خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ الدكتور| محمد بن عبد الرحمن العريفي
بجامع عمرو بن العاص رضي الله عنه
بتاريخ :
11/1/2013
الخطبة الاولى
الحمد لله الرحيم التواب , الحمد لله الغفور الوهاب , الحمد لله الهادي إلى الصواب , مزيل الشدائد وكاشف المصاب , الحمد لله فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطر , فما سأله سائل فخاب يسمع جهر القول وخفي الخطاب , اخذ بنواصي جميع الدواب , فسبحانه من اله عظيم , لايماثل ولا يضاها , ويرام له جناب , هو ربنا لا إله إلا هو عليه المتل وإليه المرجع والمتاب , الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه..
ثم الحمد لله الذي شرف مصر على سائر البلدان ,ومدحها في سالف البيان , وجعلها للعلماء منزلاء وللأذكياء موطنن و موئلا , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , جل عن الشبيه والمثيل والند والكفء والنظير , وأشهد أن سيدنا ومولانا وإمامنا وقائدنا وقدوتنا هو محمد صل الله عليه وسلم وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين .
اما بعد:
ايها الناس..
إنني اتحدث اليوم عن بلد البطولات وارض الرجال وال
مروءات , إني اخطب عن بلد كانت ولازالت للإسلام عزا وكان اهله لها مجدا , إنني إذ اخطب اليوم عن مصر في مصر كحامل تمر إلى هجر..
جرد كرام نجائب و خلاص .. عيس مدمره البطون خماص
وجناء هجن من سلالة منتجن .. امضى و اسرع من صبوب رصاص
و اذا تناهى سيرها و تسارعت .. فكسبق سهم مسدد قناص
و اقصد كرام الاهل فى مصر التى.. لبست لبوس كرامة و خلاص
و اركب عنان الشوق و اطبع قبلة.. فى وجهها و جبينها الدلاص
مصر المروءة و العروبة طالما .. كانت لعز الدهر خير مناص
مصر و ما ادراك ما هى انها .. احبار محبرة و اسد فراس
و يا رب قائد امة من ارضها .. كشف البلاء و ضيغمن فرفاص
هى حبنا من بحرها لصعيدها .. و من السويس الى ربى انشاص
بل منذ ان وطأ الخليل ترابها.. رأس الحنيفة والد الاعياص
و كذاك يعقوب الكريم حفيده .. و الابن يوسف جابر الاوقاص
ثم الكليم بها مجدد ملة .. درست بفعل خرافة القصاص
و اخوه هارون و يشوع نونه .. أكرم برسل فى البلاغ حراص
كانوا بمصر كنانة الرحمن .. يا نعمة كنانة أربع و عراص
هذا قضاءكِ أن تكوني مؤلا .. للعز لا لملاعب رقاص
يا مصر أهلا من صميم قلوبنا.. و محبة و تحية الاخلاص
من اهلكم من ارض نجد مودة .. و من الحجاز قريبها و القاص
انا من بلاد الطهر جئت سفيرها.. لأزيل وهم وساوس الخراص
لأعلن الحب المعطر نفحه .. بشذى الورود و نفحة الاخلاص
كيف اتحدث اليوم من مصر عن مصر , بالله عليكم أي كلمة تنصرني , وأي عبارة تنساق على لساني وأنا اتكلم في ارض مشايخي الكرام ومعلمي الأعلام , المصريون هم اهل العلم والتبيان والذكا والبيان هم أهل صبر عند النزال ,وثبات في المعارك والقتال ,إنني اتحدث اليوم عن مصر , اتحدث عن المصريين , الذين امرنا نبينا صل الله عليه وسلم باكرامهم كلهم مسلمهم وقبطيهم لحسن اخلاقهم وكرم طباعهم .
روى مسلم أن النبي صل الله عليه وسلم قال : [ إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا ],وقال عليه الصلاة والسلام :[ إذا فتحتُمْ مصرَ فاستَوصوا بالقِبطِ خيرًا ، فإنَّ لَهُم ذمَّةً ورحِمًا] وفي لفظ [ فإنَّ لَهُم ذمَّةً وصهرا ] .
نبينا صلوات ربي وسلامه عليه بشر بفتح كثيرا من البلدان فبشر بفتح العراق وفتح الشام وفت مصر وفتح اليمن كما في حديث سهل ابن سعد كما عند البخاري أن الصحابة رضي الله عنهم لما كانوا يحفرون الخندق كرضت لهم كُدْيَةٌ (صخرة شديده ) فنزل نبينا صل الله عليه وسلم ليساعدهم في هدمها فلما ضرب بالفأس على الصخرة الصماء إلتمع الشرار فقال عليه الصلاة السلام : "الله اكبر أوتيت مفاتيح الشام ,ثم ضرب ضربة اخرى والْتَمَع الشرار فقال الله اكبر أوتيت مفاتيح فارس ,ثم ضرب ضربة ثالثه والْتَمَع الشرار فقال الله اكبر أوتيت مفاتيح اليمن " .
إذاً بأبي هو وامي عليه الصلاة والسلام كان يعلم أن امته ستفتح الشام واليمن والعراق ومصر ومع ذلك اختاركم انتم ليصوصي النبي صل الله عليه وسلم بكم , لم يصوصي النبي صل الله عليه وسلم وصية خاصة بأهل بلد معين إلا بكم قال عليه الصلاة والسلام : [ إنكم ستفتحون مصر فاستوصوا بأهلها خيرا ] .
بل لم يوصي النبي صل الله عليه وسلم بنصارى في الأرض كلها إلا بالقبط الذين سكنوا في مصر , وذلك أن القبط هم اخوال قريش مرتين فهنيئا لكم ايها القبط إذ اوصى بكم نبينا عليه الصلاة والسلام
ايها المسلمون :
إن مصر هي الأرض الوحيدة في العالم التي تجلى ربنا جل وعلا لها فإن ربنا جل وعلا تجلى لجبل الطور فجعله دكا , وجبل الطور هنا في ارض مصر في سينا .وقد ذكر ربنا جل وعلا مصر في القرآن فمدح ارضها وامر انبيائه بسكناها فقال ربنا جل وعلا ï´؟ وَأَوْحَيْنَا إِلَىظ° مُوسَىظ° وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ غ— وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ï´؟ظ¨ظ§ï´¾ [يونس], إن ربنا جل في علاه لما ذكر المسجد الحرام في كتابه قال سبحانه وتعالى ï´؟ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ ï´¾ [الفتح], ولما ذكر الله تعالى مصر قال الله تعالى ï´؟ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ï´¾]يوسف] , كان يوسف عليه السلام لما دخل مصر دعاء قال : اللهم إني غريب فحببها إلي وإلي كل غريب فمضت مع يوسف , فليس يدخل مصر غريب إلا احب المقام بها , واحتوته الفة اهلها .
وقال ربنا جل وعلا لبني اسرائيل ï´؟ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ï´¾ [ البقرة], وقال الله عن عيسى عليه السلام وعن امه مريم ï´؟وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ï´¾[المؤمنون] .
نعم اختار الله تعالى مصر على غيرها ,وقدمها لطيبها ولفضلها , قال عمر ابن العاص رضي الله عنه :
[ مصر اطيب الارضين ترابا , وعجمها اكرام العجم انسابا ] , وكان كعب الأحبار يقول : [ لولا رغبتي في الشام لسكنت مصرا , قيل له : ولما ذاك يا ابا اسحاق , قال : احب مصر واهلها بلدة معافاة من الفتن ] .
بلدة لا تقع فيها حروب اهلية ,ولا طائفية , بلدة معافاة من الفتن واهلها اهل عافية , ومن اراد بسوء كبه الله على وجهه في النار .
ايها المصريون :
قد مدح الله ارضكم في كتابة ,وطهرها منذ سالف الدهر فقال جل وعلا مادحا لأرض مصر لما طهرها من فرعون وقومه قال تعالى مادحا ارض مصر ï´؟ كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ï´¾ [الدخان] , قال عبد الله ابن عمر ابن العاص :[ من اراد أن ينظر إلى الفردوس فالينظر إلى ارض مصر , حين تخضر زروعها ويزهر ربيعها وتكسى بالنوار اشجارها وتغني اطيارها ].
نعم .. إن مصر مهيبة الجناب , محببة للأهل والأصحاب , مؤنسة للزائرين والأغراب , العرب مقرون بفضلها , والعجم يتذاكرون عزها , والناس كل الناس يأنسون بسكناها , بل ان التاريخ يشهد بالعلاقة القوية بين مصر وبين بقية العالم عامة , بل بينهم وبين العرب خاصة , إن العرب قحطانيهم وعدنانيهم اخوالهم مصريون فالصديقة هاجر المصرية ساقها الله تعالى من مصر إلى مكة لم يسق امرأة لإبراهيم من الشام أو من العراق أو من اليمن أو من مكة أو من المدينة انما جاء ابراهيم إلى مصر واخذ منها هاجر وساقه الله تعالى إلى مكة ليفجر الله زمزم تحت قدمي مصريه , ولتتناسل العرب كلها من ذريتها .
المصريون اخوال العرب ولقد مر النبي صل الله عليه وسلم بنفر من اصحابه يرمون بالنبل فقال عليه الصلاة والسلام :[ ارموا بني اسماعيل فإن اباكم كان راميا ] يعني اسماعيل عليه السلام وهو ابن الصديقة هاجر المصرية , ولما ذكر النبي صل الله عليه وسلم يوم ذكر هاجر المصرية قال صل الله عليه وسلم مكلما اصحابة ,مكلما ابو بكر وعمر وعثمان وعلي بل مكلم كل العرب , قال : [ فتلكم امكم يابني ماء السماء ] . انتم اخوال الصحابة الذين سكنوا في مصر ,كلا بل انتم من احفاد الأنبياء .
مصــــــر التي أنجبت للعرب أمهمُ..
فمن سواها لهم بالحب يقتـــــربُ
لو لم تكن هاجر إسماعيل قد ولدتُ
من كان يُّعزي له أو ينســبُ العَربُ؟
فمصـــــــر أمُّ لأم ينســــــــبون لهاً
لذاك نحو حماها العرب تنجـــــذبُّ
لو لم تكن مصــــــرأمي لأنتسبت لها
وضمني لحماها المجدُ والحســـــــبّ
من أرضها خير جند الله قد خرجوا
في كل معركة أبطالهــــــا انتخبـوا
يا من تحاول فينا غمـــــز عزتها
أخطأت قصدك فيما رحت ترتكبّ
إن مسك الريب فانظرفي صحائفنا
تلــق النواضع فيهـا منك تقتــربّ
لسنا نحيد بعهــــد الله عن هدف
وكل نصر له في عرقنـا نســــــــبُ
ايها المصريون :
تقديرا لعزة أهل مصر , وبطولتهم في كل امر ضرب الله ربنا بكم الأمثال في كتابه , هذا رجل مؤمن مصري لما رآهم ينتقصون موسى عليه السلام ويخططون لأذاه , اقبل بكل قوة مدافعا وعن موسى منافحا
وقال له : ï´؟ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ï´¾ [ غافر].
وتلك آسيا زوجة فرعون مصرية ثابتة على دينها قالت ï´؟ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ï´¾ [التحريم] .فأختارت الدار قبل الدار .
وذاك رجل مصري يأتمرون لقتل موسى عليه السلام اقبل منافحا محذرا ï´؟ وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ï´¾ [القصص] .
اهل مصر هم اهل النصيحة والحب واهل المساعدة عند الكرب , وكان سيدنا ومولانا نبينا صل الله عليه وسلم يضرب الأمثلة لأصحابه باهل مصر فعن ابي موسى الأشعري رضي الله عنه ان نبينا محمد صل الله عليه وسلم خرج في حاجة فنزل برجل اعرابي فأضافه ذلك الاعرابي ووضع له من القرء مايوضع للضيف عادة فقال النبي صل الله عليه وسلم مكافئا قال له إذا جئت المدينة فاتنا فلم يمضي ايام حتى اقبل ذلك الاعرابي إلى المدينة فاقبل إلى سيدي ومولاي رسول الله عليه الصلاة والسلام فنزل عنده فاكرمه ثم اراد صل الله عليه وسلم أن يكافئه فقال فقال له عليه الصلاة والسلام سالني : يعني اطلب مني شيئا , قال :سلني , قال ذلك الاعرابي : اسألك ناقة اركبها واعنز احلبها " , لم يقل : اسألك مرافقتك في الجنة أو الشفاعة عند عظيم المنة ,وإنما مالت نفسه لناقة وعنز وهي غاية التفريط والعجز , فعجب النبي صل الله عليه وسلم من دنو همته ,ونزول عزيمته , والتمس له قدوة يذكرها انموذجا ليتخذها الناس منهجا فما المثل الذي اختاره النبي صل الله عليه وسلم ليضرب به مثلا ؟!
جال به فكره الوقاد حتى نزل به في مصر خير البلاد فطلب النبي صل الله عليه وسلم بامرأة من نساء مصر فقال عليه الصلاة والسلام : [ اعجزت أن تكون كعجوز بني اسرائيل] , قال الصحابة يارسول الله وما عجوز بني اسرائيل , فقال سيدنا ومولانا إن موسى عليه السلام لما ارتحل بقومه اصابتهم ظلمة فسأل قومه عن ذلك فقالوا له إن يوسف يعنون النبي الذي قبله قد اخذ علينا العهد والميثاق أن لا ننتقل من مكاننا حتى نأخذ عظامه معنا , فقال موسى عليه السلام : فأين قبر يوسف , قالوا : لاندري لا يعرفه إلا عجوز منا فدعا موسى عليه السلام تلك العجوز فلما وقفت بين يديه سألها عن قبر يوسف عليه السلام , قالت لا اخبرك به حتى تعطيني حكمي " , عندي طلب سأطلبه منك , حتى تعطيني حكمي , قال: وما حكمك,
قالت : مرافقتك في الجنة , لم تقل تعطيني مال ولا طعاما ولا تبني لي بيتا , ولاتهبني عز , ولا لباسا . وانما تعلق قلبها هناك , قالت : مرافقتك في الجنة , فكأن موسى عليه السلام استعظم مكافئتها وطلبها . الناس يبذلون للجنة ارواحهم وينهرون دماءهم , ويبذلون انفسهم , ويفارقون ديارهم واوطانهم لأجل الدخول في الجنة وانتِ بمعلومة صغيرة حفظتيها عن ابائك تريدين أن تكوني في الجنة , لا بل أن تكوني مع الأنبياء في الجنة , كأن موسى عليه السلام تعظم ذلك , فإذا ربنا جل وعلا من السماء ينظر إلى هذه المرأة المصرية , ثم يوحي الله تعالى إلى نبيه موسى أن أعطها سؤلها , فيقول لها موسى عليه السلام لك حكمك , تكونين مرافقة للأنبياء في الجنة و فدلتهم على بحيرة موضع ماء قالت : انضبوا هذا الماء , فنضبوا الماء , ثم استخرجوا ما تبقى من يوسف عليه السلام فاضاء لهم الطريق جدا . والحديث حسن رواه ابو يعلى والحاكم وصححه .
انها مصر :
اهلها اليوم هم احفاد الأنبياء , وفلذات اكباد الصحابة الأولياء فقد مر مصر وزارها وسكنها اكثر من 350صحابي , بل رحل اليها الصحابة لطلب العلم , ففي الصحيح عن جابر رضي الله تعالى عنه انه ذكر له حديث عند عبدالله ابن انيس رضي الله عنه , فسأل اين عبد الله ابن انيس قيل له هو في مصر وفي روايات قيل هو في الشام , قال فارتحل جابر على بعير ,ومضى يخط به الخطى حتى وصل إلى مصر , ثم اقبل إلى بيت عبدالله ابن انيس ثم طرق الباب عليه فخرج غلام اسود , قال من انت : قال : قل لسيدك جابر بالباب , فدخل الغلام إلى عبدالله ابن انيس , قال له : من بالباب قال , جابر بالباب , قال : عجبا صاحب رسول الله صل الله عليه وسلم , فخرج الغلام , قال : من جابر قال : جابر ابن عبدالله صاحب رسول الله صل الله عليه وسلم , ولا عجب أن يرحل جابر رضي الله عنه إلى مصر لطلب العلم , فخرج اليه عبدالله ابن انيس واعتنقه وسأله عن سبب مجيئه فقال : حديث في القصاص عن رسول الله صل الله عليه في القصاص يوم القيامة سمعت انك تحدث به عن نبينا عليه الصلاة والسلام , فقال عبدالله ابن انيس : نعم , سمعت النبي صل الله عليه واله وسلم يقول عن جمع الناس يوم القيامة , "إذا كان يوم القيامة حشر الله الناس حفاة عراة غرلا بهما ثم ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب يقول : انا الملك الديان لا ظلم اليوم ", وليس جابر فقط رحل إلى مصر لطلب العلم بل السائد ابن خلاد الانصاري قدم إلى عقبة ابن عامر الجهني في مصر فلما وقف اليه قال له : ليس لي اي حاجة إلا أن اسألك عن حديث ذكره النبي صل الله عليه وسلم في الستر فقال : نعم , سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : " من ستر مسلماً ستره الله ". هكذا كانوا يرحلون اليها ,وهكذا كانوا يزدحمون فيها .
انها مصر:
ارض العلماء الاذكياء , والمبدعين النجباء , انها مصر اشتهرت من قديم الزمان بحفاوتها بالطارئين عليها , وفرحتها بالمقبلين اليها , الغرباء فيها يكرمون , والموهوبون يشجعون , بلدة طيبة تصنع العلماء وترفع الأولياء .
جاء الشافعي من العراق إلى مصر فبرز والف وصنف وصار امام زمانه , وجاء القرطبي من قرطبه فصار امام المفسرين , وجاء الشاطبي من الأندلس فلما دخل مصر صار صار امام القراءات , وجاء رشيد رضا من لبنان إلى مصر فبرز وانشأ مجلة المنار , وجاء محب الدين الخطيب من الشام إلى مصر , فأنشأ مجلة الفتح ,وجاء علي باكثير من اندنيسيا فلما فلما نزل في مصر صار الروائي والأديب , وجاءها محمد الخضر الحسين من تونس فصار شيخ الأزهر , جاءها صلاح الدين من العراق فخرج منها فاتحا لفلسطين , واخرج العز ابن عبدالسلام فنزل مصر فجعلها اهلها سلطان العلماء .
نعم.. يا اهل مصر انتم مصنع الرجال , ولاتزال مصر إلى اليوم يأتيها الطلاب صغارا فيخرجون منها اساتذة كبارا , انها مصر بلدة إذا مشيت في شوارعها تذكرت امام الدنيا الشافعي , لما كان يقول قبل مجيئه لمصر اصبحت نفسي تتوق الى مصر .
مصر إذا دخلت مساجدها لاح امام ناظريك شيخ المالكية خليل وهو يؤلف مختصره في فقه المالكية الجليل ليصبح عمدة للفقه المالكي إلى يومنا هذا , وإذا التفت في نواحيها رايت شيخ الحنابلة المقدسي يصنف المؤلفات في الفقه الحنبلي فتكون عمدة للفقهاء وحجة للقضاء , ولا يغيب عنك في مصر السخاوي والطحاوي وائمة الحنفية العظماء ,وفقهائها النجباء .انها مصر إذا مررت في اسواقها تذكرت كبار الشعراء والبلغاء الذين سكنوها تذكرت المتنبي لما كان يردد قائلاً..
وما الدهر الا من رواة قصائدي ..اذا قلت شعرا اصبح الدهر منشدا
فسار به من لا يسير مشمرا..وغنى به من لا يغني مغردا
أجزني اذا انشدت شعرا فإنما .. بشعري أتاك المادحون مرددا
ودع كل صوت غير صوتي فإنني..أنا الصائر المحكي والآخر الصدى
فيها المتنبي وفيها كثير عزة , وجميل بثينه يغردان وفيها كل ناجحا ظهر لدنيا انها مصر, اشتهر اهل مصر بطيب الاخلاق والطف مع الغرباء والرفاق ولقد حدثنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن امه هاجر المصرية لما سكنت في مكة وتفجر عندها زمزم وقبلت اليها قبيلة جرهم العربية فصارت معهم كريمة صفيه وصف نبينا صلى الله عليه وسلم هاجر فقال :فألف ذلك أم اسماعيل تحب الأنس تحب الانس تحبالموآنسة ولطف المعاشرة والمجالسة ووالله لا تزل هذه الصفه في المصريين إلى اليوم ..
المصريون أهل انس في المجالسة ولطف في الموانسة شعب يألف ويؤلف ويُحب و يوحب وقديما كتب سيدي ومولي رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى ملوك الدنيا كتب إلى هرقل وكتب إلى كسرى وكتب إلى ملك اليمن كتب إلى ملوك الدنيا كتباً فكل واحد منهم تعامل مع الكتاب بأسلوب منهم من غضبا وسباء وارعد وازبد ومزق الكتاب و قتل الرسول الذي جاء بها ومنهم من حفظ الكتاب ورد ردا خفيفاً لكن المقوقس صاحب مصر وكبير القبط في ذلك الحين وصل اليهكتاب سيدي ومولاي صلى الله عليه وسلم فاخذها بكل رفق واكرام حاطب ابن ابي بلتعه الذي جاء بها و وضع له من طيب الطعام و الشراب و اسكنه في احسن المساكن وجعل يسأله برفق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لما اراد حاطب أن يرتحل إلى المدينه زوده بما يزود به المسافر من اطيب الطعام واعطاء المقوقس المصري زعيم القبط في ذلك الحين اعطاء حاطب هدية و اعطه لنبي صلى الله عليه وسلم هدايا من ضمنها انها اعطاها ماريه القبطيه التي تزوجها بعد ذلك رسول الله عليه وآله وسلم وولدت لها ولده ابراهيم فقبل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الهدايا و اهداء إلى المقوقس هدايا وكان اهل مصر من ذلك الحين يعرفون ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام و هو يعرف لهم فضلهم..
اما كرمكم ايها المصريون ..فآية للناس اجمعين أهل مصر هم غوث الناس عند القحط الذي وقع في عهد يوسف عليه السلام ï´؟ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) ï´¾ [يوسف]. وقبل الناس من كل الدنيا إلى مصر فلم تبخل عليهم وانما عاملتهم كم تعامل ابنائه من الكرم و الجودي والعطاء و انواع الاحسان , بل حتى في عام الرماده اصابه المسلمين في عهد سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه اصابهم قحط اكل الأخضر و اليابس وكان عمر رضي الله تعالى عنه يقول: والله لا اذوق سمن ولا سمين حتى ترتفع هذه الكربه عن المسلمين و اصابه هم لو قسم على اهل الأرض لوسعهم يمشي في انحاء المدينه فيسمع بكاء الصغير وانين الكبير وزاد الطين بلة أن الأعراب حولهم المدينة اقبلوا ونزلوا في المدينة وصار عمر مسؤول عن هؤلاء كلهم ينظر يمنة ويسره فلا يوجد شيئاً يطعمهم وصار يجمع الفتات ويمضي به في اطراف المدينه يطبخ لليتام مع اماهتهم يطبخ بنفسه ليطعمهم ..
حسب القوافي و حسبي حين ألقيها .. أني إلى ساحة الفاروق أهديها
و من رآه أمام القدر منبطحا .. و النار تأخذ منه و هو يذكيها
و قد تخلل في أثناء لحيته .. منها الدخان و فوه غاب في فيها
رأى هناك أمير المؤمنين على .. حال تروع لعمر الله رائيها
يستقبل النارَ خوف النارِ في غَدِه .. والعَيْنُ من خشيةٍ سالت مآقِيها
تلفَّتَ عمرُ في البلدان يبحثُ عن أهلِ بلدٍ يغيثونه تذكَّر أنَّ مصر هي أرض الطيبين ، هي أرض الكرم،تذكَّر أنها أطيب البلدان منزلا وهي أحسنها موئلا فأخذَ عمرُ رضي الله عنه كتابًا وكتب إلى عمرو ابن العاص
قال:السلام عليك من أمير المؤمنين عمرَ ابن الخطاب إلى عمرو ابن العاص أمير مصر ,السلام عليك ورحمة الله وبركاته..أما بعد:
واغوثاه.. واغوثاه.. واغوثاه إليك!!
والسلام.
فلمَّا وصل الكتابُ إلى عمرو ابن العاص جمع أهل مصر،جمع أهل الكرم،جمع أهل الجود والإحسان.. وعمرو رضي الله عنه يعلم أنه يضع يده في سمنٍ ودقيقٍ وعسل، يعلم أنه إن استنجد وإن طلب المساعدة فإنما أمامه كرماء قرأ عمرو أمامهم كتاب أمير المؤمنين.. فوالله مابخلوا ولاتراجعوا ولا ترددوا مضى أهلُ مصرٍ إلى بيوتهم فمنهم من يأتي بدقيق ومنهم من يأتي بتمر ومنهم من يأتي بثمارٍ مجففة ومنهم من يأتي بأنواع الخبز حتى جمعوا من ذلك شيئًا عظيمًا وبعث عمرو إلى عمر كتابًا قال فيه:
"أما بعد: فيا لبيك.. يا لبيك.. يا لبيك أتتك عيرٌ أولها عندك وآخرها عندي".
وبعثتم أيها المصريون في ذلك الحين إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم،إلى أيتامهم، إلى محتاجيهم،إلى أراملهم،بعثتم بيَّض الله وجوهكم،بعثم قافلةً تزحف كالسيل وتسير كالليل حتى وصلت إلى المدينة فقسَّمها عمر بينهم ورفع الله عنهم كربتهم .
فعلمَ عمرُ بكرمِ أهل مصر وعلمَ أنَّ الكريم لايردُ ولا يبخلُ وإن تكرر عليه الطلب.. فكتب كتابًا إلى عمرو قال فيه:ياعمرو إنَّ الله قد فتح مصر وهي كثيرة الخير والطعام وقد أُلقيَ في روعي لما أحببتُ من الرفق بالنَّاس والتوسعةِ عليهم أن أحفرَ خليجًا من نهر النيل حتى يصبَّ في البحر فهو أسهلُ لمَّا نريدُ أن نحمل عليه الطعام أسهلُ من أن يحملها الرجالُ على أكتافهم أو العير على ظهورها."
فاجتمع عمرو مع أهل مصر.. فوالله ماقال أحدٌ من أجدادكم:لا. ولا قال أحدٌ من أجدادكم:هو طعامنا فلماذا نرسله إلى غيرنا؟؟،ولا قال أحدٌ منكم: نخشى أن تنقص زروعُنا إذا صدَّرناها إلى غيرنا. كلا وإنَّما أنتم سلالة الأنبياء، سلالة موسى عليه السلام لمَّا ركبَ في السفينةِ فلمَّا خرقها الخضرُ عليه السلام قال له موسى:
ï´؟ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَاï´¾ ونسي أنه سيغرق هو.. لمَّا رأى الضعفاء فكَّر فيهم قبل أن يفكِّر في نفسه.
أنتم سلالةُ موسى عليه السلام لمَّا وقف عند المرأتين وهو المجهد المتعب
ï´؟ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىظ° يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَىظ° لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىظ° إِلَى الظِّلِّï´¾ , والله ماطلب منهما مكافأة كلا فليس هو طبع المصريين ، ولا طلب منهما طعامًا، ولا مُذقة لبن وإنَّما فعلها لله , فأخذ المصريون يحفرون بأيديهم ومساحيِّهم ويصنعون هذا الخليج حتى صُنع الخليج وصار يحملُ الأرزاقَ من نهر النيل حتى تسيحَ في الأرض.. وظلَّ هذا الخليجُ موجودًا حتى طمره أبو جعفر المنصور لمَّا أراد أن يضيِّقَ على بعض من خرجوا عليه..
أيها المسلمون:
لقد استمرَّ كرمُ المصريين في مكةَ والمدينةَ والحرمين ففي كل موسم حجٍ وبعده لايفقد النَّاس والله منذُ سنين التكيَّةَ المصرية.. يأتي الحجاج المصريون معهم طعامٌ ليس لهم فقط بل كل واحدٍ يحملُ طعامًا يكفيه ويكفي المئات معه ثمَّ يضعون تكيَّةَ -يعني أماكن معدة للضيوف كالفندق-يضعونتكيَّةَ ثمَّ يأتي الفقراء والمحتاجون من أنحاء الأرض.. هذا جاء من أوزبكستان فيأكل منتكيَّةَ المصريين،وهذا جاء من الهند فيطعمه المصريون،وهذا جاء من باكستان،وهذا جاء من اليمن،ومن العراق،ومن بلاد الشام،وأهل مكة يأتون إلى المصريين يأكلون بالمجَّان. فلماذا يفعلون مثل ذلك؟؟ إلا لأنكم أهل الكرم وأهل الجود أيها المصريون.
بل حتى آل بيتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أحبابُ سيدنا رسول الله،الطيبون الطاهرون،هم أحبابُ نبينا، وأحفاد رسولنا نزل بعضهم في مصر فوجد والله من الاحتفاء والحب والكرامةِ والقرب ما يليق بهم..
المصريون هم أكثر النَّاس إكرامًا لآل بيتِ رسول الله عليه الصلاة والسلام..
المصريون هم أكثر النَّاس احترامًا لصحابةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
المصريون هم أكثر النَّاس غيرةً لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
المصريون هم أعظم النَّاس إعظامًا وتقديرًا لكتاب ربِّ العالمين.. ومامواقف شيخ الأزهرِ -وفقه الله- ومواقف علماء مصر إلا شاهدةٌ على إكرام صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام..
ماأفلحَ الفاطميون في تغيير عقيدتكم , والله ما افلحوا في أن يوغروا صدوركم على صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم ..ماأفلحَ الفاطميون في أن يغيروا عقائدكم ,أنتم أهل العقيدة أيها المصريون..
معاشر المؤمنين:
المصريون هم أهل القوةِ والثبات رغمَ الفتن, هاهم السحرةُ يأتي فرعون بهم لحرب موسى عليه السلام فلمَّا رأوا آيات النبوةï´؟ أُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَï´¾فهددهم فرعون بالعذاب والقتل الشنيع
ï´؟ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىظ°"
ï´¾
فردَّ المصريون المؤمنون
ï´؟ قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىظ° مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَظ°ذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا"ï´¾ فمدحهم الله تعالى وأثنى عليهم..
أيها المصريون:
بل أيها النَّاس في كل الدنيا:إنَّ ارتباط مصر بالعالم، وإنَّ فضل مصر على كل العالم لاينكره أحد, أنتم الذين درسَّتم العربَ في كل الدول،درسَّتم العرب صغارًا، ودرسَّتموهم في الجامعات كبارًا، ولاتكاد تجد اليوم بلدًا في العالم إلا وجدت المصريين فيه مبرِّزين علمًا وطبًا وفلكًا وهندسةً وفي كل ذلك.. أنتم لكم فضلٌ لا يُنكرُ حتى على المملكة بلاد الحرمين..
إنَّ ارتباط المملكة بلاد الحرمين بمصر هو ارتباط وثيق ، وحبلٌ عتيق.. قبل عشرات السنين أول مافُتحت المدارس الحكومية فيالمملكة بلاد الحرمين والخليج والله مادرَّس فيها إلا المصريون.. درَّسوني ودرَّسوا غيري , أولُ جامعةٍ فُتحت في السعودية رأَسَها رجلُ مصري, والله ماتجد اليوم في المملكة ولا في غيرها من دول الخليج وزيرًا ولا أميرًا ولا مسؤولاً ولا عالمًا إلا وجدت لمعلمٍ مصري عليه فضلا..
بل إنَّ بدايات المناهج الحكومية التي أُلِّفت في أكثر الدول العربية, أول مابدأت المدارس أُخذت المناهج منكم أيها المصريون , فلمَّا ألَّفت البلدان الأخرى لأنفسها مناهج جاءها مستشارون مصريون يُألِفُون معهم..
لايزالُ إلى اليوم يتذاكرُ وجهاء مكة ووجهاء جدة أنَّ أولَ طريقٍ معبَّد صُنع مابين جُدة ومكة عملته مصر , لانزالُ نتذكَّر أنَّ أول البعثات العلمية السعودية للتعليم كانت إلى مصر, ولاننسى والله أبدًا الإمامةَ في الحرمين الشريفين التي لم يتولها أحدٌ أبدًامن خارج المملكة إلا المصريون..
-الشيخ عبد الظاهر أبو السمح رحمه الله تعالى إمامُ الحرم المكي جاء من الإسكندرية في عام 1345 للهجرة وصلَّى إمامًا في الحرم المكي وأنشأ العلم فيه وهو أولُ من استعمل مكبِّر الصوت في الحرم المكي ثم توفي في مستشفى الجيزة في مصر.
-الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة المصري جاء من مصر وأمَّ المصريين في الحرم النبوي ثمَّ صار إمامًا وخطيبًا في المسجد الحرام فهو إمام الحرمين وشارك في تأسيس دار الحديث المكية.
-الشيخ عبد المهيمن أبو السمح مصريُ الجنسية تولى إمامة وخطابة المسجد الحرام عام 1369 للهجرة وكان له أثر في إنشاء رابطة العالم الإسلامي وهو صاحب أقدم تسجيل تلفزيوني بين أئمة الحرم.
بل إنَّ علماء مصر كان لهم التأثير الكبير على كل الدول العربية والإسلامية..
-الشيخ عبد الرزاق عفيفي ارتحل إلى المملكة-مصري- فتتلَّمذ كبار العلماء ثنوا ركبهم عند قدميه.. علماء الآن هم قد شابت لحاهم في هيئة كبار العلماء هم من طلاب رجلٍ مصري الشيخ عبد الرزاق عفيفي. وتمَّ اختياره ليصبح عضوًا في هيئةِ كبار العلماء ثمَّ أصبح عضوًا في اللجنة الدائمة للإفتاء ثمَّ أصبح نائبًا لرئيسها الشيخ عبد العزيز ابن باز.. والكل إلى اليوم يتذاكرُ هذا المصري بالعلم والفضل والزهد والورع والديانة والحرص والبلاغة والفصاحة والعلم , لاينسى أحدٌ مشايخ مصر الذين علَّموا في السعودية وفي بقية الخليج, المصريون اليوم هم الأئمة ومقرؤوا القرآن في أكثرِ دول الخليج بل أكثرِ دول العربية بل أكثر دول العالم.. بل هم أساتذة جامعاتها وهم المستشارون عند كبار مسؤوليها, المصريون:لهم بالمملكة العربية السعودية وبالخليج وبجميع الدول العربية علاقة وطيدة..والله والله والله لايستطيع أن يُفسدها أي مفسد..
أسأل الله جلَّ وعلا أن يجمع قلوب المسلمين في كل مكان ,وأن يدرأ في نحر كل من أراد أن يُفسد بينهم, أسأل الله أن يجعلنا قوةً واحدة , أسأل الله أن يجعلنا قوةً واحدةننصر العلم والدين ونعزُ الضعفاء وندحر المستبدين والطغاة, آمين يارب العالمين.
أقول ماتسمعون وأستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
تعليق