السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مختصر من درس الرجل الأمة
في حلية الأولياء قال ابن مسعود رضي الله عنه: ( إن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - كان أمةً قانتًا لله حنيفًا)
فقيل له: ( إن إبراهيم كان أمةً لله قانتًا ) يقصدون أخطأت, يبدو أنك قصدت أن تقول إبراهيم فقلت معاذ بن جبل, فقال: (ما نسيت, هل تدري ما الأمة؟ هل تدري ما القانت؟ فقالوا: الله أعلم. قال الأمة الذي يعلم الناس الخير, والقانت المطيع لله وللرسول صلى الله عليه وسلم, وكان معاذ بن جبل يعلم الناس الخير ومطيعًا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
أنا أسألك.. هل صنعت في حياتك شيئًا هو أرجى عمل عملته في الإسلام؟
كما سأل النبي صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح: (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنةقال ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي).
أدلك الليلة عن الأعمال الثقال.. النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث: (" إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي الصَّلاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلا نِصْفُهَا ، ثُلُثُهَا ، رُبْعُهَا ، خُمْسُهَا ، سُدُسُهَا ، عُشْرُهَا "
. قَالَ جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ : قُلُتْ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ ذَلِكَ ، قَالَ : لا يُتِمُّ الْقِرَاءَةَ فِيهَا وَلا الرُّكُوعَ وَلا السُّجُودَ .
دعونا نفكر في أقلهم, من حصلوا على عشرها, إذن كيف تحصل على التسعة أعشار التي فاتتك؟ بعمل الليلة, بالدعوة إلى الله جل وعلا, الدال على الخير كفاعله, فأنت حينما يكون هناك تسعة أشخاص يصلون وأنت سبب هدايتهم ودلالتهم على الخير فهم في ميزانك وأنت تحصل على التسعة أعشار فقد نلت ثواب الصلاة المكتوب لك كاملاً
(هل صنعت شيئًا )
في ترجمة الشيخ الإمام العالم الزاهد العارف القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء محيي الدين أبو محمد عبد القادر الجيلاني, ترجمته في سير أعلام النبلاء قال: كان يغلب عليّ الكلام ويزدحم على قلبي إن لم أتكلم به حتى أكاد أختنق ولا أكاد أقدر أسكت (يريد أن ينطق بالحق ويجهر به) وكان يجلس عندي رجلان وثلاثة - هكذا بدأت دروس العلم الخاصة به بهذا العدد - ثم تسامع الناس بي وازدحم عليّ الخلق حتى صار يحضر مجلسي نحو سبعين ألفًا, وقال فتشت الأعمال كلها - فما وجدت فيها أفضل من إطعام الطعام أليس هذا المرسوم النبوي الأول في المدينة, "أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلّوا بالليل والناس نيام " , أود لو أن الدنيا بيدي فأطعمها الجياع , لو جاءني ألف دينار لم أبيتها. وقالأتمنى أن أكون في الصحارى والبراري كما كنت في الأول لا أرى الخلق ولا يروني, ثم قال - وهذا محل الشاهد -: أراد الله مني منفعة الخلق فأسلم على يديّ أكثر من خمسمائة, وتاب على يديّ أكثر من مائة ألف وهذا خير كثير, وترد عليّ الأثقال (فهو يعيش مثلكم ويهتم بهموم الناس فالصالحين ليسوا في حال غير حالنا وليسوا ملائكة على الأرض بل تأتيهم هموم الدنيا مثلنا), فلو وضعت الجبال لتفسخت من شدة الهم فأضع جمبي على الأرض وأقول "إن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا " ثم أرفع رأسي وقد انفرجت عني همومي أما الإمام ابن الجوزي فيذكر عنه سبطه أبو المظفر, قال كان اقل ما كان يحضرمجلسه عشرة آلاف, قال وسمعته يقول على المنبر في آخر عمره (كتبت بأصبعي هاتين ألفي مجلد وتاب على يديّ مائة ألف) وقالوا وأسلم على يديه في بعض الروايات مائتين وفي رواية أخرى ألفين وفي غيرها عشرين ألفًا, هذا ابن الجوزي رحمه الله. وفي النساء يذكرون أن أحمد بن طولون حاكم مصر في زمن مضى, في أول عهده كان ظلومًا غشومًا وكان في سطوة جبروته وكان الناس في سكوت شديد عن الإنكار عليه خوفًا منه, فاعترضت طريقه امرأة وسلمته ورقة كان هذا نصها: (ملكتم فأسرتم, وقدرتم فقهرتم, وأنعم الله عليكم ففسقتم , ووردت عليكم الأرزاق فقطعتم, هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نافذة"سهام الليل أي الدعاء" غير مخطئة "تعني بذلك دعوات المظلومين ليس بينها وبين الله حجاب" لا سيما من قلوب قد أوجعتها ما تفعلون وأكباد تشققت مما تصنعون, اعملوا ما شئتم فإنا صابرون وجوروا فإنا بالله مستجيرون واظلموا فإنا إلى الله متظلمون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) فلما قرأ الرسالة وقعت تلك الكلمات عليه موقعًا وعاد من ظلمه عادلاً وحسنت سيرته في الناس, أمة بأمّة, النبي صلى الله عليه وسلم كما روى الإمام أحمد في مسنده وابن ماجة في السنن بإسناد حسن قال" لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة" قوله صلى الله عليه وسلم)لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) .. عندكم يقين أيها المسلمون بذلك؟ حين قال النبي صلى الله عليه وسلم (ركعتا الفجر ) وقالت السيدة عائشة كان النبي يصليهما ولا تدري أقرأ الفاتحة أم لا ! أي يصليهما بسرعة, فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول (ركعتا الفجر"سنة الفجر" خير من الدنيا وما فيها ), فهل إذا فاتتك في يوم تشعر بأنك فقدت مالك كله؟ ! فحينما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خير لك من حمر النعم ) إذن فاعرف أن هذا العمل قيم وثمين جدًا. الشيخ عبد الرحمن السميط .. أسس هذا الرجل جمعية العون المباشر للعمل الخيري فبنى ما يقارب ستة آلاف وخمسمائة مسجد, ويرعى خمسة عشر ألف يتيم, حفر أحد عشر وخمسمائة بئر في أفريقيا , أنشأ ثمانمائة وستين مدرسة, أشرف وقام بعمل مائتي وأربعين مركز إسلامي, ناهيك عن عدد من الإذاعات الإسلامية, أسس خمس جامعات في أفريقيا, عبد الرحمن السميط, الداعية الكويتي. هذا الرجل ولد عام سبع وأربعين وقبل أن يصبح ناشطًا في العمل الخيري كان طبيبًا متخصصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي |
رجل كويتي غني لديه دكتوراة من انجلترا كان يستطيع أن يجمع المال ويعيش ملك زمانه, هذا الرجل نال كثيرًا من الأوسمة عن عمله منها جائزة الملك فيصل العالمية, سبعمائة وخمسين ألف ريال فأعطاها كلها للوقف التعليمي, يضع ماله في الأوقاف, تعرفون أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان الصحابة في أشد الفقر, إلى أن انتصروا في غزوة خيبر, فمنهم من أخذ نخلة( وكانت غنيمة ثمينة) ومنهم من أخذ قطعة أرض فقال عمر بن الخطاب أن أفضل ما أصاب في حياته هو سهم غنائم خيبر فماذا أفعل به؟ أتصدق به؟ هكذا كان سيدنا عمر إذا أعجبه المال أنفقه في سبيل الله, يتأول قول الله عز وجل " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون", فلما ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم وقال: أتصدق بها؟قال: لا, سبل ثمرها, أي اجعلها وقف وما يأتي منها فهو في سبيل الله إذن فكيف كانت البداية؟بداية الشيخ السميط أنه علم أن ملايين المسلمين في القارة السوداء لا يعرفون شيئًا عن الإسلام إلا خرافات وأساطير ليس لها أساس من الصحة, وبالتالي يتعرض الأغلبية للتنصير فكانت بداية رحلته هي العطف على الفقراء وكان هذا عنده منذ زمان فلما كان طالبًا في المرحلة الثانوية في الكويت كان يرى العمال الفقراء ينتظرون في الحر الشديد حتى تأتي المواصلات فما كان منه إلا أنه جمع مالاً من أصددقائه واشتروا سيارة قديمة وكان كل يوم يوصل هؤلاء العمال مجانًا رحمةً بهم. في الجامعة كان يخصص الجزء الأكبر من مصروفه لشراء كتيبات إسلامية ليقوم بتوزيعها على المساجد وعندما حصل على منحة دراسية قدرها اثنين وأربعين دينار كويتي, كان لا يأكل إلا وجبة واحدة وكان يستكثر على نفسه أن ينام على سرير رغم أن ثمنه لا يتجاوز دينارين معتبرًا أن هذا نوع من الرفاهية, فأثناء الدراسات العليا في الغرب كان يجمع من كل طال مسلم دولارًا شهريًا "لا تحقرن من المعروف شيئًا" ثم يقوم بطباعة كتيبات ويقوم بتوصيلها إلى جنوب شرق آسيا وأفريقيا وغير ذلك من أعمال البر والتقوى. فأخبرني هل لديك هذه الرسالة؟ فهل فكرت هكذا في حياتك؟ هل فكرت أن تكون صاحب رسالة وتحمل قضية اسمها(دينك)؟هداية الناس أم أكبر همك دنياك وأكبر شغلك أنت؟أريدك أن تشعر أن هناك شيء عظيم وغالي اسمه دينك دينك لحمك دمك, وإن قطّعت أو حرّقت تبذل له الغالي والنفيس. هذا الرجل بدأ عمله الخيري والدعوي والتنموي بداية بسيطة في الكويت, ثم كان ذلك في أواخر السبعينيات, ثلاثة أشهر من العمل الشاق والجاد والتواصل مع الناس في بلد غني جدًا, بدأ جمع المال من أغنياء الكويت ومع ذلك لم يستطع أن يجمع ألف دولار فخاب أمله بالطبع ولكنه لم يستسلم, لكن غير استراتيجيته, فتحول من خطاب الأغنياء والأثرياء إلى مخاطبة الطبقة الوسطى وتحديدًا شريحة النساء, قال صلى الله عليه وسلم للنساء:" إني رأيتكن أكثر أهل النار فتصدقن" فصارت المرأة منهم تخلع حليها وتصنع كذا وكذا( من لديها الإخلاص والصدق تجد فيها) فكانت هذه الأعمال كنز عند الشيخ السميط وفتح الله عليه فتحًا عظيمًا بعد ثلاثة أشهر عجاف وانطلق بكل قوة نحو حلمه في تنمية وتطوير القارة السوداء وبالفعل كان له ما تمنى, كان أكثر ما يؤثر في الشيخ إلى حد البكاء, عندما يذهب إلى منطقة ويدخل بعض أبنائها في الإسلام ثم يبكون ويصرخون على آبائهم وأمهاتهم الذين ماتوا على غير الإسلام ويسألون ( أين أنتم يا مسلمون؟ لماذا تأخرتم عنا كل هذه السنين؟) كانت هذه الكلمات تجعله يبكي بمرارة ويشعر بخطورة المسئولية وكان يقول للناس كلمة واحدة فتفتح لها القلوب, يقول لهم: آتيكم أحدثكم عن ربي, ربي الله الواحد الأحد الذي خلقني ورزقني وهو الذي يميتني ويحييني, بكلمات أيسر ما تكون كانت تفتح القلوب ويدخل الناس في دينه, يرون من سمته ويرون من هيئته ما يدعوهم للإسلام, السميط كان فقيهًا بواقع أفريقيا, حين ذهب هناك وعاش معهم, كانوا يسمونه رجل عامة, يجلس مع الناس ويعرف مشاكلهم ويفهم طبائعهم فعرف مفاتيح شعوب أفريقيا, وكان الناس يعطونه المال فكان يتميز بمحاسبة من يعمل معه بدقة متناهية, فكل الناس عرفت عنه الأمانة, كان يقول أموال الناس التي دفعوها لعمل الخير لا يمكن أن أفرط في ريال واحد منها, يقوم بالمساء بعمل حلقات لتحفيظ القرآن ويتنقل ما بين هؤلاء المسلمين الجدد, وكان الناس إذا ما راجعوه يقول " يا أخيا أنا لا أنتظر شهادة من أحد, إنا نعمل عملنا في الميدان وننتظر من الله فقط أن يتقبل منا" هكذا يقول, عمري ما أعطيت للفقراء المال في أيديهم, ليست الفكرة أن أجمع المال من الأغنياء ثم أعطيه للفقراء ولكن كان يقوم بأعمال تنموية صغيرة, يفتح محل متواضع, يشتري ماكينات الخياطة, مزارع سمكية, أفعال صغيرة تنفع عموم الناس, ولذلك شعر الناس بهذا الرجل وعظم قدره. حاولت أن ألخص لكم أمورها فقط لأقول لكم: من أنت؟ لم لا تكون هكذا؟ " إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها" دين يقول " أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين", دين يقول " إن الله اصطفى لكم الدين" أن تكونوا أنتم " خير أمة أخرجت للناس" والخيرية بالدعوة إلى الله عز وجل " تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر". أنت حفيد هؤلاء, هل أنت حفيد معاذ بن جبل الذي مات وعنده أربع وثلاثين سنة وفي رواية أخرى ثمان وعشرين سنة, وهو إمام العلماء, يسبق العلماء برمية رامي هل أنت من أمة أسامة بن زيد الذي دوخ الجيوش وهو ابن عشرين سنة؟ هل أنت من أمةمحمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية وهو ابن اثنتين وعشرين سنة ونصف؟ هل أنت من أمةالبخاري الذي كتب التاريخ الكبير وهو ابن ثماني عشرة سنة؟ هل أنت من أمةابن تيمية الذي أسلم على يديه يهودي وهو صبي يذهب إلى الكتّاب ؟ |
أنت من؟أنت من هذه الأمة؟فينبغي أن تكون أمة.. أن تكون أنت مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر, أن تكون أنت رجل بألف رجل بل بمائة ألف بل رجل بالدنيا, رجل أمة .
النوايا في الدعوة إلى الله جل وعلا
أولاً:قال تعالى " إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق" (أي دعوا إلى الله تبارك وتعالى, كلنا دعاة),
"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" فأخلص النية لله تبارك وتعالى وبإخلاصك تتحقق المعجزات.
ثانيًا: أن تمتثل لأمر الله وأمر رسوله في هذا خاصة "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير" .. "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" ,وأمر النبي صلى الله عليه وسلم "بلغوا عني ولو آية" "من رأى منكم منكرًا فليغيره"
ثالثًا: تقرب إلى ربك, حيث قال تعالى "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين" سورة يوسف
ولاحظوا أن آخر عشرة آيات في سورة يوسف عن الدعوة فلماذا؟بعض أهل العلم يقولون أن سورة يوسف هي سورة الدعوة إلى الله لأن سيدنا يوسف في كل المواقف كان يدعو إلى الله وفي أحلك المواقف في السجن يقول "ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار", في كل موقف ادع إلى الله,
وأصول الدعوة إلى الله
كما جاء في الآية " قل هذه سبيلي
1) أدعو إلى الله (لا أدعو إلى منصب ولا تيار ولا جماعة ولا شخص, إذن أولاً الإخلاص)
2)على بصيرة (بعلم)
3)أنا ومن اتبعني (إذن الجماعية, لا تعملبمفردك)
4) وسبحان الله (حين ترى سبحان الله في القرآن فاعلم أن الله يتحدث عن أحد عيوبك, لأن سبحان الله معناها أننا ننزه الله عن العيوب, فأين نراها؟ في أنفسنا .. اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها, قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى, إذن التزكية.
5)وما أنا من المشركين (الدعوة أساسها التوحيد(
أنت تدعو إلى الله
1) لترجو هذا الثواب العظيم "خير لك من حمر النعم" ,
2) حتى تخلص نفسك من العذاب العام .."وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"
3) صالح في نفسك ومصلح لغيرك .. إذن فلا يكفي أن تكون قوامًا صوامًا طالبًا للعلم مفوهًا دون أن يكون لك أثر في مجتمعك فبهذا لا تحقق شرط القرآن للإصلاح. "والذين يمسّكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين" والفرق بينها وبينيمسكون أنك تمسكه وتمسّك غيرك بالكتاب "خذ الكتاب بقوة" هذا هو المصلح, وله حال مع الله ليس فقط يعمل بالدعوة لكن حاله سيء, ففي حاله توازن.
4) أنت تصنع ذلك لتتقي عذاب النار.. "اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة"
قبل فوات الأوان لنبث الخير في الناس, "مضى زمن النوم يا خديجة", دين أول أوامره بعد العلم "قم", قم الليل, قم فأنذر.
وفز بصلاة الله وملائكته " إن الله عز وجلّ وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلّون على معلم الناس الخير"
5) "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله" .. " لو أنت مؤمن حقًا ستكون هذا الرجل الأمة "
6) قال النبي صلى الله عليه وسلم" والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم"رواه الإمام أحمد والترمذي وحسنه الشيخ الألباني.
7) إذا أردت أن تكون من أئمة الهدى.. "وجعلنا منهم أئمة يهدون لأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون".
8) لتستكمل الإيمان .. لأن الدعوة فيها أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك, أن تكون أحب الناس إلى الله كما في الحديث الذي حسنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب, قال " أي الناس أحب إلى الله؟ قال أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس".
الآن أنا أريد رجل أمة.. رجل يحمل همّ أمة ولا يكن على الأمة همًا..
رجل "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه", وأريد أختًا بمائة رجل, والرجولة هنا وصف, نريد رجال بمعنى الكلمة.
أريده بمواصفات خاصة:
1)علو الهمة.. قال ابن القيم في الفوائد أن أكثر ما يعوق الإنسان في الطريق أمران, هما العوائق والعلائق, فالعلائق تقيدني مثلاً أريد أن أخرج للجهاد لكن أقول سأمكث لأرعى زوجتي وأبنائي و أنا لست في يقين أبي بكر لأقول تركت لهم الله ورسوله, أما العوائق كالشيطان " إن الشيطان قعد على أطرق ابن آدم كلها فلما قال أجاهد في سبيل الله قال: وترمّل الزوجه! وييتّم الولد! ويقول المرأة لآخر رجل " أي لو تزوجت المرأة اثنين وكلاهما من أهل الجنة فسيكون زوجها في الجنة هو الأخير " فيوسوس لك الشيطان بهذا, ألست تحب زوجتك وتريد أن تكون معها في الجنة ! إذن "يجعلك تقول" لن ألقي بنفسي في التهلكة , قال تعالى (وكان الشيطان للإنسان خذولاً) فهذا من العوائق وكذلك شياطين الإنس, يقولون لك هناك أشياء أخرى أهم من هذه الأمور فيقللون عزيمتك على الدعوة والعمل والجهاد فهؤلاء أهل الدنيا
ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا ولا تعوجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك، لا تفتحه؛ فإنك إن تفتحه تلجه . فالصراط الإسلام، والسوران حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم.
وإن دخلته فالله أعلم هل ستخرج منه سليم أم لن تخرج منه ! شعار المؤمنين في كل زمان "ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون"
قال تعالى( قل هو الله أحد الله الصمد) أتدري ما معنى الصمد؟
الصمد أي المقصود لذاته الذي ترفع إليه حوائج القوم, فهو المقصود, نهاية طريق ومنتهاه الله,
إلى أين تذهب؟
إني ذاهب إلى ربي سيهدين, إني مهاجر إلى ربي, وأين النهاية؟ إن إلى ربك الرجعى, هذا طريقك.
2)علينا بتخطي العوائق والتحرر من العلائق.. وكيف يتأتى هذا؟ قال ابن القيم "بشدة الارتباط بالمقصود الأعلى " تذكر الآخرة, القبر , مشاهد الحساب, اجعل كل هذا أمامك ولا تغفل عنه.
3) نحقق التوازن.. فلن تستطيع العمل ويفتح الله لك الأبواب والقلوب وأنت ليس لك مع الله حال, فستكون كشمعة تحترق وجسر يعبر عليه الناسوأنت في النهاية من الهالكين.
4) لابد أن يكون عندك توازن وأنت تدعو ما بين أن تكون مع الناس جدا وأن تنعزل عنهم , لاهذا صحيح ولا ذاك. .. كان يونس بن عبد الأعلى يقول أن الإمام الشافعي أوصاني بوصية فقال: يا يونس, الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة, والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء. فتعامل مع الناس بقدر الحاجة.
5) عليك أن تتوازن في حرصك على الناس... الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم:"فلعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين" .طبعا مطلوب أن يكون عندك غيرة ولكن لا تصيبك الغيرة بالأعراض السيئة, هذا ليس أمر الله تبارك وتعالى وإنما كن متوازنا في ذلك.
6)ولا تكن على بالك أصلا مسألة "كلام الناس"... يهم الأمر يعجب الناس أو لا يعجبهم, المهم الله راض عنه أم لا, حل مشكلة الرياء في جملة واحدة"لا تجعل للناس وزنا"
الخطة العملية:
1) احصلوا على هذا الكتاب , كتاب جامع اسمه "كيف تخدم الإسلام" للأخ نبيل محمد محمود, طباعةالدار العالمية للنشر, وفكرته أنه جمع الكثير من المسائل في هذا الباب وهي الأفكار المميزة في باب الدعوة , نحن نريد ابتكارات.
2) أنجز في كل يوم شيئا جديدا..لا تنام قبل أن تتم هذا العمل وتشعر أنه لا يهنأ لك النوم قبل أن تنجز عملا.
3) وادخلوا على موقع صيد الفوائد وستجدوا فيه جزء خاص بالدعوة فيه أفكار كثيرة جدا لتعمل شيء وتكون على الأقل أعذرت نفسك أمام الله
مختصر من درس الرجل الأمة للشيخ هاني حلمى
.
مختصر من درس الرجل الأمة للشيخ هاني حلمى
.
http://hanyhilmy.com/main/play.php?catsmktba=209
"ما دام الله معك ، لايهمك شخص آذاك ،
وما دام الله يحفظك ، لاتحزن لأحد أهملكَ ،
ومادام الله يُريد لكَ شيئاً ,فلنْ يقفَ في وجهك شيء أبداً"
تعليق