السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رحلة الإسراء و المعراج ، فيها عظائم و روائع الحِكم و الفوائد ..
رحلة تشريف للنبي و تعليم للبشرية .. رحلة آمن بها المؤمنون ، و كفر بها المبطلون الكافرون ..
من أروع ما سمعت عنها ، حلقة ( خواطر حول الإسراء) للشيخ أيمن صيدح ..
و لذلك أحببت أن تقرأوها ..
يا شيخ .. إنت بتفتّح علينا كلام ، طب نرد نقول إيه للناس ؟؟
عندنا - بقول لك - في الإسلام ، طلاما الكلام صحيح ، ما تخافش من حاجة ، إحنا النهارده هنقف ، عند وقفات حول الإسراء ، و حِكم و فوائد ، ليه الإسراء قبل المعراج ؟؟
ليه النبي محمد ، ربنا سبحانه و تعالى لم يعرج بحبيبه النبي محمد صلى الله عليه و سلم من المسجد الحرام ، و عُرج بالنبي من المسجد الأقصى ، مع أن المسجد الحرام مقدم عن المسجد النبي و عن المسجد الأقصى ..
إيه الحكاية ؟؟ و إيه الفوائد ؟؟ ما تصلي على حبيبك النبي ..
اللهم صلِّ و سلم و زد و بارك على الحبيبب النبي ..
أولاً ، حبايبي ، الإسراء آية و معجزة ، حدثت للنبي محمد ، أمر خارق للعادة ، محدش يقدر عليه إلا الملك ، أو بإذن الملك .. قال الله سبحانه و تعالى :
{ سُبْحَان الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلَاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الإسراء : 1
لذلك إحنا ما نقدرش نقول للنبي ، إنت ما تعملهاش ، ما تقدرش تعملها يا رسول الله ، لإن النبي محمد ما قالش أنا اللي رحت ، مش أُسري به ، { سُبْحَان الَّذِي أَسْرَى } إنما قال أُسري بي ، أي أن الذي أسرى به هو الله ، سبحان الذي أسرى { لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }الأنبياء:23، لكن احنا بنسأل دلوقتي أنفسنا ، طب هيستفيد إيه الرسول صلى الله عليه و سلم ، و هيستفيد إيه أمة النبي ؟؟ لما يحصل الإسراء قبل المعراج ، و لما يحصل الإسراء من المسجد الأقصى و ما حصلش من المسجد الحرام ، لا إله إلا أنت يا رب سبحانك ، يا اخواننا إحنا قلنا إن دايماً الشيء المعجز اللي ما يقدرش عليه إلا الله سبحانه و تعالى ، تجد إن الله سبحانه و تعالى يأتي في آيات القرآن و يسبح نفسه . في مسألى اختلاف الليل و النهار ، و الشمس اللي تجري في مستقرٍ لها ، و القمر اللي عمال يدور في فلكه حتى عاد كالعرجون القديم ، { لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أُنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَ لَا الليلُ سَابِقُ النَّهَار و َ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } يس : 40
إيه الحكاية ؟؟ يقوم ربنا سبحانه و تعالى يقول : { فَسُبْحَانَ اللهِِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تثصْبِحُونَ } الروم :17 لما يكون الأمر عظيم ، ولما ربنا سبحانه و تعالى يختار للنبي زوجة ، هي عائشة رضي الله عنها و أرضاها ، أمي و أمك ، أمي و أمك عائشة رضي الله عنها و أرضاها ، - أنا أقصد المؤمنين الموحدين .. لما النبي محمد ربنا يختار له زوجة ، و ييجي الناس يتكلموا فـ حقها ، يقوم ربنا يقول عن نفسه ، أو يقول ربنا سبحانه و تعالى عن قولهم ، { سُبْحًانَكَ } ينزه نفسه عن النقص { سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } النور : 16
، ينزه الله نفسَه ، لماذا ؟؟
لإن هنا يا اخواننا : الله سبحانه و تعالى ، مفيش أساساً أي مجال للخطأ ، و لا يوجد أي ذرة من ذرات الشك عندنا أن الله سبحانه و تعالى كلامه الحق ، فاحتار للنبي صلى الله عليه و سلم زوجة صالحة ، هي عائشة ، لذلك سبَّح الله نفسه { سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } اللي قالوا عليه ده ، الله سبحانه و تعالى في الأمور العظيمة اللي يعجز عنها البشر ، اللي محدش يقدر يتدخل فيها ، إنما ممكن ربنا يسمح لبعض الناس يعملوا حاجات ، الله سبحانه و تعالى يقول في سورة الإسراء : { سُبْحَان الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلَاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الْأَقْصَى} الإسراء : 1
في رواية – رواية مالك بن شعشعة ، بيقول أنه : ( بينا أنا في الحقيم – أو في الحج - ، إذن النبي محمد ، كان في المسجد الحرام ، و في رواية : (بينما أنا في بيت أم هانئ ) ، هنا خلاف يا شيخ بين كلام النبي ؟؟ أقول لك لا ، ركز بعقلك، عشان الخلاف هيبقى فـ قلبك انت ، و فـ عقلك انت ، أنا لما أقول لك : استقبلت أحد الزوار في القاهرة ، ثم جئت في رواية أخرى ، و قلت : استقبلت أحد الزوار في مطار القاهرة . يبقى في الحالة الأولانية أنا عممت ، و في الحالة التانية خصصت ، ده إن كانت رواية أم هانئ .. يعني سبحان الله ، يعني كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( بينا أنا في بيت أم هانئ ) ، طيب ، لو إن النبي عليه الصلاة و السلام ، لا يقصد التخصيص بعد التعميم ، بعد أن عمم ، يبقى بنقول إن البلد الحرام ، كلها تصح فيها أن تكون مسجد .
{ سُبْحَان الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلَاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الْأَقْصَى} الإسراء : 1 بعد ما النبي محمد صلى الله عليه و سلم راح رحلة الطائف ، ثم جاء السفهاء ، و أتبعوه بالإيذاء ، فـ أنا بقول لكل راجل محترم دلوقتي ، ماشي في طريق الله : كم ستؤذى ! كم ستجد من الشياطين يجلسون لك على صراط الله المستقيم ، و كم ستجد من الحديث و الأقوال عليك!
هو إنت ، و لا أنا و لا الدنيا – اللي عايشين فيها – أكرم من النبي محمد ؟؟ اللهم صلِّ على رسول الله.
ذهب إلى الطائف ، أوذي ، أرسلوا إليه النساء و الرجال و السفهاء و الأطفال يؤذونه ، رايح لهم بالنور ، و هما بيقولوا له لأ تعالَ للظلام ، رايح لهم بالهداية ، وهما ناويين الضلالة و الغواية ، رايح لهم بالجنة ، و هما بيأبوا إلا أن يذهبوا للنار ، قذفوه بالحجارة حتى أُدميت أقدامه ، و سالت الدماء الشريفة على الصخور ، بأبي أنت و أمي و نفسي و الدنيا يا رسول الله – صلى الله عليه و سلم - .
أسند ظهره إلى حائط ، هل النبي محمد عمل زي بعض الناس اللي بتفضل تقول : إيه المصايب اللي احنا فيها ديه ؟؟!! ليه ربنا دايماً فاكرني – مش عارف بإيه – بالمصايب ؟؟ النبي محمد عمل كده ؟؟ النبي محمد أول حاجة فكر فيها ، قال : اللي بيحصل لي ده ليه ؟؟ هل ربنا غضبان عليا ؟؟ فبدأ يدعو الله .. ( اللهم إن لم يكُن بك غضب عليَّ فلا أبالي ) ، لو مفيش غضب منك عليَّ يا رب ، و اللي بيحصل لي ده مش غضب ، أنا مش هاممني ، أنا سينشرح صدري و يطمئن قلبي ، بس اللي مخليني مهتم و حزين ( أنا بشرح كلام النبي ) ، إن انا خايف لتكون غضبان عليا ، فأراد الله أن يُسَرِّي عن نبيه لما رجع إلى مكة ، بعد ان اضطهد ، و ذُرب و أدميت قدمه .
و فـ لحظة الألم و الطرد و الاستهزاء والسخرية من القوم به ، يجي له جبريل و مَلَك الجبال ، يقول له : ( الله بيقرئك السلام ، و يخصك بالتحية و الإكرام ، و أرسل معي مَلك الجبال ، و جعله تحت أمرك ، و رهن إشارتك ، فإن أمرتني و أمرته أن يطبق عليهم الأخشبين - و ده جبلين كبار في مكة – )
إذا كنت رايح و انت زعلان بقى بعد ما طردوك و آذوك ، ممكن نطبق عليهم الجبال ، فـ النبي محمد يقول له لا ( عسى أن يخرج من أصلابهم من يُوحِّد الله ) ، هو ده أدب السلفية ، أدب أصحاب المنهج السليم ، ( عسى أن يخرج من أصلابهم من يُوحِّد الله ) ، عشان كده بنقول : لازمة نتعلم من النبي ، و نقف وقفات حول إسراء الحبيب سيد الأنبياء .
رجع مكة و كان في جوار رجل كافر – عشان يقدر يدخل – و بقولها أهوت : هو ده منهجنا ، السائح اللي بييجي عندنا و بياخد ختم ، و ادينا له عهد ، مش ممكن بحال من الأحوال : واحد محترم ، عارف المنهج السليم ، عارف أخلاق النبي ، بعد ما واحد ياخد أمان ، و يدخل عنده ، هات هم لنا ، ده صيت حلو ، الواحد يقول له : قال الله قال الرسول ، الواحد يعلّمه ، في جمعة واحدة في الغردقة ، أسلم خمسة في أسرة واحدة ، و آخر النهار جا لنا اتنين كمان ، سبحان الله ! سبعة ، هاتوهم ، خلوهم يوحدوا الله . اسمع يا عالم ، النبي محمد لما رجع لمكة ، أراد الله أن يُسرّي عنه ، فائدة أولى في الإسراء : تسرية عن رسول الله ، يعني .. الواحد ياخي لما يضيق به الحال ، و الشغل بيزيد عليه و يلاقي البيوت فيها ضغط ، و يلاقي مش عارف إيه .. يروح طالع في رحلة ، فـ لسة كنا جايين من رحلة جميلة ، هناك في رفح ، و الشيخ زويلي ، وبعدين رحنا الطور ، هي صحيح رحلات دعوية ، بس بتغير المنظر ، تحس ان كلمة لا إله إلا الله لما تُطلق في مكان جديد – بالنسبة لك - ، تحس بحركة – زي المياه المتحركة - ، أراد الله أن يُسرّي عن نبيه ، إنت ما بتصليش عـ النبي ولا إيه ؟؟ اللهم صلِّ على رسول الله ، فجهز له ركوبة ، من ضمن فوائد الإسراء ، إن النبي محمد يتعمل له تشريفة ، اتجهّزت له ركوبة أحسن موديل ، ده ركوبة – يا حبيبي – لم يركبها أحد إلا النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، البراق : دابة فوق الحمار و دون البغل ، تضع قدمها – حافرها - ، تضع قدمها – أو الحافر بتاعها - ، عند منتهى بصرها .. شوف بتبصّ لحد فين ! يعني مثلاً ، أنا لو هنا كده في أكتوبر ،و أبص لحد شوبرا ، أحط القدم كده – عافانا الله و إياكم – إلى هذه الأماكن ، شوف هي بصرها عامل ازاي ! و لو شاء الله – جل و على – أن يجعل النبي بخطوةٍ واحدة ، و يطوي له الأرض ، ينتقل إلى الأقصى ، لفعل لكنها تشريفة .. و لله المثل الأعلى ، لما كان بييجي زمان ، الحكام بتوعنا ، لما الإعلام بقى صوّرهم لنا إنهم هما الزعماء اللي خلصونا من الاستعمار ، و من الجماعة اللي كانوا مضطهدينا ، كانوا بيمشوا في الشوارع الأول قدامنا ، كان بيني و بينهم يبقى متر ، ( ما انا برضه من زمان ) و نشاور لهم و نبقى عمالين .. فرحانين بيهم ، و يركب عربية مكشوفة من المطار إلى القصر ، ليه ؟؟
لإنه ماشي بيعملوا له تشريفة .. زعيم الأمة العربية ! لما زاد ظلمهم ، راحوا مغطيين العربيات ، و لما زاد ظلمهم ، راحوا مكترين حواليهم العربيات ، و لما زاد ظلمهم ، بقوا ياخدوهم بالطيارات ، و لما زاد ظلمهم .. أهم في المزرعة !
الشاهد في المسألة : حبيبك النبي محمد ، لما يركب التشريفة دي ، علشان يسري الله عنه ، مما حدث له ، و من ضمن فوائد الإسراء قبل المعراج ، يعني النبي محمد لو خرج من بيته ، و البراق جهز عند المسجد الحرام ، و طلع مباشرة للسما ، لما ينزل ، يخبر القوم ، هييجي على أبو جهل ، ده أبو جهل معاند ، أبو لهب معاند ، ده عتاولة الكفر و العناد موجودين في مكة ، لما يرجع يقول لهم ايه ؟؟ لقد رأيت السماء الأولى ، و الثانية ، و الثالثة ، أضرب لك مثال .. أنا لو رحت مثلاً أمريكا – ربنا يهديهم يا يهدهم ، غير المسلمين طبعاً – فـ لما رحت أمريكا (هفضل أقول لك إيه .. ( أنا طبعاً ما رحتش ) إنت شفت إيه فـ أمريكا يا شيخ ؟؟ أقول لك و الله شوفت الشوارع ، و شوفت مش عارف إيه ، و هناك مش عارف إيه في الشارع الفلاني ..
احكِ يا اخويا احكِ ! هو انا رحت ؟؟!! لا اقدر اكدبك ولا اقدر أصدقك ، خلاص باخدها منك على إنها كلام .
فـ النبي محمد ، حتى يقيم الله عليهم الحجة ، ويبدأوا يحاولوا يسألوا النبي ، و خلي بالك : أراد الله ج و على ، بحكمةٍ منه ، و هذه من ضمن الحِكم ، التي – يعني – نقف عندها ، و حِكم الله عظيمة عظيمة جليلة لا يستطيع أمثالنا أن يقفوا عند منتهى حكمة الله ، { لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }الأنبياء:23 ، ومع ذلك ، لطائف لتثبيت القلب و انشراح الصدر ، عشان نعرف إن ديننا حق ، النبي محمد لما راح الرحلة الأرضية ، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، حتى يرى علامات ، إذا سُئل ، كان الدليل على صدقه و هو صادق ، و لذلك الحبيب النبي محمد – صلى الله عليه و سلم - ، أول ما رجع فـ بيخبرهم عما حدث ، قال لهم : ( لقد أُسري بي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) في الليلة .. ليلة أمس ، و رجعت ، قالوا له فـ ليلة واحدة ؟؟ المسافة اللي بناخدها فـ تلات شهور ، المسرع فينا ممكن شهرين ة، في ليلة واحدة ؟؟!! فاجتمعوا من حوله ، منهم من يسخر ، و منهم من يستهزي ، يااه ! ده أوذي النبي كثير يا اخواننا ، و احنا ما اتحملناش إي إيذاء ..
حبيبنا النبي صلى الله عليه و سلم ، لك أن تتصور و هو بين السفهاء ، منهم من يضحك و منهم من يسخر ، و كان في جوار الرجل الكافر ، فقال له : ارفع الجوار عن محمد ، إنه يدعي الآن بين الناس أنه أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، راح شاف المسجد الأقصى و رجع ! في ليلة واحدة ! فـ انت ازاي لسة هتعمل له جوار ؟؟!! قال لا ، ده وصل بعقله إلى منتهى ، من الخروج عن حد النظام في العقول ، خلاص أنا رفعت عنه الجوار .. و جلس النبي يُحدّث الناس ، فجاء رجل خبيث من الكفار ، و كانوا – يعني ، يعني سبحان الله – و كانوا كثير ، فقال له : يا محمد ، تدّعي أنك ذهبت إلى الأقصى ؟؟ و هم يعرفون أنه في حياته لم يذهب إلى الأقصى . فـ واحد منهم خبيث بعد ما الناس اجتمعوا ، قالوا بس بس ، إنت مش رحت ؟؟ أيوة نعم . – أوصفهولنا !
و كان من أصعب المواقف على رسول الله ، لإن النبي محمد لما دخل المسجد الأقصى ، دخل بالنهار و لا بالليل ؟؟ بالليل { سُبْحَان الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} الإسراء : 1. يعني السير ليلاً ، و لما دخل كان بالليل .
و لما دخل المسجد الأقصى ، مين كان هناك ؟؟ الأنبياء و المرسلون ، كان حاضر هناك أعداد الأنبياء و المرسلين ، كانوا موجودين ، لماذا ؟؟ عشان برضه فيه حكمة لتواجدهم ، يعني سبحان الله ! مئات آلاف من الأنبياء و المرسلين موجودين ، طب اللي يدخل مسجد ، بالله عليك .. أنا لو رحت مسجد من المساجد ، و لقيت دعاة مصر كلهم و العالم الإسلامي ، الموجودين الآن على قيد الحياة ، موجودين في المسجد ، لما أدخل المسجد .. هاخد بالي مـ اللي فيه ؟؟
نعلي الحكاية شوية ، لو دخلنا لاقينا ابن تيمية و ابن القيّم ، و لاقينا الإمام الشافعي ، أبو حنيفة ، لاقينا الإمام مالك ، لاقينا العدد اللي هو بتاع العلماء التابعين ، طب إيه رأيك ؟؟ لو دخلنا مسجد ، و جدناه كله ممتلئ بالصحابة .. أبو بكر ، عمر ، عثمان ، علي ، مصعب ، الزبير .. سبحان الله ! .. بلال ، عمّار ، صهيب ، خالد بن الوليد ، المسجد مليان بالصحابة يا حبايبي ! بالله عليك لما تدخل ، هتاخد بالك من الكشافات ؟؟ هتاخد بالك من النوافذ ؟؟ هتاخد بالك من الأبواب ؟؟ تقدر تاخد بالك من حاجة ؟؟!! إنت هتركز عـ الوجوه ، ده انت هتدوّر على بتحبهم ! ده انت هتدخل تلاقي المسجد .. هتطلع تقول .. إحنا كنا فين ؟؟!! زي ما نكون في حلم ، فما ظنك لو دخلت مسجداً من المساجد فوجدته مليء بالأنبياء و المرسلين .. آدم أبو البشر ، نوح ، يوسف الجميل ، إبراهيم الخليل ، موسى كليم الله ، عيسى الوجيه ..
الأنبياء و المرسلون ؟؟ بالله عليك هتشوف حاجة ، إلا هما ؟؟
فدخل النبي صلى الله عليه و سلم في وقتٍ ... هيركز في الأبواب و الشرف ؟؟!! الله الله !
فلما فاجأه الرجل بسؤاله : صِف لنا الأقصى . فكان الأمر عظيم على النبي محمد ، الكلاد ده يا اخواننا ورد في الصحيحين ، في حديث المعراج من حديث جابر بن عبد الله عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، أنه قال : {لمّا كذّبتْني قريش ، كنت في الحجر ( فقالوا لي أوصفهولنا ) } ، الله الله ! فجلى الله المسجد الأقصى أمام حبيبه محمد ، يصفه لهم ، و المسجد عمال كده يتجلى أمام النبي ، فنظر إليه النبي ، نظر إلى المسجد ، و بدأ يصفه لهم ، سبحان الله ! شرفةً شرفةً و نافذةً نافذةً ، فبُهت الذي كفر ، المسألة ما كانتش سهلة ، لقد ارتد كثيرٌ من الناس ، و ارتجف قلب حتى الذي ثبت ، إلا إن الصديق رضي الله عنه و أرضاه ، و هو ماشي في الطريق ، و ما كانش قاعد مع النبي و لا شاف الموقف ، فواحد رايح يقول له : مش صاحبك بيدّعي إنه أُسري به ليلة أمس من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ؟؟ ، قال : أو قد قال ( قال ؟؟ ) ؟؟ ، قالوا له : أيوه ، قال : صدق ، إن كان قال فقد صدق . قالوا له : ازاي ؟؟
قال : إن أصدّقه في خبر السماء ، في غدوةٍ أو رَوْحة ، ( السماوات العلي ، السبع سماوات ، تيجي تقول لي يروح مـ المسجد الحرام للمسجد الأقصى ؟؟ أيوة نعم ، أصدق ) . حكمة الإسراء قبل المعراج ، ليجد النبي دليلاً مادياً ، يفهمه أصحاب العقول المجادلة ، ليرُدَّ بها عليهم ، و من ضمن – أيضاً – الخواطر و الفوائد ، في رحلى الإسراء قبل المعراج ، با اخواننا .. المعراج حيبقى للسما .. و رحلة السما رحلة جديدة ، و دي سنة الله في خلقه ، بيعلّمها لنا ..
لما تاخد ابنك لمكان جديد ، لازم تجعله يستأنس ، و تمهد له الجو ، و ما تضغطش عليه . قادر ربنا – سبحانه و تعالى -، أن ينقل حبيبه محمد – صلى الله عليه و سلم – و يُكيّفه لتحمل ذلك ، إلى السماوات العُلى ، من غير رحلة الإسراء ، و لكن الإيناس للقلب ، سنة بيجعلها الله دايماً في قلوب عباده ، يا عم عاوزين نؤنس الناس .. ادخل عليهم بالراحة شوية ، يعني مثلاً إنت مودّي ابنك – و لله المثل الأعلى - الحضانة الصبح ، لازم تروح معاه ، إذا كانت الحضانة فيها مدرسات .. زوجتك بتروح معاه ، و يقعد الواد الصغير أول يوم ، الأم تنتظره ، تاني يوم ، تقلل المدة اللي هتنتظره فيها ، تالت يوم .. حتى يستأنس قلب هذا الولد بالحضنة الجديدة .
فرحلة الإسراء ، فيها إيناس لقلب النبي ، بيقول له : شوف الرحلة دي ، رحلة أرضية ، أنت تعرفها بين الجبال و الوديان .. و ترى الجبال من .. سبحان الله ! و تطير كده بين السماء و الأرض ـ و تروح إلى المسجد الأقصى ، فكان إيناس لقلب النبي قبل الرحلة السماوية ، و طبعاً عندنا شاهد من مسألة إيناس القلوب ، و التدرج مع الخلق من خلال الحديث الذي كان على طور سيناء ، قصة سيدنا موسى عليه السلام . هذه سنة الله مع خلقه يا عباد الله ، خاصةً الصالحين ، لأن المفاجأة تضر ، وإن كان فيها ما يسُرّ ، المفاجأة تضر ، و إن كان فيها ما يَسُرّ .
يعني أنا لو ماشي بالليل ، و ربنا يعني كتب لي إن يديني مليون جنيه ، يا رب ! آمين ..
ما تقول آمين يا عم ! إن شاء الله ليك نصيب ، فـ سبحان الله ! جالي مليون جنيه ، فواحد راح جايبهولي كده ، وبعدين قال إيه : أنا بحب الشيخ آمين ، هعملها له مفاجأة ، و راح مدّاري لي باليل و انا راجع من القناة ، بين الشجر و فـ حتة ضلمة ، و عارف ان انا همشي من خلالها ، و انا ماشي كده ، كان هو قاعد لي لى شجرة فوق ، و راح طابب لي قدامي ! وقال لي : شيخ أيمن ! كسبت مليون جنيه !
يعني لو انا مؤدب هقول له إيه ، لو انا مؤدب يعني في اللحظات اللي زي دي ، هقول له : يخرب .. يخرب ! يعني أقول إيه بس ؟؟ مش عاوز أقول لك إن ممكن إيديا ترتفع عليا ، يا ابن الحلال ، مهد ليا ..
هو بيقول لي مفاجأة سارة ، لكن المفاجأة تضر ، و لو كان فيها ما يَسُرُّ ، عاوزين نتعلم من القرآن ، عاوزين نتعلم من الآيات و المعجزات ، ربنا سبحانه و تعالى ، لما أراد أن يوحي إلى نبيه موسى ، سيدنا موسى لما قضى الأجل ، الذي كان بينه و بين صهره ، و قعد بره مصر عشر سنوات تقريباً ، و هو راجع ، رجل من جبال سيناء ، و من طور سيناء ، و هو بين الجبال .. يا اخواننا و الله ، أنا رحت الأماكن ديه فعلاً .. { الذي باركنا حوله بتستشعرها } ياخي حتى الفاكهة ، على المطر أحياناً بينبت النبات ، ناس مش محتاجين حاجة ، غير ان ، يقولوا بس عايزين المسئولين يجوا لنا يقولوا لنا : إزيكوا ؟؟ نقول لهم جزاكم الله خيراً !!! أمال هما اليهود بيلعبوا ؟؟ أمال عايزين الأماكن دي ليه ؟؟ ده احنا عندنا تلت مساحة مصر ، سيناء ، لازم تُعمّر ، لازم يكون فيه مرونة ، فيها خير عجيب و غريب ، أنا مش عارف ! ليه بتُترك هذه الأماكن ؟؟ و رب الكعبة ، و رب الكعبة ، استعرت أن الجبال تتحدث ! و الله حسيت إن الجبا بيتكلم و بيسبّح ! تحس فيها حاجات عجيبة . لما ذهبنا إلى طور سيناء ، و كان معي شهود يعني ، استشعرنا أن النظرة .. مش ممكن ! أول مرة أرى الجبل يغلب منظر الماء ، مع أن منظر الماء جميل ، إنما سبحان الله ، تنظر لمنظر المية و الجبل ، الجبل يغلبك ، عاوز تبص له ، اسمع كده إيه الموقف ..
في ليلة شاتية ، شديدة البرد ، و سيدنا موسى عليه السلام تاه منه الطريق ، و هو في الجبل ، رأى ناراً على البعد ، و هذه صوّرها لنا الملك ، في كتابه الكريم ..
{ وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى . إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأََهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى . فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى . إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى . وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا الله ُ } طه9:14
لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ، { وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى . إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأََهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ } دليل على إيه ؟؟ المطر و البرد كان موجود ، { أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى } ممكن حد يدلني عـ الطريق ، { فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى . إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى . وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا الله ُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدنِي وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ لِذِكْرِي }
يا عبد الله .. بالله عليك يا أخي ، بالله عليكِ يا أختي ، بالله عليك يا أبي ويا أمي ، لو إحنا ماشيين ، و سمعنا صوت ، و التفتنا ، فوجدنا أن صاحب الصوت هو أبو بكر الصديق ، يعني أحد الناس البسطاء لما بييجي يسلّم عـ الواحد ، تجده يبكى بكاءً عظيماً ، و يقول سبحان الله ! ماذا لو رأينا فلان و ماذا لو رأينا فلان ؟؟!!
ما عاوزين نحسّها شوية ، لو أنا بينادي عليَّ واحد بيقول لي : يا شيخ أو يا أخي أو يا فلان ، فالتفتّ فإذ به أبو بكر ، التفتّ لاقيته سيدنا عمر ، آه .. عمر بن الخطاب ، التفتّ فلقيته علي بن ابي طالب أو عثمان ، ماذا لو ناداك أحد الناس ، فالتفتّ فوجدته آدم عليه السلام ، ماذا لو التفتّ فوجدته نوح ، ماذا لو التفتّ فوجدته يوسف الجميل أو سيدنا إبراهيم الذي جعله الله خليلاً له ، ماذا لو التفتّ فوجدته عيسى ابن مريم ، ماذا لو التفتّ فوجدت الذي يناديك هو موسى عليه السلام ، ماذا لو كان المنادي هو رسول الله – صلى الله عليه و سلم - ؟؟ حباً و شوقاً ، أم خشيةً ؟؟
لقد التقينا بالبشر ، فما ظنك لو كان المنادي هو الله ..
في هذه اللحظات يا عبد الله ، لا يمكن بحال من الأحوال ، أن يتصور العبد أن موسى عليه السلام سيتذكر أن بيده عصا ، في هذه اللحظات ، لا يمكن أن يتذكر العبد ، أو يتذكر أن بيده شيء ، هل في لحظات نداء الملك الكريم لسيدنا موسى عليه السلام ..
كان موسى عليه السلام ، في خاطره أو في عقله ، يستحضر أن بيده عصا يتكئ عليها ؟؟ لا ، إذن ماذا حدث ؟؟
اسمع هذا الموقف العظيم من كتاب ربنا :
{ فَلَمَّا أَتأهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوَى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا الله ُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدنِي وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ لِذِكْرِي } طه 11:14 في هذه اللحظات ، نسي موسى عليه السلام أن بيده عصا ( أكيد ) ، فأراد الله أن يؤنس قلب موسى لما سيحدث بعد ذلك من تحول العصا إلى آيةٍ و معجزة ، فلو أن الله جل و على طلب من موسى يلقي العصا التي في يده ، من قبل أن يستحضر موسى عقله و قلبه مرةً أخرى لما حوله ، إيه اللي كان يحصل لسيدنا موسى ؟؟ يعني ، قارد ربنا أن يفلع ذلك و يُكيّف موسى عليه السلام ألا يخاف ، لكن إحنا بنقول سنة الله في خلقه و مع أوليائه . سأل الله سبحانه و تعالى موسى في هذه اللحظات ، عشان ننتبه تاني بقى { وَ مَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى } طه : 17 عصاي { هِيَ عَصَايَ } ( بتاعتي ) ، سؤال بيسميه العلماء سؤال تقرير ، لأن الله جل و على أعلم من كل الناس و من كل الخلق ، و لا أحد أعلم من الله ، أوعى تفكّر إن الله سبحانه و تعالى بيسأل سيدنا موسى عشان يعرف إيه اللي فـ إيد سيدنا موسى ، لا ، إنما بيسميه العلماء : سؤال تقرير { وَ مَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى } طه : 17
، أضرب لك مثال ، لما تدخل على إبن ليك ، في أولى اعدادي ، فلقيته ماسك موبايل – و انت شايف و متأكد إنه موبايل - ، بتقول له إيه ؟؟ ( لإن انت ما اشتريتهولهوش ، لم تشترِ له هذا الموبايل أو الهاتف ) ولا الأم اشترته مثلاً قدامك ، فت انت أول ما بتشوف إبنك ماسك الموبايل ده ، تقول له إيه اللي فـ إيدك ده ؟؟ هل بتسأل عشان يقول لك ده موبايل ؟؟ هو لو قال لك موبايل هتقول له إيه ؟؟ تقول له يا حبيب أبوك ! موبايل ؟؟ طب ما انا عارف إنه موبايل ، بس بتاع مين ، و جايبه ليه ؟؟
فهم موسى أن الله سبحناه و تعالى ، لا يريد أن يكون الجواب ( دي عصاية ) ، لأ ، علم مسوى أنهن في حالة تربية من الله له ، عاوز يقول له ؟؟ فايدتها إيه ؟؟ ففهم موسى هذا المقصد ، و الله أعلم بما كان يريد سبحانه و تعالى ، إنما إحنا .. من ضمن الحكم ، إن قلب موسى يأنس للي هيحصل للعصاية ، اسمع الآيات ..
{ وَ مَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكُّؤُا عَلَيْهَا وَ أَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَ لِيَ فِيهَا مَئَارِبُ أُخْرَى قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِدُها سِيرَتَهَا الْأُولَى }طه 17 : 21
ده انت لازم تقول سبحان الله ! الله الله على أسلوب الإيناس للقلوب ، { وَ مَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى } { هِيَ عَصَايَ } بتاعتي ، لا انا واخدها من حد ، ولا سارقها ، و لا رايح شايل موبايل .. بتعمل بيها إيه ، زي ما بتسأل ابنك ، فـ بيقول لك : ده موبايلي ، ده موبايلي يا أبي ، و الولد بقى طبعاً مش عاوزك بقى تسأله تاني ، فـ عاوز يقول لك إيه فوايد الموبايل فـ إيده ، لإنه عارف إن المسألة ، إنت ما بتسألوش عشان تعرف ده إذا كان موبايل و لا لأ ، فـ بيقول لك : موبايلي ، و جبته يا أبي ، عشان زمايلي يذكّروني بموعد الدروس ، و عشان يصحوني لصلاة الصبح .. و عشان و عشان و عشان ، فـ لما .. يا بني لأ أنا ما بسألش عشان كده مثلاً ، ، انا بسالك عشان حاجة تانية ، و لله المثل الأعلى ، هاته على جنب المثل ده ..
و تعالّ بقى .. سيدنا موسى فهم أن الله جل و على يعلم أنها عصاية ، بس بدأ يعدّد ، و بعض العلماء قالوا أن موسى أطال في الإجابة ، يستأنس بحديث الله سبحانه و تعالى ، لكن موسى عليه السلام ، لما انتبه لوجود العصا ، و علم أنها العصاية الخاصة به ، اللي هو اختارها من الشجرة ، و لا فائدة فيها إلا إذا شاء الله منها نفعاً ، قال { أَتَوَكُّؤُا عَلَيْهَا وَ أَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَ لِيَ فِيهَا مَئَارِبُ أُخْرَى } يعني أمسك العصاية كده ، و أضرب الشجر الناشف ، يقوم ينزل الورق ، لإيه ؟؟ أو أضرب الشجر ، ينزل الورق للغنم ، خلاص انت عرفت إنها عصايتك ، و عقلك و فكرك و قلبك استأنس انها بتاعتك ؟؟ { قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى } طه 19 : 20 قيل كانت بتلتهم الصخور ، و تلتهم ما يلقاها ، حتى كان بيسمع لها .. يعني صوت عجيب في جوفها ، فخاف سيدنا موسى ، { قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِدُها سِيرَتَهَا الْأُولَى } طه : 21
لكن لو تحوَّلت عصاية فجأة ؟؟ ده إسمه إيناس القلوب لشيءٍ سيأتي من الأحداث ، كذلك أراد الله – جل و على – أن يسير الحبيب النبي محمد في رحلةٍ أرضيةٍ يعلمها ، حتى إذا سار في الرحلة السماوية ، يكون قد استأنس قلبه ، اللهم صلِّ على الحبيب النبي . و من ضمن – أيضاً – أيها الأحبة الكرام ، أتباع النبي محمد عليه الصلاة و السلام ، من ضمن فوائد الإسراء قبل المعراج ، إن النبي محمد عليه الصلاة و السلام ، اجتمع له هناك الأنبياء و المرسلون ، ربنا قال لهم تجتعوا ، و خلي بالك .. ربنا سبحانه و تعالى يفعل ما يشاء ، و قادر على أن يفعل ما لا يستطيع العقل أن يقبله .
يبقى النبي يصلي بهم في هذا المكان ، ويطلع في السماوات : الأولى و التانية و التالتة و الرابعة و هذه ، يلقى أيضاً الأنبياء .. إزاي ده يا شيخ ؟؟!! ما انا قولت لك ! قادر على أن يفعل ما لا يستطيع العقل أن يدركه ، إحنا نقدر يا أخي نفكر مع الله ، إلا فيما أمرنا به الله ؟؟!! ما نقدرش ! مش هتقدر تتصور المسألة .. اسمع يا عالم ، كان مقصود أيضاً من رحلة الإسراء أن يجتمع الأنبياء و المرسلون في مكان مهبط الأنبياء و المرسلين ، كلهم في هذا المسجد ، لماذا ؟؟ ليُعلن الأمر أمام الأنبياء ، و من الأنبياء ، و جميع أتباع الأنبياء ، في مشارق الأرض و مغاربها ، أنه لو سلك الناس كل طريق ، و فتحوا كل باب ، و لم ياتوا خلف النبي ، لم يُفتح لهم ، و ما تصدقش حد .. يقول إن واحد لا يؤمن بالنبي محمد ، هيخش الجنة ، و الله ما هو داخل .. إلا لما يؤمن بالنبي محمد ، لا أتألى على الله ، لكني أقسم يا رب بما علمتنا في كتابك و سنة نبيك ، لا تقول اللي مات و هو ما يؤمنش بالنبي هيبقى شهيد ، اللي قال لك كده : جاهلٌ جاهلٌ جاهلٌ ، يعني .. يا شيخ ده دكتور ، و يعني حذاؤه أفضل منك – مني أنا يعني - ، هقول لك ماشي ، قول اللي انت عاوزه ، لكن في النقطة دي ، هو جاهل ، مش هيدخل الجنة إللي لا يؤمن بالنبي محمد ، خاصةً بعد بعثة النبي محمد ، و الله لو سلكوا كل طريق ، و استفتحوا كل باب ، لم يُفتح لهم إلا إذا أتوا خلف الحبيب النبي محمد ، فأراد الله أن يعلنها بين الأنبياء ، و يُعلنها الأنبياء صراحةً ، أن الشرائع كلها نُسخت في شريعة النبي محمد ، فيدخل النبي المسجد المليااااان بالأنبياء و المرسلين ، و هيصلوا صلاة ، من يتقدم ؟؟ آدم أبو البشر .. فليتقدم نوح ، أول الأنبياء و المرسيلن ، فليتقدم إبراهيم خليل الرحمن ، فليتقدم .. موسى كليم الرحمن ، فليتقدم يوسف الجميل ، فليتقدم يحيى ، فليتقدم إسحاق ، فليتقدم يعقوب ، فليتقدم الوجيه في الدنيا في الآخرة .. سيدنا عيسى ...
جبريل يُؤمر من الله ، يتقدم سيد الأنبياء محمد ، يصلي بهم صلاة المسجد الأقصى .. الله الله ! فـ بعد كده محدش يقول لي إن فيه حاجة ، ممكن نتكلم فيها ، نتكلم في كل شيء من العقائد و غيرها ، لكن محدش يقول لي إن حد هيدخل الجنة ، و لم يؤمن بالحبيب النبي عليه الصلاة و السلام ، لا يهود ، و لا نصارى و لا مجوس و لا غيره ، لابد من الإيمان بالنبي محمد .. هنفضل نجامل ، و بعدين لما ييجي ربنا يقول لي ما بلّغتهمش ليه ؟؟ يقول لي علشان الوحدة الوطنية ! أيوة يا سيدي وحدة وطنية ، على عيني و على راسي ، أيوة يا لاعم ! لكن دولا برضه إخواننا في الإنسانية ، لازم نقول لهم الكلام ده غلط ، هو انت مش بتحب لنفك خير ؟؟ حب لغيرك يا أخي ! حنفضل نجاملهم ، لحد ما ييجي في ميزان سيئاتنا هؤلاء الملايين ، اللي ييجي يقول لك ده محدش قال لنا ، ده كانوا بيميّعوا لنا ، عشان ناخد كراسي ، عشان الناس تقول الله الله ! يا سياة اللي مش عارف مين ! يا اخواننا ، العملية منهية ، و ان ماكانتش منتهية كات الكراسي دي قضلت ، فلابد إن احنا نصدق مع الله ، ثم نصدق مع الناس .
الفائدة التي تليها من الإسراء قبل المعراج : أن يمر النبي محمد صلى الله عليه و سلم في الأماكن التي أمر الله له أن يمر بها ، مثلاً زي جبل الطور و ينزل ، صلى الله عليه وسلم ، يصلي ركعتين ، مثلاً ، أو المكان الذي كلم الله في موسى يمر عليه ، عشان النبي محمد بعد الهم و المحنة يجد الفرج و المنحة ، يعني شوف موسى عليه السلام اتكلم فين ؟؟ و هو شرف عظيم ، كلمة شرف عظيم مني ، يعني مش قادر ، يعني ممكن أتحاسب عليها ، لإني حاسس إن انا ما قلتهاش صح ! موسى عليه السلام كان في أمرٍ .. لا يستطيع أحد أن يُقدّر هذا الشرف ، و مع ذلك ، حبيب قلبي .. النبي محمد لم يكلمه الله على جبل الطور ، إنما في السماوات العُلى ، و خلي بالك من اللطيفة دي ، الله .. لما أراد أن يكلم نبيه موسى ، قال له إيه ؟؟ ماذا قال له الله : { فَلَمَّا أَتأهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوَى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا الله } طه 11:14
{ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ } طه : 12 ، مش هنتكلم بقى على اختلاف التفاسير في مسألة اخْلَعْ نَعْلَيْكَ ، لماذا ؟؟ أُمر موسى عليه السلام أن يخلع نعليه ، لأن رأي علىِّ بن أبي طالب أنه كان يلبس نعلين من جلد مثلاً حمار ، مثلاً ، هذا رأي من الآراء ، و قيل أنه كان في وادٍ مُقدس ، فلا يعني : ميدوسش عليه بالحذاء ، و قيل أنه أراد أن يطأ هذا المكان الطاهر بقدمه أيضاً ، ليلتقي هذا المكان الطاهر بقدم سيدنا موسى حافياً ، الكلام ده كله .. إحنا بنقف عند ماجاء في القرآن الكريم ، قال الله : { إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ } طه : 12 و لم يأتِ هذا الأمر للنبي محمد ، و هو في السماوات العُلى . مرَّ النبي محمد في طريقٍ فاشتمَّ رائحةً عطرةً ، دي ريحة مين دي ؟؟ فقال جبريل : رائحة ماشطة بنت فرعون ، و أبناءها اللي كانوا معاها ، جُمعت عظامهم و دُفنوا في مكانٍ واحد ، لما وصَّت - في آخر وصاياها - فرعون ، قالت له إن كنت هتموتني أنا كمان ، عظامي اجمعهم و حطهم مع أبنائي فـ مكان واحد ، فخرجت منها رائحة أطيب من رائحة المسك ، تسرية للحبيب النبي .. قُل له .. اللي أوذم ، شوف الجمال بتاعهم ، تسرية للحبيب النبي . و قصة ماشطة بنت فرعون إنتوا عارفينها ، لما فرعون ..واحدة آمن بالله ، و علمت ابنة فرعون بان الماشطة آمنت بالله ، فاخبرت والدها ، فجمع لها الناس .. آلاف مؤلفة ، في ميدان كبير ، و جعل قدر نحاسي .. يغلي ، و أوقد تخته ، و جعل الزيت منه يغلي ، ثم أوقف المراة و أبناءها الخمسة ، على القدر .. الولد الأكبر .. قال لها فرعون في تشفي : ( من ربكِ يا امرأة ؟؟ ) ، قالت ( ربي و ربك الله ) ، فأُمر بالولد الأول ، فسقط في قلب القدر ، فانحمس كما تنحمس الحبة ، فبكت الأم ، و تنظر لأبناءها الأربعة الباقيين .. كم داعبتهم ! و كم أطعمتهم ، و كم سقتهم ، و كم ضحكت معهم ، و كم سهرت عليهم ، كم جلست تمسح على النريض منهم ، حتى كان منهم الكبيرثم الصغير ثم الصغير حتى الطفل الرضيع ، بدأت تفكر في هذا الذي يموت أمامها ، لكنها علمت أن كل الأرض لله ، و علمت بلسان الحال و المقال ، الكلمة التي يطلقها الصابرون ( إنا لله و إنا إليه راجعون ) ، الله الله ! الولد الأول يُقذف في القدر ، فيقول لها فرعون في تشفي : ( من ربكِ يا امرأة ؟؟ ) ، قالت ( ربي و ربك الله ) ، فأُمر بالولد الثاني ، فحملوه من أمة ، و أُلقي في القدر ، فقال : ( من ربكِ يا امرأة ؟؟ ) ، قالت ( ربي و ربك الله ) ، الولد الثالث .. ثم الرابع ، حتى جاءوا إلى الطفل الرضيع .. الطلف الرضيع لم يكن واقفاً على الأرض ، و الأولاد ،حين رأوا هذا الزيت المغلي كانوا .. يعني مش ممكن يكونوا وافقين عادي ، فيه بكاء ، فيه تضرع إلى الأم ، طب قولي إن ربنا فرعون على ما نمشي ، مع أن هذه رُخصة ، لكن الأم قالت لأ .. ( ربي و ربك الله يا فرعون ) ، كما قال أهل الكهف : { رّبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهَاً لَقَدْ قُلْنَا إِذَاً شَطَطَاً } الكهف :14 ، تقف الجيوش ، و لا يقف الملوم و لا يقف الرؤساء ، ما نتقي الله شوية بقى .. دمرنا الناس ،دمرنا الناس في أخلاقهم .. فتنا حتى العلماء ، في حياتهم ، عاوزين نقول كلمة الحق ، قالت ( ربي و ربك الله ) ، فأمر بالحرس ..
الولد اكنت تصبّره ، الصغير ، لبكاء الأبناء ، هو يبكي هو الآخر ، كانت تصبّره ، تحمله تحت ثيابها و تصبّره ، يرتضع منها اللبن .. تغطيه و تغطي نفسها ، و تصبّر الذي يبكي ، ثم حُمل الولد منها ، طبعاً مش معقولة هياخده الولد بهذا الهدوء ، دفعتهم فدفعوها ، ضربوها فمنعتهم ، ركلوها بالأقدام ، و أخذوا منها الولد الرضيع ، و حُمل على القدر ، و لازالت قطرات اللبن على شفتيه ، و قالوا لها : ( من ربكِ يا امرأة ؟؟ ) ، قالت : ( ربي و ربك الله يا فرعون ) ، فأُلقي بالولد في القدر ، فانحمس كما تنحمس الحبة ، فانفطر قلب المة ، وبكت بكاءً عظيماً .. يا الله ! حال الصابرين عظيم ، لكن الله – جل و على – دائماً يثبت الذين آمنوا ، في حال إن الولد سقط في القدر .. الأم بتنظر لفرعون ، قالت له : ( وصيتي تجمع عظامي و عظام أبنائي تحطها فـ مكان ، في الحاجة اللي عاملها ) . فلما اقتربت من القدر ، انفطر قلبها على أبنائها ، و الولد الصغير يُقذف في القدر ، ينحمس قلبها كما تنحمس الحبة ، فأنطقه الله – جل و على - ، لسان حاله و مقاله بمعنى ما قال : ( أقبِلي يا أماه ، فإني و إخوتي نسبح في روضةٍ من رياض الجنة ) يامّا تعالي ، الحق واضح . فجاءت الأم ، و ألقوها ، اشتم النبي رائحتها الزكية .. خلي بالك ، كل ده بيقبق للنبي محمد عشان يشوف الجمال ، يشوف الحكمة و الفوائد ، و خلى بالك .. الرفعة لمن ملك منطقة الأقصى في العالم ، الرفعة لمن ملك منطقة الأقصى ، و جعلها الله حكمةً في ذلك ، ليصرف الفتنة عن بيت الله الحرام و عن المسجد النبوي ، فـ اللي يملك المنطقة ديات ، هو اللي يملك المسجد الأقصى ، هو اللي يملك العالم كله ، اللي يملك المسجد الأقصى يملك العالم كله ، فجعل الله مكان الرفعة إلى السماوات العُلى من المسجد الأقصى ، أيضاً حكمة ، عشان يصرف ، يصرف الناس إلى هذا المكان ، و يترك المكان الآخر آمن ، إلى أن يشاء الله جل و على أمراً .
أيها الأحبة الكرام ، فوائد كثيرة .. فعلم النبي قدره ، و فهم مراد ربه ، و سار في رحلة استأنس بها و سُري عنه .. الله .. لما تكون في هم كده ، و تطلع يف رحلة ، و يكون واحد محترم كده ، هو اللي واخدك ليها ، و مطيّب لك مكانك ، و يقول لك تعالَ هنقعّدك ، ده احنا يا اخي شوفنا أماكن في الطور ، سيناء .. حاجة عجيبة ! بلد و الله استشعرت أنني أحبها بعد مكة و المدينة .. صدقني ، و بعد طبعاً مصر بصفة عامة ، بصفة خاصة سيناء ، بصفة أخص .. الطور ، و رفح و هذه الأماكن ، حاجة عجيبة يا اخي ! حاجة عجيبة !
فعلم النبي قدره ، و لم لا ؟؟ ما تسمع كده ، و تصلي على رسول الله ..
الله زاد محمداً تكريماً و حباه فضلاً من لدنه عظيماً
الله زاد محمداً تكريماً و حباه فضلاً من لدنه عظيماً
و اختصه في المرسلين كريماً ذا رأفةٍ بالمؤمنين رحيماً
صلوا عليه و سلموا تسليماً
حاز المحامد و المدائح أحمد
و زكت منابته و طاب المحتد
اللهم صلِّ و سلِّم و زِد و بارك على الحبيب النبي محمد ..
أيها الأحبة الكِرام ، أتباع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، إحنا عاوزين نفخر بديننا ، نفخر بإسلامنا ، عاوزين يكون لينا أثر في الأرض،عاوزين يكون لينا أثر في الأرض ، عاوزين يكون لنا بصمة من بصمات الحياة ، اللي فيها خير ، يعني شوف .. البصمة ما بتروحش إذا كان فيها خير ، يعني شوف الأم لما ماتت ، ظن الناس أناه أُسقطت في نار جهنم ، لكنها كانت في النعيم تتقلب ، و لله در من قال :
خذوا إيمان إبراهيم ، تنبت لكم في النار جنات النعيم
و عندنا سيرة الحبيب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، ربنا سرَّى عنه ، و أعظم ما رآه نبينا رسول الله ، أنه رأى وجه الله ، أنه رأى الله ، هكذا قال الحبيب النبي ، كما جاء في حديث ابن عباس – رضي الله عنه و أرضاه – أن النبي قال : { رأيت ربي تبارك و تعالى } ، صحيح عائشة رضي الله عنها و أرضاها ، قالت : ( نورٌ ، أني آراه ) ، يعني قالت أن النبي لم يرَ الله سبحانه و تعالى ، النبي لم يرَ الله سبحانه و تعالى ،لكن العلماء ردوا و قالوا : الأول : أن عائشة كانت تقول مجرد رأي ، و ليست رواية عن النبي محمد .
و الأمر الثاني إن العلماء قالوا أنها نفت ، و العمل على الإثبات .
و الأمر الثالث : أنها كانت صغيرةً في السن ، و لم تكن في ذلك الوقت عند رسول الله ، ثم .. اجتماع الصحابة على رأي ، يسبق رأي عائشة رضي الله عنها و أرضاها ، خاصةً رجال الصحابة ، ده كلام أهل العلم في المسألة ، إذاً .. النبي رأى الله سبحانه ، و أما رؤيا فلا يطيق عقلي و لا قلبي و لا جوارحي الحديث فيها ، و اللهَ أسأل أن يكتب لي و لكم رؤيا وجه الله .
ففرغت الحلقة ، و رفعتها على islamup.com
اضغط هنا لتحميل الحلقة
اللهم انفعنا بعلم العلماء ، و بارك فيهم ..
اللهم اكتب هذا العمل في ميزان حسناتنا ..
آمين
رحلة الإسراء و المعراج ، فيها عظائم و روائع الحِكم و الفوائد ..
رحلة تشريف للنبي و تعليم للبشرية .. رحلة آمن بها المؤمنون ، و كفر بها المبطلون الكافرون ..
من أروع ما سمعت عنها ، حلقة ( خواطر حول الإسراء) للشيخ أيمن صيدح ..
و لذلك أحببت أن تقرأوها ..
السلام عيلكم و رحمة الله و بركاته
أيها الأحبة في كل مكان ، مرحباً بكم في برنامجكم ( كفاية ذنوب ) ..
الحمد لله ، الحمد لله سبحانه العفو الغفور ، لا تنقضي نعمه و لا تُحصى على مر الدهور ، وسع الخلائق حلمُه مهما ارتكبوا من شرور ، سبقت رحمته غضبَه من قبل خلق الأديان و الشهور ، يتوب على مَن تاب ، و يغفر لمن أناب ، و يجبر المكسور ، نحمده - سبحانه - حمد القانع الشكور ، و نعود بنور وجهه الكريم ، من الكفر و الفجور ، و نسأله السلامة مما يورث الكلالة أو النفور ، و نرجوه العصمة فيما بقى من أعمالنا ، و أن ننور قلوبنا و القبور ، و أشهد أن لا إله إلا الله ، سبحانه جعل الظلمات و النور ، خلق سبع سماوات طباقاً ما ترى فيها من تفاوتٍ أو فتور ، و أنزل من السماء ماءً فمنه أنهار و آبارٌ و بحور ، و في الأرض قطع متجاورات منها الخصبة و منها البور ، جعل الليل لباساً و النوم سُباتاً و النهار نشور ، ميّز الأشياء بضدها ، فبالضد عُرف الحرور ، فلولا الأعمى ما اعتبر البصير ، و لا الحزن ما عُرف السرور ، و لا السقيم ما شكر السليم ، و لا السفه ما مُدح للعقل حضور ، و لا الطمع ما رجونا ، و لولا الخوف ما انتهينا ، و لا الله ما اهتدينا ، و إلى الله تُرجع الأمور .
و أشهد أن سيدنا و عظيمنا و قائدنا و قدوتنا و قرة أعيننا و شفيعنا بإذن الله ، هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي أكمل الله له الدين ، و أتم النعمة و فاض عليه و وفاه بالنور ، المرفوع ذكره في التوراة و الإنجيل ، و إن شئت قل و كذلك الزبور ، المزمل بالفضيلة ، المزمل بالفضيلة ، و المدثر بالطهر و العفاف و المبرأ من الشرور ، ما كان صخاباً ، و ما كان سباباً و لا دعا بالويل أو الثبور ، ما أثاب على النفاق ، و لا رضي لأمته الشقاق ، و لا صفق من أجله مأجور ، فيا سعادة من صلى على الحبيب النبي صلى الله عليه و سلم ! الذي أكمل الله له الدين و أتم النعمة و وفاه بالنور .. ما تصلي على النبي عليه الصلاة والسلام ..
أما بعد .. فيا عباد الله ، حيانا الله و حياكم ، و سدد على طريق الحق خطانا و خطاكم ، و اللهَ أسأل كما جمعني
إياكم على السنة ، أن يجمعنا و إياكم مع النبي المصطفى في الجنة ...
خواطر حول الإسراء ، كفاية نسمع كلام الغرب بالأخطاء ، و كفاية نسمع كلام المستشرقين عن سيد الأنبياء ، حتى لو سمعنا ، لا بد إن احنا نفهم ، يا ترى إيه الحكاية ؟؟
ما فيش حاجة في ديننا يا عباد الله ، طالما أنها صحيحة ، تحتاج ان احنا نخبيها أو نداريها ، لإن ديننا واضح و سليم و صريح ،
فتعالوا بنا الآن نقول خواطر حول الإسراء ، بتدور في عقول الشباب ، اللي العلمانيين أثروا عليهم ، و بتدور في عقول النساء و الرجال ، لحدود العلم عندهم ، و بتدور في عقول من سمعوا إلى المستشرقين ، فأضلوا عقولهم ، وضيقوا صدورهم ، و جعلوا قلوبهم مضطربة ، تعالوا بنا الآن نذكر الخواطر حول الإسراء .. يا ترى ..
أسئلة بتدور في الذهن .. ليه الإسراء قبل المعراج ، و ليه ما خرجش النبي محمد ، وصعد مباشرةً من المسجد الحرام إلى السماوات العُلى ،
عندنا - بقول لك - في الإسلام ، طلاما الكلام صحيح ، ما تخافش من حاجة ، إحنا النهارده هنقف ، عند وقفات حول الإسراء ، و حِكم و فوائد ، ليه الإسراء قبل المعراج ؟؟
ليه النبي محمد ، ربنا سبحانه و تعالى لم يعرج بحبيبه النبي محمد صلى الله عليه و سلم من المسجد الحرام ، و عُرج بالنبي من المسجد الأقصى ، مع أن المسجد الحرام مقدم عن المسجد النبي و عن المسجد الأقصى ..
إيه الحكاية ؟؟ و إيه الفوائد ؟؟ ما تصلي على حبيبك النبي ..
اللهم صلِّ و سلم و زد و بارك على الحبيبب النبي ..
أولاً ، حبايبي ، الإسراء آية و معجزة ، حدثت للنبي محمد ، أمر خارق للعادة ، محدش يقدر عليه إلا الملك ، أو بإذن الملك .. قال الله سبحانه و تعالى :
{ سُبْحَان الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلَاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الإسراء : 1
لذلك إحنا ما نقدرش نقول للنبي ، إنت ما تعملهاش ، ما تقدرش تعملها يا رسول الله ، لإن النبي محمد ما قالش أنا اللي رحت ، مش أُسري به ، { سُبْحَان الَّذِي أَسْرَى } إنما قال أُسري بي ، أي أن الذي أسرى به هو الله ، سبحان الذي أسرى { لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }الأنبياء:23، لكن احنا بنسأل دلوقتي أنفسنا ، طب هيستفيد إيه الرسول صلى الله عليه و سلم ، و هيستفيد إيه أمة النبي ؟؟ لما يحصل الإسراء قبل المعراج ، و لما يحصل الإسراء من المسجد الأقصى و ما حصلش من المسجد الحرام ، لا إله إلا أنت يا رب سبحانك ، يا اخواننا إحنا قلنا إن دايماً الشيء المعجز اللي ما يقدرش عليه إلا الله سبحانه و تعالى ، تجد إن الله سبحانه و تعالى يأتي في آيات القرآن و يسبح نفسه . في مسألى اختلاف الليل و النهار ، و الشمس اللي تجري في مستقرٍ لها ، و القمر اللي عمال يدور في فلكه حتى عاد كالعرجون القديم ، { لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أُنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَ لَا الليلُ سَابِقُ النَّهَار و َ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } يس : 40
إيه الحكاية ؟؟ يقوم ربنا سبحانه و تعالى يقول : { فَسُبْحَانَ اللهِِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تثصْبِحُونَ } الروم :17 لما يكون الأمر عظيم ، ولما ربنا سبحانه و تعالى يختار للنبي زوجة ، هي عائشة رضي الله عنها و أرضاها ، أمي و أمك ، أمي و أمك عائشة رضي الله عنها و أرضاها ، - أنا أقصد المؤمنين الموحدين .. لما النبي محمد ربنا يختار له زوجة ، و ييجي الناس يتكلموا فـ حقها ، يقوم ربنا يقول عن نفسه ، أو يقول ربنا سبحانه و تعالى عن قولهم ، { سُبْحًانَكَ } ينزه نفسه عن النقص { سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } النور : 16
، ينزه الله نفسَه ، لماذا ؟؟
لإن هنا يا اخواننا : الله سبحانه و تعالى ، مفيش أساساً أي مجال للخطأ ، و لا يوجد أي ذرة من ذرات الشك عندنا أن الله سبحانه و تعالى كلامه الحق ، فاحتار للنبي صلى الله عليه و سلم زوجة صالحة ، هي عائشة ، لذلك سبَّح الله نفسه { سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } اللي قالوا عليه ده ، الله سبحانه و تعالى في الأمور العظيمة اللي يعجز عنها البشر ، اللي محدش يقدر يتدخل فيها ، إنما ممكن ربنا يسمح لبعض الناس يعملوا حاجات ، الله سبحانه و تعالى يقول في سورة الإسراء : { سُبْحَان الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلَاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الْأَقْصَى} الإسراء : 1
في رواية – رواية مالك بن شعشعة ، بيقول أنه : ( بينا أنا في الحقيم – أو في الحج - ، إذن النبي محمد ، كان في المسجد الحرام ، و في رواية : (بينما أنا في بيت أم هانئ ) ، هنا خلاف يا شيخ بين كلام النبي ؟؟ أقول لك لا ، ركز بعقلك، عشان الخلاف هيبقى فـ قلبك انت ، و فـ عقلك انت ، أنا لما أقول لك : استقبلت أحد الزوار في القاهرة ، ثم جئت في رواية أخرى ، و قلت : استقبلت أحد الزوار في مطار القاهرة . يبقى في الحالة الأولانية أنا عممت ، و في الحالة التانية خصصت ، ده إن كانت رواية أم هانئ .. يعني سبحان الله ، يعني كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( بينا أنا في بيت أم هانئ ) ، طيب ، لو إن النبي عليه الصلاة و السلام ، لا يقصد التخصيص بعد التعميم ، بعد أن عمم ، يبقى بنقول إن البلد الحرام ، كلها تصح فيها أن تكون مسجد .
{ سُبْحَان الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلَاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الْأَقْصَى} الإسراء : 1 بعد ما النبي محمد صلى الله عليه و سلم راح رحلة الطائف ، ثم جاء السفهاء ، و أتبعوه بالإيذاء ، فـ أنا بقول لكل راجل محترم دلوقتي ، ماشي في طريق الله : كم ستؤذى ! كم ستجد من الشياطين يجلسون لك على صراط الله المستقيم ، و كم ستجد من الحديث و الأقوال عليك!
هو إنت ، و لا أنا و لا الدنيا – اللي عايشين فيها – أكرم من النبي محمد ؟؟ اللهم صلِّ على رسول الله.
ذهب إلى الطائف ، أوذي ، أرسلوا إليه النساء و الرجال و السفهاء و الأطفال يؤذونه ، رايح لهم بالنور ، و هما بيقولوا له لأ تعالَ للظلام ، رايح لهم بالهداية ، وهما ناويين الضلالة و الغواية ، رايح لهم بالجنة ، و هما بيأبوا إلا أن يذهبوا للنار ، قذفوه بالحجارة حتى أُدميت أقدامه ، و سالت الدماء الشريفة على الصخور ، بأبي أنت و أمي و نفسي و الدنيا يا رسول الله – صلى الله عليه و سلم - .
أسند ظهره إلى حائط ، هل النبي محمد عمل زي بعض الناس اللي بتفضل تقول : إيه المصايب اللي احنا فيها ديه ؟؟!! ليه ربنا دايماً فاكرني – مش عارف بإيه – بالمصايب ؟؟ النبي محمد عمل كده ؟؟ النبي محمد أول حاجة فكر فيها ، قال : اللي بيحصل لي ده ليه ؟؟ هل ربنا غضبان عليا ؟؟ فبدأ يدعو الله .. ( اللهم إن لم يكُن بك غضب عليَّ فلا أبالي ) ، لو مفيش غضب منك عليَّ يا رب ، و اللي بيحصل لي ده مش غضب ، أنا مش هاممني ، أنا سينشرح صدري و يطمئن قلبي ، بس اللي مخليني مهتم و حزين ( أنا بشرح كلام النبي ) ، إن انا خايف لتكون غضبان عليا ، فأراد الله أن يُسَرِّي عن نبيه لما رجع إلى مكة ، بعد ان اضطهد ، و ذُرب و أدميت قدمه .
و فـ لحظة الألم و الطرد و الاستهزاء والسخرية من القوم به ، يجي له جبريل و مَلَك الجبال ، يقول له : ( الله بيقرئك السلام ، و يخصك بالتحية و الإكرام ، و أرسل معي مَلك الجبال ، و جعله تحت أمرك ، و رهن إشارتك ، فإن أمرتني و أمرته أن يطبق عليهم الأخشبين - و ده جبلين كبار في مكة – )
إذا كنت رايح و انت زعلان بقى بعد ما طردوك و آذوك ، ممكن نطبق عليهم الجبال ، فـ النبي محمد يقول له لا ( عسى أن يخرج من أصلابهم من يُوحِّد الله ) ، هو ده أدب السلفية ، أدب أصحاب المنهج السليم ، ( عسى أن يخرج من أصلابهم من يُوحِّد الله ) ، عشان كده بنقول : لازمة نتعلم من النبي ، و نقف وقفات حول إسراء الحبيب سيد الأنبياء .
رجع مكة و كان في جوار رجل كافر – عشان يقدر يدخل – و بقولها أهوت : هو ده منهجنا ، السائح اللي بييجي عندنا و بياخد ختم ، و ادينا له عهد ، مش ممكن بحال من الأحوال : واحد محترم ، عارف المنهج السليم ، عارف أخلاق النبي ، بعد ما واحد ياخد أمان ، و يدخل عنده ، هات هم لنا ، ده صيت حلو ، الواحد يقول له : قال الله قال الرسول ، الواحد يعلّمه ، في جمعة واحدة في الغردقة ، أسلم خمسة في أسرة واحدة ، و آخر النهار جا لنا اتنين كمان ، سبحان الله ! سبعة ، هاتوهم ، خلوهم يوحدوا الله . اسمع يا عالم ، النبي محمد لما رجع لمكة ، أراد الله أن يُسرّي عنه ، فائدة أولى في الإسراء : تسرية عن رسول الله ، يعني .. الواحد ياخي لما يضيق به الحال ، و الشغل بيزيد عليه و يلاقي البيوت فيها ضغط ، و يلاقي مش عارف إيه .. يروح طالع في رحلة ، فـ لسة كنا جايين من رحلة جميلة ، هناك في رفح ، و الشيخ زويلي ، وبعدين رحنا الطور ، هي صحيح رحلات دعوية ، بس بتغير المنظر ، تحس ان كلمة لا إله إلا الله لما تُطلق في مكان جديد – بالنسبة لك - ، تحس بحركة – زي المياه المتحركة - ، أراد الله أن يُسرّي عن نبيه ، إنت ما بتصليش عـ النبي ولا إيه ؟؟ اللهم صلِّ على رسول الله ، فجهز له ركوبة ، من ضمن فوائد الإسراء ، إن النبي محمد يتعمل له تشريفة ، اتجهّزت له ركوبة أحسن موديل ، ده ركوبة – يا حبيبي – لم يركبها أحد إلا النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، البراق : دابة فوق الحمار و دون البغل ، تضع قدمها – حافرها - ، تضع قدمها – أو الحافر بتاعها - ، عند منتهى بصرها .. شوف بتبصّ لحد فين ! يعني مثلاً ، أنا لو هنا كده في أكتوبر ،و أبص لحد شوبرا ، أحط القدم كده – عافانا الله و إياكم – إلى هذه الأماكن ، شوف هي بصرها عامل ازاي ! و لو شاء الله – جل و على – أن يجعل النبي بخطوةٍ واحدة ، و يطوي له الأرض ، ينتقل إلى الأقصى ، لفعل لكنها تشريفة .. و لله المثل الأعلى ، لما كان بييجي زمان ، الحكام بتوعنا ، لما الإعلام بقى صوّرهم لنا إنهم هما الزعماء اللي خلصونا من الاستعمار ، و من الجماعة اللي كانوا مضطهدينا ، كانوا بيمشوا في الشوارع الأول قدامنا ، كان بيني و بينهم يبقى متر ، ( ما انا برضه من زمان ) و نشاور لهم و نبقى عمالين .. فرحانين بيهم ، و يركب عربية مكشوفة من المطار إلى القصر ، ليه ؟؟
لإنه ماشي بيعملوا له تشريفة .. زعيم الأمة العربية ! لما زاد ظلمهم ، راحوا مغطيين العربيات ، و لما زاد ظلمهم ، راحوا مكترين حواليهم العربيات ، و لما زاد ظلمهم ، بقوا ياخدوهم بالطيارات ، و لما زاد ظلمهم .. أهم في المزرعة !
الشاهد في المسألة : حبيبك النبي محمد ، لما يركب التشريفة دي ، علشان يسري الله عنه ، مما حدث له ، و من ضمن فوائد الإسراء قبل المعراج ، يعني النبي محمد لو خرج من بيته ، و البراق جهز عند المسجد الحرام ، و طلع مباشرة للسما ، لما ينزل ، يخبر القوم ، هييجي على أبو جهل ، ده أبو جهل معاند ، أبو لهب معاند ، ده عتاولة الكفر و العناد موجودين في مكة ، لما يرجع يقول لهم ايه ؟؟ لقد رأيت السماء الأولى ، و الثانية ، و الثالثة ، أضرب لك مثال .. أنا لو رحت مثلاً أمريكا – ربنا يهديهم يا يهدهم ، غير المسلمين طبعاً – فـ لما رحت أمريكا (هفضل أقول لك إيه .. ( أنا طبعاً ما رحتش ) إنت شفت إيه فـ أمريكا يا شيخ ؟؟ أقول لك و الله شوفت الشوارع ، و شوفت مش عارف إيه ، و هناك مش عارف إيه في الشارع الفلاني ..
احكِ يا اخويا احكِ ! هو انا رحت ؟؟!! لا اقدر اكدبك ولا اقدر أصدقك ، خلاص باخدها منك على إنها كلام .
فـ النبي محمد ، حتى يقيم الله عليهم الحجة ، ويبدأوا يحاولوا يسألوا النبي ، و خلي بالك : أراد الله ج و على ، بحكمةٍ منه ، و هذه من ضمن الحِكم ، التي – يعني – نقف عندها ، و حِكم الله عظيمة عظيمة جليلة لا يستطيع أمثالنا أن يقفوا عند منتهى حكمة الله ، { لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }الأنبياء:23 ، ومع ذلك ، لطائف لتثبيت القلب و انشراح الصدر ، عشان نعرف إن ديننا حق ، النبي محمد لما راح الرحلة الأرضية ، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، حتى يرى علامات ، إذا سُئل ، كان الدليل على صدقه و هو صادق ، و لذلك الحبيب النبي محمد – صلى الله عليه و سلم - ، أول ما رجع فـ بيخبرهم عما حدث ، قال لهم : ( لقد أُسري بي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) في الليلة .. ليلة أمس ، و رجعت ، قالوا له فـ ليلة واحدة ؟؟ المسافة اللي بناخدها فـ تلات شهور ، المسرع فينا ممكن شهرين ة، في ليلة واحدة ؟؟!! فاجتمعوا من حوله ، منهم من يسخر ، و منهم من يستهزي ، يااه ! ده أوذي النبي كثير يا اخواننا ، و احنا ما اتحملناش إي إيذاء ..
حبيبنا النبي صلى الله عليه و سلم ، لك أن تتصور و هو بين السفهاء ، منهم من يضحك و منهم من يسخر ، و كان في جوار الرجل الكافر ، فقال له : ارفع الجوار عن محمد ، إنه يدعي الآن بين الناس أنه أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، راح شاف المسجد الأقصى و رجع ! في ليلة واحدة ! فـ انت ازاي لسة هتعمل له جوار ؟؟!! قال لا ، ده وصل بعقله إلى منتهى ، من الخروج عن حد النظام في العقول ، خلاص أنا رفعت عنه الجوار .. و جلس النبي يُحدّث الناس ، فجاء رجل خبيث من الكفار ، و كانوا – يعني ، يعني سبحان الله – و كانوا كثير ، فقال له : يا محمد ، تدّعي أنك ذهبت إلى الأقصى ؟؟ و هم يعرفون أنه في حياته لم يذهب إلى الأقصى . فـ واحد منهم خبيث بعد ما الناس اجتمعوا ، قالوا بس بس ، إنت مش رحت ؟؟ أيوة نعم . – أوصفهولنا !
و كان من أصعب المواقف على رسول الله ، لإن النبي محمد لما دخل المسجد الأقصى ، دخل بالنهار و لا بالليل ؟؟ بالليل { سُبْحَان الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} الإسراء : 1. يعني السير ليلاً ، و لما دخل كان بالليل .
و لما دخل المسجد الأقصى ، مين كان هناك ؟؟ الأنبياء و المرسلون ، كان حاضر هناك أعداد الأنبياء و المرسلين ، كانوا موجودين ، لماذا ؟؟ عشان برضه فيه حكمة لتواجدهم ، يعني سبحان الله ! مئات آلاف من الأنبياء و المرسلين موجودين ، طب اللي يدخل مسجد ، بالله عليك .. أنا لو رحت مسجد من المساجد ، و لقيت دعاة مصر كلهم و العالم الإسلامي ، الموجودين الآن على قيد الحياة ، موجودين في المسجد ، لما أدخل المسجد .. هاخد بالي مـ اللي فيه ؟؟
نعلي الحكاية شوية ، لو دخلنا لاقينا ابن تيمية و ابن القيّم ، و لاقينا الإمام الشافعي ، أبو حنيفة ، لاقينا الإمام مالك ، لاقينا العدد اللي هو بتاع العلماء التابعين ، طب إيه رأيك ؟؟ لو دخلنا مسجد ، و جدناه كله ممتلئ بالصحابة .. أبو بكر ، عمر ، عثمان ، علي ، مصعب ، الزبير .. سبحان الله ! .. بلال ، عمّار ، صهيب ، خالد بن الوليد ، المسجد مليان بالصحابة يا حبايبي ! بالله عليك لما تدخل ، هتاخد بالك من الكشافات ؟؟ هتاخد بالك من النوافذ ؟؟ هتاخد بالك من الأبواب ؟؟ تقدر تاخد بالك من حاجة ؟؟!! إنت هتركز عـ الوجوه ، ده انت هتدوّر على بتحبهم ! ده انت هتدخل تلاقي المسجد .. هتطلع تقول .. إحنا كنا فين ؟؟!! زي ما نكون في حلم ، فما ظنك لو دخلت مسجداً من المساجد فوجدته مليء بالأنبياء و المرسلين .. آدم أبو البشر ، نوح ، يوسف الجميل ، إبراهيم الخليل ، موسى كليم الله ، عيسى الوجيه ..
الأنبياء و المرسلون ؟؟ بالله عليك هتشوف حاجة ، إلا هما ؟؟
فدخل النبي صلى الله عليه و سلم في وقتٍ ... هيركز في الأبواب و الشرف ؟؟!! الله الله !
فلما فاجأه الرجل بسؤاله : صِف لنا الأقصى . فكان الأمر عظيم على النبي محمد ، الكلاد ده يا اخواننا ورد في الصحيحين ، في حديث المعراج من حديث جابر بن عبد الله عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، أنه قال : {لمّا كذّبتْني قريش ، كنت في الحجر ( فقالوا لي أوصفهولنا ) } ، الله الله ! فجلى الله المسجد الأقصى أمام حبيبه محمد ، يصفه لهم ، و المسجد عمال كده يتجلى أمام النبي ، فنظر إليه النبي ، نظر إلى المسجد ، و بدأ يصفه لهم ، سبحان الله ! شرفةً شرفةً و نافذةً نافذةً ، فبُهت الذي كفر ، المسألة ما كانتش سهلة ، لقد ارتد كثيرٌ من الناس ، و ارتجف قلب حتى الذي ثبت ، إلا إن الصديق رضي الله عنه و أرضاه ، و هو ماشي في الطريق ، و ما كانش قاعد مع النبي و لا شاف الموقف ، فواحد رايح يقول له : مش صاحبك بيدّعي إنه أُسري به ليلة أمس من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ؟؟ ، قال : أو قد قال ( قال ؟؟ ) ؟؟ ، قالوا له : أيوه ، قال : صدق ، إن كان قال فقد صدق . قالوا له : ازاي ؟؟
قال : إن أصدّقه في خبر السماء ، في غدوةٍ أو رَوْحة ، ( السماوات العلي ، السبع سماوات ، تيجي تقول لي يروح مـ المسجد الحرام للمسجد الأقصى ؟؟ أيوة نعم ، أصدق ) . حكمة الإسراء قبل المعراج ، ليجد النبي دليلاً مادياً ، يفهمه أصحاب العقول المجادلة ، ليرُدَّ بها عليهم ، و من ضمن – أيضاً – الخواطر و الفوائد ، في رحلى الإسراء قبل المعراج ، با اخواننا .. المعراج حيبقى للسما .. و رحلة السما رحلة جديدة ، و دي سنة الله في خلقه ، بيعلّمها لنا ..
لما تاخد ابنك لمكان جديد ، لازم تجعله يستأنس ، و تمهد له الجو ، و ما تضغطش عليه . قادر ربنا – سبحانه و تعالى -، أن ينقل حبيبه محمد – صلى الله عليه و سلم – و يُكيّفه لتحمل ذلك ، إلى السماوات العُلى ، من غير رحلة الإسراء ، و لكن الإيناس للقلب ، سنة بيجعلها الله دايماً في قلوب عباده ، يا عم عاوزين نؤنس الناس .. ادخل عليهم بالراحة شوية ، يعني مثلاً إنت مودّي ابنك – و لله المثل الأعلى - الحضانة الصبح ، لازم تروح معاه ، إذا كانت الحضانة فيها مدرسات .. زوجتك بتروح معاه ، و يقعد الواد الصغير أول يوم ، الأم تنتظره ، تاني يوم ، تقلل المدة اللي هتنتظره فيها ، تالت يوم .. حتى يستأنس قلب هذا الولد بالحضنة الجديدة .
فرحلة الإسراء ، فيها إيناس لقلب النبي ، بيقول له : شوف الرحلة دي ، رحلة أرضية ، أنت تعرفها بين الجبال و الوديان .. و ترى الجبال من .. سبحان الله ! و تطير كده بين السماء و الأرض ـ و تروح إلى المسجد الأقصى ، فكان إيناس لقلب النبي قبل الرحلة السماوية ، و طبعاً عندنا شاهد من مسألة إيناس القلوب ، و التدرج مع الخلق من خلال الحديث الذي كان على طور سيناء ، قصة سيدنا موسى عليه السلام . هذه سنة الله مع خلقه يا عباد الله ، خاصةً الصالحين ، لأن المفاجأة تضر ، وإن كان فيها ما يسُرّ ، المفاجأة تضر ، و إن كان فيها ما يَسُرّ .
يعني أنا لو ماشي بالليل ، و ربنا يعني كتب لي إن يديني مليون جنيه ، يا رب ! آمين ..
ما تقول آمين يا عم ! إن شاء الله ليك نصيب ، فـ سبحان الله ! جالي مليون جنيه ، فواحد راح جايبهولي كده ، وبعدين قال إيه : أنا بحب الشيخ آمين ، هعملها له مفاجأة ، و راح مدّاري لي باليل و انا راجع من القناة ، بين الشجر و فـ حتة ضلمة ، و عارف ان انا همشي من خلالها ، و انا ماشي كده ، كان هو قاعد لي لى شجرة فوق ، و راح طابب لي قدامي ! وقال لي : شيخ أيمن ! كسبت مليون جنيه !
يعني لو انا مؤدب هقول له إيه ، لو انا مؤدب يعني في اللحظات اللي زي دي ، هقول له : يخرب .. يخرب ! يعني أقول إيه بس ؟؟ مش عاوز أقول لك إن ممكن إيديا ترتفع عليا ، يا ابن الحلال ، مهد ليا ..
هو بيقول لي مفاجأة سارة ، لكن المفاجأة تضر ، و لو كان فيها ما يَسُرُّ ، عاوزين نتعلم من القرآن ، عاوزين نتعلم من الآيات و المعجزات ، ربنا سبحانه و تعالى ، لما أراد أن يوحي إلى نبيه موسى ، سيدنا موسى لما قضى الأجل ، الذي كان بينه و بين صهره ، و قعد بره مصر عشر سنوات تقريباً ، و هو راجع ، رجل من جبال سيناء ، و من طور سيناء ، و هو بين الجبال .. يا اخواننا و الله ، أنا رحت الأماكن ديه فعلاً .. { الذي باركنا حوله بتستشعرها } ياخي حتى الفاكهة ، على المطر أحياناً بينبت النبات ، ناس مش محتاجين حاجة ، غير ان ، يقولوا بس عايزين المسئولين يجوا لنا يقولوا لنا : إزيكوا ؟؟ نقول لهم جزاكم الله خيراً !!! أمال هما اليهود بيلعبوا ؟؟ أمال عايزين الأماكن دي ليه ؟؟ ده احنا عندنا تلت مساحة مصر ، سيناء ، لازم تُعمّر ، لازم يكون فيه مرونة ، فيها خير عجيب و غريب ، أنا مش عارف ! ليه بتُترك هذه الأماكن ؟؟ و رب الكعبة ، و رب الكعبة ، استعرت أن الجبال تتحدث ! و الله حسيت إن الجبا بيتكلم و بيسبّح ! تحس فيها حاجات عجيبة . لما ذهبنا إلى طور سيناء ، و كان معي شهود يعني ، استشعرنا أن النظرة .. مش ممكن ! أول مرة أرى الجبل يغلب منظر الماء ، مع أن منظر الماء جميل ، إنما سبحان الله ، تنظر لمنظر المية و الجبل ، الجبل يغلبك ، عاوز تبص له ، اسمع كده إيه الموقف ..
في ليلة شاتية ، شديدة البرد ، و سيدنا موسى عليه السلام تاه منه الطريق ، و هو في الجبل ، رأى ناراً على البعد ، و هذه صوّرها لنا الملك ، في كتابه الكريم ..
{ وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى . إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأََهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى . فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى . إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى . وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا الله ُ } طه9:14
لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ، { وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى . إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأََهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ } دليل على إيه ؟؟ المطر و البرد كان موجود ، { أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى } ممكن حد يدلني عـ الطريق ، { فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى . إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى . وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا الله ُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدنِي وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ لِذِكْرِي }
يا عبد الله .. بالله عليك يا أخي ، بالله عليكِ يا أختي ، بالله عليك يا أبي ويا أمي ، لو إحنا ماشيين ، و سمعنا صوت ، و التفتنا ، فوجدنا أن صاحب الصوت هو أبو بكر الصديق ، يعني أحد الناس البسطاء لما بييجي يسلّم عـ الواحد ، تجده يبكى بكاءً عظيماً ، و يقول سبحان الله ! ماذا لو رأينا فلان و ماذا لو رأينا فلان ؟؟!!
ما عاوزين نحسّها شوية ، لو أنا بينادي عليَّ واحد بيقول لي : يا شيخ أو يا أخي أو يا فلان ، فالتفتّ فإذ به أبو بكر ، التفتّ لاقيته سيدنا عمر ، آه .. عمر بن الخطاب ، التفتّ فلقيته علي بن ابي طالب أو عثمان ، ماذا لو ناداك أحد الناس ، فالتفتّ فوجدته آدم عليه السلام ، ماذا لو التفتّ فوجدته نوح ، ماذا لو التفتّ فوجدته يوسف الجميل أو سيدنا إبراهيم الذي جعله الله خليلاً له ، ماذا لو التفتّ فوجدته عيسى ابن مريم ، ماذا لو التفتّ فوجدت الذي يناديك هو موسى عليه السلام ، ماذا لو كان المنادي هو رسول الله – صلى الله عليه و سلم - ؟؟ حباً و شوقاً ، أم خشيةً ؟؟
لقد التقينا بالبشر ، فما ظنك لو كان المنادي هو الله ..
في هذه اللحظات يا عبد الله ، لا يمكن بحال من الأحوال ، أن يتصور العبد أن موسى عليه السلام سيتذكر أن بيده عصا ، في هذه اللحظات ، لا يمكن أن يتذكر العبد ، أو يتذكر أن بيده شيء ، هل في لحظات نداء الملك الكريم لسيدنا موسى عليه السلام ..
كان موسى عليه السلام ، في خاطره أو في عقله ، يستحضر أن بيده عصا يتكئ عليها ؟؟ لا ، إذن ماذا حدث ؟؟
اسمع هذا الموقف العظيم من كتاب ربنا :
{ فَلَمَّا أَتأهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوَى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا الله ُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدنِي وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ لِذِكْرِي } طه 11:14 في هذه اللحظات ، نسي موسى عليه السلام أن بيده عصا ( أكيد ) ، فأراد الله أن يؤنس قلب موسى لما سيحدث بعد ذلك من تحول العصا إلى آيةٍ و معجزة ، فلو أن الله جل و على طلب من موسى يلقي العصا التي في يده ، من قبل أن يستحضر موسى عقله و قلبه مرةً أخرى لما حوله ، إيه اللي كان يحصل لسيدنا موسى ؟؟ يعني ، قارد ربنا أن يفلع ذلك و يُكيّف موسى عليه السلام ألا يخاف ، لكن إحنا بنقول سنة الله في خلقه و مع أوليائه . سأل الله سبحانه و تعالى موسى في هذه اللحظات ، عشان ننتبه تاني بقى { وَ مَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى } طه : 17 عصاي { هِيَ عَصَايَ } ( بتاعتي ) ، سؤال بيسميه العلماء سؤال تقرير ، لأن الله جل و على أعلم من كل الناس و من كل الخلق ، و لا أحد أعلم من الله ، أوعى تفكّر إن الله سبحانه و تعالى بيسأل سيدنا موسى عشان يعرف إيه اللي فـ إيد سيدنا موسى ، لا ، إنما بيسميه العلماء : سؤال تقرير { وَ مَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى } طه : 17
، أضرب لك مثال ، لما تدخل على إبن ليك ، في أولى اعدادي ، فلقيته ماسك موبايل – و انت شايف و متأكد إنه موبايل - ، بتقول له إيه ؟؟ ( لإن انت ما اشتريتهولهوش ، لم تشترِ له هذا الموبايل أو الهاتف ) ولا الأم اشترته مثلاً قدامك ، فت انت أول ما بتشوف إبنك ماسك الموبايل ده ، تقول له إيه اللي فـ إيدك ده ؟؟ هل بتسأل عشان يقول لك ده موبايل ؟؟ هو لو قال لك موبايل هتقول له إيه ؟؟ تقول له يا حبيب أبوك ! موبايل ؟؟ طب ما انا عارف إنه موبايل ، بس بتاع مين ، و جايبه ليه ؟؟
فهم موسى أن الله سبحناه و تعالى ، لا يريد أن يكون الجواب ( دي عصاية ) ، لأ ، علم مسوى أنهن في حالة تربية من الله له ، عاوز يقول له ؟؟ فايدتها إيه ؟؟ ففهم موسى هذا المقصد ، و الله أعلم بما كان يريد سبحانه و تعالى ، إنما إحنا .. من ضمن الحكم ، إن قلب موسى يأنس للي هيحصل للعصاية ، اسمع الآيات ..
{ وَ مَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكُّؤُا عَلَيْهَا وَ أَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَ لِيَ فِيهَا مَئَارِبُ أُخْرَى قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِدُها سِيرَتَهَا الْأُولَى }طه 17 : 21
ده انت لازم تقول سبحان الله ! الله الله على أسلوب الإيناس للقلوب ، { وَ مَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى } { هِيَ عَصَايَ } بتاعتي ، لا انا واخدها من حد ، ولا سارقها ، و لا رايح شايل موبايل .. بتعمل بيها إيه ، زي ما بتسأل ابنك ، فـ بيقول لك : ده موبايلي ، ده موبايلي يا أبي ، و الولد بقى طبعاً مش عاوزك بقى تسأله تاني ، فـ عاوز يقول لك إيه فوايد الموبايل فـ إيده ، لإنه عارف إن المسألة ، إنت ما بتسألوش عشان تعرف ده إذا كان موبايل و لا لأ ، فـ بيقول لك : موبايلي ، و جبته يا أبي ، عشان زمايلي يذكّروني بموعد الدروس ، و عشان يصحوني لصلاة الصبح .. و عشان و عشان و عشان ، فـ لما .. يا بني لأ أنا ما بسألش عشان كده مثلاً ، ، انا بسالك عشان حاجة تانية ، و لله المثل الأعلى ، هاته على جنب المثل ده ..
و تعالّ بقى .. سيدنا موسى فهم أن الله جل و على يعلم أنها عصاية ، بس بدأ يعدّد ، و بعض العلماء قالوا أن موسى أطال في الإجابة ، يستأنس بحديث الله سبحانه و تعالى ، لكن موسى عليه السلام ، لما انتبه لوجود العصا ، و علم أنها العصاية الخاصة به ، اللي هو اختارها من الشجرة ، و لا فائدة فيها إلا إذا شاء الله منها نفعاً ، قال { أَتَوَكُّؤُا عَلَيْهَا وَ أَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَ لِيَ فِيهَا مَئَارِبُ أُخْرَى } يعني أمسك العصاية كده ، و أضرب الشجر الناشف ، يقوم ينزل الورق ، لإيه ؟؟ أو أضرب الشجر ، ينزل الورق للغنم ، خلاص انت عرفت إنها عصايتك ، و عقلك و فكرك و قلبك استأنس انها بتاعتك ؟؟ { قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى } طه 19 : 20 قيل كانت بتلتهم الصخور ، و تلتهم ما يلقاها ، حتى كان بيسمع لها .. يعني صوت عجيب في جوفها ، فخاف سيدنا موسى ، { قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِدُها سِيرَتَهَا الْأُولَى } طه : 21
لكن لو تحوَّلت عصاية فجأة ؟؟ ده إسمه إيناس القلوب لشيءٍ سيأتي من الأحداث ، كذلك أراد الله – جل و على – أن يسير الحبيب النبي محمد في رحلةٍ أرضيةٍ يعلمها ، حتى إذا سار في الرحلة السماوية ، يكون قد استأنس قلبه ، اللهم صلِّ على الحبيب النبي . و من ضمن – أيضاً – أيها الأحبة الكرام ، أتباع النبي محمد عليه الصلاة و السلام ، من ضمن فوائد الإسراء قبل المعراج ، إن النبي محمد عليه الصلاة و السلام ، اجتمع له هناك الأنبياء و المرسلون ، ربنا قال لهم تجتعوا ، و خلي بالك .. ربنا سبحانه و تعالى يفعل ما يشاء ، و قادر على أن يفعل ما لا يستطيع العقل أن يقبله .
يبقى النبي يصلي بهم في هذا المكان ، ويطلع في السماوات : الأولى و التانية و التالتة و الرابعة و هذه ، يلقى أيضاً الأنبياء .. إزاي ده يا شيخ ؟؟!! ما انا قولت لك ! قادر على أن يفعل ما لا يستطيع العقل أن يدركه ، إحنا نقدر يا أخي نفكر مع الله ، إلا فيما أمرنا به الله ؟؟!! ما نقدرش ! مش هتقدر تتصور المسألة .. اسمع يا عالم ، كان مقصود أيضاً من رحلة الإسراء أن يجتمع الأنبياء و المرسلون في مكان مهبط الأنبياء و المرسلين ، كلهم في هذا المسجد ، لماذا ؟؟ ليُعلن الأمر أمام الأنبياء ، و من الأنبياء ، و جميع أتباع الأنبياء ، في مشارق الأرض و مغاربها ، أنه لو سلك الناس كل طريق ، و فتحوا كل باب ، و لم ياتوا خلف النبي ، لم يُفتح لهم ، و ما تصدقش حد .. يقول إن واحد لا يؤمن بالنبي محمد ، هيخش الجنة ، و الله ما هو داخل .. إلا لما يؤمن بالنبي محمد ، لا أتألى على الله ، لكني أقسم يا رب بما علمتنا في كتابك و سنة نبيك ، لا تقول اللي مات و هو ما يؤمنش بالنبي هيبقى شهيد ، اللي قال لك كده : جاهلٌ جاهلٌ جاهلٌ ، يعني .. يا شيخ ده دكتور ، و يعني حذاؤه أفضل منك – مني أنا يعني - ، هقول لك ماشي ، قول اللي انت عاوزه ، لكن في النقطة دي ، هو جاهل ، مش هيدخل الجنة إللي لا يؤمن بالنبي محمد ، خاصةً بعد بعثة النبي محمد ، و الله لو سلكوا كل طريق ، و استفتحوا كل باب ، لم يُفتح لهم إلا إذا أتوا خلف الحبيب النبي محمد ، فأراد الله أن يعلنها بين الأنبياء ، و يُعلنها الأنبياء صراحةً ، أن الشرائع كلها نُسخت في شريعة النبي محمد ، فيدخل النبي المسجد المليااااان بالأنبياء و المرسلين ، و هيصلوا صلاة ، من يتقدم ؟؟ آدم أبو البشر .. فليتقدم نوح ، أول الأنبياء و المرسيلن ، فليتقدم إبراهيم خليل الرحمن ، فليتقدم .. موسى كليم الرحمن ، فليتقدم يوسف الجميل ، فليتقدم يحيى ، فليتقدم إسحاق ، فليتقدم يعقوب ، فليتقدم الوجيه في الدنيا في الآخرة .. سيدنا عيسى ...
جبريل يُؤمر من الله ، يتقدم سيد الأنبياء محمد ، يصلي بهم صلاة المسجد الأقصى .. الله الله ! فـ بعد كده محدش يقول لي إن فيه حاجة ، ممكن نتكلم فيها ، نتكلم في كل شيء من العقائد و غيرها ، لكن محدش يقول لي إن حد هيدخل الجنة ، و لم يؤمن بالحبيب النبي عليه الصلاة و السلام ، لا يهود ، و لا نصارى و لا مجوس و لا غيره ، لابد من الإيمان بالنبي محمد .. هنفضل نجامل ، و بعدين لما ييجي ربنا يقول لي ما بلّغتهمش ليه ؟؟ يقول لي علشان الوحدة الوطنية ! أيوة يا سيدي وحدة وطنية ، على عيني و على راسي ، أيوة يا لاعم ! لكن دولا برضه إخواننا في الإنسانية ، لازم نقول لهم الكلام ده غلط ، هو انت مش بتحب لنفك خير ؟؟ حب لغيرك يا أخي ! حنفضل نجاملهم ، لحد ما ييجي في ميزان سيئاتنا هؤلاء الملايين ، اللي ييجي يقول لك ده محدش قال لنا ، ده كانوا بيميّعوا لنا ، عشان ناخد كراسي ، عشان الناس تقول الله الله ! يا سياة اللي مش عارف مين ! يا اخواننا ، العملية منهية ، و ان ماكانتش منتهية كات الكراسي دي قضلت ، فلابد إن احنا نصدق مع الله ، ثم نصدق مع الناس .
الفائدة التي تليها من الإسراء قبل المعراج : أن يمر النبي محمد صلى الله عليه و سلم في الأماكن التي أمر الله له أن يمر بها ، مثلاً زي جبل الطور و ينزل ، صلى الله عليه وسلم ، يصلي ركعتين ، مثلاً ، أو المكان الذي كلم الله في موسى يمر عليه ، عشان النبي محمد بعد الهم و المحنة يجد الفرج و المنحة ، يعني شوف موسى عليه السلام اتكلم فين ؟؟ و هو شرف عظيم ، كلمة شرف عظيم مني ، يعني مش قادر ، يعني ممكن أتحاسب عليها ، لإني حاسس إن انا ما قلتهاش صح ! موسى عليه السلام كان في أمرٍ .. لا يستطيع أحد أن يُقدّر هذا الشرف ، و مع ذلك ، حبيب قلبي .. النبي محمد لم يكلمه الله على جبل الطور ، إنما في السماوات العُلى ، و خلي بالك من اللطيفة دي ، الله .. لما أراد أن يكلم نبيه موسى ، قال له إيه ؟؟ ماذا قال له الله : { فَلَمَّا أَتأهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوَى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا الله } طه 11:14
{ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ } طه : 12 ، مش هنتكلم بقى على اختلاف التفاسير في مسألة اخْلَعْ نَعْلَيْكَ ، لماذا ؟؟ أُمر موسى عليه السلام أن يخلع نعليه ، لأن رأي علىِّ بن أبي طالب أنه كان يلبس نعلين من جلد مثلاً حمار ، مثلاً ، هذا رأي من الآراء ، و قيل أنه كان في وادٍ مُقدس ، فلا يعني : ميدوسش عليه بالحذاء ، و قيل أنه أراد أن يطأ هذا المكان الطاهر بقدمه أيضاً ، ليلتقي هذا المكان الطاهر بقدم سيدنا موسى حافياً ، الكلام ده كله .. إحنا بنقف عند ماجاء في القرآن الكريم ، قال الله : { إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ } طه : 12 و لم يأتِ هذا الأمر للنبي محمد ، و هو في السماوات العُلى . مرَّ النبي محمد في طريقٍ فاشتمَّ رائحةً عطرةً ، دي ريحة مين دي ؟؟ فقال جبريل : رائحة ماشطة بنت فرعون ، و أبناءها اللي كانوا معاها ، جُمعت عظامهم و دُفنوا في مكانٍ واحد ، لما وصَّت - في آخر وصاياها - فرعون ، قالت له إن كنت هتموتني أنا كمان ، عظامي اجمعهم و حطهم مع أبنائي فـ مكان واحد ، فخرجت منها رائحة أطيب من رائحة المسك ، تسرية للحبيب النبي .. قُل له .. اللي أوذم ، شوف الجمال بتاعهم ، تسرية للحبيب النبي . و قصة ماشطة بنت فرعون إنتوا عارفينها ، لما فرعون ..واحدة آمن بالله ، و علمت ابنة فرعون بان الماشطة آمنت بالله ، فاخبرت والدها ، فجمع لها الناس .. آلاف مؤلفة ، في ميدان كبير ، و جعل قدر نحاسي .. يغلي ، و أوقد تخته ، و جعل الزيت منه يغلي ، ثم أوقف المراة و أبناءها الخمسة ، على القدر .. الولد الأكبر .. قال لها فرعون في تشفي : ( من ربكِ يا امرأة ؟؟ ) ، قالت ( ربي و ربك الله ) ، فأُمر بالولد الأول ، فسقط في قلب القدر ، فانحمس كما تنحمس الحبة ، فبكت الأم ، و تنظر لأبناءها الأربعة الباقيين .. كم داعبتهم ! و كم أطعمتهم ، و كم سقتهم ، و كم ضحكت معهم ، و كم سهرت عليهم ، كم جلست تمسح على النريض منهم ، حتى كان منهم الكبيرثم الصغير ثم الصغير حتى الطفل الرضيع ، بدأت تفكر في هذا الذي يموت أمامها ، لكنها علمت أن كل الأرض لله ، و علمت بلسان الحال و المقال ، الكلمة التي يطلقها الصابرون ( إنا لله و إنا إليه راجعون ) ، الله الله ! الولد الأول يُقذف في القدر ، فيقول لها فرعون في تشفي : ( من ربكِ يا امرأة ؟؟ ) ، قالت ( ربي و ربك الله ) ، فأُمر بالولد الثاني ، فحملوه من أمة ، و أُلقي في القدر ، فقال : ( من ربكِ يا امرأة ؟؟ ) ، قالت ( ربي و ربك الله ) ، الولد الثالث .. ثم الرابع ، حتى جاءوا إلى الطفل الرضيع .. الطلف الرضيع لم يكن واقفاً على الأرض ، و الأولاد ،حين رأوا هذا الزيت المغلي كانوا .. يعني مش ممكن يكونوا وافقين عادي ، فيه بكاء ، فيه تضرع إلى الأم ، طب قولي إن ربنا فرعون على ما نمشي ، مع أن هذه رُخصة ، لكن الأم قالت لأ .. ( ربي و ربك الله يا فرعون ) ، كما قال أهل الكهف : { رّبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهَاً لَقَدْ قُلْنَا إِذَاً شَطَطَاً } الكهف :14 ، تقف الجيوش ، و لا يقف الملوم و لا يقف الرؤساء ، ما نتقي الله شوية بقى .. دمرنا الناس ،دمرنا الناس في أخلاقهم .. فتنا حتى العلماء ، في حياتهم ، عاوزين نقول كلمة الحق ، قالت ( ربي و ربك الله ) ، فأمر بالحرس ..
الولد اكنت تصبّره ، الصغير ، لبكاء الأبناء ، هو يبكي هو الآخر ، كانت تصبّره ، تحمله تحت ثيابها و تصبّره ، يرتضع منها اللبن .. تغطيه و تغطي نفسها ، و تصبّر الذي يبكي ، ثم حُمل الولد منها ، طبعاً مش معقولة هياخده الولد بهذا الهدوء ، دفعتهم فدفعوها ، ضربوها فمنعتهم ، ركلوها بالأقدام ، و أخذوا منها الولد الرضيع ، و حُمل على القدر ، و لازالت قطرات اللبن على شفتيه ، و قالوا لها : ( من ربكِ يا امرأة ؟؟ ) ، قالت : ( ربي و ربك الله يا فرعون ) ، فأُلقي بالولد في القدر ، فانحمس كما تنحمس الحبة ، فانفطر قلب المة ، وبكت بكاءً عظيماً .. يا الله ! حال الصابرين عظيم ، لكن الله – جل و على – دائماً يثبت الذين آمنوا ، في حال إن الولد سقط في القدر .. الأم بتنظر لفرعون ، قالت له : ( وصيتي تجمع عظامي و عظام أبنائي تحطها فـ مكان ، في الحاجة اللي عاملها ) . فلما اقتربت من القدر ، انفطر قلبها على أبنائها ، و الولد الصغير يُقذف في القدر ، ينحمس قلبها كما تنحمس الحبة ، فأنطقه الله – جل و على - ، لسان حاله و مقاله بمعنى ما قال : ( أقبِلي يا أماه ، فإني و إخوتي نسبح في روضةٍ من رياض الجنة ) يامّا تعالي ، الحق واضح . فجاءت الأم ، و ألقوها ، اشتم النبي رائحتها الزكية .. خلي بالك ، كل ده بيقبق للنبي محمد عشان يشوف الجمال ، يشوف الحكمة و الفوائد ، و خلى بالك .. الرفعة لمن ملك منطقة الأقصى في العالم ، الرفعة لمن ملك منطقة الأقصى ، و جعلها الله حكمةً في ذلك ، ليصرف الفتنة عن بيت الله الحرام و عن المسجد النبوي ، فـ اللي يملك المنطقة ديات ، هو اللي يملك المسجد الأقصى ، هو اللي يملك العالم كله ، اللي يملك المسجد الأقصى يملك العالم كله ، فجعل الله مكان الرفعة إلى السماوات العُلى من المسجد الأقصى ، أيضاً حكمة ، عشان يصرف ، يصرف الناس إلى هذا المكان ، و يترك المكان الآخر آمن ، إلى أن يشاء الله جل و على أمراً .
أيها الأحبة الكرام ، فوائد كثيرة .. فعلم النبي قدره ، و فهم مراد ربه ، و سار في رحلة استأنس بها و سُري عنه .. الله .. لما تكون في هم كده ، و تطلع يف رحلة ، و يكون واحد محترم كده ، هو اللي واخدك ليها ، و مطيّب لك مكانك ، و يقول لك تعالَ هنقعّدك ، ده احنا يا اخي شوفنا أماكن في الطور ، سيناء .. حاجة عجيبة ! بلد و الله استشعرت أنني أحبها بعد مكة و المدينة .. صدقني ، و بعد طبعاً مصر بصفة عامة ، بصفة خاصة سيناء ، بصفة أخص .. الطور ، و رفح و هذه الأماكن ، حاجة عجيبة يا اخي ! حاجة عجيبة !
فعلم النبي قدره ، و لم لا ؟؟ ما تسمع كده ، و تصلي على رسول الله ..
الله زاد محمداً تكريماً و حباه فضلاً من لدنه عظيماً
الله زاد محمداً تكريماً و حباه فضلاً من لدنه عظيماً
و اختصه في المرسلين كريماً ذا رأفةٍ بالمؤمنين رحيماً
صلوا عليه و سلموا تسليماً
حاز المحامد و المدائح أحمد
و زكت منابته و طاب المحتد
وتأثلت علياؤه والسؤدد
مجدا صميما حادثا وقديما ... صلوا عليه وسلموا تسليما
شمس الهداية بدرها الملتاحُ
قطب الجلالةِ نورُها الوضَّاحُ
غيثُ السماحةِ للندى يرتاحُ
بشرى المسيح دعاء إبراهيما ... صلُّوا عليه وسلِّموا تسليماً
أوصاف سيدنا النبيِّ الهادِ
ما نالها أحدٌ من الأمجادِ
و الرسل في هَدْيٍ وفي إرشادِ
قد سلَّموا لنبينا تسليماً ... صَلُّوا عليه وسلموا تسليماً
أيها الأحبة الكِرام ، أتباع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، إحنا عاوزين نفخر بديننا ، نفخر بإسلامنا ، عاوزين يكون لينا أثر في الأرض،عاوزين يكون لينا أثر في الأرض ، عاوزين يكون لنا بصمة من بصمات الحياة ، اللي فيها خير ، يعني شوف .. البصمة ما بتروحش إذا كان فيها خير ، يعني شوف الأم لما ماتت ، ظن الناس أناه أُسقطت في نار جهنم ، لكنها كانت في النعيم تتقلب ، و لله در من قال :
خذوا إيمان إبراهيم ، تنبت لكم في النار جنات النعيم
و عندنا سيرة الحبيب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، ربنا سرَّى عنه ، و أعظم ما رآه نبينا رسول الله ، أنه رأى وجه الله ، أنه رأى الله ، هكذا قال الحبيب النبي ، كما جاء في حديث ابن عباس – رضي الله عنه و أرضاه – أن النبي قال : { رأيت ربي تبارك و تعالى } ، صحيح عائشة رضي الله عنها و أرضاها ، قالت : ( نورٌ ، أني آراه ) ، يعني قالت أن النبي لم يرَ الله سبحانه و تعالى ، النبي لم يرَ الله سبحانه و تعالى ،لكن العلماء ردوا و قالوا : الأول : أن عائشة كانت تقول مجرد رأي ، و ليست رواية عن النبي محمد .
و الأمر الثاني إن العلماء قالوا أنها نفت ، و العمل على الإثبات .
و الأمر الثالث : أنها كانت صغيرةً في السن ، و لم تكن في ذلك الوقت عند رسول الله ، ثم .. اجتماع الصحابة على رأي ، يسبق رأي عائشة رضي الله عنها و أرضاها ، خاصةً رجال الصحابة ، ده كلام أهل العلم في المسألة ، إذاً .. النبي رأى الله سبحانه ، و أما رؤيا فلا يطيق عقلي و لا قلبي و لا جوارحي الحديث فيها ، و اللهَ أسأل أن يكتب لي و لكم رؤيا وجه الله .
نختم أيها الأحبة ، بهذه النصيحة ..
لا تقُل من أين أبدأ طاعة الله البداية
لا تقُل أين طريقي شرع الله الهداية
لا تقُل أين نعيمي جنة الله الكفاية
لا تقُل غداً سأبدأ ربما تأتي النهاية
نحبكم في الله ، و نستودعكم الله .. وحشتونا ، و السلام عليكم و رحمة الله
ففرغت الحلقة ، و رفعتها على islamup.com
اضغط هنا لتحميل الحلقة
اللهم انفعنا بعلم العلماء ، و بارك فيهم ..
اللهم اكتب هذا العمل في ميزان حسناتنا ..
آمين
تعليق