاب..الحلال..اين الحلال اليوم؟أريده..أبحث عنه..الحلال 100%..اللهم ارزقنا رزقا حلالا طيبا مباركا فيه..

    العلماء يقولون أن حلال الدنيا حساب..فكيف بشبهها وحرامها؟..ولذلك كان السلف..إذا جاءتهم الأموال ماذا يعمل؟يأخذ منها ما يحتاجه..والباقي ينفقه..ينفقه..ياخذ ما يحتاج له ولأسرته ولأولاده..حتى من بعدهم..فإذا فاض من المال..أنفقه..فإذا أنفقه..الله يعطيه افضل منه..يقول العلماء أن الذي ينفق ماله لا يصاب بكارثة لا في ماله ولا في أولاده ولا في عياله..لا يصاب..فإذا أصيب..فلا يسيء الظن بالله..فإنما هي ارتقاء درجة فوق درجة..كما ابتلى الله انبياءه ورسله.. ((وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَٰطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ))..لكل نبي..ولذلك..أحاول ان اختصر لكم..لأن خطبة عن هذا الأمر تطول..سأقسّم لك وقتك أنت..

    وقتك أنت سأقسمه جميعا على أربع نقاط..

    اوقاتنا الـ24 ساعة على أربع لا خامس لها..
    • وقت لا تستفيد منه لا في الدنيا ولا في الآخرة..
    • ووقت تستفيد منه في الدنيا اكثر من الآخرة..
    • ووقت تستفيد منه في الآخرة أكثر من الدنيا..
    • ووقت تستفيد منه في الآخرة والدنيا..


    أما الوقت الأول..لا تستفيد منه لا في الدنيا ولا في الآخرة..

    فاتركه حالا..من الآن..اترك هذا العمل لا تستفيد لا دنيا ولا آخرة.. هذا يسمى ضياع..دمار..تقتل نفسك..اتركوا أي عمل لا تستفيدون منه لا في الدنيا ولا في الآخرة..



    النقطة الثانية..عمل تستفيد منه في الدنيا أكثر من الآخرة..كيف أتعامل معه؟

    نقول لك..قلل منه..قلل من أعمال الدنيا..قلل منه حتى يتساويان على الأقل..

    والوقت الثالث..وقت..تستفيد منه في الآخرة أكثر من الدنيا..

    فاكثر منه..أكثر من أعمال الآخرة..فإنها نور قبرك يوم بعثك..يوم موتك..ونور وجهك يوم بعثك ونشورك..

    نسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا وإياكم من المحافظين على أوقاتهم..



    والوقت الرابع وهو الذي تستفيد منه في الدنيا والآخرة فحافظ عليه..

    هذا وقتي وأوقاتكم..فأنت ضع نفسك في هذا الميزان..وانظر إلى أوقاتك ومشاغلك وحاجاتك..فانظر العمل الذي لا تستفيد لا دنيا ولا آخرة فاتركه حالا لا تؤجله..والعمل الذي تستفيد منه في الدنيا اكثر من الآخرة فقلل منه..والعمل الذي تستفيد منه في الآخرة اكثر من الدنيا فأكثر منه..والعمل الذي يستوي فيه الدنيا والآخرة فحافظ عليه..ثم في نهاية الخطبة..



    اقول لك..كيف أعلم أنني استفدت من وقتي؟..

    اعلم أن فائدة الوقت في شيئين..
    1. زيادة علم..
    2. وزيادة قرب من الله..
    هذه هي فائدة العلم أما زيادة المال فلا تحتسب ذلك من فوائد العلم من فائدة الوقت..فما فائدة أن تزداد أموالي وأنا أزداد جهلا؟..ما فائدة ذلك؟ثم بعد ذلك..اليوم الذي تطلع عليك الشمس وتغرب ولم تزدد فيه علما يعتبر يوم مشؤوم عليك..فاللهم اجعل أيامنا كلها في علم وتعلم..والعلم..كل نوع من العلم تستفيد منه..سواء كان علما شرعيا..فقه..تفسير.. حديث.. اصول او غيره..أو علم تستفيد منه في ثراء معلوماتك..تستفيد من علوم جسمك الذي خلقه الله لك..علوم في الاغذية..علوم في البيئة .. علوم في الجغرافيا..علوم في البحار..علوم في شتى الانواع استفد منها..ازدد علما..ثم بعد ذلك..

    العلم الآخر..الذي يزيدك خشية من الله..وحبا لله..واستعدادا للآخرة..فاستفد منه.


    همه

    منبر اسلامى دعوى




يعمل...
X