الدعوة إلى الله هي مهمة الرسل وأتباعهم
الخطبة الأولى
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي جعل الدعوة إلى الله وإلى دينه سبباً لدخول دار السلام ، نسأله أن يجعلنا ممن استجاب للدعوة واستقام ،نحمده ونشكره على ما أولاه من النعم الجسام، من أعظمها نعمة الإسلام ، ومنها أن جعلنا من أمة سيد الأنام ،أرسله الله شاهداً ومبشراً ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ،وكشف بإذن ربه الغمة وجاهد في الله حق جهاده وقام بواجب الدعوة إلى الله حتى أتاه اليقين ، وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الذين بذلوا أرواحهم وأوقاتهم في الدعوة إلى الله وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ومن دعا بدعوته واهتدى بهداه أما بعد : أيها المسلمون : أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فإنها وسيلة إلى كل خير وسياج من كل شر
عباد الله : ليس بخافٍ على كل من له أدنى بصيرة مكانة الدعوة إلى الله ومنزلها في دين الإسلام ، فهي وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام، ومهمة ورثتهم من العلماء والمصلحين في كل زمان ومكان، وهي من آكد الفرائض وأعظم الواجبات ،وأهم القربات، وأفضل الطاعات ،وقد أمر الله عز وجل بها في كتابه الكريم وأثنى على أهلها ورفع شأنهم
يقول سبحانه) وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (القصص: من الآية87 ، وقال تعالى : ) ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ (النحل : 125 ،وقال سبحانه : ) وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدىً مُسْتَقِيمٍ (الحج : 67 ،وقال عز من قائل : ) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ (آل عمران : 104 ،ومن أعظم الآيات في هذا الموضوع المهم آية يوسف التي رسمت منهاج الدعوة إلى الله وأوضحت معالمها ، يقول الحق تبارك وتعالى : ) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (يوسف : 108قال الإمام الطبري عليه رحمة الله في تفسيره لهذه الآية : قل يا محمد هذه الدعوة التي أدعو إليها والطريقة التي أنا عليها من الدعاء إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان ،والانتهاء في طاعته وترك معصيته ، سبيلي وطريقتي ودعوتي ، أدعو إلى الله وحده لا شريك له على بصيرة ،بذلك على يقين وعلم مني به، ويدعوا إليه على بصيرة أيضاً من اتبعني وصدقني وآمن بي ، ومن الآيات التي رفعت مقام الدعوة وأعلت شأن الدعاة قوله سبحانه : ) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (فصلت : 33
عباد الله : هذا وقد جاء في السنة الشريفة ما يبين الفضل العظيم والثواب الجزيل للدعاة إلى الله ، وقد خرّج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله ) وله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ) وقال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر ( ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لان يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) فهذا إبلاغهم لدعوة الحق ،وإخراجهم من الظلمات إلى النور بإذن الله ، وإنقاذهم من وهدة الفساد ،وبؤر المعاصي إلى عز الطاعة والإيمان ،ورفعة الإسلام والتقوى إن الدعوة الحق تبشير لا تنفير، وتيسير لا تعسير ، محبة ووئام، وخير وسلام ،وبذل وإيثار وإشفاق ، فكما أن الله هدى الداعية إلى الطريق الأمثل والسبيل الأقوم، فإن عليه أن يبذل جهده في دعوة غيره إليه، لأن من علم الخير واتبعه وجب عليه تعريف الناس به ،ودعوتهم إليه
إخوة الإسلام: لقد رسم ديننا الحنيف منهج الدعوة الصحيح ، استقاءً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأشاد دعائم دعوة الحق وأرسى أسسها لتؤتي أكلها صلاحاً وإصلاحا ، ومن هذا المنهج أن تكون الدعوة إلى الله قائمة على الإخلاص لله ،والتجرد له والبعد عن الأغراض الشخصية ، والمطامع المادية، وأن تكون مبنية على المتابعة للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قائد الدعاة إلى الله ، وأن تكون مبنية على العلم والبصيرة ، فدعوة بلا علم كجسد بلا حياة ، كذلك يجب على الدعاة إلى الله أن يكونوا قدوة حسنة يعملون بما يعلمون ، تصدق أفعالهم أقوالهم، وأن يتحلوا بالصبر على ما يلاقونه في سبيل الدعوة من الأذى والمتاعب والمشاق ، فهذا هو شيمة الأنبياء والمرسلين ، فإنهم تحملوا الأذى وصبروا عليه حتى تنشر كلمة (لا إله إلا الله) وتبلغ ذروتها فتعرضوا للاستهزاء، ولاقوا الأذى وتكبدوا المشاق، وضحوا بأنفسهم وأرواحهم في سبيل دعوة الناس إلى (لا إله إلا الله )، وصبروا لأزمته الطويلة على كل المشاق والصعوبات حتى تدخل (لا إله إلا الله) إلى قلوب الناس ، انظر مثلاً إلى قصة رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام عندما أرسله الله إلى قومه وأمره بدعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فجاء إلى قومه وهم يعبدون آلهة غير الله، وجاء إليهم وهم منحرفون عن طريق الحق وجاء إليهم وهم يشركون مع الله فقال لهم (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ) نوح : 2 ، 3 ، فوقفوا في وجهه وسبوه وآذوه وعذبوه، فهل رده ذلك عن تبليغ دعوة الله ،لا وإنما صبر واحتسب واستخدم وسائل عديدة في تبليغ هذه الدعوة ، فدعا قومه سراً ثم دعاهم جهراً ودعاهم بالليل ،ودعاهم بالنهار ، يقول سبحانه : ) قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً (نوح : 5وقال سبحانه : ) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً (نوح : 8 ، 9 ، ومع ذلك لم يستجب له إلا القليل ، فهل انتهى عند هذا ؟ كلا .. وإنما ذكرهم بما أنعم الله عليهم فقال لهم : ) مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً * أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً * وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً (نوح : 13 - 17 ،ومع كل هذا لم يؤمن معه إلا القليل ، ويا ترى هل كانت هذه الدعوة قد أخذت زمناً قصيراً ؟ هل دعا قومه يوماً أو شهراً أو سنة أو قرناً ، لا والله ، لقد دعاء رسول الله نوح قومه تسعمائة وخمسون عاماً ، يقول سبحانه : ) فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً (العنكبوت : 14 ،ومع هذا لم يذق طعم الإيمان إلا نفراً قلة من قومه ، وكان عليه الصلاة والسلام يصنع الفلك في الصحراء، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه واستهزؤا به ،ويقولون لو صنعتها قرب بحر أو محيط لكان هذا معقول نسبياً ،ولكن صنعتها في وسط الصحراء لا بحر ولا ماء ، إن هذا أمر عجيب ، فكان يقول لهم : (إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) هود : 38 ، وما هي إلا سنوات ثم أخذهم الله وأغرقهم ونجا نوحاً ومن آمن معه ، (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الأنعام:45
ونموذجاً آخر عندما أرسل الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى هذه الأمة لاقى ما لاقى وهو في شعاب مكة و لاقى وهو في الهجرة و لاقى ما لاقى وهو ينشر دعوته في القبائل، يخرج عليه الصلاة والسلام فيصلي عند الكعبة، فيأتي عقبة بن أبي معيط ويضع سلاء الجزور على رقبته الشريفة ، ويحمل أبو جهل حجراً ضخماً يريد أن يلقي به على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرضخ رأسه به، فيمنع الله رسوله من كيد أبي جهل ، ويؤذى في مكة فيذهب إلى الطائف لكي يبحث عن النصرة ،فيجد أهل الطائف أشد كفراً ونفاقاً فيرجع صلى الله عليه وسلم وقدماه تسيل منها الدماء، مما لقي من أهل الطائف ، فيأتيه جبريل كما في حديث عائشة رضي الله عنها فيقول له إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوه عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت ، ثم ناداه ملك الجبال فسلم عليه ثم قال : إن شئت أطبق عليهم الأخشبين ، قال صلى الله عليه وسلم ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً ) والأخشبان هما جبلا مكة، فانظر يا أخي إلى صبره وتحمله صلى الله عليه وسلم ، ورغم ما لاقى من تكذيب لم يدع على قومه، أي نفس هذه النفس، وأي صبر هذا الصبر، لا عجب فإن الله قد زكاه من فوق سبع سماوات ، فقال : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم : 4 ، وقال سبحانه وتعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران : 159 ،ولنا من هذين النموذجين دروس منها :
أولاً : إن طريق الدعوة ليس سهلاً وليس مفروشاً بالورود وإنما هو متعب وشاق ولا بد لكل من سخر نفسه لخدمة هذا الدين أن يلاقي من الأذى وأن يُهان وينال منه ، اسمع إلى قول الله سبحانه وتعالى : ( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) العنكبوت : 1 ، 3 ،فيا أيها الدعاة عليكم بالصبر في سبيل الله فإن هذا طريق الأنبياء والرسل والصالحين ( وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران : 139 ،
ثانياً : إن الهداية بيد الله سبحانه وتعالى فهي منحة من الله يعطيها من يشاء، ويمنعها من يشاء، ولا يتصور داعية أنه إذا دعا الناس في محاضرة أو كلمة أو خطبة فإنهم لا بد وأن يهتدوا جميعاً ، لا إن هذا لا ينبغي، وأنت أيها الداعية عليك الإخلاص في الدعوة، وعليك البلاغ ،والهداية ليست بيدك ، فلو كانت بيد الداعية لهدى محمد صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب وإنما الهداية بيد الله ، يقول (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) القصص: من الآية 56 ، فالواجب عليك هو دعوة الناس بقلب صادق إلى هذا الدين العظيم وحثهم على الالتزام بشرع الله ولا تيأس إذا لم تر إقبالاً من الناس ، فعليك البلاغ وعلى الله الحساب ، واسمع إلى قوله تعالى لرسوله : ( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ) الغاشية : 22
ثالثاً : أن الداعية المثالي هو الذي يعرف أحوال الناس فيخاطبهم على قدر عقولهم ،وينوع معهم الأساليب ،فليس الناس سواء في التلقي
فيا أمة الإسلام .. أيها الدعاة : جددوا في نشر الدعوة الإسلامية الحقة في كل زمان ومكان، ابدءوا بالأهم فالمهم ، ركزوا على جانب إصلاح العقيدة، والتحذير من مظاهر الشرك والخرافة والضلالة ،وكل فكر فاسد، ومذهب هدام، واربطوا الخلق بخالقهم جل وعلا حثاً على الواجبات، وتحذيراً من المنكرات ،واحذروا من أخذ الأمور بالعنف والشدة ، فتلك طريقة الرسل عليهم الصلاة والسلام ،ومنهج الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه ،وكل منهج يخالف ذلك، وكل دعوة لا تقوم على هذا الأساس ، فإن نهايتها الخطأ والفشل، وإننا نحمد الله على ما يقوم به رجال هذه البلاد والعلماء في نشر الدعوة إلى الله ،والله المسئول أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويوفق العاملين للإسلام ،ويؤيد الدعاة إليه إنه جواد كريم ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :الدعوة إلى الله هي مهمة الرسل وأتباعهم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد : فاتقوا الله عباد الله .. واعلموا أنكم جميعاً جنود لدعوة الإسلام، فليست الدعوة إلى الله مقصورة على أناس بأعيانهم، بل هي عامة لكل أفراد المجتمع الإسلامي قادتهم وعلمائهم، وشبابهم وشيبهم، رجالهم ونساءهم ، فكل فرد من هؤلاء مسئول عن الدعوة إلى الله ، على حسب مكانته في المجتمع، فلا ينبغي أن يفرط في مسئولية فيضيع الفرص المناسبة للدعوة، ولو أن كل مسلم بذل جهده، وسخر وقته وما أوتيه من إمكانات في الدعوة إلى الله، لا قل إن تجد مخالفاً ، فاتقوا الله عباد الله .. وجدوا في نشر دعوة الحق ،الأب في بيته والمعلم في مدرسته، والتاجر في محله ،والموظف في عمله وغيرهم ، كل أولئك يجب أن يكون قدوة عملية في الدعوة إلى الله ،وتأسوا رحمكم الله بأسلافكم من الدعاة إلى الله عبر التاريخ الذين ضربوا أروع الأمثلة ،في الجهاد والصبر والتضحية ،وفي مقدمتهم رسل الله ،ولا سيما خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ، إني لأرجو أن تكون هذه اللمحات عن الدعوة إلى الله حكمها وفضلها ومنهجها وصفات أهلها ذكرى للغافلين ،وتشجيعاً للعاملين ، هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على أفضل الدعاة إلى الله ،نبينا محمد بن عبد الله كما أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله :(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب:56 ، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق إمامنا لما تحبه وترضاه ووفق جميع قادة المسلمين في كل مكان لتحكيم شرعك، وإتباع سنة نبيك rووفق علمائهم ودعاتهم لبذل الجهود في نشر الدعوة الإسلامية يا رب العالمين ، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد ،يعز فيه أهل طاعتك ،ويذلك فيه أهل معصيتك ،ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء ، اللهم اجمع شملنا وحكامنا وعلمائنا ودعاتنا على طاعتك ،وسخر لنا ملائكة السماء برحمتك وجنود الأراضين بقدرتك ، اللهم اهد شباب المسلمين واجعلهم هداة مهتدين ولخدمة هذا الدين عاملين ،)رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(البقرة:201
عباد الله: )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ(. واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون .
تعليق