إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العقيدة الإسلامية وربطها بشعب الإيمان - اللقاء الأول - الدكتور/ محمد جودة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [حصري] العقيدة الإسلامية وربطها بشعب الإيمان - اللقاء الأول - الدكتور/ محمد جودة

    الإسلام هو دين الله الذي أوحاه إلى محمدٍ - صلوات الله وسلامه عليه - وهو إيمان وعمل؛ والإيمان يمثِّل العقيدة، والأصول التي تقوم عليها شرائع الإسلام وعنها تَنْبثق فروعه، والعمل يمثِّل الشريعة والفروع التي تعتبر للإيمان والعقيدة.

    والإيمان والعمل أو العقيدة والشريعة كلاهما مرتبط بالآخر ارتباطَ الثِّمار بالأشجار، أو ارتباط المسببات بالأسباب والنتائج بالمقدِّمات، ومن أجْل هذا الترابط الوثيق يأتي العمل مقترنًا بالإيمان في أكثر آيات القرآن الكريم.





    نقدم لكم الحلقة الأولى من مسابقة دورة:
    شرح كتاب العقيدة الإسلامية وربطها بشُعب الإيمان للشيخ الصادق الغرياني
    مع الدكتور/ محمد جودة


    لسماع الحلقة الأولى وتحميلها صوت من
    هنـــا

    لتحميل التفريغ pdf من
    هنــا

    لتحميل التفريغ word من

    https://archive.org/download/3a9ida-Islam/1.doc


    للتفاصيل والاشتراك من هنا:
    https://goo.gl/9jnnv1


    فهرس مسابقة: دورة شرح كتاب العقيدة الإسلامية
    وربطها بشعب الإيمان للشيخ الصادق الغرياني مع الدكتور محمد جودة


    التعديل الأخير تم بواسطة آمــال الأقصى; الساعة 03-04-2018, 07:20 PM.


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

  • #2

    حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم: تفريغ:
    العقيدة الإسلامية وربطها بشعب الإيمان - اللقاء الأول - الدكتور/ محمد جودة

    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، المبعوث رحمةً لخَلْق الله، ثم أما بعد:
    فنبدأ بإذن الله -عزَّ وجلَّ- قراءة في كتاب "العقيدة الإسلامية وربطها بشُعَب الإيمان؛ السلوك والعمل" للدكتور: الصادق بن عبد الرحمن الغرياني، والنسخة اللي هتبقى معانا هي نسخة عالم الأدب للترجمة والنشر، علشان اللي عايز يتابع معانا في أرقام الصفحات أو ما شابه.

    الكتاب طبعًا يُعَدّ مقدّمة أساسيّة في دراسة العقيدة، والفكرة الرئيسيّة في الكتاب إنّ هو قسّم الكتاب لبابين:
    الباب الأول في التوحيد، وما يجب الإيمان به. واتكلّم فيه عن فصول في الاعتقاد وغيرها، هنقولها دلوقت.
    والباب الثاني في السلوك.
    وحاول يربط الاتنين ببعض؛ لذلك سَمَّى الكتاب إيه؟ العقيدة الإسلامية ورَبْطِها بشُعَب الإيمان.
    حاول يجيب شعب الإيمان بعد ما اتكلّم في أبواب العقيدة ويربط الاتنين ببعض، علشان يبقى المسلم بيُطَبّق ما يتعلّمه؛ فالدّين هو علمٌ وعمل.

    في الباب الأول اتكلّم على فصول:
    الفصل الأول في الاعتقاد، واتكلّم فيه على معنى العقيدة، وتسمية كُتُب العقيدة عند المتقدّمين، وحاجة الإنسان للعقيدة، إلى غير ذلك.
    الفصل التاني اتكّلم في الإيمان والإسلام، والفرق بينهما، وأنَّ الإيمان قولٌ وعمل يزيد وينقص، وتوجيه بعض الأحاديث، وحُكْم مُرْتَكِب المعصية، واتكلّم على شروط التكفير، والعُذْر بالجهل، ودي أبواب جميلة جدًّا ومُهمّة.
    الفصل الثالث اتكلّم على وجود الله -سبحانه وتعالى-، وأدلّة الفطرة، وأدلّة العقل، وما شابه.
    الفصل الرابع اتكلّم على التوحيد، وأنواعه الثلاثة المعروفة؛ توحيد الألوهيّة، والربوبيَّة، والأسماء والصفات، وطَوّل الكلام شويّة في مسألة الأسماء والصفات؛ فاتكلّم على صفات الذّات، والفعل، وشُبَه المُؤَوّلين، والرَّدّ على بعضها، وفَصَّل في الكلام على أنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق، ورؤية الباري -سبحانه وتعالى-، وأسماء الله -عزَّ وجلَّ- توقيفيّة، وأعظم الأسماء، إلى آخره.
    الفصل الخامس اتكلّم على الإيمان بالملائكة إجمالًا وتفصيلًا والفرق بين الإيمان الإجمالي والتفصيل في الإيمان بالملائكة.
    الفصل السادس اتكلّم على الإيمان بالأنبياء والرُّسُل، وعلى التفاضُل بينهما، وأفضل الأنبياء على الإطلاق محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، وعلى بعض خصائصه.
    الفصل السابع اتكلّم على الإيمان بالكُتُب، وما يجب الإيمان به إجمالًا وتفصيلًا في حقّها.
    الفصل الثامن اتكلّم على الإيمان بالقضاء والقدر، واتكلّم على معنى القضاء والقدر، والفرق بينهما، ووجوب الإيمان بالقضاء والقدر، وثمرة ومعنى الإيمان بالقضاء والقدر، إلى غير ذلك.
    الفصل التّاسعاتكلّم على علامات الساعة الكبرى والصغرى.
    الفصل العاشر اتكلّم على العالم الآخر، أو الإيمان باليوم الآخر يعني.
    الفصل الحادي عشر اتكلّم على الموت، وبدأ يتكلّم على تفاصيل العالم الآخر مِن أوّل الموت والنَّفْخ في الصور والحياة الآخرة، دي الفصول الثلاثة، جه في الحياة الآخرة واتكلّم بقى من أوّل البعث إلى الجنة والنار في تسع نقاط رئيسية هي البعث، والحشر، والشفاعة، والعرض، والميزان، والحوض، والصراط، والجنة والنار.
    بعد كده أنهى الكلام في العقيدةعلى أولاد المسلمين وأولاد الكافرين وأهل الفترة وحُكْمهم.

    بعد كده بدأ في الباب الثاني في السلوك، اتكلّم فيه على أربعة فصول:
    الفصل الأول هو الإيمان والمفاهيم الخاطئة التي يُطبّقها المسلمون في حياتهم، كعَزْل الإيمان عن السلوك، وعن التجارة، والطب، والمستشفيات، وقعد يقول أمثلة كثيرة جدًّا مهمة.
    بعد كده اتكلّم على شعب الإيمان، وأعلاها وأدناها، وما إلى ذلك، وانتقى بعضها وشرحها.
    الفصل الثالث اتكلّم على حماية التوحيد، وسدّ الذرائع، وأنواع التوسّل الممنوع والمشروع، إلى غير ذلك، واتخاذ القبور مساجد.
    الفصل الرابع والأخير اتكلّم فيه على مظاهر ضَعْف الإيمان؛ كالطيرة، والعدوى، و"لو"، وبعض الأمور كالوساوس وغيرها، وبذلك أنهى الكتاب.

    نبدأ في قراءة الكتاب، طبعًا احنا مش هنقرأ قراءة تفصيليَّة، ولكن قراءة إجماليّة كده، هنقف على الأشياء المهمة، أو التي تحتاج إلى شرح، والأمور التي تستطيع أن تقرأها وحدك فنتركها لك لتقرأها.

    الباب الأوّل: في التّوحيد وما يجب الإيمان به
    الفصل الأوّل: الاعتقاد
    • معنى العقيدة والاعتقاد
    أوّل حاجة الباب الأول في التوحيد وما يجب الإيمان به، اتكلم أوَّلًا على الاعتقاد، فقال: معنى العقيدة "هو الحُكْم الذي لا يقبل الشَّك لدى مُعْتَقِده". يعني الإنسان اللي عنده حاجة ما يقبلش فيها شكّ، وهي بالنسبة له ثابتة ثبوتًا قطعيًّا، فهي عنده عقيدة، يبقى دي عقيدته.
    وطبعًا فيه تعريف تاني هتقابله في كُتُب العقيدة يقولوا إيه؟ يقولوا العقيدة هي ما عقد الإنسان عليه قلبه جازمًا به سواء أكان حقًّا أم باطلًا.
    نفس المعنى تقريبًا، اللي هي الحاجة التي لا تقبل الشَّكّ لدى المُعْتَقِد، أنت كمعتقد ما بتقبلش فيها شك، عندك تجزم بها، وتوقن بصحّتها، يبقى دي بالنسبة لك هي العقيدة.
    • تسمية كُتُب الأقدمين في علم العقيدة
    بعد كده ذَكَر تسمية كتب الأقدمين في علم العقيدة، إيه فايدة النقطة دي؟ إنّ هو بيعرّفك لما تفتح كتب الأقدمين وتلاقي كتاب بهذا الاسم تعرف إنه بيتكلم في علم إيه؟ في علم الاعتقاد، فقال لك إنّ فيه مِن الأقدمين مَن سمَّاه بالعقيدة، زَيّ الاعتقاد للبيهقي، وزَيّ شرح أصول الاعتقاد للالكائي، بعد كده بعضهم سمَّاها بالفقه الأكبر، وأوّل مَن استعمل ذلك هو أبو حنيفة، وبعضهم مَن سمَّاها بالسُّنَّة، بعضهم مَن سمَّاها بالإيمان، بعضهم مَن سمَّاها بالتوحيد، والشريعة، وأصول الدين، يبقى دي سبعة أسماء لعلم العقيدة، ستة غير العقيدة يعني. وتعرف إيه الأمثلة عليها.
    • حاجة الإنسان إلى العقيدة
    بعد كده بيتكلّم على حاجة الإنسان إلى العقيدة، بيقول لك الإنسان مخلوق ضعيف في هذا الكون ويحتاج في الخِضَمّ الواسع من الصراع بين الخير والشر، والآلام والآمال، والضّرّ والنفع، يحتاج في كل ذلك إلى قوة يحتمي إليها، لذلك حتى هتلاقي في صفحة ١٩ في الفقرة ٢ يقول:
    "لذلك كان الإنسان دائمًا في حاجةٍ إلى الاحتماء بقوةٍ عظمى، تُنْصِفه إذا ظُلِم، وتحميه إذا أراده أحدٌ بسُوء، وتمدّه بالنَّصر إذا قَلَّ ناصره، وهذه القوّة مصدرها الدين والعقيدة" وبدأ يتكلم على هذه المسألة، يبقى بيعرّفك حاجة الإنسان إلى العقيدة، "فهو بالاعتقاد الصحيح رابحٌ في الحالتين؛ في السَّرَّاء والضَّرَّاء، قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-:.." ودي آخر صفحة ١٩ "عجبًا لأمرِ المؤمنِ. إن أمرَه كلَّه خيرٌ. وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ. إن أصابته سراءُ شكرَ. فكان خيرًا له. وإن أصابته ضراءُ صبر. فكان خيرًا له" صحيح مسلم.
    • إنَّ الدين عند الله الإسلام
    بعد كده بيتكلم إنَّ الدين عند الله الإسلام، وبيتكلم إنّ شريعة الإسلام ناسخة لِمَا كان قبلها من الشرائع، قال: "لا شكَّ أنَّ الإسلام هو دين الحَقّ، ونسخ به جميع الشرائع السماويَّة". في آخر صفحة ٢٠ بيقول: "أحكم الله -تعالى- شريعته على لسان نبيّه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- فجعلها صالحةً لكل زمانٍ ومكانٍ إلى قيام الساعة".
    يبقى بيتكلّم على إيه؟ مسألة الإسلام هو دين الحَقّ.

    الفصل الثاني: الإيمان والإسلام
    • أوّل ما يجب على المُكَلَّف
    بعد كده بيقول الإيمان والإسلام، صفحة ٢٢ بيقول: "أوَّل ما يجب على المُكَلَّف هو التوحيد؛ نُطْقًا واعتقادًا وعملًا، وليس النَّظَر ولا التَّفَكُّر، ولا القَصْد إلى النَّظَر، ولا الشَّكّ لنَصْب البراهين.."، وطبعًا الشيخ هنا في كلمته المُجْمَلَة الجميلة دي بيردّ على كثير من الفرق المخالفة اللي أوجبت على الإنسان إنّ هو ينظر أو يتفكَّر إلى أنْ يصل إلى اليقين، إيه الدليل على الكلام دا؟ هو الاكتفاء..
    • الاكتفاء بالإيمان الإجمالي
    بعد كده بيتكلّم بيقول: الاكتفاء بالإيمان الإجمالي، إنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- اكتفى من الصحابة لَمَّا جُم يسلموا بمسألة الإيمان الإجمالي، ما أقعدش يقول لهم إيه أدلّتكم؟ كيف وصلتم إلى هذا الإيمان؟ بل كان يفعل ذلك، وهنشوف الكلام دا دلوقت، فبيقول لك: الاكتفاء بالإيمان الإجمالي، في الصفحة ٢٢ السَّطْر اللي قبل الأخير بيقول لك: "كيفما حصل ذلك الإيمان وبأيّ طريقٍ إليه توصّل"[1].

    إيه الدليل على ذلك؟
    في الصفحة ٢٣ بيقول لك: "ويدل له أيضًا أحاديث إسلام أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.." يعني بيقول لك الدليل على كده إيه؟ اللي احنا شُفناه مِن فِعْل النبي -عليه الصلاة والسلام- مع الصحابة ".. كحديث إسلام الأعرابي، وإسلام أبي ذر، وخالد بن الوليد، وحديث بهز بن حكيم، وغيرهم من الصحابة، فقد روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه أنه قال:
    "قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِهِنَّ لِأَصَابِعِ يَدَيْهِ.." يعني أكتر من عَشر مرات يعني، ".. أَنْ لَا آتِيَكَ وَلَا آتِيَ دِينَكَ، وَإِنِّي كُنْتُ امْرَأً لَا أَعْقِلُ شَيْئًا إِلَّا مَا عَلَّمَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَحْيِ اللَّهِ، بِمَ بَعَثَكَ رَبُّكَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: بِالْإِسْلَامِ، قُلْتُ: وَمَا آيَاتُ الْإِسْلَامِ؟" يعني بيسأله بِمَ بعثك ربك إلينا؟ قال: بالإسلام، قُلتُ: وما آيات الإسلام؟ "قَالَ: أَنْ تَقُولَ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَى اللَّهِ،وَتَخَلَّيْتُ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ" سنن النسائي. فلم يَكُن النبي -صلى الله عليه وسلم- يطلب مِمَّن يأتيه راغبًا في الإسلام إقامة البراهين والدلائل العقليَّة على إثبات ما يجب لله تعالى، وما يستحيل، وما يجوز، بل يكتفي منه بالتصديق والتسليم".

    بعد كده بيقول: "ولو كان النَّظَر في الحركة والسكون عليهم واجبًا.. ما أضاعوه.." اللي هم مين؟ اللي هم الصحابة، بيقول يعني لو مسألة النظر دي كانت واجبة كان أول حدّ عمله مين؟ النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأوّل حدّ طبّقه بعده مين؟ الصحابة، فبيقول: "لو كان النَّظَر في الحركة والسكون عليهم واجبًا، وفي الجسم وفي نفيه، والتشبيه ونفيه لازمًا، ما أضاعوه، ولو أضاعوا الواجب ما نطق القرآن بتزكيتهم وتقديمهم، ولا أطنب في مدحهم وتعظيمهم.." [2] يعني بيقول لك الكلام بتاع النَّظَر والتَّفَكُّر وإقامة البراهين والشَّكّ حتى تصل إلى اليقين والكلام الذي وضعه المبتدعة بعد ذلك في الاعتقاد، لو الكلام دا كان واجب كان أوّل ناس عملته الصحابة، ولو كان الكلام دا واجب والصحابة أضاعوه يبقى الصحابة أضاعوا الواجب يبقى ربّنا -سبحانه وتعالى- ازَّاي يمدح ناس ويزكّيهم ويأمرنا باتّباعهم وهم مضيّعين للواجب؟ الكلام دا مستحيل، يبقى هم إذن ما أضاعوش الواجب الذي أوجبه الله، يبقى الكلام دا مش واجب، هو عاوز يقول لك الكلام دا مش واجب.
    • تعريف الإيمان والإسلام
    بعد كده بيتكلّم على تعريف الإيمان والإسلام قال: "الإيمان في اللغة التصديق والإذعان.. والإسلام معناه: الاستسلام والانقياد.. والإيمان والإسلام المنجيان.." خُد بالك بقى من النقطة دي في صفحة ٢٤ "الإيمان والإسلام المنجيان عند الله تعالى يوم القيامة يَرِدان في الشرع على شيءٍ واحد..".
    يعني عايز يقول إيه؟ دي القاعدة الأصوليَّة اللي العلماء بيقولوها "الإسلام والإيمان لفظتان إذا اجتمعتا افترقتا وإذا افترقتا اجتمعتا" يعني إيه؟
    بيقول لك لَمَّا الإسلام والإيمان ييجوا مع بعض في سياقٍ واحد، يعني في حديث واحد، يبقى الإيمان بيدلّ على شيء والإسلام بيدلّ على شيء، الإيمان بيدلّ على الأعمال الباطنة أعمال القلوب، والإسلام بيدلّ على الأعمال الظاهرة اللي هي أعمال الجوارح، تمام؟ دا الكلام دا لو جُم في حديث واحد.
    إيه الدليل على كده؟ هو حديث جبريل لَمَّا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام وعن الإيمان، فعرَّف الإسلام بالأركان الخمسة اللي كلها أعمال جوارح، وعرَّف الإيمان بالأركان السّتّة اللي هي كلها أعمال قلوب.

    فلمَّا ييجي الإيمان والإسلام مع بعض في سياق واحد يبقى دا الظاهر ودا الباطن، تمام؟ لكن لَمَّا يُطْلَق الإسلام يعني "فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ" النساء:٩٢، يبقى هتفتّش عن أعمال قلبه الباطنة قبل أمَّا تعتقه؟ لا، تحريرُ رقبةٍ مؤمنةٍ هنا معناها أيْ مسلمة، واضح؟ يبقى إذن لَمَّا بنقول مسلمة أو مؤمنة لوحدها بتعني أنَّه دخل في الدين كله، سواء إذا كان مُلْتَزِمًا بأعمال الظاهر فقط، ولَّا جاب معاها كمان أعمال باطن، لكن لَمَّا ييجوا الاتنين في سياق واحد بتبقى دي تدلّ على حاجة ودي تدلّ على حاجة تانية خالص.

    لكن الشيخ بيقول لك لو احنا بنتكلّم على الإسلام أو الإيمان المُنْجِي اللي هو هيدخل به الجنة يبقى لازم الاتنين؛ لإنّ لو هو بيعمل أعمال الظاهر فقط وقلبه مُكَذِّب دا منافق ومُخَلَّد في النار، العكس؛ لو هو من جوَّاه يعتقد صحّة الإسلام ولم ينطق الشهادتين ولم يفعل شيء من مقتضيات الإسلام ومقتضيات الشهادة برضه دا كافر في الدنيا والآخرة، امتى يبقى مسلم وناجي في الدنيا والآخرة؟ امتى؟ نجاة الآخرة دي تيجي امتى؟
    لَمَّا يكون مسلم في الظاهر والباطن.

    فبيقول لك: "الإيمان والإسلام المُنْجِيان عند الله -تعالى- يوم القيامة يَرِدان في الشرع على شيءٍ واحد.." لازم يكون جايب الظاهر والباطن مع بعض. "قال ابن عبد البر: أكثر أصحاب مالك على أنَّ الإسلام والإيمان شيءٌ واحد.." هو في الأول بيحسّسك إنّ هم واحد بعد كده بيفصّل بيقول: "وأمَّا ما جاء مِن مثل قَوْله تعالى: "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا" الحجرات:١٤، مِمَّا يقتضي المغايرة بين الإيمان والإسلام، فليس المُرَاد به الحقيقة الشرعيَّة للإسلام، وإنَّما المُراد الحقيقة اللغويَّة، وهي الاستسلام ظاهرًا؛ خَوْفًا من القَتْل؛ لأنَّ مَن أظهر الاستسلام عُصِم دمه، لكنه لا يكون مؤمنًا على دين الإسلام، الذي ارتضاه الله -تعالى- لعباده دينًا.."يبقى بيقول لك الأعراب عملوا إيه؟ خافوا مِن القَتْل، فقالوا إيه؟ أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، بس ما جابوش أعمال الباطن المطلوبة منهم، لذلك كان فيه مغايرة، تمام؟
    يبقى فهمنا إنّ فيه إسلام ظاهر وفيه باطن، إيه المُنْجِي عن ربّنا؟ اجتماع الاتنين.
    • ما يجب الإيمان به
    طيب ما يجب الإيمان به، اللي هو الأركان السِّتَّة، دا في صفحة ٢٥ واتكلّم بقى الأركان السِّتَّة وفصَّل إيه هم يعني.
    • الإيمان والإسلام مبناهما التسليم
    بعد كده في صفحة ٢٦ قال: الإيمان والإسلام مبناهما التسليم، هنا قال كلمة جميلة جدًّا في مسألة التسليم دي في صفحة ٢٧ قال: "والسؤال المذموم هو سؤال المُتَعَنِّت المُنْكِر.." هو بيقول لك إنّ انت المفروض تبقى مُسَلِّم فما تسألش، يعني إيه ما تسألش؟ هل ما تسألش خالص؟ ولَّا فيه سؤال مذموم وسؤال ممدوح، قال الكلام دا بشكل جميل جدًّا، قال:
    "والسؤال المذموم هو سؤال المُتَعَنِّت المُنْكِر.." يبقى امتى يكون السؤال مذموم؟ لَمَّا واحد متعنت وبيُنكر ".. الذي لا يريد المعرفة، وإنما يريد العناد، ومعارضة الحق والوحي برأيه". دا اللي يبقى سؤاله إيه؟ مذموم، "والصفة التي تُمَيِّز السائل المُعْتَرِض، عن السَّائل المُسْتَفْهِم المُتَعَلِّم.." واحد بيسأل علشان يتعلّم دا مش مذموم، دا ممدوح، إيه الفرق بينهم بقى؟ قال: "الأوّل -اللي هو المُتَعَنِّت- إذا لم يعرف الحكمة والغاية من الأمر، رفض الإيمان، وتشكَّك في صحَّة الأحكام، أمَّا المُسْتَفْهِم تعلُّمًا وتفقُّهًا، فهو على إيمانه ويقينه وتسليمه، عرف الحكمة أم لم يعرفها، فعدَمُ معرفة الحكمة لا تسلبه الإيمان، ولا تشكِّكه فيما عنده من اليقين، ومعرفتها تزيده اطمئنانًا". واضح يا شباب؟
    • الإيمان يزيد وينقص
    بعد كده بيتكلّم على الإيمان يزيد وينقص، طبعًا أدلّة زيادة الإيمان ونقصانها كثيرة جدًّا، ففي البداية قال لك: "الإيمان يزيد بالطَّاعات، وينقص بالمعاصي، فهو مراتب بعضها فوق بعض. فليس إيمان الأنبياء كإيمان غيرهم، وليس إيمان أبي بكر الصّدّيق كإيمان سائر الناس، وليس إيمان المُطِيع كإيمان العاصي.." أكيد فيه فرق بين الناس دي، وإلَّا لَمَا تفاوتت درجاتهم في الجنة، لَمَا تفاوتوا في الوصف في الدنيا.
    جاب لك الآيات بقى، قال: قال الله -تعالى-: "إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ" إيه اللي يحصل؟ "زَادَتْهُمْ إِيمَانًا" الأنفال:٢، يبقى الإيمان بيزيد أهو بنَصّ القرآن، "وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا" المدثر:٣١، "وَزِدْنَاهُمْ هُدًى" الكهف:١٣، "هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ" الفتح:٤، فدي كلها آيات تدلّ على إيه؟ على الزيادة.
    قال: "والزيادةُ تستلزم النقصَ لا محالة.." طالما الإيمان بيزيد يبقى اللي ما زادش إيمانه هو أنقص، يعني واحد حصل له حاجة زوّدته إيمان، وواحد تاني ما حصلّوش، فهو أنقص إيمانًا مِن الذي زاد، يبقى الزيادة بمفهوم المخالفة بتستلزم النقص لا محالة. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا.." يبقى فيه واحد أكمل أهو يبقى فيه التاني إيه؟ أنقص، الأكمل اللي بيعمل إيه؟ ".. أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِمْ" سنن الترمذي، ولا يكون مَن اتّصف بهذه الصفة أكمل إلا إذا كان المتّصف بضدّها أنقص. يبقى دا واضح إنّ طالما فيه حدّ أكمل يبقى التاني أقلّ، أقلّ دا يبقى الإيمان بيزيد وينقص.
    وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:"أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ، الْحَبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ"مصنف ابن أبي شيبة، فيدلّ على أنَّ عُرى الإيمان بعضها أوثق من بعض..، في النهاية قال الإمام مالك -رحمه الله تعالى-: الإيمان قولٌ وعمل يزيد وينقص.

    وطبعًا الشيخ متميّز جدًّا إنه بيجيب لك دايمًا أقوال من السَّلَف دايمًا في الأمور اللي بيقولها، مش مجرد بيقول: وهذا مذهب السَّلَف، لأ، بيجيب لك بقى مين السلف اللي قالوا الكلام دا، فقال: "كان عمر يقول لأصحابه: هلمّوا نزداد إيمانًا فتذكرون الله" يبقى بيقول لك سيدنا عمر كان بيقول نزداد أهو، الإمام مالك قال لك الإيمان إيه؟ قولٌ وعمل يزيد وينقص، فبيجيب لك مين اللي قال الكلام دا مِن السّلف، مش مجرد إيه؟ كلمة "وهو مذهب السّلف" وخلاص بدون ما يعرّفك هم مين السلف اللي قالوا.
    • الإيمان قولٌ وعمل
    بعد كده بيقول الإيمان قولٌ وعمل، "قال الإمام الشافعيّ: كان الإجماع من الصحابة والتابعين مِن بعدهم ومَن أدركناهم يقولون: الإيمان قولٌ وعملٌ ونيّة، لا يُجزئ واحدٌ من الثلاثة إلَّا بالآخر" وجاب لك الكلام دا بسنده، وجاب أقوال كثيرة عن السلف في ذلك.
    في آخر الصفحة اللي هي ٢٨ بيقول: "الإيمان قولٌ وعمل. قَوْلٌ باللسان وهو الإقرار لله بالوحدانية.." اللي هو أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله ".. ولنبيّه بالرّسالة، واعتقادٌ بالقلب.." اللي هو اعتقاد إنّ الكلام دا صح مش مجرّد بيقولها وهو مِن جوّاه مُكَذِّب يبقى منافق ".. وعملٌ بالجوارح بكل ما يُطاع الله -عزَّ وجلَّ- به مِن الفرائض والنوافل واجتناب النواهي". يبقى الإيمان هنعرف قولٌ وعمل، قول إيه وعمل إيه؟ قول لسان، وعمل قلب، وعمل جوارح.

    "والدليل على أنَّ العمل من الإيمان -في الفقرة ٢ في الصفحة ٢٩- قَوْل الله تعالى: "وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ" البقرة:١٤٣" وطبعًا يا جماعة الدليل دا من أجمل الأدلة اللي استدلّ بيه أهل السُّنَّة على أنَّ الإيمان قَوْلٌ وعمل يزيد وينقص، لإنّه واضح جدًّا في الدَّلالة، وهو تسمية الله -عزَّ وجلَّ- لصلاة المسلمين قبل تحويل القبلة نحو بيت المقدس بالإيمان، يعني إيه اللي حصل؟ القصة بسرعة؛ إنّ الصحابة كانوا بيصلّوا نحو بين المقدس، وبعدين حُوِّلت القبلة إلى مكة، فالصحابة كانوا بيصلوا زمان فين؟ ناحية بيت المقدس، لَمَّا القبلة تحوَّلت قالوا يبقى الصلاة اللي فاتت اللي كانت نحو بيت المقدس حُكْمها إيه؟ باطلة! لأنها مش على القبلة، قالوا خلاص يبقى الصلاة دي راحت، فربّنا أنزل قَوْله وهو الرؤوف الرحيم سبحانه وتعالى فقال: "وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ". أيْ صلاتكم إلى بيت المقدس. قال: "فإنَّ أهل التفسير لم يختلفوا في أنَّ المراد بالإيمان الصلاة إلى بيت المقدس..".

    طب إيه الدليل؟ إنّ ربّنا سمَّى الصلاة إيمانًا، فجعل الصلاة وفيها أعمال قلب وجوارح ولسان سمَّاها كلها على بعضها كده إيمان، يبقى الإيمان بيشمل عمل القلب اللي هو نيَّة الصَّلاة والتَّدَبُّر والخشوع، وعمل الجوارح اللي هو الركوع والسجود والكلام دا، وعمل اللسان اللي هو قراءة الفاتحة والأذكار والتكبير والكلام دا كله، فالصلاة شاملة على التلات حاجات، وسمَّاها الله -عزَّ وجلَّ- إيمانًا، فالإيمان يشمل قول القلب، وقول اللسان، وعمل القلب، وعمل اللسان، وعمل الجوارح، جميل جدًّا، وجاب لك أدلة تانية على مسألة الإيمان قول وعمل.
    • توجيه حديث البطاقة
    بعد كده بيتكلّم في صفحة ٣٠ على توجيه حديث البطاقة، عارفين طبعًا حديث البطاقة إنّ رجل جاء يوم القيامة على رؤوس الخلائق ومعاه تسعة وتسعين سجل مدّ البصر من الذنوب، تمام؟ فوُضِعَت، ثم قال الله -عزَّ وجلَّ-: "أتنكر من هذا شيئًا؟ أظَلَمَتك كَتَبَتي الحافظون؟ قال: لا، يا ربّ، فيقول: أفلك عُذْر؟ قال: لا، يا ربّ، فيقول: بلى، إنَّ لك عندنا حسنة.." ربّنا بيقول له بقى ".. فإنَّه لا ظُلْم عليك اليوم، فتُخرجُ بطاقةٌ فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك.." يبقى اتحطّ البطاقة في ناحية، وإيه؟ والتسعة وتسعين سجل في ناحية، فالعبد بيقول "فيقول: يا ربّ، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟" يعني مالهاش لازمة الوزن، أنا كده كده داخل النار بقى، دا بطاقة قُصاد السّجلات دي كلها!
    "فقال: إنك لا تُظلم، قال: فتُوضَع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيءٌ"[3].

    الحديث دا إيه الإشكال فيه؟ إنّ كل المسلمين بيقولوا أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، هل معنى الحديث إنّ كل مسلم هيتحطّ له الشهادة في كفة قُصاد التسعة وتسعين سجل أو قُصاد ما فعل مِن الذنوب فتطيش ويدخل الجنة؟ يبقى كل الناس هتدخل الجَنَّة! دا المتبادر للذهن كده، والكلام دا غلط، الفهم دا غلط، ليه غلط؟ لإنّ فيه أحاديث أصحّ منه متواترة إنّ فيه مِن المؤمنين عُصاة يدخلون النار، طب إيه الجَمْع؟ إزَّاي فيه عُصَاة يدخلون النار وهم قايلين لا إله إلا الله؟ واشمعنى الراجل دا الـ لا إله إلا الله عنده طاشت التسعة وتسعين سجل مَدّ البصر والتانيين ما طاشتش ودخلوا النار؟ إيه الفرق بقى؟ لا بُدّ من توجيه، صح؟ لا بُدّ نفهم، أكيد فيه فرق بين الاتنين.

    الشيخ بيرجّح هنا بيقول إيه بقى؟ في صفحة ٣١ قال: "وهو أهل العفو وأهل المغفرة، لكن مَن الذي يضمن لنفسه أن يكون ذلك السعيد؟" يعني هو قال لك الكلام دا خاص بالراجل دا بس، دا ربّنا غفر له بلا إله إلا الله التسعة وتسعين سجل، بس ما تضمنش تكون زيّه، دا أحد التوجيهات اللي هو إيه؟ اللي الشيخ رجّحه.
    فيه توجيهات تانية كتير منها مثلًا:
    أنَّ هذا الرجل كان لا إله إلا الله حين قالها عنده من التَّصديق واليقين بها، والإخلاص فيها، والتَّوَكُّل على الله فيها، ما جعلها تثقل في الميزان عن غيره، الناس التانية كانت بتقولها بس مش بنَفْس اليقين، ومش بنَفْس التَّوَكُّل، فلا إله إلا الله عنده أثقل من غيره، تمام؟ فدا برضه توجيه تاني.
    توجيه تالت: قالوا إنّ هو رُزق يقظةً قبل الموت، يعني هو قبل ما يموت رُزق مثلًا موعظة، سمع موعظة، أو رأى شيئًا اعتبر به، فهذا الشيء جعله يزيد إيمانه، انت عارف لَمَّا واحد يسمع موعظة أو كده يزيد إيمانه، هذه الزيادة كانت مُسْتَلْزِمَة للتَّوبة، يعني كان دا يدفعه إنّه راح يتوب، لكنّه مات قبل أن يتوب، يبقى مات على حالة مِن كمال الإيمان مع عَجْزه عن التَّوبة؛ فغفر الله -عزَّ وجلَّ- له بذلك وكأنَّه تاب.

    كل دي توجيهات، الخلاصة إنّ هم عايزين يقولوا لك إنّ الرجل دا حالته حالة خاصة مش كل الناس زَيّه، ليه؟ إيه اللي خلَّانا نقول كده؟ إنّ فيه أحاديث أخرى متواترة صحيحة في البخاري ومسلم وأصَحّ من هذا الحديث ثابتة في أنَّ هناك عصاة من المُوَحِّدين يدخلون النار مع أنهم قالوا لا إله إلا الله، واضح يا شباب؟ فبذلك بدأ يقول توجيهات منها اللي الشيخ رجّحه إنّ دا شيء خاص بالراجل دا إنّ ربنا عفا عنه، لكن غيره قد لا يُعفى عنه، فانت إيه اللي يضمن لك انّك يُعفى عنك؟ ما تضمنش، واضح؟ جميل.
    • القائلون بأنّ الإيمان الإقرار دون العمل
    بعد كده اتكلّم على مَن يقولون أنَّ الإيمان الإقرار دون العمل، بيقول على الناس اللي هم ايه؟ المرجئة، اللي هم بيقولوا الإيمان قولٌ بلا عمل، فبيردّ عليهم، فقال لك إنّ هم أوَّلًا احتجّوا بأحاديث "إنَّ من مات من الصحابة قبل نزول الفرائض كان مؤمنًا لا محالة.." دا حجّة مين؟ حجة المرجئة، "واحتجّوا بحديث عتبان بن مالك في قصة مالك بن الدخشم وقد تغيَّب عن الصلاة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث وصفه مَن حضر بالنّفاق، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ" صحيح البخاري". جميل؟
    يبقى إذن بيقول لك إنّ فيه ناس من الصحابة ما عملوش الفرائض لإنّهم ماتوا قبل ما تُفرض، وواحد تاني ساب فريضة فالنبي -عليه الصلاة والسلام- اعتذر عنه بأنَّه كان إيه؟ يقول لا إله إلا الله، فلا إله إلا الله لم تجعله منافقًا.
    الأدلة دي أدلَّة ضعيفة جدًّا، ليه؟
    أوَّلًا: لا تكليف إلا بمقدور،يعني ما تجيش لواحد ما سمعش عن الحُكْم أو الحُكْم ما كانش لسّه اتفرض وتحاسبه عليه، هو أصلًا مات قبل وجود الحُكْم، ازَّاي هتقول إنّ هو ما كانش ناقص الإيمان لإنّه ما فعلهوش، هو أصلًا ما كانش مُكَلَّف بيه، اللي مُكَلَّف بيه وما فعلهوش هو اللي يبقى ناقص الإيمان، دا واحد.
    اتنين: إنّ في قصة مالك بن الدخشم -رضي الله عنه- النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتذر عنه مش عن كَوْنِه عاصيًا ولكن عن كَوْنِه إيه؟ منافقًا، منافق دي يعني كافر بيُبطن الكُفْر، فالنبي قال لهم: لا، دا مش منافق، دا مسلم، بس مسلم إيه؟ قد يكون ناقص الإسلام، دا رقم واحد، لإنّ الإسلام طبعًا فيه مسلم كامل الإسلام، وناقص الإسلام، وفيه كافر، ناقص الإسلام اللي هم عُصَاة المُوَحِّدين، فهو ما قالش إنّ هو كامل الإيمان بتَرْكِه لهذه الصلاة، ولكن قال إنّ هو مسلم، تمام؟
    وطبعًا"فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ" التَّحريم هنا مش هو تحريم الدخول ولكن تحريم الخلود، ودا برضه فرق بين إيه؟ في الفَهْم بيننا وبين هؤلاء، إنّ كُلّ مَن قال لا إله إلا الله مُحَرَّم عليه النار خلودًا، لكن ممكن يدخلها، يدخلها ثم يخرج، مين اللي مش هيخلد في النار؟ أيّ واحد مسلم، مين اللي مش هيدخل النار؟ المسلم كامل الإسلام، اللي هو ثقلت حسناته على سيّئاته، دا اللي مش هيدخل النار، لكن أيّ حدّ تاني ممكن يدخل.

    بعد كده بيقول: "وقد تخوَّف عمر -رضي الله عنه- لِمَا أعطاه الله -عزَّ وجلَّ- من الفطنة وحضور الذهن، على الأُمَّة من هذا التطبيق القاصر للإيمان." يبقى سيدنا عمر خاف الناس تفهم الكلام دا غلط، إيه الدَّليل؟
    إنّ في الصحيح أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي هريرة: "اذهب بنعليّ هاتين فمَن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشّره بالجنّة"، يبقى النبي -عليه الصلاة والسلام- كان قاعد في حائط اللي هي في جنينة، والصحابة ما كانوش لاقيينه وبيدوَّروا عليه ­-عليه الصلاة والسلام-، فسيّدنا أبو هريرة أوّل واحد وصل له، فلمَّا لقاه قاعد -عليه الصلاة والسلام- قال له خُد النعلين بتوعي علشان اللي يشوفهم يعرف إيه؟ إنّ هو جاي رسول من عند النبي -عليه الصلاة والسلام-، فاللي تقابله قُل له إيه؟ بَشّره بالجَنَّة.
    فأوّل ما خرج أوّل واحد قابله مين؟ سيدنا عمر، فسيدنا عمر سمع منه الكلام دا، قام واخده وضربه بين ثدييه يعني في صدره، وأخذه عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، "فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا عمر، ما حملك على ما فعلت؟" انت عملت كده ليه؟ "فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أبعثت أبا هريرة بنعليك مَن لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشّره بالجنة؟ قال: نعم، قال: لا تفعل" سيدنا عمر اللي بيقول للنبي -عليه الصلاة والسلام-، "قال: لا تفعل، فإني أخشى أنْ يتَّكِلَ النَّاسُ عليها، فخَلِّهم يعملون، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فخلّهم"[4].
    طب هو سيّدنا عمر بيعّدل على النبي -عليه الصلاة والسلام- هنا؟ لأ، مش بيعدّل على النبي -عليه الصلاة والسلام- ولكن "كان هذا من عمر تَذْكيرًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما جاء عنه -صلى الله عليه وسلم- في حديث معاذ أنه قال: "مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَلاَ أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قَالَ: إِذًا يَتَّكِلُوا" صحيح البخاري".

    يبقى النبي هو اللي علّمهم إنّ الكلام دا لو الناس عرفته هتَتَّكِل، ودا فيه جواز إخفاء بعض العلم عن الناس خشية الفتنة، إنّ ممكن الحاجات دي لو عرفها عموم الناس ما يعملوش، إنّ هو يقول لك خلاص أنا كده كده مش مُخَلَّد في النار، فما عُدْتش عامل حاجة من الطاعات ممكن ناس كتير تفكَّر كده، بس هو لا يدري حاجتين:
    أوَّلًا لا يدري عِظَم عذاب النار اللي هو هيخُشّه، دا رقم واحد.
    ثانيًا لا يدري أنَّ الفتن يُرقق بعضها بعضًا، انت النهارده هتترك العبادات وهتترك الطاعات، هتفعل المعاصي، الموضوع مش هيقف عند إنّك إيه؟ تبقى من عُصاة المُوَحّدين، ممكن يصل إلى الكُفْر والشِّرك والعياذ بالله، فبالتَّالي أصلا تسوء خاتمته ويموت على غير الإسلام.
    • حُسْن النية وحده لا يكفي
    بعد كده بيتكلّم على حُسن النية، وأنه لا يكفي وحده، فقال: "قال الفضيل بن عياض: العمل الصالح لا يُقبل حتى يكون أخلص العمل وأصوبه".
    وطبعًا إخلاص العمل هو أن يكون خالصًا لله -عزَّ وجلَّ-، وأصوبه أن يكون على السُّنَّة.
    • قَوْل الإنسان: أنا مؤمن -إن شاء الله-
    بعد كده بيتكلّم في مسألة هي قَوْل إنسان أنا مؤمن إن شاء الله، صفحة ٣٥، يعني ينفع حدّ يسألك: انت مؤمن؟ تقول له: أنا مؤمن إن شاء الله؟ ينفع تقول "إن شاء الله"؟ تستثني، يعني إيه تستثني؟ يعني تعلّقه على المشيئة، ينفع ولا ماينفعش؟ ينفع ولكن بشرط.
    قال: "كان السلف يكرهون مِثْل هذا السؤال.." إنّ حدّ يقول لك هل أنت مؤمن؟ ".. فكان طاووس إذا سُئل يقول: آمنت بالله وكُتبه ورسله.." وما يجاوبش ".. وكان سفيان بن عيينة إذا سُئل هذا السؤال لا يُجيب، ويقول للسائل: سؤالك إيَّاي بدعة، ولا أشُكّ في إيماني".

    طيب الناس اللي قالت بالجواز، إيه التّوجيه بتاعهم؟ في صفحة ٣٦ قال لك: فيه اتجاهين:
    الاتجاه الأول: اتّجاه المشيئة إلى الخاتمة، يعني أنا إن شاء الله يعني أرجو أن أموت على الإيمان، أنا دلوقت مؤمن بس مش عارف هيُختم ليّا بإيه، فأرجو أن يكون ذلك إيه؟ إنّ خاتمتي تكون على الإيمان.
    أو -خُد بالك من الحتّة التانية دي بقى- اتجاه المشيئة إلى العمل الذي هو فِعْل الطاعات وتَرْك المُحَرَّمات، يعني أنا مؤمن بس أسأل الله إنّ يكون دا إيه؟ مُطَبَّق في أعمالي مش مُجرَّد ادّعاء يعني، يعني ربّنا يوفقني بقى وإيه؟ وكمان يكون أعمالي على هذا الإيمان. فهنا "الإيمان لا يتمّ إلا بالعمل، والإنسان لا يستطيع أن يجزم بأنه أكمل العمل الذي يتطلَّبه الإيمان، فهو شاك في ذلك.." هل أنا عملت كل مقتضيات الإيمان من الطاعات وتركت كل المعاصي؟ بقول إن شاء الله أُوَفَّق لذلك يعني.
    رقم تلاتة: اتّجاه المشيئة إلى رجاء القبول، يعني أنا مؤمن بس ربّنا يتقبَّل، تمام؟ أنا فعلت الإيمان وأسأل الله أن يكون على الوجه الذي يقبله الله.
    يبقى إذن الاستثناء في الإيمان جائز على سبيل إيه؟ الموافاة اللي هو الخاتمة، أو العمل اللي هو إكمال يعني الإيمان، أو التالتة اللي هو القبول.
    • مُرْتَكِب المعصية ليس كافرًا
    طيب بعد كده بيتكلّم على مُرْتَكِب المعصية فقال: مرتكب المعصية ليس كافرًا، "ارتكاب المعاصي لا يسلب المؤمن إيمانه، ولو كانت المعاصي من الكبائر، ما دام فاعل المعصية يعتقد أنها معصية، فإنْ استحلّها.." دا موضوع تاني بقى لكن هو طلاما بيعملها وهي معصية فهو لا يسلب الإيمان.
    استدلّ بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَتَانِي جِبْرِيلُ فَبَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ، قُلْتُ -اللي هو أبو ذرّ-: وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ زَنَى، قَالَ: وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ زَنَى" صحيح البخاري. "قال النووي في شرحه: ما عليه أهل الحق من السلف والخلف، أنَّ مَن مات مُوَحِّدًا دخل الجنة، قطعًا على كل حال..".

    وبدأ يفصّل إيه الأحوال بقى؟ هناك أناس يدخلون الجنة ولا يدخلون النار أصلًا، يبقى دا إيه؟ الحال الأوَّلاني، اللي هو رجحت حسناتهم على سيئاتهم، وهناك أناس ترجح سيئاتهم، قال: فهو في المشيئة، في مشيئة الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء أدخله الجنة، يبقى فيه واحد إيه؟ سيئاته هي اللي بتغلب ممكن ربّنا يعفو عنه ويدخل الجنة وممكن ما يعفوش عنه ويدخل النار، "فهو في مشيئة الله إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة أو لا، كالقسم الأول، وإن شاء عذَّبه القَدْر الذي يريده الله -عز وجل- ثم يدخله الجنة. فلا يُخلَّد في النار أحدٌ مات على التوحيد ولو عمل من المعاصي ما عمل، كما أنه لا يدخل الجنة أحدٌ مات على الكُفْر ولو عمل من أعمال البر ما عمل"[5].
    يبقى بيقول لك لا إله إلا الله بتُحَرِّم إيه؟ مش بتحرّم دخول النار، ولكن تحرّم الخلود في النار، يبقى لا إله إلا الله تحرّم الخلود في النار وليس الدخول، لكن الكُفْر بيحرّم إيه؟ بيحرّم دخول الجنة.

    وقعد يجيب الأحاديث اللي هي ظاهرها على الحُكْم على صاحب المعصية بالكُفْر والرَّدّ عليه، فقعد يحيب بقى أحاديث زَيّ "لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ" صحيح البخاري، يبقى نفى عنه الإيمان، "لا ترجِعوا بعدي كُفَّارًا يضرِبُ بَعضُكم رِقابَ بَعْضٍ" صحيح البخاري، "اثنتانِ في الناسِ هما بهم كُفْرٌ.." صحيح مسلم، وقعد يجيب حاجات مش كُفْر، تمام؟ قعد يجيب الحاجات كلها اللي ظاهرها الكُفْر، "سِبابُ المسلِمِ فُسوقٌ، وقتالُهُ كُفرٌ" صحيح البخاري. وأظهر الأقوال في تأويل هذه النصوص لتتَّفِق مع باقي نصوص الشريعة التي تقتضي بعدم تكفير صاحب المعصية، القَوْل بأنَّ مَن زنى، أو قَتَل، أو حَكَم بغير ما أنزل الله، أو ادَّعى إلى غير أبيه، أو أبق من مواليه، فقد فَعَل فِعْل الكفار، "أيما عبدٍ أَبَقَ من مواليه فقد كفر" صحيح مسلم. يعني فَعَل فِعْل الكفار بس مش كافر يعني.
    • سلب الإيمان
    بعد كده بيتكلّم على سلب الإيمان اللي هو الكُفْر يعني، قال: "تبيَّن مِمَّا تقدَّم في حقيقة الإيمان والإسلام، أنَّ الداخل إلى الإسلام لا يحتاج إلى أكثر من الاعتراف بالشهادتين بلسانه، وتصديق ذلك بقلبه، ولا يحتاج إلى معرفة البراهين والدلائل.." إلى غير ذلك.
    قال: "وذلك إذا صدر منه فعلٌ أو قولٌ يُناقض مضمون الشهادتين، أو يدلّ على عدم رضاه بالإسلام، بعد إقامة الحجة عليه، فالناطق بالشهادتين لا يكون مؤمنًا.."، يعني بيقول لك إيه؟ إنّ مش قُلت لا إله إلا الله يبقى أنا مسلم بقى صك كده إلى أنْ أموت مفيش حاجة تخرّجني من الإسلام، لا، ممكن يخرج، ازَّاي؟ قال في صفحة ٣٩ في السطر التالت: "وذلك إذا صدر منه فعلٌ أو قولٌ يناقض مضمون الشهادتين.."، يبقى لو ناقض الشهادتين، يعني كذّب النبي -صلى الله عليه وسلم-، سَبَّ الله، هذه الأشياء تناقض الشهادتين، ".. أو عدم رضاه بالإسلام"، قال: الإسلام دا دين مش كويّس -والعياذ بالله-، بعد إقامة الحجة يبقى كافر.
    • أمثلة لِمَا يَسلب الإيمان
    أمثلة لِمَن يُسْلَب الإيمان، جاب أمثلة كتيرة جدًّا زَيّ:
    سبّ لفظ الجلالة وشتمه، الطَّعْن في الرسول -صلى الله عليه وسلم-، السخرية والاستهزاء بواحدٍ من الأنبياء، عدم الإذعان والتسليم لِمَا حكم به الله، أو حَكَم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويسلب الإيمان الطعن في الشريعة الإسلاميَّة، أو الاستخفاف بشيءٍ منسوب إليها.. إلى غير ذلك.
    • شروط تكفير المعين
    بعد كده اتكلّم في فصل جميل جدًّا جدًّا جدًّا وهو شروط تكفير المعين والعُذْر بالجهل قال: شروط تكفير المُعَيَّن:
    رقم واحد: القَصْد، يعني يبقى قاصد مش ناسي ولا مخطئ، وجاب الإيه؟ الأدلّة.
    رقم اتنين: عدم الإكراه، لو واحد مُكرَه زَيّ سيدنا عمار بن ياسر لَمَّا أُكْرِه على سبّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وسبّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كُفْر لكنّه كان مُكْرَه "إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ" النحل:١٠٦.
    كَوْن المُتَكَلِّم عالِمًا بمقتضى الكلام، يمكن هو بيقول كلام مش فاهم معناه، مش عارف إنّ دا معناه كده، فهو إذن لا بُدّ يبقى فاهم، تمام؟ يبقى لا بُدَّ أنْ يكون المتكلم عالِمًا بما يقول.
    أربعة: عدم التأويل المحتمل، يعني ممكن يبقى عنده تأويل، متأوِّل، مش قصده الكلام دا، هو قصده حاجة تانية، فتيجي تقول له: انت قصدك كذا؟ يقول لك: لا، دا أنا قصدي كذا، يبقى إذن ساعتها خلاص، أو فهم الآيات والأحاديث بشكل خطأ، زَيّ إيه مثلًا؟ زَيّ جاب لك الصحابة أنَّ قدامة بن مظعون ومعه جماعة شربوا الخمر متأوّلين إنّ إيه؟ "لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا" المائدة:٩٣. فقال لك أنا مؤمن تَقِيّ فأشرب وآكل اللي أنا عايزه، تمام؟ يبقى دا كان سيدنا قدامة كان متأوّل، فهم الآية غلط.
    رقم خمسة: ألا يكون مغلوبًا على عقله زَيّ "رفع القلم عن ثلاث: النائم، والصبي، والمجنون"[6].
    ستة: قيام الحجة، فلا يُحكم على أحدٍ بكُفْرٍ إلا بعد قيام الحجة عليه واستتابته، لقَوْل الله -عزَّ وجلَّ-:
    "مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا" الإسراء:١٥. "وقيام الحجة أن يُبَيَّن للمُتَكَلِّم أنَّ قَوْله يستوجب الكُفْر من جهة كذا وكذا، ويُطلب منه التوبة والرجوع عن قَوْلِه..".
    طبعًا مين اللي بيعمل إقامة الحجة؟ العالِم، مش أيّ واحد يجيب إيه؟ واحد يُقيم عليه الحجة يعني.
    • ما يترتّب على الرِّدَّة
    ما يترتب على الردة، طاب واحد بقى قامت عليه الحجة وكفر وارتدّ هنعمل فيه إيه؟ أو إيه اللي يحصل له؟
    أوّل حاجة: يُفَرَّق بينه وبين زوجته.
    تاني حاجة: يُقْتَل للرّدّة.
    رقم تلاتة: لا يُدْفَن في مقابر المسلمين.
    ولا توارث بينه وبين قرابته.
    والرّدّة تحبط العمل.
    يبقى قال لك خمس حاجات: أوّل حاجة التفريق بينه وبين زوجته، يُقْتَل، لا يُدْفَن في مقابر المسلمين، لا يَرِث ولا يُوَرَّث، خامس حاجة: يحبط عمله عند الله -عزَّ وجلَّ-.
    • العُذْر بالجهل
    آخر حاجة بقى اتكلّم عليها -ودي مهمة جدًّا- مسألة العُذْر بالجهل، وجاب حديث الراجل اللي هو إيه؟ قال: لئن قدر عليَّ ربي ليفعلن بي كذا وكذا، فقال لأولاده خُدوا إيه؟ الجثة بتاعتي واحرقوها ووزّعوها، علشان إيه؟ ربّنا ما يجيبنيش تاني، فهو شكّ في قُدْرة الله على البَعْث، قال لو أنا إيه؟ حرقت جسمي ووزَّعته في البر والبحر والصحراء وكده ربّنا مش هيجيبني، فبالتَّالي مش هتحاسب، ففي الحديث إنّ ربّنا سأله: "ما حملك على ما صنعتَ؟ فقال: خشيتك يا ربّ، أو قال: مخافتك، فغفر له بذلك" صحيح مسلم. هو كان إيه؟ شكّ إنّ ربّنا يعرف يجيبه تاني، شكّ في قُدْرة الله، قال: "فالرَجُل شَكَّ في قُدْرَةِ الله، واعتقد أنَّ الله -تعالى- لا يقدر على إعادته إذا ذُرّي، وشَكَّ في المعاد، وهذا كُفْر لا شَكَّ فيه، لكنه كان جاهلًا باعتقاده المصحوب بالخوف من الله، فغُفر له".

    وقالت الجارية بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وفينا نبيٌّ يعلم ما في غدٍ" يبقى نسبت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عِلْم ما في غد، ودا من العلم الذي لا يعلمه إلا الله، ومع ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يُكَفّرها، ولكن قال لها: "لا تقولي هكذا، وقولي ما كنتِ تقُولينَ" صحيح البخاري. يعني قولي بقيّة الكلام ما عدا الحتّة دي ما تقوليهاش تاني، فعلّمها النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يكفّرها، ليه؟ لأنها كانت جاهلة.

    "قال ابن عبد البر: في الحديث دليلٌ على أنَّ الإثم مرفوعٌ عمَّن لم يعلم..، وقال يونس بن عبد الأعلى: سمعتُ الشافعيَّ يقول: لله -تعالى- أسماءٌ وصفات لا يسع أحدًا قامت عليه الحجة ردَّها، فإن خالف بعد ثبوت الحجة فهو كافر، فأمَّا قبل ثبوت الحجة عليه فمعذورٌ بالجهل". دا النّصّ عن الشافعي في العُذْر بالجهل.
    وفي آخر الصفحة ٤٤ يقول: "وإني أقرر أن الله تعالى.." دا مين؟ ابن تيمية اللي بيقول "وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعمّ الخطأ في المسائل الخبريَّة القوليَّة، والمسائل العمليَّة".
    يبقى ربّنا غفر الخطأ للأمة في أيّ شيء طالما خطأ، ما كانش يقصده، أو كان متأوّل، أو كان معذور، أو كان ناسي، أو كان جاهل، يبقى دا خطأ يُغفر له.
    • مصير المؤمنين ومصير الكافرين
    مصير المؤمنين ومصير الكافرين، قال: "وقد أجمع المسلمون على دخول المشركين النار وعلى خلودهم فيها"، دا إجماع بقى مفيش فيه نقاش إنّ يهودي نصراني مجوسي كل دول داخلين النار ومُخَلَّدِين فيها، في ٤٦ قال: "وهذا عامٌّ في كل كافر، لا فرق بين اليهودي والنصراني والوثني والمنافق في العقيدة -الزنديق- والمجوسي والملحد والشيوعي والهندوسي، ولا فرق بين الكافر عنادًا وغيره، ولا بين الكافر أصلًا والمرتدّ عن الإسلام" كل دول كفار داخلين النار مُخَلَّدين فيها، دا النقطة الأولى وهو مصير الكافرين.

    أمَّا مصير المؤمنين قال: "وأجمع المسلمون كذلك على أنَّ مصير المؤمنين الذين ختم الله لهم بالتوحيد الجنَّة، وأنهم خالدون فيها لا يخرجون منها ولا يموتون.. ولكن إنْ كان مَن مات من أهل التوحيد لم يَمُت مُصِرًّا على كبيرة من الذنوب دخل الجنة أوَّلًا.." يعني هو لو مات غير مُصِرّ على كبيرة حتى لو كان فعلها بس تاب منها دا يخشّ الجنة علطول، ".. وإنْ مات على كبيرة لم يقبل الله توبته منها، فهو تحت المشيئة.." كبيرة وتاب منها ما قُبلتش التوبة أو ما تابش منها أصلًا دا يبقى تحت المشيئة، ممكن ربنا يعفو عنه وممكن يدخله النار، ".. فإن عفا الله عنه دخل الجنة أوَّلًا مع المطيعين، وإلا عُذِّبَ على قَدْر ذنوبه، ثم أُخرج من النار وخُلِّد في الجنة". يبقى حتى لو دخل النار برضه في النهاية هيدخل الجَنَّة.

    الخاتمة
    وبذلك نكون قد انتهينا من الفصل الأول اللي هو العقيدة، ومن الفصل الثاني اللي هو الإيمان والإسلام.
    وجزاكم الله خيرًا، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيّنا محمد، وعلى آله وصَحْبه وسلّم تسليمًا كثيرًا، والحمد لله ربِّ العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    _________

    [1] نُقِلَ في الكتاب عن القرطبي في المفهم
    [2] نُقِل في الكتاب عن ابن عبد البر في التمهيد
    [3] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الخَلَائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ" سنن الترمذي.
    [4]".. فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَعْطَانِي نَعْلَيْهِ، قَالَ: اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ، فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ، فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِيتُ عُمَرُ، فَقَالَ: مَا هَاتَانِ النَّعْلَانِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ فَقُلْتُ: هَاتَانِ نَعْلَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَنِي بِهِمَا مَنْ لَقِيتُ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ، بَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، فَضَرَبَ عُمَرُ بِيَدِهِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ فَخَرَرْتُ لِاسْتِي، فَقَالَ: ارْجِعْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَجْهَشْتُ بُكَاءً، وَرَكِبَنِي عُمَرُ، فَإِذَا هُوَ عَلَى أَثَرِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قُلْتُ: لَقِيتُ عُمَرَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي بَعَثْتَنِي بِهِ، فَضَرَبَ بَيْنَ ثَدْيَيَّ ضَرْبَةً خَرَرْتُ لِاسْتِي، قَالَ: ارْجِعْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُمَرُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ، وَأُمِّي، أَبَعَثْتَ أَبَا هُرَيْرَةَ بِنَعْلَيْكَ، مَنْ لَقِيَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ بَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ عَلَيْهَا، فَخَلِّهِمْ يَعْمَلُونَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَخَلِّهِمْ" صحيح مسلم.
    [5] نَقْل عن النووي في شرح صحيح مسلم
    [6]"رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ" سنن أبي داود.

    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36


    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع

    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
    في أمان الله
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 01-04-2018, 04:19 PM.


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله كل خير
      بارك الله في جهودكم ونفع بكم

      قال الحسن البصري - رحمه الله :
      استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
      [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


      تعليق


      • #4
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا وتقبل منكم

        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أبوالمعالـي مشاهدة المشاركة
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله كل خير
          بارك الله في جهودكم ونفع بكم
          جزاكم الله خيرًا مثله وبارك فيكم.

          المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا وتقبل منكم
          اللهم آمين وإياكم
          جزاكم الله خيرًا مثله.



          رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

          اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


          ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

          تعليق


          • #6
            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

            تعليق


            • #7
              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرًا وتقبل منا ومنكم

              اللهم ارحم أبى وأمى وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة
              اللهم اعتق رقابنا من النار
              يا وهاب هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء

              تعليق

              يعمل...
              X