السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
مازلنا مع هذه السلسلة النورانية التي نهدف من خلالها معالجة بعض أمراض القلوب بإذن الله تعالي
حكمة اليوم من أقوال ابن عطاء تقول :
" من لم يشكر النعمة فقد تعرض لزوالها ومن شكرها فقد قيدها بعقالها"
حكمة اليوم من أقوال ابن عطاء تقول :
" من لم يشكر النعمة فقد تعرض لزوالها ومن شكرها فقد قيدها بعقالها"
إذا بخلت بالنعمة فكإنك تفتح الباب علي مصراعيه لزوالها وإذا شكرتها فقد ضمنت بقاؤها عندك وزيادتها
معني الشكر
شكر النعمة هو أن تعترف لله عز وجل بجميله وتشكره وتلتزم بأمره، يجب أن تطبق الجوارح هذا الشكر وتترجمه لأفعال. ليس الشكر أن تجلس تقول الحمد لله ولا تنفق مما منُّ به الله عليك
يقول ابن القيم في تعريف الشكر " الشكر هو ظهور أثر نعمة الله علي لسان العبد ثناءاً واعترافاً من العبد لله سبحانه وتعالي"
يقول ابن القيم في تعريف الشكر " الشكر هو ظهور أثر نعمة الله علي لسان العبد ثناءاً واعترافاً من العبد لله سبحانه وتعالي"
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام :" إن الله ليرضي عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها "
نماذج لشكر النعمة
* النبي صلي الله عليه وسلم قص قصة ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمي من كثرة ما كان بهم من البلاء استقذرتهم الناس فأرسل الله إليهم ملك لاختبار شكرهم له ، فسأل الأبرص عما يريد وعما يحب من أنواع المال ؟ فقال :أريد أن أشفي من البرص وأحب الجمال ، فوضع يده عليه فشفاه من البرص وأعطاه ناقة عشراء (حامل) أنجبت له الكثير من الجمال ، ثم ذهب للأقرع وقال له :ماذا تطلب وماذا تحب من أنواع المال؟ فقال: أريد أن يرجع إليّ شعري وأحب البقر،فوضع الملك يده عيه فعاد إليه الشعر ثم أعطاه بقرة عشراء ، ثم ذهب للأعمي وقال له :ماذا تطلب وماذا تحب من أنواع المال ؟ فقال: أريد أن يعود بصري وأحب الغنم ، فوضع يده عليه فعاد إليه بصره وأعطاه من الأغنام ما يكفيه
بعد فترة أصبحوا من أغني الناس فعاد اليهم الملك في صورة سائل يطلب منهم الصدقة قال الأبرص ليس عندي شيء فذكره بما كان عليه فقال: هذا مال ورثته فقال له الملك : إن كنت كما تقول صيرك الله إلي ما كنت عليه ، وحدث نفس الشيء مع الأقرع
ثم ذهب للأعمي وسأله الصدقة فقال له : لقد كنت فقيراً منبوذاً فأغناني الله ، خذ ما تحب واترك ما تشاء فقال له الملك : لقد رضي الله عنك وسخط علي صاحبيك .
* النبي صلي الله عليه وسلم قص قصة ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمي من كثرة ما كان بهم من البلاء استقذرتهم الناس فأرسل الله إليهم ملك لاختبار شكرهم له ، فسأل الأبرص عما يريد وعما يحب من أنواع المال ؟ فقال :أريد أن أشفي من البرص وأحب الجمال ، فوضع يده عليه فشفاه من البرص وأعطاه ناقة عشراء (حامل) أنجبت له الكثير من الجمال ، ثم ذهب للأقرع وقال له :ماذا تطلب وماذا تحب من أنواع المال؟ فقال: أريد أن يرجع إليّ شعري وأحب البقر،فوضع الملك يده عيه فعاد إليه الشعر ثم أعطاه بقرة عشراء ، ثم ذهب للأعمي وقال له :ماذا تطلب وماذا تحب من أنواع المال ؟ فقال: أريد أن يعود بصري وأحب الغنم ، فوضع يده عليه فعاد إليه بصره وأعطاه من الأغنام ما يكفيه
بعد فترة أصبحوا من أغني الناس فعاد اليهم الملك في صورة سائل يطلب منهم الصدقة قال الأبرص ليس عندي شيء فذكره بما كان عليه فقال: هذا مال ورثته فقال له الملك : إن كنت كما تقول صيرك الله إلي ما كنت عليه ، وحدث نفس الشيء مع الأقرع
ثم ذهب للأعمي وسأله الصدقة فقال له : لقد كنت فقيراً منبوذاً فأغناني الله ، خذ ما تحب واترك ما تشاء فقال له الملك : لقد رضي الله عنك وسخط علي صاحبيك .
* ورد أنه كان هناك رجل مبتلي في بني إسرائيل وسمعوه يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلي به كثيراً من الناس وفضلني علي كثير ممن خلق تفضيلاً ، وعندما سألوه علام تشكر الله ؟ قال أشكر الله أن جعلي لي قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وجسداً علي البلاء صابراً
* انظر إلي الأنبياء الذين هم أفضل الناس كيف كانت مكانة الشكر عندهم
يقول الله تعالي عن سيدنا إبراهيم في سورة الإسراء :" إن ابراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين (120) شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلي صراط مستقيم (121) "
ويقول عن سيدنا نوح : {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً }الإسراء3
وعن سيدنا موسي : {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ }الأعراف144
وانظر لسيدنا سليمان ماذا يقول : {قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل40
وكان نبينا الكريم يقول دبر كل صلاة :
"اللهم أعنّي علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " وكان يشكر الله آناء الليل وأطراف النهار وكان يقول :" أفلا أكون عبداً شكورا !"
وكان نبينا الكريم يقول دبر كل صلاة :
"اللهم أعنّي علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " وكان يشكر الله آناء الليل وأطراف النهار وكان يقول :" أفلا أكون عبداً شكورا !"
الرضا في الشكر
هذه هي القاعدة التي يريد الله أن يعلمنا إياها ، إرض بما قسمه الله لك تكن أغني الناس ، والله عز وجل يقول :" وإن تشكروا يرضه لكم " أي أن الله يرضي عن شكرك ويرضي عنك إذا شكرت.
وقد جاء الأمر بالشكر في القرآن حيث يقول الله عز وجل في سورة البقرة
:" فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون "(152)
ويقول في نفس السورة" ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون "(172)
:" فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون "(152)
ويقول في نفس السورة" ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون "(172)
وفي السنّة يقول صلي الله عليه وسلم : " التحدث بنعمة الله شكر وتركه كفر ومن لم يشكر القليل لا يشكر الكثير " الحديث عند البيهقي
فضل الشكر
1- جعل الله الشكر سبب للنعمة ففي الآية
{وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }النحل78
أي أن كل هذه النعم أعطانا الله إياها لكي نشكره عليها ولكن قليلاً ما نشكر.
{وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }النحل78
أي أن كل هذه النعم أعطانا الله إياها لكي نشكره عليها ولكن قليلاً ما نشكر.
2- زيادة النعم معلق علي الشكر {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم7
3- والله أنعم علينا بالنصر من أجل الشكر فقال تعالي : {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }الأنفال26
4- بل إن الليل والنهار من أجل الشكر {وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }القصص73
5- والشكر سبب من أسباب منع العذاب : {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً }النساء147
6- وأخبر الله أهل الشكر أنهم المخصوصون بمنته عليهم : {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ }الأنعام53 فأهل الرضا وأهل الفضل هم أهل الشكر.
7- حب الله فقد قسم الله عباده إلي شكور وكفور ، وأحبهم إليه الشكور وأبغضهم إليه الكفور " إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا" الإنسان (3)
ونلاحظ أمرأ عجيباً ، لقد اوقف الله الجزاء والعطاء علي مشيتئه هو سبحانه وتعالي فقد قال :"لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ{49} أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ{50} الشورى
وأوقف الله الرحمة علي المشيئة: {وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ }الشورى8
وأوقف الله الرحمة علي المشيئة: {وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ }الشورى8
أما في حالة الشكر فهو يعطيك حتماً ويفتح عليك أبواب الرحمة والعطاء
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم7 فلم يقل ليزيدنكم إن شاء
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم7 فلم يقل ليزيدنكم إن شاء
وقد جعل الله الشكر هو الغاية من الخلق فقال : {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }النحل78
واخبر الله أن من يعبده هو من شكره ومن لم يشكر الله فلم يعبده " واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون " البقرة (172)
قواعد الشكر
كيف نتعلم الشكر الحقيقي ؟
يكون ذلك باتباع القواعد الآتية
يكون ذلك باتباع القواعد الآتية
1- خضوع الشاكر للمشكور ، أن تخضع لأوامر الله إذا أمرك بالإنفاق مما أعطاك من المال تنفق ، إذا أمرك بغض البصر الذي أنعم عليك به تغضه.
2- حب الشاكر للمشكور ، من يشكر هو من يحب الله .
3- الثناء علي الله
4- الاعتراف بالنعمة ، صحتك وسلامة أعضائك ، النفس الذي تتنفسه كل يوم كم نفس بكم ألف جنيه كل هذا من نعمة الله عليك ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام :" إن الله يحب أن يري أثر نعمته علي عبده " ولكن ليس بالمغالاة والتكبر والتبذير
5- استعمال النعمة في الطاعة، أعطاك العينين لا تنظر بها للحرام ، أعطاك لسان لا تكذب به وتغتاب وتخوض في الأعراض ، اعطاكي جسد متناسق لا تلبسي ملابس ضيقة وتكوني فتنة ولكن اشكري الله علي نعمه واستعمليها في طاعته.
سُئل أحد الأمراء لو تطلب شربة ماء ولم تجدها فبكم تشتريها ؟ قال بنصف ملكي ، قال ولو احتبست ولم تخرج منك فكم تدفع لتخرجها ؟ قال : النصف الثاني،فرد عليه قائلاً: الحمد لله الذي عافاني من ملك يضيع في شربة ماء.
وفي الختام ، لو جلس كل واحد منا يتفكر في نعم الله عليه لن يحصيها {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }إبراهيم34 واكبر نعم الله علينا هي الإسلام ، لو تفكرت في أعضائك كيف تتحرك ؟ عمليات الجسم المختلفة من يتولي تنظيمها وإدارتها ؟ هل تدفع مقابل لذلك ؟
لا ، لا تدفع مقابل كل ما عليك هو أن تشكر الله ومع شكرك تزداد نعمه عليك .
لا ، لا تدفع مقابل كل ما عليك هو أن تشكر الله ومع شكرك تزداد نعمه عليك .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
تعليق