إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ما لا يجوز من اللعب والمزاح] أدب المزاح // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ما لا يجوز من اللعب والمزاح] أدب المزاح // مفهرس



    باب[ما لا يجوز من اللعب والمزاح] - درس (31) – كتاب "الأدب المفرد"

    أدب المزاح



    قال الإمام البخاري:

    حدثنا عاصم بن علي قال حدثنا ابن أبي ذئب عن عبدالله بن السائب عن أبيه عن جده
    قال : سمعت رسول الله ﷺ
    يعنى يقول:


    "لا يأخُذُ أحَدُكُم مَتَاعَ صَاحِبِه لاعِبَاً ولا جَادَّاً ، فَإذا أَخَذَ أحَدُكُم عَصا صاحِبِه فَلْيَردَّهَا إليه"[البخاري]



    قال الإمام الخطابي:

    "أن يأخذه على وجه الهزل وسبيل المزاح ثم يحبسه عنه ولا يرده فيصير ذلك جِدًا".



    فالنبي هنا ينهى عن أن يأخذ الإنسان المسلم من أخيه شيئًا من متاعه
    سواء كان هذا على سبيل الجِد أو على سبيل الهزل واللعب
    ..
    فيبدأ الأمر بمزحة ثم بعد ذلك قد ينقلب الأمر إلى جد،
    فتحدث الخصومة وتحدث الضغائن بسبب هذا المزاح الغير الشرع
    ي !


    كمن يأخذ شىء من أشياء أخيه بدون علمه ويخبئها في مكان ما
    ويجعل هذا الأخ يبحث عنها يوم أو يومين، ثم يقول أنا كنت أمزح!، أو كنت أداعبه.!
    فهذا منهي عنه لأنه قد يورث الضغائن، وقد يورث فساد ذات البين، فهذا لا يحل لمسلم أن يصنعه.


    قال النبي : " فَإذا أَخَذَ أحَدُكُم عَصا صاحِبِه فَلْيَردَّهَا إليه "

    أي إذا أخذ عصاه فينبغي أن يردها إليه، وضرب المثل بالعصا
    لأنه من الأشياء التافهة التي لا يكون لها كبير خطر عند صاحبها،
    فهى ليست بالشىء القيم، ليُعلم أن ما كان فوق ذلك أجدر وأحق من باب قياس الأولى.




    وقد ورد في سنن أبي داوود وصححه الشيخ الألباني عن عبد الرحمن بن ابى ليلى
    قال حدثنا أصحاب محمد ﷺ:


    " أنهم كانوا يسيرون مع النبي ﷺفنام رجل منهم
    فانطلق بعضهم إلى حبل فأخذه ففزع
    فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم أن يروع مسلما"


    [ المحدث:أبو داود المصدر:سنن أبي داود الجزء أو الصفحة:5004]



    تعريف المِزاح/المُزاح:

    هو كلام يُراد به المباسطة بحيث لا يُفضي إلى أذى، فإذا بلغ حد الإيذاء فهو سخرية.



    مُزاح النبي ﷺ:

    1- وورد أن النبي ﷺ كان يُخالط الغلمان الصغار حتى قال لأخٍ لأنس بن مالك

    " يا أبا عميرُ ! ما فعل النُّغَيْرُ ؟ "

    [ الراوي:أنس بن مالك المحدث:الألباني المصدر:صحيح الأدب المفرد الجزء أو الصفحة:296 حكم المحدث:صحيح]

    دخل في يوم على طفل صغير كان يلعب بلعبة أشبه بالطائرات الورقية التي يطيرها بعض الأطفال
    ويلعبوا بها فكان معه طير صغير وعاقد في رجليه حبل ويلعب بيه،
    فإذا بالطائر يطير ويشد الحبل من الطفل الصغير، فدخل النبي
    على الطفل الصغير
    ووجده وهو حزين يبكي لفوات لعبته، فكان
    يمزح فقال له: يا أبا عُمير
    والطفل ليس بالشاب الذي يُكنى ولكن كنّاه من باب الممازحة أيضًا
    فقال له: ما فعل النُغير؟؛ أي هذا الطير الصغير.


    روى أنه قال أصحاب النبي ﷺله: يارسول الله ﷺإنك تداعبنا
    قال: نعم غير أني لا أقول إلا حقًا


    2- أتت عجوز إلى النبي فقالت: يارسول الله ادعو الله أن يدخلني الجنة،
    فقال: يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز فولت المرأة تبكي ،
    فقال: أخبروها أنها لاتدخلها وهي عجوز إن الله –عزوجل- يقول:


    ((إن أنشأنهن إنشاءا*فجعلنهن أبكارا* عربا أترابا))

    بكارة أي عذارة .. وأعدنا إنشاءهن من جديد
    حتى تصبح الثيب في الدنيا عذراء يوم القيامة..
    عربا متحببة إلى زوجها .. أترابا
    أي في سن واحدة في أعمار أهل الجنة جميعًا في سن الثلاثة والثلاثين.




    المسألة هنا أننا حين نخلط الهزل بالجد
    فدائمًا أبدًا لا ننضبط بضوابط الشرع في القضية
    !


    ما لا يجوز في المُزاح:

    لايحل لمسلم أن يروع مسلمًا

    حتى وإن أفضى إلى ضحك وإن أفضى إلى جو مرح
    حتى وإن أفضى إلى هذا فهذا لايجوز شرعًا لأن النبي


    إشكاليتنا فى عالمنا الإسلامي وفي العالم العربي والشرق أوسطه
    بشكل خاص أننا دائمًا أبدًا نخلط الأمور بعضها ببعض
    أو أننا لانحسن أن نمزح في وقت المزاح وأن نجد في وقت الجد ،
    فإذا كان الأمر جد ليس بالهزل فلا يصح أن نجعل الجد هزل
    والعكس إن كان الأمر يحتاج إلى شيء من الدعابة وشيء من الهزل وشيء من المزاح المباح الجميل
    فلا يصح أن نجعلها كلها جد، وإنما المسلم المؤمن الملتزم حقًا هو
    المتزن (سوي نفسيا)


    القضية كما ذكرت شائعة الآن في ظل البرامج الساخرة
    وفي ظل الترويج للقضايا الكبيرة عن طريق الكوميديا واستخدام هذه الأداة
    لأنها محببة إلى النفوس
    .. ونحن قلنا أنه لا مانع من المزاح
    لكن بضوابطه، الضوابط الشرعية التي تجعل الأمر مفيدًا لك
    وفعلاً له ثمرة في العاجل والآجل، في الدنيا والآخرة.




    قال بعضهم لولده : اقتصد في مزاحك
    فإن الإفراط فيه يذهب البهاء ويجرئ السفهاء.


    · لما تزيد عن الحد ستجد الناس الذي كانوا يعملون لك هيبة
    ويرون لك رونق يتطاولون عليك!


    · لو أنت جاف وشديد ولا تضحك أبدًا ولا تمزح تمامًا ولا تلطف كلامك أبدًا ،
    فإن التقصير فيه يغض عنك المؤانسين
    ( لا أحد يريد أن يجلس معك)
    ويوحش منك المصاحبين (الناس الذين يصحبوك ينفرون منك).




    مُزاح الرجل لزوجته:

    مطلوب جدًا أن الرجل يداعب زوجته وأن يمازح زوجته وأن يكون هناك جو من البهجة
    كما كان يصنع النبي مع أزواجه ومع أمنا عائشة ومروي ذلك في أحاديث كثيرة..


    ثبت من مزاحه أنه كان يلطف الجو بين نساءه.. معلوم ما يكون بين الضرائر !

    فعن أنس " أن رسول الله كان في بيت عائشة
    فبعث إليه بعض نساءه بقصعة –طبق به طعام- فغارت عائشة
    – كيف تأتي بصحن طعام في بيتي وفي يومي !!
    - فأخذت عائشة القصعة وألقتها فكسرتها من غيرتها ..."


    وغيرة المرأة تُذهب بعقلها! فلما صنعت أمنا عائشة مثل ذلك جعل النبي
    والحديث في البخاري "... جعل يضم الطعام ويجمعه
    ويقول غارت أمكم غارت أمكم غارت أمكم .."
    يعني عائشة ..
    فكان يلاطفها بمثل ذلك، يلطف الجو لما وجدها قد غارت..


    الرجل إذا غار ربما يسفك الدم في غيرته..

    المرأة إذا غارت ربما يصدر عنها من التصرفات
    الشيء الذي لا ينضبط بحال بعقل أبدًا،
    وينبغي على الرجال أن يعرفوا هذا عن النساء كما علمنا النبي ﷺ.




    ومن ذلك أيضًا وجاء في حديث رواه أبو يعلى
    وقال الحافظ العراقي إسناده جيد،
    "أن عائشة قالت كان عندي رسول الله
    وسودة فصنعت خزيرًا
    (يعني نوع من طعام يستخدم فيه اللحم والدقيق)فجئت به فقلت لسودة: كُلي.
    فقالت: لا أحبه..."
    فظنت عائشة أنها قالت لا أحبه لأنها لا تريد أن تأكل من صناعة يدها وأنها نفرت من ذلك،
    وتفعل هذا أمام النبي
    لتظهر عائشة أنها لا تعرف أن تصنع طعام!! ..


    فقالت "والله لتأكلين أو لألطخن وجهكِ! ..فقالت سودة "ما أنا بباغية
    – أنا لا أريد-
    فأخذت شيئًا من الصحفة فلطخت به وجهها،
    -أخذت شيء من الطعام الذي صنعته ولطخت به وجه أمنا سودة
    - وكان رسول الله
    بيني وبينها، فخفض لها رسول الله ركبتيه لتستقيد مني،
    فتناولت من الصفحة شيئا فمسحت به وجهي،
    وجعل رسول الله
    يضحك من صنيع أمهات المؤمنين بعضهن ببعض"




    مزاح أصحاب النبي ﷺوعليهم رضوان الله:

    مثل ما رواه البخاري عن بكر بن عبد الله المزني
    قال "كان أصحاب رسول الله يتمازحون حتى يتبادحون بالبطيخ، فإذا حزبهم أمر كانوا هم الرجال"


    هذا ما نريد أن نصل إليه..

    متى نكون بحق أهل توازن في الحياة، أهل اتزان في الحياة،
    إيمان في القلوب كالجبال الرواسي
    ثم لا مانع من أن يكون هناك شيء من الممازحة والملاطفة والضحكات الجميلة.




    وكذلك فإنه قد جاء في مزاح عدد من السلف آثار::

    من ذلك ما رواه ابن أبي مليح عن أبيه
    قال: (قال عمر بن الخطاب إني ليعجبني أن يكون الرجل في أهله مثل الصبي
    وهو يتعامل مع زوجته، كالطفل الصغير، فإذا أريد منه حاجة وجد رجلاً)


    يعني يكون عنده تواضع لأهله، لين، رفق، دعابة، حسن معاشرة
    {وعاشروهن بالمعروف}
    لكن إذا وجدت حاجة إلى رجل يكون عند المسئولية رجل بمعنى كلمة الرجال.




    ضوابط المزاح:

    1. أن لا يكون فيه كذب ..
    "قال
    :أنا زعيٌم ببيٍت في ربض الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا".


    2. أن لا يكون فيه غيبة

    3. أن لا يكون فيه قذف

    4. أن يكون في الوقت المناسب

    5. عدم المبالغة والإطالة والإسترسال

    6. عدم الإضرار

    7. أن لا يكون فيه فحش

    8. أن لايكون فيه استهزاء بشئ من الدين

    9. أن لايكون مع السفهاء

    10. أن يراعي شعور الأخرين

    11. أن لا يمزاح مع الكبير أو العالم (مراعاة مقامات الناس (

    12. أن لا يؤدي إلى إغراق في الضحك

    13. أن لا يضر بشخصه بين الناس

    من درس أدب المُزاح - شرح كتاب الأدب المفرد-الشيخ هاني حلمي


يعمل...
X