إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[حصري] العقيدة الإسلامية وربطها بشعب الإيمان - اللقاء الخامس - الدكتور/ محمد جودة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [حصري] العقيدة الإسلامية وربطها بشعب الإيمان - اللقاء الخامس - الدكتور/ محمد جودة




    نقدم لكم الحلقة الخامسة من مسابقة دورة:
    شرح كتاب العقيدة الإسلامية وربطها بشُعب الإيمان للشيخ الصادق الغرياني
    مع الدكتور/ محمد جودة


    لسماع الحلقة الخامسة وتحميلها صوت من
    هنـــا

    لتحميل التفريغ pdf من


    http://www.way2allah.com/media/pdf/140/140835.pdf

    لتحميل التفريغ word من

    https://archive.org/download/3a9idaIslamya_5/5.doc



    للتفاصيل والاشتراك من هنا:
    https://goo.gl/9jnnv1


    فهرس مسابقة: دورة شرح كتاب العقيدة الإسلامية
    وربطها بشعب الإيمان للشيخ الصادق الغرياني مع الدكتور محمد جودة




    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 22-04-2018, 11:28 AM.

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36


  • #2
    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، المبعوث رحمةً لخَلْق الله، ثم أمَّا بعد؛

    فلا زِلْنا بحَوْل الله وطَوْله وفَضْله مع كتاب "العقيدة الإسلاميَّة ورَبْطها بشعب الإيمان؛ السلوك والعمل" للدكتور: الصادق بن عبد الرحمن الغرياني.

    الباب الأول: في التوحيد وما يجب الإيمان به

    الفصل الثَّامن: الإيمان بالقضاء والقدر

    - معنى القضاء والقدر

    وصلنا إلى الإيمان بالقضاء والقدر، الأوّل الشيخ بيبدأ في الكلام عن معنى القضاء والقدر، فقال: "القضاء: من قولك: قضيتُ الشيء إذا حكمتَ به. والقدر: من قولك: قدرت الشيء أقدِره -بالكسر والفتح-، إذا أحطت بمقداره" هو بيتكلّم عن المعني اللغوي.

    بعد كده هيتكلّم عن المعنى الاصطلاحي اللي هو بالنسبة لنا احنا كمسلمين، يقول: "والفرق بين القضاء والقدر، أنَّ القضاء: هو الحُكْم الكلي الإجمالي الذي حكم الله -تعالى- به في الأزل على جميع خلقه، والقدر: جزئيات ذلك الحكم وتفاصيله" يبقى القضاء هو الإيه؟ الحُكْم الكلي القديم، أمَّا التفاصيل اللي بتحصل ده الإيه؟ ده القدر، ده طبعًا بعض الفروقات أو عند بعض أهل العلم.

    لكن بعضهم أوجد فرقًا آخر فقال أن القضاء هو الشيء بعد وقوعه والقدر هو قبل وقوعه، يعني مثلًا إنّ انت بتسمع شريط اللي انت بتسمعه دلوقتي بتاعنا ده، قبل أمَّا تسمعه ده كان قدر، لَمَّا سمعته أصبح قضاء يعني قُضِيَ ووقع، تمام؟

    طبعًا دي فروقات مش هتفرق معانا كتير في الاعتقاد بقَدْر ما يلزمك مقتضاها، إيه مقتضاها؟ أنْ تؤمن بالمراتب الأربعة، إيه المراتب الأربعة؟ هو للأسف الشيخ ماذكرهُمش في الكتاب، لكن همَّا معروفين، وإجمالًا هو اتكلّم عنهم بس بدون ما يَذْكرهم يعني، إيه هُمَّا المراتب الأربعة للإيمان بالقضاء والقدر؟ أربع حاجات، أهل السُّنَّة والجماعة استقرئوا نصوص الكتاب والسُّنَّة في مسألة القضاء والقدر فوجدوا أنَّ النصوص كلها بتدور حول أربع مراتب سمّوها المراتب الأربعة للإيمان بالقضاء والقدر، يعني إيه؟ قالوا النصوص دلّت على أربع حاجات:

    ١. إنّ ربّنا عَلِمَ الأشياء قبل وقوعها.

    ٢. كَتَب الأشياء قبل وقوعها.

    ٣. شاءَ وقَدَّر وقوع هذه الأشياء.

    ٤. خَلَق هذه الأشياء.

    يبقى أربع حاجات سمّوها إيه "العلم، والكتابة، والمشيئة، والخَلْق" دول أربع حاجات إيه؟ النصوص أربعة أنواع:

    - نصوص بتتكلّم على عِلْم الله السَّابق لكُلّ ما يقع.

    - نصوص بتتكلّم على كتابة الله -عزَّ وجلَّ- للمقادير قبل وقوعها في اللوح المحفوظ وفي كتابات أخرى.

    - نصوص بتتكلّم أن لا شيء يقع في الكون إلا بمشيئة الله -سبحانه وتعالى-.

    - ونصوص بتتكلّم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- خلق أفعال العباد.

    يبقى دول أربع حاجات هُمَّا اللي إيه عليهم مدار مسألة الإيمان بالقضاء والقدر، طبعًا التفاصيل دي مش موجودة في الكتاب لإنّ ده طبعًا يعتبر مرحلة أُولى لدراسة العقيدة، فمش بيتكلّم على التّفاصيل، لكن اللي يلزمنا أو نحبّ نوضّحه في المسألة دي عشان الشبهات؛ يقولَّك طب ربّنا عَلِمَ وكَتَب وشاء وخَلَق معصية العاصي وطاعة المُطيع فلِمَ يُحاسبهم؟ دي الشُّبْهَة بقى اللي شباب كتير بيقولها.

    الله -عزَّ وجلَّ- يحاسبك على اختيارك وليس على فِعْلك فقط، هنا نضرب مثال؛ سيدنا عمار بن ياسر -رضي الله عنه وأرضاه-، عارفين إنّ سيدنا عمار وقع منه الكُفْر -اللي هو سَبّ النبي صلى الله عليه وسلم-، الله -عزَّ وجلَّ- عَلِمَ أنَّه سيسبّ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكتب ذلك، وشاءه، وخلقه، لكن عمار لم يُحاسب على هذا الفِعْل، لِمَ؟ لانتفاء الاختيار، لأنَّه كان مُكْرَهًا، على الرغم من أنَّ الفِعْل وقع، وعَلِم الله -عزَّ وجلَّ- أنَّه سيقع، وشاء، وخَلَق، وقدَّر، وكتب، ثم لم يُحاسبه عليها، ليه؟ لانتفاء الاختيار.

    يبقى إذن أنت بِمَ تُحاسَب؟ علامَ تُحاسَب؟ على اختيارك.

    كذلك لو واحد قعد اليوم كله مثلًا في رمضان وهو ما أكلش أيّ حاجة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس لكنّه لم يَنْوِ الصّيام، هل يُثاب على هذا الصّيام مع إنّه فعل كل أشياء الصيام؟ لا يُثاب، ليه؟ لانعدام النّيّة، يبقى إذن ماكانش فيه مشيئة، ماكانش فيه اختيار. يبقى إذن اللي ربّنا بيحاسبك عليه ليس الفِعْل، وليس عِلْم الله بالفِعْل، وليس كتابة الله -عزَّ وجلَّ- للفِعْل، وليس مشيئته لهذا الفِعْل، وليس أنَّه خَلَق هذا الفِعْل، ولكن يُحاسبك على اختيارك، يبقى مناط التَّكليف أو الحساب بتاعك في مسألة القضاء والقدر عشان الشُّبَهة دي تزيلها من دماغك خالص هو الاختيار، ده إيه؟ الكلام العلمي والنظري يعني.

    الكلام الواقعي برضُه عشان تتكلّم مع الناس بقى، طب أنا هكلّم واحد أصلًا مش طالب علم، أو مش مُثَقَّف، أو مايعرفش إنّ أنا أقعد أقولُّه عِلْم وكتابة ومشيئة وخَلْق واختيار والكلام ده، السؤال البسيط جدًّا يعني اللي بنقوله حتى للشَّباب لَمَّا نقابلهم في الشوراع نكلّمهم أو كده؛ عُمْرك شُفْت واحد مثلًا اتنين ملايكة واخدينه مدخَّلينه المسجد وهو مش راضي يدخل؟ عمرها ما حصلت. عُمْرك شُفْت اتنين شياطين واخدين واحد مدخَّلينه القهوة وهو مش راضي يدخل؟ عُمْرها ما حصلت، يبقى إذن اللي دخل القهوة دخل باختياره، واللي دخل المسجد دخل باختياره، يبقى ربّنا بيحاسبك على اختيارك.

    والإنسان يعلم ضرورةً إنّ فيه فرق بين فعله الاختياري وفعله الاضطراري.

    ايه هو الفعل الاختياري؟ وايه هو الفعل الاضطراري؟

    الفعل الاختياري اللي هو إنّ انت مثلًا رفعت ايدك دلوقتي، أو إنّ انت شربت مَدّيت ايدك وشربت مايَّة، إنّ انت مشيت، إنّ انت فتحت الشريط ده عشان تسمعه، ده اسمه فعل اختياري.

    وفِعْل اضطراري، ايه هو الفِعْل الاضطراري؟ الفعل الاضطراري اللي هو حركة الأمعاء، دقَّات القلب، فلترة الكلى للدم، ده اسمه فعل اضطراري.

    الإنسان يعلم ضرورةً إنّ فيه فرق بين الفعلين، وهذا الفرق هو الذي عليه التَّكليف، إنّ فعلك الاختياري انت اللي اخترته فعشان كده بتتحاسب عليه، فعلك الاضطراري انت ما اخترتوش فمفيش حساب عليه. تمام يا شباب؟

    نرجع بقى للكتاب.

    يقول: "وقضاء الله يتنوَّع إلى نوعين: قضاء كوني، وقضاء شرعي، فالقضاء الكوني القدري يتعلَّق بِما قدَّره الله -تعالى-"، عايز يكلّمك إنّ فيه فرق بين القضاء الكوني والشرعي، يعني إيه قضاء كوني؟ ويعني إيه قضاء شرعي؟ وده مُهِمّ جدًّا في معرفة هذا التفريق عشان شبهة الملحدين لَمَّا يقولَّك: هل يقع في كَوْن الله غير ما يريد؟ شوف السؤال العجيب بتاعهم ده، السّؤال ده لو قُلت آه أو صحّ، يعني قُلت "آه" أو "لا" في الحالتين هيوقّعك، ازَّاي؟ لو قُلت: "لا"، يقولَّك: يبقى ربّنا إله عاجز ماينفعش نعبده، طب قُلت: "آه"، يبقى ربّنا أراد الشَّرّ اللي بيقع في الكون فماينفعش نعبده.

    والصحيح إنّك لا تقول آه، ولا تقول لا، ولكن تسأله: ما معنى يريد؟ لإنّ الإرادة نوعين، والقضاء نوعين، والأمر نوعين، إيه هو؟ شرعي وكوني، إيه الفرق بينهم عشان نفهم بقى؟

    الأمر والقضاء والإرادة الكونيَّة هو ما قَدّر الله -عزَّ وجلَّ- أو أراد أنْ يقع سواء كان يُحبّه شَرْعًا أو يكرهه، القضاء الكوني الحاجة اللي ربّنا قدّر إنّها تقع سواء أمر بها في الشَّرْع أو لا.

    زَيّ إيه مثلًا؟ زَيّ كُفْر الكافرين، يعني كُفر أبي لهب مثلًا، تمام؟ ربّنا قدّر إنّه يقع ولّا لأ؟ قدّر إنّه يقع، طب هل أمر أبا لهب بالكُفْر؟ هل رَضِي له الكُفْر؟ لا، يبقى ربّنا قدّره لحكمة بالغة قضاها يستوجب الحَمْد على اقتضاها، ربّنا أيّ شيء بيقدّره مش عارفين حكمته بنقول كده: "لحكمةٍ بالغةٍ قضاها، يستوجب الحمد على اقتضاها" لأنَّ الله حكيم -سبحانه وتعالى-، و"لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ" الأنبياء:٢٣.

    طيب أمَّا ربّنا يقضي شيء مخالف لأمره الشرعي ده يبقى إيه؟ لِخَيْرٍ لا نعلمه، ولحكمةٍ لا نعلمها -سبحانه وتعالى-، تمام؟ طيب يبقى ده اسمه قضاء إيه أو أمر إيه؟ أمر كوني.

    الأمر الشرعي اللي هو الحاجة اللي ربّنا أمرك بها في الشَّرْع. قالَّك تؤمن قالَّك تصلّي قالّك تعبد. دي أوامر شرعيَّة.

    تجتمع الأوامر الشرعيَّة والكونيَّة في إيمان المؤمن، يعني انت مثلًا مؤمن ورُحْت صلّيت، يبقى الصلاة بتاعتك دي اجتمع فيها الأمر الكوني إنّ ربنا وفّقك للصَّلاة وصلّيت، والأمر الشرعي إنّ ربّنا أمرك بالصّلاة.

    وتفترق في كُفْر الكافر أو معصية العاصي، يعني واحد راح كفر، أو واحد ماصلَّاش، مسلم وماصلَّاش، تفترق فيه الكونيَّة والشرعيَّة، الشرعيَّة إنّ ربّنا أمره بالصَّلاة، والكونيَّة إنّ هو لم يُصَلّ. تمام؟

    طيب ليه بنقول الكلام ده؟ عشان لَمَّا ييجي يسألك: هل يقع في كون الله غير ما يريد؟ أقول له: استنَّى، عن أيِّ إرادةٍ تسأل؟ إنْ سألت عن الشرعيَّة فنَعَم يقع في كَوْن الله غير ما يريد شَرْعًا، ربّنا يريد للنَّاس "وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ" النساء:٢٧، بس مش كل الناس بتتوب، يقولّك: ليه؟ أقولّه: لحكمةٍ بالغةٍ قضاها يستوجب الحَمْد على اقتضاها، ازَّاي بقى الحكمة والكلام دا دي تفاصيل تانية نبقى نتكلّم عليها في موضع تاني.

    طيب يقولَّك: هل يقع في كَوْن الله غير ما يريد؟ أقول له: إذا كنت تسأل عن الإرادة الكونيَّة، لا، لا يقع في كَوْن الله غير ما يريد كَوْنًا ويُقدّره بحكمته -سبحانه وتعالى-. طيب ليه يقدّر وقوع الشر، وليه يُقَدّر وقوع المعصية؟ لحكمةٍ بالغةٍ قضاها يستوجب الحمد على اقتضاها.

    واللي عايز يفهم المسألة دي بالتفصيل يعني فيه كتاب جميل جدًّا طبعًا هو "مشكلة الشر" للدكتور: سامي عامري، بيتكلّم ليه ربّنا -سبحانه وتعالى- قد يُقَدّر وقوع الشر أحيانًا، وإيه الحِكَم البليغة في ذلك، ومقتضى حكمة الله -عزَّ وجلَّ-، وأنَّ ذلك لا يُعَضِّد شُبهة الملحدين الذين ينفون وجود الله بسبب وجود الشر أو الأشياء اللي بتحصل، ناس كتير بتسأل مثلًا اللي مثلًا بيحصل في سوريا أو اللي بيحصل في الغوطة أو اللي بيحصل في أيّ مكان ليه ربّنا يترك ذلك يحدث؟

    الله -عزَّ وجلَّ- له حكمةٌ في ذلك، وليس ذلك إلا الابتلاء الذي بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- أنَّه سيقع حتمًا لكُلِّ مَن يسلك هذا الطريق، والله -عزَّ وجلَّ- بَيّن أنَّ الدنيا كلها دار بلاء، وأنَّ مَن يؤمن ويتَّقي ويتَّبِع سبيل المؤمنين يقع عليه من البلاء أكثر مِمَّا يقع على غيره من غير المسلمين، وذلك لحكمةٍ بالغةٍ قضاها يستوجب الحَمْد على اقتضاها -سبحانه وتعالى-، وجعل الله -عزَّ وجلَّ- الدنيا سجن المؤمن، وجنَّة الكافر، وده يعني سُنَن الله -عزَّ وجلَّ- وضَّحها لنا، وبيَّنها لنا قبل سلوك الطريق، يعني مش حاجة اتفاجئنا بها، لا، احنا عارفين "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ" العنكبوت:٢، لأ طالما آمنت ستُفْتَن، وهذه الفتنة تُبَيّن مَن هو المؤمن الصادق، ومَن هو المؤمن الكاذب.

    طيب نرجع للكتاب، بيتكلّم على دليل وجوب الإيمان بالقضاء والقدر.

    - الدليل على وجوب الإيمان بالقدر

    طبعًا الأدلّة كثيرة جدًّا، منها "وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا" الأحزاب:٣٨.

    ومنها ".. وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ.." صحيح مسلم.

    - معنى الإيمان بالقدر

    معنى الإيمان بالقضاء والقدر: معناه "التسليم بأنَّ كُلّ ما يحدث للإنسان في ذاته، وما يحدث في كَوْن الله الواسع هو من الله، أراده أن يكون كذلك -يبقى كل حاجة بتحصل ربّنا اللي إيه؟ اللي قدّرها- كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعل إذا وقع المكروه، ويقول: "قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ" صحيح مسلم".

    يبقى ربّنا هو الذي قدَّر ذلك، وهذه مشيئته التي أُسَلّم لها.

    - ثمرة الإيمان بالقدر

    الحقيقة يا جماعة والله القضاء والقدر مِن أوسع أبواب الإيمان، ومِن أجمل وألذّ الأشياء التي تدخلك على الله -عزَّ وجلَّ- مُنْكَسِرًا، ذليلًا، مُحِبًّا، راغِبًا، هو الإيمان بالقضاء والقدر.

    يقول: "والإيمان بالقضاء والقدر يُكْسِب الإنسان ثقةً في نفسه، وعزيمةً ماضية في الأمور، ويحميه من الخوف والتَّردُّد" كل شيء بقَدَر أنا هخاف ليه؟ أنا آخُذ بالأسباب التي أمرني الله -عزَّ وجلَّ- بها فأُثِبت.

    يعني مثلًا على سبيل المثال أنا داخل الامتحان؛ امتحان من الامتحانات الدنيويَّة مثلًا أو الشرعيَّة أو غيره، أنا داخل الامتحان، أنا ذاكرت وعملت اللي عليَّ، الحمد لله أنا أخدت ثوابي من الله -عزَّ وجلّ-، طيب ما وُفِّقْتش في الامتحان، حصل لي نوع من العَجْز، قرأت الأسئلة غلط، دخلت لدكتور مُتَعَنِّت، حصل أيّ حاجة، ما أخدتش الدرجة اللي كان نفسي آخُدها، قَدَّر الله وما شاء فعل، أنا عملت اللي عليَّ، وأخدت ثوابي، والموضوع انتهى، و"فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" هود:١١٥. "إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا" الكهف:٣٠. الموضوع انتهى، أنا مش خايف لإنّ أنا مش مشكلتي في النتيجة، أنا مشكلتي في الأَخْذ بالأسباب، أنا لو ما أخدتش بالأسباب ونجحت أنا مش هفرح، أفرح ليه؟ أنا مُقَصِّر أصلًا ومُعاقَب على هذا التقصير.

    فإذن المسألة كلها مسألة إنّ انت مؤمن بالقضاء والقدر بتريّحك في حياتك كلها.

    أنا مثلًا عايز أتجوّز فأخدت بالأسباب، واخترت العروسة بالشّكل الذي أمرني الله -عزَّ وجلَّ- به، وبعدين وسألت وتحرّيت و.. و.. و..، وفي الآخر طلعت مثلًا إنسانة مش كويسة، أو باطنها غير ظاهرها، أو.. أو.. أو..، حصل كذا وكذا، أنا مش مُحاسَب عند الله -عزَّ وجلّ-، أنا عملت اللي عليَّ، والحمد لله ربِّ العالمين، وراضي بقضاء الله، وربّنا جعل لك سعة إنّك تطلّق، أو تكمل، أو.. أو.. أو..، لكن أنا بالنسبة لي أنا مفيش عليَّ إثم، ليه؟ أنا عملت اللي عليَّ؛ دوَّرت واستخرت و.. و.. و...

    في الوظيفة مثلًا إنّ أنا دوّرت على وظيفة آكُل منها المال الحلال، واتحرّيت مكان يُطعمني الحلال، مفيش فيه نَصْب ولا غشّ ولا تدليس و.. و.. و..، واشتغلت في هذا المكان، وبعد ما رُحْت واشتغلت و.. و.. و..، الفلوس بتاعتي اتسرقت مثلًا، أو حصل لي أيّ حاجة، أو العكس أخدت فلوس أزيد مكافآت أو..، كل ده قَدَر، انت بتُحاسَب على إيه؟ على الأَخْذ بالأسباب، وبعد كده اللي ربّنا يقضيه هو الخير بإذن الله عز وجل.

    وأنت غير مُحاسَب على النَّتائج، لذلك القاعدة الجليلة في هذا الأمر هي القاعدة التي علّمها النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه حين قال:

    "إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا" مسند الإمام أحمد بن حنبل، طيب انت غَرْس الفسيلة ده هيعمل إيه؟ إيه ثمرته؟ إيه نتيجته؟ انت مالكش دعوة بالثمرة، انت مُطالَب بالأَخْذ بالأسباب، بفِعْل الأشياء التي أمرك الله -عزَّ وجلَّ- بها، سواء كان النتيجة هتشوفها في حياتك أو مش هتشوفها، هتحصل أو مش هتحصل، خُد بالأسباب، أخدت الثواب، دخلت الجنة، الموضوع خلص، واضح يا شباب؟

    نرجع نقول بقى: "فالإيمان بالقَدَر يقضي على أحزان النفس وهمومها، وعلى خَوْفها وجُبنها، ويجعلها تُقْبِل على المستقبل ومغيبات الأمور جريئة متفائلة، وذلك من أعظم مقوّمات النجاح والإحساس بالطمأنينة والسّعادة.

    فالمسلم إذا أيقن أنَّ الفاعِل الحقيقي والمُدَبِّر للأمور كلها هو الله -تعالى-، وأنَّه لا حول ولا قوة إلا بالله، وأنَّه لن يُصيبه من رزق وعلم وولد ونجاح وحظّ وإخفاق إلَّا ما كتب الله له، كان ذلك رصيده من الثّقة".

    يبقى إذن الإيمان بالقَدَر بيجعل الإنسان عنده ثقة، قال الله -عزَّ وجلَّ-: "قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" التوبة:٥١.

    وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- للغُلام: "احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ -إلى أنْ قال- وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ" رواه الترمذي وقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح، يبقى ذلك علّمنا كيف نتوكّل على الله -عزَّ وجلَّ- في الإيمان بالقضاء والقَدَر.

    ثم يقول: "فينبغي للمسلم حين يطلب أمرًا من أعمال الدنيا أو الآخرة أن يكون مستحضرًا أنَّ الأمور كلها بيد الله، فهو الذي يقضي الحاجات، ويوفّق للطَّاعات، ويفتح الرّحمات، ويمنع الرّغبات، لا أحد غيره يعطي شيئًا أو يمنعه، قال -تعالى-: "مَّا يَفْتَحِ اللَّـهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ" فاطر:٢. فوسائل السَّعْي والجدّ والأَخْذ بالأسباب كلها وسائط عادية، إذا أراد الله -تعالى- أنْ تؤدي إلى المطلوب أدَّت، وإذا لم يُرِد حال بينها وبين ذلك بأسباب أخرى هي مقضيّ بها في عِلْم الله -تعالى-، ومُقَدَّر وقوعها في الوقت الذي تحول فيه بين الإنسان وطلبه" يبقى الله -عزَّ وجلَّ- قادر على كل شيء.

    "وهناك أمر آخر وهو مدعاة لتوفيق الله للعبد وقضاء مطلوبه، عليه أن يحرص عليه. ذلك هو تقيّد الإنسان في سعيه الديني أو الدنيوي بأحكام الشريعة" يبقى دي نقطة تانية مهمة جدًّا، إنّ لا بُدّ وانت بتاخد بالأسباب تعمل إيه؟ تاخد بالأسباب المشروعة علشان ربّنا يوفّقك، لإنّ ربّنا هو الذي يُعطي ويمنع، لا أحد يعطي ولا يمنع، لا مديرك، ولا الشركة اللي انت شغَّال فيها، ولا رئيسك، ولا الدكتور اللي بيمتحنك في إيده حاجة، كُلّه بيد الله، فخُذ ما عند الله بطاعته.

    بعد كده بيتكلّم على إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- علّمنا ذلك، قال: "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ -شوف الجمال بقى- إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ" صحيح مسلم. يبقى الله -عزَّ وجلَّ- يأجُرك على كُلّ حال إذا رضيت بالقضاء والقَدَر.

    - الرّضا بالقَدَر لا ينافي الأَخْذ بالأسباب

    الرّضا بالقَدَر لا ينافي الأَخْذ بالأسباب، وطبعًا مش مسألة إنّ انت ترضى بالقضاء والقدر إنّ انت ماتحاولش تتغيّر، ماتحاولش تسعى، لا، حاوِل تسعى وتتغيّر وتأخذ بالأسباب، ثم النتيجة هي قَدَر الله؛ ترضى بها.

    قال: "مِن عَدْل الله -تعالى- وحكمته في هذا الكون أنْ وضع له قوانين ثابتة، يراها الناس بأبصارهم، ويقفون عليها بعقولهم، من هذه القوانين قانون الأسباب، فجعل الله -سبحانه- التقاء ماء الذكر مع الأنثى سببًا في الخلق -وقعد يجيب أسباب، وبعد ذلك قال:- والمسبّبات مرتبطة بأسبابها -اللي هي النتائج يعني مرتبطة بالأسباب- ارتباطًا عاديًّا ليس ارتباطًا عقليًّا لا يتخلّف البتة، بمعنى أنَّ الله -تعالى- قدَّر لها هذا الارتباط المنطقي، الذي لا يتخلَّف في العادة، إلا إذا أراد الله" يبقى إذن الأسباب بتأتي بالنتائج، فانت معنى إنّ انت مؤمن بالقَدَر إنّ انت تعمل إيه؟ تأخذ بالأسباب وترضى بالنتائج التي أمر الله -عزَّ وجلَّ- بها.

    في صفحة ١٠٥ يقول: وقد أمر الله الناس أن يأخذوا بقانون الأسباب بمفهومه السابق وأن يلتزموا به، ورتَّبت الشريعة على ذلك الثواب والعقاب ونتائج الأعمال، وبيَّنت أن ذلك لا ينافي التَّوكُّل على الله -تعالى-، ففي الصحيح قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ" صحيح مسلم.

    وده قاعدة لا بُدّ أيّ إنسان بيدرس القضاء والقدر يحُطّها نصب عينيه إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا اتكلّم على القضاء والقدر قال لك قاعدة جليلة وهي "احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ" كُن حريصًا على الخير، كن حريصًا على الأَخْذ بالأسباب، كن حريصًا على أن تستعن بالله ولا تعجز، كن حريصًا على أن تكون فاعلًا، أن تكون مؤثّرًا، أن تكون مُغَيّرًا، ثم النتائج بيد الله -عزَّ وجلَّ-؛ ترضى بها.

    والله -عزَّ وجلَّ- حين تكلّم عن الرزق قال: "فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" الملك:١٥. لا بُدّ تمشي، وتسعى، وتطلب الرّزْق الدنيوي بالكدّ، والسَّعْي، والأخذ بالأسباب، ثم ترضى برِزْقه -سبحانه وتعالى-، وتأكل منه، وقال: "فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّـهِ" الجمعة:١٠. ويا جماعة بس عشان نبقى واضحين يعني، يعني فمثلًا هتيجي تسأل أيّ حدّ تقولّه: انت عارف إنّ الرزق مكتوب؟ يقول لك: آه طبعًا عارف إنّ الرّزق مكتوب، طيب ليه مابتقعدش في بيتك وتستنّى الرّزق؟ يقول لك: ربّنا قال اسعَ يا عبد وأنا أسعى معاك، طبعًا مفيش حاجة في القرآن ولا في السُّنَّة ولا في أيّ حاجة بتقول اسعَ يا عبد وأنا أسعى معاك، بس هو فاهم المعنى إنّ ربّنا أمرك بالسَّعْي، جميل؟

    طيب تعالَ نتَّفق نَفْس الاتّفاق، الجنَّة مكتوبة ولَّا مش مكتوبة؟ النار مكتوبة ولَّا مش مكتوبة؟ انت مقعدك من النار أو من الجنَّة كُتِبَ لك، ليه مابتقعدش في بيتك وتنتظر إنّك تدخل الجنَّة أو النَّار؟ لإنّ لِنَفْس المبدأ زَيّ ما ربّنا أمرك بالسَّعْي في أمور الدّنيا أمرك بالسَّعْي في أمور الآخرة، بل سَعْيًا أجَلّ وأعظم وأحرص إنّك تأخذ به. فإنْ كان رزقك الجنة ستُوَفَّق لعمل أهل الجنة، وإنْ كان رزقك النار ستُخْذَل وتُوَفَّق لعمل أهل النار، وليس ذلك يعلمه الناس قبل وقوعه، لا بُدّ تمشي وتسعى والنتيجة هتعرفها يوم القيامة إن شاء الله، وربّنا مابيظلمش حدّ، مفيش حدّ هيسعى لدخول الجنة وربّنا هيدخله النار، ولكن له أسباب أخرى اللي هو الخذلان يعني، زَيّ مثلًا الحديث اللي هو بيُشْكِل على بعض الناس، اللي هو إيه:

    "وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذِرَاعٍ أَوْ ذِرَاعَيْنِ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا" صحيح البخاري.

    الشُّرَّاح في هذا الحديث قالوا عدّة أشياء منها أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال "فيما يبدو للناس"[1] فقالوا فيما يبدو للناس دي حاجة من اتنين: إمَّا أنّه كان مُرائي فالعمل فيما يبدو للناس أنَّه لله ولم يَكُن لله، أو أنّه فيما يبدو للنّاس أيْ أعماله الظاهرة كانت صالحة وكان له معاصي سرّ هُزِم بها وخُذِل بها والعياذ بالله، يبقى ده خطورة معاصي السّرّ أو خطورة الرياء، لذلك الحديث مافيهوش ظُلْم، ولكن عامله الله -عزَّ وجلَّ- بما يستحقّه.

    يبقى بيتكلّم على الرِّضا بالقضاء والقَدَر، وقال أنّه لا ينافي الأخذ بالأسباب.

    في آخر صحفة ١٠٥ يقول: "واحترام قانون الأسباب والاعتداد به واضحٌ في كل تكاليف الشريعة الإسلاميَّة. من ذلك أنَّ الله -تعالى- حرَّم الأسباب التي تؤدي إلى الفساد..." إلى غير ذلك.

    - الإيمان بالقضاء لا ينافي الدعاء برفع البلاء

    بعد كده بيقول: الإيمان بالقضاء والقدر لا ينافي الدعاء برفع البلاء "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ" صحيح البخاري. فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو رغم إنّ الأشياء دي مُقَدَّرَة لو هتحصل هتحصل، بس يدعو، ليه يدعو؟

    لأنّ أوَّلًا: الدعاء يردّ القدر. وثانيًا: لأنّك تأخذ الثواب بمجرد الدعاء.

    - الاحتجاج بالقدر

    بعد كده بيتكلّم على مسألة الاحتجاج بالقَدَر فبيقول: "لا يجوز للإنسان أنْ يحتجّ على كُفْره أو معصيته أو عمله الفاسد بالقَدَر، ويقول: ما دام كل شيء في الوجود لا يكون إلا بإرادة الله وقدره فما ذنبي، والله هو الذي خلقني.." واتكلّم بقى على الحتّة اللي احنا اتكلّمنا عليها في صفحة ١٠٧ في الفقرة ٢ قال: "وأمَّا عَقْلًا، فلأن كُلّ إنسان يدرك من نفسه بالضرورة الفرق بين مَن دخل الدار بإرادته، ومَن أُدخل السجن عقوبة له" اتكلّم على الفرق بين إيه؟ الفعل الاختياري والفعل الاضطراري، والفعل اللي انت بتعمله بنفسك بإرادتك والفعل اللي انت بتُكْرَه عليه وبتبقى مسلوب الإرادة. يبقى الحساب على إيه؟ على الإرادة وليس على الفِعْل نفسه.

    "ولا يمكن أن يكون الحكم على يد المرتعش ويد القاتل سواء" ما دي حركة، ودي حركة، والاتنين ايدين، والاتنين أفعال فَعَلَها الإنسان، بس واحدة منها اضطراريّة، وواحدة اختياريّة. يبقى إذن الحساب على إيه؟ على اختياره.

    في صفحة ١٠٨ قال: "فمَن علم أنَّ الله غفر له وتاب عليه لا يترتب على احتجاجه بالقدر محذور" يبقى لو واحد تاب وعمل اللي عليه تجاه الذنب وانتهى الذنب من حياته، ساعتها لَمَّا ييجي حدّ يعيره بذنب قديم يقول له: انت كنت زاني، انت كنت كافر، انت كنت فاسق، يقول له: قدر الله وما شاء فعل. ده كان قَدَر وأنا تُبت منه، لإنّ أنا عملت اللي عليَّ؛ التوبة، خلاص أعمل إيه أكتر من كده؟ أنا كنت فاسق يا عمّ وتبُت، أعمل إيه؟ الحمد لله إنّ ربّنا هداني للإسلام، وهداني للطّاعة، وهداني للعودة.

    وهذا ما فعله موسى -عليه السلام- مع آدم لَمَّا حجَّ آدم وموسى، لَما حصل احتجاج، سيدنا موسى بيقول لسيدنا آدم: أنت أخرجتنا من الجنة، وأنت اللي عملت، فسيدنا آدم قال: كيف تلومُني على أمرٍ قدّره الله عليّ قبل أنْ أُخْلَق؟!ّ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فحَجَّ آدَمُ موسى" صحيح ابن حبان. فحجَّ آدم موسى يعني سيدنا آدم هو الذي كانت حجّته ظاهرة وكانت غالبة لحجة موسى، أنّه احتجّ بالقدر، ليه احتجّ بالقدر؟ لأنّه تاب، لأنّ الله -عزَّ وجلَّ- قال: "فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ" البقرة:٣٧.

    "فمَن عَلِمَ أنَّ الله غفر له وتاب عليه لا يترتَّب على احتجاجه بالقَدَر محذورًا" طبعا الكلام ده إيه؟ يُقَيّده بعِلْمك إنّ ربّنا تقبّل، بس ده مش شرط، لو إنسان حتى عمل التوبة هيعمل إيه أكتر من كده؟ يقول: قدر الله وما شاء فعل، وأسألُ الله أنْ يتقبَّل توبتي، يعني واحد بيعيّرك بذنب قديم هتعمل إيه يعني؟ الموضوع انتهى! هترجع للزمان الفائت تركب آلة الزمن وترجع وتشيل الذنب؟ مش ممكن، أنا خلاص عملت اللي عليَّ وهي التَّوبة.

    - أفعال العباد والأَخْذ بالأسباب

    بعد كده اتكلّم على أفعال العباد والأَخْذ بالأسباب، يقول: "الأَخْذ بالأسباب واجب، ونصوص القرآن والسُّنَّة تطلب ذلك من الناس، وتُكَرّر الطَّلَب بما لا يسع المسلم إغفاله ولا تجاهله، فمَن قعد عن الأسباب جملة، أو سلك الأسباب التي تؤدي إلى ما حرَّمه الله، فقد عصى الله ورسوله من البداية، مهما كانت حجّته على ذلك".

    - مَن طلب الهداية هداه الله

    بعد كده بيقول: مَن طلب الهداية هداه الله، بيقول: "المُتَتَبِّع لآيات القرآن يجدها تؤكّد على حقيقة ثابتة لا تتخلّف، وهي أنّ الله -عزَّ وجلَّ- لا يخذل مَن بذل جهده".

    "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ" الليل:٧:٥.

    "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ" محمد:١٧،

    "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" التوبة:١٠٥.

    - الشر لا يُنسب إلى الله تعالى

    بعد كده بيتكلّم على نقطة جميلة جدًّا وهي أنَّ الشر لا يُنْسَب إلى الله -تعالى-، يقول: "على المسلم أنْ يعتقد أنَّ جميع ما في السماوات والأرض من الخير والشر، والحركات والسكنات، والأوامر والنواهي، وما كان وما هو كائن، كله مخلوق لله -تعالى-، مقضيّ به، وفق مشيئة الله -تعالى- وإرادته وعلمه، لا يعزب عنه مثقال ذرة" يبقى كل شيء ربّنا خلقه هو من الله -سبحانه وتعالى-، "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" القمر:٤٩.

    يقول: "لكن الشر لا يُنسب إلى الله -تعالى-، فلا يُقال: الله خالق الشر" مع إنّ ربنا خالق الشر فعلًا، بس مانقولهاش كده تأدُّبًا، ليه بقى؟ يقولَّك:

    ١. لأنَّ ما يقترفه العبد من الذنوب والشر والآثام، فهو -وإنْ قدَّره الله- فهو مِن كَسْب العبد وبسببه، ولذلك فهو منسوبٌ إليه، ولا يُنسب إلى الله.

    يبقى إذن بيتكلّم على نوع أوّل من الشّرّ، اللي هو إيه؟ الشَّرّ اللي العبد بيعمله بنفسه، اللي هي المعاصي، بيقولَّك ده كَسْب الإنسان فلذلك لو هننسبه إلى فاعله يكون الإنسان، ولكن إلى خالقه فهو إلى الله، يبقى يُنْسَب إلى العبد كَسْبًا اللي هو اختياره، ويُنْسَب إلى الله خَلْقًا.

    وهذا قَوْل الله -عزَّ وجلَّ-: "مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّـهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ" النساء:٧٩.

    وقال تعالى: "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" الشورى:٣٠.

    "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ" آل عمران:١٦٥.

    ٢. الله لا يرضى لعباده الكُفْر، ولا يأمر بالفحشاء -يبقى إذن ربّنا أصلًا ما أمركش بهذه المعصية-، وكل أحكامه وأوامره حكمة وخير، فلا يُنسب إليه فِعْل الشَّرّ؛ لأنَّه أحكم الحاكمين، وأرحم الرّاحمين، الخير كله بيديه والشر ليس إليه، فلا يُقال: الله خالق الشَّرّ؛ لأنَّ ما قدّره من الشَّرّ ليس شرًّا مَحْضًا.

    دي نقطة تانية بقى، يبقى احنا أوّل حاجة بنتكلّم إنّ الشر مين اللي اختاره؟ مين اللي كسبه؟ هو انت، اللي هو العبد يعني، تمام؟ لَما يكون الشَّرّ ده إيه؟ مِن فِعْل العبد. طب فيه شَرّ مش مِن فِعل العبد، فيه ابتلاء، فيه مصيبة حصلت، فيه شيء من الشَّرّ وقع العبد ملوش دَخْل فيه، ده ساعتها نقول إيه بقى؟ نقول إنّ ده من الشر الذي ليس مَحْضًا، يعني إيه ليس مَحْضًا؟ يعني لا بُدَّ فيه من حكمة ومصلحة، يبقى نوقن إنّ الشَّرّ ده ربّنا -سبحانه وتعالى- جعله لحكمة، تعالوا مثلًا نقول، أو نضرب أمثلة علشان الناس تفهم المسألة دي أكتر:

    وجود مثلًا اليهود والصَّهاينة الذين يحتلّون ويُدَنِّسون المسجد الأقصى الأسير -نسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يُحَرّره وأنْ يستعملنا في ذلك وأنْ ينصرنا عليهم-، لولا وجود اليهود، وجُنْد الشَّيطان، وأعداء الإسلام، كيف كان سيقع الجهاد؟ وتقع الدعوة؟ ويقع التَّدافُع؟ وتظهر العبوديَّات التي لم تَكُن لِتَظْهَر إلا لوجود الشَّرّ، لو مفيش حقّ وباطل يبقى الحقّ هينتصر ازَّاي وسيدافع ازّاي ويبذل الباذلون لنُصرته، كيف ذلك؟ يبقى وجود الشَّرّ ده أَوْجَد من الخير ومن العبوديَّات ومن الطَّاعات ما لا يعلمه إلا الله -سبحانه وتعالى-، فهذا الذي وقع كان من ورائه خيرٌ كثير.

    مثال تاني: وجود إبليس عليه لعنة الله، الله -عزَّ وجلَّ- خَلَق إبليس، صح؟ وخَلْق الله لإبليس خير مع إنّ إبليس نفسه شر، ليه خير؟ لأنّ وجود إبليس أَوْقَعَ من الطَّاعات، ومن الاستعاذات، ومن الجهاد، ومن الدعوة، ما لم يَكُن لولا وجود إبليس، شوف انت بتقول كم مرة في اليوم "أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم" كل هذه الاستعاذات عبادات يتقبَّلها الله -عزَّ وجلَّ- منك، كم مرة بتجاهد نفسك لَمَّا إبليس يوسوس لك؟ كم مرة بتجاهد أعداء الله لو انت داعية إلى الله أو انت طالب علم أو انت.. كُلّ ما تبذل هذا هو جهادٌ لإبليس وأعوانه، هذا الجهاد لم يَكُن ليقع لولا وجود إبليس الذي يدعو إلى الضلالة، ويُحاربك، ويُضِلّ النّاس.

    يبقى ده الأشياء التي فيها شَرّ لا بُدّ من ورائها خير.

    قال الله -عزَّ وجلَّ-: "وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ" البقرة:٢١٦.

    وقال: "فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" النساء:١٩.

    يبقى إذن كل ما يقع في الكون هو نوعين: خير في ذاته، أو خير في مآله.

    الخير في ذاته اللي هو الطاعة، اللي هو الحاجة الكويّسة؛ الرّزق، الصّلاة، العبادة، ده خير في ذاته.

    أو خير في مآله، اللي هو نوعين بقى: حاجة من كَسْب العبد اللي هو المعصية، أو حاجة من خارج كَسْب العبد اللي هو البلاء، الاتنين دول خير في المآل، بس لمين؟ للذي يَرْضَى ويُسَلِّم.

    يبقى واحد حصل له ابتلاء ومصيبة رَضِي وسَلَّم وآمن بالله -عزَّ وجلَّ-، يبقى يُؤْجَر على ذلك "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ". طيب واحد وقع منه معصية ففعل ما أمر الله -عزَّ وجلَّ- به بعد المعصية من التَّوبة "وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها" حسنه الألباني، والانكسار لله -عزَّ وجلَّ-، فهذه المعصية قد تكون خيرًا له من الطاعة، لأنّ كما قال بعض أهل العلم: "رُبّ معصية أورثت ذُلًّا وانكسار خير من طاعة أورثت عزًّا واستكبار".

    يبقى ممكن المعصية تدخلك الجنة، ازَّاي؟ إنّ انت فعلت ما يجب عليك بعد المعصية من الانكسار لله -عزَّ وجلَّ-، من التوبة إلى الله عزَّ وجلَّ-، "أتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها".

    - كراهية الخَوْض في القَدَر

    آخر حاجة بقى كراهية الخَوْض في القَدَر، قال:

    القدر من الغيب الذي ستره الله -تعالى- عن العباد، فهو سر من أسراره، اختصّ به وحجبه عن عقول الخلق، لما علمه من الحكمة في ذلك. فلم يعلمه نبي مرسل ولا مَلك مقرب.

    وكان السلف الصالح أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكبار التابعين -خير القرون، وهم القدوة- يكتفون في مسألة القضاء والقدر بأنَّ الله -تعالى- علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها، ثم أوجد ما سبق في علمه أنه يوجد، فكل أمر في الوجود هو صادر عن علمه وقدرته وإرادته، وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ولا يزيدون على ذلك. فلا يكلفون أنفسهم البحث عن أسرار القدر، مثل: هل الإنسان مسير أو مُخير؟ وإذا كان مسيرًا فكيف يعذبه الله -تعالى- عن فعله وهو مسلوب الإرادة؟، وإذا كان مخيرًا فأين قدرة الله التي يخضع لها كل شيء في الوجود؟. بل كانوا يحذرون من ذلك، ويفوضون أمور القدر كلها إلى الله، قال -تعالى-: "لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ" الأنبياء:٢٣.

    وفي حديث عمرو بن شعيب، قال: "خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالنَّاسُ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَدَرِ، قَالَ: وَكَأَنَّمَا تَفَقَّأَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ مِنَ الْغَضَبِ -يعني وشه احمرّ-، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: مَا لَكُمْ تَضْرِبُونَ كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ بِهَذَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ" مسند الإمام أحمد بن حنبل.

    وروي عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وإذا ذُكِرَ القدرُ فأمسكوا" صححه الألباني.

    يبقى الأصل إنّ احنا لا نتكلّم ولا نخوض في قضايا القضاء والقدر إلا لسببين، يعني ده استثناء بقى الأصل هو كده، الاستثناء الأول هو واحد عنده شبهة فعايز يسأل، واحد تشرَّب شبهة سمعها وحاكت في صدره فيريد أنْ يسأل ليتعلَّم، يبقى ماشي اتكلّم في القضاء والقدر مع مَن يُعَلّمك الصحيح ويزيل عنك الشبهة. ده رقم واحد.

    رقم اتنين: إنّ انت تريد أنْ تتعلّم، واحد جاي يتعلّم، جاي يتعلّم كتاب الله وسُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبقى يعرف ما جاء عن القضاء والقدر في كتاب الله وفي سُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    لكن إجمالًا الكلام اللي في الكتاب ده كافي، اللي عنده أسئلة أو عنده شبهات ممكن نبقى نتكلّم فيها إن شاء الله، لكن ده الكافي للمسلم العادي، واحد عايز يتعلّم يطلب العلم إن شاء الله في الكتب اللاحقة يكون فيه تفصيل أكثر من ذلك.

    وجزاكم الله خيرًا، وصلى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصَحْبه وسلّم تسليمًا كثيرًا، والحمد لله ربّ العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36


    [1] "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الجَنَّةِ، فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ" صحيح البخاري.


    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 22-04-2018, 11:30 AM.

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
      [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
      [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]

      تعليق


      • #4
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

        تعليق

        يعمل...
        X